الأربعاء، 17 مارس 2010

كلمة امين سر جبهة التحرير الفلسطينية وليد عيسى


بسم الله الرحمن الرحيم
(سبحان الذي اسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا هوله لنريه من اياتنا انه هو السميع البصير صدق الله العظيم)
ايها المباركين
يا شعبنا يا شعب فلسطين
يا من اختاركم الله لتكونوا الحماة والمدافعين عن دينه و مقدساته , عن امة حكامها على عروش عهرِِِ عروش صعاليك تقيم مآذب الكفر و العار وتسبح لذلها فمسنتقع الخيانة.
انتم اليوم يا شعبنا تقيمون وتحيون وعد و عهد الله بكم , انتم الذين قال الله عز وجل فيهم . ( الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايماناً وقالوا حسبنا الله و نعم الوكيل ).
نعم ايها الاحبة ايها الاخوة حسبنا الله ونعم الوكيل و فضلاً من عنده انه اختارنا لدينه ومقدساته , اليوم انتم ياشعبنا رجالاً ونساء - و اطفال تدافعون بالصدور العارمة و الايدي المباركة , و القلوب
المؤمنة و بالحجر المقدس تدافعون عن مقدسات امتنا و بالنيابة عنهم.
انتم في القدس و بيت المقدس و اكناف بيت المقدس يا من قال فيكم رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اهل الرباط و العزيمة و ما جلت قلوبكم و لا هانت عزيمتكم من هذا العدو المدجج بكل انواع
الاسلحة , ولكن دوماً كان حسبكم انكم تدافعون عن مقدسات الله في الارض فاستحق يكم ان تكونوا خلفائه على الارض .
ونقول الى امتنا العربية والاسلامية , يا احفاد خالد ابن الوليد , يا احفاد صلاح الدين , القدس تستصرخ ضمائركم , الاقصى يناديكم و ا سلاماه و ا عروبتاه , الا يوجد معتصم فيكم , الم بسمع
احد فيكم بما فيه اهلكم في فلسطين , الم تشاهدوا قطعان المستوطنين يدنسون المقدسات ؟ و ينتهكون الحرمات ؟ , الم تشموا رانحة دماء اهلكم تسيل وتروي ثرى الاقصى الحبيب , فاين انت اليوم منهم؟...
انتفضوا لنصرة الاقصى و المقدسات , انتصروا لفلسطين و شعبها , انه لمن العار امة المليار و 300 مليون مسلم , شذاذ آفاق يعيثون فساداً في مقدساتكم فأين اليوم انتم منهم . ؟ اين انتم من فلسطين و اهلها
و القدس و المقدسات . ها هم بدأوا بالحرم الابراهيمي و مسجد بلال بن رباح و قبر راحيل , فماذا تنتظرون ؟
يا ايها الاخوة تهب اليوم جميعاً في الذاخل و الشتات لنصرة الاقصى و شعبنا الفلسطيني و الذي يحاول العدو الصهيوني و منذ 60 عاماً للنيل من عزيمة شعبنا لثنيه عن ارادته الوطنية و الاسلامية , الا ان شعبنا
كان دوماً يرفض الركوع و الخنوع لهذا العدو و لم يترك العدو اية وسيلة لارغام شعبنا على التراجع عن حقوقه و ثوابته الوطنية , فتوارثت الاجيال حب فلسطين و الانتماء للقدس و الاقصى و كل المقدسات من
الام والاب و الجد.
ها هو يمارس سياسة ضم المقدسات من الحرم و بلال و قبر راحيل . ولكن شعبنا دوماً بالمرصاد .
هذا هو شعبنا و هذا قدرنا و تاريخنا , لا تغرينا كنوز الارض جميعاً عن ذرة تراب منها , و يحاول اليوم ليحاصر المسجد الاقصى و القدس , فيعرض على اهلنا ف القدس لشراء البيوت , المحال التجارية , بأثمان
باهضة , وصلت حد المئات من ملايين الدولارات بل المليارات ولكن نعمه الله علينا وفضله رفض اهلنا وشعبنا كل هذه الاغراءات ,, وقال فلسطين وقف الله على الارض..
فأمام عظمة و تضحيات شعبنا ندعو باسمكم ايها الاخوة كل فصائل الثورة الفلسطينية , ندعوها لشروع فوراً لانجاز الوحدة الوطنية الفلسطينية , السبيل الوحيد للرد على هذا العدو , ولنكن جميعاً على قلب رجل
واحد و انهاء كل الخلافات الداخلية.
وايضاً ندعو الانظمة العربية و الاسلامية التي تقيم علاقات مع العدو الصهيوني بشكل مباشر او غير مباشر , لقطع هذه العلاقات و لتحشيد كل الطاقات ليتكامل العمق العربي و الاسلامي .
و كذلك ندعو لرفع الحصار الجائر عن شعبنا في غزة , وندعوا مصر لهدم الجدار , جدار الفصل العنصري و نقول في هذا المجال للنظام المصري امتنا العربية امة واحدة في العقيدة والانتماء فلا الجدران و كل
الاسوار , تستطيع ان تخرج مصر و شعبها من عمقها العربي و الاسلامي .
تحية لكل الانطمة و الشعوب التي تقف الى جانب شعبنا و نخص بالذكر هنا سوريا قيادة وشعيباً و ايران الاسلام و شعبها و لبنان حكومة و شعبنا ..
تحية للمقاومة الوطنية و الاسلامية في لبنان , و على راسها سماحة السيد حسن نصر الله .
تحية لكم ايها المرابطين المدافعين عن شرف الامة و مقدساتها .
تحية لكل طفل وشيخ و امرأة فيكم .

في تأبين الراحل فضل شرورو


- مشعل : إن الذي لا يغضب ميت فلا تكونوا أمواتاً .
                                                                                                                                                   دمشق
أحمد مظهر سعدو



   في الذكرى السنوية الأولى لرحيل المناضل الفلسطيني الدكتور فضل شرورو، وضمن حشد كبير من معظم قيادات فصائل الثورة الفلسطينية أقيم بدمشق، في مخيم اليرموك، مركز الشهيدة حلوة زيدان حفل تأبيني كبير للراحل شرورو .. حيث تحدث الدكتور محسن بلال وزير الإعلام السوري، عن مناقب الفقيد مؤكداً أنه بآسىً بالغ نلتقي لنتذكر رجل الثورة والإعلامي القومي، الذي لم يتعب ولم يكل ولم يمل، إنه الأخ الحبيب " أبو فراس " الدكتور فضل شرورو، وقد مرت سنة على رحيله، لكنه حاضراً معنا بوجهه المقاوم، ضد هذا الكيان الصهيوني الغاشم والغادر.. ثم أضاف : أبا فراس لم يكترث بهذا الكيان الغاصب فقد كان الدكتور فضل بطلاً عربياً فلسطينياً يشهد له بذلك كل من عرفه، ولقد كان الجرح الفلسطيني جرحه الذي لا يندمل، كما كانت القضية الفلسطينية، قضيته اليومية والحيوية، كان مؤمناً بحتمية انتصار قضيته العادلة حيث نرى في كتاباته التزامه الدائم بقضيته.. ثم قال :
   أحب أن أؤكد أن سوريا تقف مع المقاومة بكل أشكالها لتحرير الأرض المحتلة والجولان، واستشهد بكلمة للرئيس بشار الأسد والتي يقول فيها : (( المقاومة أساس لبقائنا واستمرارنا)).
  ثم ألقيت كلمة حزب الله من قبل الحاج أبو محمد حسن حدرج / عضو المجلس السياسي لحزب الله حيث قال فيها : لقد عرفت " أبو فراس " على مدى / 25 / عاماً، وكان بيننا مسار في الجهاد والمقاومة، عرفته مقاوماً، ومدافعاً عن المقاومة، وعندما كان البعض يهاجم المقاومة كان يقول لنا الدكتور  فضل : لا تردوا عليهم وأنا كفيل بالرد .. ثم انتقل حدرج للحديث عن السياسة الآنية ليتساءل : كيف نواجه التحديات ؟ فنتنياهو يمضي بمشروعه بكل جدية، والمرحلة هذه تشكل فرصة ذهبية له، ثم قال: لا يخدعنكم الخلاف الأمريكي الإسرائيلي الظاهر، فهو خلاف على المصالح المشتركة وليس حول الاستيطان أو ما شابه ذلك .. إنه خلاف بينهم على الأولويات ليس إلا .. فالإدارة الأمريكية تريد أن تمرر أزمات الكيان الصهيوني وأزماتها معاً، من أجل مواجهة الجمهورية الإسلامية في إيران، لكن المشكلة تكمن في الوضع العربي، وهم يتفقون ويختلفون علينا، بينما نحن نتفرج، فلا موقع لنا بالاتفاق ولا بالاختلاف .. ثم قال: كفانا تمسكاً بمبادرة السلام العربية، وكفانا إصراراً على المفاوضات، ولنبحث في خيارات أخرى، والحقيقة فإن مرتكزات القوة في الأمة تتمثل في اجتماعات طهران ودمشق الأخيرة.. ثم وجه تحية إجلال وإكبار إلى كل أهلنا في فلسطين . 
   كما تحدث القائد الفلسطيني ( أبو الوليد ) الأستاذ خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس مؤكداً أن مبادئ " أبا فراس " لم ترحل ولا فكره أيضاً .. وهنا يكمن الفرق بين من يموتون وتنتهي سيرتهم ومن يبقى فكرهم يلمع .. لقد كان فضل شرورو صاحب الفكرة الذكية، كان لماحاً ذكياً، مفيضاً على من حوله .. والله لقد افتقدناه في مجالسنا، ومواقفه ستبقى مغروسة في الأجيال .. وكان حين يكتب ،فإنه يكتب بنبضات الروح وبالإرادة المتجددة حيث قدم الأنموذج .. وهو أنموذج حاضر ومتكرر في أمثاله من المناضلين بفضل الله .. إنه من مدرسة أبو جهاد أحمد جبريل، مدرسة القيادة العامة التي ما بدلت ولا غيرت .. نفتقده اليوم مع أحداث القدس والمسجد الأقصى، وعبر إذاعة القدس التي أسسها مع الانتفاضة الأولى .. ثم قال : إن المسيرة التي غزاها وغذتها كل مجموعات شهدائنا ما زالت قائمة .. ثم تحدث عن القدس وأحوال القدس هذه الأيام منوهاً إلى أن البعض خذل أهلنا في القدس والمسجد الأقصى .. وأقول لهم إن لبطن الأرض خير من ظهرها إذا ما بدأت أمور الهدم بالقدس والأقصى دون حراك .. وخاطب أهل القدس قائلاً : الأمة معكم .. والعالم يشهد لحظة تحول في منطقتنا .. يا أحباءنا في الضفة .. القدس أولاً .. الأقصى أولاً، فكل العوائق الأخرى خلف ظهركم أمام واقع ونجدة المسجد الأقصى .
  ثم وجه كلامه للشرفاء في فتح قائلاً : السلطة اليوم تشوه الصورة، تشوه تاريخنا ونضالنا الذي أشعلتم أنتم بداية شرارته فتعالوا معاً لنضع أيدينا مع بعضنا بعضناً ولنعيد المسيرة إلى نضالها .. ثم وجه كلامه للصهاينة قائلاً : لن تستطيعوا أن تفرضوا من تشاؤون من القيادات الفلسطينية فالمال لا يصنع قيادة، القيادات تصنعها الشعوب والخنادق والتضحيات .. وأقول لغالبية النظم كفى خداعاً .. لقد عرت إسرائيل مواقفكم .. ثم طالب الزعماء العرب في قمتهم القادمة بقوله: كفى مسيرة مفاوضات، نريد قراراً شجاعاً بإغلاق مسيرة المفاوضات وأقول لكم : إن الذي لا يغضب ميت فلا تكونوا أمواتاً .
  بعد ذلك تحدث السيد " نورس فضل شرورو" ابن الراحل فضل شرورو باسم أسرة الفقيد قائلاً :
  أيها الحضور أنتم جميعاً أسرة فضل شرورو وليس نحن فقط، نعم وأسرته الشعب الفلسطيني وأمته العربية وكذلك أمته الإسلامية .. وأؤكد لكم أننا كأسرته الصغيرة نمشي على خطى المقاومة، وخطى العودة والتحرير، ولقد كان فضل شرورو مؤمناً بوحدة المعرفة والعلم، فحق أن نعتز جميعاً به ونمشي على خطاه.
  ثم تحدث الأمين العام للجبهة الشعبية / القيادة العامة المناضل أحمد جبريل / أبو جهاد / ليقول : كان " أبو فراس " واثقاً من أنه سيعود للرملة مسقط رأسه، وكان مع بداية عملنا الكفاحي يقطع مئات الكيلومترات ليأتي إلي مدوناً بعض الملاحظات ليعطيها للرفاق.. ولقد غطت إرادته دائماً على وضعه الصحي، ثم انطلق للحديث عن الوضع السياسي العربي فقال :
   لم أر سوريا منذ استقلالها كما أراها الآن بمثل هذه العزة والإرادة .. حيث يأتي الزوار الأجانب والعرب إلى سوريا ليكسبوا ودها .. وذلك من خلال موقف سوريا البطل الذي يستمر في دعم المقاومة اللبنانية والشرفاء الفلسطينيين .. سوريا وحدها تقف شامخة .. وباقي العربان رافعي الأيدي .. هذه هي سوريا التي يحاولون النيل منها .. ونحن نقول لهم إن السلاح سلاح المقاومة سيبقى في غزة، وفي لبنان مع حزب الله ثم قال: إن الاستيطان اليوم في الأراضي المحتلة والاستمرارية في بنائه هو بمثابة صفعات في وجه القيادة المهزومة وأقول لكم : إن العدو سيهزم، ثم أردف قائلاً : والله سيهزم .. ثم تحدث عن السلطة الفلسطينية قائلاً : أي سلطة وطنية هذه التي يتحدثون عنها .. وطالب رئيس السلطة محمود عباس بأن يذهب إلى عمان أو أي عاصمة عربية ويعلن حل السلطة وإذا حلت السلطة فنحن في اليوم الثاني سنعمل على توحيد البيت الفلسطيني والفرصة سانحة للسيد عباس ليذهب إلى عمان ويعلن حل السلطة .. ثم قال إن إيران قوية أكثر من السابق، وهذا ما لاحظته أثناء زيارتي لطهران مؤخراً، ثم أنهى كلامه ليقول لـ ( أبو فراس )  هذه الأمة ستنتصر وهؤلاء سيهزمون .



17- 3-2010

الاقصى وجائزة نوبل


د.محمد رحال.السويد
السباق المحموم للسباق على نيل جائزة نوبل للسلام او الاداب من قبل النخب العربية ،يقابله سباق سريع للغاية من قبل الصهيونية العالمية من اجل تحقيق حلمها في تهديم الاقصى واقامة الهيكل المزعوم على انقاضه ، وبمباركة عربية كاملة وتشجيع عالمي واضح ، وخجل اسلامي اشد وضوحا.
الحفريات التي فرغت الارضية بالكامل من تحت المسجد الاقصى والتي تجري امام عيون وانظار مراقبين اتراك ، مكلفين من تركيا بمراقبة كيفية تفريغ ارضية الاقصى ، لم نجد ابدا لها من فعالية على الارض التركية ولاالعربية وكأن عمال المراقبة شهداء زور لما يحصل للاقصى من تخريب وتهديم.
وحده سلمان رشدي كان الطعم في جائزة نوبل للاداب وذلك لأنه ومنذ أن منح هذه الجائزة والتي حصدها بسبب هجومه على الاسلام ، فان كبار المفكرين من العرب والمسلمين والعلماء والادباء ورجال الاعلام توجهت عقولهم واسلحتهم الفكرية سكاكين حادة تنهش بالاسلام واهله طمعا بالجائزة الدسمة لافواه جائعة مضافا لها الاسم الكبير والعريض الذي سيحمله من يفوز بهذا اللقب التشريفي الكبير جدا ، وكان السقوط مدويا للعديد من هذه المجاميع المنبطحة بسبب العدو الشديد واللهاث وراء نيل الجائزة وهو نتيجة طبيعية بسبب الاعداد الغفيرة من قطعان المتسابقين ، وواقع الحال يؤكد ان هذه الجائزة لن تمنح ابدا لأي منهم وذلك بسبب قرار خفي يقضي بمنح هذه الجائزة مرة كل عشرين اوثلاثين عاما لاشد المعادين للاسلام واهله ، والمصيبة ان عدد المنضوين لقطار السباق هذا هائل وكبير جدا وفي ازدياد، وكل منهم يظن ويعتقد ان الجائزة ستكون من نصيبه ، وهذا بسبب بعض التلميحات من هنا وهناك للبعض وذلك من اجل زيادة قطعان اللاهثين وراء هذه الجائزة الملعونة ، وكم حزنت عندما علمت ان هناك العديد من اصحاب الفكر الراقي ، قد  انزلق وبسبب هذه الجائزة الى مزالق دنيا ودنيوية ، وصلت في الكثير منها الى اعتراف البعض وافتخاره انه شاذ جنسيا ، ومنهم من يشغل منصبا وزاريا في بعض دولنا العربية والمنتمية الى العروبة والاسلام ، وهناك مفكر من مجموعة مفكرين  اخرين قد رماه شيطانه الى ارسال ملف خاص به للادارة المعنية بدراسة الترشيحات انه من اصول يهودية ، واشخاص وصلت بهم النذالة الى نيل مرضاة اقطاب الحكم في شمال العراق الانفصالي لاشعار المرشحين انه تافه وحقير ونذل ومستعد للانحناء الى درجة التقوس ، واشد هؤلاء عداء للعروبة والاسلام هو من ظن ان هذه الجائزة له ولامناص من نيلها ، فوجه سهامه الى مهاجمة الدين الاسلامي وعلمائه وخاصة ابرزهم على الساحة العربية والاسلامية ، فمنهم من نال العروبة ومنهم من نال من العقيدة الاسلامية ومنهم من نال من الكعبة المشرفة ومنهم من حاول النيل من ابرز علماء الامة بسبب تاييده العلني والصريح للمقاومة في الاراضي التي نال الاحتلال منها، ومن العجيب حقا ان هؤلاء اللاهثون وراء جائزة نوبل والجوائز الاخرى والذين لن يروها الا بعد رؤية نجوم الظهيرة في شهر تموز ، والذين كان نتاجهم الفكري والعلمي ليس من اجل انتاج بحوث او اعمال فكرية ترتقي بامتنا عاليا، وانما فقط كان نقدا هدفه تسفيه رسالة دينية جلبت النور للبشرية ولولا هدي صاحبها صاحب النور المضيء والذي حمل رسالة اول كلماتها بسم الله الرحمن الرحيم لقرأ باسم ربك، فلولاهديه لكان هؤلاء الكتاب والمبدعين بغالا يركب عليها القياصرة والكساورة ، او كانوا عبيدا وطواشي يعملوا الساعات الطوال في تدليك خصية جنود القيصر  او اماء في ربقة العبودية لانظمة ازال الله دولتهم واستبدلها بدولة النور التي جعلت العلم اساسا لبنيانها فشع نور العلم من جنباتها واهدت اسس العلوم للعالم اجمع وهذا باعتراف علماء الغرب كلهم .
لقد كان حريا بهؤلاء اللاهثين وراء جائزة نوبل ان ينتقدوا اديانا مازال فقهائها يتطهرون بالروث ويسجدون لجرذ ويقدسون كلابا ويتطيروا من الطهارة والنظافة ، وكتبهم طلاسم ودوائهم شعوذة واربابهم بهائم وهوائم ، وهؤلاء هم من يمتدحهم رهبان الادب والفكر والاعلام العربي ومعهم رجال السياسة وطواغيت الامة من حكام، الظلم شيمتهم والجهل معدنهم واللذة والاستمتاع غايتهم وبيع الاوطان شاغلهم ، والغريب في اصحاب الاقلام والاعلام انهم لايشدهم او يثيرهم مايجري للاقصى واهله من تعد على يد الصهيونية واعلان صريح واضح ان غايتهم هو هدم الاقصى وضم فلسطين كلها الى تاج صهيون ، فهذا ليس من اهتمامات كتابنا الذين تغنوا بابقار الهند واحذية روما وكلاسين تايلند في الوقت الذي تدق فيه الصهيونية اسافلهم باشد انواع الخوازيق دمارا .
ليس غريبا ابدا ان يشارك الاعلام العربي الذي يقود شبكات من الدعارة المرئية الفضائية ، ان يقود شراكة مع اساطين الاعلام الصهاينة ، ولكن الغريب هو في تلك المطاردات لفقراء اضطروا للعمل في نفس البلد الذي ينتمي له صاحب هذه الشبكات الكبيرة من الدعارة والذي يحلم بصنع جائزة خاصة لافضل ديوث في العالم ،وليس غريبا ان تقوم كاتبة سعودية تنتمي الى بلد يقول مليكها انه خادم الحرمين الشريفين ، ان تكتب في مقال تشر الرزيلة من جوانبه بدعاوى لم يدعها احد من العالمين شرقا وغربا ثم يقوم برنامج كامل في احدى القنوات الفضائية بالترويج لها وهي قناة اعلامية تنتمي الى نفس بلد حادم الحرمين ، وبلغ التطاول من احدى المدافعات عن السقوط والانحلال انها قالت : لقد اخطات الكاتبة في صياغة المقال ، ولو احسنت الصياغة لكسبت انصار اكثر بكثير مما كسبته.
وليس فقط الكتاب والاعلاميون هم من اللاهثين وراء جائزة ليست لهم وانما الكثير من رجال السياسة ، فهؤلاء وكلما اذلتهم الصهيونية ازدادوا عطاء وانحناء وخيانة ومنحوا الصهيونية المزيد من العطايا واخرها اربعة اشهر من عبثية المفاوضات دشنها المحتل الغاصب ببناء اضخم كنيس يهودي على اراض الاقصى.
لقد كان السياسي والمثقف المتعلم من رواد النهضة والتضحية والتقدم في مجتمعاتنا ، وذلك قبل ان تتعلق ابصار دعاة التقدم والتحرر بجائزة نوبل واخواتها ، وكانت سجون الاحتلال تشهد للعالم وتفتخر بروادها من اصحاب الفكر الطليعي ومعهم علماء الامة ، اما اليوم فان ابرز من يتاجر بقضايا الامة هم النخبة المثقفة الا من رحم ربي ، يؤيدهم في هذا العبث ثلة من العلماء والمتفيقهين من طلاب الشهرة في الدنيا ، وهم في الواقع بعض داء هذه الامة وسبب النخر فيها.
كم يعتريني الالم وانا اشاهد قلة من ابناء وجيران الاقصى يضربون ويساقون الى السجون وامتنا لاهية ضائعة لايهمها الا رضاء الحاكم او السعي وراء جوائز لاتحيي بل تميت  ، فعذرا ايها الاقصى فاننا امة لانستحقك ابدا وعذرا يابغداد الحبيبة فاننا امة تستلذ بالعار وهاهي سجونك مليئة بالاحرار من النساء قبل الرجال .
 د.محمد رحال
 
نعتذر عن الرسائل المكررة و ان كنت لاتريد ارسال المزيد او التكرار فاخبرنا عبرالبريد المذكور
ساهم في ايصال الحقيقة الى من تحب واوصل هذا المقال الهام جدا لمن يحب
تحرير العراق وفلسطين والجولان   والاراضي العربية والاسلامية واجب ديني ووطني وانساني
 

ماذا أنجزت المقاومة العراقية؟



((الامريكان حمقى لانهم احتلوا دولة شعبها لا يكل ولا يمل . فيديل كاسترو))
وجدي أنور مردان
بغداد المحتلة
بعد أيام قليلة سيحل ذكرى العدوان العسكري الغاشم الذي قادته امريكا ومن تحالف معها، ضد العراق و ستدشن المقاومة العراقية الباسلة سنتها السابعة لجهادها ونضالها البطولي، بعد انطلاقتها الكبرى في اليوم التالي لأحتلال أم العواصم، بغداد العز والصمود، يوم 9 نيسان 2003 المشؤوم.
سقطت جميع مبررات شن هذه الحرب العدوانية التي لازالت مستمرة حتى الان. أنها شنت خارج الشرعية الدولية والقانون الدولي. فخلال تلك السنوات العجاف حاولت أمريكا، وخلفها الجوقة الطامعة بثروات العراق وخيراته اضفاء الشرعية على عدوانها، مستهلكة ما بجعبتها من اوراق صفراء وحجج عوجاء ففشلت. ليس لنا من حاجة ان نعيد ونكرر المبررات والحجج التي سوقتها، لانها انكشفت جميعا أمام العالم وأمام التاريخ وبانت أمريكا امبراطورية شريرة لا تقيم للقانون وزنا ولاللانسانية اية أعتبار.
بعد فشلها، غيرت أمريكا النغمة وباتت تعزف على وتر الديمقراطية والحرية واعادة الاعمار. أجرت انتخابات العام 2005 فجائت بحفنة من عملائها اللصوص والسراق لحكم العراق وتبديد ثرواته ونهبها. لم تفلح في هذه المسرحية من اضفاء الشرعية على حكم عملائها. كررت العملية واجرت الانتخابات البرلمانية في هذا الشهر، عسى ولعل ان تحصل على الشرعية المفقودة، فتبين ان مجمل العملية تزوير في تزوير. فلا عملائها، كائنا من يكون الحاكم القادم، سيحصل على الشرعية المفقودة ولا استمرارها في احتلال العراق، مهما اصدرت من قرارات من منظمة الامم المتحدة والمحافل الاقليمية، ستضفي الشرعية على وجودها في العراق. لان عملها باطل من الاساس، وكل ما بني على الباطل فهو باطل. بل ان عملها جريمة بحق العراق وشعبه.
سنوات عجاف خيمت على العراق وهو يرزح تحت الاحتلالات الغاشمة، الامريكية والصفوية والصهيونية ، ومنذ ذلك اليوم المشؤوم ما برح ابنائه يقتلون و نسائه يغتصبون ويترملون، اطفاله يتيتمون و علمائه ومفكريه يغتالون. قادته يعدمون و خيرة ابنائه يهجرون قسرا. عوائله الكريمة يشردون و ثرواته تنهب وتسرق. يسرح العملاء واللصوص في وزاراته ومؤسساته ويمرحون. الفساد المستشرى لم تشهده اية دولة من دول العالم مثيلا له. بغداد التي كانت واحدة من أئمن واجمل وانظف العواصم باتت اخطرها واوسخها. الطائفية البغيضة تفكك نسيجها الاجتماعي واضعين العراق على مشرحة التقسيم والتفتيت. المحتلون المجرمون ماأ نفكوا يتوغلو في اجرامهم وغيهم. الاشقاء والاعمام والاخوال نؤوا عنه جانبا ارضاءاً لاسيادهم.
كل هذه المشاهد المأساوية مرت على العراق ومازالت. ومن رحم المأساة يولد الامل، كما يقولون، والامل بالله ثم بالمقاومة العراقية الباسلة التي انطلقت ماردا جبارا ليقلب جميع حسابات ومعادلات المحتلين وعملائهم. لا يغرنا الفقاعات الكاذبة مثل الديمقراطية والانتخابات واحترام الراي الاخر وحقوق الانسان والمصالحة والعملية السياسية. . فالعملاء ، مهما أختلفت الوانهم واشكالهم، لايمكن ان يكونوا وطنيين، واللصوص لايمكن ان يكونوا أمناء ولايمكن للمومس ان تكون شريفا ولا الشيطان ملاكا.
في خضم هذه المأساة قد تثار أسئلة مهمة مثل:
ماذا حققت المقاومة العراقية خلال مايقرب من ست سنوات من نضالها وجهادها ؟
وهل ستنتصر المقاومة العراقية؟ وهل انتصرت أمريكا في حربها العدوانية؟
أسئلة قد تدور في خلد الكثيرين من العراقيين في الداخل وفي الاغتراب القسري في الخارج ولدى الخيرين من العرب والعالم. أسئلة مشروعة وحيوية.
قبل ان نقدم جرداً موضوعيا لانجازات المقاومة العراقية الباسلة، بجميع فصائلها، لابد وان نستقرء التاريخ، فمن دروسه الحكيمة نستقي: انه لايذكر ان مقاومة شعب ضد محتليه لم تنتصر؟ اذا الدرس الاول الذي يعلمنا التاريخ، هو حتمية انتصار المقاومة ضد المحتل الاجنبي مهما طال زمن الاحتلال. وعليه فان انتصار المقاومة العراقية الباسلة هو حتمية تاريخية لايقبل الجدل او النقاش..
ابتدأً، ان الدافع الى طرح مثل هذه الاسئلة المشروعة ، في رأينا،هو بسبب التعتيم الاعلامي العالمي والعربي والمحلي الكثيف على اخبار وفعاليات المقاومة الباسلة، منذ أن بدأ العزف على اوكسترا استتاب الامن والامان. بالمقابل اطلقت امريكا وعملائها وكتاب المارينز، حملة أعلامية شرسة وظالمة موازية، لشيطنة المقاومة ورجالها الشجعان، ، بقصد واضح وهو بث رسالة مفادها: ان الامن والاستقرار بدأ يسودان العراق وان المقاومة اضمحلت وتتلاشى ولم يبقى هناك سوى جيوب غير فاعلة، وهذا تكتيك فاشل ومعروف أستخدم ضد حروب التحرير السابقة في الجزائر وفيتنام وغيرهما ولاينال هذا الحجب من عزم المقاومة والمؤمنين بها وبنضالها وجهادها لتحرير العراق.المقاومة الفيتنامية مرت باوقات عصيبة وغيرت من تكتيكاتها بحيث مرت عليها سنتان دون القيام بفعليات مؤثرة ورغم ذلك انتصرت.
السنوات الماضية اثبتت صحة مانقول. الانسان لايصرخ الا من شدة الالم. كما سيأتي:
ففي الاسطر القادمة نقدم جردا موضوعياً بالدلائل والبراهين والارقام عن انجازات المقاومة الباسلة وماذا حققت، منذ لحظة انطلاقتها في 10 نيسان 2003 وكيف فشلت أمريكا في تنفيذ مشروعها الجهنمي في العراق وفي المنطقة بحيث اجبرت، تحت ضربات المقاومة، على اتخاذ قرار سحب قواته او تقليص عددها وذلك في بداية العام 2006 عندما صرح رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مايرز ، قائلا: ( أن القوات الأمريكية سوف يتم تخفيضها إلى 60 ألف جندى فى كانون الاول- ديسمبر 2006) . وصولا الى المرحلة الحالية عندما أعلن الرئيس اوباما استراتيجية سحب قواته من العراق بحلول نهاية العام 2011 تنفيذا لوعده خلال حملته الانتخابية.
ان القرار الامريكي هذا لم يكن قرار اختيار بل انه كان قرار اضطرار، لان المقاومة العراقية الباسلة وضعت الولايات المتحدة الامريكية، القوى العظمى في العالم، في زاوية حرجة، سياسيا وعسكريا واقتصاديا وأخلاقيا، واطبقت عليها الخناق خلال الاعوام 2004و2005 و2006و2007 مما حمل الجنرال زيني التأكيد على استحالة النصر العسكري في العراق.مرورا على اعتراف الجنرال سانشيز والجنرال كيميت العام 2005 بان المقاومة العراقية تشن 900 عملية في اليوم الواحد واعتراف تقرير بيكر- هاملتون بقيام المقاومة على تنفيذ 160 عملية في اليوم الواحد. لم نقرأ في تاريخ حركات الكفاح المسلح ، مع احترامنا الشديد لها، بان اي منها قد نفذت عشر تلك الارقام في اليوم الواحد أو حتى في اسبوع واحد.
هذه الهزائم المتتابعة هي التي دفعت أمريكا الى اتخاذ قرار (سحب قواتها) منذ بداية العام 2006 كما ذكرنا انفا، بالرغم من اننا مقتنعون بانها سوف لن تسحبها ولكنها ستسحبها في العراق الى قواعدها بحجة ان الاوضاع لم تستقر في العراق بعد، واخذ المسؤولون الامريكان يمهدون بتصريحاتهم بذلك منذ فترة. لقد أفشلت المقاومة العراقية الوطنية الباسلة، الاستراتيجية الامريكية في العراق، وكبدت قواتها خسائر فادحة بالارواح والمعدات ، هذه الخسائر الهائلة هي التي دفعت الادارة الامريكية على أدراك العواقب الوخيمة لاستمرار أحتلالها للعراق. كما ادركت المؤسسة العسكرية و السياسية الامريكية تماما استحالة تحقيق اي نصر عسكري او سياسي في العراق.
لذا وجهت وسائل الاعلام الامريكية والبريطانية والاقلام العربية المأجورة للترويج للانسحاب معززا بتصريحات كبار المسؤولين الامريكان.
إن بقاء قوات النخبة الأمريكية وبأعداد تصل إلى حدود خمسين ألف جندي كقوات تدخل سريع مدعومة بقوة جوية ضاربة في القواعد الأمريكية المنتشرة في أرجاء العراق، لا يغير من صفة الاحتلال شيئا، خاصة وأن هناك أكثر من 180 ألف من مرتزقة الشركات الأمنية حسب المصادر الأمريكية المستقلة يقومون بمختلف الأعمال العسكرية، ولم تتطرق خطة الرئيس أوباما إلى انسحابها أو مستقبلها أو طبيعة واجباتها. فضلا عن وجود أكثر من ربع مليون عميل وجاسوس وخائن من الميلشيات ،ولم تصمد دباباتها وهمراتها المصفحة وغير المصفحة امام العبوات الناسفة ولم تصمد سمتياتها الاباتشي والكوبرا امام صواريخ المقاومة والاهم من كل ذلك لم تفلح الولايات المتحدة من انتزاع الايمان من قلوب المجاهدين الابطال وتصميمهم على تحرير العراق، كامل تراب العراق. وامام هذا الاصرار البطولي والارادة الحديدية لمجاهدي المقاومة ، قررت امريكا الانسحاب مرغما، لكي تحتفظ بما تبقى من قطرات قليلة من ماء وجهها.
الجنرال ريموند اوديرنو, القائد الامريكي الاعلى في العراق يقول: أنا لا اعتقد ان حرب العراق قد انتهت وما يقلقني هو ان القادم يتجاوز كثيرا ما يتوقعه اي منا.!!!! أبشر ياجنرال فان هزيمتكم في العراق ستكون اشد دويا من سايغون؟؟!!
المقاومة العراقية لها فضل تاريخي على العرب وعلى المسلمين وعلى العالم عندما الحقت بامريكا انتكاسة عسكرية وسياسية واقتصادية واخلاقية وقانونية.
كيف؟ نشرح ذلك باختصار:

عسكريا:

لم تستطع امريكا من دحر المقاومة العراقية خلال سبع سنوات رغما عن الالة العسكرية الهائلة واستخدامها القوى المفرطة والاسلحة المحرمة دوليا ضد مجاهديها ومقاتليها الصناديد، وحشدها 160 الف جندي و180ألف من مجرمي الشركات الامنية ومرتزقتها ومئات الالاف من الميليشيات العميلة.
فرغم كل الفظائع التي استخدمتها الآلة الحربية المدمرة ضد المقاومة وضد الشعب العراقي فإن هذه المقاومة لم تضعف بل إنها ازدادت و تزداد قوة واتساعا مع كل يوم يمر. ولم تزدها ضربات المحتل سوى صمودا وانتشارا.
ذكر الجنرال جيان جينتل الذي قاد قوات مقاتلة أمريكية في العراق في مقال نشرته صحيفة "إنترناشيونال هيرالد تريبيون" في شهر تشرين الاول، أكتوبر 2009 قائلا:
أن القدرة الحالية والاستعداد والإرادة الخاصة بالجماعات (المتمردة) والمسلحة في العراق في تنفيذ هجمات تقوض فكرة أن زيادة القوات أجدت نفعا، وأنه من خلال القوة العسكرية، توضع نهاية للعنف.
لقد اخرجت المقاومة العراقية اكثر من ثلث القوات العسكرية الامريكية من الخدمة، وقتل أكثر من 4250 من قوات الماريز( حسب المعلن الرسمي الامريكي) وحدهم واصابة عشرات الالاف من جنود الاحتلال بالجروح واجبرت عمليات المقاومة الاسطورية انتحار جندي امريكي من بين ثلاثة جنود العائدين من العراق وقد اعترفت البنتاغون في 30.1.2009 ان عدد حالات الانتحار بين صفوف القوات العسكرية الامريكية قفز بنسبة 11 في المئة مسجلا أعلى مستوى له على الاطلاق في عام 2008 مع تزايد وطأة الاثار النفسية الناتجة عن الحرب المستمرة في العراق وافغانستان على الجنود الامريكيين.
أظهرت دراسة لوزارة الدفاع الأميركية، حصلت عليها صحيفة الماينيتشي اليابانية، أن حوالي 140 ألف جندي أميركي من الذين نشروا بساحات القتال في العراق وأفغانستان يعانون من أزمات نفسية ناجمة عن تعرضهم لصدمات نفسية دماغية.وتذكر الدراسة ان المصابين وعددهم 140 ألفا لا يعانون من إصابات خارجية بل من أعراض الصداع وفقدان الذاكرة وغيرها من المشاكل النفسية والمعنوية. وبحسب الدراسة فان السبب المحتمل لهذا الوضع هو تلف في النسيج الدماغي نتيجة التعرض لموجات صدمة اهتزازية فوق صوتية بعد تفجير عبوات ناسفة بدائية محلية الصنع عدة مرات في بعض الحالات.وتقدر وزارة الدفاع الأميركية أن 300 ألف من أصل حوالي مليوني عسكري تم إرسالهم إلى العراق وأفغانستان يعانون من أضرار الصدمة الدماغية النفسية.
لنتامل مانشرته تقرير مكتب المحاسبة الامريكي لتقييم الحرب على العراق وحجم الخسائر التي تكبدتها قواتها، كشف هذا التقرير رسميا و لاول مرة عن اجمالي عدد الهجمات التي نفذتها المقاومة العراقية التي بلغت 164 ألف عملية قتالية مسجلة تحت وصف ( مهمة وعنيفة) ، مع الاشارة في نفس التقرير الى ان هذه الارقام لم تشمل الهجمات شرق وجنوب البلاد.
وحسب احصائية لمركز الاستقلال للدراسات والبحوث( مركز عراقي مستقل) لغاية تموز، يوليو 2009 فقد بلغ حصاد هذه العمليات 32000 قتيلا وعند إضافة 300 جندي أمريكي قتيل خلال فترة الغزو لغاية نيسان 2003 وكذلك قتلى مرتزقة الشركات الأمنية البالغ عددهم 1315 سيكون الرقم الإجمالي لقتلى الجيش الأمريكي في العراق :
 32000 +300+ 1315 = 33615 ألف قتيل و224000 ألف جريح لغاية 2008 ، في حين لا تتوفر مصادر دقيقة لإحصاء عدد القتلى الذين قضوا " بحوادث غير قتالية " ، والمنتحرين أو عدد الجرحى الذين ماتوا في المستشفيات الألمانية أو في الطريق إليها والذين عادة لا يحسبون ضمن أعداد القتلى الرسمية.
واستنادا الى قسم الدراسات في مركز الامة للدراسات والتطوير( مركز عراقي مستقل) نشر في 5 أذار، مايس 2010 في جزيرة نت ،أن اعداد القتلى في صفوف الجيش الامريكي في العراق منذ بداية الغزوعام 2003 وحتى اواخر عام 2009 يقارب خمسين ألفا.
هذه الخسائر في صفوف قوات الاحتلال والخسائر المادية التي الحقتها بها المقاومة العراقية الباسلة هي التي اجبرت أمريكا واضطرتها لاتخاذ قرار الانسحاب وادركت أن امتداد فترة الصراع وتراكم نعوش الجنود وإعداد الجرحى والمنتحرين وتجاوز كلف الحرب الحدود القصوى سيدفع بالكثير من الباحثين واللجان المستقلة الأمريكية إلى السعي لكشف الحقائق العميقة للخسائر بعيدا عن سياسة التعتيم والتضليل التي ينتهجها البنتاغون..
سياسيا:
أفشلت المقاومة العراقية المشروع الامبراطوري الامريكي الذي تبناه اليمين الامريكي المتمثل بالمحافظين الجدد وافشلت خطة ما يسمى باقامة الشرق الاوسط الكبير أوالصغير، بل يمكن القول ان هذه المقاومة الباسلة الفريدة من نوعها واسلوبها وتاثيرها، قد نجحت في تحطيم استمرار اليمين الامريكي داخل االادارة الامريكية نفسها وتساقط زعمائها كاوراق الخريف الى ان مني الحزب الجمهوري بالهزيمة الساحقة في الانتخابات الاخيرة، ( وأنه لولا هذه المقاومة العراقية الباسلة لكان الأمريكان قد نجحوا في تحقيق أهداف المشروع الامبراطوري الأمريكي الصهيوني, وأن يتطلعوا كما خططوا إلى غزو سوريا ولبنان وإيران وربما مصر والسعودية كما قال بعض المحللين). أنه لولا تلك المقاومة الباسلة, لكان الشرق العربي قد تغير بل والشرق الأوسط كله قد تغير, بمعنى سيادة المشروع الأمريكي الصهيوني, و تحطيم كل قوى المقاومة في الارض العربية, ومن ثم فإن تصاعد واستمرار حركات المقاومة ضد المشروع الأمريكي والصهيوني يرجع الفضل فيه إلى المقاومة العراقية, فلولا انطلاقتها في تلك الفترة الحرجة من تاريخ المنطقة لحققت امريكا هيمنتها وسيطرتها على العالم أجمع.
يقول الدكتور محمد سرور في مقاله عن مستقبل المقاومة العراقية: أن ظهور المقاومة العراقية منع أمريكا من تحطيم كل الرأسماليات غير الأمريكية، " الأوروبية واليابانية والصينية " وغيرها, واستنادا عليه كان للمقاومة العراقية فضل على هؤلاء جميعًا.
الصحفي الأمريكي مايك ويتني كتب: (خطة الإدارة الأمريكية للعراق محكوم عليها بالفشل، لأنها مستندة على منطق خاطئ، القوة الساحقة والعنف المتطرف لا ينتجان حلولا سياسية، مجرد الكثير من إراقة الدماء......
إن الطريق الوحيدة نحو الأمام الآن هو أن على الولايات المتحدة إعلان وقف إطلاق نار فوري، وأن تدعوا إلى المفاوضات مع زعماء المقاومة الوطنية العراقية، ....... وأن توافق من حيث المبدأ على الانسحاب الكامل لكل القوات الأمريكية. ويضيف مايك ويتني قائلا:
حتى في هذا التأريخ المتأخر، هناك تردد بين المثقفين المحافظين والليبراليين على حد سواء، للاعتراف بأنه يجب التعامل مع المقاومة، المدعومة سنيا، المقادة بعثيا وجلبها إلى منضدة المساومة.
المفاوضات مع المقاومة العراقية هي "الخطوة الأولى" على الطريق إلى حل سياسي.
أما "البقاء والصمود"، والانسحاب على مراحل" أو حتى الاجتماع مع القوى الإقليمية، (مثل سوريا وإيران) هي مجرد علاجات سطحية لا تمس القضية المركزية. تحتاج الولايات المتحدة أن تعقد صفقة أو اتفاق مع الرجال الذين "يحملون الأسلحة ويحزمون المتفجرات"، هم الوحيدين الذين يحاربون هذه الحرب وهم الوحيدين الذين سيقررون شروط تسوية سياسية(.
أقتصاديا:
استنزفت المقاومة العراقية الباسلة ، القوة الاقتصادية الهائلة لامريكا واوصلتها الى حافة الافلاس.
أكد تقرير للكونجرس الأمريكي في مايس 2009 بأن الولايات المتحدة لا تستطيع أن تتحمل نفقات حرب الاستنزاف التي تخوضها المقاومة العراقية ضد الاحتلال، والتي تمثل أكثر من 75% من نفقات الولايات المتحدة العسكرية منذ بدء الاحتلال، وخاصة أن هذا الاحتلال لم يحقق ما تصبو إليه الولايات المتحدة على الصعيد السياسي او الاقتصادي او العسكري خلال أكثر من ست سنوات.
هذا الاعتراف بالعجز الاقتصادي، نتيجة حرب الاستنزاف البشري والمادي، التي تخوضها المقاومة العراقية ضد الاحتلال يمثل اعترافا ضمنيا بالهزيمة و الخسائر التي تكبدتها الولايات المتحدة أمام صمود المقاومة العراقية الباسلة، ويمثل بداية فعلية لنهاية الاحتلال قريبا بعون الله.

تشير الدراسات الامريكية وخاصة كتاب البروفيسور جوزيف ستيغليتز ، الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد والاكاديميون الامريكان ،ان التكلفة الحقيقية للحرب خلال اكثر من ست سنوات تقارب 3 ترلوينات دولار ، اي 3% من الناتج القومي الامريكي؛ و بذلك تعتبر الحرب في العراق اكثر تكلفة من حرب فيتنام، وتأتي الثانية بعد تكلفة الحرب العالمية الثانية؛ ولايوجد ادنى شك من وجود خلافات جذرية بين الكونجرس و البيت الابيض و المالية و الخارجية و الدفاع عن تمويل احتلال العراق نتيجة هذه التكلفة العالية؛ ورغم هذه الاختلافات فان الجميع يتفق بان اقتصاد الولايات المتحدة لايستطيع تحمل نفقات السياسة الخارجية المبنية على الغطرسة العسكرية، والتي تعتبر ركيزة النظام العالمي الجديد.
كتبت صحيفة "الواشنطن" بوست الأمريكية يوم الأحد 9 مارس 2009:
ليس هناك شيء اسمه حرب رخيصة، مغامرة الولايات المتحدة في العراق أضعفت الاقتصاد الأمريكي بشكل خطير. لا يمكنك أن تنفق 3000 مليار دولار على حرب فاشلة ولا تشعر بالألم في بيتك. وحتى 3000 مليار دولار تقدير متحفظ جدا.
أن الازمة الاقتصادية الحالية التي تعصف بامريكا ماهي الا تداع من تداعيات استمرار وصمود هذه المقاومة الجبارة . . هذه الحقائق اكدها جوزيف بايدن نائب الرئيس الأمريكي في تسلله الاخير الى العراق المحتل في 13.1.2009 حيث قال:-أن شعبنا عانى الكثير وليس بمقدوره أن يعاني أكثر ولم يعد بمقدورنا التضحية بشبابنا من أجل شعوب العالم أي لم تعد امريكا شرطي العالم كما كانت.نحن نعاني من الأزمة المالية ومشاكلنا الاقتصادية كبيرة جداً ، لدينا عجز في الميزانية يبلغ 1.2 تريليون دولار وسوف نظل نعاني من الأزمة المالية مدة عشرة سنوات لذا فأننا بحاجة إلى مداواة جروحنا وان نكون متواضعين.بلداناً كثيرة تعاني من الأزمة المالية وتتهمنا بأننا كنا السبب وتتطلع إلى الحل..ارتكبنا أخطاءً كثيرة ولا نريد تكرارها ونحن مسؤولون عن نتائجها.
أخلاقيا:
كشفت المقاومة عن الوجه الحقيقي للمحتل الامريكي واسقطت جميع القيم التي كانت تتبجح بها عندما اكتشف العالم فضيحة سجن ابو غريب التي ستبقى وصمة عار غير قابل للزوال في جبين التاريخ الامريكي.وفضحت جميع الحجج والمسوغات الكاذبة التي ساقتها واقنعت بها العالم المتخاذل قبل غزو العراق.
في دليل واضح على مدى السقوط الاخلاقي لجيش الاحتلال الامريكي وفي ذكرى فضيحة سجن ابي غريب التي اذهلت العالم بمستوى وحشيتها ودنائتها كشف استطلاع اجرته
مجلة فورن بوليسي التي تصدر عن مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي بالمشاركة مع مركز أمن أمريكا الجديدة ونشرت في 6 نيسان، ابريل 2008
كشفت الدراسة ان 53 % من الجنود الامريكيين يؤيدون استخدام التعذيب في استجواب المعتقلين وان 46% منهم يؤيد استخدام اسلوب التعذيب الوحشي المعروف بالغمر في المياه والذي برعت قوات الاحتلال في استخدامه مع المعتقلين في العراق وافغانستان ومعتقل غوانتنامو سيء الصيت . هذه هي القيم الامريكية التي تبجح بها بوش.
أكد برجينسكي مستشار الامن القومي للرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر، واحد كبار المعارضين للحرب على العراق قبل اندلاعها، الذي قال في مقال له بعنوان" خارطة طريق للخروج من العراق: " ان الحرب في العراق كارثة تاريخية استراتيجية واخلاقية نفذت بموجب افتراضات زائفة وهي تقوض شرعية امريكا العالمية"، وقد شدد بريجنسكي على ان تؤكد الولايات المتحدة بشكل واضح نيتها بمغادرة العراق، وان تعلن عن انها ستبدأ في اجراء محادثات مع القادة العراقيين "الاصليين" الذين يستطيعون الوقوف على اقدامهم، وهم اولئك الذين يمتلكون سلطة حقيقية خارج المنطقة الخضراء لأن النظام العراقي الذي تعتبره ادارة بوش ممثلاً للعراقيين هو محدد بمساحة اربعة اميال مربعة داخل القلعة الامريكية في بغداد ومحمي بجدار سمكه 15 قدماً".
قانـــونيا:
شهد العالم أجمع كيف استخفت امريكا بالقانون الدولي وبالقانون الدولي الانساني وبميثاق الامم المتحدة عندما ضربت عرض الحائط التراث القانوني الانساني الى الحد الذي وصفه السيد كوفي عنان، الامين العام السابق للامم المتحدة بان احتلال العراق غير قانوني وغير شرعي لانه خارج الشرعية الدولية. كما ادان السيد ميغيل ديسكوتو بروكمان رئيس الجمعية العامة للامم المتحدة لدورتها السابقة في بيانه يوم 4/3/2009 امام الجزء رفيع المستوى لإجتماعات الدورة العاشرة لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، أنه: "حتى عندما يستوعب العالم، وحشية غزو قطاع غزة في الآونة الأخيرة، نرى أن العراق هو النموذج المعاصر والمستمر الذي يؤكد كيف ان الاستخدام غير المشروع للقوة يؤدّي، لا محالة، الى المعاناة الإنسانية، وعدم احترام حقوق الإنسان. لقد أنشأ هذا (الغزو) عدداً من السوابق التي لا يمكن أن نسمح بإستمرارها"، وأضاف:"إنه لا يوجد أدنى شك من عدم مشروعية استخدام القوة ضد العراق إذ انها تتعارض مع حظر استخدام القوة الوارد في المادة 2 (4) من ميثاق الامم المتحدة. إن كل المبررات التي أوردت في العدوان على العراق وأفغانستان، وإحتلالهما، تمثّل فظائع يتوجب إدانتها ورفضها من جميع الذين يؤمنون بسيادة القانون في العلاقات الدولية".
ان الولايات المتحدة لا تحترم حتى المعاهدات والاتفاقيات الدولية التي وقعتها وصادقت عليها، وبهذا اتضح للعالم اجمع بانها دولة القوة وليست دولة القانون وشريعتها شريعة الغاب وان تبجحها بالديمقراطية وحقوق الانسان وقيم العدالة والقانون هوهراء في هراء.
عودة الى عمليات المقاومة الباسلة:

نقلت صحيفة العراق الالكترونية التي تصدر عن المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية في عددها 885 بتارخ 13.3.2009 عن الجنرال لويد أوستين قائد الفيلق الثامن عشر في جيش الاحتلال قائلا: انه منذ قدوم الفيلق إلى العراق ولأول مرة في شهر يناير/كانون الثاني من العام 2008، ، كان يجري في العراق ما يزيد على 700 هجوم خلال أسبوع واحد.وأضاف: إننا وصلنا إلى العراق وفوجئنا بأن أعمال العنف في أوجّها وفي أعلى المستويات، حيث حصل في عام 2008 أعلى نسبة من الهجومات والتفجيرات. وجدير بالذكر ان هذا التصريح يعد إحصاءا رسميا لمعدل الهجمات التي تشنها المقاومة العراقية ضد القوات الأمريكية المحتلة، و يرى المتابعون انها تثبت عكس ما يشاع عن توقف العمليات التي تستهدف جيش الاحتلال، وتفند وتدحض مزاعم تحسن الحالة الامنية فى العراق.
فلو اجرينا احصائية بسيطة اخذين بنظر الاعتبار الرقم الرسمي الاخير الذي اعلنه الجنرال أوستن، اي 700 عملية في الاسبوع الواحد، فهذا يعني ان المقاومة الباسلة قد نفذت خلال 288 اسبوعا من عمر الاحتلال ( الى تاريخ تصريح الجنرال اوسن)، أنها قد نفذت ( 201600) عملية وهذا هو أكثر من ضعف العمليات التي نفذتها المقاومة الفيتنامية خلال عشر سنوات، اذ بلغت عدد عملياتها ( 92720) عملية بضمنها 57 عملية عسكرية كبيرة ،اخرها الهجوم وتحرير سايغون ( حسب موسوعة الحرب الفيتنامية(.
إن كل هذا المعطيات تؤكد أن المقاومة الباسلة المدعومة من الشعب العراقي العظيم من اقصى شمال الوطن الى أدنى جنوبه تسير بخطوات ثابتة نحو تحرير العراق وطرد الغزاة عن أرضه. وبات من المؤكد أنه ليس للمحتل ولا لعملائه مستقبلا في بلاد الرافدين وأنما المستقبل المشرق هو للمقاومة الباسلة. وأن كل الذين وضعوا أيديهم في يد المحتل سوف يرمون في مزبلة التاريخ.
هذا هو ما حققته المقاومة العراقية الباسلة خلال سبع سنوات من لحظة انطلاقتها الكبرى.
حري بالعراق والعراقيين ان يفخروا بهذا الانجاز العظيم ولم يبقى باذن الله سوى ربع الساعة الاخيرة لتحقيق النصر الناجز لتحرير العراق تحريرا كاملا ليفتح بذلك الطريق امام تحرير العرب والمسلمين والعالم من الطاغوت الامريكي.
ونختم مقالنا باعتراف الحاكم الامريكي السابق في العراق السفير رايان كروكر, ان ما سيحمله العالم عنا من افكار وما سنفكره نحن بشأن انفسنا سوف يتقرر بما سيقع من الان فصاعدا وليس بما وقع لحد الان وبكلمة اخرى, فإن الاحداث التي ستعلق بذاكرة العالم حول الحرب في العراق هي تلك التي لم تحدث بعد؟؟!!
وقبل ذلك طرح الجنرال بترايوس اثناء الغزو، سؤالا مهما، حين قال
على اي وجه سينتهي هذا الامر؟!!!
الشعب العراقي العظيم وممثله الشرعي الوحيد المقاومة الوطنية الباسلة سيجيب على هذا السؤال قريبا باذن الله العلي القدير، وعندئذ ، سيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون.