الثلاثاء، 13 أكتوبر 2009

جاسوس امريكي يكشف ان امريكا خططت لنشر الفوضى والخراب في العراق

إبراهيم الزبيدي

بالرغم من أنني أحمل الجنسية الأمريكية، إلا أنني لم أنل أي قسط من العناية التي أولتها إدارة رئيسي جورج بوش لحلفائها المأجورين أو المتطوعين، من العراقيين والهنود والإيطاليين والمكسيكيين والبلغار والبولنديين.

فلم تنعم علي، كما أنعمت على غيري، بمكرمة الصعود على واحدة من الدبابات الأمريكية التي دفعت أنا بعضا من ثمنها من عرق جبيني، وأنا العائد إلى الوطن الأم للالتحاق بـ (مجلس إعادة إعمار العراق) الذي أنشأه عماد ضياء، بالتفاهم مع وزارة الدفاع الأمريكية، ومن خلال شركة أمريكية مستقلة اسمها SAIC.

كنت واحدا من مئة وستين من الخبراء العراقيين المغتربين العائدين، مؤقتا، ليضعوا خبراتهم في خدمة أهلهم، ومساعدتهم على طي صفحات الخراب التي خلفها النظام السابق، وإعادة تأهيل الدولة على أسس عصرية حديثة، وعدنا الأمريكيون بمعاونتنا على إنشائها، وجعلها منارة تشع على المنطقة سلاما ومودة ومنافع.

والحق يقال إن بعض زملائنا في المجلس تمكنوا من فعل الكثير في الوزارات والمؤسسات والجامعات والمحافظات، وأعادوا تأهيلها وتشغيلها، لكن بعضهم الآخر لم يقصر أبدا في في انتهاز الفرص والانخراط في التهريب والاختلاس.

اللجنة الإعلامية التابعة للمجلس وحدها كانت معطلة، ولم تستطع أن تفعل شيئا، لأن الأمريكان وضعوا أيديهم على ممتلكات وزارة الإعلام المنحلة، وأداروا الإذاعة والتلفزيون والصحيفة الصباح إدارة مباشرة. ثم منحوا، في أوائل عام 2004، إدارة الإذاعة والتلفزيون وجريدة الصباح لشركة أمريكية تدعى هاريس كربوريشن (HARRIS CORPORATION)، ووضعوا تحت تصرفها ستين مليون دولار، كدفعة أولى. ولأنها أمريكية لا خبرة لها بالعراق والعراقيين، فقد تعاقد مدير شؤون الشرق الأوسط في المؤسسة المذكورة، اللبناني جوزيف مع (إل بي سي) اللبنانية لتديرها، باعتبار أن العراق لا يملك خبرات إعلامية في هذا المجال، حسب القناعة التي شكلها اللبنانيون لدى الأمريكان.

في الحادي عشر من مايو/أيار 2003 م، هبطت بي في مطار بغداد طائرة أردنية، بعد غياب تسعة وعشرين عاما بالكمال والتمام، قادما من عمان، أنا وزوجتي، وحيدين. لم يستقبلنا أحد، ونقلتنا من المطار ناقلة أفراد تملكها الخطوط الجوية العراقية إلى فندق من الدرجة العاشرة في منطقة المسبح، على ما أتذكر، نصحني به وسبقني إليه فخري كريم. لم يعجبنا، فخرجنا منه في اليوم التالي إلى فندق بابل في الجادرية.

بعدها انتقلت للإقامة في شقة مستأجرة في شارع حيفا، كان يجاورني فيها الصديقان عالم النفس الشهير الدكتور قاسم حسين صالح والفنان الراحل الدكتور خالد إبراهيم، إلى أن خرجت من العراق في تشرين الأول/أكتوبر عام 2004.

ولأنني كنت عاطلا عن العمل في اللجنة الإعلامية التابعة لمجلس إعادة الإعمار، مع زملائي إبراهيم أحمد ومحمد عبد الجبار الشبوط وسامي العسكري وصادق الصايغ، فقد اختارني الصديق سمير الصميدعي عضو مجلس الحكم ورئيس لجنته الإعلامية سكرتيرا لتك اللجنة التي كانت تتألف من سبعة من أعضاء المجلس المذكور، يحضر نيابة عنهم، في الغالب، مندوبون من المقربين جدا والموثوق بولائهم. ثم عملت بعد ذلك عضوا في الهيئة العليا للإعلام التي أنشأها أياد علاوي في أول أيامه في رئاسة الوزراء المؤقتة، وخرجت في تشرين الثاني/نوفمبر 2004 عائدا إلى المنفى الاختياري من جديد.

تلك هي الأشهر الحاسمة الساخنة من عمر العراق والمنطقة كلها، وربما العالم. فقد شهدت فيها ما لم يره كثيرون، سواء من داخل القصر الجمهوري، (كان المكتب الذي نعمل فيها يجاور مكتب بول بريمر)، أو من داخل مبنى مجلس الحكم، حيث كانت تتشكل صورة العراق الذي أسسه بريمر، والذي يصر أصحابه الجدد على وصفه بأنه (جديد) وما هو بجديد.

ومنذ التاسع من نيسان عكف كثيرون من الكتاب العراقيين والعرب والأجانب، وبالأخص الأمريكيين، على الكتابة عن تلك الأيام، وإطلاق العديد من الحقائق، مع كثير أيضا من الأكاذيب والإشاعات والادعاءات الفارغة، كل حسب هواه ومصالحه، أو هوى الجهة التي تقف وراءه ومصالحها. ولكن الجميع جهلوا أو تجاهلوا وقائع مهمة ليس من السهل تجاهلها ودفنها بأي تراب. منها أن غارنر هو المؤسس الأول لذلك الخراب الذي عمَّ العراق كله، حتى من قبل سقوط الصنم في ساحة الفردوس، وأن بريمر كان مجرد متابع مخلص لما بدأه سلفه، غباء منهما أو دهاء، لا أدري.

فقد أقحم غارنر نفسه ودولته في صراعات الساسة العراقيين وحساباتهم ومصالحهم. وكان عليه ان ينأى عنها وعنهم، ويقف على مسافة واحدة من الجميع، ليظل مالكا لقوة المحايد العادل، إلى أن تنجلي حقائق المواقف كلها دون حرائق لا مبرر لها. كما أن قراره، وهو في الكويت، بحل وزارة الإعلام وإلغاء الإذاعة والتلفزيون، والبدء بتأسيس إعلام جديد يقوده هواة عراقيون لم يمارسوا العمل الإعلامي من قبل، كان الخطأ الأكبر. فالإذاعة والتلفزيون كانتا، في جميع الزلازل السيساسية والعسكرية العراقية السابقة، هي القوة الثانية بعد الجيش لتسهيل عودة الحياة، بسهولة وسرعة، إلى طبيعتها وهدوئها. والخطأ الآخر الكبير هو قيامه بتلك الزيارة الغبية لكردستان العراق، وتلقيه أول جرعة من المعلومات المغشوشة عن العراق.

ففي تلك الزيارة التي قام بها غارنر يوم 23 نيسان/أبريل 2003، التقى على غداء عمل، بمسعود البرزاني وجلال الطالباني في بلدة دوكان، وأعلن أن "ما نريده هو قيام حكومة جديدة في العراق تمثل كل الشعب العراقي، ستكون نوعاً من الفسيفساء". ناسفا بذلك التصريح حلم الدولة العلمانية القائمة على أساس سلطة القانون والخبرة والكفاءة، لا على أساس الطائفة والقومية والدين، وهي التي أسست للحروب الدامية التي اشتعلت مبكرا ضد الاحتلال وحلفائه، والتي استغلها البعثيون أفضل استغلال، وما زالوا يستغلونها إلى اليوم.

ورد الطالباني مرحباً: "بإمكانك أن تعتبر نفسك في بلدك" مضيفاً: "عد الى كردستان بعد أن تتقاعد وستجد لك بيتاً جميلاً".

ثم جاء بريمر فسار على هدي الخطوات والقرارات الخاطئة السابقة لسلفه غارنر، فأصدر قانون إلغاء الجيش ووزارة الدفاع ووزارة الإعلام، وألقى إلى الشارع بجيوش من العاطلين عن العمل المطاردين بتهم غير واقعية، باعتبارهم أذنابا لصدام حسين، جاعلا منهم، بنصيحة من القادة الأكراد ومن قيادات الأحزاب الموالية لإيران، محاربين أشداء ضد النظام الجديد وأصحابه، فاتحا بذلك نار جهنم على الشعب العراقي والجيش الأمريكي وعلى المنطقة برمتها.

وفي قناعتي التي كونتها من مقاربتي الشديدة لغارنر وبريمر أن واشنطن لم تكن غبية في مخططاتها لعراق ما بعد صدام، ولكن أدواتها التي استخدمتها في العراق، من أول رصاصة انطلقت في فجر التاسع عشر من آذار 2003، كانت أدوات غبية جاهلة فاسدة مملوءة بكبرياء هوجاء وعنجهية حمقاء، فأضرت بمن أرسلها واعتمد عليها. لا أبريء أحدا من أعوان غارنر أو بريمر ومستشاريهما الكثيرين.

ولعل أخطر ما لمسناه لمس اليد أن التنسيق كان مفقودا بين الأجهزة الأمريكية في العراق، إلى حد كبير، وأحيانا لجوء بعضها إلى إفشال عمل البعض الآخر منها. فعصابة الدفاع لا تحب عصابة الخارجية ولا تطيقها، وعصابة الخارجية لا تحترم أعوان السي آي أي ووكلاءها الأمريكيين والعراقيين، على حد سواء. ومن هنا بدأ الخراب. فكل جهاز كان يرى نفسه الأصلح والأفهم والأذكى. لكن النتيجة النهائية كانت خسائر لا مبرر لها من أموال ودماء ومعدات في صفوف الأمريكيين وحلفائهم، ووبالا على العراق والمنطقة.

ولا أصدق أن إدارة بوش الجمهوري، وقلبلها إدارة كلنتون الديمقراطي، وقع اختيارها، عشوائيا، على حلفائها الشطار العراقيين (الستة) الجلبي، علاوي، الحكيم، الجعفري، الطالباني، مسعود، الذين صاروا سبعة بعد أن أصر السيد محمد بحر العلوم الذي كان يرئس ما سمي بالمستقلين العراقيين على أن يضاف إلى قائمة القادة المبشرين بالجنة.

وأمريكا لم تكن تتصرف بغباء أوجهل حين أنفقت سنوات طويلة على وضع خططها السياسية والعسكرية والاقتصادية، وحتى الاجتماعية والثقافية، لعراق ما بعد صدام.. ورفاقنا المعارضون العراقيون أعرف من سواهم بعدد المؤتمرات والحلقات الدراسية والبحوث الميدانية والإحصاءات الدقيقة التي رعتها الأدارات الأمريكية المتعاقبة حول العراق، منذ عام 1990 وحتى سقوط النظام. حتى أن أدق الخصوصيات العراقية كانت موضع تدقيق وتمحيص أمريكي لا يأتيه الباطل من خلفه و من أمامه.

واحدة من تلك الحلقات الدراسية التي حضرتها في واشنطن عام 1998، وحضرها أغلب قادة المعارضة حكام اليوم، كانت مخصصة لدراسة الوضع الاقتصادي والمالي العراقي بعد سقوط النظام. فسعر الدولار كان في تلك الأيام ثلاثة آلاف دينار عراقي. فلو سقط النظام وقامت حكومة جديدة من أصحاب الخبرات العلمية والعملية، وساعدتها أمريكا على إلغاء العقوبات الدولية، وإطفاء الديون والتعويضات، وإطلاق الحركة الاقتصادية على أسس صحيحة، فقد تعاود العجلة الاقتصادية دورتها الطبيعية المعافاة، وقد يعود الدينار العراقي إلى سابق قوته، فيصبح سعر الدولار ألفا أو أقل من الألف من الدنانير العراقية، فما هي الإجراءات المطلوبة لحماية الاقتصاد العراقي من مثل هذه الهزة الهائلة، وكيف يمكن امتصاص الفارق بين سعري الدولار وتاثيرات ذلك على مجمل مستقبل العراق الاقتصادي؟.

وليس لدي من تفسير للفوضى التي حدثت فور سقوط النظام، خلافا لما كانت الإدارت الأمريكية تبشر به وتعد العدة لتأسيسه في العراق، غير واحد من احتمالين، إما أن المخططين الاستراتيجيين الأمريكان أبدلوا الخطط السابقة بأخرى معاكسة، وأوعزوا للمنفذين الميدانيين بخلق تلك الفوضى عن قصد، أو أن الخطط السابقة لم يلحق بها أي تغيير، لكن المنفذين الميدانيين الأمريكيين، مدنيين وعسكريين، لم يكونوا أمناء على تنفيذ تلك المخططات التي كنا نؤمن، نحن المعارضين العراقيين، بأنها تهدف إلى إقامة دولة عراقية حديثة متماسكة آمنة يحكمها أفضل أبنائها وأكثرهم نزاهة ووطنية، لتكون بؤرة ديمقراطية في المنطقة، تسعى أمريكا إلى نشر الديمقراطية فيها، لتحقيق مصالحها الاستراتيجية، والتي تتفق تماما مع تطلعاتنا نحن الديمقراطيين العراقيين.

وفي تقديري أن دخول الضباط الأمريكان، والقلة من حلفائهم البريطانيين والإيطاليين، إلى الوزارات والمؤسسات الأساسية العراقية حكاما حقيقيين، بصفة مستشارين، كان بداية الفوضى ومنبت الخراب. فهؤلاء كانوا جاهلين تماما بالعراق والعراقيين، الأمر الذي جعلهم دمى تحركها جمهرة المساعدين العرب والعراقيين العاملين كمترجمين أو خبراء متعاقدين. ولم تمض سوى أسابيع قليلة حتى تعرضنا لغزو آخر من نوع فريد.

فوجئنا بجيش من السكرتيرات العراقيات الجميلات الساحرات المتبرجات تبرج الجاهلية الأولى يحتل مقاعدنا على موائد الإفطار والغداء والعشاء، في القصر الجمهوري، برفقة رؤسائهن من القادة العسكريين الأمريكان.

ويوما بعد يوم تحول هذا الجيش إلى قوة فاعلة قاهرة لا يتخذ القائد والمستشار الأمريكي أي قرار ولا يوافق على أي عرض ولا يثق بأية معلومة إلا ما تتكرم بالموافقة عليه سكرتيرته التي تحولت إلى عشيقة مخلصة لعشيقها، وآمرة فاعلة قادرة.

ليس هذا وحسب، بل نشأت حول جيش السكرتيرات والمترجمات طبقة أخرى من الشطار المقاولين والسماسرة وأصحاب الصفقات المشبوهة. ومع الوقت لم تعد السكرتيرات تحاورن رفاقهن الأمريكان همسا، كما كن يفعلن في البداية، بل أصبح الحوار أعلى من الهمس بقليل.

وفي كثير من المرات كانت تصل إلينا أصداء ضحكات وقفشات وحكايات عن سهرة ليلة سابقة، وأحيانا كانت إحداهن تغني واحدة من أغاني سهرة الليلة الماضية، أوتحكي حكاية طريفة عن أسلوب أداء رفيقها الأمريكي لأغنية فلكلورية عراقية أو رقصة أو أكلة فرض عليه أن يتناولها بيديه، وكأنها تتقصد إسماع من حولها، متباهية بسطوتها على الأمريكان. يومها بدأنا نؤمن بأن الولائم المهمة كانت تقام خارج القصر الجمهوري، وأن شكل الدولة العراقية الجديدة يرسمه قادة المعارضة السابقة وأسرهم، في تنافس أو تفاهم مع العشيقات والسكرتيرات.

فإلى جانب جيش المترجمات والسكرتيرات كان هناك جيش آخر يعمل بجد ومثابرة عجيبة على استغباء الأمريكيين، والعبث بقناعاتهم والهيمنة على قراراتهم، ودفعهم إلى خوض حروب كسر العظم ضد منافسين أشداء لقادة ذلك الجيش اللئيم. فزعماء الأحزاب الزاحفة من الخارج، من إيران وسوريا والأردن، كانوا قد توصلوا مبكرا ومن سنوات إلى قناعة ثمينة تقوم على أساس أن أسهل شيء في الدنيا هو خداع الأمريكي وابتزازه وغسل دماغه وحشوه بما يريدون.

بالمقابل لابد من الاعتراف بأن الإدارات الأمريكية المتعاقبة لم يقع اختيارها على الشطار العراقيين (السبعة) حلفاء وحيدين لها، وورثة جاهزين لنظام الديكتاتور، عشوائيا، أوجهلا وسذاجة. فهي كانت تعلم حق العلم بأنها لن تجد أقرب لها وأكثر نفعا وانقيادا منهم. وأغلب الظن أنها، قبل اختيار أحدهم، كانت تراجع سيرته وسلوكه وثقافته ورجولته ونزاهته، وحقيقة قدراته الذهنية والجسدية والروحية، وحقيقة تطلعاته وحاجاته وقناعاته.

فهي أقدر منا جميعا على رؤية حقيقة كل منهم. فقد كانت تراهم، أيام جوع المعارضة وتسكعها المقيت، كيف يتدافعون على تقبيل أيادي فرانسيس ريتشارددوني وخلفه خليل زاده المعينين سفيرين لدى المعارضة العراقية، وكيف كان يباهي بعضهم بعضا بقربه من ريتشارددوني أو خليل زاده، وكيف كانوا يتدافعون على أبواب السفارات الأمريكية والكونغرس ووزارة الخارجية والدفاع والسي آي أي، حتى صار مقياس شرعية الواحد منهم في قيادة المعارضة وتحكمه بأمورها وأموالها هو حجم الرضا الأمريكي عنه وعن خدماته، تحت غطاء معارضته لدكتاتورية صدام وظلمه.

كان الإدارات الأمريكية المتعاقبة تعرف العديد من الشخصيات العراقية المستقلة المحايدة المعروفة بالرجولة والوطنية والكرامة والثبات على المبدأ وبالاستقامة والنزاهة. لكن أغلب ظني أنها لم تكن بحاجة إلى هذا النوع من البشر لتوريثم العراق وأهله. بل كانوا بحاجة مؤكدة لخدم صغار، لا يناقشون ولا يجادلون، وينشغلون بمكاسبهم الحزبية والعائلية والشخصية، ويظلون، بسبب سجلاتهم الموبوءة والمختزنة في أدراج السي آي أي، صغارا يتفانون في خدمة الاحتلال ليحميهم من أهلهم وأبناء طوائفهم وقومياتهم. وحتى ما يقال اليوم عن نفوذ إيران في العراق، في تقديري لم يكن مجهولا لدى المخططين الأمريكيين الاستراتيجيين.

فليس معقولا أنهم كانوا يجهلون حقيقة ارتباطات حلفائهم العراقيين المحلية والإقليمية والدولية، وليس مقبولا أنهم لم يكونوا يتوقعون أن تدخل إيران بثياب مقاتلي منظمة بدر أو حزب الدعوة أو الصدريين أو البيش مركة، فتحتل العراق بصمت وهدوء، وبغطاء مظلومية الشيعة والأكراد الذي استخدم بحنكة بالغة.

وحتى الاقتتال الداخلي الطائفي والقومي والديني الذي عم العراق كله لم يكن في حسبان الإدارة الأمريكية وتوقعاتها. فهي كانت حاضرة في جميع مؤتمرات المعارضة العراقية، فترى وتسمع وتؤمن بأن حلفاءها الذين كانوا يتقاتلون، وهم خارج السلطة، بالدسائس والمؤامرات، لابد أن يتقاتلوا، حين يتسلمون السلطة، بالمليشيات وفرق الموت.

وعليه فلا أصدق أنها لم تكن تهدف، مع سبق الإصرار والترصد، إلى خراب البصرة والناصرية والديوانية وكربلاء والنجف وبغداد والفلوجة والرمادي والموصل وكركوك وأربيل والسليمانية، حين قامت بتسليم حلفائها (السبعة الكبار) خزائن العراق الضخمة، وأرواح أبنائه المساكين.

بغداد - الزمان

خيوط الفجر أكاد أراها... إنه الصبح آت لا محالة

مصطفى العراقي

(صارت معارضة الحرب بالنسبة لي حالة شخصية تحديداً في 29 نيسان 2008، أتذكر اللحظة جيداً. لقد قرأت صحيفة الواشنطن بوست، فكان على صفحتها الأولى صورة ملوّنة لولد عراقي عمره سنتان، يسمّى (علي حسين) قد أخرج من بين أنقاض بيته الذي دُمّر بهجمة صاروخية أميركية.... الولد الصغير كان يرتدي بنطلوناً قصيراً وتي-شيرت، كانت إحدى قديمه مقلوبة، ورأسه منكسر الى ظهره في زاوية أوحت لمن رآه أنه ميّت لا محالة. ذلك الولد الصغير كان يبدو لي كحفيدي الصغير، ملابسه نفسها تقريباً، تأملته وهو جالس الى جانبي يتناول فطوره. وعندما هُرعت إلى الصورة، حدّق فيّ حفيدي، واكفهر وجهه متسائلاً ما الذي يجعل جدّه يبكي!.)... كان هذا ما قاله فيليب جيرالدي الضابط السابق والخبير الامني في وكالة المخابرات الاميركية والمحسوب على جناح صقور العدوان الاميركي في مقال نشرته شبكة (أنتي وور) تحت عنوان (مرثية إستعمارية).... تساءل فيها : (أي نوع من الوحشية أصبحنا عليها في الولايات المتحدة؟ لقد صرنا وحوشاً متلفعة بالعلم الأميركي.)... ونحن بدورنا نتساءل ما ألذي دفع من يفترض ان يكون محسوبا على بوش وديك تشيني ورامسقيلد أن يدلو بهذا الحديث؟ أهو وخز الضمير؟ وإذا كان الامر كذلك فماذا عن ضمائر من يحكم العراق اليوم تحت حراب المحتل؟ أم إنهم بلا ضمير يوخزهم؟ سيقول قائل هؤلاء ليسوا عراقيين فجلهم من أصول إيرانية والباقي يدين بالولاء لدول أخرى منها دول ساهمت بإحتلال العراق وسفكت دماء أبناءه من دون مبرر ولا غطاء شرعي وكما تشير جنسياتهم المزدوجة والمركبة... فأقول لهم ان فيليب جيرالدي ليس بعراقي هو الاخر إنه أميركي! ولكن نظرة منه لحفيده قارنه خلالها بالصبي العراقي علي حسين قطعت سبات ضميره وأيقظته.. أما لعملاء الاحتلالين من أحفاد؟ أما لهم من ضمائر تقطع سباتها وتستيقظ وهي ترى ما أقدمت أيديهم من وبال بحق العراقيين والعراق؟....

في مقالته يؤكد جيرالدي ان الادارة الديمقراطية الحالية مستمرة بنفس سياسة الادارة الجمهورية السابقة فهي تواصل قصف المدنيين في مزارعهم وحقولهم ومستشفياتهم بل حتى في حفلات عرسهم ولا تستثني الاطفال في مدارسهم! ويضيف جيرالدي إن الادارة الحالية تستخدم نفس ادوات القتل... طائرات بدون طيار.. هليكوبترات.. طائرات مقاتلة تلقي حممها من إرتفاع عال من دون ان تترك فرصة لضحاياها لرؤيتها بل حتى إستشعار إقترابها منهم! يؤكد فيليب جيرالدي في صحوة ضميره إن ما يجري عملية ذبح بتكنولوجيا القرن الواحد والعشرين! متسائلا عن طبيعة التهديد الذي يشكله سكان العراق أو حتى أفغانستان لأمن الولايات المتحدة؟

وهذه مادلين أولبرايت وزيرة خارجية أميركا في عهد كلنتون تقول اليوم (ان ما جرى في العراق عار يكلل أميركا مدى الدهر!) هي أيضا صحوة ضمير... أتدرون ما قالته أيام كانت وزيرة للخارجية والحصار الظالم يفتك بالعراقيين؟ قالت (إن قتل نصف مليون طفل عراقي بالعقوبات الاقتصادية نتيجة تستحق فرضها!) حتى هذه اليهودية الشمطاء أستعادت توازنها وأيقظت ضميرها بعد ان دفنته سنوات طوال في مستنقع الخسة والنذالة بينما يواصل عبيد المحتل حكام العراق اليوم دفن ضمائرهم في مستنقع أعمق وبخسة ونذالة أفظع...

ورغم كل هذه الوحشية التي يجابهها العراقيون سواء على يد المحتل أو أعوانه الحكام بتشجيع أميركي تارة وتنفيذا لاهداف العمائم الايرانية الفاسدة تارة أخرى بحجة مكافحة الارهاب وهم الارهابيون وليس سواهم فإن قائد قوات الاحتلال في العراق رايان أوديرنو في تصريح أخير من داخل بنتاغون الجريمة والعدوان يقول فيه انه لا يتوقع إعلان النصر في بلد كالعراق حتى بعد عشر سنوات! فإذا كان هذا ما يتعلق بالاهداف الاميركية وعلى لسان كبيرهم في العراق فمتى يتوقع المالكي وحثالاته ومناصريه من إئتلافات وتكتلات الرذيلة وأحزاب الردة إنجاز الاهداف الفارسية فيه؟ عشرون عاما؟ قرن من الزمان! لا أظن ان بمقدوره وهو العميل المتهافت على مغريات الدنيا وسحتها الحرام ان ينجز وعده ألذي قطعه لوليهم السفيه والذي خلع رباط عنقه لأجله....

بالامس أعتدى الرعاع الحاكمون في العراق على مذيعة في قناة العراقية ولم يعرف عنها وقوفها ضد الاحتلال من خلال ما تقدمه من فقرات عبر شاشة القناة المذكورة كما لم يعرف عنها رفضها لسياسة كلاب إيران في العراق أو على الاقل بشكل علني بل على العكس فهي تعمل في قناة تلفزيونية يقال عنها عراقية الا انها تمثل وجهة نظر عمائم الشر الايراني كما هو معروف عند سائر العراقيين والتي تتطابق كليا مع أوغاد الحكم في العراق... فما سبب الاعتداء عليها إذا؟... واضح جدا إن المعتدين من أؤلي السطوة والجاه الحكومي المتنفذ ودليلنا ان مفارز الشرطة والقوى الامنية من سقط المتاع والمنتشرة بكثافة في موقع الاعتداء لم تحرك ساكنا واكتفت بالمشاهدة وربما تصوير الحادث خلسة عبر موبايلاتهم! لانهم يعرفون المعتدين حق المعرفة... هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن الحادث جرى والمكان ما زال مكتظا بالمارة والمتسوقين وهذا دليل آخر على مدى نفوذ وسطوة المعتدين ومن يقف ورائهم! وعدم اهتمامهم بما قد يترك فعلهم من انطباعات لدى المواطنين بإعتبارهم لا أكثر من غوغاء كما يتصورون وإلا كانوا قد ستروا ما أقدموا عليه بعيدا عن الناس وهو أمر بسيط عندهم لو أرادوا الستر... ضربوها... هتكوا سترها... أصبحت شبه عارية في الشارع بعد ان مزقوا معظم ملابسها... ولم يتطوع أحد من أراذل الشرطة والامن بسترها ولو بخرقة قماش لأنهم ببساطة أراذل أحسن إختيارهم صولاغ دريل ومن جاء بعده طمعا في كسر كرامة العراقيين ومسح غيرتهم! كما لم يتطوع أحد من المارة القيام بذلك خوفا من قناص يترصدهم ولهم في ذلك تجارب كثر!

إذا لا بد ان يكون هناك متنفذ (يقول شهود عيان انه أحمد نوري المالكي) ساومها على شرفها وقد يكون عرض عليها زواج متعة مؤقت في أحسن الاحوال متصورا نفسه في كوجة مروي بطهران أو متسكعا في الازقة الخلفية للسيدة زينب بدمشق! وليس في بغداد العراق بلد الاباء والشمم الذي سيشهد نهايتهم عن قريب..... فلم ترفضه حسب بل أهانته... والاهانة لامثال هؤلاء الرعاع الذين تسلطوا آخر المطاف على البلاد والعباد بفعل عبوديتهم لمحتل كافر و مجوسي ماكر إن جاءت من إبن البلد تثيرغضبهم ويجترّون كل كبسولات الحشيشة الايرانية في رؤوسهم على عكس إهانة الاجنبي لهم يرونها نعمة وفأل خير!... ولهذا كان رد فعل الاوباش قاسيا تجاه الاعلامية العراقية.

وفي خبر عاجل تم حجز صهر المالكي وحارسه الشخصي المدعو أبو علي الاصفهاني في مطار دبي بعد ان ضبطه أمن المطار وبحوزته آثار عراقية يروم تهريبها الى أميركا! تلك الاثار تعود للعصر السومري! يأتي هذا الخبر والمالكي لم يفق بعد من فاجعة ما جرى للاعلامية في قناة العراقية! وهنا تحرك المالكي وبسرعة لخنق القضية في مهدها إذ كلّف كل من صادق الركابي سفير العراق السابق في قطر ومستشاره السياسي حاليا وعلي الدباغ (يحمل الجنسيتين الاماراتية والبريطانية) وموفق شاهبوري الربيعي الايراني المستشار السابق لما يسمى الامن القومي والمعين من قبل الملعون بريمر لإجراء محادثات مع اللواء منصور بن علي العتيبي مديرامن مطار دبي لاخراج الاصفهاني من جريمة يعاقب عليها القانون الاماراتي بالحبس الشديد لمدة عشرسنوات... فمن هو الاصفهاني؟ هو نجل الميرزا اغا برويز اصفهاني احد خدمة ضريح الامام الحسين في مدينة كربلاء وتوفي في منفاه بعد ان تم تهجيره سابقا الى ايران.. وهو زوج إسراء بنت المالكي وإبن خالها! يعيش معها في أميركا ويتخذ من موقع رئاسي في المنطقة الخضراء دار استراحه له.... القجغجي أبو علي الاصفهاني يحمل أربعة جوازات سفر... أميركي.. سوري.. إيراني.. وأخيرا حصل على الجواز العراقي!

فإذا أستيقظ ضمير قاتل أميركي يداه مخضبتان بدماء العراقيين... وإذا أصرت ضمائر خسيسي المضبعة الاميركية في بغداد على البقاء ميتة.... وإذا ضرب الله على عيون رايان أوديرنو الغشاوة فما عاد يرى النصر قائما حتى بعد عشرة أعوام وهو على حق حتى لو قال 1000 عام.... وإذا تعرضت من تعمل لخدمتهم إعلاميا في قناة اللاعراقية الفضائية لما تعرضت له بسبب رفضها لضغط التحرش الجنسي الحكومي الرسمي المعلن.... وإذ يكشف الله ستر الاصفهاني صهر المالكي في مطار دبي قبل دقائق من إقلاع طائرته... وإذا... وإذ... ألا يصلح هذا كله كعلامات لبزوغ الفجر؟ ألم أقل لكم أكاد أراها... خيوط الفجر تعلن عن صباح آت. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

تونس : مرشح معارض يتهم النظام بالتضييق على حملته الانتخابية

تونس: أكد أحمد ابراهيم المرشح للانتخابات الرئاسية التونسية أن الجهات الأمنية منعته من توزيع بيان حملته الانتخابية لاحتوائها على فقرات تؤكد على رفضه النمط الشمولي الذي يسيطر على الدولة.

ونقلت قناة "الجزيرة" الإخبارية عن مرشح حركة "التجديد اليسارية" قوله: "إن الجهات الأمنية منعته من وضع لافتات تحمل صورته واسمه".

ويعتبر هذا المرشح المعارض واحد ضمن 4 مرشحين على منصب الرئيس ، في حين دعت عناصر معارضة تتخذ من باريس مقرا لها الشعب التونسي لمقاطَعة هذه الانتخابات وتسعى هذه المعارضة للضغط على النظام التونسي بالدول الغربية وخاصة فرنسا.

وانطلقت الاحد في تونس الحملات الانتخابية الرئاسية والتشريعية والتي ستجرى 25 أكتوبر/تشرين الاول ، وسط توقعات بفوز الرئيس الحالي زين العابدين بن علي بفترة رئاسية خامسة.

ويخوض السباق ثلاثة معارضين لمنافسة الرئيس في انتخابات الرئاسة المقبلة، وهم أحمد إبراهيم، مرشح حركة "التجديد اليسارية" ومحمد بوشيحة، مرشح حزب "الوحدة الشعبية" وأحمد الأينوبيلي، مرشح حزب "الاتحاد الديمقراطي الوحدوي" وهو ذو توجه قومي.

وتواجه تونس انتقادات واسعة بالتضييق على المعارضين وتشديد الرقابة على الصحافة وحرية التعبير.

وكان الرئيس بن على أعلن عن برنامجه الانتخابي للسنوات الخمس القادمة تحت شعار (معا لرفع التحديات) وذلك في خطاب ألقاه أمام اجتماع شعبي كبير بحضور كبار المسئولين، وتعهد للشعب التونسي في حالة فوزه بالسعي إلى زيادة مستوى الدخول وإحداث إصلاحات جزرية تضمن وضع البلاد على الطريق السليم.

وتعهد بتوسيع الحريات والديمقراطية في البلاد، وإتاحة المزيد من فرص العمل أمام الشباب إذا أعيد انتخابه لفترة ولاية رئاسية خامسة.

ويعتقد على نطاق واسع أن بن علي، أمامه طريق مفتوح للفوز بولاية رئاسية خامسة، حينما تجري الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.

اعتصام في الادارة الجهوية للتربية والتكوين بسيدي بوزيد

سيدي بوزيد في 13 اكتوبر 2009

احتجاجا على الوضع التربوي المتردي في المدارس الابتدائية بولاية سيدي بوزيد من القطر التونسي شن صبيحة هذا اليوم نقابيو التعليم الاساسي وتحت اشراف نقابتهم الجهوية اعتصاما بداخل مقر الادارة الجهوية للتربية والتكوين. وقد اصدروا بيانا توضيحيا لاسباب هذا الاعتصام ومن اهم النقاط التي وردت في بيان الاعتصام:

ظروف العمل المزرية بالمؤسسات التربوية اذ تفتقد الى التجهيزات الضرورية مثل مقاعد التلاميذ -الذين يضطرون للجلوس الجماعي لمقعد واحد او البقاء وقوفا - الكراسي ،الطاولات، المصطبات ، وسائل العمل...

تهري البنى التحتية للعديد من المؤسسات التربوية وانطلاق اشغال الصيانة للبعض منها بشكل متاخر وبانجاز سلحفاتي مما جعل مدارس عريقة مثل مدرسة شارع الجمهورية تفتح ابوابها هذه السنةالدراسية لاستقبال تلاميذها بدون دورات مياه مما اضطر الاطفال الصغار الى قضاء حاجاتهم البشرية في سراويلهم ولتتحول المؤسسة التربوية الى حضيرة بناء

الاكتظاظات المفرطة في الاقسام ،نضام الفرق،الوصولات غير المبررة

عدم وجود اعوان تنظيف ببعض المدارس منذ سنوات

التلكؤ في حل مسالة المعلمين المكلفين بخطة مساعد مدير او عمل اداري او معلم معوض

تنصل الطرف الاداري من بعض التفاهمات والتراجع عما تم ابرامه في محاضر الجلسات خلال انجاز الحركة التكميلية والانسانيةوتقريب الازواج وتسريب تسميات دون علم الطرف النقابي.

وبعد تدخل النقابة العامة والاتحاد الجهوي للشغل مع السط الجهوية او وزارة الاشراف تمت جلسة عمل بين الطرف النقابي والاداري حضره عن الادارة الجهوية كل من المدير الجهوي والمدير المساعد للمرحلة الاولى من التعليم الاساسي وكافة اعضاء النقابة الجهوية للتعليم الاساسي حيث ختمت المفاوضات بتوقيع محضر اتفاق ينص على

توفير التجهيزات الى المدارس المستحقة بداية من اليوم وفي اجل لا يتجاوز الاسبوعين

اشراف الادارة ومتابعتها للاشغال الجارية في بعض المؤسسات التربوية للتعجيل بانجازها في ظرف لا يتجاوز الاسبوعين بداية من تاريخ توقيع الاتفاق

تتولى المصالح الفنية معاينة المدارس المهددة بالسقوط واتخاذ الاجراءات المناسبة في اسرع وقت

مراجعة التسميات في نطاق الحركة التكميلية والانسانية وتقريب الازواج بتصحيح الاخطاء والغاء التسميات احادية الجانب والتي تصرفت فيها الادارة بدون مشاركة النقابة الجهوية وموافقتها.

وقد باشرت الادارة الجهوية فعلا بتنفيذ بنود الاتفاق فورا بمد مدرسة شارع الجمهورية مثلا بدفعة اولى من التجهيزات

اما المسائل ذات الطابع الوطني على غرار الاكتظاظات ونظام الفرق والوصولات غير المبررة والاقسام المفتقرة للمعلمين والبت في وضعية المعلمين المكلفين بالتعويض او المطالبين بعمل اداري اومساعد مدير فقد تعهدت الادارة الجهوية برفع المسالة الى الادارة العامة للمرحلة الاولى من التعليم الاساسي خلال اليومين المقبلين على امل ايجاد حلول مقبولة لها .

ومن المستجدات في الوضع التربوي بالجهة اخلاء مدرسة الربايعية من التلاميذ لعدم صلوحيتهاوالبحث عن مساكن لتسويغها لانطلاق الدروس في اعماق ريف منزل بوزيان دون ان تفكر ادارتنا الموقرة في الخيام المناسبة والتي جربت خلال فيضانات90 واثبتت جدواها كحل ظرفي ومؤقت

كما توقف معلمو المدرسة الابتدائية بشارع الجمهورية عن العمل طيلة الفترة الصباحية ليوم 13 اكتوبر 2009 احتجاجا على ظروف العمل البائسة لافتقار المدرسة الى ابسط التجهيزات مثل مقاعد وكراس وطاولات للتلاميذ وكذلك تحول المدرسة الى حضيرة اشغال بناء وما تحدثه من ضجيج ومخاطر على سلامة التلاميذ زيادة على عدم توفر دورات مياه للتلاميذ والمعلمين مما اضطر الطفال الصغار خصوصا الى قضاء حاجاتهم البشرية في سراويلهم. ونفس الاوضاع تقريبا تعيشها مدرسة ابي القاسم الشابي بمدينة سيدي بوزيد حيث تسببت اشغال صيانة دورات المياه وساحة المدرسة في كسر تلميذة وركونها الى راحة اجبارية

اما في منزل بوزيان فقد دخل المواطنون في حركات احتجاجية على خلفية الغاء مشروع بناء مدرسة اعدادية بمنطقة الخرشف مما دفع الاهالي الى مسك ابنائهم التلاميذسواء وعدم تحولهم الى المؤسسات التربوية لمزاولة دراستهم واعتصامهم امام مقر المعتمدية منذ عدة ايام

الناصر الظاهري

عضو النقابة الجهوية للتعليم الاساسي بسيدي بوزيد