الجمعة، 26 مارس 2010

صداقة باردة


مصطفى إبراهيم
27/3/2010
الوزير دان مريدور قال خلال مقابلة مع التلفزيون الإسرائيلي الرسمي الجمعة 26/3/2010، أن هناك تغيير معين في العلاقة مع الولايات المتحدة من حيث الشكل والماهية، ولم يؤكد وجود أزمة في العلاقة مع الولايات المتحدة.
وكانت الصحف الإسرائيلية خلال الأسبوع الماضي أجمعت على وجود أزمة حيث تصدرت صفحاتها الأولى، عناوين تؤكد على وجود أزمة حيث نشرت "يديعوت أحرونوت" بكلمة واحدة "ضغط"، وأبرزت تصريح وزير الدفاع ايهود باراك الذي حذر الأميركيين من أن مواصلة ضغطهم على نتانياهو سيؤدي إلى تفكيك الحكومة وفوضى سياسية عارمة في إسرائيل".  
أما صحيفة "هآرتس" قالت: "استفحال الأزمة مع الولايات المتحدة"، وأن اوباما طالب نتانياهو بإيضاحات عن الجدول الزمني لإنهاء المفاوضات وتجميد البناء في القدس الشرقية، وتحدث بعض المعلقين الاسرائيليين عن أن الأزمة في العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل تجلت في لقاء اوباما و نتانياهو في البيت الأبيض، وان المطالب التي طلبها أوباما من نتانياهو غير مقبولة على حكومته اليمينية، وأنها تضع نتانياهو أمام أحد خيارين، إمّا قبولها بثمن انهيار ائتلافه الحكومي، أو رفضها وخسارة الدعم الأميركي لإسرائيل في الملف النووي الايراني.
وتحدثت بعض الصحف الإسرائيلية عن 13 مطلباً تقدم بها أوباما لنتانياهو، وهي عبارة عن خطوات بناء الثقة مع السلطة الفلسطينية لمساعدتها في العودة إلى طاولة المفاوضات وأن الولايات المتحدة وسيط نزيه.
وفي مقدم هذه المطالب، الاستمرار في تعليق البناء في المستوطنات بعد انتهاء فترة التعليق في أيلول/ سبتمبر المقبل، ووقف البناء في القدس الشرقية وعدم البناء في الأحياء الفلسطينية، ونقل مناطق أخرى في الضفة الغربية إلى سيطرة السلطة الفلسطينية، و انسحاب قوات الجيش إلى مواقعه قبل اندلاع انتفاضة الأقصى في 29/9/2000، والإفراج عن نحو ألف من الأسرى الفلسطينيين كبادرة حسن نية تجاه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وأن تعلن إسرائيل قريباً مواقفها المتعلقة بالحدود واللاجئين والقدس، وأن توافق إسرائيل على استكمال مفاوضات الحل الدائم في غضون عامين.
معلقون إسرائيليون ذكروا ان مطالب اوباما بمثابة حشر نتانياهو وظهره إلى الحائط، وان اوباما قرر بعد انتصاره في معركة التامين الصحي اعتزامه الانتصار على المفاوضات وفرضها على الاسرائيليين، ويدعي هؤلاء ان العالم بأسره يدعم قيام دولة فلسطينية، و اوباما يريد معرفة أين نتانياهو من كل هذا، وعليه أن يحسم أمره بين ايلي يشاي وأفيغدور ليبرمان، وبين سائر العالم ، نريد أن نعرف من هو نتانياهو، وأين يقف وماذا يريد فعلاً ، وان نتانياهو وقع في "مصيدة العسل"، بعد ان غادر واشنطن مهاناً وضعيفاً.
إلا ان معلقين آخرين قالوا: أن العلاقة لم تصل بعد إلى أزمة حقيقية، وان كل ما جرى ويجري ما هو إلا تعبير عن صداقة باردة وهي مؤقتة، وان الولايات المتحدة لا تزال صديقة قوية لإسرائيل، وان الخلاف الدائر هو شكلي وعلى الأجندة السياسية لاوباما.
العلاقة الإسرائيلية الأمريكية إستراتيجية واذا كان اوباما صادق في ما طلبه من نتانياهو، عليه أن لا يكتفي بالضغط على إسرائيل لتسهيل استئناف المفاوضات وما يسمى العملية السلمية، إن تنفيذ ما تقدم به من مطالب لنتانياهو لا تلبي الحد الأدنى من الحقوق الفلسطينية، فالمشروع الصهيوني قائم على سلب الأرض وسياسة الترانسفير وفرض أغلبية يهودية بالعدوان والحرب لضمان إقامة ما يسمى "دولة يهودية وديمقراطية"، وتهويد القدس والتمييز العنصري على فلسطيني الداخل، والاستمرار في حصار الضفة الغربية وقطاع غزة.
فالعرب سوف يستمرون في السير في ما يسمى العملية السلمية وسيبقى السلام لديهم خيار إستراتيجي، لكن يبقى الرهان والحسم في النهاية كما قال النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي الدكتور جمال زحالقة "عليكم أن تعرفوا أن الموقف الفلسطيني وليس الأمريكي هو الحاسم في النهاية"، فالفلسطينيون قادرون على  قلب الطاولة في وجه الولايات المتحدة وإسرائيل من خلال إنهاء الانقسام والمصالحة الوطنية والتمسك بالثوابت الفلسطينية، فلن يكون هناك حل في غضون عامين كما وعد اوباما و اللجنة الرباعية الدولية، فالحل لن يأتي إلا بالمقاومة والصمود في وجه الضغوط للعودة إلى مفاوضات إلى ما لا نهاية.  

معطلي فروع الدريوش: خطوة إلى الوراء من أجل خطوتان إلى الأمام



استمرارا في معركتها الإقليمية التي تخوضها منذ السنة الماضية دفاعا عن حق المعطلين بالاقليم في الشغل القار والتنظيم ، نفذت فروع التنسيق الاقليمي بالدريوش الشكلين النضاليين المقرران في دورة مجلس التنسيق الاقليمي بايت اوليشك يوم 17 مارس 2010 ، حيث كان الشكل الأول عبارة عن وقفة إنذارية أمام عمالة الدريوش يوم 22 مارس 2010 ابتدأت على الساعة الثانية والنصف  واختتمت في حوالي الساعة الخامسة زوالا، أما الشكل النضالي الثاني المقرر فكان عبارة عن إعتصام جزئي أمام العمالة متوج بوقفة في الشارع العام يوم  الجمعية 26 مارس ابتدأ على الساعة الثانية والنصف زوالا ،ويأتي هذا البرنامج النضالي بعد مباشرة العمالة الجديدة لعملها وتلقيها للملفات التي كانت مودعة في عمالة الناظور قبل تعيين العامل ، وهذا ما يبرر تراجع الوتيرة النضالية التي تسير بها المعركة، فقد كان من المتوقع تنفيذ أشكال نضالية جديدة وغير مسبوقة بالاقليم ، لكن وبحكم التعيين الحديث للعامل الجديد ومن أجل إعطاء ما يكفي من الوقت للمسؤولين بالاقليم ( العامل + رئيس المجلس الاقليمي ..) كي يستجيبوا لمطالب فروع التنسيق ، فقد تقرر تنفيذ شكلين نضاليين إنذاريين حتى تكون الصورة واضحة لكل المعنيين على ان المعطلين لا يتحملون ولن يتحملوا أية مسؤولية فيما ستترتب عنه الاوضاع بالمنطقة إذا أستمر حال البطالة على ما هو عليه، وإذا أستمر المسؤولين في الترفع عن مطالب معطلي فروع التنسيق الاقليمي.
وقد عرف هذين الشكلين النضاليين إلتفافا جماهيريا واسعا وحضورا مكثفا لمعطلي الاقليم من ميضار وقاسيطة وايت اوليشك والدريو ش ، خاصة وأن هذه الأشكال هي الأولى المنظمة أمام العمالة مباشرة بعد إحداث مقرها باقليم الدريوش ، وهو الأمر الذي لم يستسغه المسؤولين بالاقليم حيث لجؤوا إلى الإنزال المكثف لأجهزة القمع الطبقية ( قوات مساعدة، درك ملكي ، بوليس سري وعلني ...) لترابط أمام مقر العمالة خوفا من أي اقتحام لها من طرف المعطلين، وفي هذا الصدد أشارت السكرتارية الاقليمية إلى أن الشكلين النضاليين المبرمجين تقرر تنفيذهما خارج أسوار العمالة، ولو أن المعطلين أرادوا تنفيذ شكل احتجاجي داخل العمالة لتم تنفيذه حتى وإن إقتضى الأمر تقديم كل أنواع التضحية، فمعطلي التنسيق  تعاملوا بكل نضج ومسؤولية مع الجهات المسؤولة بالاقليم ما داموا لم يقدموا بعد على التصعيد في وتيرة المعركة الاقليمية ، وذلك لن يدوم طويلا  إذا لم يتم تنفيذ الوعود الممنوحة للفروع بشكل عاجل وإعطاء الأولوية لمعطلي الجمعية في عملية التوظيف بالاقليم،
كما ندد معطلي فروع التنسيق الاقليمي بالدريوش من خلال شعارات وكلمة الشكل النضالي الأخير بالقمع الوحشي الذي تعرضت له مسيرة معطلي فروع التنسيق الاقليمي بالحسيمة ، واعتبرت أن كل قمع واستفزاز لمناضلي الجمعية لا يقوم سوى بتوسيع شرارة النضال ويفتح معركة المعطلين على كل الإحتمالات.

عن لجنة الإعلام والتواصل

عندما ندمر التعليم الجامعي بأنفسنا!


ا.د. محمد اسحق الريفي
الجهل أشد فتكاً بالتعليم الجامعي من الصواريخ التي دك بها العدو الصهيوني عدداً من المباني الجامعية خلال حربه الأخيرة على غزة، فبينما استهدفت تلك الصواريخ مباني المختبرات العلمية؛ لضعضعة البحث العلمي، فإن الجهل يستهدف بناء الإنسان الفلسطيني؛ عبر استهداف عقله مباشرة والحد من قدرته على التفكير.
فمع الأسف الشديد، هناك ممارسات خطيرة تمارس في بيئات التعليم الجامعي في غزة، فتؤدي بقصد أو بغير قصد إلى تدمير التعليم وتحويله إلى مجرد وسيلة للحصول على شهادات جامعية؛ ليتمكن صاحبها من الحصول على وظيفة وراتب شهري، دون أن يكون مؤهلاً تأهيلاً أكاديمياً حقيقياً للوظيفة.  وتنم تلك الممارسات على استهتار بجملة مهمة من القيم والمبادئ الضرورية لبناء الإنسان بناء صحيحاً متكاملاً يؤهله للعطاء، ويجعله يصمد أمام المغريات والتحديات الكبيرة؛ ليأخذ مكانه في مسيرة النهوض والبناء.  وتنم تلك الممارسات أيضاً على جهل كبير، ليس فقط بالتعليم الجامعي ومعاييره، بل أيضاً بدور التعليم الجامعي في بناء الإنسان وتنمية المجتمع والارتقاء به وتطويره.
فإذا لم يتعلم الطالب في الجامعة أنماط التفكير، وإستراتيجيات التعلم المستمر، وأساليب البحث العلمي، وتحمل المسؤولية، والاعتماد على الذات؛ في الحصول على المعرفة والوصول إلى المعلومة والحقيقة، فما الغاية من إضاعة مدة مهمة من حياة الطالب بين أسوار الجامعة وعلى مقاعد الدراسة؛ يقضيها في الحفظ والتلقي والتلقين، دون تنمية لقدرات العقل على الفهم والتفكير والإبداع ومواجهة المشكلات وحلها بطريقة علمية؟
تشمل الممارسات التي نحن بصددها: بيع حلول التعيينات الجامعية (أو الواجبات) للطلاب، وبيع حلول أسئلة بعض مساقات الرياضيات والفيزياء والهندسة للطلاب أو توزيعها عليهم مجاناً، بيع الأبحاث والمشاريع الجامعية الجاهزة للطلاب وخصوصاً في حقل تكنولوجيا المعلومات أو القيام بها نيابة عنهم مقابل المال، نسخ الأساتذة للخطط الدراسية للمساقات من مواقع لجامعات غربية عبر الإنترنت دون الالتزام بمضمونها أو مراعاة اختلاف البيئة التعليمية والإمكانات الجامعية...
والمصيبة أن بعض الجهات الطلابية وجهات أخرى تحظى بغطاء تنظيمي هي التي تتولى مهمة بيع حلول التعيينات على الطلاب الجامعيين، والتي ينال مقابلها الطالب نسبة كبيرة من درجات المساق، وذلك بهدف الكسب أحياناً أو التقرب من الطلاب واستقطابهم حزبياً أحياناً أخرى.  ووصل الأمر ببعض الجهات الطلابية إلى إتاحة حلول التعيينات الجامعية في كافة المساقات للطلاب عبر مواقع الإنترنت الخاصة بهذه الجهات.  وهذا تدمير للعقل وللتعليم الجامعي والمجتمع والأمة، علاوة على أنه غش منهي عنه شرعاً وقانوناً.
أما بالنسبة لحلول أسئلة المساقات العلمية والهندسية؛ فمعروف عالمياً أن هذه الحلول تحجب عن الطالب، ولا توزعها دور النشر إلا بطلب رسمي من الجامعات على الأساتذة الجامعيين فقط دون الطلاب؛ لأن إتاحة حلول الأسئلة للطالب يخدر عقله ويمنعه من التفكير، ويجعله مجرد وعاء لمعرفة لحظية سرعان ما تتبخر، وليس منتجاً لمعرفة أو مهارات حقيقية مستديمة، ويعيق لحد بعيد قدرته على كل مهارات التفكير وأنماطها وخصوصاً التفكير الإبداعي.  ولهذا فمن المستهجن جداً أن تتولى جهات رسمية طلابية توزيع هذه الحلول على الطلاب وترويجها في الجامعة دون أن ينتبه القائمون على العملية الأكاديمية.
والمصيبة الأكبر؛ أن هناك جهات مختصة ببيع الأبحاث الجاهزة والمشاريع التي تشكل جزءاً مهماً من متطلبات النجاح في المساقات الجامعية وإتمام متطلبات الدرجة الجامعية، وأحياناً يلجأ بعض الطلاب إلى سرقة المشاريع من مواقع الإنترنت، لتتحول الجامعات إلى وسيلة للحصول على الوظيفة والراتب على حساب المجتمع والشعب، حيث ينعكس هذا الخرق الكبير في التعليم الجامعي على التعليم في المدارس، فيصل الطالب إلى الجامعة ضعيفاً، ليبدأ في البحث عن طرق النجاح في المساقات دون تحصيل العلم والمعرفة، ودون اكتساب للمهارات وتنمية القدرات؛ ليعود معلماً أجوفاً إلى المدارس، وهكذا تستمر عملية التجهيل والهدم والتدمير.
وأخيراً؛ تدل تلك الممارسات الخطيرة على أن الاهتمام بجودة التعليم هو اهتمام شكلي فقط؛ لأن العملية الأكاديمية تفتقد إلى المتابعة والرقابة.  فقد يضع الأستاذ خطة للمساق، وغالباً ينسخه من مواقع جامعات أخرى، ولكنه لا يتبع هذه الخطة، ولا توجد آلية لمتابعة مدى التزام الأستاذ بخطته، ولا توجد آلية لمتابعة تقارير نهاية الفصل؛ إن وجدت، ولحل المشاكل والتحديات التي يواجهها الأستاذ وطلابه.



من الإمبراطورية.. وإليها


محمد طعيمة
وشائج وثيقة تربط أجيال عائلة مبارك المتتالية بالمملكة المتحدة، منذ كانت إمبراطورية لا تغرب عنها الشمس، مروراً بتطورات مسيرة شخصيتها الأكثر إثارة للجدل، جمال، مهنياً وسياسياً، وليس أخيراً... إنسانياً، بميلاد (فريدة) على أرض عاصمتها.
في سماء لندن، بلد الإكسلانسات، حلق أعظم حلم داعب مُخيلة الأب... أن يصبح سفيراً لبلده الأم فيها، ليُنهي مسيرته الوظيفية من حيث إنطلقت الجدة (ليلي ماي بالمر)، تاركة مسقط رأسها (ويلز) إلى المستعمرة البريطانية... مصر. فيها تعرفت على الطبيب الصعيدي صلاح ثابت بمستشفى كارديف، تزوجا وأنجبت منه "الأم" في 28 فبراير 1937.
وشائج القربى بين الفرعين الويلزي والمصري رصدتها صحيفة (ويسترن ميل) ثالث أيام إغتيال السادات بعنوان "الأقارب فى انتظار أخبار عن نائب الرئيس"، وضفرها الكاتب المصري المُقيم في لندن محمد عبد الحكم دياب، بمقال فريد نشرته (العربي) قبل ثماني سنوات، به تفاصيل كثيرة على لسان "الخال جون" عن التواصل العائلي، وعن الأسماء الموازية، جورج/ حسني... ألن/ علاء... جيمي/ جمال.
مع جيمي تتشابك الخيوط أكثر ببلد الإكسلانسات. شهدت لندن بدأ مسيرته كـ"بنكير" في مصرف أمريكي، وفيها دارت أشهر صفقة لبيع ديون مصر إلى البنك الأمريكي، كما أكد الأب لنقيب الصحفيين الحالي مكرم محمد احمد في حوار نشرته المصور سبتمبر 1993. ومنها انطلق أول مشروعاته، شركة أوراق مالية "صغيرة" تنشط في أسواق الشرق الأوسط  وأفريقيا، وسرعان ما أصبح لها فرع بالقاهرة عام 1997. بعد عدة أشهر أسست الشركة الصغيرة صندوقاً مالياً يتركز نشاطه في مصر برأسمال 54 مليون دولار، على غرار صندوق أمريكي.
في لندن تعلم جيمي البيزنس، وفيها خاض المرحلة الثانية من "التربية السياسية"، الأولى كانت على أيدي د. علي الدين هلال. أستاذ جيمي البريطاني هو مُنظر النيوليبر (بيتر ماندلسون)، صديق ومُعلم توني بلير وواضع منظومة إعادة تشكيل حزب العمال التي رجع بها لحكم المملكة. ماندلسون، يهودي معروف بدعمه الدائم لإسرائيل، وبـ"غرابة أطواره" المثيرة للجدل. اُقيل من الوزارة أكثر من مرة بسبب شُبهات فساد مالي. سيصبح فيما بعد المفوض الاوروبي لشؤون التجارة، واخيراً... وزير الأعمال البريطاني.
بعد ست سنوات من سفره إليها فور تخرجه غادر جيمي لندن إلى القاهرة، لتتصدر صوره كمُنظر إقتصادي صفحات جرائد الحكومة طوال عام 1998، لكنه بعد عدة أشهر انتقل للمشهد السياسي طارحاً فكرة (حزب المستقبل)، ودُعي إليه خليط عجيب... ناصريون وشيوعيون، ليبراليون ومحايدون، سياسيون ومنظرون. لم ير الحزب النور، قفز منه البعض... ولفظ هو البعض، ليتمخض عن لجنة السياسات عام 2000، حصان طروادة التوريث.
لم تختف لندن، فمنها وإليها تمتد خيوط جيمي. في اكتوبر 2002 يختصه (جاك سترو) وزير الخارجية البريطاني الأسبق بلقاء منفرد أثناء زيارة رسمية للقاهرة، تلاها بشهر واحد سفر وفد حزبي رسمي، "لجنة مُنتدبة" حسب توصيف جيمي، إلى العاصمة البريطانية، ضمت معه الوزير محمود محي الدين وحوت الحديد أحمد عز. التقى جيمي مجدداً ماندلسون ومُنظري النيوليبرال في حزب العمال، لـ "مناقشة الأفكار الإصلاحية" لما بدأ يُعرف وقتها بالحرس الجديد، وللتأكيد على أن "أي تطور مستقبلي مرتبط بقرار دستوري"، كما نقل د. جهاد عودة عضو لجنة السياسات.
لم يحدد جهاد في كتابه (جمال مبارك.. تجديد الليبرالية الوطنية) ماذا يقصد بالتطور المستقبلي. لكن اللقاءات المتكررة بين "مُنتدبو" السياسات ورموز حكومية وحزبية بريطانية اخترقت ضباب لندن، وتحدثت تسريبات مجلس العموم عن دعم المملكة لسيناريو الخلافة... مع نصيحة بطرق أبواب واشنطن. مع التسريبات صدر أول بيان رافض للتوريث على شبكة الإنترنت... وانطلقت حملة (العربي) لكشفه ومقاومته.
تحول "قبلة" صلوات السياسات إلى بلاد العم سام لم يؤثر في حضور دائم لبلد الجدة، معنوياً... ومادياً. ففضلاً عن نشاط البيزنس، للعائلة ثلاثة منازل في مدينة الضباب، لجيمي منها الأغلبية... أفخمها في حي ساوث كنسجتون الراقي، حيث شوهد مع زوجته يتسوق.
لا تحتاج الحفيدة، كما أعتقد البعض، "مكان الميلاد" لتضمن جنسية الإمبراطورية، فالدستور البريطاني يضخها تلقائياً مع الدم، للأحفاد... وقبلهم للأبناء.

مطالب عاجلة إلى القمة العربية


حــرية و إنـصاف
منظمة حقوقية مستقلة
 تونس في 10 ربيع الأول 1431 الموافق ل 26 مارس 2010
ينعقد الاجتماع الرابع لقمة الدول العربية منذ فرض الحصار على الشعب الفلسطيني وخاصة على قطاع غزة وما شهده من عدوان وحشي على يد القوات الصهيونية، وفي مقابل صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة أمام الحصار والاحتلال فإن النظام الرسمي العربي قد اثبت عجزه عن الوقوف الفعلي إلى جانب الشعب الفلسطيني من أجل رفع الحصار ودعم المقاومة وتحقيق وحدة الصف الفلسطيني، بل بلغ الأمر حد تورط بعض الأطراف العربية الرسمية في تشديد الحصار على الشعب الفلسطيني والضغط على المقاومة استجابة لإملاءات أمريكية وصهيونية لدفع بعض الأطراف الفلسطينية إلى تقديم المزيد من التنازلات عن الحقوق الثابتة والمشروعة وجرها إلى التفاوض من موقع الضعف.
ينعقد هذا الاجتماع في وقت يبلغ فيه الوضع الفلسطيني والعربي أسوأ حالاته مما ساعد الكيان الصهيوني على مزيد التوغل في الاعتداء على حقوق الشعب الفلسطيني وأبرزها استمرار الحصار القاتل على غزة والتوسع في امتلاك الأراضي وبناء المستوطنات وخاصة في مدينة القدس الشريف عاصمة فلسطين وضم المقدسات الإسلامية إلى التراث اليهودي (الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال) وتصعيد حملة تهويد القدس باستهداف مباشر للمسجد الأقصى وبناء ''كنيس الخراب'' ومنع الفلسطينيين دون 50 عاما من الصلاة بالمسجد الأقصى، كل ذلك في ظل صمت دولي وانحياز غربي للكيان الصهيوني بدعوى ضمان أمن ''إسرائيل''.
كما ينعقد هذا الاجتماع في ظل تزايد القمع المسلط على الشعوب العربية للحيلولة دونها والنضال من أجل رفع الحصار على الشعب الفلسطيني ودعم حقه المشروع في مقاومة الاحتلال.
وحرية وإنصاف
1)    تؤكد موقفها الثابت في اعتبار القضية الفلسطينية قضية مركزية للأمة العربية والإسلامية وأن الحل العادل لهذه القضية هو استرجاع الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة الشاملة للحرية والأرض والمقدسات.
2)    تحمل النظام الرسمي العربي مسؤوليته فيما آل إليه الوضع الفلسطيني والعربي وتدعوه إلى التوقف عن كل ما من شأنه أن يساهم في حصار الشعب الفلسطيني وإضعاف مقاومته المشروعة للاحتلال واختيار من يمثله بحرية.
3)    تطالب الملوك والرؤساء العرب المجتمعين في مدينة سرت بليبيا باتخاذ قرارات ترتقي إلى مستوى موقف الشعوب العربية وأولها سحب ما يسمى ب''المبادرة العربية'' ووضع حد لسياسة التطبيع مع الكيان الصهيوني واتخاذ إجراءات عملية لفك الحصار عن غزة والتصدي لحملة تهويد القدس.
4)    تدعو إلى اتخاذ موقف عربي رسمي يدعم نضال الحركة الحقوقية العربية والدولية من اجل محاكمة مجرمي الحرب الصهاينة وإدانة إرهاب الدولة الذي يمارسه الكيان الصهيوني في تحد صارخ للمجتمع الدولي والمواثيق الدولية.
عن المكتب التنفيذي للمنظمة
الرئيس
الأستاذ محمد النوري

الجـمـعـيـة الـتـونـسـيـة لـمـقـــــــــــــاومة الــــتــعــذيـــب


بـــيـــان
لا يزال الطلبة المعتقلون وعائلاتهم ومحاموهم ينتظرون تعيين جلسة الاستئناف بتونس منذ صدور الحكم الابتدائي عن محكمة منوبة في 21-12-2010. وقال محامون للجمعية إنه باتصالهم بالمحكمة يجابون بعدم ورود الملفات تارة وبعدم ورود بعض الأحكام تارة أخرى، مع العلم أن محكمة منوبة تأكد أن جميع الملفات وجّهت ويعتبرون أن مضى ما يزيد عن الثلاثة أشهر دون تعيين جلسة استئناف هو أمر غير عادي وغريب ويؤشر أن التعاطي مع الملف يتم بشكل مختلف مع باقي الملفات ومن جهة أخرى أعلمت عائلة الطالب نبيل البلطي أن ابنها يعاني منذ مدّة من الإسهال وقد جلبت له دواء سلّمته لإدارة سجن المرناقية، إلا أنه أعلم عائلته أثناء زيارته يوم 24-03-2010، أنه لم يتسلم الدواء المذكور، كما لم يتحصّل على كتب المطالعة التي جلبتها له العائلة.
إن الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب:
- تسجل استغرابها الشديد إزاء التأخير المبالغ فيه في تعيين جلسة الاستئناف للطلبة المعتقلين.
- تطالب الإدارة السجنية باحترام قانون السجون وتمكين الطلبة المعتقلين من حقهم في الرعاية الصّحية وتسلم الأدوية التي تحظرها العائلة.
- تجدّد المطالبة بالإفراج الفوري على الطلبة المعتقلين وإيقاف التّتبعات الجارية ضدّهم لصبغتها النقابية.
الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب
الكاتب العام
منذر الشارني

قراءة في .. قمة سرت


د . لطفي زغلول

تحت ظلال أوضاع عربية مزرية،تنعقد القمة العربية الدورية في مدينة سرت إحدى مدن الجماهيرية الليبية في السابع والعشرين والثامن والعشرين من شهر آذار/مارس 2010 في دورتها العادية الثانية والعشرين.ومما لا شك فيه أن مؤسسة القمم العربية قد فقدت بريقها،واهتمام الشارع العربي بها،كونها عجزت أو بصحيح العبارة تعاجزت عن تحقيق أدنى مطالب المواطن العربي السياسية والأمنية والتربوية والإقتصادية والثقافية وغيرها الكثير الكثير.
كان من المفترض أن تتصدر القضية الفلسطينية بكل إفرازاتها وتداعياتها محاضر جلسات هذه القمة.إلا أنها تآكلت عبر التجاهل والتناسي، وباختصار ها هي إسرائيل تسرح وتمرح،تصول وتجول،تصادر الأراضي،تغتصب التراث الإسلامي وتنسبه إلى ما تسميه تراثها.ها هي محاولات اقتحام المسجد الأقصى تتكرر،وليست النوايا المبيتة له بخافية على أحد.
ها هو الإستيطان يتسرطن في الجغرافية الفلسطينية،ضاربا عرض الحائط بمطالب أميركا والإتحاد الأوروبي الخجولة والمتواضعة بوقفه.وها هي الجرافات  الإسرائيلية تهدم منازل المواطنين في القدس وتصادر هوياتهم بغية تهجيرهم.
ولا تقف مأساة الشعب الفلسطيني عند هذه الحدود.فالإحتلال الإسرائيلي لم ينفك يقتحم المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية.إنه يقتل ويعتقل.إنه ما زال يقيم مئات الحواجز التي تحاصره وتغلق عليه وتكتم أنفاسه.
وبرغم هذا كله،فإن خيار السلام العربي ما زال قائما،وتتغنى به الأنظمة السياسية العربية المعنية،كرد على تحديات الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة بشأن استمرارها اللامشروع في إقامة المستوطنات أو بناء الوحدات السكنية الإستيطانية، أو بناء جدار العزل في الضفة الفلسطينية أو القدس التي أوشك التهويد الجغرافي والديموغرافي أن يفترسها بمقدساتها وآثارها الإسلامية.
وما دمنا بصدد مبادرة السلام العربية،وهي الخيار العربي الوحيد،فإن الرد الإسرائيلي عليها لم يتغير البتة.إنها تشترط لقبولها إفراغها من ثوابت القضية الفلسطينية التي طالما أشهرت لاءاتها في وجهها.وإمعانا في التأكيد على رفضها،فإنها تشترط إلغاء حق العودة،وعدم الرجوع إلى حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967،والإبقاء على القدس عاصمة لدولة إسرائيل.
والسؤال الملح الذي يطرح نفسه. في ظل هذه الأجواء،ما هو المطلوب من القمة؟.لقد أصبح القاصي قبل الداني على يقين أن المطلوب عربيا في هذا الصدد،إذا ما صدقت النوايا، يتمثل في ممارسة الضغوطات العربية بشتى الوسائل المتاحة،وهي والحمد لله كثيرة،على الإدارة الأميركية التي انحازت إنحيازا إستراتيجيا إلى الطرف الإسرائيلي،وأصبحت تقف في صف المواجهة معه ضد الفلسطينيين غير آبهة ومتجاوزة كل الخطوط الحمراء على فرض أنها موجودة.       
         وإذا كانت كل هذه التداعيات والإفرازات تشكل غيضا من فيض القضية الفلسطينية وتداعياتها وإفرازاتها،فإن العالم العربي هو الآخر له مشكلاته الخطيرة.فعلى الصعيدين  السياسي والأمني هناك العراق الذي يعيش هذه الأيام ذكرى سقوطه السابعة فريسة للمطامع الأميركية.
         هناك السودان،وهناك اليمن وحرب صعدة السادسة وإمكانية تجددها. هناك الصومال الذي أنهكته الحرب الأهلية،وعلى ما يبدو فإن العرب قد تناسوا عروبة هذا القطر المحسوب على الأمة العربية.
         وعلى الصعيد الإقتصادي فإن العالم العربي يعاني من الفقر الذي يحول دون أن يتمكن المواطن العربي من تأمين الحاجات الأساسية لمعيشته.إنه يفتقر إلى الرعاية الصحية والدواء.إنه يفتقر إلى تأمين غذاء تكتمل فيه الشروط الصحية.إنه يفتقر إلى تعليم يمحو به أمية مستشرية بين ظهرانيه،أو أن يبلغ مستوى معقولا من العلم والثقافة.
         وثمة صعد أخرى تتمثل في معاناة العالم العربي بسبب فقدانه عناصر المناعة الحضارية جراء افتقاره إلى الديموقراطية والتعددية السياسية والحريات ومنظومة حقوق الإنسان والعدالة والمساواة،وهي المفاهيم والقيم التي تميز الشعوب المتحضرة عن سواها.
         وعلى ما يبدو فإن أحلام السوق العربية المشتركة،والوحدة الثقافية،والوحدة التربوية،ومشروع فضائية الثقافة العربية الموحدة،ومشروع فضائية الإعلام العربي الموحد،قد محتها نهارات العرب الممزقين والمشرذمين والمتفككين والمتناحرين،فذهبت هذه الأحلام أدراج الرياح.
وحقيقة الامر،ولدى إعادة قراءة ملفات القرارات الصادرة عن معظم القمم العربية السابقة،فإنه يمكن وصفها بعدة أوصاف دون التجني عليها.فهي ذات سقف منخفض جدا.ولا تقترب من بؤرة المشكلة.وتحمل صفة العمومية.وهي حذرة وتفتقر في أحيان كثيرة إلى قدر من الشجاعة وتحمل المسؤولية.وليس لكثير منها رصيد فعليعلى أرض الواقع.
وهي أخيرا لا آخرا تفتقر إلى جهاز مناعة يحول دون استمرار نزيف جرح الكرامة العربي الدامي،أو القدرة على اتخاذ الإجراءات الضرورية للتصدي لمسبباتها الداخلية والإقليمية والخارجية.ويظل العالم العربي جراءها إبتداء من فلسطين ومرورا بالعراق والسودان والصومال وغيرها وانتهاء بالجزائر يدور في حلقة مفرغة ليس لها مخرج ولا منها ملاذ.
وأما ما يخص مؤتمرات القمة العربية واجتماعاتها أيا كان مستواها،دورية كانت أم طارئة،فقد كانت على الدوام تجسد صور الإختلاف والشرذمة والتعادي والتنافر والعجز وعدم الرقي إلى سقف الحاجات والأماني العربية الأكثر إلحاحا على ساحة العالم العربي.


إن جامعة الدول العربية التي يفترض أنها بيت العرب الذي يلم شملهم،كانت تعكس على الدوام صورة العلاقات العربية التي ما كانت يوما تتمتع بصحة جيدة،وإنها كانت تفتك بها آفات كثيرة لعل أخطرها عدم الإستعداد للتضحية بالمصالح الخاصة والتقوقع القطري على شرف المصالح القومية الكبرى،وهي بهذا كله شكلت المستنقع السياسي الذي علقت به كثير من القضايا العربية الأكثر خطورة على الساحة العربية.
كلمة أخيرة.إن الجماهير العربية تتمنى على أنظمتها السياسية أن ترتفع إلى مستوى هذه المطالب القومية التي تشكل الحد الأدنى من مطالبها.وهي مطالب ليست من عالم الخيال،ولا في حكم المحال.ولكنها تحتاج إلى صحوة ضمير وإرادة وتصميم وإصرار على الرجوع إلى الكرامة العربية.وإلا فإن على هذه الأنظمة أن تستقيل من التاريخ العربي والإنتماء له.وإن غدا لناظره قريب.






رفضا للتعتيم الاعلامي على المقاومة الوطنية في العراق


مقالة بتاريخ :26 آذار _ مارس 2010-
 النفطي حولة القلم الحر:
الحقيقة التاريخية  التي بدونها يستحيل تاريخ الشعوب و  الامم الى اضحوكة و كذبة تاريخية  هي انه كلما خيم الاستعمار بعسكره و جيوشه الجرارة و آلياته و تجهيزاته المدمرة بظلاله على أرض شعب و أمة الا و قاومت و تصدت لجحافل المستعمرين بكل عزيمة و اصرار و ايمان تعلقا بالحرية مبدءا و التزاما منها بالجهاد عقيدة كطريق وحيد و واحد للخلاص من براثن الاستعمار
 و أدواته .
و في هذه المرحلة  من تاريخنا المعاصر هاهم التتار الجدد  و الصليبيون(و هذا باعتراف الرئيس السابق للولايات المتحدة الامريكية مجرم الحرب بوش عندما قال في احدى تصريحاته مباشرة بعد احداث 11 سبتمبر انه يخوض حرب صليبية ثم اعتبر ذلك زلة لسان ) الحاقدون على الامة العربية و على راسهم امريكا و بريطانيا و بتواطئ مفضوح من الصفوين الجدد يتكالبون على الامة في اطار خطة استراتيجية وضعوا لها من العناوين ما يحلو لهم فتارة : مشروع الشرق الاوسط الكبير
و طورا آخر : مشروع الشرق الاوسط الجديد و ذلك  بهدف زيادة تعميق فصل شرق الوطن  العربي عن مغربه و اعادة تشكيل  خارطته في اطار تجزئة المجزأ و تفتيت المفتت بزرع الكيانات الطائفية و المذهبية و اثارة الحروب  الاهلية و الفتن الداخلية كما هو يحصل الان في بلاد ما بين النهرين المسماة ايضا  ببلاد الرافدين و هي البوابة الشرقية للوطن العربي .
لكن الواقع على  الارض سفًه احلام المستعمرين و الغازين من امريكان و بريطانيين و الطامعين
 و الحاقدين من الصفويين الجدد و هاهي المقاومة الوطنية بكل فصائلها المتنوعة  تسطر اروع لوحات البطولة و الشهامة و المجد لصد العدوان على الوطن و الامة .
و من وسط معركة  التحرر و من قلبها النابض هاهو خضير المرشدي الناطق  باسم حزب البعث العربي الاشتراكي و باسم المقاومة الوطنية و فصائلها يتحدث لنا في تونس و يعطي بالدليل
 و الارقام  خسائر العدو في العتاد و  الارواح الذي بدأ منذ سقط  في الوحل العراقي يفكر في  الخروج تحت مسميات و عناوين  شتى .
و أول ما نطق  به الدكتور المرشدي هو قوله : ان مشروع  أمريكا يتجاوز الاحتلال العسكري المباشرالى  تدمير كل البنى التحتية من مؤسسات عسكرية و اجتماعية و ثقافية و سياسية و دينية
 و ضرب  كل النسيج الاجتماعي المتنوع  و المتعدد و الذي كان مصدر  قوة و ثراء في عهد الدولة  الوطنية بقيادة الشهيد صدام  حسين رحمه الله و تحويله الى مصدر تخريب و فتنة داخلية .
و يؤكد الدكتور  على ان المقاومة شاملة و متكاملة  فهي عسكرية و سياسية واجتماعية  و اقتصادية وثقافية و دينية  و لن تكون المواجهة والمقاومة الا بمشروع شامل ومتكامل تقوده الفصائل الوطنية بديلا عن ذلك .
وكما جاء  على لسانه فان الاستعمار الجاثم على العراق  هو في احدى تمظهراته يأخذ طابعا استيطانيا بسبب التحالف  الاستراتيجي مع الحركة الصهيونية  العالمية .
و نظرة خاطفة  على الارقام التي أدلى بها الدكتور المرشدي في معرض حديثه عن المقاومة الوطنية العراقية حيث يقول ان عدد القتلى في صفوف القواة الأمريكية بلغ 135000 قتيلا و لنتأكد من ذلك الرقم بشكل موضوعي يكفي كما قال ان نحسب ما تحصيه الادارة الامريكية من عددالمجروحين الذي بلغ 62000 وعدد المعوقين بلغ 22000 وعدد المنتحرين والمصابين بأمراض نفسية وعصبية مستعصية بلغ 30000 و عدد الجثث المصرح بها و الذي بلغ أكثر20000 حسب بعض الاحصائيات الرسمية في الجيش الأمريكي فاذا جمعنا كل هذه الأرقام تحصلنا تقريبا على العدد الحقيقي الى حد الآن وهوما صرحنا به أي 135000 قتيل .
وفي جانب آخر  تعرض الدكتور المرشدي في حديثه الى عدد جبهات المقاومة وهي أربع جبهات.
1)جبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني وتتكون من أربعين فصيلا تشمل العرب والأكراد والسنة والشيعة والتركمان ويتزعمها القائد عزت الدوري .
2)جبهة الجهاد والتغيير
3) جبهة المجلس الوطني
4) الجبهة الاسلامية  والتي تأسست مؤخرا.
ويوجد حوار بين  هذه الجبهات الأربعة من أجل  وحدتها خاصة وأن هدفها واحد هو التحرير .
كما أكد الدكتور  المرشدي في حديثه على أن مشروع  المقاومة هو : لاحوار ولا تفاوض ولا  لقاءمع المحتلين الا اذا اعترفوا  بشرعية المقاومة وبحقها في النضال من أجل  التحرر.
وفي معرض حديثه  على العملية السياسية الجارية  الآن يقول الدكتور المرشدي أن المحتلين أرادوا من خلال أسطورة الانتخابات خلق  رأي عام سياسي يقبل بما يسمي باسطوانة الديمقراطية  الأمريكية  القادمة الينا على ظهور الدبابات .وأن عملاء الاحتلال هم الذين يدفعون بالشعب الى الانتخاب عنوة .وبالرغم  من ذلك فان نسبة المشاركة لم تتجاوز40 في المائة في أفضل الحالات أي  7ملايين و300 ألف من جملة 16 مليون و600ألف وهذا يدل على أن الشعب رافض للانتخابات .
وحتى في هذه  النسبة  نرى أن الذين أـدلوا بأصواتهم  لم يصوتوا  للطائفة  ولا للمذهب ولا للعرق  وأجمعوا على اسقاط  المشروع الايراني الصفوي.
وفي موضوع  آخر  قال الدكتور المرشدي أن في الدولة العراقية المنصَبة من طرف الاحتلال عمَ الفساد المالي والخراب الاقتصادي وانهارت كل القيم بحيث مازال العديد من المواطنين عرضة الى النقص في الماء والكهرباء . ويوجد 5 ملايين يتيم و5 ملايين أمي و5 ملايين من المهجريين من خيرة العقول والخبرات الوطنية العراقية .
كما تناول  في معرض حديثه الضغط الذي حاول الاحتلال وعملاؤه القيام به من أجل دفع فصائل  المقاومة للقيام بالعملية السياسية الا أنهم فشلوا في كل محاولاتهم . كما حاولت أمريكا دفع الدول العربية للاعتراف بالدولة المنصبة من خلال اقامة العلاقات الدبلوماسية وتبادل السفارات لكنهم فشلوا في ذلك أيضا حيث لا يوجد الى حد الآن سوى 16 سفارة بمن فيهم سفارات دول العدوان .
و ملخص القول  فان المقاومة العراقية نجحت الى حد كبير في افشال المخططات الاستعمارية لأمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني  وهي لا تزال كذلك بحيث معدل العمليات التي تقوم بها فصائل المقاومة هو ما بين 60 و 70 عملية في اليوم .وهذا ان دل على شيء انما يدل على طول  نفس خط المقاومة وضرورة استمراريته حيويا ناشطا وفعالا كحل استراتيجي  في وجه الأعداء للنيل منهم وهزيمتهم الهزيمة النكراء حتى يخرجوا يجرون  أذيال الخيبة والفشل و تنهار كل مشاريعهم وتتكسر على صخرة المقاومة العنيدة والباسلة