الجمعة، 23 أبريل 2010

نجمهم آفل ونجم الشهداء في صعود

عندما تنعقد جلسة التحقيق في جريمة التعذيب الخليفي للبحرانيين بمبنى الكونجرس الامريكي الاسبوع المقبل، سيكون ذلك حدثا غير عادي، وسوف يشعر آل خليفة المجرمون ان لعنة الشعب البحراني تطاردهم في كل مكان. واذا كان فيهم رجل رشيد (وهذا ما نشك فيه) فسوف يدرك ان سياسة القمع والاستبداد لن تحميهم يوما من غضب الشعب، وان دماء الابرياء التي سفكوها سوف تلاحقهم عبر الزمان والمكان. لقد اعتقدت هذه الطغمة المجرمة ان بامكانها طمس الحقائق عن العالم، وانها قادرة على الغاء اهل البحرين الاصليين (شيعة وسنة( من خريطة الوجود بشكل نهائي، تحت مظلة المشروع السياسي الاجرامي الذي فرضه الطاغية على البلاد والعباد بالحديد والنار تارة والترغيب والافساد وشراء الضمائر والمواقف تارة اخرى. هؤلاء الذين اعمى الشيطان ابصارهم يكفرون بوجود قوانين الهية تسري في المجتمعات والامم، أقوى منهم ومن جبروتهم وطغياتهم وكافة وسائل الظلم والقهر، وانهم، مهما استحوذوا على اسباب القوة، فلن يكونوا بمنأى عن سريانها. فما اعجب هذا الجهل المركب الذي هيمن عليهم فلم يعودوا يبصرون الحقيقة او يعون قوة الوعد الالهي "ان الله يدافع عن الذين آمنوا، ان الله لا يحب كل خوان كفور"، "ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين، ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون".

فبرغم صدور التقارير المتتالية حول جرائمهم، فانهم لم يرعووا يوما. فلقد ختم على قلوبهم وطمست عيونهم، فأصبحوا لا يبصرون، وعميت بصائرهم وانسلخوا من انسانيتهم واصبحوا يتسابقون مع البهائهم في حيوانيتها. فبعد كل ندوة ضدهم او تقرير يفضح جرائمهم، كانوا يمارسون اساليب ثلاثة اعتقدوا انها سوف تغطي الحقيقة وتستر عوراتهم الى الابد. اول هذه الاساليب توجيه اعلامهم الفاشل لشن حملات ضد من يعارضهم من ابناء الشعب، وضد حكومات الدول التي تؤوي الهاربين من ظلمهم وجحيمهم، معتقدين ان ذلك الهجوم الاعلامي سوف يرهب الاحرار واصحاب الضمائر، فهم لا يعرفون ان الاحرار ابطال صامدون لا ينحنون امام الطغاة والمتجبرين والمتفرعنين ثاني هذه الاساليب: اقامة ندوات ولقاءات في المؤسسات التشريعية والاكاديمية الخارجية لتسويق سياساتهم على امل ان يغطي ذلك على الجوانب السوداء من تلك السياسات. فعلوا ذلك في امريكا عندما حركوا سفيرتهم اليهودية مرارا للاتصال بالشخصيات التي ابدت شيئا من التعاطف مع ضحاياهم، وفعلوها في بريطانيا مرارا، عندما اشتروا مواقف بعض اعضاء البرلمان البريطاني وبعض الاعلاميين والحقوقيين، وكان آخر ابواقهم انور عبد الرحمن وثلة العبيد الذين شنوا حملة حاقدة ضد البحرانيين الاسبوع الماضي بالمعهد الملكي للشؤون الخارجية (تشاتام هاوس). ولم يكتفوا بذلك بل أطلقوا مصطلحا يعكس عمق الكراهية والعنصرية في نفوس هؤلاء عندما وصفوا اللاجئين البحرانيين الفارين بحياتهم ودينهم من جحيم الاحتلال الخليفي بانهم "لا يصلحون لشيء Good for nothing". انه وصف هابط ودنيء لا يتفوه به الا من امتلأ حقدا وانسلخ من انسانيته. فأبناء البحرين ليسوا كذلك، ولن نقبل بان يوصف احد منهم بمثل هذه الاوصاف السخيفة. الثالث: ان المحتلين الخليفيين استطاعوا شراء مواقف بعض البحرانيين وضمائرهم، وأوكلوا اليهم مهمة مسح قاذوراتهم، فأرسلوهم الى الخارج ليتصلوا بذوي الشأن السياسي الاجانب ليقدموا شهادات الزور التي تتزلزل لها السماوات والارضون نظرا لما تحتويه من افتراء على الحقيقة: "ليس عندنا في البحرين تمييز، ليس عندنا في البحرين تعذيب".

الوقائع المتوفرة تؤكد عددا من الامور: اولها فشل كافة الاساليب التي يمارسها المحتلون الخليفيون لتحريف الحقائق وتضليل الآخرين. ثانيها: عجزها عن مواجهة الغضب الشعبي المتواصل الذي يشهد مصاديقه يوميا في شوارع كرزكان وسترة وبني جمرة و الدراز و ا لديه والمالكية وبقية المناطق، ثالثها: انهم يضيعون اموال الشعب المنهوبة لشراء المواقف والضمائر، ولكنها سرعان ما ترتد عليهم وتزيد فضائحهم لان عملهم ضائع لا محالة كما تقول الآية: "ان الله لا يصلح عمل المفسدين". رابعا: ان شهادات الزور لا تستطيع قلب الحقائق. فكما ان الافادات المزورة التي أجبر ضحايا التعذيب على توقيعها لم تصمد امام المحاكم الخليفية الصورية نفسها، وسرعان ما سقطت وأرغم القاضي الخليفي على رفض القضية برمتها، فان شهادات الزور التي يقدمها بعض الشيعة الذين باعوا انفسهم للشيطان لا تستطيع قلب الحقائق ابدا. فالوزير الشيعي الذي قال جنيف في 2005 "انا شيعي، وأشهد انه لا يوجد تمييز ضد الشيعة في البحرين" او الوزير الشيعي الذي قال في واشنطن في يوليو 2009 يوليو: "أنا وزير شيعي، ولا يوجد اضطهاد للشيعة في البحرين" أو الوزير الشيعي الذي قال في واشنطن في مارس 2010 بعد صدور تقرير منظمة هيومن رايتس ووج: "انا وزير شيعي، وأشهد انه لا يوجد تعذيب ضد المعتقلين الشيعة"، كل اولئك نطقوا بكلمات لا ترضي الله ورسوله لانها كذب صراح، اطلقها الذين قالوها مع علمهم بكذبها جملة وتفصيلا. وبدلا من ان ندعو عليهم، ندعو الله ان يهديهم ويعيدهم الى سواء الصراط لانهم وقعوا ضحية الشيطان الذي دعاهم لتقديم شهادة الزور فقدموها بدون تردد. "وقال الشيطان لما قضي الامر ان الله وعدكم وعد الحق، ووعدتكم فأخلفتكم، وما كان لي عليكم من سلطان الا ان دعوتكم فاستجبتهم لي، فلا تلوموني ولوموا انفسكم". وقد رأى هؤلاء بأعينهم ما حدث لزميلهم، الوزير الشيعي الثالث الذي استعمله آل خليفة ثم رموه في الزبالة كخرقة بالية، ووجهوا اعلامهم القذر ضده، فما ان كشف علاقته بوزير التعذيب الحالي، وهو من ا لعائلة الخليفية حتى صدر الامر السامي من زعيم المحتلين بمنع اية اشارة اعلامية للقضية برمتها، حفاظا على سمعة وزير التعذيب.

الآن، بدأ الحق يحصحص، وهي عادة الحق دائما، وبدأ الباطل يزهق، وتلك عادة الباطل دائما، وبدأ صوت المظلومين يرتفع، وتلك احدى خصائص اصوات المظلومين التي ترفض التعتيم وتكسر الاغلال وتتمرد على الصمت، وبدأ صوت الظلم والباطل يأفل، وتلك النهاية المحتومة لكل باطل وظلم. فما دام هنالك شباب في الشوارع يهتفون بحياة الشعب، وضد الاحتلال الخليفي وجرائمه، فلن يخذلهم الله. وما دام الظالمون متمادين في غيهم فلن تنالهم رحمة الله ولن تفلح جهودهم لاخماد الحقيقة واستئصال الحق من البلد الطيب. نقول ذلك ونحن على ثقة بما وعد الله عباده المظلومين ان صدقوا في ايمانهم وموقفهم: "انا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد". هذا وعد الله لنا، فأين وعد الطاغية لعبيده؟

اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وتقبل قرابيننا يا رب العالمين

حركة احرار البحرين الاسلامية

23 ابريل 2010

الجـــمعية الوطــنية لحـملة الشـهادات المعطلين بالمغرب

ـ فرع الناضور ـ

الناضور في : 23/04/2010

بــــــلاغ للرأي العام

كما كان مقررا توجه مناضلو ومناضلات الفرع المحلي للجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب، لتنفيذ الشكل النضالي الأول المعلن عنه ضمن البلاغ المؤرخ في 21 ابريل 2010، والذي كان عبارة عن وقفة احتجاجية بساحة "لاكورنيش" متوجة بمسيرة شعبية في اتجاه عمالة الناظور على الساعة الرابعة بعد الزوال، ليتوصل في الوقت ذاته مكتب الفرع المحلي بطلب لقاء مع ممثل المجلس الإقليمي للناظور.

الشيء الذي استجاب له مكتب الجمعية، في حين بقي منخرطي ومنخرطات الجمعية في المكان المحدد للشكل النضالي، إلى حين عودة أعضاء المكتب من اللقاء المشار إليه، وقد أسفر اللقاء عن إعطاء وعود مسؤولة للجمعية، تتجلي في تحديد جلسة حوار مع الجمعية من طرف مسؤولي العمالة خلال الأسبوع المقبل.

وبناءا على ذلك، وبمبدأ حسن النية، قرر الفرع المحلي للجمعية الوطنية تعليق البرنامج النضالي المسطر خلال هذا الأسبوع، في انتظار ما ستسفر عنه نتائج الحوار مع عمالة الناضور.

عن المكتب

رواية قائد إسرائيلي سابق: أرسلنا عملاء إلى مقبرة بيروت ولم نعثر له على أثر

رواية قائد إسرائيلي سابق: أرسلنا عملاء إلى مقبرة بيروت ولم نعثر له على أثر

ماذا عن دور الوحدات الخاصة وخلية «القناة الكهربائية» بحثاً عن آراد؟

حلمي موسى

كشف المراسل الأمني لصحيفة «هآرتس» يوسي ميلمان النقاب عن خلية أمنية عملت في إطار الجيش الإسرائيلي في الجنوب اللبناني تحت اسم «القناة الكهربية» وبهدف واضح هو البحث عن الطيار الاسرائيلي المفقود رون أراد. وقال أن المقدم يهودا دونغري كان بين أبرز أعضاء هذه الخلية التي ضمت مندوبين عن الموساد والشاباك ووحدة الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية. وقد تشكلت هذه الخلية في العام 1988 بعد أن رفضت الحكومة الإسرائيلية برئاسة اسحق شامير مطالب حركة أمل بالإفراج عن عشرات الأسرى مقابل الإفراج عن أراد.

ودنغوري روائي إسرائيلي أيضا سبق ونشر العديد من الكتب أبرزها «مفترق الطرق: من دمشق إلى العمل السري في جنوب لبنان». والكتاب عبارة عن سيرة ذاتية ليهودي هاجر كصبي من دمشق إلى فلسطين في العام 1945 في إطار «الدائرة العربية» التابعة لقوات «البلماخ» في الهاغاناه. ورغم عمله المديد في الاستخبارات إلا أن ذروة هذا العمل كانت في الجنوب اللبناني تحت إمرة رئيس الموساد الحالي الجنرال مئير داغان الذي ترأس في حينه الوحدة 504 في شعبة الاستخبارات العسكرية.

ويشير يوسي ميلمان إلى قيام رئيس شعبة الاستخبارات الجنرال أمنون شاحاك باستدعاء المقدم يهودا دنغوري في العام 1988 إلى مقر رئاسة الأركان في «هكرياه» في تل أبيب. وهناك يلتقي بشاحاك وبمنسق الأنشطة الإسرائيلية في لبنان أوري لوبراني. وطلب شاحاك منه العودة للخدمة العسكرية في إطار وحدة «القناة الكهربية» والتي كانت اسم الشيفرة لوحدة البحث عن أراد. وقد ضمت الوحدة أيضا ضابطا من الوحدة 504 في الاستخبارات العسكرية يدعى «ص».

ويقول دنغوري لـ«هآرتس» أن شاحاك أبلغه أن «المهمة معقدة وصعبة جدا, لكننا لن نهدأ وسنواصل البحث وحرث الأرض إلى أن نجده ونجد بقية المفقودين. وكمن يعرف جيدا الساحة اللبنانية فقد وجدناك مناسبا للانضمام مع «ص» لطاقم البحث.

وقد اتخذ دنغوري و«ص» من مقر القيادة الإسرائيلية في مرجعيون مركزا لهما. وكان الهدف, وفق دنغوري, «تفعيل منظومة جمع معلومات منفصلة والاستعانة بمنظومات الاستخبارات القائمة». ويضيف «لهذا الغرض استعنت بجهات لبنانية تعرفت عليها من أعمالي السابقة في المنطقة». وبدأ دنغوري بالبحث عن مصادر معلومات وتجنيد عملاء وتفعيلهم. وحسب قوله بدأت المعلومات في التدفق إلى القيادة في مرجعيون.

واعتبرت «هآرتس» أن أحد النجاحات الأبرز لهذه الوحدة كانت تجنيد فتاة لبنانية عملت في بيت مصطفى الديراني وقتما كان مسؤولا عن الأمن في حركة أمل. ويشير ميلمان إلى أن دونغري رفض تأكيد هذه المعلومة أو الحديث عن الفتاة التي سبق وذكر أمر وجودها في كتاب رأن أدليست وإيلان كفير المسمى «رون أراد ـ اللغز». ويقال أن هذه الفتاة الجامعية قدمت معلومات هامة عن حياة الديراني ومنزله. وقد عملت هذه الفتاة لاحقا في أحد البنوك في بيروت وتردد أنها اغتيلت.

تضيف «هآرتس» أنه بفضل هذه المعلومات أنشأت الاستخبارات نموذجا لبيت الديراني تدربت فيه القوات الخاصة قبل أن تنفذ مهمتها في اختطافه العام 1994. وتكتب أنه كان هناك من قدم للوحدة معلومات كاذبة وبينها رسالة مزورة من رون أراد. ويقول دنغوري أنه اكتشف هذا الذي قدم الرسالة المزورة وحقق معه. «وروى لي أنه تسلم الرسالة من شخص في بيروت زعم بأن لديه علاقة مع محتجزي رون أراد وهو يطلب مالا مقابل المعلومات. وأظهرت التحقيقات أن نصابا في بيروت يعرف أننا نبحث عن معلومات فقرر استغلال الأمر على أمل أن يغتني على حسابنا. ومن الجائز أن هذا النصاب أمسك بعجوز يهودي من وادي أبو جميل وأجبره على أن يكتب لنا الرسالة.

وقال دنغوري أن معلومات كاذبة أيضا كانت تصل الوحدة من عائلات معتقلين لدى حركة أمل بتهمة التجسس لحساب إسرائيل. وروت هذه الأكاذيب أن معتقلين في بعلبك شاهدوا رون أراد أو سمعوا صوته. وقد حاولوا تسويق هذه المعلومات لنا على أمل أن نساعد في الإفراج عن أبنائهم». و«ذات مرة وصلت الوحدة معلومة عن دفن أراد في إحدى مقابر بيروت وأرسلنا عملاء للمقبرة وأيضا تبين أن الأمر خدعة.

ويشير دنغوري إلى السجال في الاستخبارات الإسرائيلية حول نقل أراد إلى إيران بعد أن تبين أن الأسير لم يعد بيد حركة أمل. ويقول «بتقديري, وهذا كان إحساسي, أنه قد يكون نقل إلى سوريا لغرض التحقيق معه. فقد شارك رون أراد في غارات سلاح الجو في حرب لبنان الأولى. وكانت إحدى أنجح العمليات في الحرب تدمير بطاريات الصواريخ السورية, التي هي من صنع سوفياتي. وتقديري أنه نقل للتحقيق معه في سوريا وأن محققين سوفيات حققوا معه لفهم حقيقة ما جرى. كيف أنه خلال دقائق تم تدمير بطاريات الصواريخ التي كانت فخر الصناعة السوفياتية. وللحقيقة هذا مجرد تقدير وليس معلومة استخبارية.

ويعترف دنغوري أنه لا يعلم إذا كان أراد لا يزال على قيد الحياة أم لا لكنه يعلم أن إسرائيل أخفقت في عدم استرجاعه حينما كان الأمر ممكنا.

ومنذ التحاقه بالجيش الإسرائيلي انضم دنغوري إلى وحدة استخبارية تضم المتحدثين باللغة العربية وكانت جزءا من وحدة النخبة السرية الأولى المعروفة باسم «سييرت متكال» التابعة مباشرة لهيئة الأركان العامة. ولكن لأسباب مختلفة بينها سقوطه وإصابته في هبوط مظلي لم تتحقق أية غاية من هذا الانضمام.

وفقط بعد عام ونصف عام من حرب 1967 عاد للعمل في الاستخبارات العسكرية في وحدة خاصة كانت تسمى الوحدة 7019 وصارت لاحقا تسمى الوحدة 504. ولهذه الوحدة ثلاث مهمات: جمع معلومات استخبارية عن العدو عبر عملاء, التحقيق مع الأسرى, والمهمة الأشد حساسية هي تنفيذ عمليات خاصة.

ويرافق ضباط من هذه الوحدة العمليات والغارات التي تنفذها الوحدات الخاصة, سييرت متكال, الكوماندو البحري «شييطت 13», أو الكوماندو الجوي «شلداغ». وحسب «هآرتس» نشرت وسائل الإعلام الكثير من الأنباء حول دور الوحدة 504 في اغتيال عملاء عرب خانوا إسرائيل أو تعفنوا.

وكان للوحدة 504 مراكز في الجنوب والوسط والشمال وخدم دنغوري فيها جميعا. ولكن في العام 1978 وجد دنغوري نفسه يعمل داخل لبنان بعد ما عرف باجتياح الليطاني. وكانت تلك الأيام الأولى لإنشاء وحدة الارتباط مع جنوب لبنان.

ويكتب ميلمان أنه «في السنوات الخمس التالية خدم دنغوري في مناصب مختلفة في الوحدة 504 وبعد ذلك نائبا لقائد منطقة جنوب لبنان التي سرعان ما تحولت إلى وحدة الارتباط مع لبنان. وخدم تحت إمرة ثلاثة قادة: الصحافي يورام همزراحي, مئير داغان, رئيس الموساد الحالي, وخليفته الوزير السابق إفرايم سنيه.

ويشير ميلمان إلى أن تلك كانت «أيام المغامرة والأوهام الكبرى لإسرائيل, التي بلغت ذروتها بأمل رئيس الحكومة مناحيم بيغن ووزير الدفاع أرييل شارون ورئيس الأركان رفائيل إيتان وقائد الجبهة الشمالية يانوش بن غال بتكريس زعامة مسيحية موالية لإسرائيل وللغرب بقيادة آل الجميل على لبنان. وساعدت إسرائيل في إقامة المليشيا المحلية العميلة من سعد حداد الى أنطوان لحد.

ويقول ميلمان أنه «رغم أن رجال «جيش لبنان الجنوبي», وخصوصا القادة, رأوا أنفسهم وطنيين لبنانيين يقاتلون من أجل حريتهم, فإنهم في إسرائيل رأوا فيهم جيشا من المرتزقة.

وقد سلحت إسرائيل هذا الجيش ودربته ومولته بهدف حماية الحزام الأمني الهادف لمنع تسلل المقاتلين من المنظمات الفلسطينية إلى إسرائيل. وبعد حرب لبنان الأولى غدا هدف الحزام منع مقاتلي حزب الله الذين غدوا بشكل متزايد العدو الأشد مرارة لإسرائيل في لبنان.

وهنا يشدد دنغوري على أن مهمته على هذا الصعيد تمثلت في انشاء وحدة خاصة في قوات انطوان لحد، «شكلت من أبناء الجنوب اللبناني ممن يعرفون المنطقة جيدا ويمكنهم إدارة حرب عصابات ضد المخربين وفق تعليماتنا وتحت إشرافنا. فالجيش الإسرائيلي إذا خرج لعملية كان يرسل كتيبة. وهذا الحجم كان يسمح بخطر التورط في قتلى وجرحى. وقد آمنت أنه بدلا من كتيبة لنا, يمكن لاثنين أو ثلاثة من الوحدة الخاصة أن ينفذوا المهمة ذاتها على أحسن وجه.

ويضيف دنغوري أن الوحدة ضمت «عددا من السكان الشيعة إضافة إلى مخربين سبق وسلموا أنفسهم». ويبين أن إحدى المهمات التي يفخر بها على وجه الخصوص كانت تفجير مقر الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في برعشيت في العام 1980. ويقول «خرجت لتنفيذ المهمة قوة من الكتيبة 50 ولم تنجح. وعادت بعدد من الجرحى وقتيل واحد. وكدرس مستخلص من ذلك اقترحت إرسال رجالي. تمت الموافقة من دون اعتراض. أمرت رجالي, وهم من سكان المنطقة ممن يعرفون القرية جيدا. أحدهم كان مخربا سابقا. وقد دربهم خبير متفجرات إسرائيلي على تشغيل العبوة. ووفق صور جوية تم إرشادهم إلى الموضع الدقيق للعبوة... ونقلناهم مع العبوة بشاحنة تاجر دواجن, وافق على الانضمام للمهمة. وأنزلهم على مسافة 200 متر من الهدف. وقطعوا هذه المسافة سيرا على الأقدام. وضعوا العبوة وابتعدوا. القيادة فجرت من دون إصابات.

يذكر أن دنغوري عيّن حاكما عسكريا لمدينة صور في العام 1982 ونجا بأعجوبة من تفجير مقره حيث قتل عشرات من الجنود الإسرائيليين ورجال الشاباك في عملية نفذها أحمد قصير.

وقد رفض دنغوري الحديث عن دور مئير داغان في التفجيرات وعمليات الاغتيال التي كانت تقع في العديد من المناطق اللبنانية.