الاثنين، 5 أكتوبر 2009

الاثنين 05/10/2009

بسم الله الرحمن الرحيم

Arab news

الأخبار: نشرية إخبارية تهتم بأخبار الوطن العربي سياسيا و اقتصاديا هدفنا نشر المعرفة و تعميم المعلومة

العناوين

الدكتور غالب الفريجات: الهروب الاميركي يبدأ بنقل القوات من العراق الى افغانستان

أيمن محمود: الإيدز السياسي!!

مأمون فندي: هل وقع الغرب في الفخ الإيراني؟

المركز الإعلامي للثورة الأحوازية: السلطات الإيرانية تنقل الأحوازيين السبعة المحكومين بالإعدام من سجن كارون الى مقر الإستخبارات في مدينة الأحواز العاصمة

هيئة علماء المسلمين .. أين المشروع الوطني

عبد المنعم إبراهيم: إنقذوا القدس

خبير فلسطيني: إسرائيل تنشئ مدينة أخرى تحت القدس وتغير ملامح المدينة جغرافيا وديموغرافيا

محمد سيف الدولة: الصلح المحرم

د . عادل سمارة: الولايات المتحدة وفلسطينيوها لا تكذب السلطة إلا على جمهور (قطيع)

د. فايز أبو شمالة: دكتور نبيل شعث، مذمومٌ وممتدحٌ

أ.د. محمد اسحق الريفي: كيف نتعامل مع عبَّاس؟

عزمي بشارة: حين يمشي العار عاريا

سميح خلف: عباس مجرم حرب

الأسيرة المحررة رقم 20 تحث المقاومة على مواصلة طريق الافراج عن الاسرى

قيادات "فتح" منشغلون باقتسام "كعكة" المناصب والنفوذ السياسي

غسان الخطيب: اللجنتان التنفيذية والمركزية تسقطان في أول الامتحان

سميح خلف: سلطة لنا أم علينا

جماعة الاخوان المسلمون سوريا: فياض وراء سحب الدعم لمشروع قرار "جولدستون"

الرئيس الأسد يهنئ أردوغان بإعادة انتخابه رئيساً لحزب العدالة والتنمية ويتلقى رسالة من ساركوزي حول العلاقات الثنائية وآخر تطورات المنطقة

واشنطن: سوريا ليست صديقة لنا وسياساتها خطرة، وأوباما يرفض الاجتماع بالأسد

مصدر سوري مسؤول : سورية فوجئت بطلب السلطة الفلسطينية تأجيل اتخاذ إجراء في مجلس حقوق الإنسان بشأن تقرير غولدستون

المهندس سعد الله جبري: نشرة التحرك للثورة في سورية

هبة بريس: ماذا سأفعل لو كنت أنا ملك المغرب؟!!

ابو مصعب المغربي: حملات التشيع في المغرب

الحسن باكريم: تفاصيل اخرى حول مقتل طالبة كلية العلوم

النقابة الوطنية للتعليم:اعلام

الجمعية المغربية لحقوق الإنسان: احياء اليوم العالمي للسكن

وكالة الانباء القطرية: تونس تستضيف الشهر المقبل المؤتمر العالمي للغرف الاقتصادية

يو بي آي : توقعات بإرتفاع إنتاج تونس من التمور 11 %

فرقة تدمير السيارات تضرب مجددا

"الحياة" اللندنية: لو كنت تونسياً...

وات: بن علي يفتتح السنة القضائية الجديدة

الحزب الديمقراطي التقدمي: بلاغ اعلامي

حــرية و إنـصاف: اخبار الحريات في تونس

التفاصيل

الدكتور غالب الفريجات: الهروب الاميركي يبدأ بنقل القوات من العراق الى افغانستان

أعلن قائد القوات الاميركية في العراق راي اوديرنو، أن الادارة الاميركية ستسحب اربعة آلاف جندي من العراق، مع نهاية الشهر الحالي، في عملية سحب القوات الاميركية من العراق، وارسالها الى افغانستان، وفي خطوة سابقة اعلنت القيادة الاميركية في العراق ايضا، سحب معدات عسكرية من العراق وارسالها الى افغانستان، مما يؤشر على هزيمة المشروع الاميركي، الذي جاء مع الغزو والاحتلال للعراق، والذي جاء على تدمير الدولة العراقية سياسيا واقتصاديا وعسكريا، وتمزيق النسيج الاجتماعي، ونهب ثروات البلاد، وممارسة القتل والتدمير والتشريد، سيبقى وصمة عار في جبين اميركا الامبريالية العدوانية، كعدوة للشعوب، رغم ادعاءاتها بالحرية والديمقراطية وتشدقها بحقوق الانسان.

افرز الغزو والاحتلال تمكين عملاء اميركا وايران، من العمل على تسيير مقاليد الدولة، في ظل حماية القوات الاميركية ومخابرات ملالي طهران، وتحويل الدولة العراقية الى اكثر دولة في العالم فسادا وفشلا، في الوقت الذي كانت فيه دولة مرهوبة الجانب، وتتصف بانها من اكثر الدول في القضاء على الفساد الاداري والمالي، وكانت مشاريعها التنموية والثقافية من ابرز المشاريع التحررية، كتأميم النفط، والقضاء على الامية، وديمومة التنمية البشرية والمادية في عموم انحاء القطر، وكان الجيب الكردي ينعم بالامن والاستقرار، الذي اصبح اليوم مرتعا للفساد والنفوذ الصهيوني.

لقد تمكنت المقاومة العراقية الباسلة من العمل على احباط المشروع الامبراطوري الاميركي، الذي كان يستهدف الوطن العربي من بوابة احتلال العراق، وتمكنت المقاومة العراقية ليس احباط المخطط الاميركي في العراق، بل العمل على حماية الوطن العربي، وخاصة سوريا، لان الاحتلال لو تمكن من تنفيذ اهدافه في العراق، لانتقل الى العمل على تفتيت الوطن العربي الى دويلات وكانتونات، تخدم الكيان الصهيوني في جعله سيد المنطقة، وفي تحالف مع قوى اقليمية اخرى تحت الرعاية الاميركية.

الولايات المتحدة التي أسرعت لاقتناص الزمن لتوطيد مشروعها الامبراطوري الامبريالي، في غياب اللاعبين الدوليين الآخرين، في ظل انهيار التعدد القطبي، قد جنت على طموحاتها، بفعل غباء سياستها، وتركت في نفوس دول العالم وشعوبه كراهية، لا تعادلها الا كراهية الكيان الصهيوني آخر معاقل الاستعمار في العالم.

فشل المشروع الامبراطوري الاميركي بفعل عمليات المقاومة العراقية الباسلة، يؤكد ان الخيار الوحيد امام شعوب العالم الصغيرة هو خيار المقاومة، القادرة على هزيمة كل الذين يستهدفون ثروات الشعوب وخيراتها وكرامتها، وان لا طريق يفضي الى تحقيق النصر والتحرير الا طريق المقاومة، وهو ما يجب ان يعيه العرب في فلسطين، وفي مقدمتهم ابناء فلسطين، ليعلموا ان اكبر خطر يهدد قضية فلسطين غياب الوحدة الوطنية بعد النفس القطري، الذي ابعد القضية عن بعدها القومي الجماهيري.

ان العرب كأمة يملكون كل الامكانيات والسبل لحماية بلادهم، من خلال فوهة البندقية لا غير، وخاصة ان دينهم يدعو ويؤكد على انه دين الجهاد، فمن تخلى عن المقاومة والجهاد تخلى عن واحدة من اعظم قيمه ودينه، وتخلى عن كرامته، وصيانة حدود بلاده، وحماية مستقبلهم.

لابد من العودة الى ثقافة المقاومة، والعمل على تثقيف المجتمع على الصمود، واستلهام تاريخ الامة الملئ بالعبر والدروس، التي قاتلت فيها الامة دفاعا ارضها وعرضها، وحققت الانتصارات تلوى الانتصارات، منذ بداية تكوينها مرورا بغزوات رسولها العظيم، التي فتحت آفاق التحرر والانعتاق من الشرذمة والذل والمهانة، فتكونت امة الرسالة من خلال الجهاد، الذي هو تطهير للنفس وللامة، وهو السبيل الوحيد الى طريق الوحدة والتحرير.

أيمن محمود: الإيدز السياسي!!

الدول والمجتمعات كأجساد البشر منها الصحيح ومنها العليل؛ منها من لديه جهاز مناعي قوي يستطيع مقاومة الفيروسات الناقلة للتخلف الحضاري والأمراض المسببة لهلاك الأمم والشعوب، ومنها من ضعف جهازه المناعي واسودت كريات دمائه البيضاء وأصبح جسده مستباحا لكل الأمراض والأوبئة الفتاكة التي إذا أصيب بها المجتمع خارت قواه وتحطمت أركانه وأصبح قاب قوسين أو أدنى من الانهيار!

إن القضاء في أي مجتمع هو بمثابة الجهاز المناعي الذي يمثل خط الدفاع الأول أمام أي مرض يستهدف أمن المجتمع واستقراره، وإذا تعطل القضاء أو تعطلت أحكامه فهناك خطورة شديدة على حياة هذا المجتمع بأكمله لأنه في هذه الحالة يكون قد أصابه مرض نقص "العدالة" المكتسبة أو الإيدز السياسي، ويبدو أن مصر قد أصابها هذا المرض الخطير فأصبحنا نرى أحكاما قضائية واجبة النفاذ تتحايل عليها الدولة وترفض تنفيذها، منها على سبيل المثال - لا الحصر - الحكم الصادر بوقف تنفيذ قرار رئيس الجمهورية إحالة المدنيين إلى محاكم عسكرية، وحكم وقف تصدير الغاز لإسرائيل، وحكم خروج الحرس التابع لوزارة الداخلية من الحرم الجامعي، وحكم إلزام كل من وزارة الاتصالات والجهاز القومي لتنظيم الاتصالات بحجب المواقع الإباحية على شبكة الإنترنت ......

والأكثر إيلاما من ذلك كله هو أحكام البراءة والإفراج الفوري التي تصدر بحق معارضين سياسيين فيضرب بها عرض الحائط ويخرج المتهمون من قاعة المحكمة إلى سيارة الترحيلات بعد صدور قرار بإعادة الاعتقال وفقا لقانون الطوارىء!! والمجتمع كله يرى ويسمع.. ولا يتألم!!

ما أحوجنا اليوم إلى بيان مماثل للبيان التاريخي الذي أصدره قضاة مصر في 28 مارس 1968 ليواجهوا ما ترتب على هزيمة يونيو 1967 من أوضاع، وما كان يتهدد الوطن بسببها من مخاطر، فقالوا إن الواجب الأول هو إزالة المعوّقات وتأمين الحرية الفردية لكل مواطن في الرأي والكلمة والاجتماع، وفي الإحساس بالمسؤولية والقدرة على التعبير الحر، ولا يكون ذلك إلا بتأكيد مبدأ الشرعية الذي يعني في المقام الأول كفالة الحريات للمواطنين كافة وسيادة القانون على الحكام والمحكومين على السواء، وأن يكون ذلك في ظل رقابة من السلطة القضائية وحدها طبقاً لأحكام القانون العام وحده، وأمام القضاء العام وبإجراءاته وحدها.

مأمون فندي: هل وقع الغرب في الفخ الإيراني؟

لماذا ذهبت إيران إلى جنيف؟ وإلى أين ستذهب بعد ذلك؟ المحركات الرئيسية للسياسة الخارجية الإيرانية البوم هي ثلاثة: المحرك الأول، هو حرب داخلية بين الشعب والنظام سوف تؤدي تدريجيا إلى تآكل شرعية النظام الثوري في الداخل وتهدد بنهايته. والمحرك الثاني، هو حرب مع الغرب حول الملف النووي الإيراني مما يجعل من إيران دولة معزولة عن العالم ومهددة بفرض الحصار الاقتصادي عليها، وربما بالحرب. أما المحرك الثالث، فهو حرب بين النخبة الحاكمة نفسها في طهران، فرغم التلاحم الذي نراه على السطح بين الرئيس محمود أحمدي نجاد والمرشد الأعلى للثورة، علي خامنئي، فإن نجاد لم يذكر المنشأة النووية في قم في خطابه أمام الأمم المتحدة، وجاء الإعلان ليس من عنده، وإنما من طهران، وهذا يؤكد أن الرئيس الإيراني ليست لديه كل الصلاحيات. إضافة إلى هذه المحركات الثلاثة، هناك المواجهة الإقليمية التي تقودها إيران من أجل السيطرة على قضايا العالم العربي، بما في ذلك فلسطين والعراق ولبنان واليمن، وليس كل العرب ساكتين على هذه المواجهة. إذن، هذه أربع حروب يخوضها النظام الإيراني بمستويات مختلفة، ولا يستطيع أن يديرها كلها بالكفاءة نفسها، لذا سوف نرى في المستقبل القريب أن إيران سوف تحاول التهدئة على جبهة أو جبهتين من هذه المعارك الأربع، ربما ليس من أجل الوصول إلى حلول بشكل استراتيجي، ولكن هو تكتيك من أجل كسب مزيد من الوقت لكي يتنفس نظامها المنهك الصعداء ولو لحين ثم يعاود بعدها حروبه على الجبهات الأربع أو على ثلاث منها على الأقل.

فأي الجبهات مرشحة للتهدئة، وأيها أسهل من حيث الأدوات، وأيها أرخص من حيث التكلفة الفعلية لحياة النظام؟ أعتقد بأنه إذا قرأنا هذا بعناية، فسوف نتمكن من التنبؤ بالتحركات المستقبلية للنظام لإيراني.

ولنبدأ بالحرب الباردة الإقليمية. إيران لن تتخلى عن هذه الحرب الإقليمية لمحاولة فرض نفوذها في العراق ولبنان وفلسطين، لأن تلك الحرب مرتبطة باستمرار النظام، فالنظام الإيراني يعمل حسب ما ذكرت في مقال سابق حسب نظرية العجلة (Bicycle Theory). ونظرية العجلة باختصار، هي أن الثوريين يقودون الثورة أحيانا كما يقود العجلاتي العجلة. فبقاء العجلة منتصبة وعدم سقوطها على الأرض مرهونان بأن يحرك راكب العجلة قدميه، وأن يبدل ما بينهما بكل قوته، فمتى ما توقف عن التبديل وعن الدفع ستتوقف العجلة عن السير إلى الأمام أو سيقع صاحبها من عليها. اللف والتبديل والدفع بالأقدام في العجلة، هي الحركات التي تمنع راكبها من السقوط وتمنحه الاستمرارية في الحركة، وهذا هو المقابل لمسألة تصدير الثورة في حالة إيران، فإذا توقفت إيران عن تصدير الثورة، توقفت العجلة. أي إذا توقف أحمدي نجاد، الذي يركب العجلة الإيرانية اليوم، عن تصدير الثورة إلى دول المنطقة، فإن عجلة الثورة قد تتوقف، وعند توقف العجلة سوف يسقط العجلاتي وتسقط الثورة، وقد أدرك النظام الإيراني بعد أحداث الشغب والمظاهرات التي تلت الانتخابات بأن لحظة سقوط الملالي من العجلة قد اقتربت إن لم يستمر في تصدير الثورة وفي حربه الإقليمية في العراق والبحرين واليمن وفلسطين والعراق.

أما الحرب الثانية فهي الحرب الداخلية والتي لا يستطيع النظام التعامل معها ببساطة، لذا سوف نرى أن النظام الإيراني سيعمل على تهدئة هذه الجبهة التي لا قِبَل له بمواجهتها، فالانهيار الداخلي أمر لا يستطيع ملالي طهران دفع فاتورته، وقد يؤدي إلى تعليق بعضهم بالمشانق في شوارع طهران على غرار ما حدث لنيكولاي شاوشيسكو في رومانيا. ومن هنا يكون اختراع عدو خارجي يحافظ على التلاحم الداخلي لإيران هو الحل.

ماذا يعني ذلك بالنسبة للعلاقة الجديدة مع الغرب والذهاب إلى جنيف؟ هذه مسألة شديدة التعقيد لأنها تتقاطع مع الحروب الثلاث الأخرى، فبالذهاب إلى جنيف يحاول النظام الإيراني أن يخفف من سخونة الجبهة مع الغرب من خلال رسالة جديدة مفادها أن إيران منفتحة على فكرة التفاوض حول الملف النووي إذا ما كان السعر مناسبا، وأن إيران قادرة على تقديم تنازلات مثل القبول بتخصيب اليورانيوم في دولة أخرى وإعادته إلى طهران كوقود نووي جاهز إذا ما قبل الغرب بدور إيران الإقليمي الجديد الممتد من فلسطين إلى لبنان إلى البحربن والعراق. أما الرسالة الثانية فهي للإصلاحيين في الداخل وللمتظاهرين في شوارع طهران في الوقت ذاته. الإصلاحيون والمتظاهرون كانوا يريدون إيران منفتحة على الغرب وغير معزولة، وها هو النظام يقول لهم: نحن نحاول، ولكن الغرب يتعنت. هذا من حيث فكرة الذهاب إلى جنيف، أما ما بعد جنيف فتحكمه نظرية العدو الخارجي والتلاحم الداخلي، لذا سيتراجع المفاوضون الإيرانيون عن الوعود التي قطعوها في جنيف على أنفسهم مع الدول الست المناطة بالتعامل مع الملف النووي الإيراني. الدولة التي تبحث عن عدو خارجي لضمان الاستقرار الداخلي لا تستطيع أن تقطع عهدا أو تفي بوعد، لأن الوفاء بالوعد الخارجي سوف يفكك الجبهة أو التلاحم الداخلي، ومن هنا أتصور أن إيران ستتراجع عن وعودها في وقت ليس بالبعيد.

التراجع الإيراني عن الوعود التي قطعوها على أنفسهم في جنيف مرتبط بالحرب الداخلية بين أقطاب النظام، فحتى قبل أن يعود المفاوضون الذين قطعوا على أنفسهم عهدا بوقف التخصيب في إيران مقابل التخصيب في دولة ثانية (ولتكن روسيا أو فرنسا)، قال بعض السفراء الإيرانيين إن المسألة ليست كذلك وإنهم لم يعِدوا الغرب بأي شيء من هذا القبيل وإن إيران ستستمر في التخصيب. ومن هنا سوف نشهد صراعا بين جماعة المرشد الأعلى والتكنوقراط الذين يديرون الملف النووي، ولن يعرف العالم بأي لسان تتحدث إيران، هل بلسان رئيسها أم بلسان المرشد، ومن منهما يصدق؟

أما الحرب الرابعة والحاكمة لذهاب إيران إلى جنيف فهي حربه مع الغرب، فقد استشعر الإيرانيون لغة مختلفة من الغرب بعد إعلانهم عن المنشأة النووية في قم، حيث كانت اللهجة شديدة وسادت الأجواء رائحة كتلك التي سبقت القضاء على نظام صدام حسين، فقد بدأ الحديث عن تحييد روسيا والصين وتقديم صفقات لكل منهما للتخلي عن إيران، كما أن العمليات القانونية أو شبه القانونية التي سبقت الحرب على نظام صدام بدت وكأنها نسخة طبق الأصل، من الحديث عن تشديد العقوبات أولا، إلى الحديث عن حصار بحري، أو معاقبة الشركات التي تتعامل مع طهران، وكل ذلك بلغة الدبلوماسية بقصد تجهيز الرأي العام العالمي للقبول باستخدام القوة العسكرية طالما أن الخيارات الأخرى قد فشلت. عندما شم الإيرانيون هذه الرائحة هرعوا إلى جنيف وإلى واشنطن لتقديم تنازلات من شأنها أن تسحب الخيار العسكري من على الطاولة، أو لإحداث ثقوب في جدار شرعية الحرب عند الرأي العام العالمي، «فها هي إيران تتعاون، إذن لماذا الحرب عليها»، هذه هي الرسالة التي يريد الإيرانيون إيصالها إلى العالم الغربي. التهدئة مع الغرب تعطي النظام الإيراني مزيدا من الوقت للتعاطي مع الوضعين الداخلي والإقليمي، كما أنها قد تمنحها الوقت لمزيد من التخصيب لتعلن نفسها دولة نووية بينما هي تفاوض الغرب على مراحل. تشابك هذه الحروب المختلفة يجعل من النظام الإيراني بمثابة الـ«جغلر» أي البهلوان الذي يحرك أربع كرات في الهواء في الوقت نفسه. فهل يستطيع نظام الملالي الاحتفاظ بكل هذه الكرات في الهواء، ظني أن كرة أو اثنتين قد تقعان على الأرض، والمرشح للسقوط من الكرات هنا هو المفاوضات في جنيف، وربما الوضع الداخلي الإيراني. فنظام إيران، بكل تأكيد، لن يستطيع أن يدير أربع حروب في وقت واحد.

الخلاصة هي أن إيران ذهبت إلى جنيف بعد أن أطلقت مجموعة من قنابل الدخان تتمثل في تجارب الصواريخ والإعلان عن منشأة قم النووية، كل هذا للتغطية على وضع داخلي منهار، ولعبت كل أوراقها دفعة واحدة على أمل أن تحصل على رضا الغرب الذي يقايضها المسألة النووية بنفوذ مقبول غربيا في الخليج وفي الشرق الأوسط برمته. فهل وقع الغرب في الفخ الإيراني؟ هذا موضوع مقال قادم.

* نقلا عن "الشرق الأوسط" اللندنية


المركز الإعلامي للثورة الأحوازية: السلطات الإيرانية تنقل الأحوازيين السبعة المحكومين بالإعدام من سجن كارون الى مقر الإستخبارات في مدينة الأحواز العاصمة

أكدت مصادر الجبهة الديمقراطية الشعبية الأحوازية من الأحواز العاصمة ان السلطات الإيرانية نقلت المحكومين السبعة التي أصدرت عليهم محكمة الثورة الإيرانية أحكام الإعدام الى مقر الإستخبارات الإيرانية المركزي في مدينة الأحواز العاصمة بشكل مفاجئ بعد ان أكد المدعي العام لمحكمة الثورة في الأحواز حكم الإعدام الصادر عليهم بتهمة قتل المجرم الصميري عام 2007 وأكدت المصادر ان نقل المحكومين المفاجئ الى مقر الإستخبارات يشير الى قرب تنفيذ الحكم عليهم من قبل سلطات الإحتلال الإيراني كما كانت تفعل ذلك دائماً . من جانب آخر ذكرت المصادر نفسها ان السلطات الإيرانية نقلت الأسير حمزة الساري مع نفس المجموعة الى مقر الإستخبارات دون ان تذكر السبب .

أسماء المحكومين بالإعدام السبعة

1- علي قاسم الساعدي 25 عام من حي ألثوره و قضي أكثر من 15 شهراً من التحقيق في زنزانات المخابرات

2- وليد سعيد النيسي (المهاوي) 23 عام من حي الثوره وقضي أكثر من 15 شهراً في زنزانات المخابرات

3- ماجد حميد فرادي بور(الساري) 26 عام من حي اخر اسفالت وقضي أكثر من 11 شهراً في المخابرات

4- دعير عبد الكريم المهاوي 50 عام من حي الثوره وقضي أكثر من 15 شهراً في زنزانات المخابرات

5- ماهر دعير عبدالكريم المهاوي 21 عام من حي الثوره وقضي أكثر من 8 شهور في المخابرات

6- احمد حسين الساعدي 28 عام من حي الثوره وقضي أكثر من 9 شهور في المخابرات

7- يوسف مجيد لفته بور(الطرفي) وقضي أكثر من 11 شهراً في زنزانات المخابرات

ويجدد المركز الإعلامي للثورة الأحوازية مناشدة الإنسانية الى كل الأصوات الحرة و الخيرة في العالم و الى المنظمات الدولية و الإنسانية لمنع هذه الجريمة النكرى الذي تتكرر بين فترة و أخرى بين أبناء الشعب العربي الأحوازي المدافع عن حقوقه الإنسانية و القومية .

مجلس الاستشاريين العراقيين:بيان

حول الزلازل الجيوسياسية و الجيواقتصادية و الجيوعسكرية

التي احدتثتها حرب الاستنزاف التي تخوضها المقاومة العراقية

أكد تقرير للكونجرس الأمريكي في مايس 2009 بأن الولايات المتحدة لا تستطيع أن تتحمل نفقات حرب الاستنزاف التي تخوضها المقاومة العراقية ضد الاحتلال، والتي تمثل أكثر من 75% من نفقات الولايات المتحدة العسكرية منذ بدء الاحتلال، وخاصة أن هذا الاحتلال لم يحقق ما تصبو إليه الولايات المتحدة على الصعيد السياسي او الاقتصادي او العسكري خلال أكثر من ست سنوات؛ و هذا الاعتراف بالعجز الاقتصادي نتيجة حرب الاستنزاف البشري والمادي التي تخوضها المقاومة العراقية ضد الاحتلال يمثل اعترافا ضمنيا بالهزيمة و الخسائر التي تكبدتها الولايات المتحدة أمام صمود المقاومة العراقية الباسلة، ويمثل بداية فعلية لنهاية الاحتلال قريبا بعون الله.

إن مجلس الاستشاريين العراقيين يؤكد بأن هذا الاعتراف له دلالات على ما أحدثته المقاومة العراقية من زلازل جيوسياسية و جيواقتصادية وجيوعسكرية لدحر "النظام العالمي الجديد" المتمثل بسياسة "القطب الواحد"؛ إن هذا الادعاء ليس مبالغا فيه، وهو مبني على حقائق عدة، منها:

1- الصعيد الجيوعسكري: رفضت مؤخرا دول حلف شمال الأطلسي استراتيجية المؤسسة العسكرية الامريكية الجديدة في افغانستان و المبنية على الاستراتيجية التي استخدمة في العراق؛ فلقد اتضح لهذه الدول الأكاذيب التي تدعيها المؤسسة العسكرية الامريكية عن انجازاتها في العراق؛ وهذا يدل على تسائل كثير من حلفاء الولايات المتحدة في حلف شمال الاطلسي عن قدرة و قابلية و أهلية المؤسسة العسكرية الامريكية في التحكم في زمام الامور على الارض في حرب استنزاف طولية الأمد؛ وهناك تقارير تؤكد بان رفض حلف شمال الاطلسي له علاقة بالخلاف مع الولايات المتحدة عن مسار مايسمى الحرب ضد الارهاب، و خاصة عن المغامرة الحمقاء في احتلال العراق.

2- الصعيد الجيواقتصادي: كانت استراتيجية الولايات المتحدة و تخطيطها الاقتصادي يعتمدان بصورة رئيسية على رضوخ سريع في العراق لوصاية المحتل، والانفراد بالسيطرة على موارده النفطية و الغاز الطبيعي في العراق بصورة خاصة والمنطقة بصورة عامة، والتي تمثل 75% من احتياطي العالم، في مدة أقصاها ثلاث سنوات؛ ولاشك أن هذه الغطرسة كانت احد أهم الأسباب التي دفعت مؤسساته المالية في المغامرة في ما يسمى "سلسلة المشتقات المالية" ظنا منها بنجاح الإدارة الأمريكية في وضع اليد مباشرة على موارد العراق الطبيعية، والتحكم بالموارد الطبيعية في المنطقة، والانفراد بالسياسية الجيواقتصادية في العالم؛ و لكن مقاومة العراقيين الاحرار قد حطم هذه الاحلام؛ فان حرب الاستنزاف في العراق تعتبر احد اسباب ارتفاع أسعار النفط و الذي كان سببا مباشرا لحدوث الكساد الاقتصادي العالمي في 2008، والذي أدى بدوره إلى إفلاس أكبر بنوك الولايات المتحدة، والى الأزمة المالية التي يعاني منها العالم إلى يومنا هذا؛ و قد ادى هذا إلى دعوة كثير من بلدان العالم و حتى اكبر حليفات الولايات المتحدة إلى إنشاء عملة عالمية جديدة بديلة عن الدولار، الذي يعد الركيزة الأساسية للنظام الجيواقتصادي الحالي في العالم.

3- نهاية الغطرسة الامريكية: ان التكلفة الحقيقية للحرب خلال اكثر من ست سنوات تقارب 3 ترلوينات دولار كما اكد اكاديميون في امريكا، اي 3% من الناتج القومي الامريكي؛ و بذلك تعتبر الحرب في العراق اكثر تكلفة من حرب فيتنام، وتأتي الثانية بعد تكلفة الحرب العالمية الثانية؛ ولايوجد ادنى شك من وجود خلافات جذرية بين الكونجرس و البيت الابيض و المالية و الخارجية و الدفاع عن تمويل احتلال العراق نتيجة هذه التكلفة العالية؛ ورغم هذه الاختلافات فان الجميع يتفق بان اقتصاد الولايات المتحدة لايستطيع تحمل نفقات السياسة الخارجية المبنية على الغطرسة العسكرية، والتي تعتبر ركيزة النظام العالمي الجديد.

4- الصعيد الجيوسياسي: ان خطاب باراك اوباما، الرئيس الحالي للولايات المتحدة، أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة في 23/9/2009 يحتوي اعتراف ضمني بفشل "النظام العالمي الجديد"؛ فلا يستطيع احد إن ينكر الفارق في فحوى خطاب باراك اوباما في الأمم المتحدة وبين خطابات الإدارة السابقة في الأمم المتحدة؛ إن خطاب اوباما يتضمن اعتراف الولايات المتحدة بفشل مشروع عالم القطب الأوحد من اجل السيطرة المطلقة على النظام الاقتصادي في العالم، أو كما يسمى "النظام العالمي الجديد"، الذي كان أساس سياساتها الخارجية منذ تفكك الاتحاد السوفيتي؛ وما مشروع "الشرق الأوسط الجديد" إلا احد ركائز هذه النظام الجديد ابتداء باحتلال العراق واستغلال موارده الطبيعية؛ ولكن صمود المقاومة العراقية قد حطم كل هذه الأحلام بفضل الله، و اجبر باراك اوباما على الاعتراف ضمنيا بفشل "النظام العالمي الجديد" المبني على سياسة القطب الواحد.

فهنيئا لكم يا اسود الرافدين؛ فان جميع العراقيين الأحرار يفخرون بالمقاومة العراقية البطلة، فهي بحق تعد أسطورة بكل المعايير بفضل الله تعالى؛ فرغم كل الصعاب و التضحيات نرى المقاومة العراقية تزداد ثباتا مع مرور الزمن؛ وكما أكد مجلس الاستشاريين العراقيين في بيانات سابقة بان المقاومة العراقية ستتعامل مع الإستراتيجية العسكرية الأمريكية الجديدة في العراق كما عودتنا بحكمة و دراية. وعلى الرغم من كل الصعاب و محاولة ضرب المقاومة من الداخل و على الرغم من المحاولات البائسة في النيل من سمعتها من خلال اتهامها بأعمال إجرامية ضد الشعب العراقي؛ فإن كثيرا من الأحداث تؤكد بان المقاومة العراقية الباسلة تزداد قوة و صلابة و حكمة و حنكة و تماسك يوما بعد يوم.

وأخيرا نقول: إن ثقتنا بالله أولا ثم بالمقاومة العراقية البطلة وبالأحرار من الشعب العراقي في استعادة العراق حريته و استقلاله و كرامته، وسيشهد التاريخ بدور المقاومة العراقية في إحداث زلازل جيوسياسية و جيواقتصادية وجيوعسكرية أدت إلى دحر "النظام العالمي الجديد" المتمثل بسياسة القطب الواحد في العالم؛ فهنيئا لك أيتها المقاومة العراقية البطلة وهنيئا لكم يا أحرار الشعب العراقي في مقارعة الظلم و الظالمين، وإن خروج المحتل لقريب، و ما النصر إلا من عند الله.

عبد المنعم إبراهيم: إنقذوا القدس

في الوقت الذي يتعرض فيه الشعب الفلسطيني بجميع مكوناته لضغط وحصار صهيوني ممنهج وقاتل,مصحوباً بتواطيء دولي ,وفي الوقت الذي تتكشف فيه المساعي الصهيونية الخبيثة لتكريس حالة الانقسام الفلسطيني- الفلسطيني ,وضرب أي جهد يبذل للمصالحة من خلال اللعب على جميع الأوتار,وفي الوقت الذي تسعى فيه حكومة الكيان الصهيوني إلى وأد كل مساعي السلطة الوطنية الفلسطينية في الوصول إلى عملية سلام شاملة وجادة تفضي إلى دولة فلسطينية مستقلة,وفي ذات الوقت تشن هجوماً إعلاميا خبيثاً ومبرمجاً على القيادة الفلسطينية متهمة إياها بعدم الرغبة في السلام ,وتقود حملة تشويه لشخص الرئيس محمود عباس ,و تمارس ( لعبة) الخنق السياسي والاقتصادي للسلطة الفلسطينية, تمارس حكومة الكيان الصهيوني البغيض ضد مدينة القدس والأقصى الشريف في هذه الأيام وعلى مسمع ومرأى العالم من قبل ثلة مستوطنين-متصهينين-مارقين, مدعومين بحماية من رجالات الأمن والشرطة والمخابرات الصهيونية هجمة صهيونية بربرية, تهدف إلى النيل من المكون العقائدي والإنساني والجغرافي لمدينة القدس والأقصى الشريف,لا بل لكل الأرض الفلسطينية ,من خلال إجراءات تعسفية بدأتها حكومات الكيان الصهيوني المتعاقبة بحصار مدينة القدس بطوق(الجدار العنصري العازل) ,وأكملتها بإقامة المستوطنات على مشارف مدينة القدس ومحيطها , إلى أن وصل الأمر بالتوغل في عمق وداخل الأقصى الشريف من اتجاهين (علوي وسفلي),فمن الجهة السفلية للأقصى الشريف تقوم الجرافات الصهيونية والمعدات منذ زمن بعمل حفريات وخنادق ملتوية ومتواصلة ومتشابكة يومياً لبناء كنس ومزارات صهيونية أسفل الأقصى,كانت في بداياتها بحجة البحث عن "هيكل سليمان ",مما تسبب في تصدعات وانهيارات في العديد من أجزاء الأقصى الشريف, والعديد من المباني السكنية حوله,وهاهي حكومة الصهيوني "النتن ياهو" تكشف عن أنيابها معلنة على الملاء,ومتحدية العالم أجمع ,وغير مكترثة لنداءات السلام بأنها ماضية على درب مسلسل إجرام سلفها الهالك "شارون" , الذي دنس باحات الأقصى عام 2000م ,لتكمل مسلسل التدنيس الصهيوني للقدس الشريف أرضاً وشعباً , ففي الوقت الذي تقوم فيه الحكومة الصهيونية بالسماح للجماعات اليهودية المتطرفة بالدخول إلى باحات الأقصى الشريف للقيام بما يدعونه طقوسهم الدينية المزعومة تمنع المصلين الفلسطينيين المسلمين من القدوم إلى الأقصى أو الاقتراب من باحاته للصلاة فيه,وتمارس القمع والضرب بحق من تواجد بداخلة من أبناء الشعب الفلسطيني للدفاع عنة ونصرته,فماذا انتم فاعلون ياااااااا عرب,وياااااااا مسلمون؟؟؟,فلقد بات المسجد الأقصى اليوم في خطر الانهيار الحقيقي بفعل الحفريات أسفلة ,وباتت مدينة القدس بمجملها أرضا وشعبا تحت قبضة التهجير والتهويد ,ولقد باتت المسؤولية والأمانة الدينية والقومية والأخلاقية على كل فلسطيني ,وعربي ومسلم اليوم ,وعلى المستويين الرسمي والشعبي أكثر من أي وقت مضى بحاجة إلى التحرك الفوري والسريع من اجل دعم وإسناد مدينة القدس وسكانها ,والأقصى الشريف بكل الطاقات المادية والبشرية والاقتصادية والسياسية ,وبات على الفلسطينيين التوحد,لا سيما وأن أهالي مدينة القدس يتعرضون لضغط ممنهج يهدف إلى هدم بيتهم وتهجيرهم ،ويتعرض الحرم القدسي الشريف لخطر الانهيار, ولا احد معفي من مسؤولياته-لا مواطن ولا سلطة ,ولا حكومات عربية ,ولا إسلامية ,لا مؤتمر قمة إسلامي ,ولا لجنة القدس, ولا جامعة الدول العربية ,ولا الدول العربية نفسها ,ولا سفاراتها وقنصلياتها,ولا جالياتها في كل بقاع الأرض .

فهل من مغيث؟؟؟

خبير فلسطيني: إسرائيل تنشئ مدينة أخرى تحت القدس وتغير ملامح المدينة جغرافيا وديموغرافيا

قال مدير دائرة الخرائط في "جمعية الدراسات العربية" في القدس خليل تفكجي ان إسرائيل تقوم حاليا بانشاء مدينة أخرى تحت القدس لتنسجم مع معتقدات اليهود التاريخية.

وجاء ذلك في كلمة القاها التفكجي خلال ندوة عقدت اول من امس في "المركز الثقافي الملكي" في عمان، ضمن فعاليات "الاسبوع الثقافي الفلسطيني" الذي اقيم بالتعاون بين وزارتي الثقافة في الاردن والسلطة الوطنية الفلسطينية، وادارها الامين العام للجنة الملكية لشؤون القدس عبدالله كنعان.

واشار التفكجي الى العديد من المغالطات التي تتردد عبر وسائل الاعلام حول القدس، وخاصة ما يتعلق بإجراء حفريات تحت المسجد الأقصى، مبينا "ان ما تقوم به إسرائيل حاليا إنشاء مدينة أخرى تحت القدس لتنسجم مع معتقداتهم التاريخية، وان كل الاكتشافات والحفريات التي تقوم بها اسرائيل لم تثبت أي حقائق عن الوجود اليهودي في المدينة المقدسة".

واضاف:"في ظل هذا الواقع المؤلم للمدينة ومحاولات إسرائيل المستمرة لتغيير ملامحها التاريخية والديموغرافية، فان القدس تعد كل العرب بالصمود ولكنها لا تعدهم بالنصر"، مطالبا الدول العربية بتقديم المساعدات لأهلها لتثبيتهم في منازلهم وترميم ما تبقى منها.

وقال:"ان إسرائيل خلقت واقعا سياسيا وديموغرافيا جديدا في مدينة القدس على حساب الجغرافية الفلسطينية، من خلال مصادرة الأراضي وبناء المستعمرات وهدم البيوت ورفض منح تراخيص البناء للسكان العرب".

وقال:"ان هذا الواقع أدى الى حدوث انتهاكات بحق الأرض والشعب الفلسطيني، وإلى خلق خلل ديموغرافي، وان بناء جدار الفصل العنصري استخدم كوسيلة للضغط في المفاوضات مع الطرف الفلسطيني".

واكد "ان تأثيرات جدار العزل العنصري أثرت على الأوضاع في بالمدينة المقدسة والى إخراج التجمعات الفلسطينية خارج حدود البلدية، وضم الكتل الاستيطانية التي تقع خارج حدود البلدية وفصل المناطق الفلسطينية بعضها عن بعض، بحيث لا يتبقى من السكان الفلسطينيين في البلدة القديمة اكثر من 12 في المئة من المجموع العام للسكان".

واشار الى ان اسرائيل سحبت ما يزيد عن 10 الاف هوية من عائلات فلسطينية منذ العام 1967 وحتى العام 2009، الى جانب هدم 876 منزلا منذ العام 1994 وحتى منتصف العام 2009 وطرد سكانها خارج حدود المدينة حيث أصبحوا دون مأوى.

وقال:"ان المدينة المقدسة أصبحت الآن من دون أي مؤسسات إعلامية وثقافية ورياضية"، داعيا إلى دمج المؤسسات المتبقية وخاصة في القطاعات الطبية والتعليمية والسكانية مع نظيراتها العربية من خلال عقد اتفاقيات توأمة في ما بينها بهدف الحفاظ على وجودها.

محمد سيف الدولة: الصلح المحرم

يتسابق القادة العرب هذه الايام بتوجيهات من الادارة الامريكية الجديدة ، على المضى قدما فى استكمال خطوات التنازل عن معظم فلسطين للصهاينة ، والاعتراف بدولتهم المسماة باسرائيل ، مقابل الحصول على بعض من فلسطين مجردا من كل شىء : السيادة ، السلاح ، الاختصاص بالارض ، حق العودة..الخ

ويظهر هذا جليا فى آلاتهم الاعلامية التى تروج يوميا لمشروع التسوية مع العدو الصهيونى والصلح معه ، مركزين فقط على مسائل هامشية مثل تجميد بناء المستوطنات ، بدون اقتراب من صلب القضية .

وهذا هو الوقت الانسب للتذكير بوثيقة مرجعية هامة اصدرها علماء الازهر عام 1956 بشأن الصلح مع العدو والتعاون مع الدول الداعمة له ، ننشرها كاملة ، على امل ان يقوم كل منا بحفظها ونسخها ونشرها ، والبناء عليها .

* * *

نص فتوى الأزهر بعـدم جواز الصلح مع إسرائيل والتعاون مع الدول الداعـمة لها

اجتمعـت لجنة الفتوى بالجامع الأزهر في يوم الأحد 18 جمادى الأولى سنة 1375هـ الموافق أول يناير سنة 1956 برياسة صاحب الفضيلة الأستاذ الشيخ حسنين مخلوف عـضو جماعة كبار العـلماء ومفتي الديار المصرية سابقا وعـضوية السادة أصحاب الفضيلة الشيخ عـيسى منون عـضو جماعة كبار العـلماء وشيخ كلية الشريعة سابقا (شافعي المذهب) والشيخ محمود شلتوت عـضو جماعة كبار العـلماء (الحنفي المذهب) والشيخ محمد الطنيخي عـضو جماعة كبار العـلماء ومدير الوعـظ والإرشاد (المالكي المذهب) والشيخ محمد عـبد اللطيف السبكي عـضو جماعة كبار العـلماء ومدير التفتيش بالأزهر (الحنبلي المذهب) وبحضور الشيخ زكريا البري أمين لجنة الفتوى.

ونظرت في الاستفتاء الآتي وأصدرت فتواها التالية :

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام عـلى سيد المرسلين ، سيدنا محمد ، وعـلى آله وصحبه أجمعـين.

أما بعـد - فقد أطلعـت لجنة الفتوى بالأزهر الشريف عـلى الاستفتاء المقدم إليها عـن حكم الشريعة الإسلامية في ابرام الصلح مع إسرائيل التي اغـتصبت فلسطين من أهلها ، وأخرجتهم من ديارهم ، وشردتهم نساء وأطفالا وشيبا وشبانا في آفاق الأرض ، واستلبت أموالهم ، واقترفت أفظع الآثام في أماكن العـبادة والآثار والمشاهد الإسلامية المقدسة ، وعـن حكم التواد والتعاون مع دول الاستعـمار التي ناصرتها وتناصرها في هذا العـدوان الأثيم ، وأمدتها بالعـون السياسي والمادي لإقامتها دولة يهودية في هذا القطر الإسلامي بين دول الإسلام ، وعـن حكم الأحلاف التي تدعـو إليها دول الاستعـمار ، والتي من مراميها تمكين إسرائيل من البقاء في أرض فلسطين لتنفيذ السياسة الاستعـمارية ، وعـن واجب المسلمين حيال فلسطين وردها إلى أهلها ، وحيال المشروعات التي تحاول إسرائيل ومن ورائها الدول الاستعـمارية أن توسع بها رقعـتها وتستجلب بها المهاجرين إليها ، وفي ذلك تركيز لكيانها ، وتقوية لسلطانها ، مما يضيق الخناق عـلى جيرانها ، ويزيد في تهديدها لهم ، ويهيئ للقضاء عـليهم.

* * *

وتفيد اللجنة أن الصلح مع إسرائيل كما يريده الداعـون إليه ، لا يجوز شرعا ، لما فيه من إقرار الغاصب عـلى الاستمرار في غـصبه ، والاعـتراف بحقية يده عـلى ما اغـتصبه ، وتمكين المعـتدي من البقاء عـلى عـدوانه . وقد أجمعـت الشرائع السماوية والوضعـية عـلى حرمة الغـصب ووجوب رد المغصوب إلى أهله ، وحثت صاحب الحق عـلى الدفاع والمطالبة بحقه . ففي الحديث الشريف : ( من قتل دون ماله فهو شهيد ، ومن قتل دون عـرضه فهو شهيد ) وفي حديث آخر : (عـلى اليد ما أخذت حتى ترد ) فلا يجوز للمسلمين أن يصالحوا هؤلاء اليهود الذين اغـتصبوا فلسطين ، واعـتدوا فيها عـلى أهلها وعـلى أموالهم ، عـلى أي وجه يـمكن اليهود من البقاء كدولة في أرض هذه البلاد الإسلامية المقدسة ، بل يجب عـليهم أن يتعاونوا جميعا عـلى اختلاف ألسنتهم وألوانهم وأجناسهم لرد هذه البلاد إلى أهلها ، وصيانة المسجد الأقصى مهبط الوحي ومصلى الأنبياء الذي بارك الله حوله ، وصيانة الآثار والمشاهد الإسلامية ، من أيدي هؤلاء الغاصبين ، وأن يعـينوا المجاهدين بالسلاح وسائر القوى عـلى الجهاد في هذا السبيل ، وأن يبذلوا فيه كل ما يستطيعـون ، حتى تطهر البلاد من آثار هؤلاء الطغاة المعـتدين ؛ قال تعالى : " واعـدوا لهم ما استطعـتم من رباط الخيل ترهبون به عـدو الله وعـدوكم وآخرين من دونهم لا تعـلمونهم الله يعـلمهم". ومن قصر في ذلك ، أو فرط فيه ، أو خذل المسلمين عـنه ، أو دعا إلى من شأنه تفريق الكلمة وتشتيت الشمل والتمكين لدول الاستعـمار والصهيونية من تنفيذ خططهم ضد العـرب والإسلام وضد هذا القطر العـربي الإسلامي ، فهو في حكم الإسلام مفارق جماعة المسلمين ، ومقترف أعـظم الآثام . كيف ويعـلم الناس جميعا أن اليهود يكيدون للإسلام وأهله ودياره أشد الكيد ، منذ عهد الرسالة إلى الآن ، وأنهم يعـتزمون ألا يقفوا عـند حد الاعـتداء عـلى فلسطين والمسجد الأقصى ، وإنما تمتد خططهم المدبرة إلى امتلاك البلاد الإسلامية الواقعة بين نهري النيل والفرات .

وإذا كان المسلمون جميعا ، وحدة لا تتجزأ بالنسبة إلى الدفاع عـن بيضة الإسلام ، فأن الواجب شرعا أن تجتمع كلمتهم لدرء هذا الخطر والدفاع عـن البلاد واستنقاذها من أيدي الغاصبين ، قال تعالى : "واعـتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " وقال تعالى : " إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعـدا عـليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ، ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعـكم الذي بايعـتم به وذلك هو الفوز العـظيم ". وقال تعالى : " الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغـوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعـيفا" .

وأما التعاون مع الدول التي تشد أزر هذه الفئة الباغـية ، وتمدها بالمال والعـتاد ، وتمكن لها من البقاء في هذه الديار، فهو غـير جائز شرعا ، لما فيه من الإعانة لها عـلى هذا البغي والمناصرة لها في موقفها العـدائي ضد الإسلام ودياره . قال تعالى : " إنما ينهاكم الله عـن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا عـلى إخراجكم أن تولوهم، ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون". وقال تعالى : " لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادّون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عـشيرتهم ، أولئك كتب الله في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عـنهم ورضوا عـنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون" .

وقد جمع الله سبحانه في آية واحدة جميع ما تخيله الإنسان من دوافع الحرص عـلى قراباته وصلاته وعـلى تجارته التي يخشى كسادها بمقاطعة الأعـداء ، وحذر المؤمنين من التأثر بشيء من ذلك واتخاذه سببا لموالاتهم فقال تعالى : " قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعـشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين" .

ولا ريب أن مظاهرة الأعـداء وموادتهم يستوي فيها إمدادهم بما يقوي جانبهم ويثبت أقدامهم بالرأي والفكرة ، وبالسلاح والقوة : سرا وعلانية ، مباشرة وغـير مباشرة . وكل ذلك مما يحرم عـلى المسلم مهما تخيل من أعـذار ومبررات.

ومن ذلك يعـلم أن هذه الأحلاف ? التي تدعـو لها الدول الاستعـمارية ، وتعـمل جاهدة لعـقدها بين الدول الإسلامية ، ابتغاء الفتنة ، وتفريق الكلمة ، والتمكين لها في البلاد الإسلامية ، والمضي في تنفيذ سياستها حيال شعـوبها ، لا يجوز لأية دولة إسلامية أن تستجيب لها وتشترك فيها ، لما في ذلك من الخطر العـظيم عـلى البلاد الإسلامية ، وبخاصة فلسطين الشهيدة التي سلمتها هذه الدول الاستعـمارية إلى الصهيونية الباغـية نكاية في الإسلام وأهله وسعـيا لإيجاد دولة لها وسط البلاد الإسلامية ، لتكون تكأة لها في تنفيذ مآربها الاستعـمارية الضارة بالمسلمين في أنفسهم وأموالهم وديارهم ، وهي في الوقت نفسه من أقوى مظاهر الموالاة المنهي عـنها والتي قال الله تعالى فيها : " ومن يتولهم منكم فأنه منهم ". وقد أشار القرآن الكريم إلى أن موالاة الأعـداء إنما تنشأ عـن مرض في القلوب يدفع أصحابها إلى هذه الذلة التي تظهر بموالاة الأعـداء فقال تعالى : " فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعـون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعـسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عـنده فيصبحوا عـلى ما أسروا في أنفسهم نادمين" .

وكذلك يحرم شرعا عـلى المسلمين أن يمكنوا إسرائيل ومن ورائها الدول الاستعـمارية التي كفلت لها الحماية والبقاء ، من تنفيذ تلك المشروعات التي لا يراد بها إلا ازدهار دولة اليهود وبقاؤها في رغـد العـيش وخصوبة في الأرض ، حتى تعـيش كدولة تناوئ العـرب والإسلام في أعـز دياره ، وتفسد في البلاد أشد الفساد ، وتكيد للمسلمين في أقطارهم ، ويجب عـلى المسلمين أن يحولوا بكل قوة دون تنفيذها ، ويقفوا صفا واحدا في الدفاع عـن حوزة الإسلام ؛ وفي إحباط هذه المؤامرات الخبيثة التي من أولها هذه المشروعات الضارة . ومن قصر في ذلك أو ساعـد عـلى تنفيذها أو وقف موقفا سلبيا منها ، فقد ارتكب إثما عـظيما.

وعـلى المسلمين أن ينهجوا نهج الرسول صلى الله عـليه وسلم ، ويقتدوا به ، وهو القدوة الحسنة ، في موقفه من أهل مكة وطغـيانهم بعـد أن أخرجوه منها ومعه أصحابه رضوان الله عـليهم من ديارهم وحالوا بينهم وبين أموالهم وإقامة شعائرهم ، ودنسوا البيت الحرام بعـبادة الأوثان والأصنام ، فقد أمره الله تعالى أن يعـد العـدة لإنقاذ حرمه من المعـتدين ، وأن يضيق عـليهم سبل الحياة التي بها يستظهرون ، فأخذ عـليه الصلاة والسلام يضيق عـليهم في اقتصادياتهم التي عـليها يعـتمدون ، حتى نشبت بينه وبينهم الحروب ، واستمرت رحا القتال بين جيش الهدى وجيوش الضلال ، حتى أتم الله عـليه النعـمة ، وفتح عـلى يديه مكة ، وقد كانت معـقل المشركين ، فأنقذ المستضعـفين من الرجال والنساء والولدان وطهر بيته الحرام من رجس الأوثان ، وقلم أظافر الشرك والطغـيان.

وما أشبه الاعـتداء بالاعـتداء ، مع فارق لا بد من رعايته ، وهو أن مكة كان بلدا مشتركا بين المؤمنين والمشركين ، ووطنا لهم أجمعـين ، بخلاف أرض فلسطين ، فإنها ملك للمسلمين ، وليس لليهود فيها حكم ولا دولة ، ومع ذلك أبى الله تعالى إلا أن يظهر في مكة الحق ويخذل الباطل ويردها إلى المؤمنين ، ويقمع الشرك فيها والمشركين ، فأمر سبحانه وتعالى نبيه ـ صلى الله عـليه وسلم ـ بقتال المعـتدين . فقال تعالى : " واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم ". والله سبحانه وتعالى نبه المسلمين عـلى رد الاعـتداء بقوله تعالى : " فمن اعـتدى عـليكم فاعـتدوا عـليه بمثل ما اعـتدى عـليكم ". ومن مبادئ الإسلام محاربة كل منكر يضر بالعـباد والبلاد ، وإذا كانت إزالته واجبة في كل حال ، فهي في حالة هذا العـدوان أوجب وألزم ، فإن هولاء المعـتدين لم يقف اعـتداؤهم عـند إخراج المسلمين من ديارهم وسلب أموالهم وتشريدهم في البلاد ، بل تجاوز ذلك إلى أمور تقدسها الأديان السماوية كلها وهي احترام المساجد وأماكن العـبادة. وقد جاء في ذلك قوله تعالى: " ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عـذاب عـظيم" .

* * *

أما بعـد ، فهذا حكم الإسلام في قضية فلسطين ، وفي شأن إسرائيل والمناصرين لها من دول الاستعـمار وغيرها ، وفيما تريده إسرائيل ومناصروها من مشروعات ترفع من شأنها ، وفي واجب المسلمين حيال ذلك ، تنبيه لجنة الفتوى بالأزهر الشريف ، وتهيب بالمسلمين عامة أن يعـتصموا بحبل الله المتين ، وأن ينهضوا بما يحقق لهم العـزة والكرامة ، وأن يقدروا عـواقب الوهن والاستكانة أمام اعـتداء الباغـين ، وتدبير الكائدين ، وأن يجمعـوا أمرهم عـلى القيام بحق الله تعالى وحق الأجيال المقبلة في ذلك ، إعـزازا لدينه القويم.

نسأل الله تعالى أن يثبت قلوبهم عـلى الإيمان به ، وعـلى نصرة دينه ، وعـلى العـمل بما يرضيه .

والله أعلم .

د . عادل سمارة: الولايات المتحدة وفلسطينيوها لا تكذب السلطة إلا على جمهور (قطيع)

أينما كانت هناك سلطة/دولة كلما ترافق مع وجودها قمع وتلاعب واستخدام واستغلال فريق لآخر حتى الرمق الأخير ولا ندم. هذا حال عالم راس المال رغم بلاغة ومبالغة أدواته وأذياله ومريديه بالطبع.

قبل ايام فقط، صدر عن قنصلية الولايات المتحدة بالقدس “لوم” للكيان الصهيوني على رجم الفلسطينيين حاملي الجنسية الأميركية بمنعهم عن الدخول من المعابر إلى الأرض المحتلة 1948 حيث تحيلهم إلى جسر اللنبي للدخول مباشرة إلى الضفة الغربية (المحتلة- ع.س) مباشرة. وزعمت القنصلية أن جوازات سفر هؤلاء تُدمغ بخاتم حق السفر فقط إلى المناطق التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية. وبالطبع، لا توجد مناطق تسيطر عليها هذه السلطة بشكل فعلي (أنظر أدناه قول الأميركيين أنفسهم)، ومع ذلك لا أحد يعترض ويكشف الكذب الدبلوماسي للقنصل العام؟

بدورها قالت سابين حداد، عن الحكومة الإسرائيلية، أن مختلف الفلسطينيين محظور عليهم دخول إسرائيل بغض النظر عن اية جنسية يحملون، فطالما يقيمون في “المناطق الفلسطينية” فإننا نعتبرهم مقيمون محليون.

لعل الأهم ان هذه السيدة لم تُبالِ بكشف أكاذيب القنصل الأميركي العام. فهي لم تحصر التقييدات السيئة في اللحظة بل كشفت أنها مطبقة منذ عام 2003. ولذلك يكون السؤال: أين كان القنصل والقنصلية كل هذا الوقت؟ وبالطبع القنصلية الأميركية تعرف ما تريد وتتجاهل ما لا تريد. فالقنصلة الثقافية الأميركية قامت قبل عامين باحتضان معرض لمجموعة من الفنانين التطبعيين المحليين في بيتها، فلا عجب إذن أن يعرف القنصل عن مشكلة تمس عشرات آلاف الأميركيين في الضفة والقطاع!

لو قيل إنهم لم يسمعوا، ليس صحيحاً. فالمعاملة المُهينة موجودة حتى قبل عام 2003. ولذا، فالسيدة، لم تَصْدُق كذلك. فهي لم تكشف الحقيقة الأكثر وضوحاً وهي أن سلطة الكيان قررت في أعقاب فوز حماس في الانتخابات بأن تمنع الفلسطينيين حاملي الجنسيات الأجنبية من الدخول إلى المناطق المحتلة. وبدأ ذلك منذ أيار 2006، وكان الهدف منها هو:

□ الهدف الصهيوني الدائم بالرغبة والقرار بعدم رؤية اي إنسان غير يهودي من زيارة فلسطين، ولا حتى النظر إلى خريطتها.

□ وإشعار أهل الأرض المحتلة أن انتخاب حماس جاء بالكوارث وهذه إحداها.

لمست هذه السياسة العنصرية يوم 22 ايار 2006 حين مُنعت عناية زوجتي، التي تحمل الجنسية الأميركية، ولم تحصل على بطاقة هوية محلية، مُنعت من العودة عن جسر اللنبي دون إبداء الأسباب. وخلنا آنذاك أن الأمر ضد اسرتنا، لنكتشف أنها سياسة مضايقة جديدة.

أما بشأن علم القنصلية الأميركية فقد كتبتُ لهم عدة رسائل إلكترونية وإشعار وإخبار واحتجاج، ولكن لا حياة لمن تنادي. (كانت أولاها يوم 29 ايار 2006). وإثر ذلك بدأت بتشكيل لجنة للاحتجاج، وتوسعت لاحقاً. ولتوضيح علم القنصلية بالأمر اتصل بي ذات يوم شخص اسمه محمد الحسيني يعمل في القنصلية الإميركية بالقدس، وقال سمعت عن لجنة الاحتجاج، فهل يمكن لي حضور الجلسات؟ قلت له طبعاً، لكنه لم ياتِ، ولم يرد على رسائلي إليه التي سألته فيها لماذا لم يأتِ!

والحقيقة أن الاحتلال منع كثيراً حتى من غير الفلسطينيين، وليس ذلك من قبيل “المساواة في المعاملة” بل من قبيل كره قدوم اي بشر إلى الأرض المحتلة.

ومع ذلك تقول السيدة حداد أن التغيير هو قيام سلطات الاحتلال بختم جواز السفر للزوار بدل وضع تأشيرة الدخول على ورقة خارجية. وهذا غير صحيح بمعنى أن وضع الخاتم على الجواز حصل كثيراً كما أعلم من زوجتي منذ عام 1975 حين اتت للمرة الأولى. واستمرت زوجتي في المغادرة والعودة كل ثلاثة اشهر لتجديد إقامتها هنا في الوطن وكانت لها 128 رحلة إجبارية إلى الأردن، الولايات المتحدة، بريطانيا مصر قبرص، فرنسا. وليست هي الوحيدة التي عوملت بهذا العسف والقسر اللامسبوق من أي تظام في العالم.

لعل أطرف ما في اللعبة أن ناطقا باسم القنصلية الأميركية (إيان كيلي) قال: “لقد أوضحنا للحكومة الإسرائيلية أننا نحتج وسنواصل الاحتجاج كي يعاملوا كافة المواطنين الأميركيين بنفس الطريقة بغض النظر عن أصلهم القومي”.

لو كان هذا حقاً، لتم تطبيقه منذ عشرات السنين. أما زعم المعرفة المتأخرة هكذا بالأمر فهو أمر لا يليق بقنصلية حتى لو تابعة لمشيخة نفطية.

والأكثر طرافة أن القنصلية الأميركية قد وضعت في صفحتها الإلكترونية : “نصيحة للفلسطينيين الأميركيين الذين يجدوا أنفسهم محاصرين في الضفة الغربية بأن السلطات الفلسطينية لا حول ولا قوة لمساعدتهم…وأن مكتب الارتباط الإسرائيلي وحده القادر على المساعدة، ونادراً ما يفعل”.

وهكذا، فالسلطة الفلسطينية لا تملك من أمرها شيئاً والقنصلية الإمبراطورية تحتج فقط، وستستمر في الاحتجاج. ممتاز!

كما اشرت أعلاه، بادرت بتشكيل لجنة لهؤلاء المضطهَدين، ولاحقاً انضم إليها كثيرون واعطيناها تسمية “حقي في الدخول مجدداً” My right to re-enter- myrto. وهذه اللجنة ما تزال تتابع أمور حاملي الجنسيات الأجنبية وما يتعرضون له من معاناة.

وبودي أن أسجل هنا الملاحظات التالية:

أولاً: كانت هناك جمعية باسم جمعية الفلسطينيين الأميركيين التي يُفترض انها لخدمة هؤلاء الناس. وحين بدأت تشكيل لجنة الاحتجاج، فوجئت أن الجمعية شبه مشلولة، ولم تكن لدى كثير من أعضاء هيئتها الإدارية الجرأة على الاحتجاج، ولاحقا سافر رئيسها إلى أميركا وعاد بعد سنتين.

ثانياً: حصل اجتماع في قاعة بلدية البيرة كما اذكر عام 2004 وطرحت مسألة منع حاملي الجنسية الأميركية من السفر والعودة عبر مطار اللد (بن غوريون) وتسابق العرب الأميركيون على الصراخ حينها. وقد اقترحت عليهم أن نقيم دعوى على القنصلية الأميركية التي لا تخدم رعاياها كما يجب، وكان ذلك بحضور المحامي جوناثان كُتاب، ذي العلاقة بشؤون هؤلاء الناس، واقترحت أن أقيم الدعوى أنا نفسي، ولكن الجمهور لم يجرؤ على ذلك، علماً بأن الأمر ليس سوى درجة من حق المواطن في ذلك البلد الذي يعتبر نفسه موئل حقوق الإنسان، وهو بالطبع خارقها وحارقها!

لا يمكن للقنصلية أميركية أو غير اميركية أن تضغط على الكيان حين تكون الرعايا جبانة إلى هذا الحد. ولا أنسى أن كثيراً من القناصل الذين قابلناهم أثناء علاقتي باللجنة المذكورة كانوا يجيبون ( هذه إسرائيل This is Israel) . فما لزوم القنصلية إذا كانت تعتبر إسرائيل مكان الله! وبالطبع لم ينفع معهم أن إسرائيل كيان احتلال.

تجدر الإشارة أن اللجنة المذكورة ضمت لاحقاً اشخاصا من الجنسين ممن يعتبرون التطبيع مع الكيان أمراً عادياً، ولذا، فتحوا خطوط اتصال ولقاءات مع صهاينة يزعمون أنهم حريصون على حقوق الإنسان، وكان هذا سبب خروجي من هذه اللجنة، التي ما تزال تضم أناساً بسطاء إلى جانب غيرهم

هيئة علماء المسلمين .. أين المشروع الوطني

أعلن عضو في هيئة علماء المسلمين قبل خمسة أشهر وتحديداً بتاريخ 1 أيار 2009, عن مشروع وطني , وقال الدكتور محمد بشار الفيضي المتحدث الرسمي بأسم الهيئة , أن الهيئة تبشر الرأي العام العراقي والإسلامي بأقتراب مشروع وطني قادم يضم جميع العراقيين .

نقول رغم مرور أكثر من خمسة أشهر على هذا الإعلان , إلا أن الرأي العام العراقي لم يلمس أي تحرك لإنجاز مثل هذا المشروع , الذي يتطلع اليه العراقيون , وبدون أدنى شك أن العراق بأمَسْ الحاجة الى مشروع وطني حقيقي , ينقذ البلاد والعباد من واقع مأساوي يومي .

ومن المؤسف , أن القوى الوطنية العراقية , لم تتمكن من الجلوس تحت خيمة عراقية واحدة منذ بداية الإحتلال عام 2003 وحتى الآن, وقد جرت عدة محاولات على هذا الصعيد إلا انها باءت بالفشل , ومن أهمها المؤتمر الذي جرى الإستعداد لعقده في دمشق ( تموز 2007 ) , والذي إنفرط قبل إنعقاده في ظروف غامضة مازال الكثيرون يجهلونها , وحاول جاهداً الدكتور خيري الدين حسيب لتحقيق هذا الهدف ، وعقد إجتماع تحضيري أواخر عام 2008 في بيروت ، على أمل إلتقاء غالبية الأطراف الوطنية العراقية , إلا أن الستار قد أسدل على هذا المشروع , وجاء إعلان هيئة علماء المسلمين في الأول من أيار الماضي , لينعش الآمال في نفوس القوى الوطنية المعارضة للإحتلال الأمريكي , إلا أن هذا الأمل قد دخل في دهليز آخر , لا نعلم مساراته .

لا شك أن الظروف ملائمة الآن لجمع القوى الوطنية العراقية , وأعتماد لافتة واحدة , تتحدث أمام المجتمع الدولي عن أوضاع العراق المأساوية الحالية , ووضع الحلول الناجعة لمستقبل هذا البلد , الذي تؤكد جميع المؤشرات , إن الإدارة الأمريكية تصر على الذهاب بالعراق الى الجحيم من خلال الحرص على تجذير الطائفة والعرقية , وهذا ما يجري الآن على أوسع نطاق, بهدف جرجرة العراق الى المزيد من التشرذم والفتن والاقتتال الداخلي .

إن نظرة متفحصة لزوايا المشهد العراقي اليوم، تكشف حقيقة مرة، إذ أن الكثير من القوى الوطنيية العراقيية لا تعرف أي مركب تستقل وأين تتجه , ولاشك أن عدم وجود خيمة واحدة لهذه القوى , يسهم بقوة في زيادة الضبابية والعتمة , ويتضح ذلك من خلال إضطرار الكثيرين الى التحول من رافضين للعملية السياسية الى معارضين لها , بل ان البعض أضطر للأقتناع بالعملية السياسية، رغم قناعتهم بسوءها وخطورتها ، وأنها تخريبية وتدميرية ولايمكن أن تخدم العراق .

إن القوى الوطنية تمتلك العديد من عوامل القوة , إلا أنها لم تستثمر ذلك على الإطلاق،بل أهملت هذه العوامل التي من ابرزها:

اولاً : الفشل الذريع للحكومات المتعاقبة التي نصبها الإحتلال الأمريكي, وعدم قدرتها على توفير المستلزمات الأساسية للعراقيين ، سواء الأمن والغذاء والدواء إضافةً الى سلسة طويلة من الإحتياجات اليومية الرئيسية،وهذا الفشل الذريع يصب في خانة القوى الوطنية في تعرية هؤلاء أمام العراقيين، ولا يحتاج ذلك كثير من الجهد والعناء، فالعراقيون يعرفون ما فعل ويفعل هؤلاء من السياسيين والمسؤولين الحكوميين .

ثانياً : أصبح واضحاً وجلياً للعراقيين، أن أقطاب العملية السياسية وكبار وصغار المسؤولين في الحكومات المتعاقبة التي نصبها الأمريكيون , هم عبارة عن لصوص وسراق , وقد إستولوا على مئات المليارات من أموال الشعب العراقي , إبتداءاً من مجلس الحكم وصولاً الى حكومة المالكي .

ثالثاً : إن الرغبة العراقية الجمعية تتوق الى حكومة وطنية وأجهزة أمنية تحمي المواطن لا تأذيه وتحترمه لا تذله وتخدمه لا تحوله الى خادم, ويدرك العراقيون جميعاً أن الأحزاب الماسكة بالسلطة حاليا تعمل على دفع العراق الى الطائفية والعرقية , بهدف تمزيق البلد وتقسيم الشعب،وبدون أدنى شك إن العراقيين يرقبون كفاءات العراق المخلصة لإنقاذهم من هذا الشر الجمعي الذي يعصف بالعراق ومستقبل أبناءه،إلا أن القوى الوطنيه لم تتحمل هذه المسؤولية بالقدر المطلوب ،وتركت الساحة فارغة.

رابعاً : إن القوى الوطنية العراقية تتواجد على الخارطة العراقية بأسرها، ولها جمهورها التواق الى وطنيين مخلصين , يعملون على إنقاذ البلاد من الخراب والتمزق والدمار .ولا تحتاج إلا الإعلان عن خيمة العراق لتضم الجميع.

ان عوامل القوة المغرية هذه , من أهم المحفزات للإسراع بتشكيل تجمع وطني عراقي , يحتضن الجميع ويتحمل مسؤولية النهوض بالبلاد وتخليص العراق من هذا السحاب الاسود الذي يعصف به .

ويشدد ( المحرر السياسي في شبكة الوليد للأعلام ) على أن عدم وجود عنوان عراقي وطني واضح في هذه المرحلة , سيضيع أفضل الفرص , وبقاء هذا ( الفراغ ) كما هو عليه , يعتبر الهدية النموذجية , التي تقدمها الأطراف الوطنية لمشروع الإحتلال الأمريكي وأدواته من أقطاب العملية السياسية، ويجب الإعلان عن هذا المشروع بأسرع وقت بل اليوم قبل الغد.

إن مكانة هيئة علماء المسلمين وموقفها المشرف من الإحتلال وأنفتاحها على جميع القوى الوطنية المناهضة والمقاومة للإحتلال الأمريكي،تمنحها الفرصة للشروع في بناء الخيمة الوطنية العراقية،لتكون المظلة الحقيقية للجميع،ومن هذا المنطلق فان الهيئة والقوى الأخرى تتحمل مسؤولية تاريخية في حال الإبقاء على هذا (الفراغ)المهلك،في هذا الظرف الحرج والخطير.ونذكر بأن الإعلان عن المشروع الوطني من قبل هيئة علماء المسلمين قد مضى عليه أكثر من خمسة اشهر.

د. فايز أبو شمالة: دكتور نبيل شعث، مذمومٌ وممتدحٌ

استوقفني ما صدر عن الدكتور نبيل شعث وزير التخطيط لأول حكومة فلسطينية، وزير الخارجية السابق، وعضو اللجنة المركزية الحالي لحركة فتح، ولاسيما أن تصريحات الرجل في الفترة الأخيرة قد اتسمت بالحيوية، والحرص الواضح على الوحدة الوطنية، وهذا ما لم ينكره قادة حماس أنفسهم الذين شاركوا وفد فتح مفاوضات القاهرة، وللدلالة على ما أقول، سأورد بعض ما نوه إليه الدكتور شعث، وهو يعقب على تصريحات الدكتور محمود الزهار التي قدر فيها أن التوقيع على اتفاقية المصالحة سيتم في العشرين من شهر أكتوبر، هذا التصريح الذي نظر إليه دكتور شعث: بإيجابية وهو يقول: "نحن كفلسطينيين لا يمكننا تحمل المزيد من الانقسام والسلبية في علاقاتنا الداخلية، مضيفا بأن الذين يصدّرون الخوف إلى شعبنا يضرون بقضيته الوطنية". وهنا مربط الفرس في الحديث العاقل! فمن هم أولئك الذين يصدّرون الخوف؟ ويخيفون شعبنا الفلسطيني من إخوة لهم؟ ولماذا يثيرون هذه الحالة من الفزع، وإشاعة عدم جدوى المصالحة، والقنوط من التوصل لتفاهم مع الآخر؟.

الدكتور نبيل شعث لا يكتفي بتسجيل ملاحظة، وإنما بقدم مقترحاً يطالب فيه حركة حماس بالبدء في شراكة حقيقية تقوم على برنامج الحد الأدنى من الاتفاق، وعدم الاكتفاء باتفاقات أمنية وإدارية، مشددا على ضرورة التفاهم على قضايا حساسة مثل: كيفية التعامل مع الاحتلال، والحصار، الديمقراطية، وتداول السلطة، والتفاهم، وإعادة خلق الثقة، وأضاف: نحن مقبلون على شراكة وإنهاء عهد التفرد، لأنه بدون الشراكة لن نستطيع الضغط على عدونا والعالم. وهنا أزعم أن هذه الدعوة موجه إلى طرفي معادلة الخلاف، وإن أخذت اتجاه حماس، فجملة انتهاء عهد التفرد تحمل معنيين، أولاً التفرد بالقرار السياسي الذي ساد الساحة الفلسطينية لمدة أربعين عاماً، ولذا أحترم الدكتور شعث على صراحته، واعترافه بانتهاء ذالك الزمن دون رجعه، وثانياً: التفرد الميداني بالسلطة سواء في رام الله، أو قطاع غزة، وهذا التفرد لا ينتهي إلا بالشراكة الوطنية، وهذه الشراكة لا تتحقق إلا بالتوافق السياسي على برنامج عمل مشترك، وعلى آلية تطبيق يلتزم فيها الجميع.

سنة 1995 نشرت مقالاً في صحيفة القدس ثمنت فيه الدكتور شعث، وكنت قد راقبته وهو يؤسس لوزارة التخطيط والتعاون الدولي، ويغرس بذور التفاؤل، ولكن في سنة 2004م كتبت مقالاً نقدياً قاسي اللهجة ضد الدكتور نبيل شعث لموقف سياسي اتخذه في حينه، لقد رد د. شعث على مقالي بمقال أكثر عنفاً في الصحافة المحلية، وهذا ما حرك غريزة الدكتور إبراهيم حمامي الدفاعية، فقام بالرد الموثق على الدكتور شعث. كل ذلك الخلاف لا يمنع من النظر بتقدير لكل تطور إيجابي في مواقف الدكتور نبيل شعث من المصالحة الفلسطينية، ورؤيته السياسية التي صارت أكثر شمولية بعد فشل طريق التفاوض، وهذا ما يحثني لتسجيل كلمة إطراء للرجل الذي سبق الجميع في فهم المعادلة الفلسطينية، وأبجدياتها، وراح يقدم الرأي السديد لإخوانه في حركة فتح، ويلهمهم طريق الرشاد، ولاسيما أولئك الذين ما زالوا يتخوفون من حركة حماس، بل ويصدّرون الخوف كما قال دكتور شعث، ويتصدّون لكل عاقل يهدف لطي صفحة الانقسام، ويصدّون الناس عن حب الوطن، وعن ذكر الله.

أ.د. محمد اسحق الريفي: كيف نتعامل مع عبَّاس؟

لا يجدي شعبنا نفعاً الاكتفاء بإبداء سخطه الشديد على محمود عبَّاس ونعته بأوصاف تصف حقيقة نهجه السياسي غير الوطني ودوره في خدمة المشروع الصهيوني، ولا باستنكار ممارساته ومواقفه السياسية المضرة بشعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة، بل يجب وضع خطة إستراتيجية لتنحيته والتخلص منه.

فإذا كان إبداء السخط الشديد على عبَّاس ونعته بالخيانة يهدف إلى إجباره على العودة إلى حضن الشعب الفلسطيني والتخلي عن تعاونه مع الاحتلال، فلن يتخلى عبَّاس عن دوره في تصفية قضية فلسطين لصالح المشروع الصهيوني، فقد تورط عبَّاس وفريقه والأجهزة الأمنية الدايتونية في التعاون الأمني مع الاحتلال واجتثاث المقاومة، ولم يعد أمامه إلا خيار واحد، وهو خيار خدمة الاحتلال حتى النهاية. ألم يخيِّره رئيس الحكومة الصهيونية "بنيامين نتنياهو" بين أن يكون مثل الرئيس الراحل ياسر عرفات أو الرئيس المصري السابق أنور السادات بحسب ما ورد في مقابلة له مع صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإلكترونية؟

وفي الحقيقة أن "نتنياهو" لا يخيِّر عباس بين طريق عرفات وطريق السادات، وإنما يهدده بالحصار والقتل إن تخلى عن دوره الأمني غير الوطني ضد المقاومة ودوره السياسي المشبوه في تصفية قضية فلسطين وفق المخططات الصهيوأمريكية، كما فعل الإرهابي "أرئيل شارون" بالرئيس عرفات عندما حاصره في مقاطعة رام الله، ثم قتله بالسمّ، مستعيناً بعملاء فلسطينيين لا يزالون يحتلون مواقع قيادية في حركة "فتح" وسلطة أوسلو، مع الأسف الشديد! ألم يقل عبَّاس ذلك صراحة عندما دعي إلى حضور قمة الدوحة في أعقاب الحرب الصهيونية على غزة، فرفض، قائلاً لوزير خارجية قطر: "إذا حضرت فإنني اذبح نفسي من الوريد إلى الوريد".

إذاً اختار عبَّاس طريقاً غير الطريق الذي سلكه عرفات، وهو طريق السادات، وهو أول زعيم عربي اعترف علناً وصراحة بما يسمى (إسرائيل)، وأقام نظامه علاقات سلام معها، وبقيت هذه العلاقات بين النظام المصري والكيان الصهيوني إلى الآن. أما عبَّاس، فمطلوب منه أكثر من ذلك بكثير: أن يكون أول زعيم عربي ومسلم يعترف بما يسمى "يهودية الدولة"، وأن يساعد على إقامة علاقات سلام بين الكيان الصهيوني وبين العالمين العربي والإسلامي. وأعتقد اضطلاع عبَّاس بهذا الدور الخطير المطلوب منه صهيونياً هو الذي يفسر لنا عدم محاصرة الحكومة الصهيونية له في المقاطعة، وإبقائه على قيد الحياة إلى هذه اللحظة، بل ودعمه سياسياً وأمنياً، وتعزيز مواقفه الخائبة، وتسليح أجهزته الأمنية!

وإذا كان هذا هو الطريق الذي اختاره عبَّاس، فلا غرابة في أن يضطلع بمهمة اجتثاث المقاومة في الضفة المحتلة، ولا أن يتواطأ مع العدو الصهيوني في حربه على غزة ومطالبته باستمرار الحرب حتى سحق غزة ومن فيها، ولا أن يتآمر على حركة "حماس" وحكومتها في غزة، ولا أن يشارك في حصار غزة ويتحكم في رقاب الموظفين عبر التحكم في رواتبهم، ولا أن يطلب سحب "تقرير غولدستون" من مجلس حقوق الإنسان وعدم مناقشته، حفظاً لصورة الكيان الصهيوني لدى الرأي العام العالمي، ومنعاً لملاحقة قادة الكيان الصهيوني المجرمين قضائياً على جرائمهم الدموية البشعة ضد غزة، ومنعاً لإحراج إدارة "باراك أوباما" التي تعهدت باستخدام "الفيتو" اللعين ضد أي قرار يدين الكيان الصهيوني ويمهد الطريق إلى ملاحقة قادته المجرمين وإظهار الصورة الإجرامية للكيان الصهيوني.

ماذا ينتظر شعبنا الفلسطيني ليتخلص من عباس وينحيه عن القضية الفلسطينية وعن كل المواقع القيادية التي سيطر عليها بشراء الذمم والضمائر بأموال أمريكية وغربية؟

لا عزاء لشعبنا الفلسطيني وقواه السياسية الحية والفاعلة إن ظلوا مخدوعين بسراب المصالحة مع عبَّاس وتياره المتصهين، ومخطئ من يظن أن الصراع الداخلي يمكن أن ينتهي لصالح شعبنا الفلسطيني دون التخلص من عبَّاس وجماعة المصالح الشخصية والانتهازيين والسماسرة الذين يسيطرون على حركة "فتح" ومنظمة التحرير الفلسطينية، ومخطئة الفصائل المقاومة التي تتلطى خلف ما يسمى "الانقسام" ولا تأخذ موقعها من الصراع مع التيار المتصهين.

وقد يظن بعض أبناء شعبنا الفلسطيني أن عبَّاس أمر بسحب "تقرير غولدستون" خوفاً من فضح العدو الصهيوني له بإثبات تورطه في الحرب على غزة، ولكنني أرى أنه فعل ذلك لينجو بنفسه من القتل على أيدي "الموساد"، فتورط عبَّاس في الحرب على غزة مكشوف، بل ما يقوم به عبَّاس الآن لا يقل خطورة عن دوره في الحرب على غزة. ومعلوم أن العدو الصهيوني لا يأبه بسمعة عملائه، بل يكشف تورطهم في الخيانة، ويفضحهم على رؤوس الأشهاد، ليشجعهم على خدمته دون خوف أو حياء، وليربط مصيرهم بمصيره وخدمة أمنه. وفي النهاية، يتخلص منهم، ويكون مصيرهم كمصير السادات!

عزمي بشارة: حين يمشي العار عاريا

من لم يلاحظ ملمحا جديا في ذهول الوجوه في جنيف؟ لقد ذهل حتى من سمكت جلودهم لكثرة استخدام مادة حقوق الإنسان أداة في السياسة والخطابة. لكنه الذهول من كون الفضيحة تكمن في عدم وجود فضيحة. فالفضائح تصدم عادة بعد انكشاف (أو ادعاء انكشاف)، أي انفضاح، معلومات استترت عن العيون حتى اللحظة. وتصاغ المعلومات الجديدة على شكل قصة مشينة بمعايير الغالبية، وبمعايير أبطال القصة: سرقة، خيانة وطنية، تآمر مع العدو لتسليم أصدقاء، مصالح مالية وراء موقف سياسي مفاجئ وغريب... في جنيف كان كل شيء واضحا إلى حد الذهول.

لقد ارتسم الذهول على النفوس والوجوه من شدة الوضوح والمجاهرة وليس من وطأة الانكشاف. ويكتفي المذهولون من الوضوح بالتعبير عن الدرجة بإضافة عبارتين: "كنت أعلم... ولكن لم أتوقع أنهم وصلوا إلى هذا الحد".

جرت العادة أن تطالب حركات التحرر "المجتمع الدولي" باتخاذ موقف من جرائم الاحتلال. تحاججه وتحرجه بازدواجية معاييره الداخلية والخارجية. تتوسّله. في جنيف كان ما يسمى زورا وبهتانا بـ"المجتمع الدولي" محرجا سلفا بتقرير جاء مفاجئا بالتفاوت بين التوقعات من معدِّه المكلَّف به والمؤتمن عليه من جهة، وبين مضمونه من جهة أخرى.

وهدّدت إسرائيل السلطة علنا وليس سرا.

مرة أخرى أكرر: هددهم نتنياهو وغير نتنياهو علنا في خطابات متكررةٍ بأن استمرار ما يسمى زورا وبهتانا بـ"عملية السلام" وتلبية "مطالبهم الاقتصادية" مرهون بعدم تأييد التقرير الأممي الذي يدين إسرائيل على جرائمها في عدوانها الاستعماري على قطاع غزة. أما ليبرمان فقد هدد بالكشف عن تورط السلطة الفلسطينية في دعم الحرب الإسرائيلية. وتراجعت السلطة علنا عن تأييد التقرير.

فالتأجيل في عرف الهيئات التي تحشد رأيا عاما وترقّبًا وأصواتا هو تنفيسٌ لجهد، وهو في الواقع إفشالٌ لمشروع قرار. ثم عندما يتراجع "صاحب الشأن" عن القضية يصبح بإمكان الآخرين أن يتحرروا من العبء. لينتقل صاحب الشأن بعد ذلك إلى الاختباء وراء تحرر الآخرين من العبء.

مكتب رئيس السلطة يسرّب معلوماتٍ بأن الضغط للتراجع عن دعم التقرير جاء من مكتب رئيس الحكومة، والأخير يؤكد العكس. وطرف ممن كان يسارا فلسطينيا يدين "الموقف المخجل" للمندوب الفلسطيني في جنيف، وكأن الأخير هو صاحب قرار. في حين أن ممثل الفصيل اليساري يجلس في الحكومة صاحبة القرار، ويؤيد الرئيس صاحب القرار.

وخذ على هذا المنوال! عارنا في جنيف. الوجوه كالقديد، وفقدان ماء الوجه بلغ حد التحنط.

شهدت مناقشات الجمعية العامة إبان الحرب على غزة مجريات مخزية شبية بعملية إفشال مشروع قرار قطري باكستاني قدم في حينه والقصف جارٍ. وقد ذُهِلَ الكثيرون -من بينهم رئيس الجمعية العامة في حينه- من علنية الجهد الفلسطيني في إفشال مشروع قرار لإدانة إسرائيل.

على كل حال يعرف القاصي والداني كيف يقوم طرف بمهمة ما وهو يُجَرُّ إليها جرا. كانت الشماتة أثناء الحرب سافرة. وليس المقصود شماتة بدائية، بل شماتة سياسية عقلانية تبنى على ضرورة أن يستنتج الشعب الفلسطيني أن الموقف الداعم للمقاومة يؤدي إلى التهلكة، وأن موقف التعاون مع إسرائيل يقود إلى الرخاء.

المشكلة بالنسبة لمن يتمسك بالحقوق الفلسطينية لا تكمن في شح أو قلة المعلومات. وإذا كان من أمر يميّز عصرَنا هذا فهو وفرة المعلومات ومصادرها، وتحوّل الإشكال إلى تصنيفها وفصل قمحها عن زوانها، وتجنب قراءة مؤامرة أو حكاية وراء كل تفصيل.

تكمن المشكلة في التردد والتأرجح بين الانجراف مع خطاب الأنظمة الرسمية العربية القائمة والإعلام القائم من جهة، وبين خطاب عربي فلسطيني من جهة أخرى. والأخير لا يستقي مشروعيته مما يسمى الشرعية الدولية، ولا من قرارات مجلس الأمن، ولا من عملية السلام، ولا من خطاب الدولة العربية القـُطرية، بل من التناقض بين هدف وحدة الأمة وتحرير الإنسان العربي وعروبة قضية فلسطين من جهة، والمشروع الصهيوني من جهة أخرى.

ولن يسعف الموقف المتمسك بالحق والعدل لشعب فلسطين إلا الحاجة الشعبية والمجتمعية لخطاب سياسي عربي ديمقراطي مقاوم. وهذا ما لدى أصحاب هذا الموقف ليقدموه.

يجري حاليا توليد مشروع دولة فلسطينية هزيلة فاقدة السيادة، وهي فاقدة للشرعية التاريخية لأنها تقوم على مقايضة الدولة بحق العودة وبالقدس وبالانسحاب. وتشهد هذه الأعوام عملية تشكل شخصيتها. وقد التقى مشروع الدولة الفلسطينية مع إسرائيل قبل أن يولد، وذلك في أغرب تقاطع ممكن. التقيا على منع محاسبة دولة الاحتلال دوليا على جرائم ارتكبتها بحق شعب فلسطين.

ما بعد الحرب على غزة

قيل الكثير حول مجريات الحرب ذاتها ونوع المقاومة والصمود في قطاع غزة. وقد سجّل السياق السياسي لتلك الحرب سوابق خطيرة. ففي ظل الانقسام الفلسطيني الداخلي ثبت أن جزءا من النخبة السياسية الفلسطينية جاهز للتنسيق مع المستعمِر في سياق حسم صراع سياسي داخلي. وبهذا المعنى اتخذ الانقسام الفلسطيني طابعا جديدا لم تعرفه الانقسامات السابقة داخل حركة التحرر الوطني الفلسطينية.

يلقي هذا الطابع الجديد بظلال الشك حول ما إذا كان الانقسام هو فعلا انقساما داخل حركة تحرر، بحيث يتم تفاديه بالدعوات إلى الوحدة، وبالمناشدات الموجهة للإخوة بتجاوز خلافاتهم وتسخيرها في خدمة التناقض الرئيسي. وهو الخطاب القائم على مستوى التيار القومي وعلى مستوى الدول العربية في الوقت ذاته. وقد تجاوَزَتْه التطورات برأيي.

فموضوعيا التناقض الرئيسي هو مع إسرائيل، ولكن نشأت بنية اقتصادية سياسية لنخبة فلسطينية لا ترى فيه التناقض الرئيسي... وليس ذلك بسبب عدم وعيها لمصالحها، بل بسبب وعيها لها. فقد نمَّت مصالح جديدة في ظل التعاون مع إسرائيل، وفي ظل هيمنة الأخيرة.

لا يشبه الانشقاق الحالي انشقاقات فلسطينية سابقة حرَّكتها ولاءاتٌ عربية متنازعة، أو أججتها صراعات على النفوذ، أو حتى خلافات سياسية داخلية فعلية. وطبعا، يزيد تطابق الانقسام الجغرافي والسياسي بين الضفة وقطاع غزة من حدة الانشقاق الحالي، كما يزيده وضع الخطاب الديني في مقابل العلماني حدة. ولكن مميزه الأساسي أنه لم يعد يجري في إطار حركة التحرر، بل بات شرخا بين سلطة موالية للاحتلال وحركات مقاومة دينية الخطاب غالبا.

وتُستَخدَم هذه الحقيقة الثانية، أي دينية الخطاب عند حركات المقاومة، من قبل مؤيدي التسوية أو أعداء المقاومة، وحتى من قبل فصائل ضعفت مكانتها، للتهرب من المسألة المركزية. وهي الفرق بين حركات مقاومة من جهة، ومن يتعاون مع الاحتلال في قمع المقاومة من جهة أخرى.

هذه هي الحقيقة الأولى في سياق الاحتلال. لأنها تتعلق بالموقف من الاحتلال، وتميّز بين مقاومته والتعاون معه، وليس بين دينية أو علمانية من يقاوم أو يتعاون. وكانت سوف تتخذ مسارا مشابها لو كانت حركات المقاومة الفاعلة علمانية. وتتجلى هذه الحقيقة في:

أ‌. استبعاد سلطة أوسلو علنا لأي أداة في "الصراع" مع إسرائيل فيما عدا التفاوض. وصار اسم الصراع أصلا "خلافا" مع إسرائيل. وتتردد في الخطاب الإعلامي العربي كـ"خلاف بين الطرفين". والحقيقة أن التنازل عن العنف في حل "الخلافات العالقة" هو الموقف الذي يُعلَن عادة بعد توقيع اتفاق سلام. وهذا يعني أن العلاقة بين السلطة وإسرائيل هي علاقة سلام، أو هي علاقة تفاوُض في ظلِّ "السلام والأمن" وليس من أجل "السلام والأمن"، وهذا حتى باللغة الإسرائيلية. ومن هنا ليس ثمة ما يضغط على إسرائيل.

ب‌. تبنّي محمود عباس وطاقمه، الذي أصبح بعد مؤتمر فتح الأخير قيادةً رسمية للحركة، ما حاول ياسر عرفات التهرب منه طيلة فترة ترؤسه للسلطة الفلسطينية، وهو التنسيق الأمني (الجدي) مع إسرائيل. وقد كانت إسرائيل تشكو من هذا التملص العرفاتي، مؤكدة أن التنسيق الأمني بموجب أوسلو ثم خارطة الطريق، هو مهمة السلطة الأصلية، وهو كفيل بحل "مشكلة الإرهاب".

وقد أدى التنسيق الأمني المكثف مع إسرائيل مؤخرا إلى:

1. فقدان طابع وثقافة وأخلاقيات حركة التحرر الوطني، وما يفرزه ذلك من إسقاطات على الوعي الشعبي.

2. القمع المباشر للمقاومة بالقتل والسجن، وتعقيد ظروف المقاومة بشكل خاص في الضفة الغربية.

3. قيام أجهزة أمنية فلسطينية جديدة مؤلفة من أجيال جديدة لم تكن منظمة في الكفاح المسلح الفلسطيني في الخارج، وتتلقى تدريبا أميركيا عربيا تتخلله تربية عقائدية تنمّي ولاءً للسلطة وأجهزتها، وليس لمنظمة التحرير، وشطب كامل لصورة العدو الإسرائيلي واستبدالها بصورة المقاوم الفلسطيني الذي يهدد الأمن والنظام والسلم الاجتماعي ويخرق الاتفاقيات الموقعة.

4. زوال أي رادع أمام أي دولة في العالم، بما فيها الدول العربية، من التنسيق أمنيا وليس فقط سياسيا مع إسرائيل. خاصة إزاء تأسيس سابق وانتشار لمقولة "الممثل الشرعي والوحيد"، و"أصحاب القضية"، و"أهل مكة أدرى بشعابها".

ت‌. كما تتجلى حقيقة هذا التعاون مع الاحتلال في موقف إسرائيلي ودولي يعيد البناء في الضفة بعد الحرب على غزة، بدل أن يعيد البناء في غزة، وذلك لتعزيز منافع المواطن من تأييد سلطة في ظل الاحتلال مقارنة مع الحصار على غزة الذي "تسبب فيه" تأييد حركة مقاومة للاحتلال.

وحتى في أوج التضامن العربي والدولي مع قطاع غزة لكسر الحصار كان الاعتبار الأساسي هو مساعدة السلطة في الضفة لتشكِّل بديلا سياسيا عن حماس في أي انتخابات قادمة. وساد تنسيق كامل بين السلطة الفلسطينية وأطراف عربية بشأن إحكام الحصار على غزة، والقيام بخطوات تجهض التحركات الدولية لتخفيف الحصار، وتضع زمام المبادرة الدولية وحتى العربية الرسمية بيد سلطة أوسلو عندما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية.

ومن هنا تحول مؤتمر شرم الشيخ مثلا من مؤتمر لإعادة البناء في غزة إلى استعراض التفاف دولي غربي حول أنظمة الاعتدال وحول سلطة أوسلو بعد أن تعرضوا جميعا لعزلة شعبية ونقد عربي في مرحلة الحرب. وما زال الحصار على غزة يشتد. وتم إشغال الرأي العام الفلسطيني والعربي بالمصالحة في القاهرة، ثم بجولات ميتشل المكوكية، التي لا تعتبر غزة جزءا من الاتصالات.

لقد شجع هذا الواقع سلطة أوسلو على عدم التعاون بشأن التوصل إلى تفاهم للوحدة الوطنية في حوار القاهرة. فما تريده وتعلن أنها تريده هو اتفاق ببند واحد. وهو موعد وطريقة إجراء الانتخابات لرئاسة السلطة ومجلسها التشريعي. وهي تطمح لإجرائها في الضفة الغربية وغزة، أو في الضفة الغربية وحدها في حالة عدم موافقة حماس على إجرائها في غزة، ثم الطعن في شرعية حكومة غزة مع ما يرافق هذا النوع من التحريض عادة من اتهام الحركات الإسلامية بأنها تستخدم الانتخابات للوصول إلى الحكم ثم تتخلى عن فكرة الانتخابات و"الديمقراطية". وهي ادعاءات خارجة عن أي سياق.

لقد جرت انتخابات ديمقراطية لم يعترف "المجتمع الدولي بنتائجها" بل حاربها وقوضها وحاصرها بالتعاون مع الخاسر المحلي في الانتخابات. وأقيمت حكومة بديلة بقيادة من خسر الانتخابات وبقيادة رئيس حكومة حصلت قائمته على ما لا يزيد عن 2% من أصوات فلسطينيي الضفة والقطاع.

إن إجراء الانتخابات الفلسطينية وهذا التحمس الديمقراطي لإجرائها على أنقاض الديمقراطية، وذلك كبندٍ وحيدٍ على الأجندة، لا يساهم فقط في تهميش ما لم يعد قضية مؤيدي التسوية الأساسية، ألا وهو الاحتلال، بل يُشَرعِنُ استخدامَ الحصار والضغط الجسدي والنفسي في عملية انتخابية.

وإذا ما جرت الانتخابات في ظل الحصار، ودون إعادة بناء قطاع غزة، ودون تفاهم فلسطيني/فلسطيني يتضمن الإفراج عن المعتقلين السياسيين عند الحركتين، فلن تعني هذه الانتخابات سوى عملية تزوير واسعة النطاق لإرادة الشعب الفلسطيني باستخدام القوة. فالناخب الفلسطيني فيها مخيّر بين اختيار سلطة وطريق ونهج أوسلو وجنيف (أقصد جنيف غولدستون) و"منافع" دعم التسوية والتعامل مع الاحتلال، وبين استمرار الحصار. وهذا يعني إجراء انتخابات بمسدس موجه إلى جبين الناخب.

يثبت هذا الواقع الذي وصلت إليه غزة أن حركة المقاومة لا يمكن أن تستخدم قواعد اللعبة التي يتحكم فيها الاحتلال دون أن تدفع الثمن. فالانتخابات هي لعبة على منصة الاحتلال وعلى حلبة العمل السياسي العلني في ظل الاحتلال، وتولّي السلطة هو لعبة تدور على حلبة اتفاقيات أوسلو وعلى حلبة النظام الدولي الذي يتبناها، وتعني تحمل مسؤولية القيام بأود الشعب تحت الاحتلال في ظروف تدعم فيها الدول العربية التسوية وشروط الرباعية رسميا (الاعتراف ونبذ العنف والالتزام بالاتفاقيات الموقعة)، وترفض فيها دعم سلطةِ مقاومة. كما تتبنى الموقف الدولي القائل بتخيير حماس بين السلطة وتولي حاجات وهموم الناس اليومية وبين المقاومة ورفض التسوية.

هنالك بعض الثغرات في هذا الحصار الإسرائيلي العربي الرسمي المضروب حول المقاومة (وحلقته الرئيسية هي السلطة الفلسطينية التي تتعاون مع إسرائيل ضد المقاومة باسم الممثل الشرعي والوحيد). ومنها خلافات عربية/عربية تنافسية أو مملوكية الطابع، ومنها غضب عربي من استغناء السلطة عن بعض الأنظمة في تنسيقها مع أميركا وإسرائيل. (وبالعكس تحاول السلطة مؤخرا استخدام هذه العلاقات المتميزة مع أوروبا والولايات المتحدة لعرض خدماتها على دول عربية معزولة غربيا لتقريبها من وجهة نظرها ضد المقاومة).

وتناور المقاومة حاليا بين هذه القوى مستغلَّة هذه الثغرات، ومن ضمنها إمكانية رفض مصري لإصرار محمود عباس على "إجراء الانتخابات في موعدها" (!!)، وتجنيد إصرار عربي على أن الانتخابات يجب أن تجري باتفاق وليس دون اتفاق فلسطيني، وأن إعادة بناء الأجهزة يجب أن تجري في الضفة الغربية أيضا، وليس في غزة وحدها... كما تناور مستغلة فشل مقولة تجميد الاستيطان الأميركية وتراجع أوباما أمام الموقف الإسرائيلي، واستمرار التواصل الفلسطيني الإسرائيلي على أعلى مستوى رغم ذلك، وإحباط إسرائيل لمهمة ميتشل. ولكنها مناورات تهدف للبقاء والحفاظ على الذات بانتظار فرص أفضل

سميح خلف: عباس مجرم حرب

قلنا من اليوم الاول ان عباس وطقمه الخياني مشارك مشاركة فعلية في جريمة الحرب التي قادتها الآلة العسكرية الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني في غزة ، وقلنا ايضا ً ان عباس وزمرته الفئوية تكن العداء المطلق ومنذ زمن للشعب الفلسطيني في غزة ويكن العداء ( لفخار غزة ) لتاريخها الحافل في مواجهة الحملات العدوانية المختلفة وفي مواجهة كل العملاء الذين رافقوا تلك الحملات وآخرها حملة اوسلو على الشعب الفلسطيني بكامله وغزة بالتحديد .

مازالت بعض الاصوات تستهجن وتستغرب سلوك سلطة عباس في الضفة الغربية بقرارها اماتت أي مطالبة بادانة العدو الصهيوني بجرائمه التي ارتكبت ضد اطفال ونساء وشيوخ غزة وبنيتها التحتية ....هؤلاء الذين يستغربون تلك الممارسة ووقفوا محايدين او مشجعين لسلوك تلك القيادة الحاقدة على شعبها ، هم الآن يريدون التخفيف من الطوق الذي يلتف حول عنق تلك القيادة باستغرابهم ويجوز ان يكون ذلك حلقة من حلقات الامتصاص والاحتواء لأي ردود افعال جادة لمحاسبة هؤلاء ومحاكمتهم على جرائمهم بحق الشعب الفلسطيني وقواه المناضلة والمجاهدة وبحق اطفال الشعب الفلسطيني ونسائه وشيوخه .

عباس مجرم حرب يجب ان يقدم الى محاكمة تقودها الجماهير الفلسطينية لتذكرنا بنهاية الدكتاتورية التي مارستها شعوب في الماضي ووضعت نهاية لتلك الدكتاتوريات .

عندما يقول نبيل عمر ان عباس ( عصير الدكتاتورية ) يعني ذلك اننا لا نستشهد بأحد مساعدي عباس في السابق ولكن شهد شاهد من اهلها وكم من شاهد من اهلها شهد على عباس وزمرته بدأ من المذكور الى الطيب عبد الرحيم على مساوئهما وممارساتهما الاجرامية بحق كوادر الثورة الفلسطينية وبحق الثورة والشعب والحقوق .

ليس غريبا ما تناقلته الانباء بل هو تحصيل حاصل لتراكم من الممارسات ما ذكرته بعض المصادر على ان هناك تسجيل لمحمود عباس وهو يضغط في اتجاه استمرار الحرب على غزة وليس غريبا ايضا مواقف العميل الطيب عبد الرحيم ونمر حماد وكل منهما له ذاتيته المشينة التي سيأتي يوما ً ان تفتح وينالوا عقابهم.

ومن هنا نقول الى متى يبقى شرفاء فتح في مركزيتها ومجلسها الثوري وكوادرها المشتتة في انحاء العالم في لحظة الموت السريري او التنويم المغناطيسي واذا صح التعبير اكثر الى متى يبقى اسري الدولار العباسي الامريكي يجدون من مواقف محمود عباس عملا وطنيا ً لا يحمي الا فئة ياسر عباس وفئة اولاد عبد الرحيم وفئة الابوات ومن هم في ذيولهم .

الجرم بائن بحق شهداء غزة وشهداء الثورة الفلسطينية لأن هؤلاء هم كالطاعون وضعت خلاياها الاولى في كينونة حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح وكان نتاجها ان سقط المؤسسين التاريخيين لحركة فتح وهم ابناء الارض الطيبة من عام 1948 ابو يوسف النجار وكمال عدوان وكمال ناصر وامير الشهداء ابو جهاد ماجد ابو شرار وابو اياد وابو الهول وعاطف ومئات من الكوادر المناضلة من الارض الطيبة عام 1948 ، لقد كانت عملية الاندساس والتصفية تتجه الى تصفية كل من له مصلحة حقيقة في التحرير وكل من هو متضرر بشكل حقيقي من عملية اللجوء والهجرة والتعسف والظلم .

ان موقف محمود عباس وحكومته وسلطته يكشف لنا مدى اهمية ان تفتح كل الملفات وان يلاحق تيار العمالة في حركة فتح منذ بنائها الاول في لحظة تأسيسها وعندئذ ستكتشفون الكارثة والحقيقة المرة ان هؤلاء قادوا حركة فتح الى مواجهة تفعيلية وتحريكية مع العدو الصهيوني ليحافظوا على برنامج قد اعد وعلى مصالح اتفقوا عليها .

لماذا قتل اسعد الصفطاوي وهو ايضا ً من المؤسسين ، ولماذا تم التخلص من ابو علي اياد ؟؟ ولماذا ؟ ولماذا ؟ ولماذا ؟ والاسئلة تطول .

أليسوا اطفال غزة الشهداء هم قادة ؟؟ ، بلى انهم قادة ولأنهم غطوا عين الشمس بشجاعتهم وصمودهم وكبريائهم وكان شعارهم موتوا بغيظكم ايها الاعداء وايها العملاء ، ولذلك كان التأمر كبيرا ً على اطفال غزة وكل شبر من غزة كما هو التآمر على مخيماتنا الفلسطينية في بلاطة وجنين والامعري وعين الحلوه والرشيدية وبرج البراجنه وتل الزعتر وصبرا وشاتيلا ونهر البارد ، انه تآمر شامل لمّ ايضا ً فلسطينيي الخارج فأحدثوا التهتك الاجتماعي والثقافي واحدثوا عمليات قص عمودية وافقية في بنيته النضالية عن طريق المتآمر الاكبر ابو ماهر غنيم .

لابد من وقفة جادة امام هذا الطابور من العملاء لكي يرى الشعب خلاصه من زمرة الحقد والفئوية والعدوان على الشعب الفلسطيني ان يقتص من هؤلاء المآزرين لشهوات الاحتلال في عملية قتل اطفال شعبنا ونسائنا ومجاهدينا ومناضلينا .

حقا ً انهم قائمة طويلة من العملاء استشرت في الجسد النضالي الفلسطيني ولابد من وقفة حازمة مهما كانت التضحيات للتخلص من هؤلاء ولا يسمح برحيلهم .

ونوجه النداء المتكرر لرفاقنا واخوتنا في الجبهة الشعبية وحماس والجهاد والقيادة العامة والللجان والقوى الحرة في الشعب الفلسطيني ان تتآزر وتقف امام هؤلاء الخونة ، ( لقد جفت الاقلام ورفعت الصحف ).


الأسيرة المحررة رقم 20 تحث المقاومة على مواصلة طريق الافراج عن الاسرى

دعت الأسيرة المحررة روضة حبيب فور وصولها إلى قطاع غزة، الفصائل الفلسطينية الآسرة للجندي الصهيوني غلعاد شاليط إلى مواصلة المشوار حتى الإفراج عن كافة الأسيرات والأسرى في السجون الصهيونية، مشيرة إلى المعاناة التي تواجهها الأسيرات داخل الأسر

ووصلت ظهر اليوم الأسيرة المحررة روضة حبيب إلى معبر بيت حانون "إيرز" في شمال القطاع وكان على رأس مستقبليها أطفالها الثلاثة وجدتها وعائلاتها الذين زغردوا وأطلقوا صيحات الفرح ابتهاجاً بوصولها إلى القطاع بعد يومين من تأخير الافراج عنها ضمن صفقة الـ 20 اسيرة.

وفور وصولها الى الى داخل القطاع بعد أن اقلتها سيارة تابعة للصليب الاحمر الدولي إلى المعبر، استقلت الأسيرة المحررة سيارة تابعة لحماس ورافقها د. اسامة المزيني القيادي بالحركة وأحد أهم المسؤولين عن ملف الجندي جلعاد شاليط.

وحبيب هي الأسيرة الثانية من القطاع والاسيرة رقم 20 بالصفقة المبرمة مؤخراً مقابل شريط فيديو لشاليط، كانت قد اعتقلت منذ عامين ونصف على معبر بيت حانون برفقة عمتها فاطمة سعد "فاطمة الزق" التي افرج عنها أول أمس الجمعة وتم اعتقالهما بعد اتهامهما بالتخطيط لتنفيذ عملية فدائية لصالح حركة الجهاد الاسلامي.

وتم نقل الاسيرة حبيب إلى مقر رئاسة الوزراء المقالة وكان على رأس مستقبليها رئيس الوزراء بالحكومة اسماعيل هنية.

ودعت الاسيرة المحررة الفصائل الآسرة للجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط وفصائل المقاومة للمضي في هذا الطريق وأسر المزيد من جنود الاحتلال للافراج عن باقي الاسرى والاسيرات القابعين في سجون الاحتلال

وقالت حبيب في مؤتمر صحفي برفقة رئيس الوزراء المقال اسماعيل هنية: إن كل يوم يمر على الاسيرات خلف القضبان بمثابة أعوام من الحرمان والقسوة وأن هناك من الاسيرات أمهات يشتقن لاحتضان اطفالهن ومنهن أسيرات يشتقن للأهل والأحبة وزهرات حرمن من طفولتهن.

وقالت ان وصية الاسيرات للفصائل هي الوحدة ثم الوحدة ومواصلة طريق المقاومة للجم العدوان الصهيوني على القدس والأقصى وفك اسرهن وأسر كافة الاسرى.

قيادات "فتح" منشغلون باقتسام "كعكة" المناصب والنفوذ السياسي

كشف الكاتب والمحلل السياسي هشام منور النقاب عن انشغال قيادات حركة "فتح" الجديدة باقتسام "كعكة" المناصب والنفوذ السياسي المترتبة على نتائج المؤتمر العام الذي انعقد مؤخراً في بيت لحم.

وأشار منور في مقالٍ له وصل "أبناء الجليل" نسخةً عنه، إلى أن الانتخابات الأخيرة التي جرت داخل "فتح" كان يعول عليها لإنهاء الانقسام الداخلي وحالة الترهل التي أعطبت مسيرة نضال الحركة الأقدم على الساحة الفلسطينية قد تحولت نتائجها إلى ساحة جديدة من الانقسامات والتجاذبات واستقطاب مراكز وكوادر النفوذ.

وضرب الكاتب مثالاً على ذلك ما يجري على الساحة اللبنانية، حيث قال:" لم يفلح خيار تعيين كل من سلطان أبو العينين، أمين سر حركة "فتح" في لبنان، وعباس زكي، ممثل منظمة التحرير في لبنان، في اللجنة المركزية للحركة في إنهاء التجاذب والصراع القائم بينهما، إذ حملت زيارة سلطان أبو العينين مؤخراً إلى مخيم البداوي في لبنان دلالات ومؤشرات على أن الرجل ينوي استعادة نفوذه في أوساط الحركة في لبنان، بعد منافسة حادة شهدتها السنوات الأخيرة بينه وبين عباس زكي، والتي انعكست أزمة داخل الحركة".

ويلفت الكاتب النظر إلى يحيى يخلف المكلف بإدارة شؤون فضائية الحركة خلفاً للسفير نبيل عمرو، حيث قال :"إنه يسعى إلى إصدار قرار من الرئيس عباس يجعل الرئيس شخصياً ممثلاً لمرجعيته فيما يتعلق بشؤون إدارة المحطة الفضائية".

وأضاف:" ويبدو أن يخلف قد حصل على مراده خشية الصدام لاحقاً بعضو المركزية محمد دحلان الذي تسلم رسمياً وبقرار من اللجنة المركزية مسؤولية ملف الإعلام في الحركة، حيث يحاول يخلف الإفلات من التبعية لدحلان، الأمر الذي يرشحه للتدخل بالفضائية والإشراف عليها، دون أن يعني ذلك نهاية الصدام أو التجاذب المتوقع".

كما ولفت منور إلى أن عضوا المركزية جمال محيسن ومحمد المدني سيرثان المقعد القديم لشؤون التعبئة والتنظيم الحركي الذي كان يديره أبو ماهر غنيم بمشاركة أحمد قريع، فيما سيحافظ نبيل شعث على ملف العلاقات الخارجية.

وأشار إلى أن "توفيق الطيراوي سيكون مسؤولاً عن ملف الأمن في اللجنة المركزية، استكمالاً لمشروع دايتون في الضفة الغربية، فيما تم احتواء غضب قريع من نتائج الانتخابات وتصعيده الإعلامي من خلال تسليمه ملف القدس في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير".

غسان الخطيب: اللجنتان التنفيذية والمركزية تسقطان في أول الامتحان

شكل التعامل الفلسطيني مع تقرير جولد ستونز ، الذي وصف انتهاكات اسرائيل لحقوق الانسان بجرائم الحرب ، اختبارا لم تستطع النجاح به لا اللجنة المركزية التي انتخبها مؤتمر فتح الشهر الماضي ، ولا اللجنة التنفيذية التي استكمل بنائها مؤخرا .

لقد استبشر الشعب الفلسطيني الخير بنجاح مؤتمر فتح وانتخابه للجنة مركزية جديدة وباسلوب ديمقراطي تضمن نوعا من المسائلة .

وكذلك الامر عند التئام المجلس الوطني لانتخابات استكمالية للجنة التنفيذية ، وتولد عند الكثيرين الانطباع بأن هذه بداية مرحلة عمل سياسي يستند الى تفعيل دور المؤسسات القيادية التي كانت مغيبة غالبا عن اتخاذ القرارات الهامه في حياة الشعب الفلسطيني ، او في اجراء المسائلة عند اللزوم .

ولقد لفت الانتباه مؤخرا ، ان جميع الهيئات السياسية القيادية الفلسطينية : اللجنة المركزية لحركة فتح ، واللجنة التنفيذية للمنظمة ومجلس وزراء السلطة الوطنية الفلسطينية ،اضافة الى الهيئات القيادية للتنظيمات الممثلة في المنظمة ، وكانت كلها قد دعت الى متابعة تنفيذ توصيات لجنة جولد ستونز في لجنة حقوق الانسان في الامم المتحدة وفي مجلس الامن .

هذا بالطبع علاوة عى الموقف المشابه والمعلن من مؤسسات المجتمع المدني ذات الصلة ،وتحديدا منظمات حقوق الانسان ، وكذلك المعارضة السياسية الفلسطينية . بمعنى اخر ان المجتمع الفلسطيني يشهد اجماعا نادرا حول اهمية التقرير وضرورة العمل على تنفيذه .

ومع كل هذا ،فقد كانت ممثلية منظمة التحرير في الامم المتحدة في جنيف جزء من المطالبة او الموافقة على تأجيل التصويت على تبني التقرير ، واتضح ذلك على لسان رئيس البعثة سفير فلسطين هناك .

وحتى تكتمل الصورة ، نَذكر بان لجنة فتح المركزية اصدرت بيانا رسميا مساء يوم تأجيل التصويت عبرت فيه عن اسفها لهذا التأجيل، ولكن بصيغة المبنى للمجهول .

وكذلك كانت اللجنة التنفيذية للمنظمة قد اجتمعت واصدرت بيانا قبل يوم من التأجيل طالبت فيه بعمل اللازم من اجل تنفيذ توصيات اللجنة.

اما الحكومة الفلسطينية ، فقد اجمعت الاثنين الماضي واصدرت بيانا دعت فيه ايضا مجلس حكومة الانسان لتبني توصيات التقرير .

السؤال المطروح الان ، والذي يتوقف على جوابه معرفة ما اذا كان هناك نظام سياسي فلسطيني ام مجرد قبيلة ، هو كيف ولماذا قام سفير فلسطين بأخذ موقف مغاير لكل ما تقدم ؟ وممن تلقى تعليماته ؟ والاهم هل سيجري حساب هؤلاء من قبل الهيئات السياسية المذكورة ام لا ؟

عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني

غسان الخطيب

سميح خلف: سلطة لنا أم علينا

كثير من المراقبين أبدوا دهشتهم من موقف ابراهيم خريشة ممثل سلطة رام الله في الأمم المتحدة ، والحقيقة ليس هناك ما يدعو للدهشة أو للإستغراب من هذا الموقف المعبر عن اندماج كامل السلطة التي اختارت خنادقها مع جبهة الأعداء للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية والحقوق الفلسطينية .

ليس هو الموقف الأول لسلطة رام الله الذي يبرهن عن الإندماج الكامل مع برامج أعداء الشعب الفلسطيني ، فلها من الموقف السابقة ما لا يدعو إلى الإستغراب بل يدعو الجميع لعمل جاد لوقف استشراء تلك السلطة في النسيج الإجتماعي والثقافي للشعب الفلسطيني والعمل بجدية على استصدار مواقف وقرارات من كل فصائل المقاومة بحصار تلك السلطة والتعامل معها كسلطة احتلال .

ولنبرهن على أن تلك السلطة ليست سلطة للشعب الفلسطيني ولا سلطة حامية لأمنه ولا سلطة جديرة بالإحترام وبالإلتزام معها ولمواقفها الآتية :

1- السلطة الفلسطينية وباعتراف العدو الصهيوني كانت مشاركة بشكل أو بآخر في الجريمة الكبرى ضد أطفال غزة ونساء غزة في العدوان الأخير الذي أدانه تقرير غولدستون رئيس لجنة التحقيق الموفدة من الأمم المتحدة .

2- السلطة الفلسطينية التي أغمضت عينيها بل أعطت ستارا من الوهم والآمال للشعب الفلسطيني تلك التي أغمضت عينيها على عملية الإستيطان المستمرة وآخرها قرية الولجة المهددة أراضيها الآن من عملية استيطان كبرى ، تلك القرية التي لها تاريخ حافل في مقاومة العدو الصهيوني وحماية المقدسات .

3- السلطة الفلسطينية التي أتت نتاج تحالف أرستوقراطي رأسمالي دولي أتت ضد القضية الفلسطينية والمصالح الفلسطينية وأتت على قاعدة التأمين الأمني للعدو الصهيوني وأهدافه ومستوطنيه .

4- السلطة الفلسطينية التي ما تلبث الأخبار إلا أن تذيع بين حين وآخر أنها عملية وسيط ضد من ضلوا الطريق من المستوطنين الإسرائيليين حسب زعمهم إلى العدو الصهيوني .

5- السلطة الفلسطينية التي قامت بالتصفية الجسدية داخل السجون وفي المنازل للمناضلين والمجاهدين من شعبنا .

6- السلطة الفلسطينية التي تحالفت أمنيا سواء داخل الوطن أوخارجه من خلال مندوبيها أو عملائها على قتل ارادة الشعب الفلسطيني وتجمعاته الاجتماعية والثقافية والبنيوية .

7- السلطة الفلسطينية التي وقف مندوبها اليوم في الأمم المتحدة أبان العدوان أمام المشروع القطري والليبي الذي يطالب بإدانة العدو الصهيوني .

8- السلطة الفلسطينية التي أثرت كمجرمي حرب اقتصاديين على حساب الجوعى في الشعب الفلسطيني مستغلة المساعدات والهبات لنمو الطبقة الأرستقراطية في تلك القيادة المتعفنة المتكرشة .

9- السلطة الفلسطينية التي تغوص في أعماقها الفئوية بالتأكيد إنها حاقدة على قطاع غزة وسكان غزة والشعب الفلسطيني في غزة ولأن الشعب الفلسطيني في غزة لا يقبل عن الحرية والكلمة الحرة والموقف الشجاع الحر بديلا .

10- السلطة الفلسطينية التي دمرت حركة فتح كحركة نضالية مقاومة وبرنامج نضالي .

ولذلك هل هناك ما يدعو للإستغراب للموقف الجديد المتتالي مع المواقف السابقة التي قامت بها ، فليس غريبا موقف السلطة من خلال ابراهيم خريشة ، وبناء على موقف الرئيس الفلسطيني المنتهية شرعيته الحركية والرئاسية .

مازال بعض المستزلمين والمستجلبين في المجلس الثوري يدافعون عن قرار السلطة في تأجيل البحث في تقرير غولدستون المقدم لجمعية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة ويبرر عبد الله عبد الله في مقابلة له مع الجزيرة قرار السلطة بالتأجيل خوفا من الفيتو الذي يمكن أن يتخذ عند تحويل المصادقة على التقرير بإدانة إسرائيل بارتكاب جرائم حرب إلى مجلس الأمن ، وكان هيثم مناع رئيس المجموعة العربية هو من كشف المواقف البائنة والمستترة لموقف السلطة ، في حين أن المصادقة على تقرير غولدستون من أغلبية 36 دولة تعني تحويل الملف إلى مجلس الأمن أو الجمعية العامة أو مباشرة إلى المحكمة الدولية وبدون مرور على أي جهة أخرى ، وهذا ما كانت تخشاه إسرائيل من خلال كلمة رئيس وزراء العدو الصهيوني ناتنياهو في الأمم المتحدة .

أتت التراجعات من السلطة الفلسطينية وحكومة فياض على قاعدة الهبات والأموال التي تمنحها إسرائيل للسلطة والرباعية أيضا ، لكي تبقى مفروضة على الشعب الفلسطيني ولكي تساهم بشكل كبير في القضاء على أي انجازات دولية تدين العدو الصهيوني وجرائمه في غزة وغير غزة ، إذن هذه سلطة مفروضة علينا وليست سلطة فلسطينية بل سلطة احتلال وعلى الفلسطينيين أن يتعاملوا معها كاحدى قوى الإحتلال ، وعلى الإخوة في حماس أن يكفوا عن الإتصال بتلك السلطة التي لن تضمن مبدأ تحقيق وحدة وطنية مبنية على دعائم وطنية بل ستكون كخنجر مسموم في الجسد الفلسطيني المقاوم والصامد ، وأي اتصالات مع تلك السلطة تعتبر تصب في خانة دعم تلك السلطة ودعم مسؤوليتها الخيانية ومهامها الخيانية المجيرة لصالح العدو الصهيوني .

أي سلطة تلك التي تمارس بقرارات وممارسات على الأرض تقود إلى إضعاف الموقف الفلسطيني وتقف ضد مصالح الشعب الفلسطيني وقضيته وأرضه التاريخية .

كفوا عن الإستغراب وآن الأوان لأن يقف الشعب الفلسطيني في انتفاضة ثالثة موقف العزة والإباء معززا لتاريخه النضالي وتضحياته محطما تلك السلطة التي لابد أن تزول .

جماعة الاخوان المسلمون سوريا: فياض وراء سحب الدعم لمشروع قرار "جولدستون"

كشفت مصادر خاصة، أمس، النقاب عن أن المسؤول المباشر عن سحب السلطة دعمها لمشروع قرار مناقشة تقرير جولدستون هو رئيس الحكومة الانتقالية سلام فياض. وقالت المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها لوكالة "سما" الفلسطينية إن فياض تلقى اتصالات من واشنطن و"إسرائيل" "وصلت إلى حد التهديد بقطع المساعدات الأمريكية للسلطة وتوقيف "إسرائيل" لعائدات الضرائب والتي تعتمد عليها السلطة في دفع رواتب موظفيها. وأكدت المصادر أنه، عقب الاتصالات التي تلقاها فياض، قام الأخير بممارسة ضغوطات على السلطة والرئيس محمود عباس لسحب القرار لأن ذلك سيشكل عقبة كبيرة أمام المشاريع الاقتصادية في الضفة مما ينعكس سلبا على أداء حكومته. وأكدت المصادر ان حالة من الغضب تنتاب السلطة والرئيس محمود عباس عقب ردود الأفعال القوية التي تلقتها السلطة من منظمات حقوق الإنسان والفصائل على قرارها.

الرئيس الأسد يهنئ أردوغان بإعادة انتخابه رئيساً لحزب العدالة والتنمية ويتلقى رسالة من ساركوزي حول العلاقات الثنائية وآخر تطورات المنطقة

بعث السيد الرئيس بشارالأسد برقية تهنئة إلى السيد رجب طيب أردوغان رئيس وزراء جمهورية تركيا بمناسبة إعادة انتخابه رئيسا لحزب العدالة والتنمية، وأعرب الرئيس الأسد باسمه وباسم الشعب العربي السوري


‏ عن أخلص التهاني لأردوغان بالثقة التي أولاه إياها حزبه متمنيا له الصحة والسعادة والنجاح في مسؤولياته الرفيعة وللشعب التركي الصديق المزيد من التقدم والازدهار.‏‏

وكان حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا أعاد بالإجماع انتخاب أردوغان رئيسا له لمدة أربع سنوات خلال المؤتمر العام الثالث للحزب الذي عقد في أنقرة اول أمس وحصل أردوغان على أصوات جميع المشاركين في المؤتمر وعددهم 1362 عضواً.‏‏

من جهة أخرى تلقى السيد الرئيس بشار الأسد رسالة شفهية من الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي حول العلاقات الثنائية وآخر التطورات في منطقة الشرق الأوسط والجهود التي تبذلها فرنسا مع الأطراف الإقليمية والدولية لوضع أسس مقبولة للتوصل إلى حل سلمي عادل ودائم وشامل في المنطقة نقلها الأمين العام لرئاسة الجمهورية الفرنسية كلود غيان خلال استقبال الرئيس الأسد له مع المستشار الدبلوماسي للرئيس الفرنسي جان ديفيد ليفيت.‏‏

وعرض الرئيس الأسد خلال اللقاء رؤية سورية من القضايا المطروحة ولاسيما موضوع السلام حيث أكد أنه من دون قبول إسرائيل لمرجعية عملية السلام وقرارات مجلس الأمن ومبدأ الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة عام 1967 فإن السلام لا يمكن أن يتحقق في المنطقة.‏‏

وكان هناك اتفاق حول أهمية تحقيق المصالحة الفلسطينية في أسرع وقت ممكن ورفع الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني في غزة ووقف الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي العربية المحتلة فوراً وإقامة دولة فلسطينية مستقلة في إطار تحقيق سلام عادل وشامل.‏‏

وعبر السيد غيان عن ارتياح فرنسا للمستوى الذي وصلت إليه العلاقات الفرنسية - السورية في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والتي تتطور بشكل بناء وثابت وإيجابي جداً وأكد إصرار الرئيس ساركوزي على تعزيز هذه العلاقات واستثمارها بما يخدم مختلف القضايا المطروحة إقليمياً ودولياً مشدداً على أهمية الدور الذي تضطلع به سورية لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.‏‏

حضر اللقاء السيد وليد المعلم وزير الخارجية والدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية والدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والسيد عبد الفتاح عمورة معاون وزير الخارجية والمستشار الفني في رئاسة الجمهورية الفرنسية السيد نيكولا غالي والسفير الفرنسي في سورية.‏‏

واشنطن: سوريا ليست صديقة لنا وسياساتها خطرة، وأوباما يرفض الاجتماع بالأسد

"المسؤولون الاميركيون منزعجون ومستاؤون من نظام الرئيس بشار الاسد لان هذا النظام اساء التعامل مع الانفتاح الاميركي المشروط عليه واراد استغلاله لمحاولة تحقيق مطالب واهداف ترفضها ادارة الرئيس باراك اوباما وتتعلق بلبنان والعراق وفلسطين والمنطقة عموما. والرئيس الاسد يشعر بدوره بانزعاج من الادارة الاميركية لانها رفضت تلبية مطلبين اساسيين قدمهما لها، احدهما يتضمن عقد قمة بينه وبين اوباما، لان الادارة الاميركية تستخدم الملفات الاقليمية للضغط عليه وليس للاستجابة لمطالبه، ولانها تتجاهل الى حد كبير الدور السوري على صعيد عملية السلام وتعتمد على ادوار دول عربية اخرى، ولانها تضع لبنان في صلب حوارها مع دمشق وتحمّل النظام السوري المسؤولية الاولى في منع تشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة سعد الحريري. كما ان ادارة اوباما، وفقا للاسد، تتضامن بصورة غير معلنة مع القيادة العراقية التي تريد تدويل نزاعها مع النظام السوري وتؤيد مطالب بغداد الداعية الى انهاء دور سوريا قاعدة خلفية اساسية للنشاطات والاعمال المعادية للنظام العراقي".

هذا ما كشفته لنا مصادر ديبلوماسية اوروبية في باريس وثيقة الاطلاع على تطور العلاقات الاميركية - السورية التي انتقلت من مرحلة "الانفتاح الاميركي الواعد" الى مرحلة "التأزم الصامت وخيبة الامل المتبادلة". واوضحت "ان نظام الاسد لم يفهم معنى انفتاح ادارة اوباما عليه واهدافه وأبعاده، ذلك انه يتصرف حتى الآن، وعلى رغم زيارات عدة قامت بها وفود اميركية سياسية وديبلوماسية وعسكرية وأمنية الى دمشق خلال الاشهر الاخيرة، على اساس ان هذا الانفتاح يؤمن شرعية اميركية ودولية للمطالب والسياسات السورية الاقليمية. وهذا يتناقض كليا مع الواقع والحقائق، اذ ان ادارة اوباما تريد استخدام الحوار المباشر والصريح مع نظام الاسد لإفهامه ان سياساته خاطئة وخطرة وتلحق أضرارا بسوريا وبدول اخرى، ولإقناعه بان المصالح الحيوية لبلده تتطلب تغييرات جذرية وحقيقية وليس شكلية في مواقف الاسد وتوجهاته حيال العراق ولبنان وفلسطين وايران وفي طريقة تعامله مع عملية السلام الفلسطينية - الاسرائيلية وملف النزاع العربي - الاسرائيلي عموما".

لا قمة بين أوباما والأسد

وأكد ديبلوماسي غربي بارز معني مباشرة بملف العلاقات الاميركية - السورية "ان المسألة الاساسية في هذه العلاقات هي ان ادارة اوباما ترفض رفضا واضحا وحازما كل المطالب والاعمال السورية المتعلقة بلبنان والعراق وفلسطين والمنطقة عموما وهي لن تقبل ان يستغل نظام الاسد حوارها معه لمحاولة تحقيق هذه المطالب. وفي رأي ادارة اوباما ان سياسات الاسد وممارساته السلبية المستمرة في لبنان ليست مشروعة اطلاقا لانها تهدف الى تهديد استقلال هذا البلد وإضعافه كدولة ومؤسسات ومجتمع من الداخل وبالتعاون مع حلفائه من اجل دفع واشنطن الى عقد صفقة مع دمشق يحصل بموجبها النظام السوري على تفويض اميركي - دولي لادارة شؤون هذا البلد. وهذا المطلب السوري مرفوض كليا لدى ادارة اوباما التي ترفض ايضا عقد اي صفقة مع نظام الاسد في شأن المحكمة الخاصة بلبنان تؤمن الحماية لمسؤولين سوريين يمكن ان يتهمهم المدعي العام للمحكمة بالتورط في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه.

وكشف هذا الديبلوماسي الغربي ان الانزعاج الاميركي من استمرار التدخل السوري السلبي والخطر في الشؤون اللبنانية، خلافا للوعود التي قطعتها دمشق للاميركيين، دفع ادارة اوباما الى اتخاذ ثلاث خطوات محددة هي الآتية:

اولا - توجيه انذار ديبلوماسي مباشرة وعبر طرف ثالث الى نظام الاسد مفاده ان تحسن العلاقات الاميركية - السورية مرتبط الى حد كبير بوقف كل الاعمال والممارسات السورية السلبية والخطرة التي تهدد لبنان ومرتبط كذلك بالعمل الجدي على اقامة علاقات طبيعية معه كدولة مستقلة بدءا بتسهيل تشكيل حكومة وحدة وطنية وترسيم الحدود بين البلدين وتأكيد لبنانية منطقة شبعا رسميا وخطيا.

ثانيا - التباطؤ بصورة غير معلنة في تعيين سفير اميركي جديد في دمشق.

ثالثا - تجميد اي اتصال اميركي رفيع المستوى بالقيادة السورية الى ان يتم تنفيذ المطالب الاميركية المتعلقة بلبنان والمدعومة فرنسيا ودوليا وعربيا على نطاق واسع، وابقاء الملف اللبناني بندا رئيسيا في اي حوار اميركي - سوري مقبل. وفي هذا الاطار حرص المبعوث الاميركي الخاص الى الشرق الاوسط جورج ميتشل على زيارة لبنان خلال جولته الاخيرة في المنطقة، لكنه امتنع عمدا عن زيارة دمشق التي زارها مرتين في الاسابيع الاخيرة من غير ان يتوصل الى اي تفاهم محدد مع الاسد على اي قضية من القضايا المطروحة.

وفي هذا المجال افادت مصادر ديبلوماسية اوروبية وثيقة الاطلاع ان الاسد يريد ان يتوصل الى تفاهمات محددة على القضايا المطروحة مع اوباما شخصيا وليس مع مبعوثيه ويرغب في ان يتعامل معه الرئيس الاميركي كما يتعامل مع قادة عرب بارزين كالملك عبدالله بن عبد العزيز والرئيس حسني مبارك والملك عبدالله الثاني وزعماء دول عربية اخرى تتميز سياساتها بالاعتدال وتربطها علاقات جيدة بالولايات المتحدة والمجتمع الدولي. وعلى هذا الاساس ابدى الاسد رغبة في الاجتماع بأوباما في نيويورك على هامش انعقاد الجمعية العمومية للامم المتحدة في دورتها الحالية. ونقلت هذه الرغبة السورية الى اوباما عبر اتصالات مباشرة سورية - اميركية احيطت بالكتمان، وكذلك عبر طرف ثالث. لكن الرئيس الاميركي رفض الاجتماع بالاسد في نيويورك او في اي مكان آخر وذلك لثلاثة اسباب اساسية هي:

اولاً - ان الحوار الاميركي - السوري لم يحرز اي تقدم حقيقي ولم يحقق النتائج الملموسة التي تسمح بتحسين العلاقات بين واشنطن ودمشق.

ثانيا - إن اوباما ليس مستعدا للاجتماع بالاسد او لاجراء محادثات مباشرة معه في شأن القضايا ذات الاهتمام المشترك كما يفعل مع زعماء عرب آخرين ما لم ينفذ النظام السوري مجموعة من المطالب الاميركية الاساسية المتعلقة بلبنان والعراق وفلسطين وبالنزاع مع اسرائيل وبمسار العلاقات السورية - الايرانية.

ثالثا - ترى الادارة الاميركية ان سوريا في عهد الاسد ليست دولة صديقة للولايات المتحدة ولم تظهر حتى الآن اي استعداد حقيقي للمساهمة في تعزيز الامن والاستقرار والسلام في الساحات الاقليمية الساخنة وان من الافضل ان يتم التوصل اولا الى تفاهمات بين المبعوثين الاميركيين والرئيس السوري على القضايا العالقة قبل التفكير جديا في عقد قمة بين رئيسي البلدين. ونتيجة لموقف اوباما الرافض الاجتماع به امتنع الاسد عن التوجه الى نيويورك للمشاركة في اعمال الجمعية العمومية للامم المتحدة كما فعل زعماء آخرون كالرئيس ميشال سليمان الذي التقى اوباما وعددا من رؤساء الدول العربية والاجنبية. وفي السياق ذاته رفضت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الاميركية الاجتماع بوليد المعلم وزير الخارجية السوري الذي تباحث مع بعض مساعديها.

الوساطة الفرنسية

وقال ديبلوماسي غربي مطلع "ان المسؤولين الاميركيين يواصلون الحوار مع المسؤولين السوريين لتحقيق اهداف ادارة اوباما، لكنهم يرفضون التسريبات السورية التي تعطي الانطباع ان الادارة الاميركية صارت راضية عن سياسات نظام الاسد. وهذا يتناقض كليا وحقائق الامور، ذلك ان الصفحة الجديدة لم تفتح بين سوريا واميركا كما ان الخلافات لا تزال عميقة ومتعددة بين البلدين على مختلف القضايا المطروحة والقلق الاميركي من الدور السوري الاقليمي لا يزال كبيرا".

وضمن هذا الاطار رفضت واشنطن طلبا آخر قدمه الرئيس السوري. فقد اكد ديبلوماسي غربي مطلع "ان الاسد طلب من ادارة اوباما ارسال الجنرال ديفيد بترايوس قائد القيادة المركزية الاميركية والمسؤول الاول عن القوات الاميركية في الشرق الاوسط، الى دمشق كي يناقش مع الرئيس السوري مباشرة قضايا المنطقة عموما ومسار الاوضاع في العراق خصوصا وسبل تعزيز التعاون الامني والاستخباري بين البلدين. لكن ادارة اوباما رفضت تلبية هذا الطلب على اساس ان الوقت لم يحن بعد لقيام الجنرال بترايوس بزيارة سوريا على رغم انه زار لبنان. وبدلا من ذلك اوفدت الادارة الاميركية الى دمشق وفدين عسكريين وامنيين تقنيين خلال الاسابيع الاخيرة ناقشا خصوصا مع المسؤولين السوريين الاوضاع في العراق وضرورة التوصل الى تفاهمات وآليات محددة اميركية - سورية - عراقية تضع حدا نهائيا لاستخدام الجهاديين المرتبطين بتنظيم "القاعدة" ومجموعات من العناصر العراقية المعادية للنظام في بغداد الاراضي السورية ساحة انطلاق لنشاطاتها ولتنفيذ عمليات ارهابية وتخريبية في الساحة العراقية، لكن زيارتي هذين الوفدين لدمشق لم تحققا اي نتائج ملموسة ولم يتم التوصل خلالهما الى تفاهم محدد في موضوع العراق. وتمّت هاتان الزيارتان قبل تفجيرات الاربعاء الدامي التي شهدتها بغداد يوم 19 آب الماضي وادت الى وقوع اكثر من مئة قتيل و600 جريح واستهدفت وزارتي الخارجية والمال ومؤسسات حكومية اخرى، ودفعت الحكومة العراقية الى شن حملة عنيفة على نظام الاسد واتهامه بالتورط في هذه التفجيرات وبايوائه الجهاديين والعناصر المعادية للنظام في بغداد، كما دفعتها الى اللجوء الى مجلس الامن لتدويل النزاع مع سوريا. وقال هذا الديبلوماسي الغربي إن المسؤولين السوريين طلبوا من ادارة اوباما التدخل لدى الحكومة العراقية لوقف حملاتها عليهم واتهاماتها لهم ولتجميد اي مسعى لنقل ملف النزاع العراقي - السوري الى مجلس الامن. لكن الادارة الاميركية رفضت هذا الطلب السوري، بل نصحت المسؤولين السوريين بالعمل على تلبية المطالب العراقية لانها "مشروعة" وتلقى دعما من واشنطن، خصوصا انها تهدف الى وضع حد نهائي لكل النشاطات والاعمال المعادية للعراق والمنطلقة من الاراضي السورية. واكد المسؤولون الاميركيون لنظام الاسد، وفقا لما قاله هذا الديبلوماسي الغربي، "انه اذا اراد النظام السوري تجنب تدويل نزاعه مع العراق فيجب ان يتوقف عن انكار الحقائق وان يتعاون عوض ذلك مع المسؤولين العراقيين لوقف كل الاخطار والتهديدات التي تستهدف العراق، خصوصا ان الادارة الاميركية اثارت مع القيادة السورية مرارا المطالب العراقية ذاتها ولم تستجب".

وفي هذا المجال، اعلنت مصادر ديبلوماسية اوروبية وثيقة الاطلاع في باريس ان المسؤولين السوريين طلبوا سرا وساطة الرئيس نيكولا ساركوزي لدى اوباما وتمنوا عليه ان يقنع الرئيس الاميركي بتنشيط عملية الحوار والتقارب بين واشنطن ودمشق وبدء العمل على رفع العقوبات الاميركية المفروضة على سوريا واعادة السفير الاميركي الى دمشق في اقرب وقت ممكن. واوضحت المصادر ان المسؤولين الفرنسيين ناقشوا هذا الطلب السوري مع الاميركيين، بل ان ساركوزي بحث فيه مع اوباما شخصيا، لكن الرد الاميركي كان واضحا وصريحا ويمكن تلخيصه بالآتي: "نحن انفتحنا على سوريا لكن الاسد لم ينفتح فعلا علينا. ادارة اوباما تريد اقامة علاقات جيدة مع سوريا لكن نظام الاسد هو الذي يعرقل التقارب من خلال تمسكه بسياسات ومواقف تتعلق بلبنان والعراق وفلسطين وايران وقضايا اخرى تتناقض كليا مع ما تريده الولايات المتحدة بل مع ما يريده المجتمع الدولي وكذلك المجموعة العربية عموما ونظام الاسد يريد استغلال حواره مع واشنطن من اجل محاولة تحقيق اهداف ومطالب وطموحات تهدد الامن والاستقرار والسلام في العراق ولبنان وفلسطين وفي المنطقة عموما. واذا ما وصل الحوار الاميركي - السوري فعلا الى طريق مسدود، فان نظام الاسد هو الذي سيتحمل مسؤولية فشل سياسة الانفتاح الاميركي عليه، ويجب ان يتحمل تالياً عواقب هذا الفشل ونتائجه".

مصدر سوري مسؤول : سورية فوجئت بطلب السلطة الفلسطينية تأجيل اتخاذ إجراء في مجلس حقوق الإنسان بشأن تقرير غولدستون

صرح مصدر مسؤول في وزارة الخارجية إن سورية فوجئت بطلب السلطة الوطنية الفلسطينية تأجيل اتخاذ إجراء في مجلس حقوق الإنسان في جنيف بصدد تقرير اللجنة الدولية لتقصي الحقائق في غزة برئاسة القاضي غولدستون.

وأضاف المصدر" في الوقت الذي وصف التقرير الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني في غزة بأنها جرائم حرب ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية تستوجب ملاحقة مرتكبيها أمام المحكمة الجنائية الدولية فإن سورية تستغرب قيام السلطة الفلسطينية بمثل هذا العمل الذي عطل جهودا عربية وإسلامية ودولية تضافرت من أجل اتخاذ الإجراء اللازم لتنفيذ توصيات هذا التقرير".

وقال المصدر "إن سورية ستواصل العمل مع الجهات الدولية المعنية من أجل التمسك بضرورة اتخاذ إجراءات عملية لمحاسبة مرتكبي تلك الجرائم اللإانسانية التي أشار لها التقرير إنصافا لضحايا العدوان الإسرائيلي الوحشي على غزة من شهداء وجرحى ومشوهين سقطوا ضحية الهمجية الإسرائيلية".

وأكد المصدر تأييد سورية للدعوات الموجهة للأمين العام للأمم المتحدة لإحالة التقرير إلى مجلس الأمن.

و كانت السلطة الفلسطينية أنقذت إسرائيل من الورطة بعد أن طالبت مجلس حقوق الإنسان بتأجيل التصويت على تقرير فريق جولدستون الذين يدين الجرائم الإسرائيلية إبان حرب غزة، وقال متابعون إن ضغوطا أمريكية مورست على السلطة لطلب التأجيل رغم التحرك السياسي والإعلامي الواسع للمنظمات الحقوقية الدولية.

المهندس سعد الله جبري: نشرة التحرك للثورة في سورية

وبعدُ، أيها السادة أعضاء مجلس الشعب في سورية،

لنتساءل فيما بيننا، مُستندين إلى ضمائرنا وأهدافنا الوطنية، وخدمة شعبنا الصابرعلى طول إذلالٍ وفسادٍ وخداعٍ وتخريبٍ وتراجعٍ وخيانة!

أنتم دستوريا تمثلون الشعب! أليس هذا صحيحٌ رسمياً؟ ولكن هل هذه هي الحقيقة؟ هل يشعر أيٍّ منكم في ذات أنفسه أنه يُمثل الشعب حقّاً، وأن عمله وجهده وقوله في خدمة مصالح الشعب والوطن؟ وأنّه متاح له القيام بخدمة وطنه وشعبه كما يحبُّ ويرضى ويعتقد في ذات نفسه وضميره؟ أنا أكيد أن جواب جميعكم – بما فيكم البعثيون وغيرهم من الموالين على عمى – سيُجيبون بالنفي الأكيد!

أتسمحون أن أتساءلكم بعض الأسئلة التي هي من صميم إختصاصكم ومهمتكم الدستورية، وأن تجيبوا بصدقٍ وإخلاص وشرف؟

· ألا تحبون أن تتطور بلادكم سورية العربية في طريق التنمية، فتُبنى بها السدود وشبكات نقل المياه من مصادرها المتوفرة إلى أماكن حاجتها في سقيا البشر، و إرواء وتنمية الزراعة فتتحول من زراعة البعل ومخاطره إلى زراعة الريّ الإقتصادية الأمينة، فتصبح المحاصيل السنوية مضمونة ونامية باتساع هائل تضمنه إتساع الأرض الزراعية في سورية؟ وبالتالي يتقدم أصحاب الرساميل الوطنية لبناء الزراعات الواسعة، فينمو الإنتاج الوطني الزراعي فالصناعي بالضرورة؟

· ألا تحبون أن تتطوّر بلادكم، فتبنى بها شبكات الطرق المتطورة، والسكك الحديدية والموانىء والمطارات لصالح مجموع الشعب، وليس إلى فئة ناهبة ضالة مستبدّة؟

· ألا تحبون، أن تُبنى أكبر عددٍ من المشاريع الصناعية في إنحاء سورية العربية؟ فتكتفي البلاد بإنتاجها الصناعي الذاتي، وتنتقل من الإستيراد إلى التصدير؟ فتنمو وتزداد ثروة البلاد؟

· ألا تُحبّون، أن يأخذ كلٌّ من القطاع الخاص والعام والتعاوني كامل أبعاده، في تغطية صنوف الأعمال والنشاطات والتنمية الحقيقية، مساهة محصورة بأبناء الوطن في بناء الوطن وإقتصاده وتنميته، بديلا عن شركات الإستثمار الأجنبي التي يعود جميع ريعها ومواردها وفوائدها لشركات أجنبية فتقوم بإخراجها جميعا بنسبة 100% دون قيدٍ أو شرط. وتقوم باستيراد عمالة أجنبية دون قيد أو شرط بدل تشغيل العمالة الوطنية؟

ألا ترون أن تحقيق الأمور المذكورة سيحقق بالضرورة تشغيل اليد العاملة العاطلة عن العمل، وازدياد ونمو ثروة البلاد في الإكتفاء والتصدير، وارتفاع مستوى معيشة الشعب حقّاً؟

ومن جهة أُخرى:

· ألا تحبّون، أن تتهي أزمة قصور دخل أكثرية المواطنين الساحقة، عن تلبية تكاليف الحياة الأساسية، فضلا عن الكمالية، وأن يعيش المواطن السوري في بحبوحة – ولو بدرجة معقولة – بدل أن يعيش هو وعائلته في الفاقة والحرمان، والإنشغال الكامل في البحث عن عمل إضافي يستدرك بدخله منه نفقات أحتياجاته؟

· ألا تحبّون، أن تنتهي أزمة البطالة، فيصبح لكل مواطن عربي سوري شريف عملا يُؤمن له الدخل الكريم، فيقدر على بناء عائلته – كبقية البشر التي خلقها الله في جميع بقاع الدنيا- وتختفي أسباب ومظاهر الإنحراف الأخلاقي التي يتسبّب بها الحرمان من الزواج الشرعي، وما يترتب عنه من مفاسد أخلاقية وإجتماعية وإنسانية وأمنية؟

· ألا تحبّون أن يزدهر سوق العمل في الوطن، فتعود العمالة الوطنية المستهدفة في لبنان، والعمالة المهاجرة، للإسهام في بناء وتنمية وطنها، والمعيشة فيه؟

· ألا تُحبّون، أن تكون هناك معالجة جادّة صادقة لأزمة السكن الفاجرة المُصطنعة قصدا وظلماً، فيجد كل زوجين مسكنا يليق بهما، ينجبان به ويبنيان عائلتهم، فيعيشون ويتمتعون بحقوق الحياة البشرية كغيرهم من البشر؟

· ألا تحبّون، أن تصبح سورية قوية بحقّ؟ وهي لا تكون دولةٌ قوية بحق إلا إذا كان شعبها يعيش الكفاية والمستوى المعيشي الكريم له ولعائلته، وغير ذلك هو دجل في دجل، وخداع في خداع!

· ألا تحبّون أن تقوم الدولة بتحرير الجولان بأسرع ما يُمكن، مهما كلّف الأمر، لأن الجولان جزءٌ لا يتجزأ من الوطن، والوطن هو أغلى ما ينتمي إليه المواطن؟ أولا تعتقدون أن تأخير تحريره إنما هو ضمن جملة عجوزات ضعفٍ ومصالح، وتفاهمات خيانية ارتكبتها الأنظمة الحاكمة؟

· ألا تحبّون أن يعود كلّ من يرغب من المهاجرين والمهجّرين للعيش في وطنه وبين أهله، فيسهم بما اكتسب من مال وخبرات في تطوير الوطن؟

· ألا تحبون أن يكون هناك إستقلال قضائي في البلاد، وإصلاح شامل في القضاء، فتتحقق جرأة القضاء وعدالته على قوى البغى والفساد والتسلط والظلم.

· ألا تحبون، أن تكون هناك مساواة كاملة بين جميع أفراد الشعب، فيتمتع الجميع بحقوقهم السياسية والوطنية والإقتصادية، فلا فضل ولا وصاية من بعثي أو قريب لعصابة الرآسة على غيره. وإنما الفضل لمن يعمل بصدق وأمانة في سبيل الوطن والشعب؟

· ألا تحبون رفع المستوى التعليمي والإختصاصي لأبناء الوطن، لتكون لهم القدرة على بناء الوطن ومشاريعه والإستغناء التدريجي عن الخبرات، والشركات الأجنبية واستنزافها المُدمّر؟

· أولا تُقرّون بأنّكم فعلا ممنوعون – بشكلٍ أو بآخر - عن القيام بواجباتكم الدستورية في خدمة الوطن والشعب، كما تتطلبها مصالح الوطن والشعب؟

· ألا تحبّون، أن يكون مجلس الشعب، مجلس شعبٍ بحق، لا سلطة عليه لأي من السلطة التنفيذية ، وإنما – ووفقا للدستور – العكس هو الصحيح، فيقوم ممثلي الشعب بمساءلة الوزراء ومحاسبتهم وسحب الثقة ممن يستحق منهم ذلك، فيكون المجلس هو الرادع المانع من الإنحراف والفساد والتقصير؟

· ألا تحبون، أن يقوم الناس بتحيّتكم بإخلاص بكلّ الحب والثقة والإحترام، عندما تمرّون أو تجتمعون بهم، لأنكم ممثلي الشعب حقيقة، وتعملون بكل جهد ووسيلة في خدمتهم وخدمة الوطن؟

وأخيرا، هل يعتقد أيِّ واحد منكم:

· أن نظام بشار الأسد وحكومته يعملون حقّا وأساسا في سبيل تحقيق أيٍّ من الأهداف المذكورة، أو أنه قد فشل بذلك فشلاً كاملاً فحسب؟ وأن الأمر هو نتيجة عجز وجهلٌ وفسادُ وعمى بصيرة وفشل ذريع، أو هو نتيجة تآمر لعناصر مزروعة في جنبات النظام تتمتع بحماية مشبوهة؟

· أن إستمراركم في عضوية مجلس الشعب بوضعكم الحالي هو مساعدة للحكم الحالي في الإستمرار بما ارتكبه وقصّر عنه، طيلة تسعة سنوات، ويبغي الإستمرار به إلى الأبد؟

· وأنّكم فعلا محل أستغلال رموز التسلط والفساد كغطاء دستوري شكلي مُزوّر، يغطون بكم فسادهم وتسلطهم، وهو أمر لا يُرضي الله بالتأكيد؟ ولا يُرضي جميع المواطنين بالتأكيد؟ ولا يُرضي ضمير من بقي لديه ضمير منكم؟

· وأن واجبكم الوطني والشرعي والقومي بالتالي هو إنسحابكم وإستقالتكم الفردية والجماعية، لهزّ نظامٍ وسلطةٍ تعمل فعلا – ومن واقع التجربة والنتائج الفعلية – بعكس مصالح الوطن، والشعب في أكثريته؟ حيث نشرت الفساد والبطالة والفقر، والتراجع الإنمائي والإنتاجي، وقصور دخل أكثرية المواطنين، وسرقة أموال المواطنين بتخفيضاتها المتتالية في سعر العملة، بعدما استنفذوا سرقة معظم خزانة الدولة طيلة تسع سنواتٍ متتالية؟

وإذن، وبعد، أيها السادة أعضاء مجلس الشعب الحاليين، تقدّموا إلى خدمة وطنكم وشعبكم بإخلاص وشرف ومروءة، وقدموا استقالاتكم فرديا وجماعيا، ولتبدأ حركة التغيير الجذري للوطن والشعب من موقف وطني شريف سيُكتب لكم عند الله، وعند الشعب، والعرب جميعا. ولتنتهي مرحلة سوداء من التسلط والتراجع الشامل في كلِّ شيء إطلاقاً، والإفقار المنظّم، والإنحراف الوطني والقومي، ولتعد سورية إلى ما يجب أن تكون عليه، دولة عربية تقدمية، قوية نامية، يعيش شعبها ببحبوحة وهناء ومستوى معيشي يليق به!

{ وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً }

ألا هل بلّغت، اللهم فاشهد

هبة بريس: ماذا سأفعل لو كنت أنا ملك المغرب؟!!

بهذا السؤال يفتتح الكاتب الجزائري سعد الوناس موضوعا مهمّا في إحدى مقالاته الجريئة و يتحدث عن العلاقات المغربية الجزائرية بكثير من الإسهاب ممزوجة ببعض السخرية ومرارة الواقع الذي تتخبّط فيه المنطقة المغاربية ككل.

عنوان المقالة " ماذا سأفعل لو كنت أنا ملك المغرب ؟" يبتدئ الكاتب مقالاته بالتنويه بمحمد السادس, الملك الشاب الذي جعل من المغرب الشقيق, منذ توليه عرش أسلافه الضارب في التاريخ و في العمق العربي و الأفريقي, ورشا كبيرا للتنمية الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية, محاولا بكل جد و إخلاص إرساء قواعد القطيعة مع سلبيات العهد القديم.

يذكر الكاتب بالحدود البرية المغلقة بين البلدين مع ما تحمله من معاني الخسة و الغرور, و بما يترتب عنها من قطيعة قهرية بين شعبين أخوين, مُحملا النظام الجزائري المسئولية عن هذه الحالة الشاذة و التي تنعكس سلبا على كل شعوب المنطقة و مستقبلها, و مذكرا أيضا بالمواقف الشجاعة التي ما فتئ يعبر عنها الملك الشاب بهذا الخصوص, و رد فعل النظام الجزائري عبر تصريحات ماسخة لبعض وزراءه, و كذا للأكاذيب التي تسوق لها الصحف الجزائرية كلما طلب المغرب فتح الحدود.

ينتقل الكاتب إلى فقرة أخرى فيطرح السؤال على نفسه كالتالي: "ماذا كان يجب أن أفعل لو كنت ملك المغرب ؟"

يجيب سعد الوناس أنه كان سيعطي أوامره بتنفيذ ما يلي:

1 القطع الفوري لكل أشكال العلاقات مع النظام في الجزائر.

2 غلق الحدود الجوية وإحكام غلق الحدود البرية الرسمية و غير الرسمية.

3 طرد السفير الجزائري و سحب السفير المغربي,

4 طرد كل الرعايا الجزائريين من المغرب و سحب كل الرعايا المغاربة من الجزائر.

5 وقف أنبوب الغاز الجزائري نحو أوربا و الذي يمر في التراب المغربي.

6 غلق كل منافذ التهريب و التي يتنفس عبرها المواطن الجزائري.

7 منع المواطن الجزائري من الترويح عن نفسه و الهروب من واقعه المر بمنع حتى الكيف و الحشيش من الوصول إليه.

8 منع دخول أي شخص يحمل هوية جزائرية أو جواز سفر جزائري إلى المغرب.

9 العمل بكل جد من أجل بلقنة الجزائر من خلال :

- الدعم الرسمي, المادي و المعنوي للحركة التحررية في القبائل, و إعلان جمهوريته في المنفى تحت رئاسة فرحات مهني, و خلق معسكر لهم للتدريب بوجدة و مدهم بكل وسائل الدعاية و الهجوم و تدويل قضيتهم.

- الدعم الرسمي و المادي للانفصاليين الطوارق و تشجيعهم على المطالبة بقيام دولتهم الحرة على كل تراب الصحراء في الجزائر.

- البحث عن نفر من بني مزاب و دعمهم في مطالبهم بقيام سلطنة بني مزاب الحرة الديمقراطية.

- البحث أيضا عن حفنة من الشاويين و تشجيعهم على المطالبة بقيام كيان شاوي حر و مستقل.

ينتقل الكاتب بأسلوبه الساخر إلى الفقرة الثالثة و الأخيرة من مقالته فيقول: " من حسن حظي و حظ بلدي الجزائر أنني لست ذلك الملك المغربي الشاب العاشق للسلم و المحب لجيرانه, فما أنا سوى ذلك الجزائري الذي افتقدت فيه كل هذه المعاني, فصار لا يُعرف سوى بحقده و عصبيته و عنجهيته و عدوانيته.

ترجمة جمال أحمد – الجزائر تايمز

ابو مصعب المغربي: حملات التشيع في المغرب

إن المتتبع و القارئ لتاريخ المغرب الحبيب، ليعلم علم يقين أنه بلادأهل السنة والجماعة على مستوى العقيدة والسلوك وتعتمد مذهب الإمام مالك في الفقه مذهبا رسميا , وعلى هذا المنوال توارث المغاربة أمور الدين عندهم جيل بعد جيل فبغياب أي تواجد لأي طائفية أو تعددية عقائدية وفقهية تعكر وحدة المغاربة والعقائدية.

وظل الأمر على هذا الحال لغاية السنوات الأخيرة , حيث بدأنا نقرأ على صفحات بعض الجرائد الوطنية وكذلك نسمع على غرف برنامج الحوارالعالمي ( البالتولك ) على الانترنيت ,نرى من وقت لآخر أفراد من المغاربة اعتنقوا عقائد الشيعة" الاثنا عشرية "المعروفة بعدائها لكل ماهو سني ,وكل ماله صلة بصحابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم , من منطلق أنهم يتهمونأهل السنة أنهم أعداء لأهل بيت النبي صلى الله عليه واله وسلم , وأنهم – أي السنة – بحسب اعتقادالشيعة الاثناعشريةقد انحرفوا عن الدين المحمدي بترضيهم على الصحابة إضافة إلى حبهم لأل البيت الكرام . ومعلوم أن هذا محض افتراء وبهتان لليس له أي أساس من الصحة. ومن المسلم به أن المغاربة مثلهم مثل باقيإخوانهم السنة في العالم الإسلامي مجبولون على حب آهل البيت الكرام والصحابة معا , لأنهم قد ثبتت عندهم بما لا يدع مجالا للشك الأخوة التي كانت ترابط بينهم رغمالاختلاف والفتنة التي جرت بينهم في فترة زمنية معينة , كان لها ملابساتها وظروفهاالخاصة , وهو اختلاف ذو أساس اجتهادي وليس ذا أساس عقائدي يقوم على تكفير بعضهمبعضا.

فكيف كانت بدايات التغلغل الشيعي" الاثنا عشري "في المغرب المعاصر ؟ وما هي أسباب ذلك ؟ وهل يمكن أن نتحدث عن وجود طائفة أو تنظيمي شيعي مغربي ؟ أم أن الأمر لايعدو أن يكون عبارة عن أفراد متناثرين هنا وهناك دون أي تنظيم أو غطاء قانوني يجمعهم ؟ وما هي تمظهرات التشيع بالمغرب؟

أولا: بدايات وأسباب التغلغل الشيعي بالمغرب السني ؟

بداية لا بد ان نشيرإلى ان التشيع الذي نتحدث عنه في هذا المقال هو "التشيع الاثناعشري" الذي نشأ في العصورالمتأخرة عن عصور أئمة أل البيت وخاصة عصر علي والحسن والحسين رضوان الله عليهم،واتخذ أصحابه عقائد تخالف ماكان عليه أئمة آل البيت الكرام, من ادعاء العصمة فيهموانهم يعلمون الغيب وأنهم منصبون إلهيا بعد النبي لقيادة المسلمين دون غيرهم. فيزمانهم كان التشيع ذا صبغة سياسية وليس عقائدية ، بمعنى كان الاختلاف حول من الأولىهل القصاص من قتلة الخليفة الشرعي عثمان بن عفان رضي الله عنه أم استقرار أمرالخلافة والدولة الذي اهتز نتيجة الفتنة الذي أحدثها أصحاب الفتنة. كما انه فيزمانهم لم يكن هناك واحد ممن ناصر علي وشايعه بصدق في مواقفه يكفر الصحابة ويحكمعليهم بالردة أو يدعي انهم غصبوا حق أل البيت في الإمامة إذا ما استثنينا طبعا،أتباع عبد الله ابن سبأ اليهودي الذي كان رئيس الفتنة ورأس الشرأنذاك.

1أسرة بن الصديق ودورها في إدخال التشيع الاثناعشري للمغرب في العصرالحديث:

يقرر بعض المهتمين بدراسة ظاهرة التشيع بالمغرب الأقصى, أن الطريقة " الصديقة " تتحمل مسؤولية كبيرة في تسهيل التغلغل الشيعي بالمغرب , منذالزيارة التي قام بها أحمد بن الصديق إلى المشرق في عز تصاعد المد المعتزلي , حيث تأثر بكتابات محمد بن عقيل ( من الشيعة الإمامية) مؤلف كتاب " العتب الجميل لأهل الجرح والتعديل " الذي تهجم فيه على أهل السنة والحديث , وقد تأثر بمشايخ من حضرموت اليمن , فلما عاد إلى المغرب بدأ ينشر أفكار وعقائد الشيعة بين مريديه وتلامذته , وقد خلفه في تكميل مهمته عبد العزيز بن الصديق الذي كان له ميولا واستعدادا لذلك التوجه، وهنا تجدر الإشارة إلى المكتبة التي تحمل اسمه في مدينة طنجة ودورها بشكلأو بآخر على نشر الفكر الشيعي من خلال المؤلفات والكتب التي تعرضها هناك, (أركيولجيا التشيع بالمغرب ).

2- الثورة الإيرانية الخمينية ودورها في تلميع التشيع الرافضي في نفوسبعض المغاربة:

كما لا يخفى على الجميع فإن الثورة التي عرفتهاإيران على نظام الشاه سنة 1979 م بزعامة " الخميني" كان لها التأثير الكبير فيوقتها وطيلة سنوات الثمانينيات من القرن العشرين على باقي بلاد المسلمين من أهلالسنة بما في ذلك بلاد المغرب الأقصى , وقد كان للشعارات التي صاحبت تلك الثورةالخمينية، والتي حملت صبغة إسلامية، وقع السحر علي قلوب بعض الدعاة والشباب بالمغرب المتعطشة إلى إقامة نظام حكم إسلامي , فراحوا يبحثون في الفكر الشيعي وعقائده لعلهم يجدون فيه مايحقق آمالهم , فكانوا كالمستجير بالرمضاء من النار .

3 دور السفارةالإيرانية وأثرها بين الباحثين والطلاب :

يمكن القول أن تصديرأفكار وعقائد الثورة الخمينية انطلق منذ السنوات الأولى لنظام (الملالي) الجديد بإيران, وذلك عن طريق الإمكانيات المادية التي وفرها النظام الجديد في إيرانلسفاراته لتخلق نوع من التطبيع مع أهل السنة في بلدانهم , ولم لا الدعوة للمعتقداتالشيعية بين فئات المثقفين والطلبة وذلك عند طريق مراكزها الثقافية بتشجيع الطلبةبالتوجه للدراسة في الحوزات الشيعية وجامعاتها في كل من إيران وسوريا , وقد تأثربهذا بعض طلبة المغرب وتوجهوا للدراسة هناك , وكمثال على هذا مايعد كأعلى مرجعيةللشيعة المغاربة والتي أفصحت عن نفسها على صفحات بعض الجرائد الوطنية وهو المدعو "إدريس هانئ الحسيني" الذي قال : بأن لديه علاقات متينة مع الكثير من علماء إيرانالبارزين وآخرين بسوريا حيث كان يدرس مادة " العقائد " الشيعية , كما يربط علاقاتإدراية مع سفارة إيران بالمغرب نظرا للدعوات الكثيرة التي يتلقاها لزيارة إيران . (حوار مع أسبوعية "ماروك ايبدو انترناسيونال").

4- دورالقنوات الفضائية لشيعية و" انتصارات " (حزب الله ) في جنوب لبنان.

معلوم عند الجميع دور وسائل الدعاية وأثرها في توجيه وتغيير أفكار ومعتقدات الأفراد والجماعات , وقداستعملت الثور الخمينية وسائل الدعاية المختلفة في ترويج أفكارها ومعتقادتها بهدف تصديرها لباقي شعوب وبلدان العالم الإسلامي السني , غير أن أخطر جهة كلفت للقيام بهذه المهمة في العالم العربي هي قناة المنار التابعة (لحزب الله) اللبناني الشيعية عراب المذهب الشيعي الجعفري الإمامي في البلاد العربية , وقد تأثرت فئات من المغاربة بما تذيعه تلك القناة من أفكار ومعتقدات مستغلة صراع " حزب الله اللبناني" في الجنوب ضد الكيان الصهيوني كمطية للإقناع بصحة المنهج الشيعي وقدرته على محاربةوهزم العدو الصهيوني , في الوقت الذي عجزت فيها تنظيمات المقاومة السنية عن فعل ذلك كما يرى البعض , بما في ذلك الأنظمة السياسية لأهل السنة حسب زعم القناة المذكورة في كثير من برامجها ونشراتها الإخبارية الممجدة لأنجازات ذلك الحزب.

و قدذكر هذا الدور الخطير لقناة المنار الشيعية الاثناعشرية،ودور حزب الجنوب، أحد أفرادالجالية المغربية المقيمة ببلجيكا والذي استقطبه المد الشيعي , فيقول :"ومن أهمالأسباب التي دعتهم – أي المتشيعين المغاربة – في البداية للبحث وطلب الحقيقة هوانتصار الثورة الإسلامية في إيران و إنتصارات حزب الله في لبنان وقناة المنار " . ( موقع العقائد الشيعية على شبكة الإنترنيت , قسم المتشيعون ببلجيكا ).

وهناكقنوات فضائية وإعلامية أخرى تقوم بالمهمة نفسها , كقناة العالم والتنوير والكوثروالفيحاء والنور والفرات وغيرها كثير التي انطلقت مع الاحتلال الأمريكي للعراق , ناهيك عن غرف الحوار والدردشة الموجودة على برنامج ال"بالبالتولك" , إذ وصل الأمربشيعة المشرق بالتواطؤ مع بعض المتشيعين من المغاربة المقيمين بأوربا إلى خلق غرفباسم المغرب والمغاربةعلى هذا البرنامج لإيهام الناس أن هناك في المغرب شيعة ولهمتواجد مهم في البلاد ودعوتهم لاعتناق عقائد" الشيعةالاثناعشرية " .

5-بعض أفراد الجاليةالمغربية المقيمة بأوربا وبوابة " الاختراق الشيعي" للمغرب

لقد أشرنامن قبل للدور الخطير الذي تلعبه السفارات الإيرانية في الترويج للمعتقدات الشيعيةبين أهل السنة , وهي تتجه إليهم حيثما كانوا ولو خارج بلدانهم الأصلية , وقد تعرض بعض أفراد الجالية المغربية بالخارج لنفس ما تعرض له إخوانهم في الداخل للآلةالدعائية الخمينية الشيعية , فوقع البعض منهم في مستنقع تلك العقائد المكفرة لخيرالناس بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهم الصحابة الكرام , وخاصة المغاربةالمقيمين ب"بلجيكا" "هولاندا" و"إسبانيا" وفي هذا الصدد يقول أحد الباحثين المغاربة : "تجمع العديد من الشهادات الدول الإسلامية الحركية على أن أهم آليات الاختراق الشيعي في المغرب مرت عبر العمال المغاربة في العديد من الدول الأوروبية , وخاصة فيإسبانيا وبلجيكا , عبر عناصر جزائرية علي الخصوص , وموازاة مع هذه الانشطة , كانتالعديد من المؤسسات الشيعية التي تحتضن "المستبصرين" وهناك منشورات ترسل من قبلإيران لهؤلاء " ( منتصر حمادة أركيولجيا التشيع بالمغرب ).

6دور بعض الجماعات الإسلامية في الترويج للفكر الشيعي الاثناعشري :

في هذ الإطار تتم الإشارةبالبنان لكل من حركة "البديل الحضاري" التي تحولت إلى حزب سياسي سنة 2005 و "الحركةمن أجل الأمة " بالإضافة إلي جماعة "العدل والإحسان" ,فالبنسبة للحركتين الأوليتينلمسنا تأثرهما بالمنهج والدعاية "الخمينية" في التفكير والسياسة والأسلوب عندطلبتهم، الذين كان لهم تواجد ملحوظ في بعض المواقع الجامعية المغربية حينما أفصحواعن أنفسهم باسم "طلبة الميثاق" و "طلبة الجند" , كما كان يمكن للمتتبع أن يلاحظتواجدهم بين المتظاهرين في المظاهرات التي كانت تنظم للتضامن مع الشعبين الفلسطينيوالعراقي من خلال رفعهم لشعارات وأعلام "حزب الله" اللبناني.

أما فيما يتعلق بدور جماعة"العدل والإحسان"في الترويج لأفكار التيار الشيعي فهو يتجلىفي الحماس الزائد الذي أبداه مرشدها العام عبد السلام ياسين لثورة الشيعة في إيرانوتمجديه خروجهم على ولاة الأمر عبر التاريخ طاعنا على أهل السنة تقاليد الخضوع للحاكم أيا كان , منذ الانكسار التاريخي كما يصفه في كثير من كتبه , وكيف انحدرت منأجيال الشيعة تقاليد رفض الرضوخ للحاكم , هذا الانكسار يبتدئ , بنظر الشيخ ياسين , بمقتل عثمان رضى الله عنه , وعمقه علماء السنة ونظروا له , فإذا كان الإمام الحسين رضى الله عنه قد واجه وقاتل , وكذالك زيد بن علي وكذا محمد النفس الزكية وإدريسأخوه وإبراهيم ويحيا من بعده كلهم قاتلوا , وهم جميعا من آل البيت , فإن أئمة السنة , بنظر الشيخ ياسين , أبا حنيفة ومالكا والشافعي , رضي الله عنهم , كان لهم ميل بلمساندة فعلية لهؤلاء القائمين.( نظرات في الفقه والتاريخ :ص , 27-28-32).

كما يلمتس الاعذارللشيعة الاثناعشرية،مدافعاعن جرائمهم في حق علماء اهل السنة بعد نجاح ثورتهم سنة 1979م التي رفعت شعارالإسلام، فيقول في كتابه الاحسان:"تصدر فتاوى مأجورة بتكفير الشيعة عامة وان كانالثوار الايرانيون سجنوا علماء السنة واضطهدوا السنيين...فالهيجان الثوري كان ولايزال في كل مكان".كتاب الاحسان ص 66 طبعة 1998.

وعليه اصبحنا نجد افرادا من هذه الجماعةيعتنقون العقائد الشيعية الاثناعشرية ويدافعون عنها ويروجون لها في مختلفالمناسبات، وقد وقفنا على تسجيل صوتي على سبيل المثال، يوجد بموقع العقائد الشيعيةعلى شبكة الأنترنيت لأحد المغاربة، يدعى"المعطي" وهو من مدينة مكناس اعتنق معتقدالشيعة "الاثنا عشرية"، يصرح فيه بأنه كان من افراد تنظيم جماعة"العدل والاحسان''.

ثانيا :كيف يعبرمعتنقوا عقيدة االشيعة الاثناعشرية او"المستبصرون"عن وجودهم يلفت الانتباه الاسمالجديد الذي يعطى للمتشييعين الجدد من أهل السنة " المستبصرون "، و في الواقع حينمانريد معرفة العدد الفعلي لهؤلاء المستبصرين بالمغرب الأقصى فإننا نواجهة شحا كبيرافي المعلومات الاحصائية ذلك لطون الظاهرة جديدة ودخيلة على المجتمع المغربي،وبالتالي لا نجد هناك اي تقدير محدد لاعداد

معتنقي عقيدة الشيعة الاثناعشرية الجدداو" المستبصرون " كما يطلق عليهم بالمغرب، وذلك بسبب التكتم الشديد الذي يمارسههؤلاء الافراد فيما يخص عددهم داخل المجتمع المغربي، عملا بمبدأ التقية المعروف عندالقوم من جهة ، وطغيان الهاجس الامني عليهم من جهة أخرى ،ناهيك عن غياب اي دراسةعلمية او احصائيات دقيقة تحدد اعدادهم .

حينما نطالع بعض مواقع الانترنيت الشيعية المهتمةبتتبع نشاطات واماكن تواجد المتشيعين او "المستبصرين"الجدد، خاصة موقع العقائدالشيعية المشار إليه أنفا، وفي الرابط المتعلق بالمغرب نجد هناك مراسلات تتم من طرفمتشيعين مغاربة لهذا الموقع، وفي باب الجواب عن السؤال المتعلق باعداد المتشيعين نجد هناك تضاربا في الجواب، فهناك مثلا من يقول عدد الشيعة بالمغرب غير معروف لأنهمفقط يتواجدون كأفراد في مدن مثل مكناس، فاس،وزان ، طنجة، وجدة، تطوان، الحسيمة والناظور، وهناك من يقول ان اعدادهم بلغ 10 ، وهذا لا شك محض افتراء لا مجال للتعليقعليه، بالمقابل نجد ما يعد مرجعا اعلى للمتشيعين بالمغرب" ادريس هاني الحسيني" يقولفي حوار مع احد المنابر الاعلامية:"ان الشيعة في المغرب هي الاصل وان السنةاستثناء"، فهذا ان كان يقصد بالشيعة ما عليه القوم في ايران وجنوب العراق وجنوبلبنان ودول الخليح العربي من عقائد غريبة عما كان عليه أل البيت الكرام، فهولامحالة ضرب من الهرطقة، واما ان كان يقصد بالشيعة، مشايعة ومناصرة و حب اهل البيتوالصحابة فلا شك ان المغاربة هم يشايعون كل اتباع النبي الكريم صلى الله عليه وآلهوسلم.

اما فيما يتعلق باعداد المتشيعين من المغاربةالمقيمين بالخارج وخاصة بلجيكا فانه في نفس الموقع يمكن العثور على مراسلة فيالرابط المتعلق بالمتشيعين في بلجيكا تقدر ان اعداد الذين تشيعوا من المغاربة يقاربالخمسةآلاف شخص، وهذا الرقم يصعب التأكد منه في غياب اي معطيات دقيقة .

باعتبار ما سبق يمكن القول ان "المتشيعين" او "المستبصرين" بالمغرب الأقصى لايعدون ان يكونوا جماعات صغيرة متفرقة، تشير بعضالقرائن انها تسعى لخلق تنظيم يجمع شتاتها، ونظرا لعقيدة التقية التي هي عندهم اساسالدين، لا يستطيع الباحث المنصف تقدير اهمية تواجدهم بالمغرب من عدمه، فهم لايلجؤون الى التصريح بانهم" شيعةاثناعشرية " او انهم "استبصروا" ويختفون وراء اوصافغامضة وفضفاضة خوفا من تبعات قد تلحق بهم، وهي تبعات امنية بالدرجة الاولى .

غير ان هذا لا يمنع ان يقوم بعض " المتشيعين "بمدينةمكناس بتأسيس جمعية تسمى "الغدير"، وهذا لايعني بحسب بعض المقربين من هذه الجمعيةان الحالة الشيعية مهيكلة بهذه المدينة... فالحديث عن قوة شيعية بمكناس غيرصحيح،انهم افراد فقط هنا وهناك، ولهم قناعات عقائدية معينة).(سعد بوعشرين، الصحفيةالمغربية العدد31).

وفي الختام نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى و صفاته العلى أن يحفظ بلدنا هذا خاصة و سائر بلاد المسلمين، من كيدالكائدين و حقد الحاقدين و مكر الماكرين، و ان يطهر بلدنا من هؤلاء الخبثاء الانجاس، اللهم اجعل كيدهم في نحورهم و اجعل تدبيرهم تدميرهم يارب العالمين، والحمد لله ربالعالمين

الحسن باكريم: تفاصيل اخرى حول مقتل طالبة كلية العلوم

أسرة الطالبة تطالب بتخليد اسم سناء في الحرم الجامعي

تنظيم مسيرة طلابية في الحرم الجامعي تنديدا بما حدث بعد

تعذر أمس الثلاثاء إعادة تمثيل جريمة قتل الطالبة سناء حدي بسبب صعوبة لها علاقة بمسرح الجريمة كلية العلوم خوفا من رد فعل الطلبة الذين عادوا الى صفوف المدرجات من جديد بهذه الكلية بعد يوم حداد حزنا على زميلتهم ، وقالت مصادر للمساء أن الوكيل العام لم يرخص للشرطة القضائية بتشخيص الجريمة، وبقي عدد من ممثلي وسائل الإعلام في حالة تهب داخل كلية العلوم إلى وقت متأخر من ليلة الأربعاء في انتظار حلول المتهم رفقة المحققين دون جدوى ، وأضافت نفس المصادر أن الآجال القانونية لإحالة المتهم على النيابة العامة بمحكمة الاستئناف قد انتهى زوال يوم الثلاثاء.

وعلم من جهة أخرى أن فرع الاتحاد الوطني لطلبة المغرب قرر تنظيم مسيرة طلابية في الحرم الجامعي تنديدا بما حدث بعد أن أصدر بيانا في النازلة وزع بالكليات التابعة لجامعة ابن زهر وزار ممثلون عنه ليلة الاثنين/ الثلاثاء أسرة الضحية سناء في حي الهدى بمقر إقامتها "تكيدا".

وعلمنا كذلك أن كلية العلوم التابعة لجامعة ابن زهر أجلت موعد الدخول الجامعي بسبب الجريمة الشنعاء التي هزت اركان الحرم الجامعي ونظم بالمناسبة حداد طيلة يوم اول امس الثلاثاء 29 حيث أجمعت كل الشهادات، أثناء التأبين، على تميز سناء وجديتها الدراسية وحسن سلوكها وسيرتها العلمية داخل فوج طلبة الماستر.

وهكذا وصف أخ الضحية سناء، مصطفى الذي يشتغل طبيبا في القطاع الخاص ويتوفر على عيادة خصوصية، ما حدث بالمحزن والمؤلم. وأَضاف في كلمته التأبينية بالكلية أمام نحو 400 طالب وطالبة، الذين كانوا يذرفون الدموع ويجهشون بالبكاء، بالمدرج رقم 1 في كلية العلوم أن فقدانها خسارة كبيرة وصدمة لا تطاق .

وقال أخ الضحية سناء، "إن فقدان المرحومة فاجعة لعائلتنا الصغيرة والكبيرة" وطالب إدارة الجامعية بالمناسبة بتخليد اسمها لأن فقدانها كارثة حقيقة، لعل ذلك يخفف من معاناة الأسرة المكلومة. وشدد مصطفى على أن ما حدث مساس بحرمة وهبة الجامعة وخسارة لنا جميعا.

رئيس الجامعة عبد الفضيل بناني بدوره وصف الحادث بـ"الفاجعة الأليمة التي أودت بطالبة متميزة بالسلك الثالث في شعبة البيولوجيا فارقناها بقلب مكلوم" . وأضاف بناني في كلمته أن المرحومة سناء كانت قدوة بأخلاقها وبحثها المتميز وتواضعها، تشع بروح المبادرة والعطاء والإشعاع والتميز" متأسفا أن تضيع مثل هاته الزهرة الفيحاء بعد أن كانت إدارة الكلية تنتظر منها أن تعزز صفوف الأٍساتذة والأستاذات الجامعيين والجامعيات في البحث والتحصيل والتأطير العلمي، شهورا قليلة بعد مناقشتها لأطروحة الدكتوراه في دجنبر من العام الجاري

وذكرت مصادر أخرى لـ "المساء" أن المتهم هو من طالب لقاء الضحية مساء يوم الجمعة عبر الهاتف وهي ببيت أسرتها، وأضافت المصادر أن أخوها هو من أوصلها إلى باب كلية العلوم ، وهناك التقت بزملائها واشتغلت معهم في مختبر الكلية لحظات ثم غادرت المكان دون أن تصحب معها الوثائق والحاسوب الذي كانت تشتغل عليهم ، ولم يظهر لها أي أثار إلى أن وجدت جثة ميتة بإحدى أقسام الكلية، وحسب شهادة أستاذة بالكلية فقد كان آخر ظهور للطالبة بالكلية كان على الساعة السادسة مساء

أما بخصوص المتهم على خلفية النازلة " سعيد بن حيسون" ، والذي من المنتظر إحالته على النيابة العامة بمحكمة الاستئناف باكادير صباح يوم الأربعاء ،فقد أفادت مصادرنا انه التحق كأستاذ بالكلية عام 1996 ، متزوج وأب لابنين وهو مسؤول عن طلبة الماستر، عرف عنه انتماؤه إلى إحدى التنظيمات السياسية الراديكالية له علاقة مصاهرة مع أسرة ميسورة معروفة بمدينة أكادير. سلوكاته كانت مثار جدل كبير داخل أوساط الطلبة والطالبات بالكلية ، وكذا موضوع شكاوى شفاهية من لدن طالبات، بعد أن شدد هؤلاء على أن علاقات الأٍستاذ بطلابه ينبغي أن تطبع عليها الصبغة التأطيرية دون غيرها، على حد قول مصادرنا.

وعن بعض التفاصيل التي استطاعت الجريدة جمعها من مصادر متفرقة، لان الجريمة أحيطت بسرية كبيرة وعدم إفصاح المحققين عن كل محرياتها ، وهذا قالت المصادر ان المحققون استدعوا مساء ليلة السبت/الأحد الأستاذ الجامعي سعيد وخيروه بين الحضور لديهم في مكتبهم بولاية أمن أكادير أو الاتيان عنده قصد ملاقاتهم بالكلية. وكذلك اتجه نظر الأستاذ إلى الطرح الثاني عبر ملاقاتهم في الكلية لبشار رجال الشرطة القضائية التحقيق وتعميق البحث في النازلة.

باشر المحققون الثلاثة سؤال الأستاذ عن زمان رؤيا الطالبة سناء ومكان اللقاء بها في الكلية وطبيعة المهمة التي أنجتها وغير ذلك من التفاصيل والبيانات.

بعدها استدعى المحققون بمكتب العميد في كلية العلوم حارسي الكلية ليجري الاستماع إلى إفادة كل واحد على انفراد. الحارس الأول يدعى "الفقيه" يقطن بالمنزل الوظيفي للكلية، أفاد للمحققين أن الأستاذ إلتقاه مساء يوم الجمعة الماضي، وطلب منه أن لا يغلق الباب الخارجي للمؤسسة الجامعية "كلية العلوم"، بدعوى أن لديه خرجة دراسية مع طلاب فوجه بكرة يوم السبت.

وأثناء مباشرة التحقيق في مدى صحة الخرجة الدراسية، أما الحارس الثاني الذي يشتغل ليلا والذي طال التحقيق معه خلافا لزميله الأول ، ذكر للمحققين أن الأستاذ دخل المؤسسة الجامعية وخرج، وكان كثير التردد على إحدى القاعات الدراسية، وبدا مرتبكا، في الوقت الذي كانت الجثة في قاعته بالمختبر ، ليضطر إلى التخلص منها وتحويل مكانها نحو القاعة.

تم أيضا الاستماع إلى إفادات أساتذة وأكدوا للمحققين أنهم رأوا الطالبة سناء حوالي مساء يوم الجمعة الماضي قبل مغادرتهم للكلية، وأكدت الأستاذات أنهن رأين الطالبة بمعية أستاذها صعدت الدرج متجهة الى مكتب مؤطرها الجامعي.

توقف التحقيق حوالي الساعة العاشرة ليلا،. غير أن مسؤول الكلية طلب إعفاءه من الاسترسال في مرافقتهم أثناء التحقيق بمكتبه نظرا لطول مدة مكوثه بالكلية منذ الساعات الأولى من صباح اليوم، وأنه سيقوم مقامه الكاتب العام رهن إشارتهم في كل صغيرة وكبيرة بالمؤسسة الجامعية، قصد مساعدتهم على البحث والتقصي.

المحققون قبلوا رأي العميد بالنيابة، غير أنهم التمسوا منه أن يضع هاتفه النقال مشغلا، لأنهم قد يحتاجونه في أية لحظة.

عاد المحققون حوالي الساعة الحادية عشرة ليلا من ليلة السبت/ الأحد إلى مقر الكلية صحبة الأستاذ المؤطر للطالبة.

حوالي زوال يوم الأحد الماضي، أبلغت الشرطة العميد أن ملف مقتل الطالبة قد أغلق، وبأنه تم التعرف على الجاني الذي هو الأستاذ المؤطر والمشرف على رسالة دكتوراة الطالبة سناء. لتطلب الشرطة من المسؤول بالجامعة الحضور إلى مقر ولاية الأمن قصد إبلاغه رسميا بنتائج التحقيق.

بعد ذلك أعطي الأمر بدفن جثة الضحية سناء التي صليت عيها صلاة الجنازة بمسجد أبي بكر الصديق في حي الداخلة ووري ثراها بمقبرة تليلا بمدينة أكادير يتقدمها ويتخلفها رجال الأمن.

تجدر الإشارة ، حسب مصادرنا، إلى أن زوجة المتهم زارته وهو رهن الاعتقال نهاية الأسبوع الماضي مناولة إياه غذاء، وأكد لها أنه عمل على دفع الطالبة وسقطت على الأرض ثم ماتت.

من هي سناء حدي؟

سناء حدي"المزدادة بورزازات سنة1982 كانت تهيّئُ بحثها لنيل شهادة الدكتوراه الوطنية في "علوم البحار"،بكلية العلوم باكادير. أوشكت سناء حدي على الانتهاء من أطروحتها الجامعية التي كانت من المقرر أن تناقشها في أواخر هذه السنة،بعد أن قطعت فيها أشواطا كبيرة منذ ثلاث سنوات من البحث والدراسة حول موضوعها في"علوم البحار"،طالبة متخلقة مشهود لها بالمواظبة والاجتهاد والأخلاق الحسنة منذ أن ولجت الكلية في السنة الجامعية 2000/2001 ،كانت في صحة جيدة لا تشكو من أي مرض،ولم يظهر عليها أي أثر للقلق والاكتئاب حين غادرت منزلها زوال يوم الجمعة 25 شتنبر 2009 لآخر مرة .

كانت سناء معروفة باجتهادها في الدراسة في كل مراحلها التعليمية بدءا بالتعليم الابتدائي بالمدرسة التطبيقية ثم بإعدادية يعقوب المنصور ثم بثانوية محمد السادس بورزازات،وانتهاء بالتعليم الجامعي سواء بكلية العلوم بأكَادير لنيل الإجازة،أو بكلية العلوم بعين الشق بالدار البيضاء بشعبة الماستر،أو أثناء تحضيرها لأطروحتها الجامعية لنيل شهادة الدكتوراه الوطنية .

تقيم عائلة سناء ، المنحدرة من أيت باعمران، بإقامة تيكيدة بحي الهدى بأكَادير وتتكون من أب متقاعد (67سنة) من سلك الشرطة، كان يزاول عمله بمدينة ورزازات قبل أن يتقاعد ويستقر بأكَادير،ومن أم ربة بيت،ومن أربعة أبناء هم حميد،مصطفى،خالد، محسن،وبنتين أمينة وسناء الأصغر سنا في العائلة والتي تشكل مع أخيها محسن توأما.

أن الهالكة كانت تتميز لدى الجميع بأخلاق عالية وطيبوبة نادرة وسمعة حسنة داخل الكلية وخارجها، وأنها مثال حي للطالبة الجامعية المجدة والمتفانية في دراستها وبحثها.

إحالة قاتل الطالبة على النيابة العامة بتهمة القتل العمد

سائق سيارة الإسعاف سرق خاتم ذهب الضحية

جمعية الجنوب لمحاربة السيدا تنعي مقتل كاتبتها العامة

صديقة الضحية : سناء كانت ضحية البحث العلمي

فيما تم إحالة الأستاذ الجامعي سعيد بنحيسون المتهم بقتل طالبته سناء حدي على أنظار النيابة العامة صبيحة يوم الأربعاء الماضي، بتهمة القتل العمد مع سبق الاصرار والترصد واخفاء معالم الجريمة والسرقة، لانه سرق هاتفها المحمول، دون إعادة تمثيل الجريمة لأسباب تظل مجهول لان الجهات المعنية لم تصدر في شأنها بلاغا كما سبق أن عمل والي جهة سوس حين اصدر لأول مرة في تاريخ الإجرام باكادير بلاغا يؤكد من خلاله إلقاء القبض على قاتل الطالبة بدل صدور البلاغ من ولاية الأمن المعنية بالموضوع ، الأمر الذي فسرته مصادر غير مطلعة بصعوبات أمنية خاصة انه تزامن مع الزيارة الملكية لاكادير.

في ظل هذه الأجواء بقيت كل مجريات الجريمة الشنعاء التي هزت الحرم الجامعي في بداية الموسم الدراسي الجديد محاطة بسرية تامة وبالكتمان عن تفاصيل التحقيق وأسباب إقدام أستاذ جامعي بقتل طالبة باحثة، التي كثر فيه القيل والقال دون مراعاة لظروف أسرة الضحية حيث اتجهت جميع الأخبار إلى اتهام الضحية بدل المتهم الحقيقي .

في هذه الأجواء خرجت إحدى الصديقات الحميمية للضحية سناء ( رفضت ذكر اسمها )عن صمتها بعد الصدمة التي اصابتها اثر سمعها خبر مقتل اعز صديقاتها ،قالت صديقة سناء " للمساء" بتوتر شديد" سناء، أنا اعرفها حق المعرفة ولا يمكن ان تزيغ عن قناعاتها الشخصية فهي الكاتبة العامة لجمعية الجنوب لمحاربة السيدا وانا اشتغل بمقر الجمعية وكانت سناء لا تعرف إلا بيت اسرتها ومتابعة بحثها رغم الظروف القاسية التي انجزت فيها اكثر من 90 في المائة من هذا البحث الذي كانت ضحيته ، وبعد الاسرة والكلية كان ملجؤها الوحيد هو النشاط الجمعوي بمقر الجمعية والحضور في كل التظاهرات التي تنظمه الجمعية ، واضافت ان المتهم الذي قتل جعلها منها عبد لقد جعلها تائهة وكل مرة تلتجأ الينا باكية ومشتكية من تصرفاته غير المفهومة تصرفات لا علاقة لها بالبحث العلمي ولا بالتاطير الجامعي كان يكرهها ويغير من اجتهاداتها وكم من مرة تركته ورمت له مفاتيح المختبر ولكن محيطها كان يطلب منها مواصلة بحثها وان نتيجة حصولها على الدكتورة اهم من سلوكات أستاذها وقالت الصديقة "ما عمرني شفت استاذ ضد طالبة بالشكل الذي كان عليه المتهم ، ولي بقى فيا هو ان الكلية تعرفوا هاد شي.. صاحبتي ديما كتشكى منو وشحال من مرة بكت في الكلية ومداوهاش فيها "واخيرها في الشهر يوليو الماضي رمت له مفاتيح المختبر وكانت تنوي التخلي نهائيا عن الدكتورة .. ولكن انا من جهة واسرتها الححنا عليها للعودة الى الكلية.

المهم تؤكد الصديقة " سناء الله ارحمها ولكن هاد شي ماخصو اتعاود الكلية فيها مشاكل كثيرة خاصة عند الطالبات ، السبب علاش هاد المتهم قتلها هو انها احسن منه وكانت تؤطر الطلبة مكانه وكانت نشيطة بزاف وكانت تسافر لاغناء بحثها على حساب نفقتها الخاصة ومؤخرا قبل وفاتها كانت في الجزائر وفي اسبانيا ، كانت صديقي تنتظر الاسواء من مؤطرها لأنه لا يحترمها ولا يقدر عملها ولم تكن تنتظر منه القتل .. ماكناش نتصوروا انه غي قتلها"أما القول أنها كانت بعلاقة غرامية به فهذا مستحيل ومن ادعى أن هناك رسائل غرامية sms فهو ظالمها" .

وعلمت المساء كذلك أن الشرطة باكادير ألقت القبض على سائق سيارة الإسعاف التي نقلت جثة الضحية من كلية العلوم إلى مستشفى الحسن الثاني بتهمة سرقة خاتم من ذهب كان في أصبعه

النقابة الوطنية للتعليم:اعلام

احتضنت مركزية م/م مولاي علي بن عمرو الإدريسي يوم السبت 03/10/2009 على الساعة الخامسة مساء اجتماعا للعاملين بالمؤسسة تم التداول فيه حول البنية التحتية سواء في الفرعيات : إسردن ، عافية و أيت بوبكر و كذلك في المركزية ، و بعد الرصد و التحليل سجل الجمع ما يلي:

+ على مستوى الفرعيات:

* ضرورة صيانة حرمة المدرسة ببناء سياج.

* بناء مرافق صحية و شبكة الصرف الصحي.

*ربط الفرعيات بالشبكة الكهربائية و شبكة الماء الصالح للشرب.

*صيانة و ترميم الحجرات المتضررة.

* تعيين عون يقوم بمهمة الحراسة.

+ على مستوى المركزية :

* إرسال لجنة للقيام بالخبرة لمعاينة مدى سلامة الحجرتين الدراسيتين اللتين تم إغلاقهما السنة الماضية بقرار نيابي.

* رداءة الإصلاحات التي تمت مؤخرا والتي شملت العديد من الحجرات .

و تأسيسا على ما سلف فقد قرر الجمع خوض إضراب إنذاري يوم الاثنين 05/10/2009 في م/م مولاي علي بن عمرو الإدريسي تتخلله وقفة احتجاجية ب مركزية المجموعة ابتداء من الساعة الثامنة صباحا ، و إذ نهيب بكل من يهمه الشأن التعليمي إلى مساندة المعركة ، كما نؤِكد أننا مستعدون لتصعيد نضالاتنا في أفق تحقيق كافة المطالب المشروعة.

عاشت النقابة الوطنية للتعليم /ك.د.ش/ صامدة و مكافحة

الجمعية المغربية لحقوق الإنسان: احياء اليوم العالمي للسكن

إن الحق في السكن الملائم يعد ضروريا للتمتع بكافة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، لذا فإن المنتظم الدولي قرر اعتبار يوم الاثنين الأول من أكتوبر كل سنة، يوما عالميا للسكن، وذلك للتأكيد على حق جميع الناس في الحصول على سكن لائق، يحترم كرامتهم وحقهم في العيش الكريم، كما يستوفي مجموع الشروط والمعايير، التي حددتها اللجنة الأممية للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، في تعليقها العام الرابع، والمتمثلة في: الضمان القانوني للحيازة، توافر الخدمات والمواد والمرافق والهياكل الأساسية، القدرة على تحمل التكاليف، الصلاحية للسكنى، قابلية الحصول على مسكن، الموقع، ملاءمة السكن من الناحية الثقافية.

والجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وهي تحتفل بهذا اليوم الذي يصادف الخامس من أكتوبر الجاري، والذي يحمل شعار: " تخطيط مستقبلنا العمراني "، إذ تذكر بأن التقديرات الرسمية تشير إلى:

· وجود ساكنة تقدر ب 239.000 أسرة تقطن بحوالي 1000 حي صفيحي، وأن الدولة تمكنت من هدم 77.240 براكة في نهاية 2007.

· إقامة ما يناهز 90.000 أسرة داخل بنايات مهددة بالانهيار.

· سكن ما يقارب 540.000 أسرة في أحياء عشوائية، حسب تقديرات سنة 2002.

وإذ تستحضر ما أوردته وثيقة " الإسكان والتعمير:حصيلة 2003-2007، وبرنامج عمل 2008-2012 "، الصادرة عن مديرية الإنعاش العقاري، التابعة لوزارة الإسكان والتعمير، والتي تشير إلى " استمرار العجز السكني بالوسط الحضري، وعجز تجهيزي بالوسط القروي وإقصاء للأسر الفقيرة وللطبقة المتوسطة "، جراء ارتفاع وتيرة التمدن وضعف الطاقة الاستيعابية للمدن، بالإضافة إلى تدني ظروف العيش في أحياء الصفيح، والنقص الكبير في البنية التحتية، خصوصا بالأحياء العشوائية.

فإنها تسجل، علاوة على ما تقدم، على أن الحق في السكن قد أضحى اليوم أكثر عرضة للإجهاز والهضم. فهدم المساكن والأحياء والإخلاء القسري منها، دون اعتماد تدابير لإعادة الإسكان أصبحت إجراء عاديا. وفي الوقت ذاته لا زالت الدولة تتقاعس عن تحمل كامل مسؤولياتها في توفير السكن لضحايا زلزال الحسيمة، ومنكوبي الفيضانات بالجنوب ومنطقة الغرب. كما أن نزع الملكية، من أجل " المنفعة العامة "، ما انفك يتخذ ذريعة لحرمان المواطنين من عقاراتهم، ومصادر عيشهم،ليتم تفويتها للخواص والمنعشين العقاريين فيما بعد. ناهيك عن التفويتات للأراضي الموجودة داخل الوعاء الحضري، وفي أماكن ذات قيمة باهظة بأثمنة رمزية، وغياب الشفافية وتشجيع المضاربة العقارية واقتصاد الريع.

و بناء عليه فإن الجمعية تطالب الدولة باتخاذ التدابير المناسبة والشمولية، لتجاوز هذه الوضعية، التي تحكم على الآلاف من الأسر المغربية بالحرمان من سكن لائق يحفظ لهم إنسانيتهم، ويوفر لهم الأمان والاستقرار، ويشعرهم بقيمتهم وكرامتهم المتأصلة فيهم.

المكتب المركزي:

02 أكتوبر2009

وكالة الانباء القطرية: تونس تستضيف الشهر المقبل المؤتمر العالمي للغرف الاقتصادية

تونس في 04 اكتوبر /قنا/ يعقد في مدينة الحمامات التونسية في الفترة ما بين 16 و 21 نوفمبر المقبل المؤتمر العالمي للغرف الاقتصادية بمشاركة اكثر من 5000 مشارك ينتمون ل 120 بلدا عربيا واجنبيا. ويتضمن جدول اعمال هذه التظاهرة الاقتصادية ـ وفق الجهة المنظمة وهي الغرفة الاقتصادية التونسية ـ بحث الازمة المالية والاقتصادية العالمية والدور الموكول للغرف الاقتصادية للاسهام في التخفيف من تأثيراتها , وكذلك الاطلاع على المناخ الاقتصادي والاستثماري الذي تعرفه تونس , وتجديد المكتب التنفيذي للغرف الاقتصادية العالمية بما في ذلك انتخاب رئيس له وهو منصب ترشحت اليه تونس. واضاف المصدر نفسه ان تونس ستستقبل بمناسبة هذا المؤتمر اكثر 3500 اجنبي من 119 بلدا يمثلون رجال اعمال ومسئولين اقتصاديين في بلدانهم

يو بي آي : توقعات بإرتفاع إنتاج تونس من التمور 11 %

تونس: تتوقع الدوائر الزراعية التونسية إرتفاع إنتاج البلاد من التمور خلال الموسم الجاري بنسبة 11% مقارنة مع العام الماضي. وذكر المجمع المهني التونسي للغلال اليوم الأحد أن إجمالي إنتاج تونس من التمور خلال الموسم الحالي سيصل إلى 155 ألف طن، مقابل 145 ألف طن خلال موسم العام 2008.

وينتظر أن يساهم هذا الإرتفاع في تطور الصادرات التونسية من هذا المنتوج، وبالتالي دعم إحتياطي تونس من النقد الأجنبي، لاسيما وأن نسبة صادرات التمور تتراوح ما بين 80 و85 % من إجمالي إنتاج تونس من التمور.

وبلغ حجم الصادرات التونسية من التمور لغاية نهاية أغسطس الماضي أكثر من 66 ألف طن بقيمة 202 ملايين دينار(155.38 مليون دولار).

يشار إلى أن تونس تحتل حالياً المرتبة الأولى عالمياً من حيث العائدات المالية المتأتية من صادرات التمور، والمرتبة الرابعة من حيث حجم صادراتها من هذه المادة الزراعية، والمرتبة 12 من حيث الإنتاج.

وتقدر المساحة الإجمالية لواحات النخيل بتونس بنحو 32 ألف هكتار، تتوزع على محافظات "قبلي" و"توزر" و"قفصة" و"قابس"،الواقعة جنوب وجنوب غرب تونس العاصمة.

فرقة تدمير السيارات تضرب مجددا

بعد الاعتداء على سيارة الاستاذة راضية النصراوي وتمزيق اطاراتها بواسطة سكين صبيحة وصول السيد حمة الهمامي الى مطار قرطاج,قامت مجموعة من اعوان مصالح التدمير ليلة الاحد بخلع سيارة الاستاذ رؤوف العيادي وبصب مادة معدة لخلط الدهن بخزان السيارة وذلك بمستودع السيارات بالمطار لما كان الاستاذ في استقبال الاستاذة راضية النصراوي,

نرجو ان لا تؤدي الاعتداءات المتكررة بالمطار الى تخويف السياح من زيارة تونس كما نرجو ممن يدافعون عن نظام العصابات قليلا من الحياء , على الاقل في هذه المرحلة التي تستعد فيها البلاد لمهزلة انتخابية سيتبعها سير نحو المجهول

"الحياة" اللندنية: لو كنت تونسياً...

نجيب صعب

"الخضر" التونسيون سيصنعون تاريخاً بيئياً عربياً جديداً في الخامس والعشرين من هذا الشهر، حين يخوض حزب بيئي عربي للمرة الأولى الانتخابات التشريعية على المستوى الوطني.

"حزب الخضر للتقدم"، الذي تأسس في تونس قبل ثلاث سنوات، علامة فارقة في العمل البيئي السياسي. فقد نجح خلال فترة قصيرة في التحول الى مؤسسة لها أعضاؤها وهيئاتها المنتخبة في جميع المناطق التونسية. ووضع الحزب برنامجاً سياسياً لم يقتصر على المفردات البيئية الخطابية، بل شمل القضايا الاقتصادية والاجتماعية والعلاقات الدولية من منظور بيئي، وربط نجاح أي برنامج حزبي باعتماد مبادئ الديموقراطية وحرية التعبير.

الحملة الانتخابية لحزب الخضر في تونس ستكون أكبر عملية توعية بيئية على المستوى الوطني في العالم العربي. فالحزب يستخدم في حملته جميع الوسائل المتاحة لايصال برنامجه إلى المواطنين: لوحات الطرق، الملصقات، الاعلانات في الصحف، المقابلات التلفزيونية والاذاعية، الرسائل الصوتية والمكتوبة على شبكات الهاتف، الرسائل عبر الانترنت. وسيكون اهتمام الناس بالانتخابات وسيلة جذب لايصال صوت البيئة اليهم، من خلال محتوى يرتبط بهمومهم اليومية ومستقبلهم.

الحزب يخوض الانتخابات على أساس برنامج. ولكن اختيار رؤساء القوائم والمرشحين يعبّر أيضاً عن برنامج حزب الخضر ونظرته المتطورة، إذ يغلب على المرشحين طابع الشباب، مع معدل عمري يبلغ 42 سنة، ويتراوح بين 25 سنة لأصغر المرشحين سناً و64 سنة لأكبرهم. وبين رؤساء القوائم الستة والعشرين خمس نساء. وتتوزع مهن المرشحات على المحاماة والهندسة والطب والفلاحة والتعليم والتجارة والصحافة والادارة. وبين رؤساء القوائم طالبة جامعية.

الحزب خلية نحل تحضيراً للانتخابات. الأعضاء يتوافدون من أنحاء تونس على مركزه الرئيسي في العاصمة لوضع اللمسات الأخيرة على خطط العمل. و"التونسي"، جريدة الحزب الأسبوعية السياسية، تصدر أعداداً خاصة لعرض برامج الحزب ومرشحيه. وقطاعات الطلاب والعمال والنساء تنشط لاستقطاب التأييد.

نحن أمام تجربة جديدة وجدية في العمل الحزبي البيئي العربي. قبل تونس، تم الاعلان عن أحزاب "خضر" في بلدان عربية أخرى، من لبنان والعراق إلى مصر وفلسطين، لكنها افتقدت في الغالب البرنامج السياسي واقتصرت مبادئها المعلنة على بعض الشعارات البيئية. ولم تقدم رؤية اقتصادية - اجتماعية. واختلط على بعضها العمل الحزبي الملتزم مع العلاقات العامة، فتحول حديث مسؤوليها عن البيئة وكأنه ترويج لبيع ورقة يانصيب (لوتو) إما تخسر وإما تربح وإما تفوز بجائزة ترضية، بدل التعاطي مع البيئة على أنها قضية حياة أو موت لهذا الكوكب الواحد، ولا خيار بين الاثنين. كما أفسحت بعض "أحزاب" الخضر العربية في مجال الانتساب إليها وإلى حزب آخر في الوقت عينه. فلمن الولاء وأين الرؤية السياسية؟ ليس غريباً أن أياً من هذه "الأحزاب" لم يتحول إلى مؤسسة ولم يستطع بناء كيان له على المستوى الوطني.

الحزب كيان سياسي بامتياز. وإذا لم يكن هدفه الوصول إلى السلطة، فهو ليس حزباً، مهما سمت مبادئه وبلغ اندفاع أعضائه. فلماذا الاختباء وراء اسم "حزب" إذا كانت أهداف هذه الهيئات وبرامجها لا تتخطى، في أحسن حالاتها، حدود عمل الجمعيات الأهلية.

مع الخضر التونسيين، نحن أمام عمل حزبي جدي. والحزب يخوض الانتخابات ليس للتسلية، بل ليفوز بمجموعة مقاعد. ومهما كانت النتيجة، فإن الحيوية التي يخوض بها حزب الخضر التونسي الانتخابات التشريعية على المستوى الوطني ستحقق تقدماً في مستوى الوعي الشعبي البيئي في تونس، خلال شهر، يفوق بأضعاف ما تحقق في معظم عالمنا العربي خلال سنوات. فهي ستضع البيئة على جدول الأعمال السياسي والشعبي بالخط العريض، من خلال برامج مرشحين جديين يمثلون شرائح المجتمع المتنوعة.

المعركة الانتخابية لحزب الخضر للتقدم في تونس هي معركة جميع البيئيين العرب.

لو كنت تونسياً، لاقترعت لمرشحي حزب الخضر، لأن البيئة تستحق صوتاً سياسياً جدياً.

وات: بن علي يفتتح السنة القضائية الجديدة

أشرف الرئيس زين العابدين بن علي رئيس الجمهورية ورئيس المجلس الاعلى للقضاء على افتتاح السنة القضائية الجديدة 2009/2010 خلال جلسة ممتازة انتظمت صباح أمس في قصر العدالة بالعاصمة.

وكان في استقبال رئيس الجمهورية لدى حلوله بساحة قصر العدالة الوزير الاول ووزير العدل وحقوق الانسان. كما حضر لاستقبال سيادة الرئيس أعضاء المجلس الاعلى للقضاء ورئيس جمعية القضاة التونسيين إلى جانب عميد الهيئة الوطنية للمحامين ورئيس فرع تونس لهيئة المحامين ورئيس جمعية المحامين الشبان.

وألقى السيد عبد العزيز الدهماني الرئيس الأول لدى محكمة الاستئناف بتونس في بداية الجلسة كلمة عبر فيها عن امتنان الاسرة القضائية لرئيس الدولة لما يوليه من عناية موصولة بالقضاء ولإيمان سيادته بالدور الهام الذى يضطلع به في ترسيخ قيم العدل واشاعة الامن والطمانينة في النفوس.

وأشاد بما حققه سيادة الرئيس منذ التغيير من مكاسب لفائدة القضاء عززت مكانته ودعمت استقلاليته وطورت وسائل عمله فضلا عما عرفه التشريع التونسي المدني والجزائي من تطور ملموس مواكبة للتحولات التي تشهدها البلاد ومسايرة للمستجدات الوطنية والدولية.

وأشار إلى اقتران الاحتفال بالسنة القضائية هذه السنة مع الاحتفالات الوطنية بالذكرى الخمسين لاصدار الدستور مؤكدا حرص القضاة على العمل بكل تفان من أجل ايصال الحقوق إلى أصحابها والتزامهم بالمضي قدما في الاضطلاع بدورهم بكل اخلاص وتفان حتى يكونوا في مستوى نبل الرسالة المنوطة بعهدتهم نشرا للعدالة وبعثا للطمأنينة ومساهمة في اقرار السلم الاجتماعية.

ومن جهته ضمن السيد المنجي لخضر الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بتونس كلمته بالمناسبة مشاعر اعتزاز الاسرة القضائية باشراف الرئيس زين العابدين بن علي على افتتاح السنة القضائية الجديدة وعبارات تقديرها لرعايته السامية لها.

وأضاف أن المؤسسة القضائية تعيش في عهد التغيير نقلة نوعية تتدعم معالمها من سنة إلى أخرى في مقاربة شاملة تعتمد تحديث التشريع وتطويره وتقريب القضاء من المتقاضين وتحسين ظروف العمل بالمحاكم ودعم حق التقاضي مع توفير الضمانات للمتقاضين.

وأشار إلى القانون الذى صدر هذه السنة ليوفر مزيدا من الحماية لفائدة الموقوفين ايقافا تحفظيا والقانون العام الذى يختصر اجال استرداد الحقوق ويحط منها إلى النصف بالاضافة إلى التخلي عن التنصيص ضمن بطاقة سوابق المحكوم عليه لاول مرة على العقوبات المالية والبدنية بالنسبة للجنح البسيطة التي لا تكتسي خطورة على المجتمع.

وبين أن هذه القوانين تحمي الحقوق وتعمل على الحد من تنامي ظاهرة العود وتساعد كل من زلت به القدم على استرداد حقوقه المدنية في اقرب الآجال.

وتولى تقديم عرض حول النشاط القضائي لدائرة محكمة الاستئناف بتونس والمحاكم الراجعة لها بالنظر للسنة القضائية الماضية.

ثم ألقت السيدة آسيا العيارى وكيل رئيس المحكمة الابتدائية بتونس محاضرة بعنوان "دور القضاء في الحد من اثار الازمة المالية العالمية على المؤسسة" أبرزت فيها ما تتميز به المنظومة القانونية التونسية بنصوصها العامة والخاصة بفضل النظرة الاستشرافية للرئيس زين العابدين بن علي من حرص على الموازنة بين مصالح مختلف الاطراف الفاعلة على الساحة الاقتصادية وتفرد التجربة التونسية التي توفق بين الفاعلية والنجاعة الاقتصادية ومقتضيات الانصاف والعدالة.

وكان الرئيس زين العابدين بن علي اطلع في اطار متابعته لما اذن به من برامج لتطوير وسائل عمل المنظومة القضائية ولاسيما الخدمات عن بعد على بوابة العدل وحقوق الانسان على شبكة الانترنات التي ستوفر لكل المعنيين بشؤون القضاء من متقاضين ومحامين واساتذة وباحثين ومواطنين الخارطة القضائية والنصوص القانونية المتعلقة بالخدمات وعديد الوثائق الادارية من مطبوعات ونماذج المطالب للحصول على مختلف الخدمات القضائية.

وأثنى رئيس الدولة على هذا الانجاز الذى سيساهم في ايصال الحقوق للمتقاضين في احسن الظروف واسرع الاوقات.

واطلع رئيس الدولة كذلك على المنشورات الاخيرة لوزارة العدل وحقوق الانسان. كما تلقى سيادة الرئيس التقرير السنوى 2008/2009 للنشاط القضائي.

وحضر هذه الجلسة الممتازة الوزير الاول ورئيسا مجلسي النواب والمستشارين وأعضاء الديوان السياسي للتجمع ومفتي الجمهورية واعضاء الحكومة وكذلك الامناء العامون للاحزاب السياسية ورؤساء المنظمات الوطنية والمجالس الاستشارية والهيئات القائمة والعديد من رجال القضاء ومن اطارات الدول

الحزب الديمقراطي التقدمي: بلاغ اعلامي

على إثر قرار النقابة الوطنية للتعليم الأساسي بشن إضراب وطني يوم الاثنين 5 أكتوبر 2009 ، مؤازرة لزملائهم من سجناء الحوض المنجمي ومطالبة بإخلاء سبيلهم بمناسبة اليوم العالمي للمربي، يتوجه الحزب الديمقراطي التقدمي بالتحية إلى الأسرة التربوية وإلى هياكلها النقابية، مُعبرا عن دعمه لهذه المبادرة التضامنية النبيلة.

كما يشيد بمبادرة النقابة تنظيم حملة لجمع التبرعات لزملائهم المساجين والتي انضمّت لها النقابة الوطنية للتعليم الثانوي، وبهذه المناسبة يهيب بكافة المنظمات والهيآت الحقوقية ومكونات المجتمع المدني تفعيل مؤازرتها لمساجين الحوض المنجمي وعائلاتهم وتوسيع نطاق الحملة الوطنية الجارية من أجل إنهاء معاناتهم وطي صفحة هذه المظلمة.

تونس في 4 أكتوبر 2009

الأمينة العامة

مية الجريبي

حــرية و إنـصاف

منظمة حقوقية مستقلة

تونس في 14 شوال 1430 الموافق ل 04 أكتوبر 2009

أخبار الحريات في تونس

1) محاصرة الصحفي سليم بوخذير:

يتعرض الصحفي سليم بوخذير مندوب منظمة ''مراسلون بلا حدود'' في تونس إلى المضايقة والمحاصرة والمتابعة اللصيقة لليوم الرابع على التوالي من قبل أعوان البوليس السياسي، حيث يرابط بالقرب من بيته عونان على متن سيارة يلاحقانه أينما تنقل.

2) حتى لا يبقى سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو وراء القضبان:

لا يزال سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو وراء قضبان سجن الناظور يتعرض لأطول مظلمة في تاريخ تونس، في ظل صمت رهيب من كل الجمعيات والمنظمات الحقوقية، ولا تزال كل الأصوات الحرة التي أطلقت صيحة فزع مطالبة بالإفراج عنه تنتظر صدى صوتها، لكن واقع السجن ينبئ بغير ما يتمنى كل الأحرار، إذ تتواصل معاناة سجين العشريتين في ظل التردي الكبير لوضعه الصحي والمعاملة السيئة التي يلقاها من قبل إدارة السجن المذكور

3) علي رمزي بالطيبي يواصل إضرابه عن الطعام:

يواصل سجين الرأي السابق السيد علي رمزي بالطيبي إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم الحادي عشر على التوالي للاحتجاج على الممارسات غير القانونية التي يعمد إليها لاعب كرة القدم السابق عادل السليمي الذي يدعي أنه مدعوم من جهات عليا وأنه فوق القانون.

وقد تدهور الوضع الصحي للسيد علي رمزي بالطيبي بعد الأيام العشرة وأصبح يشعر بالدوار والإغماء عند الوقوف.

عن المكتب التنفيذي للمنظمة

الرئيس

الأستاذ محمد النوري

للاشتراك في قائمة الأخبار أرسل رسالة إلى

akbar123+subscribe@googlegroups.com

- لإرسال مادة للنشر: news3news@gmail.com

ليس كل ما يرد بنشرية الأخبار يعبر بالضرورة عن رأي إدارة تحرير ها