الثلاثاء، 16 مارس 2010

إلى الوراء درْ


كاظم فنجان الحمامي

منذ زمن بعيد ونحن لا نرث غير الهزائم والخسائر والمآسي، ولم نلتفت لمستقبلنا ومستقبل أبنائنا, وانشغلنا بتكرار عمليات الهدم والبناء, بل أفرطنا في الهدم والبناء, ثم صار التهديم شغلنا الشاغل ونسينا البناء, حتى تهدم بنيان مؤسساتنا الإدارية, وانهارت سقوفها فوق رؤوسنا, ولم يعد لدينا ما نهدمه, وهكذا مشينا من حيث ندري أو لا ندري نحو حتفنا في طريق التراجعات الصفرية, فكثرت عثراتنا وتراكمت أخطاؤنا, وتعودنا على الهرولة إلى الوراء, والعودة إلى المربعات الأولى التي انطلقنا منها قبل أعوام, في المرة العاشرة بعد الألف.
نحن في العراق نلف وندور نحو الخلف في تنفيذ خططنا الإدارية, ثم نعود القهقرى إلى نقطة البداية, لننطلق من جديد نحو آفاق الفشل الذريع, وما يؤلم وما يُفرح هو أننا لا ننجرف تماماً مع الهزائم, فليس عندنا ما نخسره بعد اليوم, في ظل الهزات السياسية والإدارية العنيفة المتكررة, ومازلنا نمتلك بارقة أمل ببزوغ بصيص النور في نهاية هذا النفق المظلم.

بعد أيام معدودات ستتشكل الحكومة الجديدة, وستتوزع الحقائب والمناصب الوزارية على الوزراء في ضوء المقاييس والمعايير التوافقية التي آمنت بها الكتل السياسية الفائزة بالسيطرة على زمام أمورنا والتحكم بمصائرنا. ومن المتوقع أن يبادر الوزراء الجدد إلى استبعاد مديري التشكيلات الإدارية الموجودين في مقرات وزاراتهم, واستبدالهم بطواقم إدارية غير مؤهلة, ثم يسارع الوزراء الجدد إلى إقصاء مدراء التشكيلات الإدارية الأخرى المنتشرة في المحافظات, وربما يحيلونهم إلى التقاعد. ومن المرجح أن يتولى المدراء الجدد في تلك التشكيلات الوزارية القيام بحملة تكميلية لإزاحة مديري الأقسام والشعب وتنصيب مديرين بالباكيت بدلاء عنهم, وما أن يستبدل المديرون القدامى, ويغيبوا عن الأنظار, حتى تدفن معهم الخطط والبرامح, التي أعدوها وسهروا عليها وحرصوا على تنفيذها, فسرعان ما يبادر المديرون الجدد إلى نسفها وتسفيهها. وتوجيه دفة الإدارة إلى البدايات الصفرية. ويعزى هذا التصرف إلى رغبة المديرين الخدّج في التميز, وإثبات الذات. والظهور بمظهر المبدعين المجددين, أو لعدم قناعتهم بما أنجزه وحققه المديرون السابقون, وربما يعزى ذلك إلى صعوبة فهمهم للسياقات والأساليب, التي كانت نافذة قبل مجيئهم, كونها تفوق حدود مداركهم المتواضعة. وغالبا ما يكون مجيئ المدير الجديد محفوفا بجوقة الوصوليين والإنتهازيين, الذين لا يستحون من شتم المدير السابق, من أجل إرضاء المدير اللاحق.

وسيكشف المدير الجديد عن مواهبه الإرتجالية, ويفرض برامجه وخططه المستحدثة, والتي غالبا ما تكون مبنية على رؤيته السطحية للأمور. فيختل التوازن الإداري. وتميل عجلة الإنتاج نحو التخبط مـتأثرة بهذا النفس البيروقراطي المريض. فتتفاقم وتيرة المشاكل وتتعقد الأمور, وربما تنفلت الأوضاع وتخرج من حدود السيطرة. ثم ينهار الكيان الإداري برمته, وتتكرر دورة الانهيارات المتعاقبة, ونفشل في تحقيق الحد الأدنى من الأداء المطلوب. وتنتهي هذه التجربة بإعفاء المدير الذي تسبب بالفشل, فيصار إلى تنسيب مدير آخر أكثر تخلفا وضعفا منه, فتنحرف بوصلة الإدارة مرة أخرى نحو خط الصفر. وتنطلق أبواق الوصوليين والإنتهازيين في تمجيد الخليفة الجديد. فتغرق سفينة المؤسسة الإدارية المعطوبة في بحار الفشل. وتستمر دورات التعثر على هذه الإيقاع البليد. وتتواصل تقلبات النواعير الفارغة, وهو ما جرت عليه العادة منذ القرن الماضي. .
نحن في العراق أصبحنا بحكم تجاربنا الإدارية المتعثرة من ابرز فلاسفة العالم في محاربة التقدم والازدهار, حتى فقدنا القدرة على الوفاء بواجباتنا الروتينية البسيطة, وعجزنا عن تحقيق أتفه أهدافنا التنموية, فتذبذب إنتاجنا بين مد وجزر, وصعود وهبوط, وتحسن وتردي, ونشاط وخمول, وتقدم وتقهقر, ويعزى ذلك كله إلى ظاهرة التراجعات الصفرية التي صارت لصيقة بنا منذ زمن بعيد وحتى هذه الساعة, ولا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

اشادة بدور "قناة الجزيرة" واستنكار ما تعرض له مكتبها في صنعاء


صادر عن مركز اليمن لدراسات حقوق الإنسان

مركز اليمن لدراسات حقوق الإنسان وهو يؤكد أهمية احترام حرية الصحافة وحق وصول المعلومات إلى الناس وحرية الرأي والتعبير يجد نفسه مطالبـًا بالتضامن مع الإخوة مدير ومحرري ومصوري وطاقم عمل مكتب "قناة الجزيرة" في اليمن أمام الحملة التي تستهدفهم، لا لشيء إلا لأنهم قاموا بواجبهم المهني وبما يتناسب وينسجم مع رؤية وسياسة "قناة الجزيرة" الفضائية التي وإن أختلف البعض معها؛ إلا أنه لا يمكن إلغاء الاحترام والتقدير اللذين تستحقاهما وللدور الصحفي والإعلامي الراقي الذي تنتهجه، والذي به استطاعت أن توصل المعلومات من مصادرها إلى كل بقاع العالم في لحظات وثوان.
 لقد لعبت "قناة الجزيرة" الفضائية دورًا مهمـًا بل عظيمـًا في جعل الحصول على المعلومات حقـًا من حقوق الإنسان، واستطاعت أن تنشر وتعزز ثقافة حرية الرأي والتعبير وكانت بالفعل صوتـًا لمن لا صوت له.
 يختلف البعض معها لكن ذلك لا يعني تجاوز عظمة دورها وخدماتها الصحفية والإعلامية التي استطاعت أن تخلق بها تراكمات لصالح الإصلاح والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وبالذات في منطقتنا العربية.
 لذلك نعلن هنا استنكارنا لمصادرة جهاز بثها التلفزيوني والمضايقات التي تعرض ويتعرض لها الأخوة في طاقم مكتبها باليمن.
 وندعو إلى الاعتذار للجزيرة وإعادة الاعتبار لطاقمها وتمكينهم من مواصلة عملهم مع كل التقدير والاحترام.

صادر عن مركز اليمن لدراسات حقوق الإنسان



أخبار الحريات في تونس


حــرية و إنـصاف
منظمة حقوقية مستقلة

تونس في 30 ربيع الأول 1431 الموافق ل 16 مارس 2010
أخبار الحريات في تونس
1)    السلطات التونسية تمنع الصحفي رشيد خشانة من تغطية أعمال الدورة 27 لمجلس وزراء الداخلية العرب:
منعت السلطات التونسية اليوم الثلاثاء 16 مارس 2010 الصحفي رشيد خشانة من تغطية أعمال الدورة 27 لمجلس وزراء الداخلية العرب الذي تحتضن تونس مقره الدائم، بالرغم من حصوله على استدعاء من الأمانة العامة للمجلس في الخامس عشر من هذا الشهر يخوله الدخول إلى قاعة الجلسات، إلا أنه فوجئ اليوم باتصال هاتفي غريب من الأمانة العامة يرجونه فيه ''بعدم استعمال الاستدعاء لأنهم ؟؟؟؟لا يرغبون بذلك''.
وحرية وإنصاف تعتبر هذا المنع اعتداء على حق الصحفي رشيد خشانة في ممارسة مهنته واستهداف للصحفيين المعارضين وتدعو إلى رفع هذه المضايقات التي تهدف إلى إسكات أي صوت مخالف وتطالب بوضع حد لهذه الإجراءات المخالفة للقانون.  
2)    المحكمة تؤجل النظر في قضية نزار بلحسن إلى 30 مارس الجاري:
قررت محكمة ناحية الشابة من ولاية المهدية في جلستها المنعقدة اليوم الثلاثاء 16 مارس 2010 الاستجابة لمطلب الدفاع بتأجيل النظر في التهم الكيدية الموجهة إلى الناشط الحقوقي والسياسي الطالب نزار بلحسن عضو الشباب الديمقراطي بالحزب الديمقراطي التقدمي وعضو منظمة حرية وإنصاف والمتعلقة ب''التشويش بالطريق العام، وسب الجلالة، والاعتداء على رئيس بلدية إلى جلسة يوم 30 مارس 2010.
يذكر أن السيد نزار بلحسن يحاكم على خلفية نشاطه السياسي والحقوقي والاجتماعي حيث تعود أحداث القضية إلى مشاركته في شهر جوان 2009 في اعتصام لجمعية النهوض بالطالب الشابي باعتباره عضوا ناشطا فيها، وتم تفريق الاعتصام آنذاك بالقوة من قبل أعوان الشرطة، كما تم اقتياد السيد بلحسن من مركز شرطة الشابة إلى منطقة الشرطة بالمهدية أين تم استجوابه وقد تم إعلامه وقتها بحفظ القضية في حقه.
3)    محاكمة السيد حسن بن عبد الله:
تنظر يوم الأربعاء 17 مارس 2010 محكمة الاستئناف بقفصة في قضية الناشط النقابي حسن بن عبد الله المحاكم غيابيا على خلفية التحركات الاحتجاجية بمنطقة الحوض المنجمي بــ10 سنوات، ورغم أن محكمة الاستئناف بقفصة قررت يوم 23 فيفري 2010 بتركه بحالة سراح إلى حين انعقاد موعد المحاكمة إلا أنه تم إيداعه السجن. كما ستنظر محكمة قفصة في جلستها ليوم 23 مارس الجاري في قضية الناشطين حسن بن عبد الله والصحفي الفاهم بوكدوس.
4)    حتى لا يبقى سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو عيدا آخر وراء القضبان:
لا يزال سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو وراء قضبان سجن الناظور يتعرض لأطول مظلمة في تاريخ تونس، في ظل صمت رهيب من كل الجمعيات والمنظمات الحقوقية، ولا تزال كل الأصوات الحرة التي أطلقت صيحة فزع مطالبة بالإفراج عنه تنتظر صدى صوتها، لكن واقع السجن ينبئ بغير ما يتمنى كل الأحرار، إذ تتواصل معاناة سجين العشريتين في ظل التردي الكبير لوضعه الصحي والمعاملة السيئة التي يلقاها من قبل إدارة السجن المذكور.
                                            عن المكتب التنفيذي للمنظمة
الرئيس
الأستاذ محمد النوري

برقية حركة اللجان الثورية الفلسطينية إلى القائد معمر القذافي رئيس القمة العربية المقبلة


الأخ القائد معمر القذافي أمين القومية العربية
وقائد ثورة الفاتح من أيلول حفظه الله
تحية من القدس الشريف ومن أرض الرباط الأمامي المقدس
تحية من كلمة سر ثورة الفاتح من أيلول العظيمة من قدس الأقداس إلى من أخضع روما لتقديم الاعتذار عن حقبة استعمارها البشع لليبيا وتقديم التعويض للشعب الليبي
تحية القدس الصامدة في وجه أقذر وأبشع ألوان وأنواع الاستعمار إلى من أرغم أمريكا على تقديم الاعتذار تلو الاعتذار عن صفاقة المتحدثين والناطقين باسمها

في الوقت الذي تؤكد فيه حركة اللجان الثورية الفلسطينية على ما ورد في خطابكم في الأربعيني التاريخي الهام والأول من نوعه في الأمم المتحدة وعلى ما ورد في حديثكم في عيد المولد النبوي الشريف اللذين يدعمان ويؤكدان على الدور الريادي لقيادتكم على مختلف الصعد المحلية والعربية والإسلامية والعالمية التي جعلت أمريكا تقدم الاعتذار عن تصريحات مسؤوليها وأرضخت ايطاليا لتقديم الاعتذار للشعب الليبي وتقديم التعويض له عن حقبة الاستعمار البغيض وانطلاقا من مبادئ ثورة الفاتح من أيلول العظيمة ومن مواقفها القومية والإسلامية والعالمية ومن كلمة سرها التي كانت القدس فإننا من فلسطين المعاناة من فلسطين المحتلة ومن صوت أنات المحاصرين ونشيج الثكالى المثخنات بالجراح وبالدماء ومن دموع أطفال الشهداء والمبعدين عن وطنهم بفعل الاحتلال نناشدكم ونشد على أياديكم وكلنا ثقة بكم وبحسن ريادتكم وقيادتكم أن تكون القمة العربية المقبلة في طرابلس الجماهيرية طرابلس الحرية طرابلس التحدي والتصدي طرابلس عمر المختار أن تكون القمة قمة القدس الشريف الذي يستصرخ كل العرب والمسلمين في هذه الأيام وفي كل الأيام وقد عهدناكم أيها القائد شجاعا جريئا حريصا على قضايا الأمة وداعما لها بكل العزم والقوة فها هي القدس تهود وها هي الحرمات تنتهك جهارا نهارا وها هي الصرخات مشرعات في فضاء العروبة والمسلمين عل احد يلتقطها كما تلتقطها دوما فتسارع إلى نجدة المستغيث وإغاثة الملهوف .
إننا نناشدكم أيها القائد بذلك ونحن على ثقة كبرى وتامة من مواقفكم وبخاصة ونحن نرى أقوى دولة في العالم تجدد الاعتذار تلو الاعتذار لكم وللجماهيرية بكل شرائحها وقياداتها الجماهيرية والثورية نقول ذلك ونحن نستصرخ العرب والمسلمين أن يحذو حذوكم وينهجوا نهجكم في مقارعة قوى الظلم والطغيان وان يخولوكم في هذه القمة بملف الصراع العربي الإسرائيلي الذي ينبغي أن يعود ليتصدر أعمال القمم العربية حتى تتحقق عزة هذه الأمة وتعاد إليها كرامتها فالصراع مع الإسرائيليين ما كان يوما ولن يكون صراع حدود بل هو صراع على الوجود وان ممارسات الاحتلال هي اكبر دليل على ذلك . نخاطبك أيها القائد وامتنا تترنح تحت سياط الارتهان وظلم العصبية القبلية المقيتة والجهوية القاتلة واللامواقف وتحت الفاقة والفقر والجوع والمرض والتخلف والاكتفاء بوابل من الاستنكارات والشجب والإدانة التي ما أعادت الحق يوما ولا ألبست الشعوب ثوب كرامة ولا كست الأنظمة بثياب السيادة والاستقلال.
إننا نخاطبكم ونحن على يقين من أن العرب جميعا ينظرون إلى طرابلس وقمتها وانتم فيها وعلى رأسها يحدوهم الأمل في الله ثم فيكم لتمثل المنعطف الذي يقود إلى التحول الايجابي في المنطقة بأسرها فهذه الأمة أمتكم وقد كلفكم الراحل جمال عبد الناصر بالأمانة عليها وكان ذلك في ليبيا الثورة عندما قال مخاطبا جموع الليبيين الحاشدة والعرب أجمعين : أترككم وأنا أقول بان أخي معمر القذافي هو الأمين على القومية العربية والوحدة العربية وأنت لها أيها القائد فاصدح بصرختك اليعربية في فضاء العروبة لتنهض معك وبك وبالشرفاء من امتنا لاستعادة مكانتها فوق الأرض وتحت الشمس وتستعيد قدسها وحريتها المسلوبة .
والى الأمام .... على درب الثورة
المجد كل المجد لصانعي الانتصارات
ومعا وسويا حتى يرفع علم فلسطين علم العروبة فوق مآذن القدس وإنها لثورة حتى النصر

حركة اللجان الثورية الفلسطينية
16/3/ 2010م
فلسطين المحتلة

القمة العربية بين خيار المواجهة وثورة الغضب


محمود عبد الرحيم:
تدشين الكنيس اليهودي على بعد امتار من المسجد الاقصى ،عقب ضم الحرم الابراهيمي ومسجد بلال الى التراث اليهودي ،وسط تواصل الاستيطان الصهيوني بضراوة ، ليس الا توطئة للاستيلاء على القدس كاملة، وربما هدم المسجد الاقصي واقامة الهيكل الثالث المزعوم مكانه في اقرب وقت ممكن، فيما نحن العرب مشغولون بالحديث تارة عن وجود فرصة لاستئناف المفاوضات من عدمها، وتارة بالجدل حول الخلاف الامريكي الاسرائيلي وابعاده، رغم تأكيد الطرفين المستمر ان العلاقات بينهما استراتيجية،ورغم التعهد الامريكي في غير موضع بالالتزام بحماية امن اسرائيل،ورغم وضوح الرؤية تماما بأنه لا سلام عادل وشامل، وانما مشروع تسوية امريكي صهيوني يراد فرضه ، ومن ثم لا فرق بين الخطر الامريكي والخطر الصهيوني على القضية الفلسطينية والمصلحة العربية بشكل عام ،وان الفصل بين واشنطن وتل ابيب أو الرهان على اي منهما ضرب من العبث وتآمر على الذات يجب ان نعيه ونتجاوزه ،خاصة بعد كل هذه السنوات التى اضعناها بلا طائل ،وللاسف كان حصادها شديد المرارة.
يكفي ان نطالع التصريحات الامريكية والاسرائيلية ونتمعن في رسائلها المباشرة وغير المباشرة، لنكتشف اننا نعيش الوهم،ونتعرض لخديعة كبرى، ونرتكب- كذلك - خطيئة كبرى ثمنها الاجهاز على القضية الفلسطينية ، فالصهاينة خاصة على لسان رئيس حكومتهم نتانياهو لا يلبثون ان يتحدثوا عن السلام والرغبة في التفاوض ويتبعوا خطابهم الكاذب الاجوف، بما هو حقيقي وممنهج مثل اعلان استمرار بناء المستوطنات ،سواء في القدس او الضفة ، مع الالحاح على الحق في الاعتراف بيهودية الدولة العبرية، والقيام باجراءات على الارض تجعلهم يقتربون من هذا الحلم الشرير ،ونبتعد نحن عن حقنا التاريخي والمشروع.
فيما نلهث وراء سماع جملة من هنا أو هناك على لسان المسئولين الامريكان تطفئ جذوة الغضب داخلنا ،وكأن الامر قد انتهي عند هذا الحد ، وكأنه يكفينا الحديث الغث  هذا عن ان تواصل الاستيطان يهدد عملية التسوية ، أو ان العلاقات الامريكية الاسرائيلية تتعرض للخطر ، أو اننا ملتزمون بالحل على اساس الدولتين أو حتى ان يتم ارجاء جولة المبعوث الامريكي جورج ميتشل الى المنطقة، رغم ان حضوره أو غيابه لم ولن يقود الى اي شئ لعملية سلام وهمية لا اساس لها من الواقع.
وللأسف لم نبلع الطعم وننتشي بتلك التصريحات فحسب ، وانما صار العرب اصحاب القضية ،ومعهم السلطة الفلسطينية يسيرون على نفس الدرب المريح
، ويكتفون باطلاق جمل شبيهة  للاستهلاك المحلي تحوى تحذيرات كلامية جوفاء لا تستند الى منطق الفعل وارادة القوة من قبيل الحديث عن ان اسرائيل تتجاوز الخطوط الحمر، أو ان الاجراءات الاسرائيلية ،خاصة ما يتعلق بالقدس تهدد  امن واستقرار المنطقة ،أو تهدد بحرب دينية ، واقصى ما فعلوه  مؤخرا كان التراجع عن التفويض الذي اعطوه لرئيس السلطة الفلسطينية باستئناف المفاوضات غير المباشرة.

ان  كنا لم نتعلم الدرس حتى الآن ، ولم نكتسب اية خبرة في التعامل مع العدو الصهيوني، فانه صار يخبرنا جيدا ،ويدرك ابعاد مواقفنا ،وتحركاتنا، ويقيس ردود افعالنا باستمرار ،ويتصرف بناء على هذا الاساس ،ويستثمر هذا العجز وهذه الروح الاستسلامية ليحقق مكاسب يومية على الارض.
هو يعرف اننا سنكتفى بالشجب والادانة ،واقصى ما يمكن ان نفعله ان نناشد الراعي الرسمي لعدوانه واشنطن ان تتدخل للضغط عليه ، وانها لن تفعل لتداخل مصالحهما ومشاريعهما في المنطقة، أو اننا قد نلجأ الى مجلس الامن لاستصدار قرار مصيره  الاصطدام بالفيتو الامريكي..ثم ماذا بعد؟
لا شئ غير فرصة سانحة لمزيد من التهام الاراضي، واستكمال مشروع التهويد
، واحكام القبضة بعصا القوة الغليظة على الفلسطينيين داخل أو خارج الخط الاخضر ، والتعاطي معهم كلاجئيين أو بالاحرى كسجناء في سجن مفتوح، وسط تعاون أمني من سلطة صنعوها لتساعدهم في انجاز مخططاتهم.
لقد جربنا هذا الطريق وسرنا فيه طويلا، ولم نربح شيئا، فآن اوان ان نسلك طريقا غيره ، ونُشعر عدونا ،سواء في واشنطن أو تل ابيب ان ادوات القوة لدينا عديدة
 و اننا لسنا بهذا الضعف الذي يتصوره ، واننا  كعرب لم نبع القضية الفلسطينية ،لنشترى استقرارا زائفا.. فالمواجهة مهما تأجلت فأنها آتية لا محالة، واظن بعد كل ما حدث ويحدث لم يعد وقت للانتظار والصمت.
القمة العربية على الابواب ،وهذا اختبار حقيقي لها وللقادة العرب ، صحيح انه اختبار صعب ،لكن عليهم ان يتحركوا ولو مرة بصدق، ويدافعوا عن المصلحة العربية وقضية العرب الاولى ، او ليعلنوا بشجاعة انهم تخلوا عن القضية الفلسطينية وانهم غير قادرين على الدفاع عن المصالح العربية.. لتواجه الشعوب العربية مصيرها وحدها، وتلحتم مع هؤلاء المقدسيين الشجعان الذين يواجهون المخططات الصهيونية بصدورهم العارية ،ولتعلن ثورة الغضب العارم من المحيط الى الخليج دفاعا عن المقدسات والحقوق المسلوبة والحق في الحياة بعدالة وكرامة.
*كاتب صحفي مصري

حين يتطاول النحلاوي الانفصالي على الناصرية


بقلم: زياد ابوشاويش

كنت أهم بالخلود للنوم عند الرابعة وخمس دقائق من فجر اليوم الاثنين 15 / 3 حين لفت انتباهي الحوار الدائر بين المذيع أحمد منصور من قناة الجزيرة والمعروف بعدائه الشديد للزعيم العربي الراحل جمال عبد الناصر ونهجه من خلفية إخوانية معروفة وبين السيد عبد الكريم النحلاوي الضابط السوري الذي قام بالانقلاب على الوحدة بين مصر وسورية بأوامر من الرجعيين العرب وأسيادهم في واشنطن ولندن في ذلك الوقت. المدهش أن النحلاوي وبدل أن يعتذر لروح عبد الناصر عما ألحقه بهذه الأمة من ألم وما حققه للعدو من أهداف حلم بها وتتعلق بسياسته" فرق تسد " يتنطح للإجابة عن سؤال لمنصور يقول فيها أن سياسة عبد الناصر كانت فاشلة في كل الوطن العربي بعد أن قدم لسمومه بالحديث عن الطاعة والولاء لناصر وللوحدة، والمعروف أن من مول الانقلاب والانفصال كان الشركة المعروفة بالخماسية وهي تمثل أعتى شيوخ الرجعية السورية المرتبطة بالسعودية في تلك الحقبة، وأن النحلاوي هو مجرد عميل صغير لهؤلاء ولا يغير من ذلك كل الحديث المنحرف عن أخطاء وقعت فيها تجربة الوحدة الرائدة في الوطن العربي والتي لا يمكن تجنبها في بداية التجربة واختلاف المفاهيم والقيم التي يحملها بعض الضباط المنتمين لمدارس فكرية متنوعة ومن أصول طبقية كذلك.
الذي لفت انتباهي أن النحلاوي الذي لم يعرف عنه أي سابق تجربة أو فلسفة ما أو فكرة يحملها لم يتردد في تناول جمال عبد الناصر بالسوء على طريقة أنور السادات الذي حاول تصوير القائد الخالد زعيماً أحمقاً أو غبياً أو متسرعاً. وما قاله الرجل حول فشل الناصرية في كل من الجزائر واليمن ولبنان والعراق واصفاً تلك السياسة بأنها كانت رعناء وتخلق الفتن في تلك البلدان وأنها لم تؤد إلى نتيجة لصالح العرب أو مصر وهذه قمة التزييف لحقائق التاريخ وما آلت إليه أوضاع العرب قبل وبعد وفاة ناصر.
لقد تعزز دور العرب في تلك الحقبة الناصرية والتدخل المصري أو الدعم الأخوي الذي قدمه جمال عبد الناصر وبلده مصر لهذه البلدان أدى لتحريرها من الاستعمار ومن الرجعية ومن بقايا التخلف والصراعات المبنية على أسس عشائرية قبلية كما في العراق.
من من هذه الأمة لا يذكر الدور المصري في الجزائر وما قدمه ناصر للثورة الجزائرية وانتهت بتحريرها ؟ ومن منا لا يتذكر الثورة اليمنية التي تدخلت لإجهاضها الدول الرجعية المحيطة وخاصة السعودية وكيف تدخل عبد الناصر لحمايتها وهكذا كان؟ ومن لا يتذكر الإنزال الأمريكي في لبنان عام 58 لدعم الحاكم العميل لهم في ذلك الوقت وضد التوجه الناصري للبلد وكيف أفشله ناصر ومشايعيه هناك. وهكذا في العراق وفي كل مكان، وحيث كانت الأمة كلها وراء عبد الناصر وتؤيده.
لم تكن جماهير الشعب العربي تحب عبد الناصر من فراغ أو لأنها جاهلة أو مخدوعة كما حاول النحلاوي أن يقول ولم يكن عبد الناصر يسلك بخلاف ما كان يقول ولم يكن الرجل بائع كلمات ثورية ومشاعر قومية كما تفوه النحلاوي في برنامج شاهد على العصر، بل كان ناصر صادقاً مع نفسه ومع شعبه ومع أمته وسخر إمكانات بلده لنصرة قضايا العرب ولحفظ كرامتهم، وبالفعل فإن مكانة هذه الأمة كانت بألف خير قياساً لما آلت إليه أوضاعها بعد رحيله الحزين عام 1970.
إن بعض الذين ناصبوا ناصر العداء بعد رحيله يمثلون النموذج الأبرز للانتهازية وانعدام الأخلاق والضمير، وهم لن يحتلوا في التاريخ سوى مكب نفاياته وستلعنهم الشعوب العربية جيلاً بعد جيل.
يحاولون الإساءة لتاريخ مجيد لمصر وللعروبة وللناصرية ومن موقع الانسجام والولاء للسيد في البيت الأبيض ويعتقدوا أنهم بذلك يمكن أن يزيفوا وعي شبابنا ممن لم يعش تلك الحقبة الجميلة من تاريخنا، الحقبة التي كان العربي يعتز فيها بانتمائه لوطن فيه جمال عبد الناصر وليس هنا المكان المناسب لعمل جردة حساب لإنجازات القائد العظيم وابن الأمة ومصر البار جمال عبد الناصر.
والنحلاوي الذي أخرجه أحمد منصور من وكره ومخبئه ليسلط عليه الضوء بهدف الإساءة لناصر لن يتمكن من خدش السيرة العطرة لناصر والناصرية وسيعود بعد انتهاء البرنامج لجحره ويلفه الظلام ويبقى عبد الناصر ذلك النور الساطع في سماء الوطن العربي مهما تكالب عليه الحاقدون من زمر الإخوان ومن لف لفهم. إن الصغار لا يكبرون بالتطاول على الكبار ولن يصنعون لأنفسهم المجد أو السيرة المحمودة بالتطاول على رمز هذه الأمة وعنوان شموخها الذي تكالبت عليه كل زمر الرجعية والخونة والعملاء في هذه الأمة بمساندة الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وإسرائيل كذلك والنتيجة أن التآمر على التجربة الناصرية في حينه والانفصال الذي يعتز به النحلاوي خدم في النتيجة العدو الصهيوني وحلفائه وهذا يكذب أي ادعاء بأن الانفصال وضرب تجربة الوحدة كان من أجل الإصلاح.
لقد رد القائد جاسم علوان على جملة الأكاذيب التي طرحها النحلاوي وسيرد عليه رجال عبد الناصر ممن عايشوا تلك الحقبة. وختاماً نعيد التأكيد على أن ثورة يوليو المجيدة لم ترق دماء أحد في مصر أو الوطن العربي كما زعم النحلاوي الكاذب وأنها الثورة البيضاء بجدارة. لناصر نجدد الحب والولاء ولنهج العزة والكرامة والتحدي الذي مثله الزعيم تحية... والوفاء لقيم ستبقى خالدة ما بقيت الأمة العربية

اعتراف العدو بتصاعد كفاح شعبنا وان كان متأخراً


بلاغ صحفي
اعتراف العدو بتصاعد كفاح شعبنا وان كان متأخراً ...!!!
ماذا يخطط حكام الاحتلال الفارسي الصفوي ضد رموز شعبنا العربي الأحوازي ؟

بث قناة التلفزيون الرسمي الإيراني برس تي في (PRESS T.V) ، وهي قناة إيرانية فارسية رسمية ، شريطا مسجلاً باللغة الإنجليزية يتحدث فيه عن حركة شعبنا الكفاحية ضد سلطات الاحتلال الفارسي ، مظهرين بعض الأسرى والمعتقلين المناضلين بصورة مذلةـ كما يعتقد ضباط الأجهزة الدعائية الفارسية ـ معلنين أفعالا نضالية لشعبنا ضد المحتل الفارسي ، متحملين مسؤولية أفعالهم ، مثلما وجهوا (اتهامات) لبعض الشخصيات ممن يعيشون في المنفى، علماً أن هذا البرنامج تطرق للعديد من الشهداء الاحوازيين المناضلين باعتبارهم اقتصّوا من بعض المجرمين الفرس، مسئولين ومستوطنين ، واستهدفوا بأعمالهم الكفاحية النوعية الأوكار الأمنية والاقتصادية الفارسية في القطر الأحوازي المحتل ابتداء من تاريخ 13/6/2005م ، أي بعد مرور حوالي شهرين من عمر الانتفاضة الجماهيرية الأحوازية التي اندلعت شرارتها في يوم الجمعة الموافق 15/ نيسان ابريل / 2005 ضد السياسيات العنصرية الشوفينية لسلطات الكيان الإيراني المحتل .

إن هذا الشريط يعبر عن يأس عميق عما يلعبه الموقف الأوربي تجاه أبناء شعبنا العربي الأحوازي ، فبعد فشل سلطات الاحتلال في توظيف منظمة الإنتربول العالمية لجلب العديد من المناضلين في الدول التي يعيشون فيها شأنهم شأن من مرّ في سوريا (العربية) ، فقد أسفروا عن نواياهم القبيحة حول حركة النضال العربي لتحرير الأحواز على سبيل المثال ، صابين جام غضبهم على قياداتها الميدانية ، شهداء وأحياء ، محملين الفرس الصفويين هذه الحركة المسؤولية عن كل أعمال الكفاح المسلح التي طالت المستوطنين والمسئولين المجرمين منذ العام 2005 على اثر الانتفاضة الشعبية العارمة .

إن توجيه الاتهام لبعض القيادات الأحوازية وتركيزهم على المناضل الوطني الأحوازي الكبير السيد حبيب جبر لهو إقرار بتمسك هذا المناضل بنهج الأبطال الشهداء محي الدين آل ناصر وعيسى المذخور ودهراب شميل ، فبمجرد أن أطلق اسم الشهيد محي الدين آل ناصر على المجموعات المقاتلة في حركة النضال ينبئ عن الإصرار والتواصل مع نهج أولئك الشهداء الذين خلدهم شعبنا من خلال اعتبار يوم إعدامهم يوما للشهيد الأحوازي ، وإن تواطؤ النظام السوري المجرم بترحيل زوجة حبيب جبر (أبو أياد) وأبنائه الخمسة إلى طهران ليلاقوا العسف والسجن والقمع متصورين أن الإرادة الوطنية الجسورة للمكافح أبو أياد قد تهتز، وبالتالي يسلم نفسه لقاء حرية زوجته وأبنائه ، ولا يعلم الفرس أن كل أحوازي مناضل هو أبو أياد ، وكل أخت أحوازية هي أم أياد وكلهم يعيشون حالة القمع المتواصلة ، وان اختلف الوعي في كيفية تجاوز المحنة ، فالذي عاش معاناة المواجهة مع القوات القمعية الفارسية في مختلف الظروف ومنذ ريعان الصبى لا يمكن أن يحل الوعي الطائفي أو العشائري أو السطحي بجذر القضية الوطنية الأحوازية التي تتطلب إرادة فولاذية صلبة وتصميم واضح وحازم وجريء ، وإقبال على الشهادة .

لقد كان واضحا من اختيار الأجهزة الأمنية لأفضل رمزين من رموز الكفاح الوطني الأحوازي إن هؤلاء هم من العناصر الوطنية الصلبة التي تشكل رموزاً خالدة في نظر أبناء شعبنا كلهم، وهي محاولة دنيئة لتيئيس الجماهير من مردود العمل الوطني ، فالمناضلة فهيمة البدوي التي أدركت كما يتضح من البرنامج أن حياة زوجها مرهونة بالعمل الوطني الأحوازي الذي قد يعني استشهاده قريباً ، ولكنها أصرت على الاقتران به والتستر عليه وقبول تقديم تضحية النفس في سبيل الوطن الأحوازي ، فلم يرهبها إقدام جلاوزة الفرس على إعدام زوجها أمام أنظارها الكريمة ، ولا اهتز لها طرف عندما عانت آلام المخاض والولادة في داخل السجن وتحت سياط التعذيب، فالأحواز هو المستقبل بالنسبة للشهيد القائد على ألمطوري ، المسئول العسكري عن كتائب الشهيد محي الدين آل ناصر (كما قال البرنامج) ، الأحواز المتحرر والمستقل هو الأمل عند أخوة وأخوات الشهيد علي ألمطوري .

أما المناضل القيادي الثاني الذي أظهره البرنامج فقد كان سعيد عودة الصاكي الذي أعلن بكل أصالة وشموخ أنه بدأ العمل الكفاحي والعنف المسلح منذ العام 1993 وأوقع بالعدو الفارسي الضربات الموجعة ، وهو يذكرنا بالجريمة البشعة التي أقدم عليها النظام السوري بتسليمه إلى إيران رغم انه كان يتمتع بحقوق اللجوء السياسي في سوريا وكان على وشك الرحيل إلى النرويج بعد أن منحته مفوضية شؤون اللاجئين في دمشق ، بعد أن أدركت أن حياته معرضة للخطر، ولكن كان للأجهزة المخابراتية السورية الرأي الأخير لتسليم هذا المناضل في العام 2006 .

أن المناضل سعيد الصاكي هو رمزٌ وقدوة لكل وطني أحوازي غيور ، فقد كان مثال التفاؤل ومثال المناضل الذي يعشق الأحواز وطناً ويتمثل شعبه في كل لحظة من لحظات حياته اليومية ، إذ تخرّج على يديه عشرات المناضلين الصلبين ممن ارتادوا طريق المناضل (أبو فاروق) سعيد عودة الصاكي وانتهجوا طريقه الكفاحي شاعرين أن قدوتهم هو مثلهم الأعلى .

إن هذا الشريط يأتي في الوقت المناسب تماماً ، بل يعتبر هدية للمقاومة الوطنية، إذ أن حركتنا الوطنية الأحوازية طالما أعلنت عن تفاصيل فعلها النضالي ضد المجرمين الفرس ، ولكن وكالات الأنباء والأجهزة الفضائية كانت تبتعد عن تداول هذه المعلومات والحقائق التي غالباً ما كانت تأتي مقرونة بالصور المادية المبرهنة ، واعتراف هذا البرنامج ـ ومن يقف ورائه ـ على الأعمال النوعية لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز وكتائبها المقاتلة، وتحذير الجماهير الأحوازية من مغبة تقليدهم وأمرهم بضرورة الإخبار عن كل من يترسم طريقهم الكفاحي، ينبئ بشكل لا لبس فيه عن الدرجة الكفاحية التي وصل إليها نضال شعبنا ، إذ كانت حركة النضال تعلن عن تلك العمليات النوعية في إعلامها، رغم تجاهل الفضائيات ووكالات الأخبار عنها، كونها تخضع ، أرادت أو لم ترد ، للتعتيم الفارسي الصفوي ، إذ جاء على لسان الجنرال المجرم المدعو محسن مختاري ـ قائد الشرطة الإيرانية / القسم الدولي ـ الذي ظهر في الشريط غاضباً متألماً ماسكاً على جرحه النازف جرّاء استمرار عمليات حركة النضال ضد قواته دون هوادة . . . إذ جاء على لسانه : (بأن العمليات كانت متواصلة من حركة النضال وبأوامر مباشرة من حبيب جبر المقيم في الدانمارك وخصوصا تلك العمليات التي جرت في الأعوام 2008 و 2009) ، حيث أشار ـ أي المجرم مختاري ـ لعمليات المقاومة التي أبداها مناضلو حركة النضال واستغرقت متواصلة لأكثر من 3 أيام في منطقة الشعيبية ، هذه المنطقة الباسلة التي أحاطتها أزلام وجندرمة الحرس الثوري المسعورة، فكانت الأجهزة الإعلامية الإيرانية تصوّر الأمور على أنها هادئة في هذه المنطقة وتحظى بالتأييد الشعبي لقراراتها ، فما تمخض عنها كشف الزيف الفارسي الذي جاء على لسان المجرم الجنرال محسن بختياري ، فهذا الأسلوب هو ديدنهم سابقاً وراهناً وبالتأكيد سيبقى أيضا لاحقاً.

ورغم أن هذا البرنامج قد تخلله العديد من التناقضات بحكم مهمته الدعائية ، إلا أنه يبرهن بشكل ملموس على الألم الذي تشكو منه السلطة الفارسية التي لم تستطع في هذه المرة من لصق تهمة (العمالة) لواشنطن ولندن وإسرائيل بفعاليات هذه الأطراف الوطنية الأحوازية ، فلم تجد ضعفاً لدى شعبنا ومناضليه كي (يعترفوا) بأنهم يتلقون المساعدة من أي طرف أجنبي ، لأنهم يناضلون في سبيل الوطن الأحوازي العربي وبالاعتماد على النفس ولأن هؤلاء : واشنطن ولندن وتل أبيب ، معادون للعرب كليا وبالقطع، وهم يلتقون في تضادهم للعرب والأحوازيين . . . يلتقون مع الفرس في فعلهم الإجرامي .

إن كل ذلك يدلل على أن حركة شعبنا المقاومة ماضية في طريقها الوحيد ضد الاحتلال الفارسي الذي لن تنفعه لا حاضرا ولا مستقبلا عمليات الاستيطان والقمع وتنشيف الأنهار ومطاردة المكافحين وإعدام طلائع أبناء شعبنا، فتلك أحلام  عسيرة التحقيق كون شعبنا امتلك إرادته الوطنية الحازمة ، عارفاً بمشقات الطريق التحرري لوطن ينشد الاستقلال وشعب يكافح من أجل تحقيق السيادة .
المكتب الإعلامي للمنظمة الوطنية لتحرير الأحواز (حزم)
15/03/2010

شاهد الشريط :