الاثنين، 29 مارس 2010

القدس مرة أخرى



أحمد مظهر سعدو

يزداد تغول الكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين على القدس التي باركها الله ( جل شأنه) ، وتتحوقل الشفاه والحناجر في وطننا العربي، وتضرب كفاً بكف.. وهي لا تملك أمام هذا الاستهداف والاستفراد بمقدسات الأمة في القدس والأقصى إلا التعبير همساً، أو جهراً، عما آلت إليه الأوضاع في أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين .. دون القدرة على فعل شيء حقيقي، نصرة للأقصى ولأهل المقدس المبارك حوله .. في القدس اليوم وفلسطين برمتها .. حالة من العسف والقهر لم يسبق لها مثيل، فالصهيوني الحاقد ما زال يعبث فساداً في أرض الرباط، وهو ما انفك يتابع حفرياته تحت المسجد الأقصى، بحجة البحث عن الهيكل المزعوم، وآلة الهدم الصهيونية تقوم يومياً بهدم منازل الشعب المقدسي.. بينما يستمر أهل الحل والعقد فاغرين أفواههم بانتظار ما تفعله لحظات الزمن القادم .. وإذا كانت آلة القمع الصهيوني لا تسثني أحداً، وهي تفعل كل ما بإمكانها فعله من أجل الاحتلال والسيطرة .. فحادثة البطلة الشهيدة ( راشيل كوري) ما زالت ماثلة أمام أعيننا، فإن علينا أن نقتدي بتلك البطلة وأمثالها، لأن العدو لا يفهم إلا لغة الصمود والمجابهة بالمثل، حتى لو كان ذلك بصدورنا على نهج ( راشيل كوري) حيث وقفت في السادس عشر من آذار عام /2003/ في مواجهة الجرافات الإسرائيلية، وهي الطالبة في السنة النهائية بكلية ولاية ايفرجين في مدينة اوليمبيا بولاية واشنطن الأمريكية  وقفت بصدرها وإرادتها وعيونها، تقاوم آلات الهدم الإسرائيلية لتستشهد تحت جرافة تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، تلك الجرافة التي قادها مجرم من مجرمي الحرب والتي قامت بتسوية الأرض وهدم منازل  الفلسطينيين في مدينة رفح عبر محور فيلادلفيا، وهو الطريق الذي يمر بجوار الحدود بين مصر وقطاع غزة .. لقد كانت ( راشيل كوري ) شاهدة وشهيدة  لن ينساها الشعب الفلسطيني، بل هو يسير بالتساوق مع ما فعلته وهي القادمة من بلاد العم سام وشعبنا اليوم يجابه آلة الهدم الصهيونية بكل صلابة وتحدي .. ويبقى السؤال ما دور العرب ؟والأمة العربية والشعب العربي زوداً عن حياض القدس والمقدسات، الإسلامية والمسيحية ؟ وإلى متى نبقى ننتظر ؟ وهل من المعقول أن يترك شعبنا المقدسي لوحده يقاوم.. وهو الأعزل إلا من إيمانه وإرادته، إيمانه بربه وشعبه وقضيته ليحمي عنا ولنا مقدساتنا جميعاً .   

حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي: تظاهرة بمناسبة يوم الأرض



بلاغ صحفي

 تنظم جامعة تونس لحزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي يوم الأربعاء 31 مارس 2010على الساعة الخامسة مساء تظاهرة بمناسبة يوم الأرض وذلك بالمقر المركزي للحزب 80 شارع الهادي شاكر –تونس.



عبد الكريم عمر
عضو المكتب السياسي
المكلف بالإعلام



بيان صادر عن الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في الذكرى الرابعة والثلاثين ليوم الأرض الخالد





الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
·        الوحدة الوطنية طريق إنقاذ القدس والأرض المحتلة
·        القمم العربية تتالى خارج تقاويم التاريخ

في ذكرى يوم الأرض الخالد؛ يتوحد شعبنا الفلسطيني البطل في كل أماكن تواجده دفاعاً عن وطنه وأرضه، في فلسطين التاريخية، التي تتعرض منذ أن وطأتها أقدام الغزاة الإمبرياليين؛ ومعها حمولتها من المشروع الإمبريالي الصهيوني الاستيطاني، بكل ما يحمل من اقتلاع وإقصاء وكراهية ودمار لفلسطين، في سياق مشروعها الإمبريالي لبسط نفوذها والهيمنة على ثروات المنطقة العربية بأكملها، وخنق حركات تحررها الوطنية الديمقراطية ...
في هذا اليوم يتوحد شعبنا في خوض النضال الوطني التحرري والديمقراطي، في حركة متطورة مفتوحة في ديمومتها، آن لها اليوم وقبل الغد إنهاء الانقسام العبثي المدمّر، وأن تنضوي وتظلل بوحدة فصائل العمل الوطني؛ على برنامج الوحدة الوطنية "وثيقة الوفاق الوطني"، كي تتطور في ديمومتها وتنمو ديمقراطياً وبآلياتها الجدلية بالكامل ...
منذ بداية العشرية الأخيرة والأرض الفلسطينية تنز دماً زكياً، وساعات الجدار العنصري والطرق الالتفافية تنز دماً زكياً، في كل لحظة شريان فلسطيني ينفجر بأنياب الجرافات الصهيونية. ومع كل شمس تَبزغ ترتكب قوات الاحتلال الصهيوني جرائم بشعة. لكن الجراح النازفة كلها، كل الدموع في العيون، وكل ما تصدره الحنجرة الفلسطينية من هتاف؛ يتوحد في يوم الأرض الخالد، وتحصى القرابين الفلسطينية طفلاً طفلاً ... امرأةً امرأة ... رجلاً رجلاً ... شجرةً شجرةً ... حجراً حجراً ... منزلاً منزلاً ... والقمم العربية تتالى تباعاً، كما حال القمة 22 الآن في ليبيا ... في تقويم خارج تقاويم التاريخ.
اليوم من رفح إلى جنين، من الجليل إلى الخليل، من أم الفحم إلى النقب الصامد، من قرية عورتا إلى مواجهات حاجز قلنديا، من بورين وعراق بورين، ونعلين وبعلين والمعصرة، وقلقيلية وجنين ونابلس وجبل النار والخضيرة، إلى القدس؛ القدس جوهر القضية الفلسطينية وجوهرتها، ربيع الكون ومدينة السلام وعاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة؛ تدور رحى الاستماتة في تهويدها بالجزء الشرقي المحتل عام 1967، يستعجل الصهاينة قطف دمها، ورغم حلكة الغبار والرماد الصهيوني، يبقى ربيع فلسطين خالدٌ في يوم الأرض ... ما أكثره وما أشد اخضراره في الوحدة الوطنية، القدس في عمقها العربي والعالمي ... الآن الآن ينبغي إنقاذها من براثن التهويد واجتثاث الاستعمار الاستيطاني من جذوره.
نقول لم يعد يكفي فلسطينياً وعربياً الرهان على انقسامات خاسرة، لم يعد يكفي عربياً الرهانات الخاسرة، البيانات التي لا تترجم إلى اللغة الإنكليزية بحكم تمرّسات البلاغة العربية، ولجان الصياغة في جامعتها ونقول لهم: إن النظام العربي لن يصل إلى برّ الأمان طالما يتراخى عن عمقه، والمطلوب إقران الأقوال بالأفعال ...

في استخلاص العبر العربية التاريخية؛ منذ أيام مرت ذكرى مأثرة "معركة الكرامة البطولية" في 21 آذار/ مارس 1968، بعد أقل من عام على هزيمة حزيران/ يونيو 1967 برمادها ومرارتها العربية القاسية، وشكلت المواجهة الأولى للقوات الصهيونية مع قوات الثورة الفلسطينية والجيش الأردني في قرية الكرامة الأردنية شرقيّ نهر الأردن، وكانت موقعة مشهودة خارج روزنامة الحداد العربي الرسمي، موقعة مصفحة بالوحدة الميدانية العربية الأردنية ـ الفلسطينية، نتاجها هزيمة نكراء للقوات الصهيونية، تطير الكرامة استثناءً من التقويم العربي، لتدرج في أيام النصر، لا أيام الكآبة العربية المزمنة، يمكن أن يُلتمس منها تقاويم إضافية، خارج التقويم العربي الرسمي، وحداد الأيام العربية لفائض الدم العربي، وخارج زمن الاحتراق العربي الكبير ... ولحظات عُصفه؛ ورصاص أحزانه وأفراحه ومآتمه ... نحو مسرة الشعوب العربية وعزّتها، نحو وقفة كرامة واحدة موحدة ...
"معركة الكرامة"، الهزيمة الأولى للقوات الصهيونية، بصمود الفدائيين والجيش العربي الأردني بقواته وآلياته في المواجهة المشتركة، معززين بالغطاء المدفعي، وبتعليمات اللواء الشجاع مشهور حديثة رئيس هيئة الأركان آنذاك، فانهزمت قطعان العدوان مخلفةً وراءها آلياتها المحترقة وجثث جنودها، درساً بارزاً لأُخوة السلاح العربي ... أخوة الدم الواحد والمصير الواحد ...، وقبلها معركة رأس العش في مدينة بور فؤاد المصرية في اليوم التالي لهزيمة حزيران/ يونيو 1967، وبهذا أثبتنا أن الأرض جوهر الصراع ...
إن الانتهاكات الصهيونية الصريحة قد أخذت اليوم تطال الحياة اليومية الفلسطينية بكامل تفاصيلها ... بما يستدعي العمل إلى:
·        الانتقال إلى مجلس الأمن الدولي، والدعوة إلى دورة استثنائية للجمعية العامة للأمم المتحدة تحت بند "الاتحاد من أجل السلام" "لقرار جديد تحت طائلة العقوبات على "إسرائيل" عملاً بالبند السابع من ميثاق الأمم المتحدة"، كما وقع مع حكومة جنوب إفريقيا العنصرية إلى أن انهارت، ونزلت عند قرار الأمم المتحدة بانتخابات جديدة "لجنوب إفريقيا ديمقراطية موحدة" لكل أبنائها دون تمييز في العرق والجنس واللون والدين والمذهب.
·        رفض المفاوضات غير المباشرة والمباشرة دون الوقف الكامل للاستيطان في القدس والضفة الفلسطينية المحتلة.
نحيي شعبنا الباسل في معاني الدفاع عن الأرض وردع الغزاة، بما يقدمونه من دروس يومية في الوحدة الوطنية وردع قطعان المستوطنين، في دولة المستوطنين وقطعانه؛ بالضد من كامل المعاهدات والمواثيق الدولية، لنرفع نداءنا الوحدوي الأبدي: لنوحد الجهود الوطنية كلها من أجل دحر الاحتلال، من أجل العودة وتقرير المصير والدولة وعاصمتها القدس، من أجل التنوع والتعدد والتكامل الديمقراطي في المشروع الوطني، وعلى مبدأ الحوار الديمقراطي بالكامل والاحتكام للشعب ...
كما نحيي كافة القوى العالمية المعادية للعنصرية الصهيونية، أحرار عالم اليوم كافة، وضميره وأصالته؛ بالاستمرار في فضح الجرائم العنصرية الصهيونية دون تراخٍ.
نحيي شهداء يوم الأرض الخالد، دفاعاً عن الأرض والوطن.

الإعلام المركزي

المقاومة، الديمقراطية، العدالة الاجتماعية طريق إنقاذ القدس والأراضي العربية المحتلة




·        القمم العربية تكرر نفسها، بيانات إنشائية لا تفتح على إستراتيجية قومية جديدة
·        غياب عوامل الصمود: الدفاعية، الديمقراطية، العدالة الاجتماعية، تؤدي إلى التراجعات والتنازلات المدمرة
صرح مصدر مسؤول في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بما يلي:
القمم العربية تكرر نفسها، بيانات إنشائية لا تفتح الأفق نحو سياسة إستراتيجية عربية جديدة، إستراتيجية "لصمود القدس" ورصد موازنات مالية عربية لتطوير القدرات الدفاعية النوعية والاقتصادية في الأقطار المحيطة بالأرض الفلسطينية والعربية المحتلة: مصر، سوريا، الأردن، لبنان.
غياب الديمقراطية والعدالة الاجتماعية عن حياة البلدان العربية وراء التراجع والتدهور والتنازلات إلى "ما دون تصفية آثار عدوان حزيران/ يونيو 1967"، إلى "ما دون قرارات الشرعية الدولية بانسحاب الاحتلال الصهيوني إلى ما وراء خط 4 حزيران/ يونيو 1967"، وأصبحت القدس والأراضي المحتلة مهددة يومياً بالتوسع الاستعماري الاستيطاني.
المقاومة، الديمقراطية، العدالة الاجتماعية طريق إنقاذ القدس والأرض الفلسطينية، والجولان، ومزارع شبعا اللبنانية. طريق شعوب أمتنا العربية بتقرير سياسات الدول والقمم العربية.
صمود القدس، وقف الأيدي العاملة الفلسطينية بالكامل عن البناء في المستوطنات في القدس والضفة، يستدعي موازنات عربية كبرى، ويستدعي سياسة اقتصادية واجتماعية جديدة من حكومة السلطة الفلسطينية في بناء صمود الطبقات العاملة والفقيرة والطبقة الوسطى في المدن والمخيمات والريف. وسياسة جديدة من مؤسسات منظمة التحرير (اللجنة التنفيذية والمجلس المركزي) لإعادة بناء وحدة الشعب في الوطن والشتات بانتخابات ديمقراطية للمجلس الوطني، النقابات، الاتحادات الشعبية (عمال، مهنيين، مرأة، شباب، بلديات، مخيمات ...) في الأرض المحتلة، ومخيمات وتجمعات شعبنا في أقطار اللجوء والشتات.
ندعو لاستئناف الحوار الوطني الشامل لإنهاء الانقسام، الانفصال والصوملة بين قطاع غزة والضفة، وإعادة بناء الوحدة الوطنية، ووقف "سياسة استنزاف الشعب" في الضفة وقطاع غزة بكل أنواع الضرائب على الطبقات الفقيرة.
ندعو الأنظمة العربية لفتح الأمل أمام الشعوب العربية بالانفتاح الديمقراطي الشامل، والإصلاح الاجتماعي والاقتصادي عملاً بالعدالة الاجتماعية. وحق الشعوب في تقرير مصير سياسات الأنظمة والقمم العربية عملاً بمواثيق وقوانين حقوق الإنسان.
هذا هو طريق إنقاذ القدس، دحر الاستيطان والاحتلال، بدون هذا التراجعات والتنازلات إلى ما دون تصفية آثار عدوان 1967، بجانب تنازلات وتداعيات النكبة الوطنية/ القومية الكبرى 1948.
الإعلام المركزي

هبة يوم الأرض



عمان – كوثر عرار

هبّة يوم الأرض لم تكن وليدة صدفة بل لما يعانيه الشعب الفلسطيني في فلسطين المحتلة من الغزاة الصهاينة،  والذي تعود أحداثه لأذار 1976 بعد أن قامت السلطات الصهيونية  بمصادرة ألاف الدونمات من الأراضي ذات الملكية الخاصة للفلسطينيين في الجليل وسخنين وعرب السواعد وغيرها، على اثر هذا المخطط قررت الجماهير العربية بالداخل الفلسطيني بإعلان الإضراب الشامل، متحدية  الكيان الصهيوني ولأول مرة بعد احتلال فلسطين عام 1948، كان  الرد  العسكري الصهيوني  شديد إذ دخلت قوات معززة من الجيش مدعومة بالدبابات والآليات العسكرية المدججة بالسلاح، إلى القرى الفلسطينية موقعة عدد من الشهداء  والجرحى بين صفوف المدنيين العزل.

يشكل  يوم الأرض  معلماً بارزاً في التاريخ النضالي للشعب الفلسطيني باعتباره اليوم الذي أعلن فيه الفلسطينيون تمسكهم بأرض آبائهم وأجدادهم، وتشبثهم بهويتهم الوطنية والقومية وحقهم في الدفاع عن وجودهم رغم عمليات القتل والإرهاب والتنكيل التي كانت  وما زالت،  تمارسها السلطات الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني بهدف إبعاده عن أرضه ووطنه.

لذلك يعتبر يوم الأرض نقطة تحول للعلاقة بين الكيان الصهيوني والجماهير العربية الفلسطينية بالداخل إذ ان السلطات الصهيونية أرادت بردها أن تثبت للجماهير الغاضبة من يسيطر على الأرض,  وان القوة العسكرية هي التي ستتكلم عند أي غضب جماهيري، وبالفعل قبل الشعب الفلسطيني هذا التحدي وكان التحدي الأول في حينه ولكن مهد لهبات لاحقة كالانتفاضة الشعبية في ال 87 ومن ثم انتفاضة الأقصى في عام 2000. ونحن على أبواب انتفاضة ثالثة بإذن الله.  
يوم الأرض والانتفاضات اللاحقة ساهم بشكل مباشر وغير مباشر بتوحيد وتكاثف وحدة الصف الفلسطيني بداخل 48، و 67 بعد أن كان نضالا فرديا،  أو مجموعات محدودة.

يأتي  يوم الأرض في هذا العام والعدو الصهيوني يواصل عملياته الإرهابية ضد  بيت المقدس والمقدسيين من تهجير وتهويد وتغير الملامح الجغرافية للقدس وقبل ايام شاهد العالم الصامت إلا من الشجب والتنديد بناء ما يسمى يهيكل الخراب والذي سيكون مقدمة إلى هدم الأقصى المبارك. والفلسطينيين في غزة ليس أحسن حالا، حيث تتعرض غزة للقصف والتدمير والاعتقال ولحصار ممنهج يهدف إلى إبادة حقيقية للشعب الفلسطيني. من اجل تحقيق إنجاح المشروع الصهيوني كما أشارت الوثائق الصادرة عن مؤتمر "بال" الصهيوني،  بسويسرا عام 1897م،  ومنذ تلك الفترة والكيان الصهيوني العنصري يعمل على  تهويد الأرض العربية واقتلاع الفلسطينيين من أرضهم التي انغرسوا  فيها منذ أن وجدت الأرض العربية،  ولم تكتف سلطات الاحتلال الصهيوني بمصادرة أراضي الفلسطينيين الذين شردوا عنها،  بل عملت على مصادرة ما تبقى من الأرض التي بقيت بحوزة من ظلوا في أراضهم .



تفاصيل ما حدث في  يوم الأرض
في صباح السبت الثلاثين من شهر آذار من العام 1976، وبعد ثمانية وعشرين عاماً في ظل الاستعمار والاحتلال وأحكام حظر التجول والتنقل، وإجراءات القمع والإرهاب والتمييز العنصري والإفقار ومصادرة الأراضي وهدم القرى والحرمان من أي فرصة للتعبير،  هبّ الشعب الفلسطيني في جميع المدن والقرى والتجمعات العربية في الأراضي المحتلة عام 1948 ضد الاحتلال الصهيوني، واتخذت الهبة شكل إضراب شامل ومظاهرات شعبية عارمة، ردت قوات الغزو الصهيوني بإطلاق النار على المتظاهرين مما أدى إلى استشهاد  ستة فلسطينيين هم: الشهيدة خديجة شواهنه والشهيد رجا أبو ريا  والشهيد خضر خلايله من أهالي سخنين، والشهيد خير أحمد ياسين من قرية عرابة والشهيد محسن طه من قرية كفركنا والشهيد رأفت علي زهدي من قرية نور شمس واستُشهد في قرية الطيبة، هذا إضافة لعشرات الجرحى والمصابين، وبلغ عدد الذين اعتقلتهم قوات الاحتلال الصهيوني أكثر من 300 فلسطينيي.
 كان السبب المباشر لهبّة يوم الأرض هو قيام السلطات الصهيونية بمصادرة نحو 21 ألف دونم من أراضي عرّابة وسخنين ودير حنّا وعرب السواعد وغيرها لتخصيصها للمستوطنات الصهيونية في سياق مخطّط تهويد الجليل، ويشار هنا إلى أن السلطات الصهيونية قد صادرت ما بين عام 1948 ـ 1972 أكثر من مليون دونم من أراضي القرى العربية في الجليل والمثلث، إضافة إلى ملايين الدونمات الأخرى من الأراضي التي استولت عليها السلطات الصهيونية بعد سلسلة المجازر المروّعة التي ارتكبها جيش الاحتلال ضد جزء من الفلسطيينين  وتهجير قسري للنسبة عالية من الشعب العربي الفلسطيني عام 1948.
 وقد شارك الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة عام 1967م ، وأصبح يوم الأرض مناسبة وطنية فلسطينية وعربية ورمزاً لوحدة الشعب الفلسطيني التي لم تنل منها كل عوامل القهر والتمزق ، وذكرى للتلاحم البطولي للشعب الفلسطيني في جميع أماكن تواجده.
لذلك يحيي الفلسطينيون في الثلاثين من أذار من كل سنة ذكرى يوم الأرض. 

على هذه الأرض ما يستحق أن نتحد



بقلم : أنور جمعة
                         
 يحيي شعبنا العربي الفلسطيني في الثلاثين من شهر آذار كل عام ذكرى يوم الأرض الخالد ، هذا اليوم الذي أضحى رمزاً للتعبير عن التمسك بالأرض و الدفاع عنها ، فالأرض جوهر القضية الفلسطينية ، و هي ركن أساسي من الأركان الثلاثة التي تقوم عليها أية دولة ، و من أجلها بذل شعبنا التضحيات الجسام من شهداء و أسرى و جرحى و ما زال .
إن الأرض الفلسطينية كانت و مازالت جوهر الصراع مع المشروع الصهيوني ، لقد إختلقت الحركة الصهيونية الأكاذيب ونشرت الخزعبلات للترويج لمشروعها الإستيطاني و ردد زعماء الصهاينة خرافة ( أرض بلا شعب لشعب بلا أرض ) فكان رد جماهير شعبنا الفلسطيني بالتشبث الأرض و الاستبسال في الدفاع عنها و الإستشهاد من أجلها ، و اليوم و بعد مرور نحو 62عاماً على نكبة فلسطين و 34 عاماً على ذكرى يوم الخالد ما زال الصراع محتدماً حيث السرطان الصهيوني الاستيطاني يحاول الانتشار و التمدد على كامل الأرض الفلسطيني للقضاء على آمال و تطلعات الشعب الفلسطيني وتصفية وجوده و قتل حلمه في الحرية و العودة و الدولة الفلسطينية المستقلة و عاصمتها القدس .
إن ما تتعرض له الأرض و القضية الفلسطينية اليوم يعد من أخطر ما مر بها منذ عقود طويلة ، فالاحتلال الإسرائيلي يشن حرباً شاملة و ممنهجة على الشعب الفلسطيني و بلا هوادة ، حيث تتخذ هذه الحرب أشكالاً مختلفة و متعددة من قتل للمدنيين الفلسطينيين و اغتيال للقادة و اعتقال للمناضلين و حصار و إغلاق للمعابر و الحدود و تجريف و تدمير للمزارع و الحقول و هدم للمنازل و المنشئات المدنية و تهجير للسكان و نهب و مصادرة للأرض و الاستيطان و الاستمرار في بناء جدار الفصل العنصري و مخططات تهويد القدس و الإعتداء على المقدسات الدينية ، و من جهة أخرى يعاني شعبنا الفلسطيني إنقساماً داخلياً شتت قواه و ألحق أضراراً جسيمة بقضيته و ألقى بظلاله القاتمة على كافة نواحي الحياة في المجتمع الفلسطيني ، و كل ذلك في ظل واقع إقليمي و دولي مرير منقسم على نفسه بين صامت و عاجز و متواطئ وبين من يحاول تغذية الانقسام و استثمار المعاناة الفلسطينية لخدمة أجندته الخاصة ، و لا مجال للشك في أن المستفيد الأول من استمرار حالة الإنقسام و الفرقة الفلسطينية هو الاحتلال الإسرائيلي الذي يوفر له الانقسام الأجواء المناسبة لممارسة عدوانه و جرائمه و توفر له الفرصة للهروب من تنفيذ إلتزاماته و تطبيق القوانين و المواثيق التي أقرتها الشرعية الدولية .
أمام هذا الواقع و ما تتعرض له القضية و الأرض الفلسطينية التي تعتبر أساس الوجود الفلسطيني و سر بقائه و التي لم تبخل يوماً في العطاء لأبنائها نقول لجميع أبناء الشعب الفلسطيني على اختلاف فئاته و قطاعاته و قواه أن على هذه الأرض ما يستحق أن نتحد و ننبذ الفرقة و الإنقسام لإستعادة و حدتنا الوطنية لنتمكن من توحيد جهودنا و حشد كافة طاقاتنا و إمكانتنا في مواجهة الاحتلال البغيض الذي يحتل أرضنا و يسلب حقوقنا و الذي يستهدف كل ما هو فلسطيني دون أي تمييز .
إن ذكرى يوم الأرض الخالد و دماء شهداء الأرض الفلسطينية تستدعي تغليب المصلحة الوطنية العليا على المصالح الحزبية و الفئوية الضيقة و ما يتطلبه ذلك من الشروع الفوري في إغلاق ملف الإنقسام دون أي تأجيل أو مماطلة و لنتحمل مسئولياتنا جميعاً فعلى هذه الأرض ما يستحق أن نتحد .

ملاحظة / لكل عشاق الأرض أهدي كلمات الشهيد الشاعر محمود درويش :

على هذه الأرض ما يستحق الحياة

على هذه الأرض سيدة الأرض

أم البدايات

أم النهايات

كانت تسمى فلسطين

صارت تسمى فلسطين

سيدتي أستحق لأنك سيدتي

أستحق الحياة



* أنور جمعة
عضو اللجنة المركزية لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني


قدس بنصف مليار



مصطفى محمد أبو السعود
كاتب من غزة
قمة سرت كغيرها من القمم العربية السابقة التي عقدها القادة العرب فهي تتشابه في الظروف والضيوف والأفكار والأطروحات والنتائج والكثير من الأشياء إلا أنها تختلف فقط في شئ واحد هو تغيير مكان الانعقاد فمن مصر إلى لبنان لسورية لقطر إلى ليبيا والرابح  الأوحد من هذه التنقلات هي الابنة الكريمة التي تسمى المبادرة العربية.
والمستمع لكلام الحكام العرب يشعر انه أمام مواطن من الدرجة العاشرة يعيش في أفقر أحياء العالم العربي ،فإذا كان الحاكم يخاطب زملائه  الحكام بضرورة الاتحاد والتعاون فمن ذا الذي يمنعهم من التوجه لأقرب مأذون شرعي وفسخ العقد من أعداء الأمة والانصهار في أحضان الأمة  ووضع حجر الأساس لبناء علاقة متينة تصنع لبناتها من العزة والكرامة والنخوة  للدفاع عن مقدراتها ومقدساتها،فالمتأمل لقمة سرت  يجد أنها قد خيبت آمال الأمة في حكامها خاصة أنها عقدت في عاصمة التمرد على الواقع المر كما أنها جاءت في وقت عصيب تعيشه المنطقة من خيبة إلى انتكاسة إلى الجري وراء مصطلحات فضفاضة لتبرير الهزيمة النفسية الرسمية لحكام العرب و الجلوس  في المسارح الإعلامية لمشاهدة مسرحية الانزعاج الأمريكي من إسرائيل بسبب الاستيطان،وبرغم الضعف الذي امتازت به القمم السابقة إلا أن قمة سرت قد حازت على نيشان الفشل وذلك للأسباب التالية.
*أن رمز التمرد لم يعد يعتبر التمرد فرصة مناسبة لإبداء الآراء لان الأمر الواقع أقوى من الطموحات والقدرة على التمرد.
*حتى الكلمات المكتوبة أمريكيا بإملاء صهيوني والقارئ حاكم عربي  لم نعد نسمعها وكأن أمريكا وإسرائيل أرادتا قطع ألسنة الحكام ليخرسوا عن الكلمات التي من شانها طمأنة الشعب العربي بأن الحاكم لا يزال ينطق بالعربية.
*اثبت الحكام العرب أن القدس ليست ذات أهمية وإلا فما تفسير اكتفاء العرب بالتبرع للقدس بنصف مليار دولار فقط في حين لا يقاتلوا ولا يدعموا إعلاميا وسياسياً بالشكل المطلوب تجاه مدينة مقدسة مثل القدس أم أنهم نسوا أن مبلغ كهذا لا يكفي لإصلاح ما أفسدته إسرائيل في يوم واحد من هدم بيوت ومدارس ومساجد ومقابر وشوارع وتهجير السكان وطردهم  أم أنهم تناسوا أن مبلغ (500)مليون دولار يستطيع اصغر رجل أعمال يهودي أن يتبرع به لبناء مستوطنة وان  الكثير من رجال الأعمال العرب  ينفقون  أكثر من هذا المبلغ على أشياء اقل أهمية من القدس مثل الرحلات والقصور والخيول والقنوات الفضائية الهابطة اما حين يتعلق الأمر بالقدس حينها تصبح الأموال عزيزة.
* غاب عن العرب أن مبلغهم الهزيل يذهب إلى الخزانة الصهيونية لتبدأ مرحلة مساومة وابتزاز من اجل التنازل عن بعض الحقوق، وإن تسلمته الجهات الرسمية الفلسطينية فان المبلغ يصل مشفراً لأهله هذا إن وصل أصلا لان المسجلين في القوائم الطويلة من المشتريات  كثيرون.
*لو نظرنا إلى من حضر القمة فإننا نلحظ أن القدس تسكن في أوراق الجرائد وقصائد بعض الشعراء والكتاب وليس في أجندة أولى العزم من الحكام  او في عقل وقلب من يملك مفاتيح الحل والتغيير إن أراد، فغياب الرئيس المصري يمكن تقبله اما ما لايمكن قبوله هو غياب الملك السعودي وآخرون من  سراه الأمة.
وهنا يطرح سؤال هل غياب بعض القادة يعود للعلاقات المتوترة بين ليبيا وبعض الدول فإن كان الجواب( نعم) فنقول ألا تستحق القدس منا أن نتعالى على الجراح ونتحد وان كان (لا) يطرح سؤالاً أخر هل  لوتعلق الأمر بافتتاح  برج او مقهى او مؤتمر هل سيغيب القادة  العرب عنه  ،الجواب( لا) والدليل أن الكثير من الحكام العرب يحضرون لقاءات يوجد بها قادة الكيان الصهيوني وأحيانا يتصافحون.
إذن النتيجة واضحة توتر العلاقات ليس سبباً في الغياب ولكن الخشية من انزعاج أمريكي هو السبب الأقوى خاصة وان الحكام العرب يحاولون الآن كسب ود أمريكا من باب استثمار البرود العاطفي الشكلي بين إسرائيل وأمريكا وغياب بعض القادة هو من ضمن محاولات كسب العرب للموقف الأمريكي وتفويت الفرصة على  الغرب بالقول أن العرب لا يريدوا السلام.

ندوة على شرف يوم الأرض في رهط



قال عوض عبد الفتاح أمين عام التجمع الوطني "إن الهوية الوطنية بالنسبة للإنسان المقهور والخاضع لنظام عنصري أو كولونيالي تشكل عنصرًا مركزيًا في مسيرة نضاله وبقائه في وطنه. فالهوية هي لغة وتاريخ ومشاعر مُشتركة ناتجة عن العيش المشترك والنضال المشترك على أرض لمدة طويلة من الزمن تتبلور خلالها عناصر الهوية".

وأضاف "أن الهوية الجماعية لأي شعب هي مصدر بقائه واستمراره كجماعة متميزة، ومصدر قوة في مواجهة النظام الكولونيالي الإسرائيلي الذي يسعى إلى تدمير هويتنا العربية الفلسطينية لتسهيل السيطرة علينا".

وتابع "لذلك فإن يوم الأرض، يشكل محطة محورية في تاريخ بقائنا وفي تاريخ تبلور هويتنا، إذ تصرفنا في هذا اليوم كجماعة واحدة، كشعب موحد، لأول مرة منذ عام 1948، في مواجهة مخططات مصادرة الأرض ومصادرة الهوية".

وخلص إلى أنه من واجبنا كأحزاب ومدارس وعائلات تربية الأجيال الجديدة وتعليمها تاريخ شعبنا، ومعاركه الوطنية لتكون قادرة على بناء حاضرها ومستقبلها ودحر المخططات العنصرية والتصفوية.

 جاءت أقوال عبد الفتاح خلال ندوة بعنوان " لنجدد العهد مع الأرض والإنسان"، التي نظمها التجمع الوطني الديمقراطي فرع النقب واتحاد المرأة يوم الأحد 28-03-2010   في الخيمة المقامة بجانب المركز الجماهيري –رهط إحياء لذكرى يوم الأرض.
 شاركت في الندوة مجموعة نساء من القرى غير المعترف بها ( الاطرش ) ومجموعة نساء من اللقية ، وممثلات عن معظم الجمعيات النسائية في رهط والقرى المحيطة، وتولى عرافة الندوة عضو التجمع والناشط عبد الكريم العتايقة مشيرا إلى أهمية الندوات والمؤتمرات والمهرجانات التي هي بمثابة رافعه للوعي الوطني لدى الجيل الشاب الذي سيخوض معارك المستقبل الذي لا يبشر بالخير وذلك نتيجة السياسة الاسرائيليه الاجراميه التي تمارس بحق أهلنا في كل بقاع الأرض, وحذر من مخططات المصادرة وطالب أهالي رهط برفض مخطط  رهط جنوب,ومخططات الدولة التي تنوي حشر المواطنين على اقل ما يمكن من مساحة ارض، حيث خصصت الدولة قطع اراض بمساحة 400 متر للعائلة وهذا يتنافى مع متطلبات العائلة العربية
وتحدثت ممثلة القرى الغير معترف بها السيدة مريم الاطرش التي شرحت المعاناة داخل القرى الناجمة عن الوضع اللا انساني .
   وقالت السيدة حنان الصانع من جمعية سيدرة النسائية ، إن النساء العربيات يتعرضن إلى أبشع صنوف الاضطهاد في كافة الميادين،  وتحدثت عن دور النساء البدويات اللواتي سلبن الهوية والكيان أكثر مع مصادرة الأراضي . مشيرة إلى أن "مصادرة الأراضي لم تنتهي في 1976 بل هي مستمرة حتى يومنا هذا في النقب ونحن نعيشها كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة ليس فقط في القرى الغير معترف بها بل أيضا في القرى المعترف بها ، من خلال القمع الاجتماعي السياسي والاقتصادي والتربوي وهدم البيوت ورش المحاصيل . أدعو إلى توحيد الصفوف ليس فقط بين شرائح المجتمع بل أيضا الرجال والنساء وان لا نخضع لسياسة فرق تسد ، وعلى المجتمع أن يدعم المرأة ويشجعها في المشاركة في السياسة لان تحرر المرأة يعني تحرر المجتمع" ،  ومن ثم ألقت الطفلة يمامة الصانع قصيدة "على هذه الأرض ما يستحق الحياة" ، ومن ثم تحدثت ممثلة منتدى معا هند الصانع فقالت "رغم الاحتلال والأسلاك الشائكة وسيطرة بعض العادات والتقاليد الموروثة لا زالت المرأة الفلسطينية في النقب ممنوعة من أن تتخطى عتبة المنزل لتقتحم فضاء الحياة العامة وتساهم في تغيير تصورات المجتمع حول المرأة الفلسطينية في النقب ، وأنهت حديثها بسؤال ماذا أعطت الأحزاب السياسية للمراة الفلسطينية عامة والمرأة في النقب خاصة
أما منى الحبانين مركزة اتحاد المرأة في النقب فحيت المشاركين مؤكدة على مواصلة النضال والنشاط الدؤوب وطالبت القوى السياسية والاجتماعية تكثيف ارتباطها بقضايا الأرض والمسكن كقضايا مفصلية في حياتنا.
وتلتها مركزة اتحاد المرأة أميمة مصالحة التي حيت نضال النساء في النقب وانخراطهن في النضال الوطني وبشكل خاص الدفاع عن الأرض.
وفي نهاية الندوة دعا  عوض عبد الفتاح إلى تطوير الهيئات القطرية التمثيلية في مواجهة السلطة الإسرائيلية ومخططاتها الإجرامية وإقامة اللجان الشعبية في كل قرية ومدينة عربية، وإلى تطوير وتفعيل اللجان القائمة في إطار تنظيم المجتمع العربي على أساس قومي.