د.محمد رحال.السويد 29/01/2010
المؤتمر الحاشد والذي عقد في بيروت في الخامس عشر من الشهر الجاري والذي حضره الكثير من النخب العربية بكافة أشكالها وألوانها وأطيافها ، هذا المؤتمر لم يكن يخص في دعوته مقاومة معينة باسمها أو لونها ، وانما كان مؤتمرا جمع أشكالا وأصنافا من المقاومة العربية والاسلامية وأنصارها ، فقد كان في هذا المؤتمر الناجح من يؤيد المقاومة بكافة أشكالها باعتبارها حلا وحيدا للوقوف سدا أمام الانهيار العربي المتهاوي تحت سيول أمواج المد الصهيوني والذي تغلغل الى امتنا عبر أسماء وعناوين وأشخاص وأقلام وبرامج شتى ومتنوعة ، فهناك من كان مع المقاومة الفلسطينية ، وهناك من كان مع بعض فصائلها دون الاخرى ، وهناك من كان مع المقاومة العراقية الباسلة مع تحفظه على مواقف المقاومات العربية الاخرى والتي تخلت عن اهم مقاومة في تاريخ امتنا العربية ، وكان ابناء هذه المقاومة كالايتام ، ولاينال ابطالها الا معسول الكلام وسيل الخطب ، كما كان بين الموجودين من يدعم المقاومة في جنوب لبنان ولا يرى العالم الا من خلال ماتراه تلك المقاومة التي كسرت رمزية الصهيونية وجبروتها ، وهناك من رأى في هذا المؤتمر حضورا جيدا للجانب الايراني ورأى فيه دعما كبيرا للخط العربي والاسلامي المقاوم ، وهناك من رأى في هذا التواجد تطفلا ايرانيا وحشرا لها في مشاكلنا العديدة واقحام لعدو فرض نفسه كداعم كبير للقضية الفلسطينية في طرف ومتآمر عليها في العراق من طرف آخر ، وهو موقف لم يستطع غالبية الاطراف الاجابة عليه ، وعلى كل حال فقد كان من حضر ضيفا على المقاومة ونصيرا لها او لبعضها .
ضيوفي وضيوف المؤتمر من الجانب السويدي وكانوا ثلاثة من النخب السويدية البارزة ومن اعلام السويد ، وابرزهم الشاعر والكاتب السويدي محمد عمر والذي يعتبر نقطة هامة وعلامة مضيئة وبارزة ومتميزة في عالم الادب السويدي ، والذي سبب اسلامه صدمة كبيرة لدى اللوبي الاعلامي الصهيوني الحاكم في السويد ، فتناوله الاعلام السويدي على انه راديكالي متطرف معاد للسامية ، ومورست عليه ضغوطا شديدة ، ومع هذا الشاعر كان في الوفد السويدي الناشط السياسي المخضرم لاسي ويلمسون والذي كان من مفكري اليسار السويدي ومفكري الصهيونية ، وكان يهوديا ، والذي شهد حربا ضارية بعد انقلابه على اليهودية والصهيونية باعتبارها حركة عنصرية لاعلاقة للدين اليهودي بها ، وفي نفس الوقت لاعلاقة للدين اليهودي نفسه باليهود الاوروبيين والذين لاينتسبوا الى اليهودية دما ، كما وكان في الوفد مخرج افلام سويدي متميز ومخرج مسرحي .
هؤلاء الضيوف الذين سعوا الى المؤتمر وبالرغم من الرحلة الطويلة والمنهكة فانهم سعوا الى الاستفادة من عامل الوقت وفرصة وجود عدد من الشخصيات الهامة والتي تمكنوا من لقائها ، وصوروا جوانب كثيرة من هذه اللقاآت وكانت عواطفهم مع كلمات المحاضرين جياشة وتعبر عن تاثر كبير ، وحمل الاعضاء الضيوف علم فلسطين على الحدود في الجنوب اللبناني وكانوا مزهوين بحمله ، وكان لقائهم مع الشيخ الضاري في جناحه مؤثرا حيث انتهى ذلك الاجتماع بوداع حزين هم فيه الصهيوني السابق ابن السبعين عاما بتقبيل يد الشيخ حارث الضاري ، ومعه خرج ضيوفي وضيوف المؤتمر بانطباع حزين جدا عن تخلي العرب والمسلمين عن المقاومة العراقية بكل اصنافها واشكالها.
لم ينته المؤتمر بالنسبة لهؤلاء المجموعة النشطة ، وانما كان حديث العودة معهم هو السؤال الملح : ماذا سنعمل لدعم المقاومة ، وماذا نستطيع ان نقدم من عون ، وفور وصولهم الى السويد وخلال ايام قلائل كان الشاعر محمد عمر قد فرّغ ماجمعه في كاميراته ورأسه من افكار وصبها في مدونته التي يعرفها مثقفوا السويد ويمر عليها الآلاف يوميا وعلى هذا الرابط:
ولم يكن لاسي ويلمسن باقل نشاطا ، حيث افرغ ايضا ماجمعه في مدونته الشهيرة وعلى هذا الرابط:
وكان لمخرج الافلام السويدي شأن اخر والذي انصرف لاتمام فيلم يتضمن عملا لدعم المقاومة ، وتوج نشاط المجموعة بالدعوة الى محاضرة في مدينة ابسالا السويدية حضرها عدد من المختصين والباحثين في المجال العربي والمعادين للصهيونية ، والقى فيها السيد لاسي ويلمسن محاضرة صرف مقدمتها كاملة عن رحلته الى بيروت والاهتمام الذي حظي به الاعضاء الضيوف والاثر الكبير الذي تركته تلك الرحلة في نفوسهم ، وبرز في هذه المحاضرة الاثر الكبير الذي تركه الناشط المغربي في السويد السيد احمد رامي وصاحب فكرة راديو اسلام والذي كان اول من تمدد في السويد اعلاميا عن طريق راديو اسلام فكانت كالحجر الثقيل الذي حرك امواج البحيرة السويدية والمسيطر عليها صهيونيا ، حيث كان غالبية الحضور في القاعة من انصاره والمدافعين عته في المحاكم السويدية ، في اوقات ابتعدت عنه وعن نصرته ابناء الجالية العربية ومدّعوا نصرة الاسلام والمسلمين.
لقد قدم الوفد السويدي صورة عن نوعية النشاط الذي يقدمه الشرفاء في الغرب من حملة الفكر الانساني الواعي والمتقدم ، وهي صورة المفكر الناشط والذي استفاد من هذه الضيافة ليس من اجل التهام الطعام وزيادة الوزن ، وانما من اجل التفكير المستمر في الكيفية التي سيساعدون بها المقاومة ونصرتها.
د.محمد رحال
د.محمد رحال.السويد
المؤتمر الحاشد والذي عقد في بيروت في الخامس عشر من الشهر الجاري والذي حضره الكثير من النخب العربية بكافة أشكالها وألوانها وأطيافها ، هذا المؤتمر لم يكن يخص في دعوته مقاومة معينة باسمها أو لونها ، وانما كان مؤتمرا جمع أشكالا وأصنافا من المقاومة العربية والاسلامية وأنصارها ، فقد كان في هذا المؤتمر الناجح من يؤيد المقاومة بكافة أشكالها باعتبارها حلا وحيدا للوقوف سدا أمام الانهيار العربي المتهاوي تحت سيول أمواج المد الصهيوني والذي تغلغل الى امتنا عبر أسماء وعناوين وأشخاص وأقلام وبرامج شتى ومتنوعة ، فهناك من كان مع المقاومة الفلسطينية ، وهناك من كان مع بعض فصائلها دون الاخرى ، وهناك من كان مع المقاومة العراقية الباسلة مع تحفظه على مواقف المقاومات العربية الاخرى والتي تخلت عن اهم مقاومة في تاريخ امتنا العربية ، وكان ابناء هذه المقاومة كالايتام ، ولاينال ابطالها الا معسول الكلام وسيل الخطب ، كما كان بين الموجودين من يدعم المقاومة في جنوب لبنان ولا يرى العالم الا من خلال ماتراه تلك المقاومة التي كسرت رمزية الصهيونية وجبروتها ، وهناك من رأى في هذا المؤتمر حضورا جيدا للجانب الايراني ورأى فيه دعما كبيرا للخط العربي والاسلامي المقاوم ، وهناك من رأى في هذا التواجد تطفلا ايرانيا وحشرا لها في مشاكلنا العديدة واقحام لعدو فرض نفسه كداعم كبير للقضية الفلسطينية في طرف ومتآمر عليها في العراق من طرف آخر ، وهو موقف لم يستطع غالبية الاطراف الاجابة عليه ، وعلى كل حال فقد كان من حضر ضيفا على المقاومة ونصيرا لها او لبعضها .
ضيوفي وضيوف المؤتمر من الجانب السويدي وكانوا ثلاثة من النخب السويدية البارزة ومن اعلام السويد ، وابرزهم الشاعر والكاتب السويدي محمد عمر والذي يعتبر نقطة هامة وعلامة مضيئة وبارزة ومتميزة في عالم الادب السويدي ، والذي سبب اسلامه صدمة كبيرة لدى اللوبي الاعلامي الصهيوني الحاكم في السويد ، فتناوله الاعلام السويدي على انه راديكالي متطرف معاد للسامية ، ومورست عليه ضغوطا شديدة ، ومع هذا الشاعر كان في الوفد السويدي الناشط السياسي المخضرم لاسي ويلمسون والذي كان من مفكري اليسار السويدي ومفكري الصهيونية ، وكان يهوديا ، والذي شهد حربا ضارية بعد انقلابه على اليهودية والصهيونية باعتبارها حركة عنصرية لاعلاقة للدين اليهودي بها ، وفي نفس الوقت لاعلاقة للدين اليهودي نفسه باليهود الاوروبيين والذين لاينتسبوا الى اليهودية دما ، كما وكان في الوفد مخرج افلام سويدي متميز ومخرج مسرحي .
هؤلاء الضيوف الذين سعوا الى المؤتمر وبالرغم من الرحلة الطويلة والمنهكة فانهم سعوا الى الاستفادة من عامل الوقت وفرصة وجود عدد من الشخصيات الهامة والتي تمكنوا من لقائها ، وصوروا جوانب كثيرة من هذه اللقاآت وكانت عواطفهم مع كلمات المحاضرين جياشة وتعبر عن تاثر كبير ، وحمل الاعضاء الضيوف علم فلسطين على الحدود في الجنوب اللبناني وكانوا مزهوين بحمله ، وكان لقائهم مع الشيخ الضاري في جناحه مؤثرا حيث انتهى ذلك الاجتماع بوداع حزين هم فيه الصهيوني السابق ابن السبعين عاما بتقبيل يد الشيخ حارث الضاري ، ومعه خرج ضيوفي وضيوف المؤتمر بانطباع حزين جدا عن تخلي العرب والمسلمين عن المقاومة العراقية بكل اصنافها واشكالها.
لم ينته المؤتمر بالنسبة لهؤلاء المجموعة النشطة ، وانما كان حديث العودة معهم هو السؤال الملح : ماذا سنعمل لدعم المقاومة ، وماذا نستطيع ان نقدم من عون ، وفور وصولهم الى السويد وخلال ايام قلائل كان الشاعر محمد عمر قد فرّغ ماجمعه في كاميراته ورأسه من افكار وصبها في مدونته التي يعرفها مثقفوا السويد ويمر عليها الآلاف يوميا وعلى هذا الرابط:
ولم يكن لاسي ويلمسن باقل نشاطا ، حيث افرغ ايضا ماجمعه في مدونته الشهيرة وعلى هذا الرابط:
وكان لمخرج الافلام السويدي شأن اخر والذي انصرف لاتمام فيلم يتضمن عملا لدعم المقاومة ، وتوج نشاط المجموعة بالدعوة الى محاضرة في مدينة ابسالا السويدية حضرها عدد من المختصين والباحثين في المجال العربي والمعادين للصهيونية ، والقى فيها السيد لاسي ويلمسن محاضرة صرف مقدمتها كاملة عن رحلته الى بيروت والاهتمام الذي حظي به الاعضاء الضيوف والاثر الكبير الذي تركته تلك الرحلة في نفوسهم ، وبرز في هذه المحاضرة الاثر الكبير الذي تركه الناشط المغربي في السويد السيد احمد رامي وصاحب فكرة راديو اسلام والذي كان اول من تمدد في السويد اعلاميا عن طريق راديو اسلام فكانت كالحجر الثقيل الذي حرك امواج البحيرة السويدية والمسيطر عليها صهيونيا ، حيث كان غالبية الحضور في القاعة من انصاره والمدافعين عته في المحاكم السويدية ، في اوقات ابتعدت عنه وعن نصرته ابناء الجالية العربية ومدّعوا نصرة الاسلام والمسلمين.
لقد قدم الوفد السويدي صورة عن نوعية النشاط الذي يقدمه الشرفاء في الغرب من حملة الفكر الانساني الواعي والمتقدم ، وهي صورة المفكر الناشط والذي استفاد من هذه الضيافة ليس من اجل التهام الطعام وزيادة الوزن ، وانما من اجل التفكير المستمر في الكيفية التي سيساعدون بها المقاومة ونصرتها.
د.محمد رحال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق