الاثنين، 22 فبراير 2010

الفاهم بوكدوس وحسن بنعبدالله : غدا أمام محكمة الاستئناف


22 فيفري 2010

إعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام

• الفاهم بوكدوس وحسن بنعبدالله : غدا أمام محكمة الاستئناف
غدا الثلاثاء 23 فيفري ، سيمثل أمام محكمة الاستئناف بقفصة كلا من الفاهم بوكدوس ، الصحفي بقناة الحوار التونسي الذي غطى التحركات بمنطقة الحوض ألمنجمي والذي حكمت عليه المحكمة الابتدائية يوم 13 جانفي الماضي بأربعة سنوات سجنا، والناشط حسن بنعبدالله، الذي تحرك ضمن اللجنة المحلية بالرديف لأصحاب الشهائد المعطلين للمطالبة بحق الشغل والذي حوكم بعشر سنوات نافذة ضمن محاكمة قيادات الحوض ألمنجمي,والذي قدم محاموه اعتراضا على الحكم القاسي الصادر ضده.
اللجنة الوطنية تؤكد أن المحاكمتين ستكونان اختبارا حقيقيا لمدى استعداد السلطة لطي صفحة الملاحقات الأمنية والقضائية وبداية صفحة جديدة أساسها تشخيص المشاكل الاجتماعية في المنطقة وحلها بالطرق السلمية,
وان تشكر اللجنة كل النقابيين ونشطاء المجتمع المدني الذين عبروا عن مساندتهم للسيدين بوكدوس وبنعبدالله ، فإنها تدعوهم لمزيد الإسناد والدعم حتى تتوقف كل التتبعات ضدهما.
• مطالبة بإطلاق سراح شباب الحوض ألمنجمي :
لازال خمسة شبان من الحوض ألمنجمي يقضون عقوبة سجنية بأحكام تتراوح بين ستة أشهر وثمانية أشهر بالسجن المدني بقفصة ، وذلك على خلفية التحركات الاحتجاجية التي وقعت بالرديف والمظيلة ,
تجدد اللجنة مطالبتها بإطلاق سراحهم وإيقاف كل التتبعات ضدهم .
• الحرمان من العودة للشغل والمراقبة الأمنية للمسرحين:
بعد أكثر من ثلاثة أشهر من إطلاق سراح قيادات تحركات الحوض المنجمي ، سراح استبشرت له كل مكونات المجتمع المدني واعتبرته بداية فتح صفحة جديدة في التعامل مع قضايا المنطقة ، لازال هؤلاء ينتظرون عودتهم إلى سالف شغلهم . كما يخضع عدد منهم إلى مراقبة أمنية لصيقة ، وهو ما يؤكد استمرار النهج الأمني في التعامل معهم.
إننا نجدد مطالبتنا بتسوية وضعهم المهني في اقرب الآجال، كما نطالب السلطة بالتخلي عن هذه المراقبة الأمنية التي لن تزيد واقع الاحتقان في المنطقة إلا تعقيدا.
اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي

الحرب على الإعلام العربي


د . لطفي زغلول

         في اليوم الثامن من شهر كانون الأول / ديسمبر 2008 ، أصدر مجلس النواب الأميركي بالإجماع مشروع قرار يدعو إلى فرض عقوبات على مشغلي الأقمار الصناعية العربية وتوعدها إذا ما سمحت لقنوات فضائية عربية معينة بالبث عبر أثير أقمارها ، بحجة أن هذه القنوات الفضائية مصنفة أميركيا تروج لأفكار " إرهابية " .
         إن الأمر كما يبدو لا يخص فضائيات عربية بحد ذاتها . إنها رسالة  موجهة لكافة أشكال الإعلام العربي الفضائي والأرضي الإلكتروني والمقروء والمسموع والمرئي تتوعده فيها . إن الولايات المتحدة الأميركية عبر مجلس نوابها تريد للإعلام العربي أن يكون مفصلا على مقاساتها وذوقها ووفق رؤاها ، خاضعا لمراقبته والتفتيش عليه في كل لحظة .
         إلى هنا ينتهي هذا الخبر الذي تناقلته وكالات الأنباء والفضائيات الأميركية والتي تدور في فلكها . والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح هنا : أي إعلام له تاريخه الطويل في تجسيد الكراهية والمعاداة ، هل هو الإعلام العربي ، أم الإعلام الأميركي ؟ . والجواب هنا لا يقبل التخمين .
إنه الإعلام الأميركي الذي لم يزل يخوض حربا لا هوادة فيها ضد العرب والمسلمين . إنه هو الذي ما زال يشوه صورتهم في عيون الآخرين . وهنا نتذكر القس الأميركي بات روبرتسون الذي أساء إلى الإسلام إلى الدرجة التي أنكر فيها وجود ديانة إسلامية ، وهو ما زال عبر محطتي إذاعة وتلفزيون تابعتين له يشن حملات شعواء ضد الإسلام والمسلمين .
إنها السينما الأميركية التي تفننت بإنتاج أفلام ماسة بالعرب والمسلمين والإسلام ، وعلى سبيل المثال لا الحصر فلم " أنظمة المواجهة " ، وتدور قصته الخيالية حول عملية إنقاذ لمواطنين أميركيين وقعوا رهائن في اليمن ، سقط خلالها العشرات من الضحايا .
         وقد انتقد كثير من العرب والمسلمين في حينه ، والذين أجرت معهم إحدى القنوات الفضائية العربية هذا الفلم كونه يظهر الإسلام "دين عنف" ، ويصور العرب على أنهم  "إرهابيون" .
         إن سجل هوليوود في إخراج أفلام سينمائية ماسة بالعرب والمسلمين طافح بما يدينها ويلقي كثيرا من الأضواء على الجهات والدوافع الكامنة وراء هذه التوجهات العنصرية التي تاتي ضمن مسلسلات التشهير بالعرب والمسلمين التي نحن بصددها في حديثنا هذا ، والتي لم تتوقف لحظة واحدة .
وعلى ما يبدو فان هذه الحملات جزء من حرب مخطط لها على عدة جبهات إعلامية وثقافية وفكرية وتربوية وعقائدية . وهي موجهة في غالبيتها ضد الإنتماءات العقائدية والفكرية والثقافية وكذلك السلوكية .
وتبدو أهم مظاهرها في كيل الصفات اللفظية النابية ، أو الكتابات الماسة ، أو اللجوء إلى التصوير الفوتوغرافي والرسوم الكاريكاتيرية لإبراز الشخصية العربية والإسلامية بصور غير لائقة ومنافية للحقيقة ، أو استخدام أسلوب النقد الهدام من خلال الهمز واللمز والتعليقات التي تشتم منها رائحة استعلاء وفوقية في مقابل  "دونية " الإنسان العربي والمسلم .
وإذا كانت هذه حال السينما الأميركية من خلال أفلام هوليوود ، وما أكثرها ، فالحال ذاتها مع كثير من الصحف والمجلات الأميركية ، أو التي تدور في فلكها في استهداف العرب والمسلمين في أقدس مقدساتهم ومعتقداتهم ، وهذا الأمر ينطبق على كثير من الفضائيات التي تبث من داخل الولايات المتحدة الأميركية ، وليس هناك من رقيب ولا حسيب . لقد أصبح الهجوم على الإسلام ورسوله الكريم تقليدا ومنهجا بحجة الحق في التعبير عن حرية الرأي .
وعلى ما يبدو فإن مجلس النواب الأميركي والكونجرس يغضان النظر ، غير مباليين ولا مكترثين بما يبث في الإعلام الأميركي الفضائي ، والأرضي ، ولا بتلك الأفلام التي تشوه صورة العرب والإسلام ، ولا بما تكتبه كثير من الصحف والمجلات .
إنها سياسة الكيل بمكيالين يمارسها السياسيون الأميركيون ضد العرب والمسلمين ، وكأن العالم أصبح محكوما لأهوائهم ، وسائرا في أفلاكهم ومداراتهم  ويفترض به أن يقدم لهم فروض الطاعة والولاء لهم ، وإلا فإنه سوف يحاسب ويعاقب .
 والصفة الثانية لذات السياسة التي يمارسها أولئك السياسيون هي التي تطلع على الناس من خلال كافة أشكال الإعلام المقروء والمسموع والمرئي وتتحدث عن مفاهيم مقلوبة . فالإحتلال من منظورها هو تحرير. والقمع العسكري ديموقراطية . والتدخل في شؤون الشعوب وفرض الرأي والرؤيا عليها هو انفتاح وسير في ركاب التحضر والتقدم .
إن العرب والمسلمين لم يعتدوا على الولايات المتحدة الأميركية . إنهم لم يعتدوا على شعبها ولا على معتقداتها ولا مقدساتها ولا على تقاليدها وعاداتها ، ولم يوجهوا أي نقد إلى ثقافتها . إن الشعب العربي صديق للشعب الأميركي ، وهو في تاريخه لم يعتد على أحد منه ، ولا يمكن أن يعتدي . 
كل ما في الأمر أن الولايات المتحدة الأميركية هي التي اعتدت على العرب والمسلمين من خلال سياساتها التي تمارسها بحقهم . وإذا كان ثمة نقد أو حتى هجوم كلامي ، فهو ليس تحريضا ، وإنما حق مشروع في مقاومة هذه السياسات العدوانية .
         وثمة المزيد من الأسئلة نسوقها في ذات السياق : أليست حرية الرأي والتعبير من مكونات الديموقراطية ومن مركباتها ؟ . كيف يمكن أن تكون هناك ديموقراطية دون حرية رأي وتعبير ونقد ؟ . أم أن هذه الديموقراطية حل لأناس ومحرمة على آخرين ؟ . إنها والله سياسة الكيل بمكيالين بل أكثر .
على الارجح ان الديموقراطية الموعود بها العالم العربي والتي تستثني حرية الرأي والتعبير لها مذاق آخر قائم على نظام حمية صارم يخص منظومة الثوابت الثقافية والاخلاقية والعقائدية العربية . ان هذه الديموقراطية يمكن استقراء كل خطوطها ومرتكزاتها من خلال ما تمارسه الولايات المتحدة على العرب والمسلمين الذين تتهمهم بالارهاب والجريمة والعنف ، ولا تعترف لهم بأي حق من حقوقهم .
انها ديموقراطية قلب المفاهيم والخروج من الذات على الذات . وهي ديموقراطية الخضوع والركوع والرجوع الى البيت الابيض في كل صغيرة وكبيرة . انها ديموقراطية استلاب الحق في فلسطين . وهي أخيرا لا آخرا ديموقراطية تجزئة العالم العربي الى طوائف ومذاهب وأقليات وقوميات كما هو الحال في العراق تحت ظلال الاحتلال الاميركي .
لكن الأخطر من ذلك كله – وهنا بيت القصيد – ان هناك شعورا سائدا في العالم العربي ان هذا النمط من الديموقراطية التي تبشره الولايات المتحدة بها موجهة في الدرجة الاولى ضد ثقافته وعقيدته الاسلامية التي تتهمها بالقسوة والعنف والارهاب والكراهية . والحملة على العرب والمسلمين ما زالت في أوجها والذين يقفون وراءها لا يتورعون ان يطالبوا بوقف طباعة القرآن الكريم وعدم توزيعه وحذف آيات معينة منه .
إن الحديث ذو شجون وأشجان في موضوع إخضاع الإعلام العربي للقوانين الأميركية ، وتصنيفه وفق مقاسات الرأي والرؤيا الأميركية . لقد أجمع شرفاء هذه الأمة على رفض هذا التوجه الأميركي . وهم مجمعون على مقاومة هذا التدخل السافر في إعلامهم الذي يقارع المعتدين على وجودهم وثقافتهم ومعتقداتهم ومقدساتهم ، وهم بذلك لهم الحق الذي كفلته لهم الشرعية الدولية .
كلمة أخيرة . إنه مشروع قانون خاص بمجلس النواب الأميركي . فهل سيكون هناك رد حاسم عربي ؟ . إننا نأمل ذلك ، وكلنا ثقة أن يكون ردا حاسما ورافضا لهذا التدخل السافر في القضايا العربية ، وفي مقدمتها الإعلام العربي بكل أشكاله . مع علمنا الأكيد أن مساحة شاسعة من الإعلام العربي مسيرة من قبل الأنظمة السياسية العربية . وإن غدا لناظره قريب .






شرطة دبي .. قزمت الموساد .. وعرت حماس


اسم الكاتب : نزار الغول
نزار الغول / ما أن فرت مجموعة الموساد بيهودها وعربها من إمارة دبي الهادئة تاركة وراءها جثة المبحوح هامدة .. حتى تمكنت شرطة دبي من ضعضعة جبروت الموساد الذي أرعب وأرهب العالم وجال وصال في بقاع الأرض ينفذ جرائمه دون حسيب.
شرطة دبي تمكنت من أن تحول صورة عملاء الموساد من محترفين إلى هواة فبات أعضاء مجموعة القتل مختبئين في مكان ما ، يفكرون في تغيير ملامحهم خوفا من مذكرات حمراء في أيدي الانتربول.
النار لم تكتف بلسع الموساد بل هي الآن تقض مضاجع أمراء حماس الذين اعتادوا التستر على العملاء المتسللين في صفوف قيادة الحركة ..واستمر التستر عليهم حتى باتوا متنفذين بقوة في الحركة ما يبدد الغرابة عن تحليل حماس لإباحة الدم الفلسطيني وشرعنة القتل وسحل الجثث بالشوارع.
القائد العام لشرطة دبي ضاحي خلفان أكد أن عميلا من حركة حماس سرّب للموساد معلومة وصول القيادي في الحركة محمود المبحوح إلى دبي، معتبراً أنه القاتل الحقيقي.
ونقلت صحيفة الخليج الاماراتية الأحد عن خلفان قوله انه طالب محمود الزهار القيادي بحماس بإجراء تحقيق داخلي عن كيفية تسريب المعلومات عن وصول المبحوح .. الزهار بدلاً من ذلك طالب دبي بتسليمه الفلسطينييْن المعتقليْن في خطوة للتستر على أجزاء هامة من التحقيقات خوفا من فضيحة جديدة.
وقال خلفان إن احد الفلسطينيين الاثنين المعتقلين في دبي التقى مع شخص من المنفذين في المكان والزمان والطريقة التي تثير الريبة .
شرطة دبي عرضت فيلما يعيد تشكيل مراحل جريمة الاغتيال :  المجرمون وصلوا دبي قبل تسع عشرة ساعة من الاغتيال حتى مغادرتهم جميعا في غضون ساعات قليلة بعد الجريمة.
نهرو مسعود القيادي في حماس ... وصل دبي حديثاً ... وغادرها قبل يوم واحد من الجريمة ولم يلتق بشكل مباشر بالمبحوح، بعد أن كانت الأخبار تشير إلى أنه رافق المبحوح حتى ساعة استشهاده.          
قائد شرطة دبي أبدى دهشته من بعض المسؤولين الفلسطينيين لتركهم القياديين في حركاتهم يتحركون دون حماية، خصوصا إذا كان المبحوح بهذه الأهمية'.
تساؤل الخلفان يثير الشبهات حول ضلوع قيادات حماس في تصفية المبحوح الذي بات على ما يبدو يشكل عبئا أمنيا على الحركة .. بل إن حماس لم تكتف بعدم توفير الحماية لأحد أكثر المطاردين في العالم بل واستخفت بعقول الناس حين قالت على لسان صلاح البردويل إن المبحوح اتصل بعائلته وابلغهم نيته السفر إلى دبي وأعطاهم مخطط سيره وتحركاته،ما يعني أن البردويل يحاول التستر على العميل الذي فضحت شرطة دبي أمره ليحاول البردويل أن يقودنا إلى مشتبه به في عائلة الشهيد، وقد تناسى البردويل أن المبحوح يعلم علم اليقين أن عائلته تخضع لمراقبة عينية وهاتفية أربعا وعشرين ساعة في اليوم ما يمنعه من مجرد الاتصال بها.
جدير بالذكر أن نهرو مسعود متهم بقتل عدد كبير من ضباط الأمن الفلسطيني وعناصر وقيادات حركة فتح في قطاع غزة سيما العقيد محمد الموسي .. كما حاول قتل المناضل معين شاهين من منطقة التفاح والمطارد لاسرائيل منذ  عام اثنين وتسعين.
ونهرو مسعود شارك فى معظم جرائم القتل فى شمال غزة، ويرتبط بعلاقة مع تجار المخدرات على بحر الزوايدة بمعية نائب عن حماس.
حماس لا تزال تصر على تكرار خطيئتها بالتستر على قاتل يحيى عياش بل وتلميعه أمام الرأي العام الفلسطيني.. وها هي تلجأ إلى تلميع قاتل محمود البحوح وتتباكى على الأخير.
التاريخ : 22/2/2010   


اوروبا تساعد الموساد والعرب هم الضحايا


بقلم نضال حمد

كتبت صحيفة "'صنداي تايمز" أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، صادق على العملية بعد اطلاعه على تفاصيلها خلال زيارته لمقر الموساد شمال تل ابيب، فيما قالت صحيفة "تلغراف" إن الموساد قام بتصوير جوازات السفر البريطانية في مطار "بن غوريون لإستعمالها في العملية. واضافت صنداي تايمز " بارك نتنياهو العملية قائلاً لأفراد الخلية ("شعب اسرائيل يثق بكم، بالتوفيق").

إذن اتضح الامر فالعملية الارهابية الاجرامية الاستخباراتية نفذتها على ما يبدو وحدة كيدون في جهاز الموساد الصهيوني وأودت بحياة القائد الحمساوي محمود المبحوح في أحد فنادق امارة دبي ..  وهذا الأمر يعني أنها أسست لبداية مرحلة جديدة من الصراع الفلسطيني العربي الصهيوني. ولهذا لا بد للقادة الفلسطينيين والعرب الذين يتبنون نهج المقاومة أن يستعدوا لما هو أصعب وأخطر في الاشهر القادمة. فالكيان الصهيوني لا ينقل المعركة الى خارج فلسطين المحتلة إلا بعد أن يكون استعد لهذا الأمر طويلاً وأعد قائمة باسماء الذين ينوي تصفيتهم. وقد فعل ذلك في مراحل سابقة حيث قام باغتيال عدد كبير من القادة الفلسطينيين خارج فلسطين المحتلة. ببساطة ان عملية الاغتيال في دبي تعتبر تجديدا لنهج قديم لم تتخلى عنه الاستخبارات الصهيونية في يوم من الايام. انه النهج الاجرامي الارهابي الذي اغتال غسان كنفاني ، ابو جهاد الوزير ، باسل الكبيسي  ، ابو حسن سلامة ، وعشرات الشخصيات الفلسطينية والعربية.

إذا أردنا أن نحدد البداية الفعلية للمرحة الجديدة تلك ، فهي بدأت بالفعل ، بعمليات عديدة قبل مطلع الألفية الجديدة ، طالت العديد من قادة المقاومة في فلسطين ولبنان.  ونستطيع القول انها أخذت خطاً تصاعدياً يوم تم اغتيال الشهيد القائد ابو علي مصطفى في مكتبه برام الله. ثم اتسعت وامتدت لتطال عشرات القادة والكوادر الفلسطينيين ، حسين عبيات و د. ثابت ثابت من فتح ، ومعظم قادة حماس من الصف الأول والثاني في الضفة والقطاع ، فطالت الشيخ الشهيد أحمد ياسين مؤسس حركة حماس ، والدكتور عبد الرنتيسي أحد أهم قادتها على الاطلاق ، واسماعيل ابو شنب وصلاح شحادة وايراهيم المقادمة وجمال سليم ويحيى ابو عياش وابو هنود ونزار ريان وسعيد صيام وعشرات غيرهم من حماس والجهاد والفصائل الأخرى مروراً باغتيال  القائد العسكري للجبهة الشعبية القيادة العامة جهاد جبريل في بيروت ، وهو نجل القائد المناضل أحمد جبريل أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة . وطالت كذلك بعض كوادر حزب الله اللبناني وقائده العسكري الشهيد الحاج عماد مغنية ، وقبله الأخوان محمود ونضال المجذوب في مدينة صيدا جنوب لبنان ، وهما من قادة حركة الجهاد الاسلامي الفلسطيني في الساحة اللبنانية. وتوجت باغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات في رام الله ، على ما يبدو بمشاركة وتواطؤ من قبل بعض العملاء الفلسطينيين المحليين. وهؤلاء ينقسمون الى نوعين من العملاء ، الكبار والصغار.. الكبار ومنهم من كبر في العمالة من أيام لبنان وتونس وقبل العودة عبر بوابة اوسلو. كما هناك من الصغار من جعلت منهم عملية السلام والتنسيق الأمني عملاء من حيث يدرون أو لا يدرون.. ويحضرنا هنا قول فهمي شبانة في مؤتمره الصحفي بعدما قام بفضح رفيق الحسيني مدير ديوان رئيس السلطة محمود عباس.. " كلنا عملاء من حيث ندري أو ندري " ، كان يقصد بكلامه المخابرات والأمن الفلسطيني وذلك بسبب التنسيق الأمني مع الاحتلال. هذا الرجل من قادة المخابرات الفلسطينية في الضفة الغربية ، إذن يعرف أن التنسيق الأمني يصب في النهاية في خانة العمالة للاحتلال.  شبانة واصل تهديداته بعقد مؤتمر صحفي سيكشف فيه عن ملفات تزلزل السلطة وتنهيها. وبحسب بعض وسائل الاعلام فأن شبانة على ما يبدو يملك ملف اغتيال الرئيس ياسر عرفات... وقد يكون يملك ملفات أخرى تفضح التنسيق الأمني والارتباطات مع الموساد وغيره .. إذا كان شبانة وطنياً بالفعل ويملك تلك الملفات مطلوب منه أن ينشرها ويقدم كذلك للشعب الفلسطيني حل لغز تغييب أبو عمار.

إن أحدث تطورات اغتيال القائد المبحوح جاءت من سلطات الأمن الألمانية التي رجحت أن يكون "الموساد" خلف اغتيال المبحوح في دبي. وبحسب مجلة دير شبيغل وفي عددها الصادر الاثنين 22 شباط فبراير 2010 فأن وحدة كيدون في " الموساد" هي التي نفذت العملية. ولهذه الوحدة تاريخ مثير في عمليات التصفية المثيرة. وتطرقت المجلة كذلك الى احتمال استخدام الموساد لجواز سفر الماني حقيقي تم اصداره عام 2009 في مدينة كولونيا غرب المانيا. تم منحه لشخص يهودي " اسرائيلي" أدعى أن اصوله المانية. هذا الشخص يدعى ميشائل بودنهايمر وتقدم بطلب الحصول على جواز السفر لدى مكتب سجلات السكان في كولونيا ، حيث حصل بسهولة كما كل المهاجرين اليهود على وثيقة السفر الالمانية. ففي دوائر الهجرة واللجوء الالمانية هناك معاملة خاصة للذين هم من أصول يهودية ، كما أنه يحق لهم ما لا يحق لغيرهم.

اصدر جواز سفر لبوندهايمر الذي قدم للدائرة الالمانية وثيقة زواج والديه ، بالإضافة الى جواز سفر "اسرائيلي" صادر نهاية عام 2008 في تل ابيب. ولم يغب عن باله تذكير الألمان بأصوله الألمانية وبالمطاردة التي تعرضت لها عائلته على ايدي النازيين. قد يكون كلامه هذا صحيحاً فغالبية اليهود في المانيا واوروبا تعرضوا للاضطهاد والتنكيل والاعتقال من قبل النازيين والعنصريين في المانيا واوروبا.  لكن بعد حصول بودنهايمر على جواز السفر الالماني في 18 حزيران يونيو 2009 اختفت آثاره وكل ما تعرفه السلطات الالمانية عن الرجل " عميل الموساد" أنه كان في مدينة هرتسليا. هذه المدينة التي يعقد فيها سنوياً مؤتمر هرتسيليا لحفظ الأمن الصهيوني ، شارك فيه هذه السنة سلام فياض رئيس وزراء سلطة رام الله. وأحمد الطيبي عضو الكنيست.. هذه المدينة تحمل اسم هرتسليا نسبة لثيدور هرتسل مؤسس الحركة الصهيونية وهو يهودي مجري...

على كل فأن المثير في قضية بوندهايمر ان تحريات السلطات الألمانية أظهرت أنه لا يوجد رجل يدعى بودنهايمر تحت العناوين المسجلة رسمياً في كولونيا بألمانيا. لكن هذا الشخص هو الذي شارك في عملية اغتيال الشهيد محمود المبحوح في دبي. هذه القضية توجب على السلطات الألمانية لو انها تحترم نفسها وشعبها وأمنها القومي أن تراجع سياستها في منح الوثائق وجواز السفر بسهولة تامة لذوي الاصول اليهودية ، حتى لو كانت تفعل ذلك بسبب تاريخ النازية الدموي والهمجي بحق اليهود الاوروبيين. فالعقل والمنطق يقولان بأنه لا علاقة حقيقة لمن ابادتهم أو عذبتهم أو اضطهدتهم النازية بكيان " اسرائيل " المخترع ، الذي ولد بالحديد والنار والارهاب والجرائم ، وباعمال فاشية قامت بها العصابات الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني ، بمساعدة اوروبا وامريكا ، حيث اقاموا هذا الكيان على ارض الشعب الفلسطيني بعد الحرب العالمية الثانية.

لم يقتصر أمر الجوازات الحقيقية التي استخدمتها عصابة الموساد على المانيا  ، فهناك جوازات سفر أخرى بريطانية وايرلندية وفرنسية ، كلها صادرة بشكل رسمي وبتعاون مع أجهزة المخابرات في تلك البلدان. فبريطانيا التي هي سبب بلاء الشعب الفلسطيني ، والمعاون الأول للحركة الصهيونية ، والتي ساهمت في اقامة وطن قومي لليهود على ارض الشعب الفلسطيني . كما تسببت بتشريده وفقدانه لوطنه وضياع حقوقه الوطنية. هي شريك في عملية اغتيال الشهيد محمود المبحوح.  حيث تم ابلاغها قبل تنفيذ العملية بأن الجوازات المذكورة سوف تستخدم في عملية خارجية للموساد. ويجب التذكير ايضاً بأن براون رئيس وزراء بريطانيا الحالي ، كان رئيساً لجمعية الصداقة البريطانية "الاسرائيلية". وقبل عدة اسابيع قامت حكومته بتغيير القوانين من أجل حماية القادة الصهاينة من محاكمتهم في بريطانيا على خلفية ارتكابهم جرائم حرب في قطاع غزة المحاصر والضفة الغربية المحتلة.

الأخطر في كل هذه التطورات هو وجود عملاء فلسطينيين يعملون لصالح الموساد ، كانوا ومنهم من لم يزل يعمل في صفوف أجهزة الأمن والمخابرات الفلسطينية ، ويتلقون رواتبهم بالرغم من اقامتهم في دول اوروبية تقدم لهم المسكن والمساعدات السخية كما كل اللاجئين السياسيين في اوروبا. القسم الأكبر من هؤلاء غادر غزة بعدما سيطرت حركة حماس على القطاع وأنهت بالقوة الوجود  السياسي والأمني لفتح وسلطتها.  بعضهم فرّ كما قيادات الأجهزة الأمنية الى خارج القطاع.  ويجب أن لا ننسى أن هناك مجموعات كبيرة من  الذين عملوا في اجهزة الأمن الفلسطينية غادرت فلسطين وانتشرت في العالمين العربي والغربي. بكل اسف نقولها أن من بين هؤلاء لا بد أن يكون هناك عملاء للموساد. وسوف يكون لهم دور في اي عمليات مستقلبية يقبل عليها الموساد في جميع انحاء العالم. انها نتيجة حتمية لانعدام الأفق ، ولانهيار المشروع الوطني الفلسطيني واستبداله بالعملية السلمية منذ اوسلو. وللتنسيق الأمني بين الاحتلال والأمن الفلسطيني ، وللانقسام الحاد في صفوف الشعب الفلسطيني وقواه الوطنية.  على كل حال وبالرغم من وجود عملاء فلسطينيين شاركوا في تنفيذ الجريمة في دبي ، يبقى الموساد وقادة الكيان الصهيوني هم المسؤولين عن اغتيال المبحوح. وعلى المقاومة الفلسطينية بشكل عام وحركة حماس بشكل خاص ان تستعد للمواجهة ، وأن تأخذ العبرة من عملية اغتيال الوزير الصهيوني الارهابي رحبعام زئيفي ردأ على اغتيال الشهيد ابو علي مصطفى.. فتلك العملية الممزة برهنت أن لدى المقاومة الفلسطينية قدرة على الرد بالمثل وبسرعة خارقة.

22/01/2010
* مدير موقع الصفصاف

مصر من جمهورية العلم إلى مملكة الطماطم


محمد فوزي عبد الحي
كاتب مصري

حاول العديد من كتاب الدراما المصرية الضحك على عقول المصريين خاصة والعرب عامة خلال العقدين الماضيين منذ بداية عقد التسعينات وحتى الآن، ولا يسعني أن أنكر دهاء صناع الدراما في مصر خلال العقدين الأخيرين في تنبؤهم بسرقة الحلم من الأغلبية واحتكار الأقلية له بكافة مفرداته، فجاءت أهم المسلسلات الدرامية تحكي قصص نجاح الفقراء والتعساء والكادحين في رسالة لمزيد من الأمل والحلم حتى الموت، فزاهية تتحول من فلاحة أمية إلى نائبة في البرلمان الدرامي عام 1992 رغم تزوير انتخابات 1995 في الدراما الواقعية، والخادم شخلول يتحول إلى رجل أعمال وكبير من كبار الفلاحين ليبتاع أرض وممتلكات سادته ويتزوج من عقيلتهم رغم أنفها، والحاج عبد الغفور البرعي يتحول من "الواد عبده الشيال" إلى رجل أعمال وصهر الوزير وتحية لمن لا يعيش في جلباب أبيه، والحاج متولي يصبح أشهر من تزوج من أربع  زوجات في التاريخ العربي..
هذه نماذج قليلة، ويمكن لأي متابع جيد للدراما أن يزيد القراء من هذه  الأعمال التنويمية، حيث أنني وللأسف متابع غير جيد وغير مقتنع بعملية التخدير والتنويم المغنطيسي التي يتكفل بها سدنة الفن والأدب المرضي عنهم في البلاط الأموي العربي بمختلف ممالكه الطائفية..
على أي حال، الفاضح في هذه الأعمال أنها لا حقيقة لها في الواقع ولا دليل على صدقها حيث كان الجد والعمل والتعلم هو السبيل إلى الرفعة والمكانة.. وهذه حقيقة لا ينكرها أحد ولكنها حقيقة ماتت بموت جمهورية العلم والعمل وقيام سياسة النهب في مملكة الطماطم..
من المفهوم للغاية أن ترقي أصحاب العلم في السلم المالي والاجتماعي أمر طبيعي ومستحق بل يجب ضمانه في كل ثقافات العالم، وهو نقيض ما يجري اليوم في مصر خلال العقود الأخيرة؛ حيث إن الترقي يقوم على أساس استراتيجية النهب، ومملكة الطماطم وقصة الصابون والصامولة الذهبية..
أعرف أن القاريء أوشك أن تفلت أعصابه من أحاديث مملكة الطماطم المجرمة واستراتيجية النهب، عموما حتى أحل لك اللغز.. عندما يصير أحد العلماء مستور الحال بعد سنوات من الغربة أو يشتري أحد الكادحين بعض الممتكات بعد سنوات الكدح هذا أمر طبيعي، أما ما يحدث في مصر فهو غير الطبيعي، وعلى سبيل المثال
البعض سرقوا أرض مصر فدفعوا للمتر وربما للفدان من الأرض جنيها واحدا أو جنيهات قليلة على الورق ثم أخذوا قروضا من المصارف بضمان القيمة الحقيقية بل والمبالغ فيها لهذه الأرض التي حازوها بوثائق ملكية صحيحة بحسب استراتيجية الصابون – زحلق لي وأزحلق لك ووالحقيقة أسفل الرغوة - وذلك بعد تثمين هذه الأرض من قبل المصارف ومن خلال هذه المليارات اشتروا مصانع مصر وابتنوا القرى السياحية وأصبحوا يمثلون مصر في المحافل الدولية باعتبارهم رجال المال والأعمال وكبار الاقتصاديين ، وذلك دون أن نراهم يدعمون مركز أبحاث أو يخرجون بابتكار صناعي أو يغزون فضاء عالميا أو يقيمون مشروعا قوميا يسترعي الاحترام  وهذه هي استراتيجية الصابون!
أما حديث الصامولة فهو ذو شجون وخاصة بعدما أسس المعلم البرعي لامبراطوية الصامولة، حيث يعمل الأجير الفقير بإحدى المهن كخادم أو تابع، وهو في ذلك يتطلع إلى حياة أفضل بحكم قصص العاشقين في الأفلام والمسلسلات المصرية التي تحاول فك لغز الحب منذ ظهور السينما وقد حاولت مرارا وتكرارا كلاما وغزلا وشعرا وعريا ولا زالت تحاول.. ولن تصل فيما يبدو في القريب ..
يقوم هذا الطامح بالتعرف على تجار المخدرات أو تجار السلاح أو تهريبات الجمارك أو مافيا نهريب العمالة للخارج أو غسيل الأموال، وبعد شهر فعام يتغير الحال والمثل المصري يقول: "ملك الملوك إذا وهب لا تسألن عن السبب"، أما شرطة من أين لك هذا فهي شرطة تفصيل حسب المقاس، وحيث لا زالت مصر تتميز بحياة أسرية وعائلية يعرف فيها الناس بعضهم البعض، فإن هؤلاء الطامحين يختارون النزوح إلى مدن أخرى تبعد عن موطنهم وبعد عام أو عامين يعودون إلى موطنهم ليحكوا لنا قصة الكفاح والنجاح وحكاية الصامولة الذهبية والرغوة الفضية وحديث الجد والاجتهاد والكد والسداد وتوفيق رب العباد، ومغامرات الزئبق في مدينة الذهب، ومن خلال استيراد الصامولة وربما الزيتونة تركوا عشش الطيور وطاروا للقصور، وهجروا أكل الفول واتجهوا للحمام أبو زغلول وحنيذ العجول.. وربنا يقيهم عيون كل بهلول!
أما مملكة الطماطم فلها قصة أجمل من هذه وأطرف بكثير، فعندما شاعت المعرفة وانتشر التلفزيون وعرف المصريون - بفضل وزارة الثقافة وهئية الآثار - أن الآثار التاريخية لها قيمة عظيمة وهي موجودة في معظم القرى القديمة على أرض مصر بل وقامت هيئة الآثار بتحدبد أماكن أثرية في مئات بل آلاف المواقع الريفية، قام العديد من الأهالي بمحاولة فك شفرة خوفو ومحاولة الحظوة بحضرة رمسيس وأمثاله، وبعد أن كانت القطع الأثرية يتم التخلص منها بالكسر والرمي نتيجة الجهل بقيمتها أصبح العثور عليها واحدا من أعظم أماني العارفين..
انتشرت عمليات البحث عن الآثار وأسعد الحظ الكثير من المصريين، فوجدوا آثار الأجداد وباعوها بأبخس الأثمان، ولكن أبخس الاثمان هذه تعني الملايين، فلا جرم أن تحول كثير من الفقر المدقع إلى الغنى الفاحش، وعندما فتشوا ونقبوا عن سبب وجيه لهذا الغنى وقع بعضهم على المجرمة الطماطم، فالطماطم عندما تصيبها نوبة جنون ويصير الكيلو الواحد بخمسة جنيهات مثلا هي التي تجلب الملايين وتقلب الموازين، ويصير المواطن سرحان أبو العينين مليونيرا في غمضة عين، بينما كان الشعب في سابع نومة... مظلومة الطماطم يا ناس، والسر عند الملك خوفو!!
عموما أمراء مملكة الطماطم ومنظرو استراتيجية الصابون يعدون الآن العدة لانتخابات البرلمان بينما تقف جمهورية العمل في ذهول تنتظر جود أمراء مملكة الطماطم وماذا عسى أن يقدموه لمواطني الجمهورية من مساعدات في مقابل الهيمنة على حاضرهم ومستقبلهم، وعموما هم أولى بذلك من أصحاب مساعدات عمو سام وإن كان الجميع من أولاد الحرام!
أخيرا، ألا تدركون معي التشابه الكبير بين صناع الدراما في مصر وبين دراما الواقع المصري حيث تنسج القصص الخيالية لتبرير عمليات الصعود المفاجيء وغير المستحق، الفارق الوحيد أن أبطال الدراما التلفزيونية يضحكون علينا بقصص وهمية دون أن يسرقونا أما صناع دراما الواقع فيضحكون علينا بعد أن يأخذوا كل شيء في طريقهم ويتركونا لحلم شخلول والمعلم البرعي..  

اعتقال سجين الرأي السابق رضا قصة في يوم زفافه


حــرية و إنـصاف
منظمة حقوقية مستقلة
 تونس في 08 ربيع الأول 1431 الموافق ل 22 فيفري 2010
اعتقل أعوان البوليس السياسي صباح اليوم الاثنين 22 فيفري 2010 الشاب رضا قصة (30 عاما) القاطن بحي 9 أفريل بمدينة سوسة واقتادوه إلى جهة مجهولة، علما بأن السيد رضا قصة يستعد اليوم للاحتفال بزفافه، وقد تسبب اعتقاله في حالة من الفوضى والحزن والكآبة في صفوف العائلة وكل المدعوين الذين فوجئوا بهذه التصرف اللا إنساني الذي ينم عن حقد دفين وتنكيل لا حدود له وتشف غير مسبوق بالجهة حيث تم حرمان العائلة من الفرح بابنها، وتسببوا لوالدته المريضة والطاعنة في السن في السقوط والإغماء.
وتصور طريقة الاعتقال المخالفة للقانون وكأن الشاب رضا قصة ارتكب جناية أو هو بصدد ارتكاب جناية أو أنه كان يمثل حال اعتقاله خطرا عظيما لا يمكن دفعه إلا بالاعتقال، في حين أنه لم يرتكب أية جناية ولم يمثل أي تهديد أو خطورة، بل كان في منزله بصدد التحضير لزفافه، والشيء الوحيد الذي يبرر هذا الاعتقال هو أن مسلسل التنكيل والتشفي لا يسمح بالفرحة لهاته الشريحة من المجتمع.
وتجدر الإشارة إلى أن الشاب رضا قصة قضى بالسجن مدة عامين ونصف العام من أجل تهم لها علاقة ب''قانون الإرهاب'' اللا سدتوري، وأنه منذ خروجه من السجن سنة 2008 وهو يتعرض لعديد المضايقات من قبل أعوان البوليس السياسي.
وحرية وإنصاف:
1)    تدين بشدة اعتقال الشاب رضا قصة وتدعو السلطات الأمنية إلى الإفراج الفوري عنه دون قيد أو شرط حتى تستكمل عائلته فرحتها التي نغصها اعتقاله.
2)    تطالب السلطة بوضع حد لسياسة التنكيل والتشفي ووقف الاعتقالات العشوائية التي لا طائل من ورائها إلا بث الحقد والكراهية في صفوف الشباب وغرس الشعور بالظلم والدفع نحو اليأس.
3)    تدعو كافة المنظمات الحقوقية داخل تونس وخارجها للضغط من أجل إطلاق سراح الشاب رضا قصة ودفع السلطات الأمنية إلى ضرورة التقيد بالقانون.  
عن المكتب التنفيذي للمنظمة
الرئيس
الأستاذ محمد النوري