الأحد، 21 مارس 2010

بعد قطع العلاقات مع العدو الصهيوني موريتانيا العظمى خط دفاعنا الرسمي الاول


صلاح المختار
        تناقلت وكالات الانباء اليوم 21 / 3 / 2010  خبر قطع موريتانيا لعلاقاتها مع الكيان الصهيوني ، في خطوة تاريخية تعاكس تيار الانبطاح الرسمي العربي للكيان الصهيوني ولامريكا ، الداعمة الرئيسية والمشجعة الاهم لغزوات الكيان الصهيوني ، وتقدم  القيادة الموريتانية للرأي العام بصفتها قيادة شجاعة لايبتزها التفوق الصهيوني والامريكي ، ولا فقر موريتانيا وصغر حجمها ، ولا وجود تيار عربي رسمي غالب ومتغلب انبطح للكيان الصهيوني وصار وكيلا رسميا له يحميه ويدافع عنه علنا وبصورة رسمية او فعلية ، بل بعثت برسالة تاريخية ادخلتها قائمة الشرف والبسالة والتمسك بالحق والحقوق العربية ، والتي تشكل موريتانيا احد اهم رموزها .
        نعم نحيي القيادة الموريتانية وبشكل خاص نحيي الرئيس الباسل محمد ولد عبد العزيز المنتخب من الشعب الموريتاني والمستناد على قوته ودعمه له ، ونقول انتم الان تقفون في صف عظماء البشرية كالمقاومة العراقية والمقاومة الفلسطينية اللتان ابتا الا ان تحملا السلاح بصفته الاداة الحاسمة والاساسية لاستعادة الوطن والحقوق والارض والكرامة والسيادة وليس التفاوض الماراثوني العبثي .
موريتانيا الان بنظر كل عربي واع قوة عظمى بلا ادنى شك ، مادامت العظمة تقاس بالمواقف التاريخية الشجاعة وليس بالعدد والمال ، فلقد اتخذت القرار الذي يشكل صفعة لامريكا قبل ان يشكل صفعة للكيان الصهيوني ، كما انه يشكل تحديا اخلاقيا ووطنيا وقوميا واسلاميا لعرب تبرعوا لخدمة الكيان الصهيوني وطبعوا معه واستقبلوا زعماءه دون اي مبرر خصوصا وانهم بعيدين عن ساحة المواجهة .
لتعش موريتانيا العظمى بحق وجدارة ، وليعش الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز لانه اتخذ القرار الذي كان يجب ان يتخده كل زعيم عربي صافح الايادي المغموسة بدم الفلسطينيين والعراقيين ، لكنهم عجزوا او تعاجزوا وفضلوا النوم على اكتاف الكيان الصهيوني رغم انه يذبحنا من الوريد الى الوريد ويدوس مقدساتنا ويصهينها ، بصلف ما كان له ان يصل هذا الحد لولا التشجيع الرسمي العربي له المتمثل بالاعتراف به وابقاء الاعتراف حتى بعد ان شرع الصهاينة بالتخلي عن الحد الادنى من من متطلبات السلام ووجه اوقح الصفعات والاهانات لشركاءه العرب .
لتعش موريتانيا الحرة العربية التي تمثل قلب الامة الان من المحيط الى الخليج ، لان الشعب العربي برمته يبايعها رمزا عظيما للهوية العربية الاسلامية وللرجولة والشرف المضيع مجانا .
ليقف كل موريتاني وطني واسلامي وقومي عربي مع الرئيس الموريتاني ، الذي سيتعرض للتأمر الصهيوني الامريكي والعربي الرسمي ، متناسين كل خلاف معه دفاعا عن شرف موريتانيا وكرامتها التي حافظ عليها الرئيس بقراره التاريخي قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني .
ليقف كل عربي حر من المحيط الى الخليج العربي مع موريتانيا وتحديدا مع رئيسها الباسل محمد ولد عبد العزيز الذي عزز الامل لهذه الامة بابناها المجاهدين ، والذين لا يمكن اجتثاثهم مهما تفننت الصهيونية وامريكا وايران ونظم عربية في قمع الاصوات الوطنية .
ويبقى امل ، ولو انه شبح شبه ميت ، في ان الانظمة العربية التي اعترفت بالكيان الصهيوني او اقامت علاقات معه دون اعتراف رسمي ، كقطر التي سجل التاريخ انها اول من بدأ يتنفيذ اهم ما في الاعتراف بالكيان الصهيوني وهو ما اسماه جيمي كارتر ب ( التطبيع الشعبي ) عبر قناة الجزيرة وهي اهم قنوات التطبيع الاعلامي والشعبي مع الكيان الصهيوني ، ان تعيد النظر وتتشجع بخطوة واحدا من افقر واصغر الاقطار العربية .
        اخير نكرر : لابد من الاعتراف بان موريتانيا الان قوة عظمى ببسالة ابنها البار الرئيس المنتخب وشجاعة داعميه ورفضهم ابتزاز القوة واتخاذهم القرار الذي يفرضه الضمير الوطني الموريتاني والهوية العربية وتعاليم الاسلام الحنيف ، بعد هذا القرار وتشكل خط الدفاع الاول عن مصالح الامة العربية في فلسطين والعراق والاحواز وغيرها .
21/3 /2010        
        ملاحظة : الخطوة الموريتانية اهم بكثير من موضوع الانتخابات العراقية لذلك كتبت عنها بعد عودتي من السفر مباشرة .

سادية "ناتانياهو"بين:خسة العرب،ومازوشية المجتمع الدولي،وحكم التاريخ


  د.الطيب بيتي العلوي
 في القرن الماضي، قال المؤرخ الكبير"جاك بانفيل"-ملهم الجنرال دوغول -"عندما يُنظرإلى التاريخ في مجموعه،تظهر الدقة الصارمة التي تتابع عليها الحوادث وتتناتج"..
 إن التقدمية والرجعية والوطنية والقومية والعزة والكرامة والنبالة،أنما هي مواقف من حركة التاريخ،وليست سفسطة فكرية،أومضاربات كلامية تلفيقية،..وبالتالي،فلايمكن قراءة التاريخ بمنطق التحايل،.حتى ولو سلمنا جدلا بمقولة أن التاريخ هو تاريخ الملوك،لأن الأبرزدائما ،والأكثر بقاء وخلودا،هو ما فعله الملوك بأقوامهم. ..
ولكي يكون التاريخ  تاريخ الأمم، يجب أن تسبق الأمم التاريخ، فالفاعل  دائما لابد أن يسبق في الوجود الفعل،وهذا ما يجب أن يعيه سياسيونا ونخبنا ومثقفونا،لأن التاريخ لايرحم ، فهويعلن قوانينه بكل اللغات وفي كل الحضارات، وكثيرا ما تتلاحق ردود الأفعال في تتابع وتوافق عجيبين،مثل الكرة ترتد للاعب،أوالعملة الواحدة تدير وجهها الآخر، 
  ولقد انعرج التاريخ اليوم في أخطر تحولاته عبرمساره الطويل منذ قرون،ليسرَع بالتذكير بلغة الإنذاربالإشارات وعلامات الاستدراج والمكرالإلهي، ليظهرللسينيكيين المثقفين العرب الجدد،وللمخلفين من السياسيين الأعراب-،المنشغلين  بأولادهم وعشائرهم الأقربين،وبتكديس الأموال، وتزلف الأسياد بمعية نخبهم ومثقفيهم وإعلامييهم وعلمائهم ودعاتهم وفقهائهم ومبدعيهم وفنانيهم -ما يصنعون،أو ما سيُصنع بهم غدا،مع سخرية الأقدار بنذالاتهم وخستهم، يوم سينتهون بعد فوات الأوان،منذأن اختاروا أن يكونوا مجرد أقزام لاعبين مأفونين ، ليسدل التاريخ ستائره على خيباتهم وخياناتهم "السايسكوبية" المتكررة، فيخسف بهم  وبشيعتهم الأرض ثم  يرحلون..،ومنهم من يدري اليوم ومنهم من لايدري أنهم ما كانوا في حياتهم  قبل مماتهم، سوى عبيد سُخرة متسعري القرائح والطموحات المرضية الدنيئة،  وذليلين بين أيدي"أمراء الظلام"من بني صهيون أتباع كهنة التلمودية، المحركين الحقيقيين لخيوط إشعال الحروب والتفكيكات والبلقنات  ونشر القذارات.
 فهاهو نموذجهم ناتانياهو اليوم، يسعى بطموحه المفرط  ونرجسيته المرضية وانحرافه السادي، الى تحقيق التنبؤات الخرافية  التوراتية  بحبور مرضي جنوني، ليصبح يهود إسرائيل ، ملوك الملوك ،وسادات البشر،وأبناء السماء، وآلهاتٌ أحياء على الأرض، كما صورتهم ترانيم  وغرمزات ومزامير سجع الكهان ذات الإبادة المقدسة للشعوب،وكما كررها ونستون تشرشل  في أواخر الثلاثيات الذي شبه تواجد الفلسطينيين بأرض الكنعانيين القدامي بمثل تواجد الكلاب الضالة في المزابل التي تأكل من صحون الجرذان،تمهيدا لإعمارها باليهود"الأطهار"شعب الله  المختار،عبر وعد بلفور، وكما أقر ذلك "المخلٌص الأكبر"الرئيس "المسلم" حسين باراك أوباما  في باريس لجريدة"منبر اليهود"  Tribune  Juiv  عام 2008الذي أصر على  صيانة حق الشعب اليهودي "الجبار" والتذكير بعظمة هذا الشعب المتفرد ثم يعود  في  شهر مارس الأخير من عام2010 ليطمئن العالم  بأن عرى الأواصربين واشنطن وتل أبيب، أمتن من أن  تهددها خلافات"تفريعية"  بين البلدين
 فهل سيكون"ناتانياهو"رجل"الساعة الصفر"لنهاية عصرأطروحات "المابعد " التي انشغل بها الغرب في الفترة ما بعد  الاتحاد السوفياتي  عندما تم  طرح  خطابات النهايات لإعادة صياغة  ما يسمى ب"العالم الجديد"؟    
-أولا يمثل اليوم هذا الرجل، بمنظورعلم النفس السياسي،والتحليل النفسي، والتنظيرالفلسفي، ومطارحات علوم الإستسرار  والخفائيات والغنوصيات والقبالات،بأنه يشكل في أذهان الباحثين في شتى علوم الأناسة(وخاصة الأنثروبولوجيا السياسية)،تلك "الكيماوية المستعصية الشاذة"المهيمنة على رقعة الشطرنج  الدولية الحالية، في أحرج فترة متشابكة الأوضاع،متعملقة الأزمات، متسارعة الأحداث، ومتزئبقة الحلول، التي تعيشها البشرية اليوم؟
وإذا كان الجواب بالتشكيك  -فلماذا يصمت العالم الغربي بسياسييه ،وخبرائه، وعقلانييه، ومخططيه، ومتنوريه ومنظريه،وفلاسفته، وإيديولوجييه،وحكمائه، ومبدعيه، ومفكريه،ومتخذي قراراته، ومهرجيه،وينصرفون عن الإهتمام  بإعطاء الأولوية لحل معضلات  الإقتصاد،الفقر،التخلف ،التنمية ،تحليه مياه البحار،ومكافحة التصحروالأمراض والأوبئة  المجاعات، الكوارث الطبيعية، بدل انتظارصبيحة فجركل يوم بما سينطق به هذا الرجل من قذارات وحماقات وخزعبلات  فتوحاته (التلمودية–القبالية) ومتسائلين عن متى سيبدأ بالإبادة الفلسطينية في القدس أولا؟أم غزة؟ أم قصف لبنان؟ أو ضرب  إيران؟
- ولماذا تتضخم نرجسية هذاالرجل، ويتعملق شنارأناه "السادية"،كلما تعقدت الأمورالدولية والإسرائيلية والإقليمية، وترتفع حمى نشوته الصوفية" كلما تزايد أعداؤه ومعارضوه في الداخل والخارج، وكلما تبدت أعراض كوابيس الحروب، وترجيعات نواح الثكالى من داخل إسرائيل وفلسطين والمنطقة، وكلما فاحت روائح  أشلاء الموتي، وتعالت ركامات الدمار والخراب،,فأية طينة من البشرهذا الرجل؟
- وإذا كانت السادية بالإصطلاح هي التلذذ  المرضي بتعذيب الآخر،فلا لابد لها من وجود المازوشية، فمن هم  مازوشيونتانياهو السادي؟ أهم اليهود في العالم؟ أم يهودإسرائيل؟أم عرب الإعتدال؟أم أن العالم كله أصبح مازوشيا رهينة "ساديته"و تحت أقدار"رحمته  ؟
 -وما السر في سلسلة وقاحات هذا الرجل الأخيرة، واحتقاره لكل من"يتحرك أمامه" من الكباروالصغار؟ سواء أكانوا  أمريكيين،أم أوروبيين،أوحتى من بني  جلدته الإسرائليين؟.حيث لم يسلم من  قذارات لسانه،لا مقربيه وعشاقه من الأمريكيين المتصهينين مثل"بايدن"،ولا أوباما،الذي وصفه" بالضعيف"،ولا هيلاري كلنتون التى  نعتها بالكوميدية، ولا الرؤساء الأوربيين الذين وصفهم بالكراكيز ؟أما عرب الإعتدال من مريديه وعشاقه، فهم مجرد جراثيم في ذهنه ومخياله،
ولماذا يسفه "عقلاءُ" الغرب ومفكروهم وفلاسفتهم عقولهم،عندما  يحاضرهذا الرجل في مراكز بحوثهم  في أوروبا ولا  يحيرون ردا؟
– ولماذا صمت عتاة  مدرسة "فرانكفورت"-قبلة القضايا الفلسفية الكونية الكبرى-مع دياناصورها المريب "يورغان  هابيرماس"عن الرد على ناتيانياهو،أثنا إلقاء محاضراته بألمانيا مؤخرا،مذكرا"بلد الأنوار"بلد كانط  وهيغل"بخصوصية "شعب الله  المختار" والتذكير بمسؤلية الألمان تجاه هذا "الشعب الجبار"المهدد  بالإنقراض" من طرف همجي الشرق من  عرب  وعجم، بسبب الخطإ التاريخي للألمان  في حق اليهود ؟
لماذا تختفي فجأة تلك التقاليد (الكانطية-الهيغلية) المبشرة–على الأوراق- ب"المجتمع العالمي' و"الجماعة الدولية" و  "سيادة القانون الإنساني" و"السلام العالمي الدائم"  الخ،ثم تغرب هذه الشعارات عن الأنظار،-بغتة- عشية الحروب وفي أصعب الظروف  التاريخية وأكثرها حلكة عند الانتقال من"القديم إلى الجديد" منذالمنقبة البونابارتية"التنويرية"–الدموية- من أقصى جنوب  أوروبا إلى أقصى شماله وشرقه مرورا بمصر والقدس) التي أصلت إلى مفاخرالكولونياليات -باسم التنوير والتحضير-وعبرنظرية "عبء الرجل الأبيض"المسوغة لحروب النهب،وعمليات الإستاصال الثقافي"التنويري" والإستيطان الترابي والإبادات العرقية- في إفريقيا السوداء والمغرب العربي، وصولا إلى الإبادات  في حروب الهند الصينية، قبل تسلميها لأمريكا في حرب الفيتنام،وكما يحدث عند منعطفات كل مراحل "انتقالات الغرب الجديدة "التي لا ترى البشرية بعدها إلا  :
 "الأرض الخراب"و"أسوا الأزمان ،عهد الحماقة، والشك، واليأس واللاشيء"والتلويح بمشروع الدولة العالمية التي سيصبح فيها التاريخ البشري مجرد مزحة سمجة" حسب هيكسلي"أو مجردآخر مشهد درامي لعبثية الحياة التي ما على البشرية سوى تقبلها وجهها معفر بالتراب والمستنقعات"لكامو، أو الإكتفاء بمعاناة السام والغثيان-سارتر، أو ضرب الرؤوس مع الحيطان،عند الطريق المسدود-هربت ماكيوز" أو الإنتحار" كافكا،أوالضحك العدمي بالضحك الضحل الغليظ  حسب "بيكيت"؟
 -فهل سيجرؤ النرجيسيون والبلزاكيون والسينيكيون العرب المحدثون-ساسة ونخبا ومثقفون- على الإجابة على هذه التساؤلات؟
-وهل سيجد المتسائلون المستغربون من المثقفين المتسكعين،أجوبة شافية  في الأبحاث الأكاديمية المتخصصة الغربية الجافة-؟ وحتما لن يجدوا في مباحثنا العربية سوي"بضاعة برانية"مفبركة محليا،ومطبوخة بتوابل"بلدية" وخليط(إيديولوجي-ديماغوجيي)  يحتسبونها من صميم التحليل العلمي والمنهجية السوسيولوجية التي هي من خصائص النتاج  الإيديولوجي المشرقي والمغاربي  إجمالا،..
 ثم سيبقى التساؤل الأكثر لغزا :(وأعتذرهنا لأولائك العباقرة من عندنا الذين يمتلكون الأجوبة الجاهزة لكل المعضلات)
- ما هي الأرضية الصلبة التي يقف عليها هذا الرجل ؟ وماهي الخلفيات"الطلاسمية"التي يغترف منها –خارج المنظور التراثي-الصهيوني المعروف؟ التي تطمئن روعه، وتمنحه ذلك اليقين الذي  يحركه ليأمر فيطاع؟ فترتعد فرائص الساسة ومتخذي  القرارالأروبيين والأمريكيين والإسرائيليين،و عندما يتكلم أو يتحرك وزير خارجيته ليبرمان؟
- و لماذا يصمت هذا الغرب"العقلاني، المتنور،الملحد"والمتحلل-فكريا وأخلاقيا-من كل قيم الديانات الإبراهيمية الثلاثة، ويوجه بوصلة عقله إلى التسليم  الأبلة بضرورة إعادة بناء هيكل سليمان،على أنقاض الأقصى ،اعتمادا على تقاليد خرافية –توراتية؟
 ولماذا هذا الصمت المريب "للعرويين" و"الأركونيين" ومن  يدور في فلكهم من"الحداثيين الجدد"؟الذين أصبحوا معاول  هدم  للأمة  بمناهج  إستشراقية جديدة رخيصة-تفتقد إلى أبسط  قواعد  الإستشراق التي وضعها أسيادهم بعد أن أدي هؤلاء مهماتهم  وانسحبوا من خشبة المسرح،  ليديروا اللعبة  القذرة بواسطة هؤلاء الحداثيين العرب الجدد  المسعورين ؟
فأين هؤلاء"المفتوح عليهم" من قضية الأقصى؟ أم أن اجتثات بيت المقدس يصب في مشروعهم"الحداثي المشبوه"و يساهم  في تخليص شعوبنا–وإلى الأبد"من"خزعبلات المقدس الطوطيمي"بالمعنى"الدوركايمي "لإشاعة البديل"المدنس"و "الدنيوي الغربي" في كل شؤون حياتنا كبيرها وصغيرها ،كما صرح أحد  خبثائهم ،لنحتفظ  بممارسة "مقدساتنا"حصريا في غرف نومنا، ومراحيضنا، ومطابخنا،وأعراسنا،و"فيللاتنا" وقصورنا ومدن قصديرنا، ورقصنا،ورفثنا، وغلمتنا، ومغنانا،وموسيقانا، وتعاويذنا وفولوكلوررنا؟او ليس هؤلاء  هم  المازوشيون الحقيقييون لأمثال ناتانياهو  وخدمه وحشمه  في كنس المنطقة كلها من المقدسات  عبر هدم  الأقصى؟فمن هؤلاء؟  ومن هم وراءهم؟ ولصالح من يتسعرون بالتعجيل "بالحداثات؟ بعد أن صمت عنها الغرب نفسه وأصبح  يعاني من فيروسات "المابعد" على جميع الأصعدة؟
  لماذا  لا نرى هؤلاء في الساحات الدولية مع  لهم من حظوة  ومكانة  في مراكز بحوثه  بل منهم من يترأس  بعضا من  جانعاته  في باريس مثل أركون؟اين هم ولماذا هم صامتون ولا يتحركون"للتهريج" إلا في القنوات المشبوهة  في المشرق العربي؟ والقنوات  الممولة فرانكوفونيا في المغرب العربي؟  
  اولا  يخدم  مشروع "الصهاينة"الحداثي"حتى النخاغ في"تهويد"العالم"عبر"أسرلة"المنطقة بعد أن تم تغريبها بالحملات الكولونيالية  حتى الستينات، ثم استُكمل تغريبها "بالتحديث القسري" المصادم عن طريق النخب المشبوهة والمزيفة ،ثم  تأتي الأمركة المظفرة عبر"البيترودولار"ودول"سايسكوبية" مفبركة، وعبر الدبابات وقصف الطائرات  في حربي الخليج  لإنجاز "الأحسن"the  best لنا بعد أن تم إستأصال  كل ماهو "حسن"؟
   ولماذالم تتحرك منظمات المجتمع الدولي الحكومية،وغيرالحكومية المكلفة بحماية التراث الحضارىالإنسانى–مثل منظمة اليونسكو-؟ أم أن الأقصى ليس تراثا إنسانيا بالمفهوم الغربى.؟.
 -ولماذا لم نعد نسمع عن أية بادرة جادة من الحكومة المغربية، باعتبارأن منظمة المؤتمرالإسلامي قد اختارت المملكة المغربية وملكها الراحل الحسن الثاني، كريئس"للجنة القدس الدولية"في أوائل الثمانينات؟
-ولماذا لا يتحرك كل المفكرين والكتاب والمبدعين-في وقفةواحدة-من كافة الأطياف الفكرية والإيديولوجية والسياسية،بالضغوط مباشرة على كل إعلاميي العالم العربي،ونقابات كتابه المكتفين بالنحيب مثل الثكالى،و بالتنديدوالشجب مثل حكامهم ومنظماتهم، لكي يضغطوا بدورهم على كل الجمعيات المدنية  الفاعلة،ومنظماتناالدوليةالكبرى،مثل"المؤتمرالاسلامي"،و"الجامعةالعربية"و"رابطةالعالم الإسلامي،و"أليكسو"  و"ألسيسكو"للضغط على منظمات مسيحية مستقلة، مثل مجلس الكنائس الأعلى بالفاتيكان،واللوكسمبورغ،أوالدول العربية  الخارجة عن"طوق"الإعتدال مثل"سوريا"و"جزائرالمليون شهيد"و"ليبيا"و"دولة قطرالرشيدة"و"سلطنة عمان"الحكيمة ذوي العلاقات الجيدة مع كل الأطراف الإقليمية والدولية، كما تم في عام 1981 بباريس بمنظمة اليونسكو،بالتنسيق مع  منظمة العالم الاسلامها–زمنها-حيث  تم تنظم أكبرتجمع دولي جمع  جهابدة مفكرين شرقا وغربا من أجل حماية مدينة القدس والتعريف التاريخي بها ودورها كأكبر تراث بشري على الإطلاق، وليدالمراحل السابقة للنشاط الثقافي والروحي والحضاري بكل ما تحمله من رموز ثقيلة وعميقة عبر التاريخ الطويل لشعوب المنطقة، حيث انتشرت أرقى حضارت البشرية على الإطلاق ....
د.الطيب بيتي العلوي...باحث مغربي  في الأنثربولوجيا/  باريس/

انتفاضة القدس.. فاصل ونواصل

كتب/ أحمد زكارنة
إن كانت وسائل الإعلام تطبق نظرية حارس البوابة، تلك النظرية الإعلامية الشهيرة، التي تعني ممارسة الرقابة الذاتية، ورسم خطوط وحدود المحظورات الإعلامية التي لا ينبغي تجاوزها، داخل المؤسسات صاحبة الايدلوجيات الفكرية والسياسية الحكومية وغير الحكومية، فإن الحكومات الصهيونية المتعاقبة في دولة الاحتلال ومن ورائها اللوبي الصهيوني في أمريكا والغرب، وبمنطق " اضرب كف واعدل طاقية " تطبق ذات الدور في ممارساتها السياسية التي تستهدف بناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى المبارك.
فإن وجود مخطط " القدس أولا " الذي رسمت الصهيونية العالمية خطوطه العريضة العام 2008 بيد الصهيوني "يورام زاموش" مهندس بلدية الاحتلال، لتهويد المدينة المقدسة ، باتجاه تنفيذ مخططات التغيير الديمغرافي ليصبح في صالح " شعب الله المختار، بدلا من " شعب الله المحتار "، إنما يصيب كبد الحقيقة، التي لا تشي بمحض صدفة، والتحضير الجاري على قدم وساق لبناء وافتتاح ما يسمى ب " كنيس قدس النور " بعد بناء وافتتاح ما سمى ب " كنيس الخراب " إنما هو لا شك، خير دليل.
في الاتجاه الآخرهناك من يمتهن حرفة الهندسة اللفظية ورفع الشعارات اللولبية للدفع نحو انتفاضة أكاد أجزم أن أحدا في الشارع الفلسطيني لا يعارضها، وإنما يطرح العديد من الأسئلة الأهم والأخطر، هل نملك في ظل وضعنا السياسي المنقسم على ذاته فلسطينيا وعربيا المقومات اللازمة لقيادة انتفاضة ثالثة؟؟؟ وهل العمقان العربي والإسلامي جاهزان لتبني انتفاضة ذات صبغة دينية بامتياز ؟؟؟ علما بأن واقع الأمور يفرض على الأنظمة العربية أن تلغي على أقل تقدير كافة معاهدات السلام المعلنة والسرية المبرمة شكلا لا موضوعا بين عديد الدول العربية ودولة الاحتلال، أم مكتوب علينا أن نقدم أبنائنا فدية خطابات عنترية تقودها بعض الشاشات المصنفة " عربية " ؟؟؟
نعم النضال المسلح ضد المحتل حق شرعي، ونعم أيضا أن للحرية ثمنا يجب أن يدفع شاء من شاء وأبى من أبى، ولكن النعم الأكبر التي لا شك فيها أو عليها أن لمدينة القدس رمزية دينية تخص العرب والمسلمين من المحيط إلى الخليج، فهل علينا أن نطلق انتفاضة عشوائية دون أية أرضية نقف عليها، كأن نمارس لعبة كرة القدم بقوانين كرة اليد؟؟؟ أم الأصل في الأمر أن تتخذ المجموعة العربية في قمتها القادمة قرار تحرير القدس؟؟؟ علما بأن أحدا لم يطلب من الدول العربية الشقيقة دخول حرب عسكرية، وإنما أعتقد أن الغاء أو تجميد كافة معاهدات السلام والعلاقات التجارية وغير التجارية بين الدول العربية ودولة الاحتلال، ووضع الخطط الاقتصادية والسياسية للدعم اللوجستي اللازم لرؤية انتفاضة فاعلة، هي جل مطالب الشعب الفلسطيني للسير قدوما نحو تحرير الأقصى.
لا شك إن تسطيح الأمور وتبسيطها على بعض شاشات التلفزة عبر العزف المنفرد على أوتار مشاعر البسطاء والكادحين الصابرين على القهر والظلم، لا يعدو أكثر من كلام هاطل كالمطر يروي السحاب قبل أن يصل إلى الأرض ، فلا يقدم ما يجابه فائض القوة العسكرية للمحتل ، فقط يذكرنا بمقولة الشاعر التركي المناضل ناظم حكمت وهو يقول : "يتعفن الكلام في الفضاء، إذا لم يكن مأخوذاً من التراب، وإذا لم يكن موغلاً في أعماق التراب، وإذا لم يكن ماداً جذوراً قويةً في التراب".
على ضوء ما تقدم وفي غمرة الصخب الواقع على خلفية الهجمة الاسرائيلية المتوحشة تجاه المقدسات الدينية وكي نختصر الطريق ونحن فقط نترقب كيف يتعامل عالم المصالح، علينا أولا فلسطينيا وعربيا أن نبدأ بحراك داخلي هدفه الأهم أن نزيح الغشاوة المسيطرة على أبصارنا حتى بتنا لا نفرق بين الأنا المختلف والآخر النقيض، بقول أخر على العرب والمسلمين التملص فورا من قبضة الانقسام الذاتي الذي لم يصيب الحياة السياسية فقط بل بات يعايش الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والفكرية إلى أن أصبحنا من " المغضوب عليهم " فبتنا في نظر الآخر لا نستحق الكبت والقهر والتهميش فقط بل والقتل ايضا، ولو على القاعدة الإعلانية " فاصل ونواصل
* كاتب وإعلامي فلسطيني

اعبر إلى الأقصى على جسدي


قراءة في مهرجان "  اختتام فعاليات نصرة القدس والمقدسات " / قلقيلية
                                                                                 بقلم: سامح عودة /فلسطين
 أسرج حصانكَ وانطلق، واعبر المدى محلقاً،  نجماً وسط السماء ..
فالأرض ها قد أينعت  رغم الدماء، وتطايرت رسائلنا فعبرت السور شاهقَ الارتفاع ..
نحن هنا .. العاشقون لتراب الوطن، والكاتبون على ألواح القدر بدمائنا   قصص الفداء
لا ... يا قاتلي لن تنال مني إلا الجسد، فالروح بيد رب السماء ..
حاصرني، اقتلني بسلاسلك، بجدرانك، بمعازلك لكن كن واثقاً أنني سأعود فينيقاً  يهوى الاحتراق ..
بالأمس كانت قلقيلية .. المدينة المأسورة بجدار الضم والتوسع العنصري تعانق ُ قدس الأقداس،   تتوحدُ معها، وتبعثُ برسائل تطيرُ عبر الفضاء مع " البالونات " التي طارت في سمائها تحملُ علم فلسطين متجاوزةً سورهم، وعسكرهم، حملت العلم، وروح قلقيلية النابض بالحياة،  هكذا قرأتُ تلك الرسائل في عيون قلقيلية، وهي ترسلُ بروحها في المدى الفسيح إلى مدينة القدس التي هبَ الفلسطينيون بجميع أطيافهم يدافعون عنها، بصدورهم العارية، وبصدقهم المعهود .
ليس الأمر دائما كما يبدو عليه، فمهرجان اختتام فعاليات نصرة القدس والمقدسات الذي كان أمس في قلقيلية، كان عمليا بداية لفعاليات جماهيرية انطلقت من ضمائر الحشد الجماهيري غير المسبوق الذي اقتظت به قاعة بلدية قلقيلية، مقاعد القاعة الكبرى لم تكف، والواقفون حدث ولا حرج، فعندما يتعلق الأمر بالقدس والمقدسات تتوارى كل الخلافات الضيقة وتتلاحم الفعاليات الرسمية مع الفعاليات الجماهيرية محدثة نوعا من الوحدة التي لا نظير لها إلا في ساحات القتال، وأمام الرصاص الذي لا يفرق بين الناس على اختلاف توجهاتهم الفكرية. في القاعة كل ألوان الطيف الفلسطيني تتداخل كما تتداخل الكوفية الفلسطينية، وفي الوقت الذي يكون إقبال الجماهير على الفعاليات الرسمية قليلا؛ فهي غالبا ما تأخذ طابعا مملا وقليل التأثير بما يشوبها من مجاملات أو نفاق أحيانا.
أمس السادس عشر من آذار، كان يوما مميزا بكل تفاصيله فيه الكثير من الأمور اللافتة:
 أولها: ارتباط الفعالية بحق بكل ما هو مقدس لدى الفلسطيني الذي أصبح أكثر من أي وقت مضى يشعر بخطر الاعتداءات الإسرائيلية على القدس والمقدسات مع أن هذا الخطر لم يزُل يوما، لذا فإنه يهب بكل ما أوتي من عزم وقوة للدفاع عنها ومعبرا عن حبه لها وارتباطه بها بكل الوسائل المتاحة، وخلق وسائل لم تكن متاحة من قبل.
ثانيها: زيارة السفير التونسي الحبيب بن فرح للمدينة والمشاركة في المهرجان، وفعالياته، إذ ألقى كلمة بين فيها خصوصية العلاقة بين تونس شعبا وحكومة وبين فلسطين وأهلها، تلك العلاقة القديمة المتجددة، ثم موقف أهل تونس من القضية الفلسطينية الموقف الداعم والمؤيد، والذي يحول البعد الجغرافي دون التواصل الدائم والمستمر بينهما، ومع ذلك تظل تونس معلقة قلوب أهلها بفلسطين وشعبها وقضيتها. وقد كان تقديم عريف الحفل الشاعر الدكتور زاهر حنني - الذي جعل الشعرَ يزهو في لحظات - للسفير مؤثرا إذ قدمه بقطعة شعرية مزج فيها بين وصية محمود درويش عندما خرج من تونس التي منها قوله:" كيف نشفى من حب تونس" وبين مزيج من عبق الفرح بلقاء الشقيق التونسي على الأرض الفلسطينية، لقد استطاع الدكتور حنني بروحه الشعرية العذبة أن يخطفَ الأذهان وهو يرتلُ للقدسِ آيات الفداء  .
أما الأمر الثالث فهو الإعداد الجيد لهذه الفعالية التي دأبت محافظة قلقيلية على بذل كل جهد ممكن لنجاحها، وربما من يعرف محافظة قلقيلية ممثلة بمحافظها العميد ربيح الخندقجي الذي أعطى توجيهاته، وسخر كل الإمكانيات ليكون المهرجان بحلته النهائية يليقُ بالقدس، لقد قرأنا في تعليماته ما بين السطور، فكان الطاقم تلميذاً نجيباً لأستاذ فقيه. وهذا يبدو واضحاً من خلال  بصمات الموظفين العاملين الجنود المجهولين الذي واصلوا الليل بالنهار للإعداد لهذه الفعالية.
المحافظ الذي أطلق الكلام من لجامه وجعل جدران القاعة تهتز، في كلمته التي بدأها بالترحيب بالسفير الشقيق على أرض قلقيلية تحدث عن أهمية التكاتف والتكامل بين جميع الفعاليات من أجل إسقاط أهداف إسرائيل في النيل من المقدسات، وعبر عما يجول بخاطر الفلسطينيين.
 أما الدكتور المتوكل طه/ وكيل وزارة الإعلام، ابن مدينة قلقيلية فقد بين في كلمته أسباب جعل مدينة قلقيلية تحتضن ختام فعاليات هذا الأسبوع ومنها هذه الظروف الخاصة التي تعيشها المحافظة كلها، مضافا إلى ذلك جدار الخنق العنصري الذي التهم جل أراضي قلقيلية حتى باتت المدينة يحيطها الجدار كسور سجن.
وكانت وزارة الإعلام هي التي قامت بتوجيهات من الرئيس بعمل أسبوع نصرة القدس والمقدسات في الوقت الذي تمارس إسرائيل سياساتها بمزيد من الاعتداءات على الفلسطينيين وأرضهم وتاريخهم ومقدساتهم، وخصوصا بعد الاعتداء الأخير على تاريخية الأماكن الفلسطينية المقدسة وفي مقدمتها الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال وغيرها من الاعتداءات المتلاحقة.
أما الأمر الآخر فهو تكامل الفعاليات الرسمية والشعبية فبلدية قلقيلية ممثلة برئيسها السيد سمير دوابشة وجمع من موظفيها، أعدوا كل ما يلزم من احتياجات المهرجان وفي مقدمتها قاعة البلدية وقد قدم السيد رئيس البلدية والسيد المحافظ والسيد وكيل الوزارة هدية قلقيليّة تذكارية رمزية للسفير الشقيق.
 وحضور فعاليات من منظمة التحرير الفلسطينية فقد تحدث السيد بسام الصالحي الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني عن أهمية تواصل الفعاليات الشعبية والرسمية وعدم الاكتفاء بالدوران في حلقة مفرغة من المفاوضات غير المجدية في الوقت الذي تستمر فيه إسرائيل بمواصلة اعتداءاتها على الأرض والإنسان والمقدسات.
 وكذلك حضور كلمة السيد عباس زكي عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، الذي أشاد بمواقف كل من يقدم العون للفلسطينيين، وأكد أن الدعم العربي والإسلامي لصمود الفلسطينيين أقل بكثير من المطلوب، فشخص واحد قدم لإسرائيل أربعة عشر مليار دولار دعما لها ولاعتداءاتها على الحقوق الفلسطينية، فأين دعم الأشقاء من هذا؟!.
وهناك أمر آخر في غاية الأهمية وهو أن كلمات جميع المتحدثين كانت تدق ناقوس الخطر دون مواربة أو مجاملة لأحد، إضافة إلى عرافة المهرحان التي كانت متميزة في تقديم المتحدثين والتعريف بهم شعرا يخاطب مشاعر الجميع، الأمر الذين أكده انفعال الجمهور المحتشد وتفاعله مع الكلمات التي تغنت بعمق بالقدس والمقدسات، وتأكيد ارتباط الفلسطيني بها واستعداده للدفاع عنها.
أمر آخر هو حضور الفعاليات الأكاديمية ممثلة بجامعة القدس المفتوحة بمديرها الدكتور يحيى ندى وطلبتها وأساتذتها، وكذلك كلية الدعوة ومديرها وطلبتها.
الأمر الآخر وليس الأخير وهو انطلاق الفعالية بعد نهاية المهرجان إلى جوار جدار الخنق والضم العنصري والتحشد بقربه وإطلاق بالونات تحمل ألوان العلم الفلسطيني لتعلن في السماء والأرض أن هذه الأرض فلسطينية منذ الأزل وستبقى فلسطينية إلى الأبد.   
هذه هي قلقيلية تعود فينيقاً من تحت الرماد تتمرد على القيد، كانت رسالتها واضحة لا تقبل التأويل، غنت للقدس، وتضامنت مع القدس، وعبر أهلها الطيبون عن عشقهم للقدس .


القدس والإعلام والعجز العربي... انتفاضة فلسطينية ثالثة أم عربية غائبة؟!


عبد اللطيف مهنا
العجز العربي يطالب الفلسطينيين بانتفاضة ثالثة. هذا ما أوحى به غالب الإعلام العربي هذه الأيام، أو ما بدى أنه يأمله منهم وهو يتابع عملية تصاعد إجراءات تهويد القدس، التي مع الوقت غدت خبراً يومياً معتاداً جديده تغطية آخر عمليات قمع المقدسيين الجارية، والتي أصبحت توثق ساعة بساعة بالصوت والصورة، وغدت وكأنما هي الأقرب إلى مادة مجانية لساعات بث تكفي الفضائيات كلفة البحث عن البرامج المثيرة. ما ينطبق على هذه الحالة العربية يمكن سحبه على العالم الإسلامي، الذي يتفرج على الفلسطينيين في أزقة أحياء القدس العتيقة الضيقة يسقطون بين جريح ومعتقل، وهم يواجهون بالحجارة والصدور العارية صنوف الرصاص المطاطي والحي وقنابل الغاز، و المشاهد المتلفزة لهم وهم يتعاركون بالأيدي مع وحدات المستعربين الشاهرة مسدساتها. وكأنما المطلوب من الفلسطينيين عربياً، أن يعوضوا بدمهم عن غياب الإرادة العربية المواجهة، وأن يحموا نيابة عن المسلمين المقدسات الإسلامية. الفلسطينيون هنا، هم ليسوا سوى أهل القدس المحتلة التي تهدم بيوتهم وتشرد أسرهم فحسب، باعتبار أن فلسطيني الضفة المحتلة، كما هو معروف ومعلن ومطبق، ممنوع عليهم الإنتفاض على المحتل، حيث يعتبره الجنرال دايتون عملاً إرهابياً، وتعده "السلطة"، التي عندها لا سوى المفاوضات خياراً، جرماً عبثياً وفعلاً لا وطنياً من شأنه أن يعيق عودة الحياة إلى "المسيرة السلمية"، التي يتكبد السيد ميتشل عناء القدوم من أجل بعثها عبر المفاوضات غير المباشرة بعد أن فشلت المباشرة... وحيث يقول محمد دحلان جازماً، أنه لن نسمح باستدراجنا لانتفاضة ثالثة... وباعتبار أن غزة المحاصرة لاتسمح لها ظروفها، التي يسهم في صناعتها الأشقاء مع الأعداء، بغير نوع من الانتفاض بالقرب من معبر بيت حانون، وأسوار الحدود المضروبة من حولها التي تحميها الدبابات، وتحرص الطائرات بدون طيار و ال F16 على أن لايقترب منها فلسطيني دون أن يراق دمه... وبغير إطلاق صاروخ بدائي غاضب أو اثنين، من مثل ذاك الذي اردى عاملاً تايلندياً، الأمر الذي يحاول نتنياهو استغلاله لمزيد من الغارات على ورش الحدادة التي لا تزال تعمل هناك، ولتسوية الخلاف العارض بينه وبين الإدارة الأمريكية... وفلسطينيو المحتل العام 1948 كان الله في عونهم وهم يواجهون ظروفاً معروفة... يعيشون فيها تحت طائلة العزل والارهاب اليومي المبرمج، واستهداف الذاكرة والهوية،لدرجة سن القوانين التي تحاول أن تمنع عليهم إحياء ذكرى نكبتهم، إلى جانب هراوة مخططات إستراتيجية الترانسفير الموعودة.
هنا، وكأنما نحن، إزاء عملية تضليل واسعة النطاق، سواء بقصد أو بدونه، تحاول حجب حقائق مفضوحة لايمكن تغطيتها بغربال... فالفلسطينيون منذ أن كان الصراع على فلسطينهم، لم يكفوا يوماً عن مواجهة الغزاة المحتلين بكافة السبل المتاحة لمستضعف مستفرد به يواجه الإبادة بكافة أوجهها مادياً وسياسياً، ويقاوم عدوه وظهره إلى الحائط وقد عزّ النصير. تارة هبة، وأخرى ثورة، فإن دُجّنت هذه فانتفاضة... ودائماً كانت المقاومة ودائماً كان الصمود و كانت البطولات والتضحيات الأسطورية... وانتظار نصرة الأمة.
المطالبون الفلسطينيين بإنتفاضة ثالثة، كانوا حينما كانت الإنتفاضة  الأولى، والثانية، فماذا فعلوا حينها لدعم المنتفضين ليواصلوا انتفاضتهم؟! وكانوا حين كانت محرقة غزة وأسطورة صمودها، فماذا فعلوا يومها لنجدتها؟! وهم الآن، وغزة لا تزال محاصرة فماذا فعلوا لكسر حصار بعضه عربي يستمر فرضه عليها؟!  ثم أوليست فلسطين أرضاً ومقدسات وقضية شأناً ليس فلسطينياً أكثر مما هو عربي واسلامي وانساني، فهل قاموا بأضعف الإيمان فيما يتعلق بواجبهم المفترض، أو الذي هو فرض عين، تجاهها؟!
الجميع يعلم أن الفلسطينيين في ظل توازن القوى الذي من تحصيل الحاصل أنه كان ولايزال لصالح عدوهم، لا يستطيعون وحدهم، أو في غياب أمتهم، مواجهة ما يجري لهم ولقضيتهم. هذا من جانب، ومن جانب آخر، ما الذي شجع المحتلين على مثل هذه الخطوات التهويدية التي هودت الأرض وصادرت الأحياء وهدمت المنازل وشردت الإنسان، والآن في سياق اكمال تهويد ما لم يهود بعد، التفتت إلى المقدسات  الإسلامية لتهودها، سوى اطمئنانهم إلى استمرارية جاري إستراتيجية "السلام خياراً عربياً وحيداً"، وآخر بركات تغطية الجامعة العربية مؤخراً للمفاوضات غير المباشرة... أو تفاقم مظاهر هذا العجز العربي المنتظر اليوم انتفاضة فلسطينية ثالثة تعفيه من وجوب إعادة النظر في استراتيجية عجزه المزمن؟ !
قد تتطور غضبة المقدسيين إلى انتفاضة، وقد تُجهض للعوامل التي أسلفنا الإشارة لها. وفي الحالين لسوف ينصرف العجز العربي، شأنه في الأيام السابقة التي أعقبت زيارة بايدن وقرارات التهويد التي استقبله الإسرائيليون بها، إلى الحديث حول ما يصفه بعض الواهمين بالحرج الأمريكي، والكلام المرسل عن الأزمة بين الحليفين جراء ما يدعونه بالإهانة التي لحقت بالصهيوني نائب الرئيس الأمريك المفاخر بصهيونيته رغم عدم يهوديته... هذه الإهانة التي لم يبدو منه أنه يشعر بها كما لم يبدر منه أنه يعدها إهانة. وعن غضبة السيدة كلينتون، التي سرعان ما تراجعت عنها... ولسوف يتجاهل المتجاهلون كالعادة كل ما يشي بخلاف ذلك، أو كل ما يؤكد بأن واقع العلاقة الأمريكية الإسرائيلية يقول، أن لا أزمة، ولا حرج، ولا غضبة ولا تراجع، وإنما هي لا تعدو سحابة عتب سارع العاتب والمعتوب عليه كل من جانبه لجلاء بعض تلبد في أجواء عتيد العلاقة العضوية الراسخة بينهما والتأكيد على حتمية انقشاع هذه السحابة الطارئة .
من ناحية الأمريكان، الديموقراطيون، وهم أمام استحقاق انتخابات اشتراعية قادمة، وعلى أبواب مؤتمر "إيباك" بعد أيام، يضغطون على رئيسهم ليأخذ في حسبانه عدم اغضاب صهاينة الولايات المتحدة واسترضاء نتنياهو وليس لومه، والرئيس بدوره يريد تحييد من يقدر على تحييده لتمرير قانون ضمانه الصحي في الكونغرس المتصهين، من هنا، ربما جاء توقيت القرارات الأخيرة بشأن تجميد أموال البنك الوطني الإسلامي، وفضائية الأقصى في غزة... وربما للغاية نفسها تم الكشف عن قيام وفد أمني أمريكي برئاسة الملحق العسكري في السفارة الأمريكية بالقاهرة بتفقد جاري العمل في السور الفولاذي الذي يقام على الحدود المصرية مع غزة!
... ولهذا، سمعنا، أوباما يقول، أن "إسرائيل هي أحد أوثق حلفائنا، ونحن والشعب الإسرائيلي يجمعنا رباط خاص لا ينفصم... لكن الأصدقاء يختلقون أحياناً"! وتقول، هيلاري كلنتون، أن "لأمريكا التزاماً مطلقاً بأمن إسرائيل. وهناك علاقة شجاعة ووثيقة بين أمريكا وإسرائيل، وبين الأمريكيين والإسرائيليين"...
... أما الجانب الإسرائيلي، فتعبر عنه خير تعبير رسالة من "مجلس المستوطنات"، وإسرائل كلها عبارة عن مستوطنة ومستوطنين، إلى السيدة كلنتون، تخبرها، بأن "طلب عدم البناء في القدس، أو تسليم جزء منها إلى آخرين، مرفوض تماماً بالنسبة للشعب اليهودي، ولن يكون هناك تفاوض بشأن القدس، ولن تكون هناك موافقة إطلاقاً على تقسيمها"... وقول ليبرمان لوزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون التي سمح لها الإسرائيليون بالقيام بسياحة إنسانية أوروبية منافقة إلى غزة، إن المطالب الدولية بوقف "الاستيطان" هي "غير منطقية"... ويؤكد السفير الإسرائيلي في واشنطن في مقال له في "النيويورك تايمز"، أن الروابط بين الحليفين "يمكن أن نشهد خلافات عرضية لكنها تبقى لا تتزعزع"... وحيث يجاهرون في إسرائيل بالقول بأن "تصرفنا لا ينبع من تسرع أو أيديولوجية يمينية، وإنما تكتيك ديبلوماسي وتفكير سياسي"، تم تسريب يقول بأن نتنياهو الذي هاتف كلنتون قد توصل معها إلى مخرج يؤدي لانقشاع السحابة العارضة التي غشت تليد العلاقة الراسخة بين الطرفين، هو عبارة عن "إجراءات محددة يمكن اتخاذها من أجل تحسين الأجواء بغية التقدم نحو السلام"!!!
وبعد، وإزاء كل هذا الوضوح الإسرائيلي والأمريكي، ماهو مقابله المفترض عربياً؟ هل هو القعود وانتظار انتفاضة فلسطينية ثالثة، يعلم القاعدون المنتظرون أنها المحاصرة خلف أسوار القدس المحتلة، أم انتفاضة إرادة مواجهة عربية غائبة طال انتظارها؟!

نقل "أبو مازن" لمستشفى بالأردن بعد سقوطه بغرفة نومه


تعرض الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن" لإصابات وصفت بأنها "طفيفة"، إثر انزلاقه داخل غرفة نومه، مما استدعى نقله بصورة عاجلة إلى أحد المستشفيات بالعاصمة الأردنية عمان.
وصرح الناطق الرسمي باسم رئاسة السلطة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، بأن عباس، البالغ من العمر 75 عاماً، أُصيب ببعض الرضوض الطفيفة، الأمر الذي يحتاج إلى علاج طبيعي وراحة لعدة أيام، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا."
وقال أبو ردينة إن الرئيس أبو مازن يتابع علاجه حالياً في عمان، تحت إشراف الدكتور عبد الله البشير، الذي نقلت عنه الوكالة الرسمية قوله: "نحن نتابع علاجه، وهو في صحة جيدة، ولا تدعو لأي قلق"، كما أشارت إلى أن رئيس الديوان الملكي الأردني، ناصر اللوزي، قام بزيارة عباس للاطمئنان على صحته.
يُذكر أن عباس، وهو أحد قياديي حركة التحرير الوطنية "فتح"، انتخب رئيساً للجنة التنفيذية بمنظمة التحرير الفلسطينية أواخر عام 2004، خلفاً للراحل ياسر عرفات "أبو عمار"، ثم انتخب رئيساً للسلطة الوطنية الفلسطينية في يناير/ كانون الثاني من العام التالي.
وكان أبو مازن، وهو من مواليد عام 1935، قد تولى رئاسة الوزراء في السلطة الفلسطينية خلال عام 2003، إلا أنه قدم استقالته بسبب خلافات مع أبو عمار حول الصلاحيات، كما كان يُعد أحد أبرز مسؤولي ملف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أبلغ أبو مازن اللجنة المركزية لحركة "فتح"، التي يتزعمها، وكذلك اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، التي تضم مختلف الفصائل، برغبته في عدم الترشح لرئاسة السلطة الفلسطينية مجدداً، داعياً أعضاء اللجنتين إلى تفهم أسباب هذا القرار.
وفيما اتهم عباس إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بمواصلة محاباتها لإسرائيل، على حساب حقوق الشعب الفلسطيني، فقد أكد أن "حل الدولتين" أصبح يواجه عقبات أكثر من ذي قبل، بسبب تولي حكومة "يمينية" مقاليد السلطة في إسرائيل، في إشارة إلى الحكومة الائتلافية التي يقودها حزب "الليكود" برئاسة بنيامين نتنياهو، ولكنه أبقى على بعض الأمل بقوله إن "السلام ما زال ممكناً."

الحكومات لا تحب البوس


وليد السبول
لا شك أن المعاصر لكافة الحكومات الدكتاتورية يكتشف أنها لا تحب البوس! كيف يمكن أن نكتشف ذلك وبكل بساطة لأننا نعلم جميعا أنها حكومات لا تحب الشعوب التي لها أفواه. إن كانت المشكلة في التغذية فالمسألة أبسط من أن تحل. الأمصال والتغذية عن طريق الأوردة في الأذرع أصبحت سهلة وبسيطة ولكنها تتطلب أن يكون للمواطنين أذرعا كثيرة لزرق الإبر و المحاليل وهذا مرحب به ومطلب أساسي للحكومات لأنه بتعدد الأذرعة يسهل التصفيق وهذا ديدنها وعشقها وغرامها. المشكلة أنها كثيرا بل وفي أغلب الأحيان تصدّق نفسها حين تأمر زبانيتها وعملائها بكثرة التهريج والتصفيق وهذا حدث كثيرا إبان حكم ستالين وصدام حسين حين كان يقاس ولاء المرء بتوقفه عن التصفيق كآخر فرد وأن كفّاه ما شاء الله عليهما تصفقان حتى الإحمرار بل وحتى الإلتهاب، المهم أن طويل العمر راض وسعيد لكن، من يضحك على الآخر؟؟؟ الكل يدري
أن تقوم حكومات بتخفيض رواتبها بنسبة 20% فهو جميل بل وأروع من رائع لكن أن تصل المسألة لهذه الدرجة من الإستخفاف بعقول الملايين، ولا داعي للملايين فلنقل مئات الألوف فهو كثير. من منكم أيتها الشعوب المقهورة، المبعوطة، المبطوحة، المنبعجة الملعون سنسفيل أبوها لم يفهم اللعبة؟ 20% من رواتب الوزراء ستذهب إلى الفقراء وبحسبة بسيطة فإن راتب معالي الوزير الأساسي إن وصل إلى ألفي دينار فمعناه أن أربعمئة دينار من راتبه ستذهب للفقراء وبمعدل ثلاثين وزيرا يصبح قيمة المبلغ الشهري الذي سيدخل جيوب الفقراء إثني عشر ألف دينار للحكومة بأكملها أي بما معناه مائة وأربعة وأربعون ألف دينار ستتوزع سنويا  في كل عام على فقراء الوطن شرقه وغربه شماله وجنوبه، فليهنأوا وليسعدوا بهذا الكرم الحاتمي وهذا السخاء الذي لا قبله ولا بعده. والسؤال الذي يطرح نفسه والذي لا بد أن كلا منا سأله علنا أو سرا هل يا ترى شعر أي من هؤلاء الوزراء بنقصان قيمة دخله الشهري بمبلغ أربعمئة دينار شهريا؟ هل إذا أصدر معاليه شيكا بقيمة راتبه حسب العادة سيكتشف أن شيكه أعيد من البنك لعدم كفاية الرصيد بقيمة أربعمئة دينار خصمت من حسابه وذهبت لأفواه الفقراء لإشباع جوعهم وعطشهم ودائهم ودوائهم وعلمهم مدارسا وجامعاتهم ومواصلاتهم وتدفئتهم وأسمالهم وحتى كفنهم وقبورهم! والسؤال الأهم والأكبر هل من هؤلاء الوزراء معني بهاته الألفي دينار أن تصله كراتب أم لا تصله. هي لا تمثل لأغلبهم أكثر من قيمة عزومة أو اثنتين أو سفرة لأحد الأبناء لبريطانيا كي يرى صديقته أو رسم انتساب لإبنته الصغيرة لمعهد رقص البالية. يا إخوان نقول كما قالها رسول الله دعوها فإنها منتنة. أنا شخصيا متنازل عن حصتي من هذه النسبة إن كانوا احتسبوني من الفقراء وسأقبل رزقي كما هو دون حبة مسك وبركة منهم.
ثم علمنا أن الحكومة قد أبدعت وتألقت في قضية كشف الفساد في مصفاة البترول فشكرنا وحمدنا بثناء ما بعده ثناء ثم قيل لنا أن القرار قد صدر بكشف الغطاء عن كل قضايا الفاسدين وانتظرنا فإذا المعني هو فقط رجل الأعمال خالد شاهين وبأنه الفاسد الأول وراء فساد البلد كله، ذلك الرجل الذي كان يسافر بطائرته الخاصة إلى مصر فيستقبله رئيس وزراءها على درج الطائرة ولم يكتشف أي فساد هناك في مصر سوى الإستثمارات الناجحة، وفي الحقيقة لا أعلم من اصطدم معه هنا حتى أدّى لأن يسجن كالمجرمين. لا أدافع عن الرجل لكن منع الإعلام من أن ينشر التفاصيل خطأ.
كيف يتم التغطية على كل قضايا الفساد فهذا أمر لا زال يحير. عشرات من قضايا الفساد بالمليارات تكتشف وتعلن ثم تطمر فلا أحد يعرف لها مصيرا. أموت وأعرف مصير السيارة التي هرّب بها سعادة النائب السابق المخدرات والعملات المزورة. فإن كانت لا زالت في حوزة الحكومة فالبلد بألف خير أما وإنها عادت إلى حوزة النائب السابق فتلك طامة كبرى وفساد لا بد من أن تحته أياد تتبادل المعلوم والتعليمات.
قضايا لأ احد يجرؤ حتى أن يحقق بها كقضية الإتفاقية الحصرية التي منحت إلى شركة جت. اتفاقية ملوثة من ألفها إلى يائها والأموال تهرب من خلالها بالملايين دون أن يملك أحد أن يحقق بها. ملايين تدخل جيب أحدهم أو فلنقل جهة ما ولا أحد يملك أن يسأل حتى من مساهمي الشركة.
شركة مصفاة البترول تربح الملايين فيصدر قرار بأن تحدد نسبة الربح ب8.5% وهذا لا غبار عليه لكن أين ذهبت بقية الأرباح وهي بالملايين وإلى جيب من دخلت وكيف صرفت فهذا ما لا يعلمه إلا الراسخون في العلم وأولياء الله؟
أراض بمئات الدونمات صودرت واستملكت ثم بيعت بعد أن مدت إليها الكهرباء والمياه كما مدت لأرض متنفذ آخر في أعالي ضواحي عمان بينما لم تزل لا تصل إلى أراض حولها وفي الطريق إليها. قصر ومزرعة في رأس الجبل أصبحت جنة دون أن تدفع فلسا حتى ثمن الماء الذي يستهلك بينما جيرانها لا تصلهم الكهرباء ولا الماء بل هم أصلا خارج التنظيم.
آراض صودرت واستملكت وقيل أن الواجهة هو الضمان الإجتماعي فهل لا زالت مسجلة باسمه؟. أموال الضمان الإجتماعي التي هي بالمليارات رصيد الأجيال، توزع ذات اليمين وذات الشمال دون حساب. رواتب عالية بل ضخمة وأعطيات دون أي سند أو منطق. أحدهم صاحب موقع الكتروني تم الإتصال به لأخذ حصته فقال ولكنني لم أبعكم شيئا فقالوا له الكل يكسب فتعال اكسب وخذ الشيك ولا داعي لأن تستنكف وإلا راحت عليك فذهب وأحضر الشيك.
قد يبدو هذا مقالا جريئا أو ضعيفا بعموميته لكن ملخصه أن اللي على راسه بطحة يحسس عليها. أقول بلا مواربة أن الشعوب وإن استكانت وإن غلبت فاستكانتها لا تطول وغلبها وقهرها لن يطول. يكفيها فتيل من هنا وشرارة من هناك كي تتبدل الحكومات و تنهار وتطيح الرؤوس. أما دخول المدارس الفقيرة والإبتسام في وجه طلاب يرتعدون بردا وأهلهم يرتعدون في كل فصول السنة فلن يؤدي لنتيجة سلمية. ويبقى الضحية الأولى هو الوطن الذي تنهب أمواله ويظل يدفع الرواتب التقاعدية والميزات الضخمة دون وجه حق.
أنا أنبه المسؤولين في كل حكومات الأرض بأن بركانا قد يتفجر تحت الأرض دون أن يروه. تزين للمسؤول بطانته أن الأمور مسيطر عليها وأن الأمن مستتب لكن أنا الذي أصدقكم القول فلا أمن مسيطر ولا أمن مستتب. الأمن الحقيقي هو فقط ما يغلي في الصدور عندما يرون ثروات الوطن أرضه ومقدراته تباع وهم لا يملكون إيقافا ولا تدخلا. عندما يرون مجالس نيابية عينت تزويرا بالعين والشاهد والإعتراف من قبل منظميها ومسؤوليها قبل أن يلاحظها الغريب. ثم حل للمجلس النيابي دون أدنى تفسير. فقط شيء ما ربطها وشيء ما حلها ولا أحد ملزم بأي تبرير. نواب لهطوا وزوروا و تكسبوا من مجلسهم الموقر ولا حسيب لهم ولا رقيب عليهم. الناس تعلم أين الخلل. لا زيارة هنا ولا بيت لفقيرة يبنى هناك يشفي ما في الصدور. الناس مليانة وقلوبها عمرانة. الأعطيات الشخصية والإنتقائية لم تعد تؤدي دورها. الناس تريد أن تعرف أين تذهب ضرائبها. أكثر من مائتي ضريبة تدفع فإلى أين ومن هو المستفيد. الشعب لا يمانع أن يدفع لكن يجب أن يعرف كيف ولماذا وأين؟؟
اجتماعات على مستوى القمة والكل يطمئنون صاحب القرار أن لا تعبأ فالشعب تحت البنديرة وهي جاهزة لمن يرفع العين قبل الكلمة. أنا الكويتب البسيط أحذر من أن كافة استشارات هؤلاء المستشارين ستؤدي إلى الدمار وأهمها الإعتماد على الأجنبي. هؤلاء لا دين لهم ولا سياسة. في كل يوم لهم ولاءاتهم المختلفة وهم قادرون على أن يعيدوا الكرة بما فعلوه سابقا. ليس لديهم كبير إلا مصالحهم.
الفساد أصبح ينخر في البطانة. أتحدى إن كان واحدا في الوطن العربي كله لا يعرف من هو الناهب الأول للآثار وللذهب في باطن الأرض. اسألوا صاحب أي بسطة في أي زاوية شارع من هو أكبر ناهب للذهب المدفون وهو سيقول لكم، إن أعطيتموه الأمان. هذه مسألة بديهية أصبحت معلومة للأجانب قبل المواطنين. لديكم نائبا سابقا أنتقل بين يوم وليلة من فقير مطقع حتى العدم إلى مليونير كبير يشار إليه بالبنان ثم نائبا لدورتين. الناس تريد أن تعرف مصدر ثروته، هكذا وبكل بساطة فهل من مجيب؟ وجد ذهبا أم بترولا ساعده الجن أم ساعده اليهود وسهلوا له استثمار الملايين كل ذلك لا يهم. المهم أن يعرف الناس كيف ولماذا ومن قاسمه الجزء الأكبر من الغنيمة.
مسؤول كبير كان يسكن لعهد قريب جدا في شقة سكنية عادية أصبح وفي ظرف أشهر عدة يسكن قصرا بالملايين، كيف ولماذا؟ نريد كمواطنين أن نعرف المبرر. وعلى فكرة هم أكثر من مسؤول سابق نعرفهم واحدا واحدا فإذا كانت الصحف لا تتحدث بأسمائهم فالكل يتحدث في دواوينهم. وهذه هي القنبلة.
اسألوا عن دور النساء وكيف أصبحت تسيطر على قطاعات كبيرة من الأعمال بواسطة الأخوة وأبناء الأخوة وكيف توزع المناصب وتتحكم في الترقيات. كل هذا موجود ومن السهل إسكاتي وإخراسي وإلقائي في غياهب السجون لكن كل هذا لن يلغي أن الشعب يعرف ويتحدث، كبارهم وصغارهم مسؤوليهم وعامتهم.
أحذركم من رخصة اكسبريس للخلوي فهي قادمة وستنمح لها افضل الشروط وبأقل الأسعار. يقوم على الوزارة المعنية وزير كان مديرا عاما للشركة نفسها ويقوم على الهيئة المراقبة لهذا العمل أحد موظفيه في الشركة والجميع مرتبط بمصالح مع ألكبير الذي سيعطيهم الموافقة وكما تكررت رخصة أمنية ستتكرر مع اكسبريس والعايش يخبر أصحابه والميت راحت عليه الأخبار.
وأخيرا وعدتكم في البداية بوجه دون أنف وذرعان متعددة للتصفيق وصدقت معكم فأغلقت فمي لكن أصابعي بدلا من أن تنطلق بالتصفيق فقد انطلقت بالكتابة، إذا المطلوب للمواطنين أذرعة وأكفف بلا أصابع وهذا هو الحل الأمثل.

جمعيّة النّهوض بالطّـالب الشّـابي : بيان إلى الرّأي العام


الشّـابة 20 مارس 2010

أمام تعمّد السّلط الأمنيّة بقفصة محاصرة منزل المناضل النّقابي والحقوقي عدنان حاجي ومنعه من القدوم الى مدينة الشابة أين وقعت دعوته للمساهمة في نشاط ثقافي بجمعيّة النّهوض بالطالب الشابي وذلك يوم الجمعة 19مارس فإنّ الهيئة المديرة للجمعيّة المجتمعة بمقرّها يوم السّبت 20مارس 2010 تسجّل استنكارها لهذا المنع المتكرّر لأصدقائها الرامي إلى عرقلة نشاطها وتندّد بكلّ شدّة بمثل هذه الممارسات الّتي لا تحترم حقوق الإنسان وتمس بشكل صريح من حريّته الشّخصيّة وخاصة حريّته في التنقّل داخل تراب الوطن كما تعلن وقوفها الدائم إلى جانب كلّ من دافع ولا يزال عن حقوق الإنسان في تونس من مثقّفين ونقابيّين وحقوقيّين.

عاشت تونس
عاشت جمعيّة النّهوض بالطّـالب الشّـابي مناضلة من أجل ثقافة وطنيّة ملتزمة.

عن الهيئة المديرة
رئيس الجمعيّة
عبد الجليل بن علي