الاثنين، 29 مارس 2010

على هذه الأرض ما يستحق أن نتحد



بقلم : أنور جمعة
                         
 يحيي شعبنا العربي الفلسطيني في الثلاثين من شهر آذار كل عام ذكرى يوم الأرض الخالد ، هذا اليوم الذي أضحى رمزاً للتعبير عن التمسك بالأرض و الدفاع عنها ، فالأرض جوهر القضية الفلسطينية ، و هي ركن أساسي من الأركان الثلاثة التي تقوم عليها أية دولة ، و من أجلها بذل شعبنا التضحيات الجسام من شهداء و أسرى و جرحى و ما زال .
إن الأرض الفلسطينية كانت و مازالت جوهر الصراع مع المشروع الصهيوني ، لقد إختلقت الحركة الصهيونية الأكاذيب ونشرت الخزعبلات للترويج لمشروعها الإستيطاني و ردد زعماء الصهاينة خرافة ( أرض بلا شعب لشعب بلا أرض ) فكان رد جماهير شعبنا الفلسطيني بالتشبث الأرض و الاستبسال في الدفاع عنها و الإستشهاد من أجلها ، و اليوم و بعد مرور نحو 62عاماً على نكبة فلسطين و 34 عاماً على ذكرى يوم الخالد ما زال الصراع محتدماً حيث السرطان الصهيوني الاستيطاني يحاول الانتشار و التمدد على كامل الأرض الفلسطيني للقضاء على آمال و تطلعات الشعب الفلسطيني وتصفية وجوده و قتل حلمه في الحرية و العودة و الدولة الفلسطينية المستقلة و عاصمتها القدس .
إن ما تتعرض له الأرض و القضية الفلسطينية اليوم يعد من أخطر ما مر بها منذ عقود طويلة ، فالاحتلال الإسرائيلي يشن حرباً شاملة و ممنهجة على الشعب الفلسطيني و بلا هوادة ، حيث تتخذ هذه الحرب أشكالاً مختلفة و متعددة من قتل للمدنيين الفلسطينيين و اغتيال للقادة و اعتقال للمناضلين و حصار و إغلاق للمعابر و الحدود و تجريف و تدمير للمزارع و الحقول و هدم للمنازل و المنشئات المدنية و تهجير للسكان و نهب و مصادرة للأرض و الاستيطان و الاستمرار في بناء جدار الفصل العنصري و مخططات تهويد القدس و الإعتداء على المقدسات الدينية ، و من جهة أخرى يعاني شعبنا الفلسطيني إنقساماً داخلياً شتت قواه و ألحق أضراراً جسيمة بقضيته و ألقى بظلاله القاتمة على كافة نواحي الحياة في المجتمع الفلسطيني ، و كل ذلك في ظل واقع إقليمي و دولي مرير منقسم على نفسه بين صامت و عاجز و متواطئ وبين من يحاول تغذية الانقسام و استثمار المعاناة الفلسطينية لخدمة أجندته الخاصة ، و لا مجال للشك في أن المستفيد الأول من استمرار حالة الإنقسام و الفرقة الفلسطينية هو الاحتلال الإسرائيلي الذي يوفر له الانقسام الأجواء المناسبة لممارسة عدوانه و جرائمه و توفر له الفرصة للهروب من تنفيذ إلتزاماته و تطبيق القوانين و المواثيق التي أقرتها الشرعية الدولية .
أمام هذا الواقع و ما تتعرض له القضية و الأرض الفلسطينية التي تعتبر أساس الوجود الفلسطيني و سر بقائه و التي لم تبخل يوماً في العطاء لأبنائها نقول لجميع أبناء الشعب الفلسطيني على اختلاف فئاته و قطاعاته و قواه أن على هذه الأرض ما يستحق أن نتحد و ننبذ الفرقة و الإنقسام لإستعادة و حدتنا الوطنية لنتمكن من توحيد جهودنا و حشد كافة طاقاتنا و إمكانتنا في مواجهة الاحتلال البغيض الذي يحتل أرضنا و يسلب حقوقنا و الذي يستهدف كل ما هو فلسطيني دون أي تمييز .
إن ذكرى يوم الأرض الخالد و دماء شهداء الأرض الفلسطينية تستدعي تغليب المصلحة الوطنية العليا على المصالح الحزبية و الفئوية الضيقة و ما يتطلبه ذلك من الشروع الفوري في إغلاق ملف الإنقسام دون أي تأجيل أو مماطلة و لنتحمل مسئولياتنا جميعاً فعلى هذه الأرض ما يستحق أن نتحد .

ملاحظة / لكل عشاق الأرض أهدي كلمات الشهيد الشاعر محمود درويش :

على هذه الأرض ما يستحق الحياة

على هذه الأرض سيدة الأرض

أم البدايات

أم النهايات

كانت تسمى فلسطين

صارت تسمى فلسطين

سيدتي أستحق لأنك سيدتي

أستحق الحياة



* أنور جمعة
عضو اللجنة المركزية لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق