الأربعاء، 17 مارس 2010

عار علينا جميعا


سوسن البرغوتي

عار على شعب فلسطين أن يبقي سلطة الخيانة العلنية وتجارها ومروجين الاستسلام والعملاء كبارهم وصغارهم، ولا يسقطهم.
عار علينا أن يبقى المتبجحون والمسوقون لما يسمى الشرعية الدولية وقراراتها، لأي حل تسووي مع غزاة، هدفهم ومشروع أكبر وأضخم، من أصحاب أنصاف العقول وأنصاف المواقف، وأن لا يخرجوا من صفوفنا.
 الخزي لنا في الدارين، أن يحكم الشعب الفلسطيني دايتون الأمريكي، ويدرب الفلسطيني الذليل على قتل شعبه، ويبيع ضميره وأرضه وعرضه وشرفه، مقابل الرغيف..ألا شاهت وجوه أجهزة الأمن الفلسطينية، وهم يرون بأم أعينهم الوجه الحقيقي لـ"شريك السلام" ولا يتحركون، لنصرة أهلنا ومقدساتنا.
ولتسقط منظمة ليس همها إلا التغطية على جرائم اتفاقية أوسلو وما تلاها من تفاهمات واتفاقيات مذلة، هدفها تصفية القضية الفلسطينية، وبخطايا تكتيكية متراكمة على مراحل. 
الخزي لشعب لا ينتفض لأرضه ومقدساته ودماء وتضحيات الشهداء. شهداؤنا  ليسوا قرابين لأي حل تسووي، ليقبل هذا أو ذاك، بالتعايش مع الأمر الواقع الذليل، بل هم شهداء أعدل وأقدس قضية. أسرانا، الذين يرفضون المساومة والمهادنة، ويقبضون على ثوابتنا وحقنا في كامل أرضنا واستعادة أرض مقدسة، ليسوا دمى وشعارات زائفة بيد كائن من كان.

عار أن نثور ونغضب اليوم، وغداً يأتي من يطالب بمصالحة رأس الأفعى في محمية رام الله السوداء، ولا نواجه ونتصدى لأس الفساد الأخلاقي والوطني.
عار أن لا نرفع راية تحرير كـــــــــل فلسطين، وفلسطين من البحر إلى النهر مغتصبة، وكلها أرض مباركة.. وأن لا تُطلق يد المقاومة المسلحة المقيدة بالسجون الدايتونية.
عار على الشعب العربي أن يسمح لبقاء السفارات "الاسرائيلية" في بلادنا، ولا يطرد جواسيس أوكار "السلام" المخادع الكاذب.. من السخف والحقارة، أن يستمر التطبيع التجاري والاعلامي والسياحي، تحت أي ذريعة.
ولُتسحب المبايعة العربية لـ"اسرائيل" لضمان أمن وتثبيت وجود الكيان والتجمع اليهودي على أرض عربية. فأين هم دعاة ما يسمى المبادرة العربية اليوم من كنيس الخراب الشامل، وأين هم عندما يُهدم الأقصى؟، وما بناء وافتتاح الكنيس اليهودي إلا صفعة مدوية لمن مدّوا أياديهم للمفاوضات المباشرة أو غير المباشرة، وجس نبض أموات بلا قبور، تمهيداً لهدم الأقصى المبارك.
كفى.. كفى لحصار مليون ونصف المليون من البشر في القطاع، ولُيهدم الجدار الفولاذي العنصري بين أبناء الشعب العربي، ولتسقط اتفاقيات التطبيع مع عدو لا يعرف معنى السلام، وإلا لما وُجد على أرض ليست له، ولما جاءت عصابات اليهود المدربة كالكلاب الضالة المتوحشة في المدرسة الصهيونية، مدججة بالسلاح لقتل وتشريد البشر، وتدمير الشجر والحجر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق