الخميس، 18 فبراير 2010

أخي الشهيد محمود المبحوح


هند الهاروني-تونس
ما شاء الله، أخي الشهيد استشهدت و أنت مبتسم و مستبشر لقد استمسكت بالعروة الوثقى : أرضيت ربك و قهرت الطاغوت...
بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد صادق الوعد الأمين
تونس في 4 ربيع الأول 1431-18 فيفري 2010
قال الله تعالى في سورة البقرة- الآية رقم 256 : "لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيم" ٌ . صدق الله مولانا العظيم .
و قال الله عز وجل في سورة لقمان- الآية رقم 22 : "وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُور" .صدق الله مولانا العظيمِ .
كما يقول الله سبحانه و تعالى في سورة النحل-الآية رقم 36 :" وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ". صدق الله مولانا العظيم.

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر
قال تعالى في سورة البقرة- الآيات رقم 155 و 156 و 157:" وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ (156) ُ أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157) ". صدق الله مولانا العظيم
قال الله تعالى  في سورة آل عمران-الآية رقم 169 : " وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ "
  . صدق الله مولانا العظيم قاهر الجبارين-لا محالة- و ناصر المستضعفين". صدق الله مولانا العظيم
 أخي الشهيد محمود المبحوح "أبو العبد"، اليوم الخميس  4 ربيع الأول 1431 – 18 فيفري 2010  و من  أمام قبر أمي السيدة رحمها الله، قرأت لك الفاتحة و ترحمت على روحك الطاهرة و دعوته جل جلاله أن يرزقك الجنة و جميع شهداء أمتنا المسلمة بدأ بفلسطين و غزة و دعوته أن يظهر حقك كله و أن يقهر الصهاينة لما تجرؤا عليه من جريمة اغتيالك "صعقا بالكهرباء"  و هذا يدل بالدليل القاطع على عجزهم  في محاربتك نظرا لقوتك و رباطة جأشك و صدق إيمانك و إخلاصك، كما توسلت إليه عز و جل أن ينصر أيضا إخواننا المقاومين في غزة و هم الذين ضربوا أمثلة رائعة في الدفاع عن أنفسهم و عن أهاليهم و عن أرض فلسطين و عن الأسرى و عن المسجد الأقصى الشريف و القدس و عن كرامة الأمة و هم تحت وطأة عدو يستفرد بهم  يحاصرهم و يلاحقهم في كل مكان و هو يصول و يجول في العالم،  طبيعته الاستيطان و الاغتيال و التهويد و التدليس و تغيير الحقائق و الكذب على الخلق و هو الذي بلغ هذه الدرجة من الإجرام و الإبادات البشرية و إهدار الكرامة الإنسانية بالعمل على عامل "ربح الوقت" لمختطاته  التي يستبيح فيها كل شئ ، حرمة العباد و البلاد و الهويات البشرية و المتاجرة في الأعضاء البدنية للخلق  ووووووو و استباحة المس من حرمة العباد و البلاد أينما شاءوا ، عاملا في الوقت نفسه على تلهية الآخرين بما لا يفيدهم و بما يلهيهم عن المقاومة و عن مقاومة ظلمه لهم و سلبه لممتلكاتهم المقدسة بالدرجة الأولى و هي ممتلكات المسلمين أينما كانوا .
اللهم ارحم أخينا الشهيد البطل محمود المبحوح "أبو العبد" و ادخله في أعلى جنات النعيم و انزل الصبر و السلوان على عائلة الشهيد المؤمنين بك و المتوكلين عليك فأنت عز جاهك قاهر الظالمين المعتدين أعداء تحرير فلسطين من قبضة الصهاينة المتغطرسين جعل الله كيدهم في نحورهم ولا يضيع عند الله حق شهيد شريف مقاوم عن أرض فلسطين المباركة، أرض إسراء و معراج خاتم الأنبياء و المرسلين سيدنا و عزتنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه و سلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.
لا مجال للاستغراب، فمن أقدم على محرقة في غزة ب"شبه" مطر فسفوري حارق ليبيد قوما على مرأى من الكون بأسره، ثم أليس التقتيل و الاغتيال من فنون الصهاينة و هم الذين جعلوا لهم سجلا حافلا بالاغتيالات للإخوة الفلسطينيين داخل أرض فلسطين و خارجها ، يستبيحون حرمات الدول و يقترفون جرائم قتل على أراضيها و لا رادع لهم بل لهم حتى من يحاول "تجميل صورتهم" على أنهم يريدون السلام ... أي سلام  يطلبه محتل لأراضي غيره و مستبيح لمواطنيها و مبيدا لها، يتغاضون حتى عن ذكر كلمة وجود سلاح نووي عند إسرائيل و هو الذي أثبت تدميره للأخضر و اليابس و لم تفرض عليه عقوبات و ها هو تقرير غولد ستون مازال في طي ال ...، المستوطنات متواصلة و غيرها من جرائم الاحتلال التي يعرفها القاصي و الداني و المسلم و غير المسلم .  إن من أرسل ما يشبه الأمطار النارية الفسفورية على قطاع غزة من البديهي جدا أن يستعمل الكهرباء لقتل أخينا الشهيد محمود المبحوح رحمة الله عليه. و بما أن هذا الكيان الغاصب قد تمادى في عدوانه حتى بلغ تجرؤه على "حرق الغزاويين رضّعا، نساء، شيوخا، صغارا و كبارا ..." و لم يقع ردعه من أية جهة دولية كانت،فإنه بلغ درجة علية من الإجرام و الإرهاب الدوليين و على نطاق عالمي وارتكب هذه الجريمة البشعة لمقاوم أراد تحرير أرضه و بلاده فليس للمحتل أن يغتصب حقوق غيره و أكثر من ذلك يدعي الدفاع عن نفسه...
الموساد والصهاينة هم عدو المقاومة، مقاومة الاحتلال مشروعة دينا و دنيا  و قد استباحوا لأنفسهم استعمال جميع السبل اللاأخلاقية و اللانسانية و بالطبع اللاقانونية و التي لا تمت جميعها للحضارة الإنسانية أو الحداثة أو الديمقراطية بصلة : تفننهم في الاحتلال بشتى الطرق المرفوضة جملة و تفصيلا ... فحاصروا و خربوا و دمروا و لكنهم بفضل الله و المقاومة في غزة انهزموا و خرجوا منها صاغرين أمام إرادة الغزاويين الشرفاء و ها أن جريمتهم لم تمض هباء فقد وقع تصويرها و لله الحمد.
الصهاينة حاصروا غزة و هاجموها هجوما انتقاميا مكثفا دام 22 يوما في محرقة أرادوا أن يعطوها شكل فيلم خيالي به سحر " فجعلوا المحرقة على شكل أمطار نارية" ، فمن يدافع عن نفسه أمام قوة غاشمة متوحشة هو الصادق الذي تجب نصرته فالضحية ظاهرة و المعتدي ظاهر و ها هو مع ذلك كله عدو  يصول و يجول في بلدان عربية يقتفى خطى الرجال و جعل مكان جريمته هذه المرة دولة الإمارات العربية.
ثم إنه من المفروض أن شخصيات مهمة جدا بحجم أخينا "أبي العبد" المفروض أن توفر لها حراسة أمنية في غاية الدقة خصوصا عندما تكون خارج مكانها أي قطاع غزة.
و قد اختار الصهاينة أن تكون الجريمة في هذا البلد دون تفجير نزل  أو مبنى لآخر بل بملاحقة هدفهم بتلك الطريقة ، دخلوا للمكان الذي به الشخص "المبرمج على القائمة لاغتياله" بتلك الصورة المصورة و عملهم هذا لا يغطي جريمة استهدافهم للأخ الشهيد "أبي العبد" ولحرمة البلاد التي نفذوا على أرضها و استباحوا لأنفسهم قتل من يريدون و في المكان الذي يريدون.
و لما لا تكون وراء تعطيل عملية تبادل الأسرى بين حماس  و الإسرائيليين من قبل الإسرائيليين أنفسهم  في ظل المحادثات القائمة عبر الوسيط الألماني ما مفاده بان هنالك تحضير خطر ما  و ها هو التعطيل لهذه الصفقة قد أنتج على الأرجح هذه النتيجة (عامل الوقت). و لا ننسى أيضا كيف أن ليبرمان قد هدد بقتل قيادات حماس من قبل .
ليس مبررا أن يقتل الصهاينة الأخ الشهيد "أبو العبد" و يجعلون من ذلك تعلة أنهم يفعلون ذلك لما "أحست" عائلة الجندي شاليط الذي مازال أسيرا عند حماس من حزن ... ببساطة لأنهم محتلون و معتدون و يحتجزون معدل 10.000 سجين فلسطيني في معتقلاتهم.
و ها أن قصة "تزوير أو صحة جوازات السفر التي استعملها المجرمون" تجعل الدول التي وجه إليها السؤال معنية و سنرى النتائج لذلك وقد تسبب ذلك في شعور غير المسلمين بإمكانية استغلال هوياتهم في جرائم من هذا النوع و في بريطانيا التي كادت توقف ليفني بسبب جريمة الحرب على غزة.
و المؤلم حقا هو تورط الفلسطينيين في الاغتيال و كيف أنهم تحكموا في نظام سير نزل بأكمله و بالتعاون مع الصهاينة.
نحن متعطشون لرؤية تسجيل الواقعة كاملا. و لو كان "و كلمة لو من الشيطان أعوذ بالله منه" في الغرفة 237 المواجهة لغرفة الأخ الشهيد محمود المبحوح رقم 230 و في الطابق كاملا رجال الأمن و الحراسة لاستعصى الأمر أكثر على المجرمين للقيام بجريمتهم و لكن واضح أيضا طبيعة الاحتراف الكبير لدى المجرمين.
سبحان الله أصبحنا نرى الجريمة كأنها فيلما مصورا نتعاطف مع الضحية و نتابع جزئيات الجريمة و نتخيل المشهد أمامنا و نتساءل أسئلة كثيرة ، لا حول و لا قوة إلا بالله العليّ العظيم.
ملاحظة أخيرة تتبادر إلى الذهن و هي أن ينتبه المسلمون و غيرهم من البشر أنه ليس كل من يبتسم، يبتسم حقيقة، فالمرأة المشاركة في الجريمة وقع تصويرها و هي تبتسم... حسبنا الله و نعم الوكيل، نعم المولى و نعم النصير.

الجبهة الديمقراطية .... النشأة والتأسيس/الحلقة الأولى


عبد الرحمن حسن غانم

نحتفل في 22 شباط/ فبراير الجاري بانطلاقة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ألـ 41، والتي تأسست في 22/2/1969 كفصيل يساري مستقل سياسيا وفكريا وتنظيميا عن باقي فصائل حركة المقاومة الفلسطينية، وقد كانت نشأتها في ظروف عصيبة حيث تأسست بعد انتكاسات حرب 5 حزيران 1967 ، والتي كان احد أسبابها المشروع القومي العربي الذي تبين قصوره في توفير متطلبات الدفاع والمواجهة الجيدة للامبريالية الصهيونية، وعدم وجود بديل أو تشكيل بديل يستطيع التصدي والوقوف في وجه هذا التحالف وشق طريق فعلي نحو تحرير الأراضي الفلسطينية والحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وتوحيد الشعوب العربية من اجل تطوير مجتمعاتها وتحديثها علميا واقتصاديا.
بعد هزيمة الجيوش العربية في حرب حزيران 1967 ، تبين أن هناك خلل في البرنامج وهناك أزمة عميقة وفجوة داخل الحركة القومية بمختلف تشكيلاتها بشكل عام ، والضرر الذي تبين بعد هذه الأزمة باعتبارها أزمة برنامج وتكوين قيادي ( طبقيا وفكريا وسياسيا ). وقد شكلت معرفه هذه الأزمة والمأزق الذي تم التوصل إليه الأساس لتوجه قطاعات واسعة من المناضلين من مختلف الأحزاب القومية والمنظومة السياسية القومية عموما نحو اليسار، ونحو تبني برنامج وطني بمضمون ديمقراطي ثوري وتحت راية طبقية وفكرية جديدة . فهذه القطاعات لم يكن خيارها حركة فتح التي كانت من موقع الوطنية الفلسطينية ومبادرتها التاريخية لانطلاق الكفاح المسلح، تعتبر النهج العفوي لحركة المقاومة المحكومة بموقع البرجوازية الوطنية وفق إيديولوجيتها، ولم يكن يستهويها اليسار الشيوعي التقليدي الذي عانى وما زال يعاني في مساره التاريخي وفي مسيرته على مدار عمره من جملة مشاكل في فهم واستيعاب خصائص القضية الوطنية الفلسطينية، وفقد زمام المبادرة السياسية، وعن عدم الإمساك بحركة النضال المركزي في اللحظة التاريخية المحددة.
في ظل ذلك وضمن هذا الجو والمناخ انطلقت الجبهة الديمقراطية من مقوله انه لا بد من قيادة طبقية جديدة للثورة الوطنية والقومية تتبنى توجها يسارياً ثورياً جديداً ( الاشتراكية العلمية ) مستقلا لبلورة برنامج يضع حلولا ناجعة للمسالة الوطنية الفلسطينية بمختلف جوانبها مستجيبة بذلك لحاجة موضوعة كانت قائمة في ذلك الحين لان ينطلق مثل هذا المشروع ويشق طريقه كتيار متميز غير مسبوق في إطار الثورة الفلسطينية، جامعاً سلاح السياسة وسياسة السلاح.
جاءت انطلاقة الجبهة الديمقراطية في 2221969 مرتبطة بجوانب هامة منها التحولات اليسارية التي شهدتها مجموع الحركة القومية بمكوناتها الناصريةالبعثيه ....بما فيها حركة القوميين العرب بمختلف فروعها منذ أول الستينيات والصراع الفكري والسياسي الذي احتدم بين مختلف أجنحتها في جميع بلدان المشرق العربي والذي انتهى بانخراط فروعها في تأسيس أطرها الحزبية والنضالية المستقلة في أقطارها بما في ذلك الفرع الفلسطيني الذي كان يعمل منذ 11121967 تحت اسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (ائتلاف بين الجناح اليساري الثوري والجناح القومي التقليدي، جبهة التحرير الفلسطينية لاحقاً الشعبية القيادة العامة، منظمة فلسطين العربية).
كما ارتبطت انطلاقة الجبهة الديمقراطية بالتقرير السياسي الأساسي الصادر عن مؤتمر آب – أغسطس 1968 للجبهة الشعبية حيث يعتبر هذا التقرير الذي قدمه الرفيق نايف حواتمه هو الأساس الذي بنت عليه الجبهة الديمقراطية استقلالها الإيديولوجي والسياسي والتنظيمي، إذ استطاع الجناح اليساري آنذاك أن يحقق انحياز أكثرية المؤتمر إلى جانب موضوعات هذا التقرير.
ومن الجدير بالذكر أن الجبهة الديمقراطية اتخذت لنفسها في بداية تأسيسها أكثر من اسم منها ( الجبهة الشعبية الديمقراطية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية الشعبية لتحرير فلسطين )، تعبيرا عن استمرارية التراث الكفاحي لمناضليها الذين أسهموا في تأسيس الجبهة الشعبية وناضلوا في صفوف الحركة القومية والحركة الوطنية الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة والأردن وفي أماكن اللجوء والشتات، واستمرت الجبهة تعمل تحت هذا الاسم إلى العام 1975 فأقرت اللجنة المركزية الثانية البرنامج السياسي الجديد للجبهة الديمقراطية تعبيرا عن التحولات البرنامجية الطبقية والإيديولوجية التي وصلت إليها حيث تجمع ما بين الفكر اليساري الديمقراطي وخصوصية القضية والحقوق والوطنية الفلسطينية في مرحلة التحرر الوطني، التي تستوجب التقاء جميع الطبقات والألوان السياسية في ائتلاف وطني عريض محكوم ببرنامج القواسم المشتركة.
وفي إطار ذلك فقد انضم لها وقت التأسيس كثير من القطاعات من اتجاهات مختلفة لا تنتمي لتنظيم معين بل، وجدت أن الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين تعبر عن موقفها وأهدافها وقد انضمت لها بعد تأسيسها منظمتان يساريتان هما (عصبة اليسار الثوري الفلسطيني والمنظمة الشعبية لتحرير فلسطين) ولاحقا في عام 1972 أقسام من الجبهة الشعبية الثورية.
ومنذ النشأة كانت الجبهة تسعى إلى الوحدة داخل البيت الفلسطيني حيث أنها كانت تنادي بوحدة الصف الفلسطيني وتوحيد الموقف حول القضية الفلسطينية والحقوق الوطنية والعمل على المصالحة ولعب دور فاعل في عودة الفرقاء على مدار أكثر من أربع عقود للجلوس على مائدة واحدة وحل الخلافات بالحوار والطرق البديلة.
هكذا هي الجبهة الديمقراطية التي عرفناها دوما فهي الرائدة دوما رغم كل الصعاب والممارسات التي تواجهها فرغم ذلك فهي لديها برنامج واضح وهادف وأيضا كادرا قادر على تحمل المسئولية وحمل القضية حتى التحرير وإقامة الدولة وعاصمتها القدس المحتلة.

عضو القيادة لمركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.

طموحات السّيد المالكي الخطرة


افتتاحية النيويورك تايمز
لحلّ نزاع بمجلس إقليم تكريت هذا الأسبوع، رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عمل الذي يعمله أيّ مستبد حيث أرسل الجيش إلى الإقليم. إنّ المشكلة أن السّيد المالكي لا يفترض أن يكون مستبدًا. والولايات المتّحدة لم تدرّب جيش العراق لاستخدامه للإجبار السياسي.
هذا فقط آخر مثال لمفاسد السّيد المالكي الذي مصمّم على أن يعمل أيّ شيء للفوز مجددًا في الانتخابات التي ستجرى الشهر القادم. إذا استمر هو وحكومته بقيادة شيعية هذا الطريق، فالصوت لن يرى كشرعية ومجموعات معارضة لربّما تعود إلى العنف. تلك ستكون كارثة للعراقيين والولايات المتّحدة التي يفترض بأن تكون في الطريق للخروج من العراق.
بدأ نزاع تكريت الخريف الماضي عندما صوّت مجلس الإقليم المنتخب حديثًا لطرد حاكم الإقليم «مطشر حسين عليوي بتهمة الإهمال. السّيد عليوي رفض التنازل وأقيل أخيرًا من المكتب.
كان السيد المالكي متلهّفًا ليغدق الإحسان بحزب السّيد عليوي العراقي الإسلامي، الذي يتضمّن الناطق باسم البرلمان والزعماء السنّة البارزين الآخرين، فطلب السّيد المالكي من الجيش احتلال مقر مجلس الإقليم لأسبوعين لمنع جلوس الحاكم الجديد.
أدّت المحادثات إلى تعيين حاكم بالوكالة، لكن السّيد المالكي ما زال يحاول التأثير على اختيار حاكم دائم. هذا الإسبوع، هو أعاد القوّات. ابتداء من الجمعة، هم ما زالوا هناك.
في هذه الأثناء وفي محافظة ديالى، قوات حكومية اعتقلت مرشّحا من أحد الكتل الرئيسية تتحدّى تحالف السّيد المالكي. التوقيف جاء بعد أيام فقط المرشّح شارك في نقاش انتقد فيه قوّات الأمن.
والسّيد المالكي يواصل الدفاع عن جهود حكومته لحرمان مئات المرشّحين السنّة من الحقوق بشكل رئيسي بسبب الروابط المزعومة لهم بحزب البعث لصدام حسين.
نحن شعرنا بالارتياح عندما أعلنت محكمة استئناف عراقية أنها قلبت المنع وسيراجع استحقاقات كل المرشّحين. المحكمة ثمّ صرفت عن ذلك بعد بضعة أيام فقط من تلك المراجعة، وهي الآن تظهر بأنّ أقل من ربع واحد فقط من المرشّحين الممنوعين الـ500 سيسمح لهم بالمشاركة في الانتخابات.
نحن أبدًا لم نعارض حقّ الحكومة في تدقيق المرشّحين. لكن العملية كانت بليدة بصورة مريبة. هذه لعبة خطرة جدا. السّيد المالكي عنده مسؤولية لوضع مصالح بلاده فوق طموحه السياسي الخاص. إذا كان هو لا يفهم ذلك، فعلى واشنطن أن تُفهمه وتُذكّره بالأمر

ما المصلحة الايرانية من تأزيم الوضع السياسي العراقي؟


الكاتب: شامل عبد القادر
هل ايران وحدها مشغولة بانتخابات العراق المقبلة دون تركيا وسوريا والكويت والسعودية؟ لا بالتأكيد. جميع دول الجوار وغير الجوار يراقبون الوضع العراقي قبل الانتخابات وما ستتمخض عنه الانتخابات الحاسمة لمستقبل العراق السياسي والاقتصادي!
ليست ايران او النظام الايراني بتحديد ادق مشغول وحده بالاستعدادات الجارية في العراق لخوض الانتخابات برغم ان الوضع العراقي يهم ايران بالدرجة الاولى، اذ ليس من المعقول ان تضيع الجهود الايرانية والاموال الايرانية والدبلوماسية الايرانية هباءا منثورا في الانتخابات العراقية المقبلة ومعها يتطاير رجال ايران في العراق كالاوراق تجرفها ريح قوية!
ايران معنية تمامًا بالوضع العراقي ومهتمة جدًا بترتيب الاوراق الانتخابية وتتلمس الطريق نحو الهدف المنشود!
الامور في العراق بدت الآن وبعد كوميديا الاجتثاث وقوائم المجتثين لعبة غير متقنة من جانب الكتل التي تخشى من الهزيمة الساحقة في جنوب العراق وليس في العراق كله!
تردد ان استفتاءً سرياً اجرته احدى دول الجوار المعنية بالطاقم السياسي المستقبلي الحاكم للعراق حول احتمالات الفوز والخسارة أو التراجع المخزي لأي القوائم المترشحة، فاتضح لهذه الدولة ان الكتلة الوطنية العراقية هي المرشح القوي للفوز باصوات العراقيين (وارجو ان لايفهم من كلامي هذا دعاية انتخابية لهذه الكتلة!) وان خسارة كبيرة وشيكة ستلحق حلفاء هذه الدولة اذا لم تتخذ خطوات من شأنها ايقاف الكتلة الوطنية عند حدها!
ويقال ايضًا ان هذه الدولة هي التي اوحت للاطراف الساندة في العراق بطرح فكرة الاجتثاث واستبعاد بعض الاسماء القوية وذات الثقل في الشارع السياسي لمصلحة حلفائها والله اعلم!
ايران اليوم وبمناسبة الذكرى السنوية لثورتها تشهد شوارعها ومدنها اضطرابات كبيرة لا تخلو من مخاطر جمة على مستقبل النظام السياسي، ولكن مع كل هذه الفوضى السياسية في الشارع الايراني تبدو اصابع خفية تحرك ما هو ضد النظام وبلا شك فإن التهديدات الامريكية الاخيرة لايران بعد قرار نجاد بتخصيب اليورانيوم تبدو الاذرع المتشابكة على وشك التكسر والتبدد!
من حقائق الامور في بلادنا ان العراق يشهد اليوم صراعًا قويًا وخفيًا ومستترًا مرة وعلنيًا في مرات كثيرة بين امريكا وايران، وتبقى الرقاب العراقية هي التي تدفع الثمن من اعصابها ودمائها ومستقبلها!
ان ما جرى قبل ايام بخصوص نتائج قرارات المساءلة والعدالة او الاجتثاث وما افصحت عنه صراعات الحزب الحاكم والكتل المترشحة للانتخابات وما تولد من ردود افعال سلبية عن زيارة بايدن وتدخلاته كانت انعكاسًا للملف الايراني - الامريكي!
لا اعرف لماذا لا تتدخل تركيا بهذه الدرجة الخطيرة في اوضاع العراق؟! ولا اعرف حتى الان ما المصلحة الايرانية من تأزيم الوضع السياسي العراقي؟ هل هذا اتهام ام تسويق لحقيقة؟! لا اعرف بالمرة.
اتمنى ان تمر انتخابات العراق بسلام وان تخرس الاصوات التي تطالب بإشعال فتيل الفتنة وان يحترم الجميع القضاء والقضاة، فلا خير بأمة تهدد رقاب قضاتها السكاكين والمدي بالذبح والنحر والقتل والحز!

المدافعون عن حقوق الإنسان تحت المراقبة اللصيقة


حــرية و إنـصاف
منظمة حقوقية مستقلة

تونس في 04 ربيع الأول 1431 الموافق ل 18 فيفري 2010
المدافعون عن حقوق الإنسان تحت المراقبة اللصيقة
تواصل قوات البوليس السياسي سياسة التضييق على تحركات الناشطين الحقوقيين وتمنعهم من التنقل والالتقاء وتخضعهم للمراقبة اللصيقة ومحاصرة المنزل، فقد تعرض الخبير الدولي في حقوق الانسان السيد خميس الشماري والصحفي لطفي الحجي مراسل قناة الجزيرة بتونس والأستاذ العياشي الهمامي نهار اليوم الخميس 18 فيفري 2010 للمحاصرة من قبل عدد كبير من أعوان البوليس السياسي وعند تفرقهم تابعت كل واحد منهم مجموعة من الأعوان، وقد ذكر السيد لطفي الحجي أن المجموعة التي تكفلت بمراقبته اللصيقة واصلت متابعته حتى دخوله الطريق السريع الرابط بين تونس وبنزرت.
علما بأن عددا من الناشطين الحقوقيين يتعرضون هذه الأيام لمراقبة لصيقة من قبل أعوان البوليس السياسي نذكر من بينهم الأساتذة سناء بن عاشور وعبد الرؤوف العيادي ومحمد عبو والسيد عمر القرايدي عضو المكتب التنفيذي لمنظمة حرية وإنصاف.
وحرية وإنصاف:
1)    تدين بشدة المضايقات التي يتعرض لها المدافعون عن حقوق الإنسان والإعلاميون في تونس وتدعو السلطة إلى وضع حد لهذه السياسة وضرورة توخي سبيل الحوار واحترام النشاط الحقوقي والإعلامي والتقيد بنصوص المعاهدات التي صادقت عليها تونس.
2)    تطالب برفع الحصار المضروب على بعض مقرات المنظمات والجمعيات الحقوقية ومنازل الناشطين الحقوقيين والإعلاميين ووقف الرقابة اللصيقة المفروضة عليهم واحترام الرأي المخالف حتى يساهم الجميع في بناء تونس.     
عن المكتب التنفيذي للمنظمة
الرئيس
الأستاذ محمد النوري

المحامون الشبان على أبواب مؤتمره ثلاث قائمات في السباق...وكل الاحتمالات واردة


تتواصل الاستعدادات حثيثة في قطاع المحامين الشبان للمؤتمر القادم لجمعيتهم، وقد كثرت التحالفات والتفاهمات، وحمى الجو الانتخابي، التي احتلت الحيز الأكبر والاهم من الخطاب الحقوقي الشاب، خاصة وأن عديد الأطراف تعوّل على العودة بقوة إلى قيادة الجمعية، التي أمضت الفترة الماضية بقيادة تُحسب على الحزب الحاكم.
قائمات وتحالفات
برزت إلى حد الآن على الساحة، ثلاث قائمات، مع تواتر أحاديث كثيرة عن احتمال تأسيس قائمة رابعة تستعد لدخول السباق. وقد توضّحت إلى حد الآن القائمات الثلاث:
1-قائمة تضم القوميين والبعثيين واليسار
2-القائمة التجمعية
3-قائمة الإسلاميين
وتبدو حظوظ القائمة الأولى هي الأكبر، وذلك لما تتمتع به بعض عناصرها من إشعاع قوي على الساحة، مثل خالد عواينية، واسيا الحاج سالم، وكريم قطيب وجمال مارس وعادل المسعودي وشوقي الحلفاوي ووليد سلامة....وغيرهم من الأسماء التي عُرفت بنضاليتها وببرامجها الساعية لخدمة القطاع وسعيها إلى استقلالية الجمعية.
أما القائمة الثانية، والتي يبدو أنها تحظى أيضا بثقل انتخابي ودعم قوي من خلية المحامين التجمعيين، إضافة إلى أنها تتولى ألان تسيير الجمعية، وما يمثله ذلك من أسبقية على القائمات الأخرى.
أما قائمة الإسلاميين، فإنها لا تقل حظوظا عن السابقتين، نظرا لضبابية تحالفاتها، وعدم وضوح حجمها الحقيقي، مع عديد التسريبات التي تتحدث عن تحالف غير مكشوف لهذه القائمة مع عناصر نافذة الجمعية وفي العمادة على حد سواء.
وفي انتظار توضّح الرؤية، واقتراب موعد المؤتمر، تبقى كل الاحتمالات واردة، ويبقى الهاجس الانتخابي هو الاكبر، نظرا لما يحظى به هذا القطاع من اهمية، ونظرا أيضا الى أن المؤتمر بمثابة بروفة أولية لمؤتمر العمادة في مفتتح السنة القادمة، وبالتالي فهو اختبار حقيقي للقوى التي تتنافس على قيادة القطاع.
محمد بوعود

زكية الضيفاوي :بيان إلى الرأي العام


تونس في 18 – 2- 2010
تواصل السلطات التونسية محاولاتها تأبيد قرار طردي من العمل والذي جاء بشكل تعسفي عقابا لي على نشاطي الحقوقي والصحفي ـ مراسلة لجريدة"مواطنون" منذ صدورها في جانفي 2007 ـ حيث صدر ضدي حكم قضائي بالسجن لمدة أربعة أشهر ونصف سجنا نافذا بتهم كيدية ملفقة على خلفية تغطيتي لمسيرة نسويه سلمية نظمت بمدينة الرديّف يوم 27/ 07/ 2008 للمطالبة بإطلاق سراح مساجين الحوض ألمنجمي.
هذا الحكم الجائر استغلته وزارة التربية والتكوين آنذاك لتصدر في شأني قرار شطب من وظيفتي كمدرسة للتعليم الثانوي دون حتى إحالتي على مجلس التربية، كما ينصص على ذلك قانون الوظيفة العمومية ، ولما حاولت التظلم والسعي إلى نقض هذا القرار لدى المحكمة الإدارية فوجئت وهيئة الدفاع بسعي الجهات والسلطات المعنية إلى منعي من حقي في التقاضي، فالمحكمة الإدارية تطالبني بمدها، وفي آجال محدودة، بنسخة من القرار القضائي الصادر في حقي عن محكمة الاستئناف بقفصه وهذه الأخيرة تماطل في تمكيني من ذلك مند يوم 21 جانفي المنصرم ـ تاريخ تقدم الأستاذ حسين التباسي ،المحامي، بطلب رسمي في الغرض إلى تاريخ صدور هذا البيان ـ وذلك في محاولة إستباقية منها لإضعاف موقفي وتجريدي من أبسط حقوقي وهوالحصول على مؤيدات التظلم لدى المحكمة الإدارية .
ولذلك أتوجه بهذا النداء إلى الرأي العام الداخلي والخارجي معبرة عن:
ـ استنكاري الشديد لسعي محكمة الاستئناف بقفصه لحرماني من الحصول على مؤيدات التقاضي لدى المحكمة الإدارية وبالتالي تبديد أملي حتى في التظلم وإمكانية استرداد حقي في الشغل.
ـ تجديد التنديد بقرار طردي من العمل وتجويعي وحاكمتي وسوء المعاملة الذي تعرضت إليه في السجن ولدى مخافر الإيقاف على خلفية نشاطي الصحفي والحقوقي ولا سيما مساندتي لضحايا الحوض المنجمي.
ـ مطالبتي برفع المعاناة المسلطة عليّ باستعادة حقي في الشغل المكفول دستوريا ورفع المضايقات الأمنية عني .
ـ مناشدتي كل الضمائر الحرة مؤازرتي في خوض أي تحرك نضالي قد أضطر إلى خوضه من أجل استرداد حقي في الشغل وبالتالي في حياة كريمة.
* زكية الضيفاوي
صحفية وأستاذة تعليم ثانوي مطرودة من العمل منذ شهرسبتمبر2008 على خلفية مساندة أهالي الحوض المنجمي.