الأربعاء، 11 نوفمبر 2009

أبوالنون وفنانون من غزة ينظمون أغنية للراحل القائد أبو عمار


غزة-معا-

أحيا أبوالنون وفنانون فلسطينيون من قطاع غزة الذكرى الخامسة لاستشهاد الأب القائد ياسر عرفات بطريقة مميزة تختلف عن الطرق التقليدية من مهرجانات وملصقات بحيث تستمر على المدى الطويل وفي مختلف المناسبات, حيث أظهرت أن غزة حاضرة في جميع المناسبات الوطنية مهما كانت الظروف, حيث قاموا بعمل أغنية (الختيار) للقائد أبو عمار وتصويرها بشكل مميز يظهر وجود قدرات وإبداع فلسطيني على إنتاج هذا العمل, كما تحدثت الأغنية عن الوحدة الوطنية والدعوة لها التي تتجسد في شخصية أبو عمار.

وتحدث الفنان أبو النون أن الرئيس الراحل أبو عمار من أكثر الشخصيات العربية إثارة للجدل في الوطن العربي فمن الضروري أن نلقي الضوء عليها لأنه يعتبر رمز للوحدة الوطنية والقضية الفلسطينية, وذكراه تعتبر تخليدا له حيث أن هذا الفيديو يبقى ويستمر في إبقاء أبو عمار خالدا في قلوب الشعب الفلسطيني كافة, وتجسيدا على الوحدة الوطنية الذي كان الراحل يؤكد عليها.

وأشاد أبوالنون بالدور المهم للفنانين والشباب باعتبارهم يملكون المصداقية الكفيلة ببعث الأمل والحياة, وأكد أنه يتوجب علينا النصر للحياة، والفن هو الحياة ولذلك كان لا بد للفن أن يقول كلمته في هذه الذكرى, وذكر أن مئات المواطنين تفاعلوا بشكل كبير مع الفيديو من خلال متابعته على القنوات الفضائية ترديده بشكل كبير.

وأوضح أن الأشهر القادمة ستشهد عدة حفلات له في مختلف الدول العربية إذا سمحت له الظروف حيث سيغني لفلسطين، ويوصل صوتها إلى مختلف دول العالم.

يذكر أن الفنان أبوالنون قد اختير كمدير لمنظمة رسامين من اجل الحرية منذ فترة وجيزة وذلك تكريما له على ما يقوم به من أعمال مميزة، وعلى مسيرته الفنية.

وأخرج العمل بسام المدهون وهو إعلامي فلسطيني تميز بالقصص الإنسانية بالاستعانة بطاقم من المبدعين في التصوير والإنتاج أمثال محمد الكحلوت ومحمد الخطيب ومصمم الدبكات وحيد أبو شحمة , هذا وقال المدهون انه كان لابد من كسر القاعدة ووضع جديد على صعيد الفيديو كليب وبالتحديد في غزة التي تفتقر لمقومات العمل الفني, وبهذا استطعنا الاقتراب من النموذج العربي والإقليمي بخصوص صناعة الفيديو كليب".

أغنية الختيار للفنان أبو النون كانت من كلمات الكاتب عوض قنديل وتوزيع محمود عمار تنسيق أحمد النمنم إخراج بسام المدهون وفريق من المصورين والمونتاج وفرقة النصر للتراث الشعبي وفرقة النجمي للدبكه.

السعودية وحرب صعدة

عبد الباري عطوان

يتواصل صدور بيانات التضامن مع الحكومة السعودية (وليس مع اليمن) في حربها ضد 'المعتدين' الحوثيين من قبل معظم الدول العربية، بما في ذلك السلطة الفلسطينية في رام الله، ولكن هذه البيانات لن يكون لها الا تأثير معنوي شكلي، لأن أزمة السعودية اعمق بكثير مما يتصوره حلفاؤها العرب، بمن في ذلك وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، الذين طار بعضهم الى الدوحة صباح امس لبحث هذه الأزمة وتداعياتها.

وربما لا نبالغ اذا قلنا ان الحرب الدائرة حالياً بين الحوثيين اليمنيين والقوات السعودية في جنوب المملكة اخطر كثيراً من ازمة اجتياح القوات العراقية للكويت صيف عام 1990، ومن الحرب اليمنية السعودية التي اندلعت بعد ثورة عبد الله السلال عام 1962 واطاحت بالحكم الإمامي في صنعاء، وفتحت الباب على مصراعيه لدخول القوات المصرية في مواجهة مع نظيرتها السعودية.

ما يميز هذه الحرب انها حرب طائفية اولاً، وسياسية ثانياً، واجتماعية ثالثاً، ومرشحة لأن تتحول بسرعة الى حرب اقليمية تدخل فيها اطراف عديدة تحت عناوين مختلفة، يظل البعد الطائفي ابرزها، فالتصريحات التي ادلى بها يوم امس منوشهر متقي وزير الخارجية الايراني وقال فيها 'ننصح بشدة دول المنطقة، والدول المجاورة بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لليمن، لأن من يختارون صب الزيت على لهب الصراع سيحترقون بنيرانه'، هذه التصريحات التي هي بمثابة تحذير شديد اللهجة للحكومة السعودية ليست الا مؤشرا على بدء مرحلة استقطاب طائفي واقليمي ربما تغير شكل المنطقة وخريطتها السياسية، وتهدد استقرارها.

عندما نقول ان هذه الحرب ربما تكون الاخطر على المملكة من الحروب والأزمات السابقة التي واجهتها منذ تأسيسها قبل ثمانين عاماً تقريباً، فذلك لأسباب عديدة نوجزها في النقاط التالية :

' أولا: حرصت القيادة السعودية طوال العقود الماضية على تطبيق استراتيجية ثابتة، ملخصها اضعاف جميع القوى الاقليمية المحيطة، وخوض حروب ضدها خارج أراضي المملكة بقدر الامكان، وهذا ما حصل عندما حاربت الثورة الناصرية على أرض اليمن، والثورة الخمينية على أرض العراق، من خلال التحالف مع النظام العراقي السابق وتحريضه على خوض حرب استغرقت ثماني سنوات، انتهت بإضعاف البلدين معاً، واخيراً استخدام خطأ اجتياح الكويت لتدمير القوة الاقليمية العراقية المتنامية تحت قيادة صدام حسين.

الحرب الحوثية الحالية تدور حالياً على ارض المملكة، او جزء منها، يعتبر الاكثر وعورة، وفي مناطق تعاني من الاهمال وضعف التنمية، وتضم نسبة كبيرة من السكان اتباع المذهب الاسماعيلي الشيعي غير المعترف به من قبل المؤسسة الدينية الوهابية المتحالفة مع النظام السعودي.

' : يوجد داخل المملكة اكثر من مليون يمني، بعضهم يحملون الجنسية السعودية، والبعض الآخر ما زال محتفظاً بجنسيته اليمنية، وبعض هؤلاء يؤيد الحوثيين، ويمكن ان يشكل على المدى المتوسط، تهديداً للأمن الداخلي.

' : الحدود السعودية اليمنية تمتد لأكثر من 1500 كيلومتر، اما الحدود اليمنية على البحر الاحمر الممتدة من عدن الى صعدة فتصل الى حوالى 400 كيلومتر ومعظم هذه الحدود غير مسيطر عليها بسبب ضعف امكانيات الحكومة اليمنية، مما يجعل عمليات التهريب للاسلحة والبشر ميسّرة للغاية، خاصة عبر سواحل البحر الاحمر وعلينا ان نتذكر ان اريتريا التي يقال انها باتت قاعدة لتهريب اسلحة الى الحوثيين استطاعت احتلال جزر حنيش اليمنية قبل عشر سنوات بقاربين مسلحين فقط، بسبب ضعف سلاح البحرية اليمني.

' : تثبيت استقرار المملكة من خلال الحفاظ على أمنها الداخلي، هو ابرز انجازات الاسرة الحاكمة، واهتزاز هذا الامن، جزئياً على الأقل، من خلال حرب استنزاف طويلة في الجنوب، ربما يؤدي الى اضعاف النظام، خاصة اذا استغل تنظيم 'القاعدة' الذي بدأ يكثف وجوده في اليمن، الفوضى الحدودية لإحياء ومن ثم تعزيز وجوده، داخل المملكة، واستئناف هجماته ضد اهداف حيوية، مثلما كان عليه الحال قبل خمس سنوات.

' : من المفارقة ان السلطات السعودية ومن خلال 'اللجنة الخاصة' التي انشأتها للتعاطي مع الملف اليمني منذ 'ثورة السلال'، برئاسة سلطان بن عبد العزيز استخدمت سلاح المال لشراء ولاء شيوخ قبائل المناطق الحدودية الذين انقلب معظمهم عليها الان، واضعاف الحكومة المركزية في صنعاء حليفتها الحالية، وارتكبت خطأ استراتيجيا اكبر عندما دعمت حرب الانفصال عام 1994 بقوة، فوضعت اللبنة الاولى لتحويل اليمن الى دولة فاشلة، تواجه حراكا انفصاليا في الجنوب، وحربا حوثية طائفية في الشمال، وانشطة داخلية متصاعدة لتنظيم 'القاعدة'.

عندما شكلت الثورة الخمينية تهديدا وجوديا للمملكة ودول الخليج الاخرى، وجدت القيادة السعودية في صدام حسين ونظامه سندا قويا للتصدي لها، ومنع وصولها الى الساحل الغربي للخليج العربي، وعندما اجتاحت القوات العراقية الكويت، استغاثت بالولايات المتحدة وقواتها لاخراجه منها، وانهاء الخطر الصدامي نهائيا بغزو العراق واحتلاله لاحقا، والى جانب ذلك كان مجلس التعاون الخليجي موحدا خلفها في الحربين ضد العراق وضد ايران.

الصورة الان تبدو مختلفة كثيرا، فصدام حسين ليس موجودا للتصدي للتدخل الايراني في حرب الحوثيين، والقوات الامريكية مشغولة في حربين دمويتين خاسرتين في افغانستان والعراق، اما مجلس التعاون الخليجي فلم يعد موحدا بالقدر الكافي خلف المملكة في حربها هذه.

قابوس بن سعيد حرص على زيارة طهران قبل شهرين لتأكيد تضامنه مع رئيسها احمدي نجاد والمرشد الاعلى للثورة السيد علي خامنئي، بعد اخماد ثورة الاصلاحيين مباشرة , والعلاقات السعودية ـ الاماراتية متوترة منذ الخلاف بين البلدين على شريط العيديد البحري، وكيفية تقسيم انتاج حقل الشيبة النفطي وزاد هذا التوتر اخيرا على ارضية رفض السعودية طلبا اماراتيا باستضافة مقر البنك المركزي الخليجي الموحد في ابوظبي، وانعكس في اغلاق الحدود لعدة اسابيع، ومنع الاماراتيين من دخول المملكة بالبطاقة الشخصية , ولوحظ ان عبدالله بن زايد لم يكن بين زملائه الخليجيين الذين شاركوا في اجتماع الدوحة التضامني يوم امس , اما العلاقة ما بين المملكة وقطر فتبدو غامضة، رغم ما هو ظاهر على السطح حاليا من زيارات ومجاملات فالسلطات القطرية تضع رجلا في طهران واخرى في الرياض , اما الكويت فمشغولة بأزمتها الداخلية، والفتنة الطائفية التي حذر منها أميرها ما زالت تحت الرماد، والشيء نفسه يقال عن البحرين ايضاً.

نخلص الى القول من كل ما تقدم ان السعودية وقعت في مصيدة طائفية وعسكرية على درجة كبيرة من الخطورة، او اثارت على نفسها 'عش دبابير' طائفيا قد يصعب الفكاك من لسعاته القاتلة، رغم التفوق الكبير في ميزان القوى لصالحها , وعلينا ان نتذكر ان القوة العسكرية الامريكية الجبارة اطاحت نظامي صدام وطالبان، ولكنها تترنح في حرب الميليشيات التي انفجرت بعد ذلك.

التقارير التي تقول ان ايران تدعم التمرد الحوثي بالمال والسلاح صحيحة .... هذا يعني اننا امام مثلث جديد ربما يشكل عناوين المرحلة المقبلة، اضلاع هذا المثلث حركة حماس في امارة قطاع غزة، وحزب الله في امارة جنوب لبنان، والحوثيون في 'امارة' صعدة، القاسم المشترك لهذا المثلث هو الصواريخ الايرانية والعداء لامريكا واسرائيل ودول الاعتدال العربية.

قتل المشروع النهضوي العربي لصالح الهيمنة الامريكية، ومهادنة اسرائيل من خلال تبني خيار السلام كخيار وحيد، وتدمير العراق، واضعاف اليمن وحرمانه من الاستثمارات مثل دول عربية فقيرة عديدة، كلها عوامل ادت الى خلق هذه التطورات المزعجة التي قد تحوّل المنطقة العربية كلها الى دول فاشلة.

السعودية في حرب اليمن والرقص مع الثعابين

فواز طرابلسي

مع مباشرة الجيش السعودي عملياته الحربية ضد الحركة الحوثية عبر الحدود مع اليمن، يكون علي عبد الله صالح قد نجح في تحويل نزاع داخلي لم يكن يتطلّب الكثير من التنازلات لتسويته إلى جزء من نزاعات المنطقة العسكرية

وهو يقدّم بذلك حالة نموذجية لاستعانة الحكّام العرب بالأطراف الخارجية ضد الخصوم المحليين، واستدراجهم التدخلات الخارجية من أجل كسب شرعية خارجية لسلطاتهم، أو تجديد تلك الشرعية، أو إجازة توريث الأبناء والإخوة، ناهيك عن دور الحروب بما هي مصدر للانتفاع المالي بامتياز

بدأت حرب صعدة منذ خمس سنوات بحادثة أمنية.... أرسل علي عبد الله صالح مفرزة شرطة لاعتقال يحيى الحوثي، المتشدد الزيدي الهاشمي الذي يقود مجموعة من «الشباب المؤمن» تحتج على نمو النفوذ الوهابي وترفض التنازل عن شعاراتها ضد أميركا وإسرائيل

قاوم الحوثي واندلع القتال....

ومما يُذكر أن صالح نفسه هو مَن استقدم الحوثيين إلى صعدة وموّلهم وسلّحهم عام 1994، لكي يوازنوا المدارس الدينية ذات الاستلهام الوهابي التي انتشرت بتمويل سعودي عن طريق حزب «التجمع اليمني للإصلاح»، حليف صالح

ولم يكن الحوثيون، في سنوات الحرب الأولى، يطالبون بأكثر من نوع من الحكم الذاتي في صعدة باسم «الاعتراف بالخصوصية الثقافية» للمنطقة بما هي أحد مراكز الدعوة الزيدية

على أن الوجه المعتقدي المذهبي للنزاع يكاد أن يقف عند هذا الحد

طالت الحرب لصعوبة تسجيل الانتصار على الحركة وأيضاً لأن للعديد من مثل تلك الحروب وظائف قد تطغى أحياناً على الأهداف

الوظيفة الأولى.... «المقاولة الحربية» لاستدرار المساعدات المالية , وقد جرى تمويل بالدرجة الأولى بالأموال الخليجية والسعودية مع ما يتسرّب من تلك المليارات إلى المعنيين

الوظيفة الثانية.... أخذت الحرب «تمري في يد حالبها»، على حد قول الشاعر.... نما اقتصاد حرب حصدت منه أجنحة السلطة وضباط في القوات المسلحة والأمن ومهرّبو السلاح وتجارّه ناهيك عن مافيات رجال الأعمال الأرباح والعمولات الفلكية قياساً إلى فقر البلد وشح موارده

الوظيفة الثالثة.... في نظام قائم على الضبط العسكري والأمني، لم يكن غريباً أن تتداخل الحرب بسرعة مع النزاعات داخل الأسرة الحاكمة على خلافة علي عبد الله صالح، يتنافس في معركة التوريث هذه الابن أحمد، الذي يقود الحرس الجمهوري، مع الأخ علي محسن الأحمر، قائد المنطقة الشمالية الغربية، حيث تدور الحرب، وأحد أبرز رجالات النظام، هذا إذا استثنينا ابن الأخ، يحيى محمد عبد الله صالح، أحد قادة الأمن المركزي

مطلع هذه الحرب السادسة، أعلن صالح أنه سوف يقضي على «التمرّد الحوثي» في أسبوعين وها هو بعد مضي أربعة شهور على اشتعالها، ينبئنا بأن كل ما جرى خلال تلك السنوات الخمس الأخيرة إن هو إلا «تدريب» و«تأهيل» لقواته، معلناً أن الحرب بدأت يوم اجتياز الجيش السعودي الحدود اليمنية

خلال «تدريب» قوات علي عبد الله صالح قواته، في الأشهر الأربعة الأخيرة فقط، بلغ ضحايا الشعب اليمني وعسكرييه ما يقدّر بـ3800 قتيل و16 ألف جريح إضافة إلى ما يزيد عن المئة ألف نازح ومهجّر، ناهيك عن الدمار والخسائر المادية التي تقدّر بالمليارات

وعلى الرغم من تلك الكلفة الباهظة لتدريب وتأهيل قوات علي عبد الله صالح، كان لا بد من الاستنجاد بالجيش السعودي لاستمرار الحرب

برّرت السعودية تدخلها بالتسلّل الحوثي إلى أراضيها وبـ«الاعتداء» على حرس الحدود والأهالي

من جهتها، كانت مصادر الحركة الحوثية قد اتهمت الطيران السعودي بقصف مواقعها وبتسهيل مرور القوات الحكومية عبر الأراضي السعودية للالتفاف على مواقع المقاتلين الحوثيين وتحديداً في جبل الدخان الحدودي الذي كثر الحديث عنه في الأيام الأخيرة

لا حاجة للتسرّع في اعتبار العمليات العسكرية السعودية الحدودية طليعة تدخل سعودي في القتال ضد المسلحين الحوثيين في عمق الأراضي اليمنية.... يمكن الافتراض أن التطور الجديد ينطوي على محاولة لحشر المسلحين الحوثيين بين كماشتي الجيشين السعودي واليمني عبر الحدود

مهما يكن من أمر، فإن مجرد وجود قوات سعودية على الأراضي اليمنية يثير حفيظة جمهور واسع من اليمنيين يملك حساسية خاصة تجاه الجارة النفطية لأسباب متعددة

مطلع ردود الأفعال البيان الصادر عن «اللقاء المشترك» لأحزاب المعارضة الإسلامية ـ القومية ـ اليسارية الذي يتهم الحكومة بالتفريط في السيادة الوطنية في حرب صعدة

وطالما أن الأمر يتعلق بالسيادة على الحدود، لا يزال العديد من اليمنيين يتذكّر أن علي عبد الله صالح تجرّأ على ما لم يتجرّأ أي حاكم يمني قبله عليه، بمن فيهم أئمة آل حميد الدين.... تنازل رسمياً للسعودية عن أراض يمنية احتلتها المملكة عام 1934 في عسير ونجران ويام توازي مساحتها مساحة الجمهورية العربية السورية

أما صالح، ففي استدعائه التدخل العسكري السعودي، بلغ ذروة اللعب على التناقضات والخلائط المتفجرة الداخلية منها والإقليمية والدولية

في ظل دعم وتأييد من الإدارة الأميركية، يواجهه نزاعان أهليان يبلغان حد العنف في المحافظات الشمالية الغربية والجنوبية وتعارضه معارضة متعددة الانتماءات الفكرية والسياسية ذات قاعدة شعبية لا يستهان بها على مستوى البلد برمته

في مواجهة ذلك، لا يكتفي الحكم في صنعاء بالقمع بواسطة الجيش والأمن، بل يزج قبائل في وجه قبائل وعناصر مذهبية ومناطقية للتصدي لأخرى في شمال البلاد وجنوبيها ويلوّح للإدارة الأميركية والسعودية بخطر تنظيم «القاعدة» لضمان استمرار شرعيته الخارجية، علماً أنه هو من استدعى العناصر الجهادية بالآلاف واستعان بها في الحرب ضد الجنوب في العام 1994 وضد خصومه ومنافسيه السياسيين في سائر البلاد

على الصعيد الخارجي، لم ينجح صالح في تقديم إثبات مقنع عن تدخل إيراني إلى جانب الحوثيين، اللهم إلا الإيحاء بالقربى المذهبية بينهم وبين الجمهورية الإسلامية , ومع ذلك، فإن صحّ اتهامه يكن كل ما أنجزه هو استدعاء «النفوذ الإيراني» والعسكري منه خصوصاً، إلى حدود السعودية

بات وضع علي عبد الله صالح وعهده أشبه بمن يرقص بين الثعابين، على حد تعبير أحد الصحافيين اليمنيين... والجديد أنه لم يعد واضحاً ما الذي سوف يمنعها من أن تلدغه جميعها دفعة واحدة

وطالما أن الشيء بالشيء يذكر، زادت مبيعات السلاح الأميركي لعام 2009 بنسبة 4,75% عن العام الماضي فبلغت 37 مليار دولار

أبرز الزبائن هي الدول العربية والإسلامية

أكبر زبون الإمارات العربية المتحدة (سبعة مليارات) تليها أفغانستان ثم السعودية (ثلاثة مليارات) ومصر (ملياران) والعراق (مليار واحد

والحرب تُمرِي في يد حالِبِها

مناورة عسكرية مشتركة : الجيش الاسرائيلي والجيش الاردني

يديعوت – من يوسي يهوشع وآخرين:

لاول مرة يمكن النشر: جيشا اسرائيل والاردن أجريا مناورة انقاذ مشتركة.

وقد جرت المناورة في منطقة بيسان.... وهذا تعاون دائم يجري بين الجيشين في كل سنة، ولكن، هذه هي المرة الاولى التي يسمح بنشر أمر المناورة.

وبدأت المناورة أمس في الثامنة صباحا..... ومثلت سيناريو هزة أرضية تقع في اسرائيل ودعوة اسرائيلية للاردن لتلقي المساعدة.
في اثناء المناورة تدربت القوات على اعمال الانقاذ واطفاء الحرائق.

في المناورة شارك عشرات الجنود من كل جانب بحجم سريتين – ثلاث سرايا.
كما شاركت فيها كلاب الانقاذ من وحدة عوكتس في الجيش الاسرائيلي.
في الجانب الاسرائيلي قاد المناورة العقيد انور صعب الذي يعمل كقائد اللواء الشمالي في قيادة الجبهة الداخلية.

في المناورة عمل فريقان بالتوازي..... في كل فريق كانت قوات مشتركة – اردنية واسرائيلية.
وفي الجيش الاسرائيليي رووا بان التعاون بين الجانبين كان ممتازا وان قيود اللغة لم تمس بالعمل.
الاردنيون عملوا بنجاعة وبنشاط واظهروا مستوى مهنيا عاليا اثار انطباع رجال قيادة الجبهة الداخلية الاسرائيلية، الذين يعتبرون خبراء في هذا المجال في العالم بأسره.

وروى كيبوتسي من منطقة بيسان أمس: "في اليومين الاخيرين لاحظنا قوات كبيرة جدا لقيادة الجبهة الداخلية الاسرائيلية ونظرائهم الاردنيين ينفذون مناورات مشتركة كبيرة في منطقة كيبوتس مسيلوت".

وروى أحد المشاركين في المناورة قائلا: "شاركت في المناورة قوات كبيرة من الجيش الاردني.... بتقديري، كان هناك عشرات الجنود الاردنيون الذين ينتمون الى قيادة الجبهة الداخلية في الجيش الاردني.... في ساحة واحدة عملت قيادة الجبهة الداخلية للجيش الاسرائيلي على معالجة انهيار وانقاذ وفي حدث آخر عالجه الجانب الاردني.... كان مثيرا جدا للاهتمام رؤية عشرات الجنود الاردنيين يتصدون لحدث انهيار وانقاذ الى جانب جنود الجيش الاسرائيلي".