الثلاثاء، 30 مارس 2010

في ذكري يوم الأرض الخالد



بقلم/ ختام الفرا عزه المحاصرة ..فلسطين
في ذكري يوم الأرض الخالد سنبقي ثابتين فوق أرضنا مغروسين كأشجار الزيتون شامخين كالنخيل لا تلين لنا عزيمة ... فالأرض لنا ولن تكون لغيرنا ... نحيا فوق ترابها وندفن تحت ثراها ...
فعلي هذه الأرض ما يستحق أن نقاوم ... وعلي هذه الأرض ما يستحق أن نتوحد .. وعلي هذه الأرض ما يستحق أن ندفع عمرنا ودمنا وكل ما نملك لأجل هذه الأرض ... إنها فلسطين ... ففي يوم الأرض نصرخ ونعلن  ونجدد العهد والوفاء والبيعة لهذه الأرض . فعلي هذه الأرض ما يستحق الحياة... 
"يوم الأرض" محطة بارزة في التاريخ النضالي للشعب الفلسطيني باعتباره اليوم الذي جدّد فيه الفلسطينيون تمسكهم بأرض آبائهم وأجدادهم، وتشبثهم بهويتهم الوطنية والقومية. انطلقت "انتفاضة" الداخل الفلسطيني يوم السبت الثلاثين من شهر آذار/ مارس سنة 1976، إذ تحدى الفلسطينيون في مدن وقرى وبقية التجمعات العربية في الأراضي المحتلة 1948 السلطات الصهيونية وقوانين حظر التجوال والتنقل وإجراءات القمع والتمييز العنصري..
--
اتخذت الانتفاضة الأولى في الداخل الفلسطيني شكل الإضراب العام ومظاهرات شعبية واجهتها قوات الاحتلال بإطلاق الرصاص الحيّ مما أدى إلى استشهاد ستة فلسطينيين وإصابة العشرات بجروح مختلفة؛ وعقب ذلك شنت قوات الاحتلال حملات أمنية واسعة أدت إلى اعتقال نحو 300 فلسطينيي.. وكان تفاعل الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة سنة 1967 سريعا مع "انتفاضة" الداخل، ثم تحولت تلك الأحداث إلى مناسبة وطنية فلسطينية وعربية ترمز إلى وحدة الفلسطينيين، أينما كانوا، وإلى تلاحمهم وتشبثهم بأرضهم وتراثهم وتاريخهم وهويتهم وحقوقهم وإصرارهم على النضال من أجل تحقيق مطالبهم والحصول على حقوقهم..

وبرغم محاولات الدولة الصهيونية قطع تواصل الأقلية العربية في أراضي 48 مع محيطها الفلسطيني والعربي في الوقت الذي عملت بكل الوسائل لدمج هؤلاء في المجتمع الإسرائيلي، كما حاولت التفريق بين العرب المسلمين والعرب المسيحيين، وتقسيم المسيحيين إلى طوائف شرقية وغربية، والمسلمين إلى مذاهب مختلفة.معركة الأرض لم تنته _بل هي مستمرة حتى يومنا هذا ولا تزال سياسيات المصادرة تطاردنا ،والمخططات المختلفة تحاول خنقنا علي تطورنا في المستقبل لابل أننا  نمر بواقع مرير ومرحله معقده ،تكثر فيها التوجهات العنصرية التي تسعي إلي نزع شرعيتنا السياسية،,,في ذكري يوم الأرض الخالد سنبقي ثابتين و لتصرخ الحناجر لتعلن العهد والوفاء والبيعة

في ذكرى يوم الأرض المجد للشهداء و الخزي و العار للعملاء

النقابة الجهوية للتعليم الثانوي بصفاقس

أربعة وثلاثون عاماً مرت على يوم الأرض، يوم ثار أهلنا على تعسَف الغرباء وخفافيش الليل الصهاينة الذين جاؤوا من جهات الأرض الأربع ليسرقوا خبزنا وملحنا وماءنا وترابنا...

ثار شعبنا السجين على الجلاد، وثارت المعاصم على القيود، وطارت العصافير من الحناجر إلى فضاءات الشهادة والحرية، وما زالت الأرض تطلب المزيد، وهي تستحقه...

لم يرمز شهداء الثلاثين من آذار 1976 إلى يوم الأرض لأنهم الوحيدون، بل لاتصالهم المباشر بالمناسبة، فكل شهيد في فلسطين يرمز بشكل أو بآخر إلى التمسك بالأرض، وإلى أهمية الأرض، وهو بالتأكيد روى هذه الأرض بدمه... حتى لو استشهد في الشتات.

وفي الذكرى الرابعة والثلاثين ليوم الأرض وشهدائها الستة، كان العصيان والتصدي في ذلك اليوم إيذاناً بانبلاج فجر جديد يرفض تكرار مجازر كفر قاسم ونحالين وغيرها، ويرفض السكوت على الظلم ولو كلفه ذلك الشهيد تلو الشهيد...

في الثلاثين من آذار 1976 هبّت الجماهير العربية الفلسطينية في الجليل والمثلث، للمشاركة في الإضراب والمظاهرات احتجاجا و رفضا لقرار وزير الحرب الصهيوني إسحاق رابين بمصادرة حوالي مئة ألف دونم من الأراضي العربية التي تعود لبلدات دير حنا وسخنين وعرابة في منطقة الجليل في فلسطين التي احتلت عام 1948.

في هذا اليوم، وبعد ثمانية وعشرين عاماً في ظل أحكام حظر التجول والتنقل، وإجراءات القمع والإرهاب والإفقار وعمليات اغتصاب الأراضي وهدم القرى...هبّ أهلنا في فلسطين في جميع المدن والقرى والتجمعات العربية في الأراضي المحتلة عام 1948 ضد الاحتلال الصهيوني، واتخذت الهبة شكل إضراب شامل ومظاهرات شعبية عارمة، عمدت خلالها قوات الاحتلال إلى قتل الفلسطينيين وإرهابهم ، حيث فتحت النار على المتظاهرين مما أدى إلى استشهاد ستة من العرب الفلسطينيين وجُرح تسعة وأربعين شخصا واعتقل ثلاثمائة فلسطيني ، والشهداء السته هم :

خير محمد سليم ياسين ابن 23 عاما من عرّابة وكان أول الشهداء،

رجا حسين أبو ريّا ابن ثلاثين عاما من سخنين،

خضر عيد محمود خلايلة ابن ثلاثة وعشرين عاما من سخنين،

خديجة قاسم شواهنة ابنة ثلاث وعشرين سنة من سخنين،

رأفت علي زهيري ابن واحد وعشرين عاما من مخيم نور شمس في قضاء طولكرم واستشهد في الطيبة،

محسن حسن سيد طه، ابن خمسة عشر ربيعا من كفر كنّا،

و يعتبر الصهاينة الأرض العربية في فلسطين الركيزة الأولى لإنجاح مشروعهم الاستيطاني التوسعي كما أشارت الأدبيات الصهيونية وخاصة الصادرة عن المؤتمر الصهيوني الأول في بال بسويسرا عام 1897 ، فمنذ نشوئه دأب الكيان العنصري الصهيوني على ممارسة سياسة تهويد الأرض العربية واقتلاع الفلسطينيين من أرضهم التي انغرسوا فيها منذ أن وجدت الأرض العربية، وذلك عبر ارتكاب المجازر المروّعة بحق الفلسطينيين، ولم تكتف سلطات الاحتلال الصهيوني بمصادرة أراضي الفلسطينيين الذين أُبعدوا عن أرضهم، بل عملت تباعاً على مصادرة ما تبقى من الأرض التي بقيت بحوزة من ظلوا في أرضهم حيت استمرت عصابات الاحتلال الصهيوني في مصادرة الأراضي الفلسطينية بشتى السبل والطرق فمازال سرطان الاستيطان يأكل الأرض الفلسطينية في الضفة وغزة وقامت قوات الاحتلال الصهيوني بالسيطرة الكاملة وشبه الكاملة على مساحات واسعة جدا من أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة بهدف بناء مستوطنات أو التوسع فيها أو شق طرق التفافية للمستوطنين حتّى صار مجمل ما يسيطر عليه الكيان الصهيوني قرابة (85%) من مجمل مساحة أرض فلسطين التاريخية...

لهذا فان إحياء ذكرى يوم الأرض ليس مجرد سرد أحداث تاريخية، ولا بكاء على ما مضى بل هو معركة جديدة في حرب متصلة لاستعادة الحقوق بكل أشكال المقاومة. وقد شكلت الأرض ولا زالت مركز الصراع ولب قضية وجودنا ومستقبلنا، فبقاؤنا وتطورنا منوط بالحفاظ على أرضنا و تحريرها والتواصل معها. لقد سرقوا كل ما وقع تحت أيديهم من تراث ومعالم لذلك وجب علينا أن نستعيد تاريخنا من إحياء هذه الذكريات، تمهيدا لاستعادة جغرافيتنا المسلوبة.

ذكرى يوم الأرض في هذه العام تأتي والعدو الصهيوني يواصل عملياته الإرهابية ضد أهلنا المرابطين من قتل وقصف وتدمير واعتقال وحصار وارتكاب للمجازر ضد الطفولة وضد الشجر والحجر وضد كل ما يرمز إلى هويتنا القومية.

ذكرى يوم الأرض في هذه السنة تأتي في ظل مشاريع قديمة جديدة يسعى بمقتضاها الصهاينة الى تهويد القدس و غيرها من مدن فلسطين و قراها. و قد تجلى ذلك في ما أعلنوه من ضم الحرم الإبراهيمي في الخليل في جنوب الضفة الغربية المحتلة و مسجد بلال بن رباح الذي يقع على مدخل بيت لحم قرب القدس الى ما يسمى باطلا بالتراث اليهودي كمقدمة لضم حوالي 150 موقع تاريخي اسلامي و مسيحي الى ذلك التراث المزعوم.

يــوم الارض هو يوم فلسطين. يوم الكرامة و العزّة. يوم غزة و بغداد والجنوب والمقاومة وكل من قال لا ورفض كل مستوطن وعميل ومرتهن ومتواطئ وراضخ وخاضع وقابل ان يطأطئ رأسه للظلم واستسلم لأعداء أمته على أمته.

في هذه المناسبة نستذكر شاعر الأرض الراحل محمود درويش عندما قال :

أنا الأرض والأرض أنت

خديجة ! لا تغلقي الباب

لا تدخلي في الغياب

سنطردهم من إناء الزهور وحبل الغسيل

سنطردهم من هواء الجليل

نعم سنطردهم، فما زالت الأرض عطشى، وما زالت الدماء تغلي في العروق، ولن يبخل العربي على أرضه بالبذور (الشهداء) ولا بالسقاية (الدم)، وسوف تنبت الأرض لنا أقمراً ونجوماً و أقواس قزح… وسوف تعود، لأن العودة قدر تاريخي وقرار قومي.

الكاتب العام

عامر المنجة

شيخ الازهر الجديد...لايعرف عبد الناصر

بقلم:عادل الجوجري

رئيس تحرير صحيفة"الانوار" القاهرة

ان افتى في علوم الدين استمعنا اليه بكل احترام وتقدير لكن ان يتفلسف ويحكي في السياسة بغير علم فلابد ان يستمع لنا وان يعترف بأنه "جاهل"

هذا هو موقنا من شيخ الازهر الجديد فضيلة الشيخ احمد الطيب الذي نكن لعلمه الديني كل تقدير وننظر بدهشة الى كل هذا الجهل في السياسة وعلوم الدنيا ....لماذا؟

لقد طلع علينا شيخ الازهر بحديث الى "الفضائية المصرية تورط فيه بكلام في السياسة كشف عن تدهور رهيب في مستوى من يتصدرون للعمل العام في مصر وفي اعلى المستويات فشيخ الازهر الحاصل على درجة الدكتوراه ويجيد الانجليزية والفرنسية لايعرف الفرق بين الناصرية والماركسية ...ليس هذا فحسب بل لايدرك متى كان الازهر منارة وعلامة ومتى صار دوره متراجعا الى حد التطابق مع سياسات وصفت بالخيانة.

شيخ الازهر المسكين يبدو انه سوف يسير على درب سلفه الشيخ طنطاوي،فشيخنا الجديد عضو في لجنة السياسات وهي لجنة مشبوهة التأسيس والتكوين والاعضاء والقرارات،وهو مصر على ان يظل في موقعه الحزبي رغم ان منصبه الجديد فوق الاحزاب والمنظمات ويفترض انه حتى فوق رئيس الدولة،كما ان الشيخ الجليل لم يفكر مرة قبل ان يرد على سؤال الفضائية المصرية التي استدرجته الى شر اعماله،فقد سئل:"ألاّ ترى معي يا شيخنا أن دور الأزهر قد تراجع وأصابه الضعف؟"

وهنا كان يمكن للشيخ ان يدافع عن الازهر في كل العصور كنوع من الهروب من الموقف لكن لاانه اراد ان يتزلف لقادة لجنة السياسات وهي لجنة تعبر عن الرأسمالية المتوحشة ويترأسها السيد جمال محمد حسني مبارك،فقد تجنى الشيخ على الحقيقة العلمية وعن الحقيقة التاريخية وقال : "نعم لقد أصيب الأزهر بالضعف.. ولم يكن السبب في ذلك الأزهر نفسه، وإنما السبب بدأ في الخمسينيات والستينيات حينما كان الحكم في مصر للماركسية؟ وأنت تعلم ( يتابع الشيخ) إن الماركسية تعتبر الدين أفيون الشعوب، فتمّت في هذه الحقبة محاربة الدين على كل المستويات، فأصيب الأزهر في الصميم.. أما في النظام الرأسمالي(يضيف الشيخ) فالشعب يتمتع بالحريات الأربع ونتيجة لذلك ينتعش الدين!" إنتهى كلام شيخ الأزهر.

هل هذا كلام يصدر عن رجل حصل على درجة الدكتوراه؟

هل يمكن ان نثق في فتاوي رجل لايعرف الفرق بين الألف وكوز الذرة الى هذا الحد؟

ان أي شاب مراهق مارس العمل السياسي يعرف ان هناك اشتراكية عربية اسمها الناصرية تفترق تماما وتختلف عن الماركسية،كما ان اي مواطن مصري بسيط يعرف قدر الازهر الشريف وقت وقف فيه عبد الناصر عام 56يعلن للعالم كله انه سيحارب الاستعمار ويتصدى للعدوان الثلاثي ولن يسلم كما فرط السادات وخلفه في ارض وعرض مصر.

ان شيخ الازهر الذي استبشرنا به خيرا فاذا احمد مثل الشيخ احمد كلاهما ينافق النظام،ويداعب لجنة السياسات ويغير الحقائق لمصلحة شخصية،فالنظام الحالي يعيش على انجازات عبد الناصر،وثمة مئات ممن حكموا في افريقيا واسيا تعلموا في الازهر ايام عبد الناصر ،وقد وقفوا معنا في كثير من المحافل والمواقف كرمة لعبد الناصر والازهر ومصر المشرقة..لا مصر المصابة بالمرارة.

ان شيخ الازهر لايعرف ان العلوم اللمدنية الحديثة ادخلها عبد الناصر في جامعة الازهر لكي لاتقتصر الدراسة فيه على العلوم الدينية بل ولربط العلوم بالقاعدة الاسلامية،ومن خلال الازهر الشريف انتشر الدجعاة والعلماء والاطباء والخريجون من كل فروع العلم فكانوا خير سفراء لمصر في الامة الاسلامية،وبعد ذلك يأتي رجل معمم ليخلط السم بالدقيق بدعوى ان لونيهما ابيض.

ان هذه النوعية من الشيوخ عبء على مصر بشبابها وتاريخها ورموزها ...ولعل افضل مايفعله هو ان يخلع العمامة الكريمة،ويظل عضوا في لجنة السياسات فهي اجدر به من المنصب الرفيع في الازهر..لاه منصب يعتمد على الحق والحقيقة بينما تعتمد لجنة السياسات على رضا اميركا واسرائيل...واذا لم تصدقوني..اسألوا مصطفى الفقي.

طلاب كلية الإعلام بجامعة صنعاء في وقفة تضامنية مع المسجد الأقصى



صنعاء ـ خليل العمري 
شارك العشرات من طلاب كلية الإعلام بجامعة صنعاء في وقفة تضامنية مع المسجد الأقصى، وتنديداً بالممارسات الصهيونية المتطرفة، والتي قامت مؤخراً بضم الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال إلى قائمة تراثهم المزعوم.
وندد المشاركون بما أسموها "القرارات الغثائية" التي تمخضت عن قمة الزعماء العرب في مدينة سرت الليبية، واصفين إياها بالخجولة. و ردد الطلاب هتافات من بينها "قمم قمم أبوها أبوها، بلو ورقها واشربوها"، وأخرى تدعم المقاومة.
من جهته أكد رئيس لجنة الأنشطة الطلابية الزميل خطاب الحميري أن هذه الفعالية تأتي تضامناً مع الأخطار المحدقة التي تحاك بالمسجد الأقصى، والأطماع الصهيونية بهدمة.
ونوه إلى أن الفعالية كانت ستقام بشكل أكبر لولا منع حراسة جامعة صنعاء وعمادة الكلية من فتح القاعات الفارغة أمام الفعالية.
ودعا الحميري كافة الشرفاء في الدول الإسلامية التي تقيم علاقات دبلوماسيه مع الكيان إلى سرعة مقاطعتها.
وقد تبرع المشاركون في الوقفة بسخاء دعماً للمسجد الأقصى وصمود المقدسيين، وسلمت المبالغ إلى جمعية الأقصى.

العرب بين "الايراني فوبيا" و"الصهيوماسوخية"


محمود عبد الرحيم:
ربما تكون دعوة الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الى تدشين رابطة للجوار العربي،والمسارعة بفتح حوار مع طهران،والبحث عن بدائل"حال فشل عملية السلام"،أهم ما جاء في قمة سرت التى مرت كغيرها من القمم، ك"ضجيج بلا طحن"،ولم تتعامل مع التهديدات التى تمس جوهر الامن القومي العربي بالجدية المطلوبة،ولا بروح الاستنفار الواجبة حال اقتراب الخطر الداهم.
وربما تكون المبادرة الى هذه الرابطة الاقليمية اهم بكثير،واكثر فائدة للمصالح العربية من تلك التى ًطرحت في بيروت باتجاه الكيان الصهيوني،ويمكن اعتبارها بعد اكثر من ثماني سنوات من الخبرة المريرة  والخسائر الكبرى ،خطأ تاريخيا،كونها اضرت بالقضية الفلسطينية،وما تبقى من الارض المسلوبة ومن وحدة الموقف، واعطت هذا الكيان العدواني الفرصة لاتساع نفوذه في المنطقة، خاصة على المستوى التجاري،كون "السلام" صار استراتيجية العرب الوحيدة.
لكن من المؤسف،ان تتحفظ اطراف عربية رئيسية كمصر والسعودية- تحديدا - على ما طرحه موسى،وبدلا من ان يتلقفوا هذه المبادرة المهمة التى ارى انها جاءت متأخرة سنوات،يتحدثون عن ان الفكرة تحتاج الى مزيد من الدراسة والتوضيح،وان الوقت لم يحن للحوار مع ايران، فى الوقت الذي يتمسكون فيه بمبادرة السلام العربية، ويلهثون وراء تل ابيب ـ ويقبلون اقدام واشنطن ،لتحرك الموقف ،ويرهنون استئناف المفاوضات فقط بتجميد الاستيطان، ورغم الاجراءات المتسارعة من جانب الكيان الصهيوني على الارض للاستيلاء على القدس وتوسيع الاستيطان وتغيير جغرافية وديمغرافية الاراضي المحتلة،ومواصلة حصار غزة بعد شن حرب عدوانية عليها،لازال العرب لم يتوصلوا الى قناعة بأن عملية السلام قد ماتت بالفعل، وانها كانت اكذوبة كبيرة اضاعوا فيها سنوات،واضاعوا معها ارضا وقضية بفعل وقائع على الارض باتت تحظى بشرعية الامر الواقع،وقبول دولي ان ،لم يكن قانونا ،فعرفا، وان لم يكن علنا،فبين السطور وفي الوثائق السرية.
ان الموقف المتخاذل تجاه اسرائيل والمتشدد ضد ايران،يشير الى ان العرب وبخاصة اقطاب نظامه يعانون من "فوبيا ايران"و"الماسوخية"ازاء "اسرائيل"، اى انهم صاروا يخافون من الجار الايراني لمجرد ذكر اسمه، ولا يطيقون صبرا ان يختبروا نواياه ،ويفتحوا حوارا معه حول القضايا محل الخلاف،والمصالح المشتركة التى تبدو ذات رقعة عريضة امنيا وسياسيا واقتصاديا،وعلى الجانب الاخر نجدهم يرون فى اسرائيل كائنا عدوانيا ومتلاعبا بعملية التسوية ويرتكب جرائم ضد الانسانية
وينتهك الشرعية الدولية والقانون الدولي،ومع ذلك يستعذبون اهاناته وعدوانه،ويمهلونه مرة تلو الاخرى.

وبعيدا عن المقاربة السيكلوجية التى بها ظل من الواقع،ثمة حقيقتان لا يجب ان نغفل عنهما في هذا السياق ..ألولهما هو المتغير الامريكي الذي صار يتحكم في صنع القرار العربي ،فوجود تحفظ من جانب واشنطن على التقارب العربي الايراني،بل ومطالبتها وضغوطها  لجهة الاشتراك في حملتها الرامية لعزل ايران، وتشديد الحصار عليها دوليا ،بغية اجبارها على  التخلى عن حقها في امتلاك برنامج نووي،هو الذي يفسر جانبا من الموقف العربي المتشدد تجاه طهران، والتحفظ على اجراء حوار معها ،تمهيدا للانخراط معها في رابطة اقليمية .
ويمكن الاستدلال على هذا الطرح من خلال عدم الممانعة العربية او التحفظ  الامريكي على الدور التركي ،رغم كون انقرة قوة اقليمية،ولديها اجندة مصالح في المنطقة العربية،واتساع لمجال حركتها على الساحة العربية ، الذي لم يكن سيتم بهذه السهولة، لو لم يكن النظام العربي شائخا وعاجزا، واقطابه ،وبخاصة مصر فقدت فعاليتها ودينامكيتها ودورها، وتمدد الاخرون على حسابها بعد انكماشها.. وربما الترحيب الامريكي وعدم الممانعة العربية مرجعه الى ان تركيا تحتفظ بعلاقات استراتيجية مع واشنطن وتعترف ب"اسرائيل"، وان اتخدت مواقف حاسمة ضدها مؤخرا وشهدت علاقتهما توترا ملحوظا ،خاصة منذ الحرب "الاسرائيلية" على غزة، عكس ايران ذات العداء التاريخي لامريكا المتواصل منذ اندلاع الثورة الايرانية، والتى تمثل خطرا على المصالح الاستراتجية في العراق وافغانستان والخليج،الى جانب موقفها الرافض للكيان الصهيوني، ودعمها لحركات المقاومة المسلحة ضده،ما مثل حجر عثرة في وجه المشاريع الصهيونية والامريكية المشتركة في المنطقة.
والحقيقة الاخرى،وهو التقديرات السياسية الخاطئة من جانب الساسة العرب الذين يرون في قوة ايران خطرا عليهم، وتهديدا، ربما يفوق التهديد الاسرائيلي، وان في اضعافها مكسبا استراتيجيا، في حين ان هذا هو التصور الامريكي الصهيوني الذي يتم تسويقه للحكام وللرأي العام العربي قبل العالمي، لسبب واضح للغاية، وهو تحقيق الالتزام الامريكي المعلن، والذي يتأكد في غير مناسبة بأمن اسرائيل.
في حين ان واقع الامر،ان العدو الحقيقي ليس للعرب فقط ولكن للعالم كله يتمثل في هذا الكيان العنصري الذي يمثل تهديدا حقيقيا للامن والسلم العالميين، وليس للمنطقة العربية فحسب..وسجل جرائمه لا يحتاج لكثير جهد للتعرف عليه،ولعل  ما فعله  مؤخرا من تزوير جوازات اوروبية  لاستخدامها في جريمة اغتيال القيادي بحماس محمود المبحوح لدليل بسيط على انتهاكه كل الاعراف والاساءة والاضرار ليس فقط بحق العرب.
لقد احسن موسى حين طرح هذه المبادرة التى طالبنا بها كثيرا، ويطالب بها كل المهمومين بمستقبل هذه الامة الراغبين في خروجها من مأزقها التاريخي ، حقا لقد آن الاوان للمسارعة بحوار مع ايران وتدشين هذه الرابطة ، لانه ليس ممكنا تهميش الدور الايراني ولا التركي، فضلا عن ضرورة الاعتراف بأن النظام العربي لم يعد قادرا بمفرده على مواجهة التحديات التى تواجهه،ويحتاج الى رافعة  من دول الجوار الاقليمي الذين يقفون معنا على ذات الارضية الثقافية والمصلحية، ولاشك ان مثل هذه الخطوة لو تمت لغيرت واقع العرب، ومكنتهم  من النهوض من كبوتهم، واعادة رسم خارطة مصالحه، وانهاء الارتهان المهين للسياسة الامريكية ،وانتهاج نهجا استقلاليا يقود الى القدرة على مواجهة الكيان الصهيوني، ووقف نفوذه وتمدده السرطاني.
لقد انخرطنا في كيانات عديدة ودخلنا في تحالفات وشراكات متنوعة مع الامريكان والاوروبيين،وانفتحنا على الكيان الصهيوني عدونا التاريخي،فلنعطى الفرصة لاختبار الحوار مع الجانب الايراني ،والاشتراك معه ومع الاتراك في هذا التحالف الجديد الذي يبدو متوزانا،ومبشرا بعهد جديد ،وبمكسب وافر لقواه الثلاث.
*كاتب صحفي مصري

نظرة كانط الفلسفية للدين


 زهير الخويلدي
"يحتاج العقل البشري لفكرة الكمال التام التي يستخدمها كسلم يرجع إليه من أجل أن يتمكن من تحديد نفسه"[1].
إن السياق خوض في هذا المبحث هو الرد على من يربط التفكير الفلسفي الحر بالتشكيك في قدسية الدين ومن يتهم معظم الفلاسفة بالإلحاد وهم منه براء ويأتي أيضا لإبراز حضور المسألة الدينية كمنطلق نظري ومسطح محايثة أخلاقي لدي مفكري الحداثة والتنوير.  ولكن السبب الأبرز هو البحث في خلفية اعتبار البعض من الكانطيين الجدد وخاصة جيل دولوز[2] كانط هو أول القائلين بموت الله على الصعيد النظري قبل نيتشه خاصة لما فرق بين المعرفة العلمية الخاضعة للتجربة والتفكير الفلسفي المبحر في التجريد وبين المظهر الخارجي الموصوف والجوهر الباطني الملغز وأكد استحالة معرفة الأشياء في ذاتها وأن الغيبيات هي موضوع للاعتقاد والتسليم فحسب ولما جعل البرهنة على وجود الله في نقد العقل المحض واحد من ثلاثة نقائض antinomie يقع فيها العقل البشري.
ربما تكون مثل هذه الآراء واحدة من المبررات التي جعلت تيار الوضعية المنطقية مع حلقة فيانا والعلمويون المغالون ينتزعون تأويلا ابستيمولوجيا من المدونة الكانطية الثرية وينظرون اليه باعتباره واحدا من المنهجيين الملحدين ومن الناقدين الجذريين للميتافيزيقا والدين والمشيدين للحداثة بالمعنى العلمي محتجين بقولته الشهيرة:"ما من ثورة في مجال العلم وإلا وكانت ثورة في مجال المنهج".
 لكن ألم يستعد كانط بالأخلاق والدين ما كان قد أضاعه بالمعرفة والعلم؟ ألم يكن يترك زمنا معينا للإيمان أثناء الوقت الذي يتفرغ فيه للتأمل الفلسفي العميق والبحث العلمي الشاق؟
ما يعزز رأينا أن الفيلسوف الألماني كانط قد كتب أهم مؤلفاته "الدين في حدود العقل" و"دروس في النظرية الفلسفية للدين" ليس في مرحلته الوثوقية بل في مرحلته النقدية والتي توجها بنقد ملكة الحكم بعد أن قام بنقد العقل المحض ونقد العقل العملي. علاوة على ذلك يصرح كانط علنا بتصديقه الفلسفي وتعلقه للأبعاد الروحانية وتعطشه للمطلق بقوله:" لقد بدا لي أنه من الضروري أن أضع حدودا للمعرفة...لكي أترك المجال للإيمان."فهل يتناقض هذا التشبث بالموروث الديني مع النزعة النقدية عند فيلسوف الأنوار؟
من المعلوم أن كانط فيلسوف مسيحي يتهمه البعض خاصة نيتشه بالمثال الزهدي والطهرية والأخلاقوية ويؤمن بوجود الله وببعض العقائد الدينية المتفق عليها حتى في الديانات الأخرى مثل خلود الروح والغيب والبعث والجزاء وهو واضع النظرة الأخلاقية الأخروية للعالم على الأقل في نسختها الحديثة بعد أن كان سقراط وأفلاطون قد شيدا نسختها القديمة وابن سينا وابن خلدون نسختها الوسيطة. فماهو التصور الكانطي لفكرة الألوهية؟ وكيف برهن على وجود الله؟ وماهو موقفه من المسيحي؟ وهل تحرر من النظرة المسيحية المزدرية للديانات الأخرى وخاصة اليهودية والإسلام؟
إن استحال على كانط أن يثبت وجود الله عن طريق العقل النظري فإن المرور بطريق العقل العملي وبملكة الذوق ييسران له ذلك وخاصة عند الحديث عن الخير الأسمى أخلاقيا وعن الجليل والعائل جماليا. ولقد قادت نظرية وحدة الوجود الأخلاقية كانط إلى استعمال جملة من الحجج بغية البرهنة على وجود الله نذكر منها الحجة الأنطولوجية الموروثة عن القديس أوغسطين وديكارت والحجة الكوسمولوجية الآتية من أرسطو والتي عدلها كل من أفلوطين وفلاسفة العرب والمسلمين والحجة اللاهوتية الفيزيائية التي نشأت بين أحضان العلم وبلورها نيوتن كأحسن ما يكون وفق تيولوجيا عقلانية حديثة.
لقد توج كانط هذه المناقشة المتعالية مع اللاهوت الحديث ببناء تيولوجيا ذات قواعد أنطولوجية وكوسمولوجية وفيزيائية واخلاقية وتسلم بوجود صفات أخلاقية لله وبأن الإنسان في كل مكان يدرك الطبيعة الإلهية ويحصل له اليقين في المعتقدات الدينية عن طريق الأخلاق والدين الطبيعي والحاجة المدنية إلى التدين من أجل تعزيز مشاعر المحبة وسبل التواصل بين الأفراد في المجتمع الواحد وبين المجتمعات المختلفة.
والغريب أن كانط يقترح طريقين لمعرفة الله : الأول هو طريق الإيمان بالاعتماد على ما يكشفه الوحي من حقائق ومعارف وقصص ومبادئ. الثاني هو طريق المعرفة بواسطة البراهين والعلل وهي تعتمد على العقل.  يميز كانط بين الاحتمالي والضروري في مجال المعرفة ويرى أن الاحتمالي يرتبط بأشياء العالم وأن الضروري يدرك بواسطة المفهوم ولا يقبل الاحتمال وحول معرفة الله يصرح ما يلي:" لهذا السبب لا يمكننا أن نقول البتة أنه من المحتمل أن يكون الله موجودا"[3]. ويبرر ذلك بأن الله موجود بالضرورة.
يكشف كانط على ثلاثة مسلمات بديهية  حول الإيمان الأخلاقي بالألوهية والتناسق الغائي للكون والسببية الربانية ويعبر عنها كما يلي:
-         في الله بوصفه سبب العالم
-         في الله بوصفه خالق العالم
-         في الله بوصفه سيد العالم
لو استنطقنا مثل هذه الصفات لتبين لنا أن الله فكرة أخلاقية لا تستقيم الحياة البشرية دونها وأن وظيفة السببية تعني المعقولية والنظام ، وأما وظيفة الخالقية فتعني المنبع والوجودية، في حين أن وظيفة السيادة تعني العناية والمحكومية. كما أن الأفكار  التوجيهية الثلاثة: الله والروح والعالم هي مسلمات العقل التأملي التي يبني عليها نسق المعرفة وذلك بالتأليف بين انطباعات التجربة الحسية ومقولات الذهن عن طريق خطاطات المخيلة.
 إذا كان مفهوم الدين عند كانط يعني:" شعورنا بواجباتنا من حيث كونها قائمة على أوامر إلهية"، فإن تصوره لله ينبني على اعتراف بالروح والملائكة والحرية الإنسانية وتحترم الشخص في إطار منظومة من الجزاء تعقلن الظاهرة الدينية وتقرا المسيحية من وجهة نظر أخلاق الواجب.
 في هذا السياق يصرح كانط:"إن الوسيلة التي يطرحها الله لتعويض ما ينقصنا حتى نستحق أن نكون سعداء تظل عندئذ سرا غير نخترق من قبل العقل الذي يخصنا"[4]. فكيف يساهم احترام الواجب عن إرادة طيبة ونية سليمة في تحقيق الفعل الأخلاقي على الرغم من انه يؤجل مطلب تحصيل السعادة إلى العالم الآخر؟ وهل تخطي كانط فكرة الإله الضامن الديكارتية وفكرة الإله الحافظ الابستيمولوجية؟ وهل كان اقرب إلى اسبينوزا في نظريته حول وحدة الوجود والطبيعة-الله منه إلى فكرة لايبنتز عن التوافق البدئي والعدل الإلهي؟ لكن الإشكال الذي يظل عند كانط دون حل وألهم المفكرين بعده هو: ما مصدر وجود الشر في هذا العالم إذا كان الله طيبا وقادرا ومعتنيا به ؟
المرجع:
Kant, leçons sur la théorie philosophique de la religion, traduction par William Fink, livre de poche, librairie Générale Française, 1993.
كاتب فلسفي



[1] Kant, leçons sur la théorie philosophique de la religion, traduction par William Fink, livre de poche, librairie Générale Française, 1993,p.51.
[2]   انظر كتابه العمدة الاختلاف والمعاودة الذي نشره عام 1969.
[3] Kant, leçons sur la théorie philosophique de la religion, p.158.
[4] Kant, leçons sur la théorie philosophique de la religion,p.202 .