الثلاثاء، 30 مارس 2010

تكريم زياد الرحباني بالقاهرة والإعلان عن البوم فيروز الجديد "إيه في أمل"


كان مهرجان القاهرة الدولي للجاز في دورته الثانية المنعقد في الفترة من 11 إلى 15 مارس على موعد مع تكريم ثلاثة من الموسيقيين على مسارح المركز الثقافي "ساقية الصاوي" بمشاركة عشرات الفرق من مصر والعالم ، وفي مقدمتهم الموسيقار اللبناني المعروف زياد الرحباني الذي افتتحت فعاليات المهرجان بحفل كبير بمشاركة فرقته المكونة من أعضاء من سوريا ولبنان وهولندا وفرنسا وسويسرا والولايات المتحدة الأمريكية وبلغاريا وروسيا. وجاءت زيارته لمصر للمرة الأولى بدعوة من المهرجان لتكريمه باعتبار شهرته الواسعة كموسيقار وشاعر ومؤلف مسرحي ذاع صيته بداية من كونه ابن النجمة الكبيرة فيروز و الموسيقار الراحل عاصي الرحباني قبل أن يتحول إلى فنان كبير. وكرم المهرجان أيضا الموسيقار الإسباني كارلس بنافنت والموسيقار المصري عمر خيرت الذي ختم فعاليات المهرجان.
و أعلن زياد الرحباني خلال ندوة عقدت في مؤسسة الأهرام الصحافية في القاهرة يوم الإثنين 15مارس عن "اسطوانة فيروز الجديدة التي تحمل عنوان "إيه في أمل" التي سيتم توزيعها في السوق خلال أسبوعين بعد أن تأجل نزولها عدة مرات منذ عيد الفطر الماضي وحتى الآن".
وأوضح أن "الألبوم الجديد يتضمن الحان البدايات للرحابنة موزعة بطريقة جديدة خاصة أن هذه الألحان ترجمات عن موسيقى شهيرة لشوبان وغيره من الموسيقيين العالميين والمفارقة أن الألحان تشعرك حتى هذه اللحظة بأنها الحان عصرية جدا".
وأكد الرحباني في إطار الندوة التي دعاه إليها المعهد الإقليمي في مؤسسة الأهرام للقاء مع كتاب الأهرام وصحافيين أن تجربته المسرحية جاءت للإنفاق على أعماله الموسيقية وتحقيق الاستقلال عن عائلته.
وقال "لقد اشتغلت في المسرح عندما قام ناد رياضي بدعوتي للقيام بمثل هذا الدور وتقديم مسرحية كل أسبوع فوجدتها فرصة مناسبة للحصول على الأموال للإنفاق على إعمالي الموسيقية إلى جانب تحقيق الاستقلال المادي عن الأسرة".
وتابع بصراحته المعهودة أن فيروز "كثيرا ما تطالبني بالعودة للمسرح الغنائي لكني أرد عليها دائما إنني لا استطيع تقديم أعمال جديدة في هذا اللون فتعود وتطالبني بالبحث عمن يعرف صياغة مسرح غنائي لأنها تعشق هذا اللون".
ويضيف "ولكن عن نفسي كزياد أنا مرتاح لأنني لم أقدم مسرحا غنائيا منذ عام 1994"، موضحا أن "إعادة مسرحية "صح النوم" كان برغبة وقرار من فيروز وليس مني شخصيا".
واعتبر الرحباني أن رحيل صديقه الذي رافقه في مسرحياته الغنائية جوزيف صقر افقده "صوتا لمؤد جيد جدا لألحاني وكلماتي خصوصا وان جوزيف لا يمتلك أي أوهام عن كونه مطربا بقدر ما هو مقدر بأنه مؤد جيد لكلمات يؤمن بها ويحبها".
ونفى زياد الرحباني في بداية الندوة أن "يكون تأخر وصولي إلى مصر بسبب وجود موقف سياسي مني أو من مصر، هذا غير حقيقي بالمرة وكل المعلومات الموجودة على النت لا أساس لها من الصحة وكان من المفترض أن أتي إلى مصر إلى دار الأوبرا المصرية في عام 1998 بمبادرة من زياد بهاء الدين إلا أن الأمور لأسباب لا إرادية لم تتحقق رغبتنا في التواجد في مصر".
وأجاب زياد الرحباني بخصوص الأسطوانة الجديدة بأنها:«ليس سرًا حربيًا، ألبوم فيروز الجديد اسمه (إيه.. فيه أمل )»، »، في قاعة توفيق الحكيم بمبني جريدة الأهرام حيث التقي الصحفيين مؤكدًا صدور الألبوم الجديد خلال أسبوع.
وتابع زياد الرحباني: «في مسرح الساقية انبسطت لدرجة إنه ما عرفناش نعزف مضبوط، حماس الجمهور غطي علي أغلاط العزف لأنه ما كان فيه وقت كافي للبروفات، وبعد نزول الستار سألت من حولي : مشي الحال؟»، وتابع « إذا أقمت حفلات أخري في مصر ربما يكون كل الموسيقيين من مصر وليس فقط بعضهم، وجدت هنا الكثير من العوادين والطبالين والموسيقيين المميزين، هذا غير الحال في لبنان، عندنا هناك «العواد (الوحيد)، الطبال..إلخ»، وردا علي سؤال آخر من «الدستور» قال زياد إنه : لا يتعمد العمل مع مغنين بدرجة «مؤدين» ولكنه عاني كثيرا بعد رحيل «جوزيف صقر سنة 1997» مطرب ألبومي «أنا مش كافر، وبما إنو »، و حتى « سامي حواط» وهو مغني « بلا ولاشي» كان أحيانًا ينسي مخارج الألفاظ فكنت أضطر للغناء معه، لكن بصفة عامة يصعب السؤال عن الطرب بعد كل هذا العمل مع فيروز، وكان «هاني عادل » (كويس ) في حفلتنا بالقاهرة».
وتحدث زياد عن علاقته بالموسيقي المصرية وأكد ارتباطه بها، ولكن والده «عاصي الرحباني» كان يبعده عن الاتجاه للطريقة المصرية في التلحين، وكانوا وما زالوا يصفون التطريب بلفظة «المصري »، عندما ألحن جملة موسيقية طربية نقول عليها «لحناً مصرياً»، وكان خلافه الأبرز مع «عاصي » عندما لحن أغنية «اسمع يا رضا»، بطريقة رأي فيها عاصي طريقة مصرية جدا، يجب ألا يتبعها زياد كي «يكمل ما بدأه الأخوان رحباني، وقال زياد إنه دائما كان يميل للموسيقي الصامتة» وبلا كلمات « ولكن ظروف الحرب ومزاج الجمهور العربي فلم يسمح إلا بالموسيقي المرتبطة بالكلمة».
وتطرق زياد إلي علاقة الدولة بالفنون، وقال نشهد الآن أقصي ما يمكن للتجار والرأسماليين أن يصنعوه بالفن، دون وجود دولة تدعم الفنون فلا يوجد أمل، والمشكلة في لبنان أنه ليس لدينا دولة، والموسيقيون والفنانون يهربون من لبنان، حتى إنني قابلت في أبو ظبي موسيقيين أكثر مما قابلتهم في بيروت، و حتى في المرة التي ذهبنا فيها ضمن وفد لأحد الوزراء استحيينا أن نتحدث في مشكلات الموسيقيين إزاء مشكلات المهجرين والمقطوعين من المياه والكهرباء، وإذا سألتم غيري عن دعم الدولة للمعاهد الموسيقية في لبنان، فسيقولون نعم هناك معاهد موسيقية، ولكني أقول نعم هناك مبني، ولكن ماذا يحدث داخله؟ لا أدري».
ويرى بعض النقاد في أعماله "تسجيلا لكل هموم الوطن العربي". وقدم الرحباني في الحفل الذي حضره أكثر من ألفي شخص واستمر نحو ساعتين العديد من أعماله الشهيرة التي تنوعت ما بين موسيقى جاز بحتة وأعمال غنائية على أنغام الجاز أداها كل من المغني المصري الشاب هاني عادل والمغنية السورية الشابة منال سمعان وكلاهما لاقى استحسانا كبيرا من الجمهور. وغالبا لا تحظى موسيقى الجاز بشعبية كبيرة في مصر والعالم العربي بشكل عام بغلاف سويا ولبنان حيث تطغى ثقافة الأغنية والطرب على ذهن المتلقي وهو ما بدا جليا في الحفل من تفاعل الجمهور مع الأغاني بقدر أكبر من تفاعله مع المقطوعات الموسيقية.
ومن المقطوعات الموسيقية الشهيرة التي عزفها الرحباني وفرقته "هدوء نسبي" و"العقل زينة" وغيرهما. وكان الرحباني يعزف على البيانو. وضم الرحباني آلات موسيقية شرقية إلى فرقته خلال الحفل مثل القانون. وأضفى القانون على وجه الخصوص سحرا خاصا نابعا من قلب الشرق على موسيقى الحفل.
وكانت فيروز الغائب الحاضر في الحفل الذي تضمن العديد من الأغاني الفيروزية الرائعة التي تجاوب الجمهور معها بدرجة كبيرة جدا ورددها مع منال سمعان وهاني عادل مثل "تلفن عياش" و"ليلي ليلي ليلي يــا ليل" و"بكتب اسمك يا حبيبي" و"سهار بعد سهار" التي لحنها الموسيقار المصري الراحل محمد عبد الوهاب.
وشارك زياد بالغناء في أغنية واحدة فقط هي "بما انو" وذلك بعد إلحاح شديد من الجمهور الذي كانت أغلبيته العظمى من الشبان المصريين والعرب والأجانب. وفي نهاية الحفل كرم القائمون على المهرجان زياد الرحباني " لدوره في إثراء الفن العربي" وأهدوه تميمة المهرجان
.
عثمان حلحول 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق