السبت، 13 مارس 2010

بريد المظالم


حــرية و إنـصاف
منظمة حقوقية مستقلة
تونس في 27 ربيع الأول 1431 الموافق ل 13 مارس 2010
بعث لنا السيد نزار بلحسن بالتقرير التالي:
بريد المظالم
تقرير حول القضيّة المرفوعة ضدّي بتهم الاعتداء على الأخلاق الحميدة والقذف العلني وإحداث الهرج والتّشويش
 يتمحور ملف القضيّة حول مشاركتي في اعتصام دعت إليه الهيئة المديرة لجمعيّة النّهوض بالطّــالب الشّـابي بتاريخ 27جوان 2009. ويأتي هذا الاعتصام في إطار المطالبة بمنح منحة الجمعيّة الّتي حجبتها بلديّة الشّـابة عن الجمعيّة المستقلّة منذ ثلاثة سنوات، وانطلق الاعتصام على السّـاعة التّـاسعة صباحا أمام مقر بلديّة الشّـابة وتمثّلت مطالبه في ضرورة صرف المنحة وطلب مقابلة رئيس البلديّة مصطفى كمال الشّـابي الرّافض أيّ من أعضاء الجمعيّة.
تواصل الاعتصام لثلاثة ساعات وحضره زهاء العشرين ناشط، وتمّ رفع بعض الشّعارات المطالبة بمقابلة رئيس البلديّة، وتمّ تفريق المعتصمين بالقوّة على السّـاعة الثانية عشر من قبل أعوان البوليس بالزّي المدني والنّظامي الّذين خرجوا من مقرّ البلديّة بعد أن ثبت تواجدهم بالدّاخل طيلة الصّباح.
وجدير بالذّكر أنّ جميع الحاضرين يومها تصرّفوا بشكل مسئول وواع ولم يخرج أيّ تصرّف ممكن أن يخلّ بالأدب أو الأخلاق الحميدة، وكان من بين المعتصمين عدد من النّساء.
توجّهت إلى احدى المقاهي صحبة بعض من كان معتصما أمام البلديّة، وعلمت بعد بضعة ساعات، تحديدا السّـاعة الخامسة مساءا، أنّه وجّه لي استدعاء للحضور في مركز الأمن الوطني بالشّـابة عاجلا.
توجّهت إلى المركز على السّـاعة العاشرة ليلا، فتمّ وضعي في سيّـارة شرطة من نوع (berlingo) ونقلي إلى منطقة الأمن الوطني بالمهديّة وتمّ حجز بطاقة هويّتي وهاتفي الجوّال ولم أمكّن من إعلام عائلتي أو أيّ شخص بمكاني.
وتمّ استجوابي في منطقة المهديّة حول علاقتي برئيس البلديّة وبجمعيّة النّهوض بالطّـالب الشّـابي وسبب مشاركتي في الاعتصام وتمّت مساءلتي حول المقالات الّتي قمت بنشرها في جريدة الموقف والّتي تناولت عددا من الوضعيّـات في مدينة الشّـابة.
طلبوا منّي التّوقيع على محضر بحث ولكنّي رفضت بدعوى عدم قانونيّة عمليّة ايقافي الّتي تأتي باستدعاء في عشيّة عطلة إداريّة (يوم سبت).
بقيت في حالة إيقاف إلى حدود السّـاعة الثّـانية عشر من يوم الأحد 28 جوان حيث تمّ نقلي إلى الطّـابق الأوّل من المنطقة الخاص بالبوليس السّياسي وتمّ تبادل أطراف الحديث حول نشاطي الاعلامي والسّياسي واستعمالي لشبكة الانترنيت.
ومن ثمّ تمّ اخلاء سبيلي بعد اعلامي بأنّه تمّ حفظ القضيّة نهائيّـا، وتمّ نقلي في سيّـارة خاصّة من نوع (Peugeot 106) خضراء اللّون إلى محطّة سيّـارات الأجرة بالمهدديّة وسلّموني بطاقة الهويّة خاصّتي وهاتفي الجوّال.
بعض بضعة أشهر، وجّهت لي محكمة ناحية الشّـابة استدعاء للمثول أمام عدالتها يوم 23 فيفري 2010 بتهم الاعتداء على الأخلاق الحميدة وإحداث الهرج والتّشويش والقذف العلني، ولم يخض القاضي في تفاصيل الواقعة كما هو الحال بالنّسبة للقضايا من هذا النّوع بل اكتفى بذكر اسم لشاهد وتسلّم نيابات المحامين وأجّلها ليوم 16 مارس 2010.
وجدير بالذّكر أنّ هذا الاستدعاء يأتي عل خلفيّة نشاطي الإعلامي في الآونة الأخيرة وخاصّة على خلفيّة التّقرير المصوّر لوضعيّة حيّ البراطل الّذي تمّ تشريد سكّـانه وهدمه بدون أيّ موجب قانوني ولصالح عدد من العائلات المتنفّذة، والّذي قمت بنشره في شكل ثلاثة أشرطة فيديو تصوّر وضعيّة الأهالي ووقائع قضيّة الهدم والإخلاء وتمّ نشره في موقع مجلّة وراديو كلمة الّذي أشتغل مع فريقه منذ مدّة ومنه إلى صفحات الموقع الإجتماعي الفايسبوك.
ويأتي الاستدعاء للقضيّة في نفس الأسبوع الّذي تمّ فيه نشر الجزء الثّـاني من التّقرير المصوّر الّذي اشتغلت عليه منذ 27 جانفي الفارط.
وفيما يتعلّق بملف القضيّة، فهي مفبركة وتحمل بين طيّـاتها خروقات عديدة سأقوم بذكرها في عدد من النّقاط كالآتي:
يذكر السيّد نجيب امبارك (رئيس مركز الأمن الوطني بالشّـابة) في محضر البحث الآتي : "في السّـاعة والتّـاريخ أعلاه وردت على المركز مكالمة هاتفيّة من ادارة بلديّة الشّـابة مفادها تهجّم بعض الأشخاص على مقر البلديّة والتّجمهر وسط الطّريق العام معطّلين حركة المرور وعليه تمّ التحوّل رفق دوريّة المركز حيث عثرنا على جمع من الأفراد يتوسّطهم المدعو نزار بن حسن ...إلخ"
وكانت السّـاعة المذكورة أعلاه هي الثّـانية عشر.
وكان رئيس المركز موجودا منذ الصّباح الباكر أمام البلديّة، وكان يتفاوض مع المعتصمين صحبة رئيس فرقة الارشاد بالمهديّة ومساعد رئيس المركز محمّد سلاّم.
وزعمهم أن تتمّ عمليّة تعطيل حركة المرور أمام البلديّة غير منطقيّ فالشارع المقابل لقصر البلديّة يتّسع لعشرات السيّـارات وهو من الشّوارع القليلة في المدينة الّذي لا يتضمّن مشاكل في سير السيّـارات ويتمّ اعتماده لاحتضان التّظاهرات والاحتفالات والكرنفالات.
كما يقول السيّد نجيب امبارك في محضر البحث :" وعليه تمّ استدعاء تعزيزات أمنيّة لحمل المتجمهرين على احترام القانون واخلاء الطّريق العام".
ورغم ذكر عبارة المتجمهرين تمّ ادراج القضيّة لي دون غيري ما يؤكّد كيديّتها.
في وثيقة ثانية من ملف القضيّة، وهي الخامسة بعنوان : سماع المضنون فيه، ورد أنّه تمّ استنطاقي في مركز الأمن الوطني بالشّـابة على السّـاعة الثّـانية عشر ونصف من يوم الاعتصام.
وأذكر أنّه بعد الاعتصام مباشرة توجّهت إلى المقهى مع جملة من الأصدقاء ومن ثمّ رجعت إلى منزلي وتمّ استدعائي على السّـاعة الخامسة مساءا وتمّ إيقافي لمّـا توجّهت إلى المركز ونقلت إلى منطقة المهديّة وتمّ هناك تحرير البحث، يعني ورقة واحدة تحمل تلاعبا بالمكان والزّمان كما تمّ استبدال أكثر ما في المضمون.
وكانت شهادة عوني الأمن محمّد عبد الصّمد ومحمّد علي بن سالم من قبيل شهادة رئيسهم في العمل رئيس المركز باستعمال تقنية (copier-coller)، ويذكر أحدهم أنّ البلديّة "يتردّد عليها أولياء مرفوقين بابنائهم..." وهي ميزة لمؤسّسات تربويّة وليس مؤسّسة سياديّة كالبلديّة.
وفي خرق واضح للقانون، يجلب أعوان الأمن متورّطا في قضيّة حقّ عام وبسيط الثّقافة ويقدّمون له وثيقة ليمضيها من دون الإمعان في تفاصيلها وتظهر فيما بعد شهادة ضدّي من دون أن يدري أنّه شاهد، ولم يكن هذا الشّخص موجودا يومها أصلا أمام البلديّة، واتّصل به عوني الإرشاد (نعمان بن حسن ورفيق الجّربي) وطلبا منه الابقاء على تلك الشّهادة وعدم التحرّك لنقضها وإلاّ سيتمّ توريطه في قضايا لا حصر لها، بل تمّت ملاحقته من قبل العون محمّد سلاّم ورئيس المركز نجيب امبارك لثنيه عن توقيع وثيقة تفيد أنّه لم يكن موجودا يومها وأنّه لم يقدّم أيّ شهادة ضدّي، وتمّ استدعاؤه لمركز الأمن لهذا الغرض وهدّد بــ"10 سنوات سجن"، فمركز أمن الشّـابة صار يعوّض قاعة المحكمة ليصدر الأحكام حسب المقاس واختيارات الأعوان العاملين فيه.
الشّـاهد الآخر، لم يكن موجودا أصلا، ولن يتواجد في المستقبل، فهو شاهد زور متورّط في مقايضة شهادته ضدّي مع حفظ بعض القضايا وأكّد ذلك لكثيرين، وهو من أصحاب السّوابق العدليّة، وحوكم لتهم السّرقة الموصوفة والاعتداء على الأخلاق الحميدة ومواقعة قاصر...، ويعرف كلّ من في المدينة ممارساته أو التّجارة الّتي يمارسها الآن لكسب المال وعلاقاته المشبوهة مع عدد من أعوان البوليس.
ولم يكن هذا الشّـاهد موجودا يومها فهو كائن ليليّ لا يتواجد قبل السّـاعة الثّـانية مساءا في غير الفراش.
 ومنذ الجلسة الأولى للقضيّة، يقوم عدد من الأعوان بمراقبة لصيقة لكلّ تحرّكاتي وتدوين بطاقة إرشادات لكلّ شخص يجلس معي ويجهلون هويّته، كما يقوم بعض الأعوان بالاستفزاز وخاصّة في المقاهي، بالاقتراب والجلوس بقربي وترهيب المحيطين بي من الأصدقاء.
 نزار بن حسن
منظمة حرية وإنصاف


أخبار الحريات في تونس


حــرية و إنـصاف
منظمة حقوقية مستقلة

تونس في 27 ربيع الأول 1431 الموافق ل 13 مارس 2010
أخبار الحريات في تونس
1)    السجين السياسي السابق السيد رضا البوكادي تحت المراقبة اللصيقة:
خضع السجين السياسي السابق السيد رضا البوكادي طيلة نهار اليوم السبت 13 مارس 2010 للمراقبة اللصيقة من قبل عدد من أعوان البوليس السياسي الذين تابعوا كل تحركاته وتنقلاته، مما جعله يستوضح لدى الإدارة المعنية عن السبب وراء هذه المضايقات غير المبررة، وتجدر الإشارة إلى أن السيد رضا البوكادي الذي قضى في السجون التونسية ما يزيد عن 12 عاما يعاني من مرض نادر وإن تعريضه مجددا لأي استفزاز أو مضايقة قد يزيد من معاناته الصحية.
2)    منع السيدة مفيدة مخلوف حرم العش من مغادرة تونس:
منعت السلطات التونسية السيدة مفيدة مخلوف حرم الدكتور أحمد العش من مغادرة تونس بعد عودتها الثانية لأرض الوطن لزيارة أهلها وذويها.
3)    منع عائلة سجين الرأي حمدي القصري من الزيارة:
منعت إدارة سجن المرناقية يوم الجمعة 12 مارس 2010 عائلة سجين الراي الشاب حمدي القصري من الزيارة بتعله خضوعه في الوقت الراهن للعقوبة بالسجن المضيق، علما بأن السجين المذكور يقضي حكما ابتدائيا بالسجن مدة ثمانية أعوام من أجل تهم تدخل تحت طائلة قانون ''الإرهاب'' الـ (لا دستوري). وتجدر الإشارة إلى أن سجين الرأي حمدي القصري استأنف الحكم المذكور ولا زال ينتظر إنصافه من هذه التهم الكيدية.
4)    حتى لا يبقى سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو عيدا آخر وراء القضبان:
لا يزال سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو وراء قضبان سجن الناظور يتعرض لأطول مظلمة في تاريخ تونس، في ظل صمت رهيب من كل الجمعيات والمنظمات الحقوقية، ولا تزال كل الأصوات الحرة التي أطلقت صيحة فزع مطالبة بالإفراج عنه تنتظر صدى صوتها، لكن واقع السجن ينبئ بغير ما يتمنى كل الأحرار، إذ تتواصل معاناة سجين العشريتين في ظل التردي الكبير لوضعه الصحي والمعاملة السيئة التي يلقاها من قبل إدارة السجن المذكور.
عن المكتب التنفيذي للمنظمة
الرئيس
الأستاذ محمد النوري

كيف تعيشون وانتم تستسلمون للموت الاسود؟


ثمة تساؤل يطرح بين الحين والآخر: هل آل خليفة أصدقاء ام أعداء؟ وقد تختلف اشكال الاجابات على هذا التساؤل، ولكن الامر المؤكد ان أحدا من ابناء البحرين لا يضمر في قلبه حبا لهم، ولا يدين بالولاء لهم من القلب، ولكن تختلف اساليب التعبير عن الموقف، باختلاف موقع الشخص ومدى مصلحته من النظام الذي يمثله هؤلاء. وثمة حقائق يجدر ذكرها هنا: اولها ان من يجادل في حقيقة ان آل خليفة احتلوا البلاد بالقوة جاهل بحقائق التاريخ، ويكفي للتدليل على ذلك تشبث الحفنة الخليفية بمصطلح "الفتح" لتوصيف جدهم الذي سفك دماء البحرانيين في 1783 عندما اعتدى وجلاوزته على البلاد وامعن في اهلها القتل، واطلاق ذلك الوصف او مشتقاته لتسمية شارع او مسجد او مستوصف او مدرسة. ثانيها ان الاحتلال قد يكون حادثة تاريخية عفى عليها الزمن، لو ان المحتلين قاموا بامور ثلاثة: اختلطوا باهل البلاد وانصهروا فيهم اجتماعيا وسياسيا، تخلوا عن الاستمرار في تذكير السكان الاصليين بجريمة الاحتلال بالاستعمال المتكرر لتلك التوصيفات، وتصالحوا مع السكان الاصليين حول قضايا الحقوق والحكم والحدود. وحيث لم يفعلوا ايا من ذلك فلا يمكن التعامل معهم الا كمحتلين طال الزمن ام قصر. ولذلك تختلف النظرة الخليفية للصهاينة عن النظرة الشعبية، فالاولى تسعى للتطبيع معهم، بينما البحرانيون يرفضون الاحتلال الصهيوني لفلسطين، ولا يعتبرون مرور  السنوات على ذلك الاحتلال مبررا للاعتراف بالكيان الاسرائيلي. ثالثها: ان السياسات الخليفية في العقد الاخير من الزمن أكدت عقلية الاحتلال وذلك بسعي الحاكم الحالي لاستبدال السكان الاصليين (شيعة وسنة) بسكان آخرين يستقمدمهم من اصقاع الارض ويحولهم من اجانب الى بحرانيين بجرة قلم واحدة، بعيدا عن اية اطر دستورية او قانونية. رابعها ان الحكم الخليفي مستمر في اقتطاع الاراضي واحتلال المزيد منها وتحويلها الى مناطق محظورة على المواطنين كما فعل مع النصف الجنوبي من البلاد ومع جزر ام النعسان وام الصبان وجدة وحوار (التي غير اسماء بعضها للتشويش على الذاكرة البحرانية. خامسا يسعى انطلاقا من عقلية الاحتلال للقضاء التدريجي على حقائق البلاد التاريخية وآثارها التي سبقت الاحتلال الخليفي بشكل ممنهج. وما يحدث لمسجد الشيخ ابراهيم الواقع في جزيرة صغيرة من تخريب ومنع التعمير الا واحد من الشواهد على السياسات الخليفية لتغيير حقائق التاريخ.  وفي هذا المضمار يسعى جاهدا لتغيير اسماء المناطق البحرانية بشكل منهجي هاديء لكي يفصل الاجيال الحاضرة والمقبلة عن تاريخ الآباء والاجداد، وبستبدلها باسماء جديدة. ويقوم كذلك بتغيير التجانس المجتمعي في المناطق البحرانية بتوطين الاجانب في القرى، وتشجيع الممارسات التي لا تنسجم مع عادات السكان الاصليين وتقاليدهم وثقافتهم. ويسعى كذلك لما يسميه "تحديث" بعض المناطق بانشاء المباني والابراج الحديثة في المناطق البحرانية الآهلة بالسكان كخطوة اخرى على طريق القضاء على الهوية البحرانية، وما مشروع بناء الابراج الثلاثة الشامخة في منطقة الديه الا واحد من تلك المشاريع التدميرية. اما ما اسماه "المدينة الشمالية" فهي خطوة خبيثة اخرى على طريق توطين الاجانب في العمق البحراني لتشويش الهوية والانتماء. وقد استطاع الاحتلال الخليفي، عبر مشاريع استصلاح الاراضي البحرية بالدفن المتواصل محاصرة البحرانيين وابعادهم عن السواحل التي عاشوا عليها منذ الصعور الغابرة، فاصبح البحرانيون من سكنة الداخل وليسوا من المرابطين على الثغور. كما يسعى بشكل تدريجي لتغيير هوية المنامة باخلائها من سكانها الاصليين وتحويلها الى منطقة آهلة بالاجانب، لان اي نظام لا بد ان يكون مهيمنا على العاصمة قبل كل شيء، وما دامت المنامة مكتظة بالسكان الاصليين (شيعة وسنة) فستظل عثرة في طريق التغيير الشامل للهوية البحرانية، خصوصا ان الخليفيين يقطنون مناطق بعيدة ولا علاقة لهم بالعاصمة.
هل آل خليفة أصدقاء ام اعداء؟ ان حقائق التاريخ لا تثبت صداقة الاحتلال للسكان الاصليين، وحقائق الجغرافيا تؤكد رفض الخليفيين للانصهار الخليفي في المجتمع البحراني، فهم يعيشون في مناطقهم الخاصة التي يمنعون  البحرانيين من تملك الاراضي فيها خصوصا في منطقة الرفاع. اما حقائق السياسة فتؤكد العداء المستحكم في نفوس الخليفيين تجاه البحرانيين. ويكفي ان الطاغية الحالي أعطى زمام الامور بشكل كامل لوزير ديوانه، خالد بن احمد آل خليفة، الذي يمتليء حقدا وحنقا ضد البحرانيين، حتى كتب الشعر في ذلك ووزعه موقعا باسمه. وسلط الاجانب على السكان الاصليين كوحوش مفترسة في اجهزة التعذيب والشغب وفرق الموت. وبهذا لم يترك الخليفيون مجالا للتشكيك في عدائهم للبحرانيين، وحقدهم الدفين الذي يختفي وراء شعاراتهم الخاوية واساليب التضليل والتشويس على حقائق التاريخ والجغرافيا والسياسة واجهزة اعلامهم التي لا تتوقف عن استهداف مقدسات البحرانيين ورموزهم الدينية والسياسية. لقد اعلنوها حربا على كافة الصعدان لمواجهة السكان الاصليين (شيعة وسنة)، مستعملين وسائل الاغراء وشراء المواقف بنهج أموي مقيت تارة وصهيوني تارة اخرى. والهدف من ذلك كله اعادة صياغة الواقع البحراني بما يتيح لهم اعلان الانتصار النهائي على السكان الاصليين وتحويل البحرين الى مملكة خليفية مملوكة بالكامل لهذه الطغمة الحاقدة وعملائها.
نقف اليوم على مفترق طرق بين  استنقاذ البلاد من براثن الوحش الخليفي الكاسر، واعادتها الى اهلها الاصليين (شيعة وسنة)، او خسارتها الى الابد لان المشاريع الخليفية التي يمارسها الحاكم الحالي شاملة وحاسمة ولا تقبل الحلول الوسط ولا تقوم على اساس التعايش السلمي مع السكان الاصليين. انها مشاريع استئصالية لا تبحث عن حلول وسط، وقد اثبتت التصرفات والسياسات الخليفية خلال السنوات العشر الاخيرة ذلك، فلا حوار ولا نقاش ولا اعتراف ولا تمازج مع البحرانيين الذين يخيرون بين الاستسلام او الفناء. ولا بد من التأكيد على ان هذا الفناء تدريجي تسبقه وتتزامن معه اساليب تخدير متطورة تمنع الضحية من الاحساس بالخطر، ان شعب البحرين اليوم يواجه الموت الاسود ويعرض لجرعات من اول اوكسيد الكربون، تقضي عليه ان استمر في النوم والسبات. وامام هذا العداء الخليفي العميق فان البحرانيين، خصوصا الشباب منهم مخيرون امام واحد من مصيرين: اما الحياة او الموت. ولن يستطيعوا الحياة ما داموا يرضون بالتخدير الذي يستبطن موتا بطيئا لهم (الموت في حياتكم مقهورين، والحياة في موتكم قاهرين). ان مشروع الحياة يبدأ بتشخيص اسباب الموت، واهمها في الحالة البحرانية الاستسلام للاحتلال الخليفي واساليب التخدير المتواصلة التي تسبق حقنات الموت.
اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين
حركة احرار البحرين الاسلامية
12 مارس 2010

رابطة العرب الوحدويين الناصريين

يعلم الجميع ان التيار الناصري يبذل مجهودا واضحا في توحيد الحركة الناصرية واقامة التنطيم القومي الجامع الذي يلتقي حوله الناصريين في كل ارجاء الوطن العربي, ومن اجل تحقيق هذا الهدف قام المؤتمر الناصري العام وبدأ مسيرته التوحيدية بالرغم من كل العقبات التي واجهته ولا تزال تواجهه الى ان اصبح إطارا امتد الى كل الساحات العربية يلتقي في مؤتمر سنوي ويمارس دعوته في حوار بناء بعد ان انهى عملا فكريا واضحا في اصدار الوثيقة الفكرية الناصرية قاعدة فكرية يلتقي حولها كل الناصريين.

لقد دعى منتدى الفكر القومي العربي منذ تأسيسه الى وحدة الحركة الناصرية وساهم من خلال المؤتمر الناصري العام في التأكيد على هذه الدعوة مطلبا شعبيا ناصريا ولا يزال يمارس نشاطه في تجميع التيار الناصرية وبث روح ثقافة التوحيد الناصري قناعة منه في ضرورة العمل الناصري الواحد والموحد.

ولما كان هدف منتدى الفكر القومي العربي من خلال الحوار وتعميقه داخل التيار الناصري وخارجه محاولة على طريق تحقيق الوحدة الفكرية الناصرية ,التقى حوله مجموعة من اعضاء التيار الناصري الكبير المؤمنين بمواصلة العمل الجاد والفاعل من اجل نشر الفكر القومي الوحدوي وتعميقه تمهيدا لبناء التنظيم القومي الواحد من خلال التنسيق الكامل مع المؤتمر الناصري العام وغيره من الفعاليات الناصرية الممتدة في كل ارجاء الوطن العربي, رأينا ان نقيم تجمعا لمواصلة الحوار وتفعيله بين اعضاء المنتدى مؤكدين على ان رابطة العرب الوحدويين الناصريين ليست تننظيما او حزبا سياسيا بل تجمعا يضم بين صفوفه عدد من الناصرين الذين التقوا في منتدى الفكر القومي العربي مؤكدين على ما يلي :

دعم ومساندة المؤتمر الناصري العام في سعيه الجاد لتوحيد الحركة الناصرية.

لا تعارض بين الإنتماء الى الرابطة مع اي انتماء الى اي حزب او تنظيم ناصري

العمل على جمع المفكرين الناصريين في المنتدى والحوار معهم وحثهم على العمل من اجل توحيد التيار الناصري

الإتصال بجميع التنظيمات والحركات الناصرية من اجل رفع شعار التوحيد الناصري كي يكون من اولويات عملها وعلى رأس اجندتها

العمل على تفعيل حركة كل الناصريين في كل المجالات من خلال الإتصال واللقاء بهم

القيام بالتعبير عن الرأي والإعلان عنه حول مختلف القضايا السياسية والفكرية وفي المناسبات القومية

المشاركة في كل الفعاليات القومية التي تقام في مختلف الساحات العربية والتفاعل الإيجابي معها.

التصدي لكل محاولة تسعى لشق الحركة الناصرية والعمل على تفتيتها وشرذمتها وإخراجها عن مسار الفكر والعمل الناصري الى متاهات تتعارض مع قناعتنا الناصرية

الإشراف على منتدى الفكر القومي العربي في طرحه وحركته ومتابعة نشاطه

المسؤولية الإدارية والتنظيمية تقع على عاهل لجنة يتم انتخابها من اعضاء الرابطة لفترة سنة .

ولا يسعنا هنا ونحن نعلن عن قيام رابطة العرب الوحدويين الناصريين إلا ان نؤكد على التزامنا الكامل بمبادىء ثورة يوليو المجيدة في الحرية والإشتراكية والوحده والتي قاد نضالها ومات من اجلها القائد جمال عبد الناصر.

من هنا فـإننا نتوجه الى كل الإخوة والإخوات من التيار الناصري الإلتحاق بعضوية الرابطة والتفاعل معها في اطار منتدى الفكر القومي العربي كي نعمل جميعا من اجل تحقيق اهداف امتنا من خلال العمل على اثراء الحوار والعمل المشترك الهادف بعيدا عن كل ما يعطل المسيرة الناصرية بالوقوف صفا واحدا متجاوزين كل ما يؤثر في اضعاف حركتها وتأثيرها.

ليست هي ساعة للفرقة بل ساعة للعمل والوحدة .

رابطة العرب الوحدويين الناصريين

محاور الإلحاد العلمي في الحضارة الغربية (3/4)


ا.د. محمد اسحق الريفي
أولاً: الزعم بأن الحياة نشأت صدفة
اعتقد العلماء أن الحياة نشأت على الأرض في ظروف خاصة جداً وغير متوقعة، ثم اكتشف العلماء حديثاً أن الحمض النووي DNA، الذي لا تنشأ الحياة إلا به، لم يتكون في الأرض، وإنما جاء من السماء.  وأثبت العلماء وجود هذا الحمض النووي فعلاً في السماء، ثم بدأ العلماء يبحثون عن كيفية وصوله إلى الأرض.  وزعم العلماء الغربيون أن الشهب التي تسقط من السماء على الأرض؛ هي التي أتت بالكربون والأكسجين والهيدروجين إليها، ثم كونت هذه المواد البروتين والماء، ثم تحول البروتين إلى الحمض النووي من نوع RNA، ثم تحول هذا إلى حمض نووي من نوع آخر وهو DNA... وهكذا، فالحياة في نظر هؤلاء العلماء الغربيين جاءت بمحض الصدفة!  ووفقاً لأقوال العلماء الغربيين؛ بدأت الحياة صدفة في لحظة غير متوقعة، حيث ظهرت أول خلية حية.  ثم وضع "داروين" نظريته المشهورة للنشوء والتطور، وهي تزعم أن الإنسان هو نتاج تطور تلك الخلايا الأولى التي نشأت صدفة!
وهذا هو أسوأ محور للإلحاد في الحضارة الغربية.  والله سبحانه وتعالى لا يخفى عليه هؤلاء العلماء ولا ما يضعون من نظريات لنشوء الحياة، إذ يقول سبحانه وتعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَن يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} (فصلت: 40).  ويقول عز وجل: {مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا} (الكهف: 51).  والغريب أن القنوات الفضائية العربية لا تكف عن الحديث عن تلك النظريات وتهدها من المسلمات، رغم أنها تتناقض مع التصور الإسلامي!  وهنا يكمن الخطر، على المثقفين وعلى الأجيال الناشئة، الذين لا يعرفون، أو لا يلتزمون، التصور الإسلامي للحياة ونشوئها، مما يؤدي إلى تشكيكهم في دينهم وعقيدتهم الإسلامية، علماً بأن نظرية "دارون" غير مسّلم بها في الأوساط العلمية في العالم.
ثانياً: التمرد على الفطرة
تنظر الحضارة الغربية إلى الإنسان على أنه مجرد جسد تدب فيه الحياة، وأن هذه الحياة هي تفاعلات كيميائية تحدث في خلايا جسده.  ويؤمن العلماء الغربيون بأن طريقة تطور الإنسان، وفق "دارون"، كان يمكن أن تأخذ أي شكل آخر غير الشكل الحالي.  ولذلك فهم يعتقدون أن تبادل الأدوار بين المرأة والرجل، أو توزيع هذه الأدوار بطريقة مختلفة، هو شيء طبيعي.  وينطوي ذلك على تمرد بشري على الفطرة التي فطر الله الناس عليها، وعلى السنن الكونية التي وضعها الله تعالى في هذا الكون.  فالغربيون ينظرون إلى السنن الكونية على أنها قوانين الطبيعة التي يمكن تفسيرها بالقوانين والنظريات الفيزيائية، وبالتالي يحق لهم الثورة عليها وتغيروها.  ولذلك فهم يحاولون التخلص من مقتضيات الفروق البيولوجية بين المرأة والرجل، ليعيدوا توزيع الأدوار بينهما، فيما يتعلق بالحمل والولادة والأمومة عند المرأة.  وهم بالفعل يحاولون الحصول على طرق أخرى للتكاثر باستخدام زراعة الأجنة في الأنابيب، والاستنساخ، وغير ذلك.
وأخطر نتائج هذا الإلحاد؛ قيام العلماء الغربيين بإجراء التجارب على البشر دون أية ضوابط أخلاقية أو إنسانية، فهم يحاولون، عبر تعديل الجينات الوراثية، الحصول على كائنات بشرية ذات خصائص يطمحون إلى الحصول عليها، ليستخدموا هذه الكائنات البشرية في الحروب، وفي تنمية الاقتصاد، وغير ذلك من الأفكار الشيطانية، التي تهدف إلى الهيمنة على العالم بالقوة.  ويحاول العلماء الغربيون اليوم تخليق الأعضاء البشرية في مختبراتهم، لبيعها إلى الشركات والمستشفيات، ومن الصعب التكهن بكيفية استخدام هذه الأعضاء في المستقبل! أضف إلى ذلك الآثار التخريبية التي تصاحب التجارب التي يقومون بها على البشر، فعلى سبيل المثال؛ هناك من يعزو انتقال مرض نقص المناعة المكتسبة "الإيدز"، من القرود إلى البشر، إلى محاولة تلقيح بويضة امرأة "أمريكية" بنطفة قرد أفريقي، لإنتاج كائنات حية غريبة، ولسوء الحظ كان ذلك القرد مصاباً بالإيدز.  وفي هذا يقول الله تعالى عن اتخاذ الغرب الشياطين أولياء لهم من دون الله: {وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا} (النساء: 119).


إيران وما في النيران (2من 2)


محمد إقبال*
قدمنا في الشطر الأول من هذه المقالة شرحًا بسيطًا من الاحتفال التقليدي في ليل الثلاثاء - الأربعاء الأخير للعام الإيراني الذي يبدأ في 21 مارس وقلنا ان بعد وصول نظام الملالي إلى السلطة وخصوصاً في السنوات الأخيرة حوَّل المواطنون هذا الاحتفال الوطني إلى يوم للتحدي والانتفاضة العارمة ضد النظام ثم تحدثنا عن تمهيدات حكام إيران لتخويف الشعب والمنع بهذا الاحتفال. ونشير الآن إلى بعض من هذه التمهيدات من لسان رموز نظام الملالي في إيران:
ونأتي على دور مدعي عام طهران المجرم ليقدم الانتفاضة الشعبية العارمة في رواية الملالي ويقول:"في البداية كان البعض يطرحون مساءلهم مختفين خلف الأقوال المتعلقة بالانتخابات وكان انحدار وميل الاحتجاجات في البداية خفيف وهادئ ولكنه وخطوة بعد خطوة وكلما اقتربنا من أواخر السنة أصبح هذا الانحدار حاداً أكثر فأكثر اذ يتم طرح شعارات انحرافية, ووصلت الأحداث إلى ذروتها في يوم عاشوراء "أي يوم العاشر من شهر محرم-29 ديسمبر الماضي). وفي هذا اليوم تعرضت الجمهورية الإسلامية والنظام معًا للخطر, لأن هؤلاء الأشخاص بدأوا احتجاجاتهم بعنوان الجمهورية ولكنهم توجهوا نحو الإسقاط". وادعى في النهاية أننا لم نكن نشهد بعد مظاهرات في الشوارع ولن نسمح لأحد ليأتي إلى الشارع" (صحيفة "دنياي اقتصاد" الحكومية 1 مارس الحالي).
وتصدر الشرطة أيضاً بيانًا لتعلن فيه استعدادها الكامل للتعامل مع حالات الشغب والحالات الخطيرة.. وأولئك الذين يتم اعتقالهم هذا اليوم سيعاقبون بالدية والسجون لفترات ما بين 6 أشهر إلى 3 أعوام (وكالة أنباء إيلنا الحكومية 1 مارس الحالي(.
ويظهر الحرسي احمد رضا رادان نائب قائد قوات الأمن الداخلي فزعه وخوفه بالقول: مع مرور الزمن نُسي الهدف الرئيس من مراسيم جارشنبه سوري وتحل محلها مواضيع خاطئة. ثم يحذر الذين هم على حد زعمه يأذون المواطنين ويهددهم ان من يريد أن يمهد الطريق لأذى المواطنين ويسلب راحتهم, سيعتقل وسيكون ضيفًا للشرطة حتى نهاية أيام العطلة كما لن تعود السيارات التي يتم توقيفها في هذا اليوم إلا في نهاية أيام العطلة (وهي نحو أسبوع) (الموقع الحكومي "عصر إيران" 19 فبراير الماضي).
ويعد الحجم المعلن عن المواد الأولية والتفجيرية التي تم كشفها هذا العام  أمراً ملفتاً للنظر ونشير هنا إلى نموذجين في طهران وأذربيجان الإيرانية. حيث أعلن نائب قيادة قوات الأمن الداخلي في محافظة طهران كشف أكثر من 422 الف و500 كيلو غرام من المواد الأولية لإنتاج المواد المتحرقة في المحافظة (وكالة أنباء "مهر" الحكومية 27فبراير الماضي) ويخبر الحرسي العميد محمد علي نصرتي قائد قوات الأمن الداخلي في أذربيجان الشرقية كشف أكثر من ستة ملايين ومئتي ألف نوع من أنواع المفرقعات (الالعاب النارية) في هذه المحافظة قائلاً: هذا الحجم من المواد المكشوفة ومقارنةً مع ما تم كشفه في الفترة نفسها في العام المنصرم, يظهر ارتفاع النسبة 396 في المئة! (وكالة أنباء "مهر" الحكومية 3 مارس الحالي). هذا في حين أن المواد التي تم كشفها هي نسبة ضئيلة جدًا من إجمالي المواد نفسها التي في حوزة المواطنين.
و أوضحت الأخبار إنه و "إثر تحليل تعبوي لقادة النظام للانتفاضة الباسلة التي قام بها المواطنون والشبان في يوم عاشوراء أبدت فيه رموز النظام فزعها من قدرة المواطنين والشبان في طهران على تحرير خمس مناطق من أحياء العاصمة الكبرى ودفعهم لقوات القمع إلى التراجع موقتاً وأكدوا أنه لو انضمت المناطق الخمس بعضها بعضاً لسقطت طهران" نعم وهذا أمر مؤكد ولسقط النظام كله .
و يستقبل الشعب الإيراني هذا اليوم وهذه السنة بدعوة من منظمة "مجاهدي خلق" الإيرانية حيث دعت إلى الاحتفال بهذا اليوم الوطني للإيرانيين وبشكل أوسع.. وإن الحالة تختلف تمامًا عما جرى في السنة الماضية والأعوام الماضية.. حيث ستكون نيران هذه الاحتفالات نيران إدامة واجبة التواصل والتحدي.. فإيران تُحرق منذ نحو تسعة أشهر في نار انتفاضة شعبية عارمة,. والمواطنون الذين وصلت قلوبهم إلى حناجرهم من ظلم حكامهم وجورهم عليهم وقد وصلت الضغوط الاقتصادية الهائلة إلى حد تفتت الكثير من العائلات.. والشعب الإيراني ردا ورفضا لهذا النظام وجوره يتربص ويترصد أن يضرم النار في النظام برمته. وقد هُزت أسس وأركان الديكتاتورية المنبوذة للملالي أمام انتفاضة الشعب الإيراني من أجل الحرية. ولن تتوقف انتفاضة الشعب الإيراني ولن يُكسر عزمه وإصراره على إسقاط الديكتاتورية وإقامة بديله الديمقراطي الحر وكسر شوكة وفكر ولي الفقيه, وقد بطل سحر الولي الفقيه وأصبحت صورته غير قابلة للترميم والحالة ليست كما السابق تمامًا فالأزمات القاتلة الداخلية والخارجية بدأت بتحطيم نظام خامنئي وزمرته المنبوذة من جوانب عدة. ولن تتمكن قوات التعبئة (البسيج) ولا قوات الحرس الثوري الإسلامي (الباسداران) ولا الاعتقالات ولا محاكم العصور الوسطى من إيقاف موجات وصولات الانتفاضة.
سيشعل الشعب الإيراني هذا العام وفي احتفال "جارشنبه سوري" شعلاته التحررية المتلاطمة بشكل أوسع وأوسع من الأزقة والشوارع والأماكن المختلفة بطهران  وإصفهان وشيراز, ومن مشهد إلى تبريز ومن أهواز وزاهدان والمياه المتلاطمة في بحر عمان إلى السواحل المفعمة بالعواصف في بحر قزوين, سينهضون جميعا يدًا بيد وسيصل دوي صرخات الموت للديكتاتور في أنحاء إيران. وفي هذا الدرب وهذا النضال لا يوجد مكانًا للذين يسلمون أنفسهم والمساومين مع النظام الجائر من أي لون كانوا. وسيستقبل المواطنون في أنحاء إيران أعياد ال¯"نوروز" هذا العام بنيران ملتهبة. وسنتحدث عن ال¯ "نوروز" في مقالة اخرى "بإذن الله".
* كاتب سياسي إيراني