(سبحان الذي اسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا هوله لنريه من اياتنا انه هو السميع البصير صدق الله العظيم)
ايها المباركين
يا شعبنا يا شعب فلسطين
يا من اختاركم الله لتكونوا الحماة والمدافعين عن دينه و مقدساته , عن امة حكامها على عروش عهرِِِ عروش صعاليك تقيم مآذب الكفر و العار وتسبح لذلها فمسنتقع الخيانة.
انتم اليوم يا شعبنا تقيمون وتحيون وعد و عهد الله بكم , انتم الذين قال الله عز وجل فيهم . ( الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايماناً وقالوا حسبنا الله و نعم الوكيل ).
نعم ايها الاحبة ايها الاخوة حسبنا الله ونعم الوكيل و فضلاً من عنده انه اختارنا لدينه ومقدساته , اليوم انتم ياشعبنا رجالاً ونساء - و اطفال تدافعون بالصدور العارمة و الايدي المباركة , و القلوب
المؤمنة و بالحجر المقدس تدافعون عن مقدسات امتنا و بالنيابة عنهم.
انتم في القدس و بيت المقدس و اكناف بيت المقدس يا من قال فيكم رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اهل الرباط و العزيمة و ما جلت قلوبكم و لا هانت عزيمتكم من هذا العدو المدجج بكل انواع
الاسلحة , ولكن دوماً كان حسبكم انكم تدافعون عن مقدسات الله في الارض فاستحق يكم ان تكونوا خلفائه على الارض .
ونقول الى امتنا العربية والاسلامية , يا احفاد خالد ابن الوليد , يا احفاد صلاح الدين , القدس تستصرخ ضمائركم , الاقصى يناديكم و ا سلاماه و ا عروبتاه , الا يوجد معتصم فيكم , الم بسمع
احد فيكم بما فيه اهلكم في فلسطين , الم تشاهدوا قطعان المستوطنين يدنسون المقدسات ؟ و ينتهكون الحرمات ؟ , الم تشموا رانحة دماء اهلكم تسيل وتروي ثرى الاقصى الحبيب , فاين انت اليوم منهم؟...
انتفضوا لنصرة الاقصى و المقدسات , انتصروا لفلسطين و شعبها , انه لمن العار امة المليار و 300 مليون مسلم , شذاذ آفاق يعيثون فساداً في مقدساتكم فأين اليوم انتم منهم . ؟ اين انتم من فلسطين و اهلها
و القدس و المقدسات . ها هم بدأوا بالحرم الابراهيمي و مسجد بلال بن رباح و قبر راحيل , فماذا تنتظرون ؟
يا ايها الاخوة تهب اليوم جميعاً في الذاخل و الشتات لنصرة الاقصى و شعبنا الفلسطيني و الذي يحاول العدو الصهيوني و منذ 60 عاماً للنيل من عزيمة شعبنا لثنيه عن ارادته الوطنية و الاسلامية , الا ان شعبنا
كان دوماً يرفض الركوع و الخنوع لهذا العدو و لم يترك العدو اية وسيلة لارغام شعبنا على التراجع عن حقوقه و ثوابته الوطنية , فتوارثت الاجيال حب فلسطين و الانتماء للقدس و الاقصى و كل المقدسات من
الام والاب و الجد.
ها هو يمارس سياسة ضم المقدسات من الحرم و بلال و قبر راحيل . ولكن شعبنا دوماً بالمرصاد .
هذا هو شعبنا و هذا قدرنا و تاريخنا , لا تغرينا كنوز الارض جميعاً عن ذرة تراب منها , و يحاول اليوم ليحاصر المسجد الاقصى و القدس , فيعرض على اهلنا ف القدس لشراء البيوت , المحال التجارية , بأثمان
باهضة , وصلت حد المئات من ملايين الدولارات بل المليارات ولكن نعمه الله علينا وفضله رفض اهلنا وشعبنا كل هذه الاغراءات ,, وقال فلسطين وقف الله على الارض..
فأمام عظمة و تضحيات شعبنا ندعو باسمكم ايها الاخوة كل فصائل الثورة الفلسطينية , ندعوها لشروع فوراً لانجاز الوحدة الوطنية الفلسطينية , السبيل الوحيد للرد على هذا العدو , ولنكن جميعاً على قلب رجل
واحد و انهاء كل الخلافات الداخلية.
وايضاً ندعو الانظمة العربية و الاسلامية التي تقيم علاقات مع العدو الصهيوني بشكل مباشر او غير مباشر , لقطع هذه العلاقات و لتحشيد كل الطاقات ليتكامل العمق العربي و الاسلامي .
و كذلك ندعو لرفع الحصار الجائر عن شعبنا في غزة , وندعوا مصر لهدم الجدار , جدار الفصل العنصري و نقول في هذا المجال للنظام المصري امتنا العربية امة واحدة في العقيدة والانتماء فلا الجدران و كل
الاسوار , تستطيع ان تخرج مصر و شعبها من عمقها العربي و الاسلامي .
تحية لكل الانطمة و الشعوب التي تقف الى جانب شعبنا و نخص بالذكر هنا سوريا قيادة وشعيباً و ايران الاسلام و شعبها و لبنان حكومة و شعبنا ..
تحية للمقاومة الوطنية و الاسلامية في لبنان , و على راسها سماحة السيد حسن نصر الله .
تحية لكم ايها المرابطين المدافعين عن شرف الامة و مقدساتها .
في الذكرى السنوية الأولى لرحيل المناضل الفلسطيني الدكتور فضل شرورو، وضمن حشد كبير من معظم قيادات فصائل الثورة الفلسطينية أقيم بدمشق، في مخيم اليرموك، مركز الشهيدة حلوة زيدان حفل تأبيني كبير للراحل شرورو .. حيث تحدث الدكتور محسن بلال وزير الإعلام السوري، عن مناقب الفقيد مؤكداً أنه بآسىً بالغ نلتقي لنتذكر رجل الثورة والإعلامي القومي، الذي لم يتعب ولم يكل ولم يمل، إنه الأخ الحبيب " أبو فراس " الدكتور فضل شرورو، وقد مرت سنة على رحيله، لكنه حاضراً معنا بوجهه المقاوم، ضد هذا الكيان الصهيوني الغاشم والغادر.. ثم أضاف : أبا فراس لم يكترث بهذا الكيان الغاصب فقد كان الدكتور فضل بطلاً عربياً فلسطينياً يشهد له بذلك كل من عرفه، ولقد كان الجرح الفلسطيني جرحه الذي لا يندمل، كما كانت القضية الفلسطينية، قضيته اليومية والحيوية، كان مؤمناً بحتمية انتصار قضيته العادلة حيث نرى في كتاباته التزامه الدائم بقضيته.. ثم قال :
أحب أن أؤكد أن سوريا تقف مع المقاومة بكل أشكالها لتحرير الأرض المحتلة والجولان، واستشهد بكلمة للرئيس بشار الأسد والتي يقول فيها : (( المقاومة أساس لبقائنا واستمرارنا)).
ثم ألقيت كلمة حزب الله من قبل الحاج أبو محمد حسن حدرج / عضو المجلس السياسي لحزب الله حيث قال فيها : لقد عرفت " أبو فراس " على مدى / 25 / عاماً، وكان بيننا مسار في الجهاد والمقاومة، عرفته مقاوماً، ومدافعاً عن المقاومة، وعندما كان البعض يهاجم المقاومة كان يقول لنا الدكتور فضل : لا تردوا عليهم وأنا كفيل بالرد .. ثم انتقل حدرج للحديث عن السياسة الآنية ليتساءل : كيف نواجه التحديات ؟ فنتنياهو يمضي بمشروعه بكل جدية، والمرحلة هذه تشكل فرصة ذهبية له، ثم قال: لا يخدعنكم الخلاف الأمريكي الإسرائيلي الظاهر، فهو خلاف على المصالح المشتركة وليس حول الاستيطان أو ما شابه ذلك .. إنه خلاف بينهم على الأولويات ليس إلا .. فالإدارة الأمريكية تريد أن تمرر أزمات الكيان الصهيوني وأزماتها معاً، من أجل مواجهة الجمهورية الإسلامية في إيران، لكن المشكلة تكمن في الوضع العربي، وهم يتفقون ويختلفون علينا، بينما نحن نتفرج، فلا موقع لنا بالاتفاق ولا بالاختلاف .. ثم قال: كفانا تمسكاً بمبادرة السلام العربية، وكفانا إصراراً على المفاوضات، ولنبحث في خيارات أخرى، والحقيقة فإن مرتكزات القوة في الأمة تتمثل في اجتماعات طهران ودمشق الأخيرة.. ثم وجه تحية إجلال وإكبار إلى كل أهلنا في فلسطين .
كما تحدث القائد الفلسطيني ( أبو الوليد ) الأستاذ خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس مؤكداً أن مبادئ " أبا فراس " لم ترحل ولا فكره أيضاً .. وهنا يكمن الفرق بين من يموتون وتنتهي سيرتهم ومن يبقى فكرهم يلمع .. لقد كان فضل شرورو صاحب الفكرة الذكية، كان لماحاً ذكياً، مفيضاً على من حوله .. والله لقد افتقدناه في مجالسنا، ومواقفه ستبقى مغروسة في الأجيال .. وكان حين يكتب ،فإنه يكتب بنبضات الروح وبالإرادة المتجددة حيث قدم الأنموذج .. وهو أنموذج حاضر ومتكرر في أمثاله من المناضلين بفضل الله .. إنه من مدرسة أبو جهاد أحمد جبريل، مدرسة القيادة العامة التي ما بدلت ولا غيرت .. نفتقده اليوم مع أحداث القدس والمسجد الأقصى، وعبر إذاعة القدس التي أسسها مع الانتفاضة الأولى .. ثم قال : إن المسيرة التي غزاها وغذتها كل مجموعات شهدائنا ما زالت قائمة .. ثم تحدث عن القدس وأحوال القدس هذه الأيام منوهاً إلى أن البعض خذل أهلنا في القدس والمسجد الأقصى .. وأقول لهم إن لبطن الأرض خير من ظهرها إذا ما بدأت أمور الهدم بالقدس والأقصى دون حراك .. وخاطب أهل القدس قائلاً : الأمة معكم .. والعالم يشهد لحظة تحول في منطقتنا .. يا أحباءنا في الضفة .. القدس أولاً .. الأقصى أولاً، فكل العوائق الأخرى خلف ظهركم أمام واقع ونجدة المسجد الأقصى .
ثم وجه كلامه للشرفاء في فتح قائلاً : السلطة اليوم تشوه الصورة، تشوه تاريخنا ونضالنا الذي أشعلتم أنتم بداية شرارته فتعالوا معاً لنضع أيدينا مع بعضنا بعضناً ولنعيد المسيرة إلى نضالها .. ثم وجه كلامه للصهاينة قائلاً : لن تستطيعوا أن تفرضوا من تشاؤون من القيادات الفلسطينية فالمال لا يصنع قيادة، القيادات تصنعها الشعوب والخنادق والتضحيات .. وأقول لغالبية النظم كفى خداعاً .. لقد عرت إسرائيل مواقفكم .. ثم طالب الزعماء العرب في قمتهم القادمة بقوله: كفى مسيرة مفاوضات، نريد قراراً شجاعاً بإغلاق مسيرة المفاوضات وأقول لكم : إن الذي لا يغضب ميت فلا تكونوا أمواتاً .
بعد ذلك تحدث السيد " نورس فضل شرورو" ابن الراحل فضل شرورو باسم أسرة الفقيد قائلاً :
أيها الحضور أنتم جميعاً أسرة فضل شرورو وليس نحن فقط، نعم وأسرته الشعب الفلسطيني وأمته العربية وكذلك أمته الإسلامية .. وأؤكد لكم أننا كأسرته الصغيرة نمشي على خطى المقاومة، وخطى العودة والتحرير، ولقد كان فضل شرورو مؤمناً بوحدة المعرفة والعلم، فحق أن نعتز جميعاً به ونمشي على خطاه.
ثم تحدث الأمين العام للجبهة الشعبية / القيادة العامة المناضل أحمد جبريل / أبو جهاد / ليقول : كان " أبو فراس " واثقاً من أنه سيعود للرملة مسقط رأسه، وكان مع بداية عملنا الكفاحي يقطع مئات الكيلومترات ليأتي إلي مدوناً بعض الملاحظات ليعطيها للرفاق.. ولقد غطت إرادته دائماً على وضعه الصحي، ثم انطلق للحديث عن الوضع السياسي العربي فقال :
لم أر سوريا منذ استقلالها كما أراها الآن بمثل هذه العزة والإرادة .. حيث يأتي الزوار الأجانب والعرب إلى سوريا ليكسبوا ودها .. وذلك من خلال موقف سوريا البطل الذي يستمر في دعم المقاومة اللبنانية والشرفاء الفلسطينيين .. سوريا وحدها تقف شامخة .. وباقي العربان رافعي الأيدي .. هذه هي سوريا التي يحاولون النيل منها .. ونحن نقول لهم إن السلاح سلاح المقاومة سيبقى في غزة، وفي لبنان مع حزب الله ثم قال: إن الاستيطان اليوم في الأراضي المحتلة والاستمرارية في بنائه هو بمثابة صفعات في وجه القيادة المهزومة وأقول لكم : إن العدو سيهزم، ثم أردف قائلاً : والله سيهزم .. ثم تحدث عن السلطة الفلسطينية قائلاً : أي سلطة وطنية هذه التي يتحدثون عنها .. وطالب رئيس السلطة محمود عباس بأن يذهب إلى عمان أو أي عاصمة عربية ويعلن حل السلطة وإذا حلت السلطة فنحن في اليوم الثاني سنعمل على توحيد البيت الفلسطيني والفرصة سانحة للسيد عباس ليذهب إلى عمان ويعلن حل السلطة .. ثم قال إن إيران قوية أكثر من السابق، وهذا ما لاحظته أثناء زيارتي لطهران مؤخراً، ثم أنهى كلامه ليقول لـ ( أبو فراس ) هذه الأمة ستنتصر وهؤلاء سيهزمون .
السباق المحموم للسباق على نيل جائزة نوبل للسلام او الاداب من قبل النخب العربية ،يقابله سباق سريع للغاية من قبل الصهيونية العالمية من اجل تحقيق حلمها في تهديم الاقصى واقامة الهيكل المزعوم على انقاضه ، وبمباركة عربية كاملة وتشجيع عالمي واضح ، وخجل اسلامي اشد وضوحا.
الحفريات التي فرغت الارضية بالكامل من تحت المسجد الاقصى والتي تجري امام عيون وانظار مراقبين اتراك ، مكلفين من تركيا بمراقبة كيفية تفريغ ارضية الاقصى ، لم نجد ابدا لها من فعالية على الارض التركية ولاالعربية وكأن عمال المراقبة شهداء زور لما يحصل للاقصى من تخريب وتهديم.
وحده سلمان رشدي كان الطعم في جائزة نوبل للاداب وذلك لأنه ومنذ أن منح هذه الجائزة والتي حصدها بسبب هجومه على الاسلام ، فان كبار المفكرين من العرب والمسلمين والعلماء والادباء ورجال الاعلام توجهت عقولهم واسلحتهم الفكرية سكاكين حادة تنهش بالاسلام واهله طمعا بالجائزة الدسمة لافواه جائعة مضافا لها الاسم الكبير والعريض الذي سيحمله من يفوز بهذا اللقب التشريفي الكبير جدا ، وكان السقوط مدويا للعديد من هذه المجاميع المنبطحة بسبب العدو الشديد واللهاث وراء نيل الجائزة وهو نتيجة طبيعية بسبب الاعداد الغفيرة من قطعان المتسابقين ، وواقع الحال يؤكد ان هذه الجائزة لن تمنح ابدا لأي منهم وذلك بسبب قرار خفي يقضي بمنح هذه الجائزة مرة كل عشرين اوثلاثين عاما لاشد المعادين للاسلام واهله ، والمصيبة ان عدد المنضوين لقطار السباق هذا هائل وكبير جدا وفي ازدياد، وكل منهم يظن ويعتقد ان الجائزة ستكون من نصيبه ، وهذا بسبب بعض التلميحات من هنا وهناك للبعض وذلك من اجل زيادة قطعان اللاهثين وراء هذه الجائزة الملعونة ، وكم حزنت عندما علمت ان هناك العديد من اصحاب الفكر الراقي ، قد انزلق وبسبب هذه الجائزة الى مزالق دنيا ودنيوية ، وصلت في الكثير منها الى اعتراف البعض وافتخاره انه شاذ جنسيا ، ومنهم من يشغل منصبا وزاريا في بعض دولنا العربية والمنتمية الى العروبة والاسلام ، وهناك مفكر من مجموعة مفكرين اخرين قد رماه شيطانه الى ارسال ملف خاص به للادارة المعنية بدراسة الترشيحات انه من اصول يهودية ، واشخاص وصلت بهم النذالة الى نيل مرضاة اقطاب الحكم في شمال العراق الانفصالي لاشعار المرشحين انه تافه وحقير ونذل ومستعد للانحناء الى درجة التقوس ، واشد هؤلاء عداء للعروبة والاسلام هو من ظن ان هذه الجائزة له ولامناص من نيلها ، فوجه سهامه الى مهاجمة الدين الاسلامي وعلمائه وخاصة ابرزهم على الساحة العربية والاسلامية ، فمنهم من نال العروبة ومنهم من نال من العقيدة الاسلامية ومنهم من نال من الكعبة المشرفة ومنهم من حاول النيل من ابرز علماء الامة بسبب تاييده العلني والصريح للمقاومة في الاراضي التي نال الاحتلال منها، ومن العجيب حقا ان هؤلاء اللاهثون وراء جائزة نوبل والجوائز الاخرى والذين لن يروها الا بعد رؤية نجوم الظهيرة في شهر تموز ، والذين كان نتاجهم الفكري والعلمي ليس من اجل انتاج بحوث او اعمال فكرية ترتقي بامتنا عاليا، وانما فقط كان نقدا هدفه تسفيه رسالة دينية جلبت النور للبشرية ولولا هدي صاحبها صاحب النور المضيء والذي حمل رسالة اول كلماتها بسم الله الرحمن الرحيم لقرأ باسم ربك، فلولاهديه لكان هؤلاء الكتاب والمبدعين بغالا يركب عليها القياصرة والكساورة ، او كانوا عبيدا وطواشي يعملوا الساعات الطوال في تدليك خصية جنود القيصر او اماء في ربقة العبودية لانظمة ازال الله دولتهم واستبدلها بدولة النور التي جعلت العلم اساسا لبنيانها فشع نور العلم من جنباتها واهدت اسس العلوم للعالم اجمع وهذا باعتراف علماء الغرب كلهم .
لقد كان حريا بهؤلاء اللاهثين وراء جائزة نوبل ان ينتقدوا اديانا مازال فقهائها يتطهرون بالروث ويسجدون لجرذ ويقدسون كلابا ويتطيروا من الطهارة والنظافة ، وكتبهم طلاسم ودوائهم شعوذة واربابهم بهائم وهوائم ، وهؤلاء هم من يمتدحهم رهبان الادب والفكر والاعلام العربي ومعهم رجال السياسة وطواغيت الامة من حكام، الظلم شيمتهم والجهل معدنهم واللذة والاستمتاع غايتهم وبيع الاوطان شاغلهم ، والغريب في اصحاب الاقلام والاعلام انهم لايشدهم او يثيرهم مايجري للاقصى واهله من تعد على يد الصهيونية واعلان صريح واضح ان غايتهم هو هدم الاقصى وضم فلسطين كلها الى تاج صهيون ، فهذا ليس من اهتمامات كتابنا الذين تغنوا بابقار الهند واحذية روما وكلاسين تايلند في الوقت الذي تدق فيه الصهيونية اسافلهم باشد انواع الخوازيق دمارا .
ليس غريبا ابدا ان يشارك الاعلام العربي الذي يقود شبكات من الدعارة المرئية الفضائية ، ان يقود شراكة مع اساطين الاعلام الصهاينة ، ولكن الغريب هو في تلك المطاردات لفقراء اضطروا للعمل في نفس البلد الذي ينتمي له صاحب هذه الشبكات الكبيرة من الدعارة والذي يحلم بصنع جائزة خاصة لافضل ديوث في العالم ،وليس غريبا ان تقوم كاتبة سعودية تنتمي الى بلد يقول مليكها انه خادم الحرمين الشريفين ، ان تكتب في مقال تشر الرزيلة من جوانبه بدعاوى لم يدعها احد من العالمين شرقا وغربا ثم يقوم برنامج كامل في احدى القنوات الفضائية بالترويج لها وهي قناة اعلامية تنتمي الى نفس بلد حادم الحرمين ، وبلغ التطاول من احدى المدافعات عن السقوط والانحلال انها قالت : لقد اخطات الكاتبة في صياغة المقال ، ولو احسنت الصياغة لكسبت انصار اكثر بكثير مما كسبته.
وليس فقط الكتاب والاعلاميون هم من اللاهثين وراء جائزة ليست لهم وانما الكثير من رجال السياسة ، فهؤلاء وكلما اذلتهم الصهيونية ازدادوا عطاء وانحناء وخيانة ومنحوا الصهيونية المزيد من العطايا واخرها اربعة اشهر من عبثية المفاوضات دشنها المحتل الغاصب ببناء اضخم كنيس يهودي على اراض الاقصى.
لقد كان السياسي والمثقف المتعلم من رواد النهضة والتضحية والتقدم في مجتمعاتنا ، وذلك قبل ان تتعلق ابصار دعاة التقدم والتحرر بجائزة نوبل واخواتها ، وكانت سجون الاحتلال تشهد للعالم وتفتخر بروادها من اصحاب الفكر الطليعي ومعهم علماء الامة ، اما اليوم فان ابرز من يتاجر بقضايا الامة هم النخبة المثقفة الا من رحم ربي ، يؤيدهم في هذا العبث ثلة من العلماء والمتفيقهين من طلاب الشهرة في الدنيا ، وهم في الواقع بعض داء هذه الامة وسبب النخر فيها.
كم يعتريني الالم وانا اشاهد قلة من ابناء وجيران الاقصى يضربون ويساقون الى السجون وامتنا لاهية ضائعة لايهمها الا رضاء الحاكم او السعي وراء جوائز لاتحيي بل تميت ، فعذرا ايها الاقصى فاننا امة لانستحقك ابدا وعذرا يابغداد الحبيبة فاننا امة تستلذ بالعار وهاهي سجونك مليئة بالاحرار من النساء قبل الرجال .
((الامريكان حمقى لانهم احتلوا دولة شعبها لا يكل ولا يمل . فيديل كاسترو))
وجدي أنور مردان
بغداد المحتلة
بعد أيام قليلة سيحل ذكرى العدوان العسكري الغاشم الذي قادتهامريكا ومن تحالف معها، ضد العراق و ستدشن المقاومة العراقية الباسلة سنتها السابعةلجهادها ونضالها البطولي، بعد انطلاقتها الكبرى في اليوم التالي لأحتلال أمالعواصم، بغداد العز والصمود، يوم 9 نيسان 2003 المشؤوم.
سقطت جميعمبررات شن هذه الحرب العدوانية التي لازالت مستمرة حتى الان. أنها شنت خارج الشرعيةالدولية والقانون الدولي. فخلال تلك السنوات العجاف حاولت أمريكا، وخلفها الجوقةالطامعة بثروات العراق وخيراته اضفاء الشرعية على عدوانها، مستهلكة ما بجعبتها مناوراق صفراء وحجج عوجاء ففشلت. ليس لنا من حاجة ان نعيد ونكرر المبررات والحجج التيسوقتها، لانها انكشفت جميعا أمام العالم وأمام التاريخ وبانت أمريكا امبراطوريةشريرة لا تقيم للقانون وزنا ولاللانسانية اية أعتبار.
بعد فشلها، غيرت أمريكاالنغمة وباتت تعزف على وتر الديمقراطية والحرية واعادة الاعمار. أجرت انتخاباتالعام 2005 فجائت بحفنة من عملائها اللصوص والسراق لحكم العراق وتبديد ثرواتهونهبها. لم تفلح في هذه المسرحية من اضفاء الشرعية على حكم عملائها. كررت العمليةواجرت الانتخابات البرلمانية في هذا الشهر، عسى ولعل ان تحصل على الشرعية المفقودة،فتبين ان مجمل العملية تزوير في تزوير. فلا عملائها، كائنا من يكون الحاكم القادم،سيحصل على الشرعية المفقودة ولا استمرارها في احتلال العراق، مهما اصدرت من قراراتمن منظمة الامم المتحدة والمحافل الاقليمية، ستضفي الشرعية على وجودها في العراق. لان عملها باطل من الاساس، وكل ما بني على الباطل فهو باطل. بل ان عملها جريمة بحقالعراق وشعبه.
سنوات عجاف خيمت على العراق وهو يرزح تحت الاحتلالات الغاشمة،الامريكية والصفوية والصهيونية ، ومنذ ذلك اليوم المشؤوم ما برح ابنائه يقتلون ونسائه يغتصبون ويترملون، اطفاله يتيتمون و علمائه ومفكريه يغتالون. قادته يعدمون وخيرة ابنائه يهجرون قسرا. عوائله الكريمة يشردون و ثرواته تنهب وتسرق. يسرح العملاءواللصوص في وزاراته ومؤسساته ويمرحون. الفساد المستشرى لم تشهده اية دولة من دولالعالم مثيلا له. بغداد التي كانت واحدة من أئمن واجمل وانظف العواصم باتت اخطرهاواوسخها. الطائفية البغيضة تفكك نسيجها الاجتماعي واضعين العراق على مشرحة التقسيموالتفتيت. المحتلون المجرمون ماأ نفكوا يتوغلو في اجرامهم وغيهم. الاشقاء والاعماموالاخوال نؤوا عنه جانبا ارضاءاً لاسيادهم.
كل هذه المشاهد المأساوية مرت علىالعراق ومازالت. ومن رحم المأساة يولد الامل، كما يقولون، والامل بالله ثمبالمقاومة العراقية الباسلة التي انطلقت ماردا جبارا ليقلب جميع حسابات ومعادلاتالمحتلين وعملائهم. لا يغرنا الفقاعات الكاذبة مثل الديمقراطية والانتخابات واحترامالراي الاخر وحقوق الانسان والمصالحة والعملية السياسية. . فالعملاء ، مهما أختلفتالوانهم واشكالهم، لايمكن ان يكونوا وطنيين، واللصوص لايمكن ان يكونوا أمناءولايمكن للمومس ان تكون شريفا ولا الشيطان ملاكا.
في خضم هذهالمأساة قد تثار أسئلة مهمة مثل:
ماذا حققت المقاومة العراقية خلالمايقرب من ست سنوات من نضالها وجهادها ؟ وهل ستنتصر المقاومة العراقية؟ وهلانتصرت أمريكا في حربها العدوانية؟ أسئلة قد تدور في خلد الكثيرين من العراقيينفي الداخل وفي الاغتراب القسري في الخارج ولدى الخيرين من العرب والعالم. أسئلةمشروعة وحيوية.
قبل ان نقدم جرداً موضوعيا لانجازات المقاومة العراقية الباسلة،بجميع فصائلها، لابد وان نستقرء التاريخ، فمن دروسه الحكيمة نستقي: انه لايذكر انمقاومة شعب ضد محتليه لم تنتصر؟ اذا الدرس الاول الذي يعلمنا التاريخ، هو حتميةانتصار المقاومة ضد المحتل الاجنبي مهما طال زمن الاحتلال. وعليه فان انتصارالمقاومة العراقية الباسلة هو حتمية تاريخية لايقبل الجدل او النقاش..
ابتدأً،ان الدافع الى طرح مثل هذه الاسئلة المشروعة ، في رأينا،هو بسبب التعتيم الاعلاميالعالمي والعربي والمحلي الكثيف على اخبار وفعاليات المقاومة الباسلة، منذ أن بدأالعزف على اوكسترا استتاب الامن والامان. بالمقابل اطلقت امريكا وعملائها وكتابالمارينز، حملة أعلامية شرسة وظالمة موازية، لشيطنة المقاومة ورجالها الشجعان، ،بقصد واضح وهو بث رسالة مفادها: ان الامن والاستقرار بدأ يسودان العراق وانالمقاومة اضمحلت وتتلاشى ولم يبقى هناك سوى جيوب غير فاعلة، وهذا تكتيك فاشل ومعروفأستخدم ضد حروب التحرير السابقة في الجزائر وفيتنام وغيرهما ولاينال هذا الحجب منعزم المقاومة والمؤمنين بها وبنضالها وجهادها لتحرير العراق.المقاومة الفيتناميةمرت باوقات عصيبة وغيرت من تكتيكاتها بحيث مرت عليها سنتان دون القيام بفعلياتمؤثرة ورغم ذلك انتصرت.
السنوات الماضية اثبتت صحة مانقول. الانسان لايصرخ الامن شدة الالم. كما سيأتي:
ففي الاسطر القادمة نقدم جرداموضوعياً بالدلائل والبراهين والارقام عن انجازات المقاومة الباسلة وماذا حققت، منذلحظة انطلاقتها في 10 نيسان 2003 وكيف فشلت أمريكا في تنفيذ مشروعها الجهنمي فيالعراق وفي المنطقة بحيث اجبرت، تحت ضربات المقاومة، على اتخاذ قرار سحب قواته اوتقليص عددها وذلك في بداية العام 2006 عندما صرح رئيس هيئة الأركان المشتركةالجنرال مايرز ، قائلا: ( أن القوات الأمريكية سوف يتم تخفيضها إلى 60 ألف جندى فىكانون الاول- ديسمبر 2006) . وصولا الى المرحلة الحالية عندما أعلن الرئيس اوبامااستراتيجية سحب قواته من العراق بحلول نهاية العام 2011 تنفيذا لوعده خلال حملتهالانتخابية.
ان القرار الامريكي هذا لم يكن قرار اختيار بل انه كان قراراضطرار، لان المقاومة العراقية الباسلة وضعت الولايات المتحدة الامريكية، القوىالعظمى في العالم، في زاوية حرجة، سياسيا وعسكريا واقتصاديا وأخلاقيا، واطبقت عليهاالخناق خلال الاعوام 2004و2005 و2006و2007 مما حمل الجنرال زيني التأكيد علىاستحالة النصر العسكري في العراق.مرورا على اعتراف الجنرال سانشيز والجنرال كيميتالعام 2005 بان المقاومة العراقية تشن 900 عملية في اليوم الواحد واعتراف تقريربيكر- هاملتون بقيام المقاومة على تنفيذ 160 عملية في اليوم الواحد. لم نقرأ فيتاريخ حركات الكفاح المسلح ، مع احترامنا الشديد لها، بان اي منها قد نفذت عشر تلكالارقام في اليوم الواحد أو حتى في اسبوع واحد.
هذه الهزائم المتتابعة هي التيدفعت أمريكا الى اتخاذ قرار (سحب قواتها) منذ بداية العام 2006 كما ذكرنا انفا،بالرغم من اننا مقتنعون بانها سوف لن تسحبها ولكنها ستسحبها في العراق الى قواعدهابحجة ان الاوضاع لم تستقر في العراق بعد، واخذ المسؤولون الامريكان يمهدونبتصريحاتهم بذلك منذ فترة. لقد أفشلت المقاومة العراقية الوطنية الباسلة،الاستراتيجية الامريكية في العراق، وكبدت قواتها خسائر فادحة بالارواح والمعدات ،هذه الخسائر الهائلة هي التي دفعت الادارة الامريكية على أدراك العواقب الوخيمةلاستمرار أحتلالها للعراق. كما ادركت المؤسسة العسكرية و السياسية الامريكية تمامااستحالة تحقيق اينصر عسكري او سياسي في العراق.
لذا وجهت وسائل الاعلام الامريكية والبريطانية والاقلام العربيةالمأجورة للترويج للانسحاب معززا بتصريحات كبار المسؤولين الامريكان.
إن بقاءقوات النخبة الأمريكية وبأعداد تصل إلى حدود خمسين ألف جندي كقوات تدخل سريع مدعومةبقوة جوية ضاربة في القواعد الأمريكية المنتشرة في أرجاء العراق، لا يغير من صفةالاحتلال شيئا، خاصة وأن هناك أكثر من 180 ألف من مرتزقة الشركات الأمنية حسبالمصادر الأمريكية المستقلة يقومون بمختلف الأعمال العسكرية، ولم تتطرق خطة الرئيسأوباما إلى انسحابها أو مستقبلها أو طبيعة واجباتها. فضلا عن وجود أكثر من ربعمليون عميل وجاسوس وخائن من الميلشيات ،ولم تصمد دباباتها وهمراتها المصفحة وغيرالمصفحة امام العبوات الناسفة ولم تصمد سمتياتها الاباتشي والكوبرا امام صواريخالمقاومة والاهم من كل ذلك لم تفلح الولايات المتحدة من انتزاع الايمان من قلوبالمجاهدين الابطال وتصميمهم على تحرير العراق، كامل تراب العراق. وامام هذا الاصرارالبطولي والارادة الحديدية لمجاهدي المقاومة ، قررت امريكا الانسحاب مرغما، لكيتحتفظ بما تبقى من قطرات قليلة من ماء وجهها.
الجنرال ريموند اوديرنو, القائدالامريكي الاعلى في العراق يقول: أنا لا اعتقد ان حرب العراق قد انتهت وما يقلقنيهو ان القادم يتجاوز كثيرا ما يتوقعه اي منا.!!!! أبشر ياجنرال فان هزيمتكم فيالعراق ستكون اشد دويا من سايغون؟؟!!
المقاومة العراقية لها فضل تاريخي علىالعرب وعلى المسلمين وعلى العالم عندما الحقت بامريكا انتكاسة عسكرية وسياسيةواقتصادية واخلاقية وقانونية.
كيف؟ نشرح ذلك باختصار:
عسكريا:
لم تستطعامريكا من دحر المقاومة العراقية خلال سبع سنوات رغما عن الالة العسكرية الهائلةواستخدامها القوى المفرطة والاسلحة المحرمة دوليا ضد مجاهديها ومقاتليها الصناديد،وحشدها 160 الف جندي و180ألف من مجرمي الشركات الامنية ومرتزقتها ومئات الالاف منالميليشيات العميلة.
فرغم كل الفظائع التي استخدمتها الآلة الحربية المدمرة ضدالمقاومة وضد الشعب العراقي فإن هذه المقاومة لم تضعف بل إنها ازدادت و تزداد قوةواتساعا مع كل يوم يمر. ولم تزدها ضربات المحتل سوى صمودا وانتشارا.
ذكرالجنرال جيان جينتل الذي قاد قوات مقاتلة أمريكية في العراق في مقال نشرته صحيفة "إنترناشيونال هيرالد تريبيون" في شهر تشرين الاول، أكتوبر 2009 قائلا:
أنالقدرة الحالية والاستعداد والإرادة الخاصة بالجماعات (المتمردة) والمسلحة فيالعراق في تنفيذ هجمات تقوض فكرة أن زيادة القوات أجدت نفعا، وأنه من خلال القوةالعسكرية، توضع نهاية للعنف.
لقد اخرجت المقاومة العراقية اكثر من ثلثالقوات العسكرية الامريكية من الخدمة، وقتل أكثر من 4250 من قوات الماريز( حسبالمعلن الرسمي الامريكي) وحدهم واصابة عشرات الالاف من جنود الاحتلال بالجروحواجبرت عمليات المقاومة الاسطورية انتحار جندي امريكي من بين ثلاثة جنود العائدينمن العراق وقد اعترفت البنتاغون في 30.1.2009 ان عدد حالات الانتحار بين صفوفالقوات العسكرية الامريكية قفز بنسبة 11 في المئة مسجلا أعلى مستوى له على الاطلاقفي عام 2008 مع تزايد وطأة الاثار النفسية الناتجة عن الحرب المستمرة في العراقوافغانستان على الجنود الامريكيين.
أظهرت دراسة لوزارة الدفاع الأميركية، حصلتعليها صحيفة الماينيتشي اليابانية، أن حوالي 140 ألف جندي أميركي من الذين نشروابساحات القتال في العراق وأفغانستان يعانون من أزمات نفسية ناجمة عن تعرضهم لصدماتنفسية دماغية.وتذكر الدراسة ان المصابين وعددهم 140 ألفا لا يعانون من إصاباتخارجية بل من أعراض الصداع وفقدان الذاكرة وغيرها من المشاكل النفسية والمعنوية. وبحسب الدراسة فان السبب المحتمل لهذا الوضع هو تلف في النسيج الدماغي نتيجة التعرضلموجات صدمة اهتزازية فوق صوتية بعد تفجير عبوات ناسفة بدائية محلية الصنع عدة مراتفي بعض الحالات.وتقدر وزارة الدفاع الأميركية أن 300 ألف من أصل حوالي مليوني عسكريتم إرسالهم إلى العراق وأفغانستان يعانون من أضرار الصدمة الدماغية النفسية.
لنتامل مانشرته تقرير مكتب المحاسبة الامريكي لتقييم الحرب على العراق وحجمالخسائر التي تكبدتها قواتها، كشف هذا التقرير رسميا و لاول مرة عن اجمالي عددالهجمات التي نفذتها المقاومة العراقية التي بلغت 164 ألف عملية قتالية مسجلة تحتوصف ( مهمة وعنيفة) ، مع الاشارة في نفس التقرير الى ان هذه الارقام لم تشملالهجمات شرق وجنوب البلاد.
وحسب احصائية لمركز الاستقلال للدراسات والبحوث( مركز عراقي مستقل) لغاية تموز، يوليو 2009 فقد بلغ حصاد هذه العمليات 32000 قتيلاوعند إضافة 300 جندي أمريكي قتيل خلال فترة الغزو لغاية نيسان 2003 وكذلك قتلىمرتزقة الشركات الأمنية البالغ عددهم 1315 سيكون الرقم الإجمالي لقتلى الجيشالأمريكي في العراق :
32000 +300+ 1315 = 33615 ألف قتيل و224000 ألف جريح لغاية 2008 ، في حين لا تتوفر مصادر دقيقة لإحصاء عدد القتلى الذين قضوا " بحوادث غيرقتالية " ، والمنتحرين أو عدد الجرحى الذين ماتوا في المستشفيات الألمانية أو فيالطريق إليها والذين عادة لا يحسبون ضمن أعداد القتلى الرسمية.
واستنادا الى قسم الدراسات في مركز الامة للدراساتوالتطوير( مركز عراقي مستقل) نشر في 5 أذار، مايس 2010 في جزيرة نت ،أن اعدادالقتلى في صفوف الجيش الامريكي في العراق منذ بداية الغزوعام 2003 وحتى اواخر عام 2009 يقارب خمسين ألفا. هذه الخسائر في صفوف قوات الاحتلال والخسائر الماديةالتي الحقتها بها المقاومة العراقية الباسلة هي التي اجبرت أمريكا واضطرتها لاتخاذقرار الانسحاب وادركت أن امتداد فترة الصراع وتراكم نعوش الجنود وإعداد الجرحىوالمنتحرين وتجاوز كلف الحرب الحدود القصوى سيدفع بالكثير من الباحثين واللجانالمستقلة الأمريكية إلى السعي لكشف الحقائق العميقة للخسائر بعيدا عن سياسة التعتيموالتضليل التي ينتهجها البنتاغون.. سياسيا:
أفشلتالمقاومة العراقية المشروع الامبراطوري الامريكي الذي تبناه اليمين الامريكيالمتمثل بالمحافظين الجدد وافشلت خطة ما يسمى باقامة الشرق الاوسط الكبير أوالصغير،بل يمكن القول ان هذه المقاومة الباسلة الفريدة من نوعها واسلوبها وتاثيرها، قدنجحت في تحطيم استمرار اليمين الامريكي داخل االادارة الامريكية نفسها وتساقطزعمائها كاوراق الخريف الى ان مني الحزب الجمهوري بالهزيمة الساحقة في الانتخاباتالاخيرة، ( وأنه لولا هذه المقاومة العراقية الباسلة لكان الأمريكان قد نجحوا فيتحقيق أهداف المشروع الامبراطوري الأمريكي الصهيوني, وأن يتطلعوا كما خططوا إلى غزوسوريا ولبنان وإيران وربما مصر والسعودية كما قال بعض المحللين). أنه لولا تلكالمقاومة الباسلة, لكان الشرق العربي قد تغير بل والشرق الأوسط كله قد تغير, بمعنىسيادة المشروع الأمريكي الصهيوني, و تحطيم كل قوى المقاومة في الارض العربية, ومنثم فإن تصاعد واستمرار حركات المقاومة ضد المشروع الأمريكي والصهيوني يرجع الفضلفيه إلى المقاومة العراقية, فلولا انطلاقتها في تلك الفترة الحرجة من تاريخ المنطقةلحققت امريكا هيمنتها وسيطرتها على العالم أجمع.
يقول الدكتور محمد سرور فيمقاله عن مستقبل المقاومة العراقية: أن ظهور المقاومة العراقية منع أمريكا من تحطيمكل الرأسماليات غير الأمريكية، " الأوروبية واليابانية والصينية " وغيرها, واستناداعليه كان للمقاومة العراقية فضل على هؤلاء جميعًا.
الصحفي الأمريكي مايك ويتنيكتب: (خطة الإدارة الأمريكية للعراق محكوم عليها بالفشل، لأنها مستندة على منطقخاطئ، القوة الساحقة والعنف المتطرف لا ينتجان حلولا سياسية، مجرد الكثير من إراقةالدماء......
إن الطريق الوحيدة نحو الأمام الآن هو أن على الولايات المتحدةإعلان وقف إطلاق نار فوري، وأن تدعوا إلى المفاوضات مع زعماء المقاومة الوطنيةالعراقية، ....... وأن توافق من حيث المبدأ على الانسحاب الكامل لكل القواتالأمريكية. ويضيف مايك ويتني قائلا:
حتى في هذا التأريخ المتأخر، هناك تردد بينالمثقفين المحافظين والليبراليين على حد سواء، للاعتراف بأنه يجب التعامل معالمقاومة، المدعومة سنيا، المقادة بعثيا وجلبها إلى منضدة المساومة.
المفاوضاتمع المقاومة العراقية هي "الخطوة الأولى" على الطريق إلى حل سياسي. أما "البقاءوالصمود"، والانسحاب على مراحل" أو حتى الاجتماع مع القوى الإقليمية، (مثل سورياوإيران) هي مجرد علاجات سطحية لا تمس القضية المركزية. تحتاج الولايات المتحدة أنتعقد صفقة أو اتفاق مع الرجال الذين "يحملون الأسلحة ويحزمون المتفجرات"، همالوحيدين الذين يحاربون هذه الحرب وهم الوحيدين الذين سيقررون شروط تسوية سياسية(.
أقتصاديا:
استنزفت المقاومة العراقية الباسلة ،القوة الاقتصادية الهائلة لامريكا واوصلتها الى حافة الافلاس.
أكد تقريرللكونجرس الأمريكي في مايس 2009 بأن الولايات المتحدة لا تستطيع أن تتحمل نفقات حربالاستنزاف التي تخوضها المقاومة العراقية ضد الاحتلال، والتي تمثل أكثر من 75% مننفقات الولايات المتحدة العسكرية منذ بدء الاحتلال، وخاصة أن هذا الاحتلال لم يحققما تصبو إليه الولايات المتحدة على الصعيد السياسي او الاقتصادي او العسكري خلالأكثر من ست سنوات.
هذا الاعتراف بالعجز الاقتصادي، نتيجة حرب الاستنزاف البشريوالمادي، التي تخوضها المقاومة العراقية ضد الاحتلال يمثل اعترافا ضمنيا بالهزيمة والخسائر التي تكبدتها الولايات المتحدة أمام صمود المقاومة العراقية الباسلة، ويمثلبداية فعلية لنهاية الاحتلال قريبا بعون الله.
تشير الدراسات الامريكية وخاصةكتاب البروفيسور جوزيف ستيغليتز ، الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد والاكاديميونالامريكان ،ان التكلفة الحقيقية للحرب خلال اكثر من ست سنوات تقارب 3 ترلويناتدولار ، اي 3% من الناتج القومي الامريكي؛ و بذلك تعتبر الحرب في العراق اكثر تكلفةمن حرب فيتنام، وتأتي الثانية بعد تكلفة الحرب العالمية الثانية؛ ولايوجد ادنى شكمن وجود خلافات جذرية بين الكونجرس و البيت الابيض و المالية و الخارجية و الدفاععن تمويل احتلال العراق نتيجة هذه التكلفة العالية؛ ورغم هذه الاختلافات فان الجميعيتفق بان اقتصاد الولايات المتحدة لايستطيع تحمل نفقات السياسة الخارجية المبنيةعلى الغطرسة العسكرية، والتي تعتبر ركيزة النظام العالمي الجديد.
كتبت صحيفة "الواشنطن" بوست الأمريكية يوم الأحد 9 مارس 2009:
ليس هناك شيء اسمه حرب رخيصة، مغامرة الولايات المتحدة في العراق أضعفتالاقتصاد الأمريكي بشكل خطير. لا يمكنك أن تنفق 3000 مليار دولار على حرب فاشلة ولاتشعر بالألم في بيتك. وحتى 3000 مليار دولار تقدير متحفظ جدا.
أن الازمةالاقتصادية الحالية التي تعصف بامريكا ماهي الا تداع من تداعيات استمرار وصمود هذهالمقاومة الجبارة . . هذه الحقائق اكدها جوزيف بايدن نائب الرئيس الأمريكي في تسللهالاخير الى العراق المحتل في 13.1.2009 حيث قال:-أن شعبنا عانى الكثير وليس بمقدورهأن يعاني أكثر ولم يعد بمقدورنا التضحية بشبابنا من أجل شعوب العالم أي لم تعدامريكا شرطي العالم كما كانت.نحن نعاني من الأزمة المالية ومشاكلنا الاقتصاديةكبيرة جداً ، لدينا عجز في الميزانية يبلغ 1.2 تريليون دولار وسوف نظل نعاني منالأزمة المالية مدة عشرة سنوات لذا فأننا بحاجة إلى مداواة جروحنا وان نكونمتواضعين.بلداناً كثيرة تعاني من الأزمة المالية وتتهمنا بأننا كنا السبب وتتطلعإلى الحل..ارتكبنا أخطاءً كثيرة ولا نريد تكرارها ونحن مسؤولون عن نتائجها.
أخلاقيا:
كشفت المقاومة عن الوجه الحقيقيللمحتل الامريكي واسقطت جميع القيم التي كانت تتبجح بها عندما اكتشف العالم فضيحةسجن ابو غريب التي ستبقى وصمة عار غير قابل للزوال في جبين التاريخ الامريكي.وفضحتجميع الحجج والمسوغات الكاذبة التي ساقتها واقنعت بها العالم المتخاذل قبل غزوالعراق.
في دليل واضح على مدى السقوط الاخلاقي لجيش الاحتلال الامريكي وفي ذكرىفضيحة سجن ابي غريب التي اذهلت العالم بمستوى وحشيتها ودنائتها كشف استطلاع اجرته مجلة فورن بوليسي التي تصدر عن مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي بالمشاركة مع مركزأمن أمريكا الجديدة ونشرت في 6 نيسان، ابريل 2008 كشفت الدراسة ان 53 % منالجنود الامريكيين يؤيدون استخدام التعذيب في استجواب المعتقلين وان 46% منهم يؤيداستخدام اسلوب التعذيب الوحشي المعروف بالغمر في المياه والذي برعت قوات الاحتلالفي استخدامه مع المعتقلين في العراق وافغانستان ومعتقل غوانتنامو سيء الصيت . هذههي القيم الامريكية التي تبجح بها بوش.
أكد برجينسكي مستشار الامن القوميللرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر، واحد كبار المعارضين للحرب على العراق قبلاندلاعها، الذي قال في مقال له بعنوان" خارطة طريق للخروج من العراق: " ان الحرب فيالعراق كارثة تاريخية استراتيجية واخلاقية نفذت بموجب افتراضات زائفة وهي تقوضشرعية امريكا العالمية"، وقد شدد بريجنسكي على ان تؤكد الولايات المتحدة بشكل واضحنيتها بمغادرة العراق، وان تعلن عن انها ستبدأ في اجراء محادثات مع القادةالعراقيين "الاصليين" الذين يستطيعون الوقوف على اقدامهم، وهم اولئك الذين يمتلكونسلطة حقيقية خارج المنطقة الخضراء لأن النظام العراقي الذي تعتبره ادارة بوش ممثلاًللعراقيين هو محدد بمساحة اربعة اميال مربعة داخل القلعة الامريكية في بغداد ومحميبجدار سمكه 15 قدماً".
قانـــونيا:
شهد العالم أجمعكيف استخفت امريكا بالقانون الدولي وبالقانون الدولي الانساني وبميثاق الاممالمتحدة عندما ضربت عرض الحائط التراث القانوني الانساني الى الحد الذي وصفه السيدكوفي عنان، الامين العام السابق للامم المتحدة بان احتلال العراق غير قانوني وغيرشرعي لانه خارج الشرعية الدولية. كما ادان السيد ميغيل ديسكوتو بروكمان رئيسالجمعية العامة للامم المتحدة لدورتها السابقة في بيانه يوم 4/3/2009 امام الجزءرفيع المستوى لإجتماعات الدورة العاشرة لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، أنه: "حتىعندما يستوعب العالم، وحشية غزو قطاع غزة في الآونة الأخيرة، نرى أن العراق هوالنموذج المعاصر والمستمر الذي يؤكد كيف ان الاستخدام غير المشروع للقوة يؤدّي، لامحالة، الى المعاناة الإنسانية، وعدم احترام حقوق الإنسان. لقد أنشأ هذا (الغزو) عدداً من السوابق التي لا يمكن أن نسمح بإستمرارها"، وأضاف:"إنه لا يوجد أدنى شك منعدم مشروعية استخدام القوة ضد العراق إذ انها تتعارض مع حظر استخدام القوة الواردفي المادة 2 (4) من ميثاق الامم المتحدة. إن كل المبررات التي أوردت في العدوان علىالعراق وأفغانستان، وإحتلالهما، تمثّل فظائع يتوجب إدانتها ورفضها من جميع الذينيؤمنون بسيادة القانون في العلاقات الدولية".
ان الولايات المتحدة لا تحترم حتىالمعاهدات والاتفاقيات الدولية التي وقعتها وصادقت عليها، وبهذا اتضح للعالم اجمعبانها دولة القوة وليست دولة القانون وشريعتها شريعة الغاب وان تبجحها بالديمقراطيةوحقوق الانسان وقيم العدالة والقانون هوهراء في هراء.
عودةالى عمليات المقاومة الباسلة:
نقلت صحيفة العراق الالكترونية التي تصدرعن المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية في عددها 885 بتارخ 13.3.2009 عن الجنراللويد أوستين قائد الفيلق الثامن عشر في جيش الاحتلال قائلا: انه منذ قدوم الفيلقإلى العراق ولأول مرة في شهر يناير/كانون الثاني من العام 2008، ، كان يجري فيالعراق ما يزيد على 700 هجوم خلال أسبوع واحد.وأضاف: إننا وصلنا إلى العراق وفوجئنابأن أعمال العنف في أوجّها وفي أعلى المستويات، حيث حصل في عام 2008 أعلى نسبة منالهجومات والتفجيرات. وجدير بالذكر ان هذا التصريح يعد إحصاءا رسميا لمعدل الهجماتالتي تشنها المقاومة العراقية ضد القوات الأمريكية المحتلة، و يرى المتابعون انهاتثبت عكس ما يشاع عن توقف العمليات التي تستهدف جيش الاحتلال، وتفند وتدحض مزاعمتحسن الحالة الامنية فى العراق.
فلو اجرينا احصائية بسيطة اخذين بنظر الاعتبارالرقم الرسمي الاخير الذي اعلنه الجنرال أوستن، اي 700 عملية في الاسبوع الواحد،فهذا يعني ان المقاومة الباسلة قد نفذت خلال 288 اسبوعا من عمر الاحتلال ( الىتاريخ تصريح الجنرال اوسن)، أنها قد نفذت ( 201600) عملية وهذا هو أكثر من ضعفالعمليات التي نفذتها المقاومة الفيتنامية خلال عشر سنوات، اذ بلغت عدد عملياتها ( 92720) عملية بضمنها 57 عملية عسكرية كبيرة ،اخرها الهجوم وتحرير سايغون ( حسبموسوعة الحرب الفيتنامية(. إن كل هذا المعطيات تؤكد أن المقاومة الباسلةالمدعومة من الشعب العراقي العظيم من اقصى شمال الوطن الى أدنى جنوبه تسير بخطواتثابتة نحو تحرير العراق وطرد الغزاة عن أرضه. وبات من المؤكد أنه ليس للمحتل ولالعملائه مستقبلا في بلاد الرافدين وأنما المستقبل المشرق هو للمقاومة الباسلة. وأنكل الذين وضعوا أيديهم في يد المحتل سوف يرمون في مزبلة التاريخ.
هذا هو ماحققته المقاومة العراقية الباسلة خلال سبع سنوات من لحظة انطلاقتها الكبرى.
حريبالعراق والعراقيين ان يفخروا بهذا الانجاز العظيم ولم يبقى باذن الله سوى ربعالساعة الاخيرة لتحقيق النصر الناجز لتحرير العراق تحريرا كاملا ليفتح بذلك الطريقامام تحرير العرب والمسلمين والعالم من الطاغوت الامريكي.
ونختم مقالنا باعترافالحاكم الامريكي السابق في العراق السفير رايان كروكر, ان ما سيحمله العالم عنا منافكار وما سنفكره نحن بشأن انفسنا سوف يتقرر بما سيقع من الان فصاعدا وليس بما وقعلحد الان وبكلمة اخرى, فإن الاحداث التي ستعلق بذاكرة العالم حول الحرب في العراقهي تلك التي لم تحدث بعد؟؟!!
وقبل ذلك طرح الجنرال بترايوس اثناء الغزو، سؤالامهما، حين قال على اي وجه سينتهي هذا الامر؟!!!
الشعب العراقي العظيم وممثله الشرعي الوحيد المقاومة الوطنية الباسلة سيجيب علىهذا السؤال قريبا باذن الله العلي القدير، وعندئذ ، سيعلم الذين ظلموا اي منقلبينقلبون.
نحن نلتزم بنشر كل ما يرد الى بريدنا و لا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر ادارة تحرير أخبار العرب - الكتابات يجب أن لا تتعرض الى هتك الأعراض - لن ينشر أي مقال لا يراعي حرمة الأديان - نعتذر عن نشر المقالات التي تتعرض لشخصيات وطنية بالتجريح و نقبل المقالات النقدية - نرحب بكل المقالات ذات التوجه الداعم لفكرة الوحدة العربية - ننشر معاناة المواطنين - قضايا حقوق الانسان - اخبار الاحزاب و النقابات و الجمعيات الاهلية - نحن لا نخشى أحد لأننا لا نشتغل عند أحد رئيس التحرير