إلى السيد :
عامل صاحب الجلالة - عمالة انزكان ايت ملول
الموضـوع: طلب تدخل و تفسير
المرجـــع : رفض السلطات بإنزكان تسلم الملف القانوني لجمعية منتدى أفراتي للتنمية و حوار الثقافات و الأديان
سلام تام بوجود مولانا الإمام
وبعد :
سيدي العامل، ممثل جلالة الملك بالإقليم . بعد التحية اللائقة بمقامكم، و علاقة بالموضوع و المرجع المشار إليهما أعلاه. و كما تعلمون و يعلم الجميع تأسس يوم 01 مارس 2009 منتدى أفراتي بشكل قانوني و علاني بالقاعة المتعددة الاستعمالات بإنزكان بعد اتخاذ كل الاجراءت القانونية المعمول بها (إخبار السلطة 15 يوم قبل اللقاء- الحصول على ترخيص القاعة العمومية).و تميز المؤتمر الوطني التأسيسي بحضور ممثلي أزيد 100 مندوب يمثلون أزيد من 20 مدينة مغربية .
نعم سيدي قبل نحو ستة أشهر أعلن مجموعة من الفاعلين من عدة جهات من المملكة عن تأسيس جمعية تنموية وطنية بمدينة انزكان تحمل اسم جمعية منتدى أفراتي للتنمية وحوار الثقافات و الأديان تروم خلق و تقوية شروط مشاركة المواطن المغربي في بناء مستقبل وطنه وفق معايير الحوار و التسامح و التعايش .إلا أن المفاجأة كانت في الحملة التي تعرضت لها الجمعية قبل أن ترى النور بل تعرض لها أيضا بعض من مؤسسيها شخصيا. حملة كان مسرحها صفحات بعض الجرائد. حيت أن كل هولاء الدين كتبوا ما كتبوه لم يحظروا قط اللقاء و حتى لم يكلفوا أنفسهم عناء قراءة البيان التأسيسي للجمعية الذي نشر للرأي العام. فذهبوا إلى القول بان الجمعية هي للصداقة الامازيغية- الإسرائيلية بعد استنتاج استنباطي غريب وتأسيسها في هذه الظروف يأتي لفك العزلة الدولية المضروبة على الكيان الإسرائيلي خاصة بعد حرب غزة الأخيرة التي أبانت فيها إسرائيل عن عدوانيتها من خلال جرائم الحرب التي ارتكبتها في غزة وما تواصل القيام به من بناء للمستوطنات ومحو للمعالم العربية الإسلامية بمدينة القدس. و استطردوا بكثير من العبارات الإنشائية التي أضحى يجيدها القاصي و الداني عن المجازر الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين والتي لايختلف اثنان على إدانتها كونها ترقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية . بهذا الكلام الإنشائي المطول ذكرني ا صاحبه بالتلميذ الذي حضر للامتحان بموضوع إنشائي عن وصف حديقة . إلا أن آماله خابت حين وجد السؤال موضوع الإنشاء عن وصف رحلة على متن الطائرة. فما كان من التلميذ إلا أن اسقط الطائرة في المكان الذي يجيد الحديث عنه سلفا فكتب ( ذات يوم ركبنا الطائرة و سقطت في حديقة ...) لينطلق بعدها في وصف الحديقة .فطنة هولاء الزملاء من هواة الصحافة وسرعة بديهتهم أسعفتهم في الكشف –قبل غيرهم- عن مخططين أحدهما أن تأسيس الجمعية يندرج ضمن مخطط لتطبيع العلاقات مع إسرائيل والثاني يروم محو الانتماء العربي الإسلامي للمغرب وزرع بذور الفتنة داخل المجتمع مما يهدد بتفتيته… و بالرغم من كوننا في المنتدى آثرنا عدم الرد على الكثير من عناصر هذه الحملة في حينها تفاديا للدخول في نقاشات سفسطائية لا نحبذها مع كوننا نجيد الكثير من أساليبها. و قد يطول أمدها بيد أنها لا تجدي. بالرغم من ذلك و مع تأكدنا أن رفض تسلم الملف القانوني للمنتدى من طرف السلطات بالمدينة هو انسياق وراء تلك الحملة الغوغائية ، انسياق من جهة موكول لها حماية القانون و ليس خرقه بسبب مقال سخيف هنا آو هناك . و مع كل دلك اخترنا في المنتدى طريق الحوار و حسن النية و الانتظار، ربما من خلال ابحات السلطة تكتشف الحقيقة ، إلا أن أملنا خاب بعد مرور أزيد من ستة أشهر . مما جعلنا اليوم نراسلكم سيدي العامل في الموضوع بعد استحالة عقد اللقاء معكم مباشرة رغم محاولتنا الكثيرة من اجل دلك، و حتى مكتب الضبط بالعمالة يرفض توقيع تسلم الطلبات . لدلك اخترنا اليوم طريق البريد المضمون للحديث معكم ونطلب منكم التدخل العاجل لحماية القانون و حقوق رعايا جلالة الملك .
نعم سيدي العامل ، إن جمعية منتدى أفراتي للتنمية و حوار الثقافات والأديان أسسها شباب راكموا تجارب جمعوية مختلفة ويرون من واجبهم تسخيرها في سبيل المحافظة على الموروث الثقافي و الحضاري للمغرب في كل مظاهره. هذا الموروث الغني بتعدد مشاربه من الثقافة الأمازيغية والإفريقية و اليهودية فضلا عن الثقافة العربية الإسلامية و الأورو- متوسطية وهي كلها مكونات تآلفت وتعايشت على أرض المغرب لقرون خلت وتوافقت على جعله أرض التسامح والتعايش والحوار. كما توافقت على الامتزاج لتشكيل الهوية الإنسانية و الحضارية للإنسان المغربي الذي لا يقبل الإقصاء والتهميش.ومؤسسوا هذه الجمعية يؤمنون بضرورة نشر قيم التسامح و التعايش وينظرون لحوار الثقافات و الأديان على انه حوار عملي يهدف إلى خلق التعايش بين الناس بكرامة وعدل وسلام من خلال التصدي لمشاكل التباعد وسوء الفهم عن طريق الحوار،و التركيز على فرص التلاقي و القواسم المشتركة التي يمكن من خلالها تجاوز التمييز. ولعل في اسم الجمعية دلالة واضحة على هذا التوجه. إذ إن تسمية أفراتي ذات مدلول مزدوج فهو اسم المملكة اليهودية التي تأسست على يد الملك أفراييم بأفران الأطلس الصغير . إلا أن هذا الاسم يحمل داخله مدلولا أمازيغيا في عبارة أفرا التي تعني السلام.
كما يأتي تأسيس هذه الجمعية في سياق دولي أصبح يعج بنداءات يسعى أصحابها إلى ردم الهوة القائمة بين الأديان والحضارات بما يحقق سلاماً وتفاهماً مشتركاً بين مختلف الشعوب، إضافة إلى إبراز الرؤية المعتدلة للديانات والنأي عن الخوض في القضايا الجدلية الحساسة التي تمس العقائد والثوابت الخاصة بكل ديانة. فمن مؤتمر الدوحة لحوار الثقافات و الأديان الذي أصبح موعدا سنويا لا يتوانى المشاركون فيه من ممثلي مختلف الأديان عن الدعوة إلى إدانة كل إساءة للمقدسات الدينية ورموزها وآثارها وشخصياتها، و مناشدة المؤسسات الاجتماعية والإعلامية بتجنب الأفكار النمطية التي تغذي العداوة بين الأديان.بل و دعا في دورته الأخيرة الأمم المتحدة إلى استصدار تشريعات تجرم الإساءة للمقدسات الدينية للشعوب وأكد على ضرورة احترامها. احترام لا يجد فيه الملتئمون في الدوحة نقيضا لحرية التعبير التي يتعلل بها البعض للإساءة لهذه المعتقدات. من الدوحة إلى مدريد التي عقد فيها مؤتمر دولي لحوار الأديان انبثقت عنه مبادرة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الهادفة إلى إرساء حوار عالمي حقيقي بين أتباع الأديان والثقافات في العالم. مبادرة تتوخى تفادي أسباب فشل معظم الحوارات في الماضي والمتمثلة في التركيز على الفوارق، وتعتبر النجاح في ذلك مرهونا بالتوجه إلى المبادئ الإنسانية و القواسم المشتركة التي تجمع بين الشعوب كافة. و شكلت هذه المبادرة لخادم الحرمين الشريفين وثيقة عمل المؤتمر الذي خلص إلى ضرورة الحفاظ على مبادئ وحدة البشرية وسلامة الفطرة الإنسانية، إضافة إلى التنوع الثقافي والحضاري بين الناس كعامل لتقدم الإنسانية وازدهارها، واحترام الديانات السماوية، وحفظ مكانتها، فضلا عن شجب الإساءة لرموزها، ومكافحة استخدام الدين لإثارة التمييز العنصري. كما أوصى برفض نظريات حتمية الصراع بين الحضارات والثقافات، والتحذير من خطورة الحملات التي تسعى إلى تعميق الخلاف وتقويض السلم والتعايش.
في هذا السياق الدولي وتجسيدا لإرادة جماعية في الانفتاح على الآخر يأتي تأسيس جمعية منتدى أفراتي لتسليط الضوء على حقبة من تاريخ المغرب كان فيها النسيج الاجتماعي وحدة متجانسة لا تقبل التمييز بين عناصرها. ويهدف المنتدى إلى استثمار هذا الرصيد التاريخي بهدف إعادة بناء المجتمع على أسس التعايش و التسامح وجعل بناء الوطن وفق هذه المبادئ والحفاظ على وحدته هدفا أسمى يعلو فوق كل الاعتبارات.كما أن الجمعية تصبو لأن تكون قيمة مضافة في الحقل الجمعوي الوطني تغني مجالات البحث الاجتماعي والتاريخي و التنموي لمكونات في المجتمع أريد تهميشها لأسباب تاريخية أو فكرية(...)من هذه المكونات المكون اليهودي فقد احتضن المغرب منذ أزمنة بعيدة أعدادا من اليهود سواءا منهم الأصليون( توشافيم ) وهم السكان الأصليون من الأمازيغ الذين اعتنقوا الديانة اليهودية -قبل الفتح الإسلامي -. أو من اليهود النازحين من الأندلس (ميغوراشيم)فكان أن عاش هؤلاء إلى جانب مواطنيهم من المسلمين دونما تمييز على أي معيار سوى معيار الانتماء و الوفاء لهذا الوطن الذي يتسع للجميع و يحمي جميع أبنائه. و من براهين الإخلاص التي أبان عنها اليهود المغاربة لوطنهم ما تحدث عنه المؤرخ محمد كنبيب من أن قنابل المقاومة ضد المستعمر الأسباني في الريف كانت من صنع الصناع التقليديين اليهود الذين كانوا يقومون بعمليات خطيرة و دقيقة تتمثل في نقل الغازات والمواد المتفجرة من قنابل الطائرات التي لم تنفجر إلى أنابيب كانت تستعمل كقذائف من طرف مدفعية محمد بن عبد الكريم الخطابي، كما أنهم كانوا يقومون بصنع قنابل يدوية يحشونها بمتفجرات يأخذونها من مقذوفات لم تنفجر من جميع الأصناف. إن هذان المكونان من مكونات المجتمع المغربي طرفان من معادلة المقاومة الوطنية الحقيقية التي طردت المستعمر و أريد لهما أن يقفا على هامش الأحداث بعد الاستقلال في هذا الوطن الذي يأبى الذل والظلم والتمييز ضد أبنائه. إننا في جمعية منتدى أفراتي نسعى إلى رد الاعتبار لكل مكونات المجتمع المغربي الاثنية و اللغوية والدينية و الثقافية دون إغفال لأحد أو انتصار لطرف على حساب الآخر. لأن المجتمع الذي يؤمن بوجود تعدد داخله لا يمكن أن يعادي ذاته أو يتوجه بالعداء ضد بعض من مكوناته. و بذا يتحقق ما نتطلع إليه من نبذ الأفكار الاقصائية الهدامة الغريبة عن المجتمع المغربي الذي ساده تعايش و تسامح قل نظيره لقرون عديدة.
سيدي العامل : تلك هي بعض من أهداف المنتدى وغير بعيد عن هذا التوجه العام وبرغبة أكيدة يحكمها دافع الغيرة على هذا الوطن كعنوان كبير يختزل رغبة مجموعة من الفاعلين في التأكيد على أنه لا ديمقراطية بدون مصالحة شاملة ، وأن التشبث بالهوية والتاريخ بكل ما تحمله من معاني هو السبيل الوحيد للانطلاق في خوض معركة التنمية الحقيقية وكسبها ، من هذا الباب أبت إرادة مجموعة من الغيورين إلا أن يركبوا نفس الموجة والأمل يحدوهم في المساهمة بصدق في خدمة الوطن مخلصين لشعارهم الخالد (الله- الوطن- الملك) . والمبادرة الحالية بتأسيس " منتدى أفراتي " ما هي إلا دعوة إلى الإعلان عن أن الوقت قد حان - وبدون احتمال التأجيل- للاستجابة لنداء الضمير الإنساني والوطني ، داعية الجميع إلى الإتحاد من أجل إعادة تشكيل الحاضر قصد إبداع المستقبل .
و لأجل كل ما سبق نلتمس من سيادتكم سيدي العامل التدخل لحماية القانون أو على الأقل إخبارنا بالسبب الحقيقي وراء هدا الحيف الذي تعرضنا له في المنتدى من خلال رفض تسلم الملف دون أي مبرر
و في الختام تفطلوا سيدي بقبول فائق التقدير و الاحترام
و الســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام
عن منتدى أفراتي
المنسق الوطني محمد أمنون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق