الأربعاء، 17 مارس 2010

"كنيس الخراب أحد ثمار نهج التفريط والتخريب"


أيها الفتحاويون الأحرار،
اليوم أعلن العدو الصهيوني عن بدء العد العكسي لهدم المسجد الأقصى المبارك، ودشّن كما كان يخطط مرتكزات تهويد القدس الأسيرة وتنفيذ برنامج إخلائها من الجذور الفلسطينية العربية، خطوة كما يحسب ويتوقع من مشروعه لإسقاط كامل فلسطين السليبة وتصفية عروبتها، وهو ما عاشت عليه خرافاته التلمودية منذ القرن الثامن عشر، ونجح مؤقتاً في تثبيت رأس رمح لها على الأرض الفلسطينية المغتصبة عبر افتتاح «كنيس خرابه»، وهو في وضع آمن من مستوى الرد  على هذه الخطوة الاستراتيجية، جرآء إشغال الواقع الفلسطيني بالتشتت والتمزق والصراعات الضيقة، وجرآء إسقاط وزن الحركة الوطنية الفلسطينية المهم، وأسر ناظمها ورافعتها بتثبيت حالة حركتكم «فتح» في وضع الفقدان والاحتواء والسيطرة، على أيدي عصابة من أدواته التي استخدمها للوصول إلى هذا الوضع الراهن.

أيها الأخوة المناضلون،
إن سياسات العدو الصهيوني النازية والفاشية لا تخفي أهدافها ولم تستر خطواتها المعلنة يوماً، وكانت على الدوام تراهن على تفتيت الثورة الفلسطينية وقطع رأسها، لأنها العائق الوحيد الجدي أمام مشروعها التفريغي العنصري، ولذلك سعت إلى رأس «فتح» عبر أدوات طروادية مشبوهة، بدأت عملها مبكراً بأن ساقت أوهام التسوية السياسية غطاء لها عن أعين جماهير الشعب الفلسطيني، تحت حجة موازين القوى الدولية وتبريرات المرحلية في النضال الوطني، وهي ذاتها التي استكملت مشروعها التآمري الإجرامي بحق القضية الفلسطينية عبر صيغته الأخيرة ممثلةً في خطيئة «أوسلو»، وفرضتها على حركة «فتح» وعلى «م.ت.ف» بعد أن روّجت لها على أنها الممر الإجباري لافتتاح الصراع مع العدو من الداخل، وقد دخلها الشهيد ياسر عرفات على هذا الأساس مغالباً العدو بجملة من التكتيكات السياسية، التي لم ترق منذ البداية لهذا التيار المتصهين والذي شكل أكثر من مرة حالة تحدٍ واضحة للموانع التي أراد أن يقيمها الشهيد ياسر عرفات لضمان حماية التجربة، ورفعت في وجهه أكثر من مرة شعارات الإصلاح وهي تمثّل أس الفساد والخيانة، وسجّلت في تاريخها الانقلاب على القائد الشهيد في حياته منذ مؤتمر العقبة الذي قدمت فيه أوراق خيانتها، بعد أن استولت على القرارين الأمني والمالي من القيادة بالتواطؤ مع ضغط العدو وحلفه المتآمر، وتمكنت هذه الأدوات من استغلال الظروف ذاتها استقواءً بالعدو الصهيوني وإدارة بوش المجرمة، بالتآمر على حياة القائد الشهيد ياسر عرفات، عندما أراد الشهيد أن ينهي فصل الخديعة في شركها.

أيها الأخوة الأباة،
لقد تابع نهج التفريط دوره الكامن منذ البداية بالتآمر على الحركة نفسها، فتفّذت أركانه تزوير إرادة الفتحاويين وعقدت مؤتمر «دايتون» في بيت لحم المحتلة، اختراقاً لكل الأنظمة والقوانين واللوائح الفتحاوية الشرعية، وبتغطيةٍ من فئة حالفت الشيطان في سبيل مصالحها الذاتية الشخصية، على حساب«فتح»و«فلسطين» ودماء الشهداء وعذابات الأسرى والأرامل واليتامى، وقدم نهج التفريط رأس «فتح» في هذا المؤتمر لأسياده الإمبرياليين والصهاينة، حيث صممت أطر وأشكال استكمال نهج التفريط والتخريب، الذي شرع بتصفية المؤسسات الفتحاوية التي أبقاها الشهيد ياسر عرفات صمام أمان عند فشل التجربة وغدر العدو المتوقع خارج الوطن المحتل، وتآمرت حلقات هذه الأطر المنحولة كذلك على مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية بالمثل، بالتفريغ من المحتوى والتفريغ من المقدرات والإمكانات، وأبقت على هياكل اسمية تستخدمها ضد الشعب الفلسطيني وضد الثورة عندما تريد تمرير فصل جديد من فصول ارتباطاتها، موظفةً إياها توظيفاً انتقائياً غرضياً، حتى وصل الأمر بواحدة من أدوات الفساد هذه  ؤخراً أن تعلن أن لا لزوم لمنظمة التحرير الفلسطينية لأنها غير مقبولة عند أسيادهم ومشغليهم، واستطاعت هذه الأدوات نفسها أن تنجز فصلا جغرافيا ونفسيا وميدانياً على الأرض الفلسطينية، قطعت التواصل والتلاحم والتناغم المعهود بين قطاع غزة المحاصر والضفة المستباحة لأجهزة «دايتون» ، وبين داخل الوطن المغتصب وبين اللجوء والشتات من جهة أخرى، بكافة التفاصيل والملحقات وصولاً إلى حلقات التآمر الجديدة التي بدأت تظهر في الساحة اللبنانية، كل ذلك أعطى العدو الصهيوني الفرصة الكافية ليستكمل مشاريعه العدوانية، لأنه يحظى بفرصة تجميل وتسهيل احتلاله للارض الفلسطينية، وتغطية ممارساته بفعل عمل أجهزة السلطة الرهينة وأطر فتح فاقدة الوزن المصممة زوراً في مؤتمر بيت لحم، وشعاراتية انعقاد اللجنة التنفيذية والمجلس المركزي المجوفة، وتغطية إعلامية أخرى عبر مسلسل الإلهاء المبرمج وعنوانه ما يسمى «بالمفاوضات»، وهكذا أنجز هذا التيار أول ثمار تفريطه عبر تدشين ما يسمى «كنيس الخراب».

أيها الأخوة الشرفاء،
هذه هي ساعة الحساب مع هذا التيار الفاسد المفسد بكل أشكال سقوطه ومستوياتها، وهي ساعة الحساب أيضا مع العدو الصهيوني وأدواته المختلفة، إنها ساعة إسقاط هذه الفترة السوداء من حياة شعبنا وكفاحه الوطني والقومي، وهي ساعة الهمة والاستجابة لنداء الأقصى والوطن والثورة التي فجرتها سواعد الشهداء والأسرى والمناضلين، والتي مضى على إثرها الأحرار والشرفاء من أجل فلسطين ومقدساتها ومن أجل عزتها ورفعتها وكرامتها، وها هي نتائج نهج التخريب الذي أعلنا منذ البداية أنه يقود حركتنا والقضية الفلسطينية برمتها إلى المزالق والمآسي والخرائب، ماثلة أمام أعين الناس قاطبة، فما الذي تبقى كي يتحقق حتى تنهض السواعد الشريفة المقاتلة في وجه الطغاة والفاسدين؟ هذا يومكم أيها الأخوة الأبطال فلا تتاخروا في ساعة الاستجابة لأنكم لم تتأخروا يوماً عن أداء واجب الرجولة، وإننا إذ نوجه لكم هذا النداء لنعلن لكل شعبنا وأمتنا وجماهيرها ما يلي:   

أولا: إن نهج الفساد والتخريب المنبوذ وأدواته الفاسدة التي باعت نفسها للشيطان والتي استخدمها العدو وساعدته على تنفيذ تآمره على «فتح» ومنظمة التحرير، سواء أكانت الأدوات الحركية أم الأمنية أم الاقتصادية أم الإدارية، تتحمل كامل المسؤولية الوطنية والقومية والدينية عن هذا الخراب وهذه النتائج وأية عواقب أخرى تنشأ عن اختطافها للقرار السياسي الفلسطيني، وهؤلاء جميعاً لا يمثلون إلا أنفسهم أمام جماهير شعبنا وبنادق ثوارها ومحكمتها الثورية.

ثانياً:إن بقاء سلطة أوسلو اليوم في الضفة وفي غزة لم يعد أمراً اختيارياً، لأن وجود هذه السلطة تحت مرجعية أوسلو وملاحقها ومسلسلها، أصبح بما لا يجعل مجالا للشك مستخدماً في توفير الأغطية للعدو الصهيوني لتنفيذ مخططاته الإجرامية تحت أغطيتها التي باتت تشرغن لها ذلك، عندما تستخدم أجهزتها ومؤسساتها الأمنية والاقتصادية والخدماتية لتكون أداة قمع وتطويع وإرهاب وتركيع لجماهير شعبنا الفلسطيني في الوطن المحتل، وفي ذات الوقت أداة نحر منظمة التحرير الفلسطينية واستحقاقات هذا الوطن المعنوي وقيم تمثيليته في حالة الصحة وشروط الشرعية، وهي أيضا باتت تشكل عنوان الصراع المفتعل ويافطة حرف الصراع مع العدو الصهيوني نحو تثبيت تقسيم ساحة الوطن المحتل، وترسيخ شلل المقاومة وإشغالها في مناوشات تافهة، وعليه فإننا نعلي الصوت بإسقاط هذه السلطة واستبدالها بهيئة وطنية على غرار لجنة التوجيه الوطني التي عملت في الوطن المحتل قبل فصل أوسلو الخائب، وإعادة الملف السياسي إلى منظمة التحرير الفلسطينية بعد عقد مجلس وطني شامل وشرعي يجري مصالحة حقيقية، ويتبنى برنامجاً كفاحياً حقيقياً لإدارة الصراع مع العدو مفتوح الخيارات على الأساليب الكفاحية الحقيقية، وليس على أسليب التخدير والتمويه التي يجري موضعتها من وضع النضالات النقابية، لكي تحل محل النضال الوطني الحقيقي المطلوب.

ثالثاً: تدعو قيادة الإنقاذ الموحدة أخوتنا وأبطالنا وكافة المناضلين من أبناء حركة «فتح» العظيمة، إلى إسناد برنامج كفاحي مفتوح شامل في الضفة المحتلة والقدس الأسير، وإلى التلاقي مع المناضلين والمقاومين من كل الفصائل والقوى على ميدان المواجهة مع العدو، وافتتاح فصل جديد في الكرامة الوطنية يغسل عار الاستخدام الذي مارسته قيادة العار والتخريب، كما تدعو الشرفاء منهم للخروج من أطر الكذب والدجل والافتراء، والعودة إلى جماهير شعبنا المناضل وتقدم الصفوف استجابة لنداء الواجب الوطني، وقطع الطريق على خطط العدو ومشاريعه التي افتتح بها حربه اليوم ضد القدس والأقصى، وهي دعوة إلى كتائب شهداء الأقصى وتشكيلات وأذرع الحركة العسكرية للانطلاق بالتصدي للعدو ومستوطنيه، وتحية إلى أبطال وصنّاع المجد من قادة الكتائب وفي مقدمتهم الأخ اللواء منير المقدح.

رابعاً: إن قيادة الإنقاذ الموحدة التي تحيي تصريح الأخ أمين سر اللجنة المركزية لحركة «فتح» فاروق القدومي ودعوته المكررة على أساس برنامجه المعلن لتجديد الروح واستعادة الشرعية لـ «م.ت.ف» من خلال مجلس وطني شامل ومؤسسات قيادية جديدة، وهي اليوم تكتسب أهمية بالغة مع انكشاف خطوط التآمر الجديدة على «م.ت.ف» ،لتنبه إلى أن أحد أهم الشروط اللازمة لنجاح هذا المسعى الأساس، لا زالت في حاجة استعادة دور «فتح» المغيّب على الصراط السوي، بكامل الزخم والقوة الدافعة في كل الساحات والأقاليم، خاصة باستنقاذه من حالة الرهن والحصر والسيطرة القائمة داخل الوطن المحتل، وذلك عبر إجراءات فورية لعقد المؤتمر الحركي السادس، وتفعيل العمل الحركي الثوري عبر قيادة شرعية وطنية جديدة لحركة «فتح» من هذا المؤتمر تتسلم الأمانة،وتذليل العقبات أمام تجديد وتجذير الانطلاقة الثانية.

عاشت فلسطين حرة عربية مستقلة
ستبقى القدس عربية حرة كريمة أبية رغم المؤامرة
عاشت حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح» مفجرة ثورتنا الأبية المظفرة
نعم للوحدة الوطنية والبرنامج الكفاحي الشامل وحارسته البندقية وبيتها «م.ت.ف» المحررة
لا لمؤامرات التوطين والوطن البديل و لا للتفريط بالثوابت الوطنية الفلسطينية
المجد والخلود لشهداء شعبنا الأبي
والشفاء العاجل لجرحانا البواسل
والحرية لأسرانا الأشاوس
وإنها لثورة حتى النصر،،،،،،،،،،،،،،،،
                                                        حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح»
                                                             قيادة الإنقاذ الموحدة- ق.ا.م

                                                                         

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق