السبت، 10 أبريل 2010

الداخلية ونقابة الصحفيين!!


    يحيى قلاش
   
   السيد النقيب
   الزملاء أعضاء مجلس النقابة
                  بعد التحية
  هل وصل بنا الهوان إلى هذه الدرجة؟.. وهل هنّا على أنفسنا وهان علينا كياننا النقابي إلى هذا الحد المهين؟.. رجال الشرطة بكل أنواعها وضباط من أمن الدولة هم المكلفون بتنظيم دخول الصحفيين إلى مبنى النقابة بعد طلبهم إظهار كارنيه النقابة.
 إليكم شهادتي على ما حدث يوم 6 أبريل الجاري.. ففي ظهر هذا اليوم حضرت إلى النقابة لمقابلة الزميل البرنس حسين فوجدت سلالم النقابة محاصرة برجال الأمن المركزي ولا يوجد إلا الزميل محمد عبدالقدوس وعدد من الزملاء لا يزيد عددهم على أصابع اليد الواحدة، ولم أكن أعرف حتى هذه اللحظة ما المناسبة لهذا الحشد الأمني ولا سبب تظاهر الزميل محمد عبدالقدوس الذي اعتدنا عليه. وعندما حاولت الصعود على سلالم النقابة لدخول المبنى عارضني عدد من رجال الشرطة بأزياء رسمية ومدنية طالبين إبراز كارنيه النقابة قبل السماح لي بالدخول، أبديت دهشتي ثم رفضي ثم غضبي، وعندما رأيت إصرارهم، ارتفع صوتي وكنت على استعداد في هذه اللحظة لأن أدفع أي ثمن حتى لو كان حريتي أو حياتي ولا أمتثل لمثل هذه التعليمات التي دفعوا في وجهي أنها تتم بتنسيق مع النقابة وبطلب منها وتحديدا من السيد النقيب، وتصاعد الأمر ومعه الانفعال إلى ذروته وقلت ما قلت احتراما لنفسي واحتراما لنقابتي.. وانتهى الأمر بفرض إرادتي ودخلت إلى المبنى بالطريقة التي رأيتها تتفق مع كرامتي ومع كرامة النقابة.
السؤال إلى زملائي أعضاء المجلس المحترمين خاصة وقد طالت "تعليمات خارجية" بعض أنشطة النقابة التي أصبحنا نفاجأ بإلغائها بعد الإعلان عنها:
    * هل اغتصبت الداخلية هذا الأمر الذي هو بالتأكيد ليس حقها مما يعد عدوانا على النقابة يستحق من المجلس أن يتخذ كافة الإجراءات القانونية والنقابية المشروعة والمناسبة في مواجهته وللنقابة سوابق عديدة في هذا الصدد؟!.
    * هل فوّض مجلس النقابة وزارة الداخلية بإدارة أمر من شئون الصحفيين وبالأخص عملية تنظيم الدخول إلى نقابتهم؟ وهل فوّض المجلس النقيب أو غيره بتكليف الداخلية بهذه المهمة؟
  أرجو إذا كان الأمر بالنفي أن يكلف المجلس من يراه مناسبا للتحقيق فيما حدث ومحاسبة من تثبت مسئوليتهم عن هذه السابقة الخطيرة والتأكيد على أن أمر مبنى النقابة يخص أصحابها ـ وللمجلس وحده أن ينظم أموره فيما يحقق مصالح الصحفيين.
أما إذا كانت الإجابة بنعم فللنقابة ربٌ يحميها وأبناء من جمعيتها العمومية لهم الأمر من قبل ومن بعد لمواجهة هذه المهزلة ورفع هذا الهوان.
    مع مودتي وتقديري


تناطح ساسة


د. هاني العقاد
المبارزة الحالية بين قطبي الحكم في كل من تل أبيب و واشنطن  تذكرنا إلى حد قريب بنظرية التناطح  التي تحدث بين كثير من ذوات القرون, فغالبا ما تحدث المبارزة بين الفحول أو الكباش على مراكز السيادة في الأرض أو على زعامة القطيع أو الفوز بأحدي الإناث التي لا تعجب إلا بالقوي, ونظرية التناطح البشري في السياسية تعني تنافر أصحاب المصالح والتناطح لخدمة المصلحة الأهم حسب تعليل كل طرف وهذا التناطح لا يكون بالرؤوس و إنما بالكلمات والعبارات و التصريحات و المواقف , وهذاما حدث بالبيت الأبيض خلال زيارة نتنياهو الأخيرة إلى أمريكا ويبدو أنه قد تلقي
 
اهانة قوية خرج على أثرها صامتا لا يرغب في مناطقه أحد من الصحفيين ولا الإدلاء بأي تصريح كما تعودنا في بروتوكول البيت الأبيض. استمر التناطح بين الطرفين عن بعد وعبر مستشارين وغالبا ما كان اوباما هو صاحب الضربات الأقوى بسبب قوة موقفه وبسبب قوة ومركزية بلادة , لكن نتنياهو لم يجروء بعد على الاستنجاد بحلفاء داخل مؤسسات السياسة الأمريكية  مثل اللوبي الصهيوني ومجلس الشيوخ  ,  على الأقل  بشكل علني ,ولان حدث هذا فانه سيكون بشكل سري دون أن يعلم به أحد .   لقد ولدت نظرية التناطح إفرازات لم تظهر من قبل على مستوي العلاقات بين إسرائيل وواشنطن  و
 
بدأ الكثير يتحدث عن تدهور خطير في العلاقات بين تل أبيب وواشنطن على أثر عدم قناعة إسرائيل وحكومتها المتطرفة بوجهة نظر سيد البيت الأبيض للسلام في المنطقة  والتي من شأنها حفظ  مصالح أمريكا غير متضررة وعدم استثارة أي مقاومة أيدلوجية ضد قواتها في العراق  وأفغانستان ,إلا أن نتنياهو الحاكم المتطرف ,الاستيطاني القاتل مصر على فكرة ألا سلام و ألا استقرار اسرائيلى بالمنطقة وهذا من شأنه أن يبقي  وتيرة العنف في ازدياد وعلى كافة الجبهات و ستنضم جهات أيدلوجية وقومية أخري للنزاع في ظل استمرار سياسة التهويد لخلق حقائق على الأرض العربية يستحيل
 
معها بحث أي قضيه من  قضايا الحل النهائي ويستحيل معها حل الصراع نهائيا بالطريقة التي تفكر فيها إسرائيل  في الوقت الحالي بطريق سلمي . مع هذا تتحدث التقارير الواردة من هنا وهناك والتحليلات التي تعتمد في مجملها على قوة العلاقة الإستراتيجية بين الحكومتين بغض النظر عن طبيعة الحكم لان العلاقة بين تل أبيب وواشنطن علاقة مؤسسات وليست علاقة ساسة وهي في الغالب علاقة تشابه في التكوين اليهودي لدولة إسرائيل والتكوين الأمريكي لأمريكا  فكلتا الدولتين قامتا بشعوب مرتحلة و شعوب يجمعها الفكر العنصري , لهذا فأن واشنطن يعنيها بقاء إسرائيل  في حالة
 
قوة وحالة من التفوق العسكري والتكنولوجي إلى جانب التفوق الاقتصادي. قد يفكر المتابع العربي للحظة أن سيد البيت الأبيض منزعج من نتنياهو وسياسته الضارة بالمنطقة وهذا صحيح  وهذا واضح من خلال التناطح , لكن ليس أكثر من انزعاج , أما إن  فكر أحد أن اوباما سيحاول استصدرا قرار من الأمم المتحدة بالتوافق مع الصين لفرض عقوبات على إسرائيل قد تكون في مجملها عقوبات عسكرية واقتصادية فهذا تفكير خاطئ ولو أن  وجهة النظر تري قبول زيادة درجة العقوبات المفروضة على إيران مقابل فرض عقوبات على إسرائيل وهذا يأتي من باب التلميح والتهديد الإعلامي فقط , أما
 
الاعتقاد القائل أن أمريكا وسيدها تحاول إسقاط نتنياهو وتغير الخارطة السياسية بإسرائيل عبر إدخال كاد يما إلى مربع الحكومة  وبالأخص أن كاد يما هو الحزب الأكثر شعبية في إسرائيل والذي يعتبر السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين يمكن أن يتحقق عبر إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وهذا يتوافق مع الرؤيا الأمريكية للحل النهائي وهذا الاعتقاد قد يكون الأصوب في معادلة التناطح  الحادثة الآن . لكن يبدوا أن هذا قد يكون أسهل الطرق لاحتواء الأزمة بين تل أبيب وواشنطن قبل سقوط أحد من المتناطحين نتنياهو أو اوباما لان نتنياهو بات يعرف أن  حكومته
 
الائتلافية , حكومة لا يوجد بها عقول صاحبة فكر ومعظم أقطابها عجول بلا عقول  كاليبرمان الذي لا يملك من الدبلوماسية أي شيء وهو الذي يساهم الآن في عزل إسرائيل عن العالم  من خلال تصريحاته اللاواعية واللا منطقية . إلى حين حدوث هذا فان  نتنياهو يلعب الآن على عامل الوقت وهو المهدد الحقيقي لمشاريع البيت الأبيض السلمية في المنطقة لان الأربع سنوات التي أتيحت لاوباما  قد لا تتكرر وخاصة أنه وعد الكثير من الوعود في بداية ولا يته  ولم يحقق منها شيء وقد يلعب اللوبي الصهيوني والايباك أيضا على إضعاف اوباما أمام جماهيره وإغلاق الطريق أمام حصوله على
 
فترة رئاسية أخري حتى لا يبقي ضاغطا على الاتجاه اليميني في إسرائيل إلى أن تصبح إسرائيل اليهودية الكبرى . قد لا يكون الصمت الأمريكي اليوم في صالح سمعة أمريكا قبل أن تسرع الأخيرة إما  بزيادة الضغط على حكومة التطرف العنصرية بتل أبيب للتوقف عن مجابهتها خطط السلام بالمنطقة وعبر تنفيذ مخططات التهويد والاستيطان بالقدس والمناطق التي تمثل مفتاح الحل مع الجانب الفلسطيني, وقد لا يكون في مصلحة البيت الأبيض أيضا أن تفكر في فرض عقوبات على إسرائيل من خلال قرارات أممية, لكن تستطيع الولايات المتحدة أن تحجم أي سلوك إسرائيلي عبر  تفعيل جبهات
 
تعارض هذا  السلوك  على مستوي الأروقة والهيئات الأممية وبالتالي يكون باتجاه كبح جماح إسرائيل وإسقاط حكومة نتنياهو عبر الهيئات الدولية من خلال فرض سلام عبر الهيئات الدولية أو من خلال محاولة أخيرة مع إسرائيل عبر مبادرة سلام من صناعة أمريكية تأخذ بالاعتبار المبادرات والخطط السابقة, وهنا يبقي أمام إسرائيل خياران لا ثالث لهما , أما أن تجاري المجتمع الدولي و تتخلى عن تطرفها وتقبل برؤية السلام العالمي والدولة الفلسطينية على كافة أراضي العام 1967 بما فيها القدس أو تبقي تعارض الخطوات بالكامل وتتشبث بمواقفها المتطرفة  وتسقط نظرية
 
التعايش السلمي , وما نخشاه أن تبادر إسرائيل إلى اللجوء إلى خيارها المعتاد لحل  أزماتها السياسية مع المجتمع الدولي و إدخال المنطقة في مرحلة من التغير الجغرافي عبر مفاجأة العالم عبر ضرب إيران أو افتعال حرب حمقاء في المنطقة وخاصة أن إسرائيل تتحجج بالتهديد الأيدلوجي من قبل الفلسطينيين و اللبنانيين على حد سواء وحينها سينشغل العالم بإجراءات وقف الحرب والتخفيف من تداعياتها زمنا طويلا و قد لا تنسحب إسرائيل من الأراضي الجديدة التي احتلتها إلا بمبادرات سياسية مرحلية تجعل من حلولها أولويات قبل الحل النهائي وقضايا التفاوض مع
 
الفلسطينيين علي الوضع النهائي للدولة الفلسطينية

الديمقراطية: تدعو لتبني قرار في المؤتمر النووي الدولي لتصفية السلاح النووي الاسرائيلي حواتمة يجتمع وسفير الصين لا لازدواجية المعايير الأمريكية بالصمت على "إسرائيل"؛ والتهديد لإيران وكوريا الشمالية


الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين- الإعلام المركزي
ندعو الصين الصديقة لشعب فلسطين والشرق الأوسط وشعوب العالم الثالث لتبني "إخضاع الأسلحة النووية الإسرائيلية للرقابة الدولية، وتصفيتها"، بقرار من المؤتمر النووي الدولي المنعقد في واشنطن 12 ـ 13 نيسان/ إبريل 2010.
هذا ما صرح به مصدر مسؤول في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين؛ بعد اجتماع نايف حواتمة الأمين العام للجبهة وسفير الصين، وأضاف: إن حواتمة دعا الصين إلى رفض ازدواجية المعايير الأمريكية والأوروبية بشأن الأسلحة النووية في الشرق الأوسط، حيث الصمت التام على تهديدات السلاح النووي الإسرائيلي للعرب وإيران، بينما الضجة الكبرى على إيران وكوريا الشمالية.
حواتمة دعا إلى شرق أوسط خالي من الأسلحة النووية، وحق إيران وكوريا بالتكنولوجيا النووية للأغراض السلمية.
ودعا إلى دور فاعل للصين ودول مجلس الأمن الكبرى في الضغط على اليمين واليمين المتطرف برئاسة نتنياهو لوقف استعمار الاستيطان في القدس المحتلة والضفة الفلسطينية، ولا فائدة من المفاوضات دون الوقف الكامل للاستيطان.
وأشار إلى إحجام نتنياهو عن حضور المؤتمر النووي الدولي، حتى لا يتعرض لضغط المؤتمرين بشأن سلاح "إسرائيل" النووي، ويتهرب من الإجابة المكتوبة التي طلبها أوباما لتحريك العملية السياسية المعطلة في الشرق الأوسط.

مجرّد مستوطنة


علي شكشك
في البدء كان الاستيطان, مُذ كان فكرة, قبل أن يُهاجرَ الغازي الأوّل إلى فلسطين, الغازي أي المستوطن بلغة السياسة الدارجة, ربما لتخفيف وطء الكلمة وظلالها وإيحاءاتها, وربما لأنه لم يفرض واقعاً احتلالياً فقط, بل واقعاً اصطلاحياً أيضا,
فقد استوطنت فكرة الغزو رؤوسهم قبل أن يأتوا, وإذا كان الأمرُ كذلك فكلُّ بقعةٍ غزوها وأزاحوا أهلها واستوطنوها هي مستوطنة, كلّ بيت, كلّ شارع, كل فضاء, كلّ هواء,
ولا فرق بين الاستيطان الأول في "تل أبيب" وبين وبناء المستوطنات في القدس الآن, ولا فرق بين تهجير الفلسطينيين ابتداءً من عام ثمان وأربعين وبين تهجيرهم من بيوتهم في الشيخ جراح عام ألفين وعشر,
ذلك أنّ الفكرة الأساسية واحدة, الغزو والتهجير والاستيطان الإحلالي, وأنّ الروح التي تكمن خلف كلِّ هذا الفعل هي روح الحرمان والإقصاء والنفي من جهة, والاستحواذ والادّعاء والتملك والإحلال والاحتلال من جهةٍ أخرى,
ولعلّ الدافع الأوّل وراء كلّ ذلك هو جِبِلّتُهم الأولى, جبلّتهم هم أنفسهم التي أورثتهم ما أورثتهم من صفاتٍ وسمات شهد عليها الأنبياء والكتب المقدسة والتاريخ والمؤرخون والمجتمعات التي عايشتهم وعايشوها, وأكّدت تلك الجبلة وصّدقت تلك التسميات الأولى,
"ضعوا التوراة بجانب تابوت الرب ليكون شاهداً عليكم, لأني عارفٌ تمردكم ورقابكم الصلبة, هو ذا وأنا بعدُ حيٌّ معكم قد صرتم تقاومون الرب, فكيف بعد موتي" {نبي الله موسى عليه السلام},
"فرفع يده مقسماً ليسقطنهم في البرية ويسقطنّ ذريتهم في الأمم ويبددنهم في البلاد ... مرّاتٍ كثيرة أنقذهم لكنهم تمردوا على تدبيره وانحطوا بآثامهم" {المزمور السادس بعد المائة لداوود عليه السلام},
"ويلٌ للأمة الخاطئة الشعب المثقل بالآثام, ذرية أشرار وبنين فاسدين" {أشعيا},
تلك الجبلة التي شهدت عليها أيضاً البشرية على مرّ العصور أدباء وسياسيين, هي التي فاقمت العناد عناداً والغيرة غيرةً والحسد حسدا, وهي التي وصل بها الأمر إلى الاحتجاج والحسد على مشيئة الله أن ينزّل من فضله على من يشاء, أن يصبح الحجر الذي أهمله البناؤون هو رأس الزاوية كما قال مسيح البشارة, وأن تكون النبوّة وختم الرسالة في نسل إسماعيل عليه السلام,
فعمدوا من حينها إلى استيطان التاريخ ونفي الآخرين, في حركة نفسية لمعاندة الكون ومحاولة التوازن واستعادة الاعتبار المَرَضِيّ, فكانت كلُّ حركتهم التاريخية تحاول احتلال المقدس واحتكاره ونفي الآخر منه, ملكوت الأرض ورأس المال وملكوت السماء, والتسلل إلى كتب التراث والسيطرة على فضاء الوعي والأفكار والغرائز والإعلام, وصولاً إلى الهيمنة والسيطرة وفرض الأمر بالقوة, واحتلال المستقبل وتأويل الماضي واختلاق الآثار, وادّعاء بناء الأهرام وتأميم التراث, بل ومصادرة الأزياء والفولكلور وأطباق الطعام, إنه ليس مجرّدَ سلب بل جبلّة مرضية تعاندُ الإله,
وهم لم يستوطنوا فقط البيوت التي اغتصبوها, بيوت الفلسطينيين التي استولوا عليها بما فيها من أثاثٍ وأسِرَّةٍ وفراشٍ وأدوات مطبخ وذكريات وصور الحائط وما فيها من ديكورات, وشربوا الشاي الذي كان على النار وأكلوا الدقيق المخزون في الدار, بل استولوا على المزارع والبيارات وعلى مواسم الحصاد, استولوا على وطنٍ كاملٍ جاهزٍ للاستعمال, على بيوتٍ جاهزة مجهَّزَة, وعلى حقولٍ مثمرة, ومصانع ما زالت ساخنة, وعلى شوارع مرصوفة ومدارس مؤثثة وشوارع مرصوفة ومستشفياتٍ ومخافرَ للشرطة ومقار للحكومة, ومراكز بلدية وقروية وبنوك وخطوط مواصلات وعلى مطارات وموانئ وشواطئ وسكك حديدية ومحطاتٍ إذاعية, وعلى رائحة الليمون والأجران والمحجار,
هم لم يفعلوا منذ البدء أكثرَ من الاستيطان, الأرض والتاريخ والمستقبل والتراث والآثار, هم ليسوا إلا مستوطنة كبيرة تعاند السياق وخارج المدار.


اتصالات أمنية رفيعة المستوى مع وجهاء عشائر لتهدئة الوضع بالسلط بعد مقتل طالب جامعي



زاد الاردن
 علق الدكتور عمر الريماوي رئيس جامعة البلقاء التطبيقية الدراسة لهذا اليوم الخميس في الجامعة بالسلط وبعض الكليات القريبة منها، وذلك بعد مشاجرة نشبت صباحا بين طالبين قام احدهما بطعن الآخر بأداة حادة في عنقه، ما أدى إلى وفاته.
وقد جرى نقل الطالب المطعون الى مستشفى السلط الحكومي وإدخاله إلى غرفة العمليات لوقف النزيف ولكنه فارق الحياة.
ويأتي قرار الريماوي بحسب تأكيداته كإجراء احترازي بعد المشاجرة التي وقعت بين الطالبين للحيلولة دون تفاقم الأمور وتأزم الموقف، وحضر الى مقر الجامعة محافظ البلقاء والأجهزة الأمنية المعنية.
اتصالات أمنية رفيعة المستوى مع وجهاء عشائر لتهدئة الوضع ...
وأكدت مصادر ان هناك اتصالات أمنية رفيعة المستوى مع وجهاء عشائر لتهدئة الوضع  في مدينة السلط بعد مقتل الطالب الجامعي على يد زميله في الجامعة .
 المصادر توقعت إبرام عطوة أمنية بين عشيرتي القاتل والمقتول في الساعات المقبلة فيما أقامت قوات الشرطة والدرك حواجز أمنية على مداخل مدينة السلط  إضافة إلى مداخل قريتي عيرا ويرقا لمنع أي احتكاكات بين كلا الطرفين.
 ويتوقع وصول وزير الداخلية نايف القاضي ومدير الأمن العام  اللواء مازن القاضي إلى مدينة السلط للاطلاع على الوضع الحالي وإعداد الترتيبات لحفظ الأمن.
وكانت قوات الأمن أطلقت  الغاز المسيل للدموع في  مدينة السلط لتفريق شباب  يحتجون على مقتل الطالب بحسب شهود عيان، وتسود حالة من الفوضى شوارع مدينة السلط على إثر وفاة الشاب.
 أهالي الشاب المتوفي أطلقوا العيارات النارية في شوارع المدينة كسروا سيارات ومحال تجارية وتحاول قوات الامن السيطرة على الوضع لكن دون جدوى نظرا لاعداد الكبيرة للمواطنين.

تشييع جثمان المرحوم "أسامة" وتجدد أعمال الشغب في السلط أمس


زاد الاردن
 فرقت قوات الدرك والأمن العام مساء الجمعة متظاهرين وسط مدينة السلط مستخدمة الغاز المسيل للدموع بعد أن تجمع المئات من ابناء المدينة وحرق عدد منهم كشك امني قرب اشارة المرور ..
الى ذلك طلبت الاجهزة الامنية من اصحاب المحلات التجارية اغلاقها وسط محاولات حثيثة من قبل السلطات والاجهزة الامنية وشيوخ ووجهاء عشائر في المحافظة للسيطرة على الموقف ..
وقال شهود عيان ل "عمون" ان مجموعة قامت بحرق محلات الطالب التجارية .. وفي تطور لاحق اطلق مجهولون النار الحي بشكل عشوائي ما ادى الى تراجع مجموعات من قوات الدرك والامن ..
وفاوض محافظ البلقاء فواز ارشيدات عدد من المتظاهرين على انسحاب الأمن من الشوارع مقابل التهدئة والتراجع عن أعمال الشغب .. إلا ان مصادر في الميدان ابلغت "عمون" ان جهود المحافظ لم تفلح في اقناع المتجمهرين عن التراجع ..
وافاد مصدر أمني لـ "عمون" أن تعزيزات كثيفة من قوات درك انتقلت من العاصمة عمان الى السلط لمعالجة الموقف واحتواء الأزمة ..
وانتقد مراقبون التقصير الأمني الواضح في اختيار الوقت المناسب لقطع الطريق أمام أي تطورات جديدة ولم تكن هنالك اجراءات احترازية قبل وقوع اي حدث ، كما ان اسلوب معالجة الأحداث لم تكن بالشكل المطلوب كما يرى عدد من السكان في المدينة ..
وكان رافق عصر الجمعة عملية نقل جثمان الطالب الجامعي اسامة العبادي الذي قضى نحبه صباح الخميس إثر طعنه من قبل زميل له في جامعة البلقاء التطبيقية تراشق بالحجارة بين اقرباء الجاني والمجني عليه ..
وقد وري جثمان العبادي الثرى حيث تم دفنه في مقبرة عيرا بمحافظة البلقاء بعد ان صُلي عليه في مسجد البلدة بعد العصر ..
ولم يتم تشييع جثمان الفقيد "اسامة" حتى عصر الجمعة بعد أن رفض ذوو الفقيد استلام جثمانه من مستشفى البشير مطالبين بأن يتم ذلك في مستشفى الحسين الحكومي بالسلط والدخول في جنازته عبر شوارع المدينة ما يثير السكان حسب مصدر امني ويؤجج المشاعر التي تحاول شخصيات بينها رئيس الوزراء الاسبق معروف البخيت والدكتور عبد الله النسور والدكتور ممدوح العبادي تهدأة الطرفين سيما الذين تضرروا من ردة الفعل الغاضبة لحظة اعلان نبأ وفاة الشاب.
وسادت اجواء حذرة في المدينة وضواحيها وبسطت قوات من الدرك سيطرتها على مداخل المدينة وقرى محيطة لمنع اي تماس او احتكاك .. كما تجمهر المئات من ابناء مدينة السلط في الشوارع الرئيسة والاحياء وبدت الحياة عادية بعد صلاة الجمعة الا ان محال اقارب المرحوم اسامة اغلقت منذ الخميس ولا يتوقع ان يتم فتحها قبل العطوة العشائرية التي من المؤمل ان تخفف من حدة التداعيات التي رافقت الجريمة التي استنكرها ابناء المحافظة جميعا.
واحاطت قوة امنية محلات الطالب بالسلط وهي مغلقة وتم منع مركبات من التوجه الى منطقتي عيرا ويرقا مسقط رأش الشاب اسامة .
يذكر أن عطلة امنية تم اخذها مساء الخميس لمدة ثلاثة أيام وثلث ..
عمون



بيان تضامني




النهج الديمقراطي الناظور- اللجنة المحلية  الناظور
في محاولة أخرى للتضييق على النضالات البطولية  التي يقودها الفرع  المحلي بالناظور للجمعية الوطنية  لحاملي الشهادات المعطلين بالمغرب لأجل انتزاع الحق في التنظيم والشغل، لجأت أجهزة النظام المخزني  إلى قمع المظاهرة السلمية التي نظمها الفرع يوم الأربعاء 31 مارس 2010. مثلها مثل جميع المحاولات القمعية اليائسة التي تستهدف إسكات أصوات الجماهير الشعبية المنددة بتدهور وتدني الأوضاع في مختلف مناطق البلاد،فاضحة بذلك زيف الشعارات التي يؤثث بها النظام  مشروعه :( التنمية البشرية، التنمية المستدامة، الانتقال الديمقراطي، والوضع المتقدم، الجهوية الموسعة...)
أمام ما سبق، واعتبارا أن القمع خاصية لصيقة بالأنظمة اللاديمقراطية ، ووعيا منها بأن البطالة هي فقط تجلي واحد من بين تجليات الأزمة الملازمة لطبيعة النظام الرأسمالي التبعي القائم بالمغرب ولاختياراته  اللاوطنية اللاديمقراطية اللاشعبية، وبأن حلها جزء لا يتجزأ من التغيير الديمقراطي الشمولي للأوضاع على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والسوسيو- ثقافية، فإن اللجنة المحلية للنهج الديمقراطي بالناظور تعلن للرأي العام ما يلي:
√ تضامنها المبدئي واللامشروط مع مناضلات ومناضلي الفرع المحلي للجمعية الوطنية  لحاملي الشهادات المعطلين بالمغرب.
√ تنديدها بهذا القمع وإدانتها للجهات المسؤولة عنه .
√ تحميلها مسؤولية ما يترتب عن هذا القمع للجهات المسؤولة.
√ مواصلتها الدعم لكل الأشكال النضالية التي يقدم علبها هذا الفرع .
√ مطالبها للجهات المعنية  بــ:
-         تمكين الفرع من وصل الإيداع القانوني واحترام حقهم في التنظيم والتظاهر والشغل .
-         التخلي عن المقاربات القمعية/الأمنية في التعامل مع الفرع المحلي ووقف جميع أشكال التضييق على نضالاته.
-         فتح حوار مع الفرع المحلي حول مطالبهم المشروعة على قاعدة الجدية والمسؤولية مع الإلتزام بتفعيل نتائجه بعيدا عن كل مماطلة وتسوييف.
√ ذعوتها لكافة القوى التقدمية والديمقراطية السياسية والمدنية إلى تشكيل جبهة إقليمية لدعم جميع نضالات الجماهير المقصية والمهمشة المنددة بتدهور الأوضاع .
المجد والخلود لشهداء الشعب المغربي

في ذكرى مجزرة دير ياسين واستشهاد عبد القادر الحسيني تمجيد حكومات اسرائيل لارهاب المنظمات الصهيونية وجرائمها ضد شعبنا، حرب على الحق والحرية والعدالة الإنسانية



"فتح" :  بيان صحافي
طالبت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" المجتمع الدولي بمحاكمة مجرمي الحرب المسئولين عن مجزرة دير ياسين أمام المحاكم الدولية، واعتبار الجدار الأمني الاستيطاني والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية وهدم البيوت والقتل العنصري والقوانين والقرارات التميزية ضد الملايين من الشعب الفلسطيني هي استكمال لحرب ابادة وتهجير بدأتها العصابات الصهيونية  قبل اثنين وستين عاماً بالمذبحة التي شنتها عصابات الأرجون وشتيرن الصهيونيتين على بلدة دير ياسين في التاسع من نيسان من عام 1948.
وأكدت في بيان صدر عن مفوضية الثقافة والإعلام في الحركة فشل اسلوب الترويع بالمجازر وقتل الأبرياء والإرهاب الذي انتهجته المنظمات الصهيوينة المسلحة لتفريغ الأرض من الشعب الفلسطيني، وأضافت :" لقد أثبت شعبنا ايمانه بحقه التاريخي والأبدي في هذه الأرض المقدسة بمقاومته للغزاة المدججين بالسلاح الثقيل على أرض دير ياسين، وفضحوا  الكذبة رضه ومقاومته للغزاة في دير ياسين  وغيرها من المدن والقرى الفلسطينية على امتداد الصهيوينة التاريخية، وبينوا للعالم بأن العلاقة بين أرض فلسطين وشعبها العربي  الفلسطيني أعظم وأقوى وأمتن من قدرة الغرباء على قطعها، فعلاقة الإنسان الفلسطيني مع هذه الأرض بدأت منذ أن طلعت الشمس على الدنيا وستبقى مصونة بالكرامة والعزة  والحرية حتى الأزل ".
واستذكرت الحركة القائد البطل الشهيد عبد القادر الحسيني بطل معركة الدفاع عن القدس في خضم المعركة الدائرة الآن للدفاع عن القدس وأراضيها ومقدساتها وبيوتها، وجاء في البيان :"  أن الحركة وهي تحيي ذكرى مجزرة دير ياسين فأنها تحيي ذكرى البطولة والفداء، فالشعب الفلسطيني قاوم الغزاة بإمكانياته المتواضعة، وسجل التاريخ اسماءاً مشرفة وعظيمة تفتخر بها ذاكرتنا الوطنية والقومية، ومن هؤلاء الأبطال الشهيد عبد القادر الحسيني الذي أبرزت مقاومته على رأس جيش الجهاد واستشهاده في معركة القسطل أن لفلسطين شعباً يحميها ويدفع الغزاة عنها.
وأورد البيان مقولة الحسيني : 'إن الشعب الفلسطيني لن يكون وحيداً، لأن له أصدقاء كفاح يؤيدون قضيته وعدالته'.
 'نحن الفلسطينيين أقوياء على الرغم من قلة عددنا، لأننا نؤمن بقضيتنا، ، سنقاتل حتى النهاية" .
وشددت الحركة في بيانها على ضرورة إحياء واستمرار الملاحقة القانونية العدلية للمسئولين عن المجازربحق أبناء الشعب الفلسطيني منذ مذبحة دير ياسين حتى مذابح الجيش الإسرائيلي في هجوم الرصاص المصبوب على أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع  غزة، والعمل على تقديم مجرمي الحرب للمحاكم الدولية واعتبار الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة مسئولة عن أعمالهم، فتمجيد الجرائم الحربية ضد الإنسانية بتسمية الشوارع وأماكن عامة باسماء مرتكبي هذه المجزرة هي جريمة بحق الوعي الإنساني ومبادىء الحرية والعدالة والديمقراطية.
وجددت الحركة العهد على الاستمرار بالنضال والمقاومة الشعبية حتى تحقيق الأهداف الوطنية للشعب الفلسطيني، والتمسك بالثوابت وعلى رأسها حق العودة بالقول:" أن هذا الحق وتطبيقه عملياً هو حق مشروع لبيان باطل الاستيطان الصهيوني  على أرض فلسطين.

بيان هيئة الشباب الديمقراطي الوحدوي في ذكرى عيد الشهداء


   عن هيئة الشباب الديمقراطي الوحدوي- المنسق أحمد بن حمدان
   في يومي 8 و9 افريل 1938 خرج الآلاف من شباب  تونس العربية  متظاهرين ضد حكم الاستعمار الفرنسي مطالبين بالحرية والسيادة ونزع قيود التبعية والوصاية عن بلدهم وعن مستقبلها و واجهتهم عساكر المحتل بالقمع والقتل والملاحقة والاعتقال. وعلى رأس من تظاهروا كان  طلاب جامع الزيتونة يحملون معهم قوة الشباب وحيويته واندفاعه الصادق في حماية هوية الشعب و نهضته وتحرره في مواجهة مشروع الاستعمار الفرنسي وجيوشه  الغازية. ولم يكن شباب تونس بمعزل عن معركة الأمة العربية آنذاك في مواجهة نظام الاحتلال والتقسيم الاستعماري الذي أقرته القوى الكبرى في سياق توسعها عبر قارات العالم بأسره وما تزال إلى اليوم تتوارثه قوة عن قوة وتنوع أساليب احتلالها واختراقها لجدران مناعة الشعوب والمجتمعات .
   نحن شباب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي باعتبارنا جزءا من شباب تونس الوفي لتاريخ نضال أجداده وجزءا من شباب الأمة العربية في معارك تحررها ووحدتها ونضالها ضد كل قوى الاستعمار والهيمنة ونهب الثروات نستحضر في هذه المناسبة المجيدة عزم ووطنية من ضحوا في سبيل حاضرنا ومستقبلنا من مجاهدين ومناضلين  لنرفع لهم في ذكراهم كل معاني الوفاء والوعد الصادق بأن نكون على خطاهم في الوطنية و النضال والتضحية والفداء وأن نعمل على صيانة المكاسب التي خطوها بدمائهم ونسعى لنكون في مستوى مبادئهم التي هي مبادئ كل رجالات الإصلاح ورواد المشروع الاصلاحي الحديث في تونس و الوطن العربي.
   إننا في مثل هذه المناسبة المجيدة لا يسعنا إلا أن نترحم على كل شهداء تونس وشهداء العروبة المناضلة منذ أكثر من قرنين من الزمان في سعيها لمغادرة تاريخ طويل من التخلف والجمود ومجابهة موجات متلاحقة من الاستعمار و الهيمنة الزاحفة من وراء البحار والحدود. ونحن على يقين أن الأمة التي جعلت من الشهادة والاستشهاد مبدأ ثابتا في طريق تحررها وخلاصها وتقدمها هي امة لا بد أن تنتصر مهما طال الطريق وتعددت العقبات .
  إننا نحن الشباب الديمقراطي الوحدوي ونحن نحيي مع حزبنا وشعبنا ذكرى شهداء تونس وانتفاضتهم في يومي الثامن والتاسع من افريل سنة 1938 نؤكد على أن معركة الاستقلال والسيادة التي ناضلت من اجلها أجيال الماضي تبقى أمانة في عهدة أجيال الحاضر وإننا  مطالبون في هذه المرحلة بان نكون في طليعة القوى الاجتماعية المسؤولة عن حماية دماء الشهداء بالسير على طريقهم وتمثل أهداف نضالهم وطنيا وقوميا كما نؤكد على أن شباب الأحزاب السياسية والمنظمات والجمعيات مطالب بتكثيف النشاط من أجل مقاومة عناصر السلبية والاغتراب لبناء الذات الوطنية حفاظا على المكاسب وتطويرا وتحديثا لمفردات الواقع الوطني .
 وإذا كانت السنة الدولية للشباب تحمل دعوة لنا  فهي بلا شك دعوتنا  لكي نغادر مواقع السلبية وننخرط في العمل الجاد من أجل مجابهة قضايانا وقضايا البلاد والأمة بروح الالتزام والوعي والمبادرة الفاعلة للمساهمة في استكمال ما بدأه جيل الشهداء ورموز الوطن ماضيا وحاضرا تحريرا للأوطان وتوحيدا للأمة وتنمية لحياة شعوبنا.
       - المجد والخلود لشهداء تونس
       - المجد والخلود لشهداء الأمة العربية
      

                                                                    

مفارقات الزمن الأسود المشهد الثاني عشر: جائزة نوبل،اوباما والنفاق العالمي!



الهادي حامد - تونس
مارأيكم في هذه القصة الافتراضية لوحدثت فعلا: ولد المولود حديثا، وهو من جنس الذكور، فأرضعته أمه ومكنته من عطرها الذي ستتكيّف معه غريزته وصار يحرك أصابعه وساقيه ويحاول التفاعل مع محيطه الذي لااحد يعرف على وجه الدقة كيف يراه أو كيف يحدسه...لكن الأبوين سارعا إلى البحث عن زوجة لابنهما الرضيع، خطباها من والديها وهي فتاة جاوزت العشرين ربيعا، وبدأ الأصهار يعدان أنفسهما ويدعوان المدعوين إلى حفل الزفاف الذي حدد موعده على عجل...وليلة الزفّة وضع العريس الرضيع وهوممسك برضاعته البلاستيكية وحاملا الواقي من التبول، إلى جنب عروس بهية الطلعة، ناضجة بدنيا وسعيدة بالحدث السعيد.. في حين تنبعث الزغاريد من زوايا الفضاء حيث تحشر العجائز نفسها كي يمكنها التقاط كل شاردة وواردة وتكوّن منها مادة للحديث حين تنتهي المراسم الاحتفالية..فماذا تقولون؟!!!
المشهد لا يكون إلا افتراضيا، وهو مقزز خادش للذوق العام ومثير للدهشة والاستغراب. إما أن أبوي الرضيع فقدا عقليهما ومعهما أصهارهما وضمنهم العروس..والمدعوون والمتطفلون والعازفون وأهل الذكر..وإما أننا إزاء تقليد بشري جديد اقرب إلى الطقس الأسطوري أو السحري منه إلى إجراء اجتماعي طبيعي...!!!
وقس على هذا.
أن يركب الإنسان عصا ويركض زاعما أنها فرس!.
أن يسبح في بركة من الطين ويرمي بالرمح لقتل مايتصوره قرشا مهاجما!.
أن يستلم قواد وعميل رسمي من صنف " عميل للإيجار" منصب رئيس أو وزير..ويصبح السيد فلان..أو جلالة الملك فلان...أو جلالة الأميرة فلانة وهي لاتعرف حتى لغة قومها...أو ممن تزعم أنهم قومها وتسخر منهم في الجلسات الخاصة مع خاصة الخاصة...!!
ولدي حادثة ينطبق عليها هذا السياق ومفترضاته وانتم تعرفونها: أنها حصول اوباما على جائزة نوبل في وقت مبكر من حكمه،وهو لم ينم في البيت الأبيض ولو ليلة واحدة فما بالك بالانجازات العظيمة التي تجعله جديرا بهكذا تكريم..
أليس هذا جنونا..؟!!!
أليس هبلا واستحمارا للبشر..؟!!
أليس نفاقا عالميا مفضوحا وعبثيا، بلاموجب وبلاهدف..؟!!!
الرجل لم يحتفل بعد بفوزه على المجرم بوش، لم يلملم ملفات الحملة الانتخابية وأرشيفها، لايعرف من أين يدخل ومن أين يخرج من البيت البيضاوي السوداوي اللعين الذي لايمثل في نظر أنصار الحرية عبر العالم إلا مخبرا للجريمة السياسية المنظمة والعابرة للقارات...لاندري اهو من جنس البشر أم من جنس الأبالسة ومصاصي الدماء لان الأفعال لاتزال بعيدة...لاندري : هل يعتبر تحطيم نهضة العراق وقتل العراقيين ومواشيهم ونسلهم وتمرهم نضالا من اجل الحرية دعا له رب بوش أم جريمة لاتستحق معالجتها اقل من بعث القتلى أحياءا من جديد كما كانوا سواء بشرا أو دوابا أو كلابا أو نباتا أو روح الإخاء التي كانت تسري بين العراقيين وتوحدهم..؟؟..لاندري، ولا احد يدري، أو بإمكانه أن يدري، هل أن اوباما مع الظالم أم مع المظلوم..؟!
وان كان مع المظلوم..فهذا لايجعله جديرا بالفوز بجائزة نوبل للسلام. اذعليه أن يكون نضاله الحقوقي مؤثرا في حل ملفات شائكة وعويصة...مثلما كان رابين مؤثرا في حل مشكلة شعب بلا ارض...الشعب اليهودي...على حد أوهام جماعة نوبل... حتى صار الأجدر بالفوز هو من يدون تاريخا جرميّا شخصيا لاتفوقه فيه إلا الشياطين!.
ماعرف العالم مجرما استثنائيا مستبدا بالعالم إلا نافقه العالم وأهداه ما لا يستحق...وهذا ذروة النفاق والضياع والسقوط العالمي...ذروة التغطية على الجريمة الذي صار جزءا منها...فشاهد الزور مجرم ومزيف الحقائق كذلك..والمجرم القاتل والناهب والمعتدي مجرم بطبعه.أقول هذا وفي مخيّلتي النبي بوش وهو يراقص بالسيف العربي احد ملوك العرب...تعبيرا عن حوار الحضارات...وعن السلام....والحرب على الإرهاب...ومزارع النفط المستأجرة لقرون من الزمان.
لقد كانت جائزة اوباما مؤشرا قويا على ادلجة نوبل. وعلى تحولها من تثمين لمنجزات إلى أمل في منجزات قد تأتي وقد لاتأتي. بل إلى طقس ولائي يمارسه اللوبي المتحكم فيها إلى خدم الصهيونية عبر العالم. الجائزة في مجال الحفاظ على السلام العالمي صارت هدية لصناع الحروب وللمجرمين الدوليين وللإرهابيين القتلة، أعداء الحضارة والإنسان وأعداء قيم العدل والحق والحرية والخير والسلام. صارت تخريبا للعالم ومكافأة للمخربين...وربما يأتي زمن تعطى فيه إلى أشهر تاجر في لحوم البشر ينحر أشهى الأجساد ويحشوها بالتوابل ويضيف لها مواد مصبرة ويسوقها بأسعار مدروسة.

هل تستبعدون هذا...؟!!...أنا لا استبعده طالما أعطيت جائزة السلام لأمريكا وهي تخوض حروبا عدوانية ظالمة في كل مكان من العالم..الدولة التي استعملت السلاح النووي وخربت وقتلت وهجرت ودمرت وحطمت وسفكت وسحلت وشردت وسجنت وأحرقت وقطعت ودهست وقذفت وكذبت ونافقت وغدرت.. ومن كان يعتقد أو حتى يتخيّل أن هذا التكريم يحصل في هذه الظروف الدقيقة والاستثنائية التي يمر بها العالم..؟!..قد تقولون لي إن التكريم موجه إلى اوباما وليس لأمريكا...ولكني أقول إن اوباما الحاصل على نوبل للسلام لم يمارس السياسة بعد ولم نر منه شيئا يستحقها عليه بل لايزال يجهل الغرفة التي سينام بها باعتباره رئيسا للولايات المتحدة.
ولكنها كانت تحية موجهة إليه من الصهيونية وتنتظر منه الرد بأفضل منها.