الجمعة، 9 أبريل 2010

الدوافع الحربية لمسرح الفردوس واحتلال بغداد


د. مهند العزاوي*
أخطاء إستراتيجية وقيم واقعية ضعيفة
الحرب الإعلامية تسبق حرب المدافع
مسرحية سقوط التمثال والانهيار الإدراكي
دوافع اختيار ساحة الفردوس
 
يعد مخطط غزو العراق المرحلة الثالثة من إستراتيجية التواجد الأمريكية في المنطقة, التي اقرها كيسنجر عام 1974 وفي إستراتيجية الأمن القومي 200 ,وفعلت حسب تعبير المحافظين الجدد" الشرق الأوسط الكبير", ولا يمكن تسطيح وتسفيه العقل العراقي والعربي من خلال إدامة زخم التضليل والتلاعب والتطبيع  عبر وسائل الدعاية السياسية والإعلامية الأمريكية والعربية التابعة, والإيحاء بان تدمير العراق كان لتغيير النظام وما شابه ذلك من مبررات بديلة , باستخدام عبارات الخطاب المزدوج كالتغيير والتحرير والديمقراطية ..الخ,  حيث كانت المبررات الأساسية التي ضلل الرأي العام  الامريكي والدولي بشأنها لغزو العراق هي نزع أسلحة الدمار الشامل العراقية التي ثبت عدم وجودها بالأصل, وما روجه الإعلام ودوائر العلاقات العامة ووكالة المخابرات الأمريكية عن  مسئولية العراق عن أحداث 11 أيلول.
تستخدم الولايات المتحدة الأمريكية في حروبها كافة مواردها لتحقيق الهدف السياسي من الحرب, ولعل احتلال بغداد بهذه السرعة الغير متوقعة ترك أثرا نفسيا كبير وعتب وغضب شعبي عراقي وعربي ودهشة للكثير,ولابد النظر إلى الحرب أنها حرب مفروضة وتعد مصيرية ولا مفر منها ولا يمكن كسبها , مهما كذب وزيف السياسيين والعسكريين حقيقة القدرة العسكرية العراقية التي تعد  متخلفة قياسا بالقدرات العسكرية لدولة عظمى تحالف معها أربعة جيوش كبرى, وأكثر من 27جيش دولة أجنبية, وتسهيلات عسكرية ولوجستية وارض عربية.
 أخطاء إستراتيجية وقيم واقعية ضعيفة
هناك عدد من الأخطاء الإستراتيجية والعسكرية التي أغفلتها القيادة السياسية العراقية في قراءة فلسفة هذه الحرب المصيرية ,حيث اعتمدت عدد من القيم الواقعية الضعيفة في رؤيتها للحرب والتي لم تكن المسلك الأكثر احتمالا للعدو وبنت خططها للتصدي عليه ومنها ما يلي:-
1.     أن الولايات المتحدة الأمريكية لا يمكنها شن العدوان خارج أطار الشرعية الدولية إلا عن طريق مجلس الأمن وفق الأطر القانونية  ومن خلال تفويض أممي باستخدام القوة-وهذا لم يحدث حيث انتهكت أمريكا وحلفائها القانون الدولي وذهبت لشن العدوان على العراق دون تفويض أممي وارتكبت بذلك جريمة إرهاب القوة .
2.     أن الدول العربية لا يمكن أن تقوم بتسهيل العدوان قانونيا وعسكريا ولوجستيا وأخلاقيا على الأقل وتفعيل معاهدة الدفاع العربي المشترك - وهذا لم يحدث على العكس بل كانت غالبية الدول العربية ممرات حربية لدول العدوان, ونقل تجهيزاتها ومعداتها العسكرية ,والبعض منها كان قواعد عسكري ولوجستية انطلقت منها الطائرات, والآخرين ارض استخدمت لخرق الحدود السياسية عسكريا وبالقوة الأجنبية أي شراكة مباشرة بالعدوان.
3.     عدم تخطي الحقائق الإستراتيجية المرتبطة بالأمن القومي العربي ومعادلة التوازن الإقليمي والتي تلقي بظلالها على الأمن والسلم الدوليين ,  وأن غزو العراق سيخلف ثقب خطير في منظومة الأمن القومي العربي ومعادلة التوازن العربي الإقليمي.
4.     الاعتماد على النظام الرسمي الدولي في تلافي أو إيقاف شن العدوان.
5.     الاعتماد على الجهد الجيوقاري للدعم والإسناد-الصين –روسيا- فرنسا وإيقاف الحرب.
6.     اعتماد دروس حرب الخليج الثانية , دون الأخذ بنظر الاعتبار المتغيرات في مسارح الصراع الدولي , والمخططات المعتقة لاحتلال العراق,والتكامل العسكري الأمريكي وصعودها سلم القوة الأولى (تكامل ثورات مكنة الحرب –النووي- الفضاء –المعلومات) وتعاظم النزعة العسكرية وتفعيل آليات مخطط غزو العراق, وأيضا تصنيف القدرة العسكرية العراقية كقوة من العالم الثالث كجيوش تقليدية وتراجع جاهزية الجيش العراقي من جراء الحصار لأكثر من 12 عام, حيث لم يجهز بأسلحة ومعدات حديثة ,إضافة إلى الإنهاك الذي أصابه من جراء الضربات الجوية في حرب الخليج الثانية , ناهيك عن المظلة الجوية في خطوط الحظر الجوي  والضربات اليومية-التجريد الجوي- وكذلك الحملات الجوية المستمرة للأعوام 1992-1993-1996-1998, ناهيك عن ضربات التجريد لتهيئة مسرح العمليات قبل أشهر من شن العدوان .
7.     عدم الحدس بالعمليات المشتركة - الهجوم البري والبحري والجوي معا.
8.     التوقع بعدم جدية شن العدوان بالأصل, وكان الكثير من المسئولين يشيرون بأنها مهاترات واستعراض عضلات, وان أمريكا لن تشن الهجوم , وبذلك انعكس على شكل الاستعدادات للحرب أو أعداد الدولة للدفاع.
9.     عدم إعلان النفير العام ,ومزاوجة قدرات المنظومة المدنية والعسكرية لحرب مصيرية, والاتجاه لتقسيم العراق إلى أربع قيادات سياسية, خصوصا أن السياسة انتهى دورها ويفترض أن الحرب قائمة لا محالة والعسكر هم قادة الميدان الحربي, مما جعل القيادة العسكرية وعلى مختلف مستوياتها في دهشة وقلق.
10.                       عدم اعتماد تعاليم الحرب وفق فلسفة معالجة فرق القدرات والمعالجة بالبديل الأكثر أمنا وتأثيرا, بل اعتمدت القيادة السياسية مبدأ المشاغلة والتأخير  بينما ينجلي غبار الموقف السياسي, على أمل أن العالم والعربي منه سيتدخل لإيقاف العدوان.
 
 الحرب الإعلامية تسبق حرب المدافع
 
اختلف دور الإعلام الامريكي في العدوان على العراق  نظرا لاختلاف قيمة الهدف الإستراتيجي العسكري, ولكنه لم يختلف في المنحى العام , وبضمنها الأساليب والخطط  ومراحل التكتيك, فان الهدف الاستراتيجي المطلوب تحقيقه هو غزو واحتلال العراق وتطبيق المرحلة الثالثة من إستراتيجية التواجد - سياسية الوصول ( النفط-القواعد العسكرية- إسرائيل- تقسيم العراق), وقد اختلفت بيئة الصراع وكذلك الموارد , وتطورت كثيرا على مدى اثني عشر عام ,وخصوصا القدرة المكتسبة السياسية والمخابراتية والطابور الخامس والقواعد والتسهيلات العسكرية, وسيادة فلسفة الديكتاتورية البوشية(من لم يكن معنا فهو ضدنا),وكان الإعلام الحربي الأمريكي قد استخدم ألوية العمليات النفسية بطاقتها القصوى وفق مراحل انسيابية ومتقنة وكما يلي:-
1)    الدعاية السياسية والإعلامية- شيطنة العراق- وتضليل الهدف الاستراتيجي للعدوان وتوجيه بوصلة العقل العربي والغربي على انه صراع سياسي لتغيير نظام بعد ثبوت كذب وزيف مبررات شن الحرب .
2)    الدعاية المضادة- استخدام وسائل الإعلام, قناة الحرة - راديو سوا - قناة صلاح الدين الموجه للتأثير على الشعب والحرس الجمهوري العراقي(الحرب النفسية) .
3)    الحركة/العنف- مارس الطابور الخامس عمليات تجسس وتخريب أثناء الحرب.
4)    التأثير النفسي على الرأي العام الشعبي  ضمن الخطوط الأولى للهجوم-المدن والقرى لتحقيق الانهيار الإدراكي والاستسلام وعدم القتال.
5)    التغطية الإعلامية للحرب من جانب واحد , وباتجاه أبراز قدرة القوات الأمريكية وفق فلسفة الخوف والصدمة والرعب -أحادية التغطية – وكذلك استخدام المراسلين المدمجين مع القوات الغازية, وبذلك يرى العالم الغزو كحفل العاب نارية وليس إبادة دولة وشعب.
6)    الإيحاء بإنسانية الجيش الأمريكي عبر مشاهد ممنتجة ومفبركة بعيدة عن ساحة الحرب.
7)    إظهار وسائل الإعلام أكذوبة "الحرب النظيفة" الخالية من الضحايا والخسائر.
8)    التقييد بتحديدات القيادة المركزية بخصوص التغطية الإعلامية ونشر الصور .
 
اثبت أن الحرب الإعلامية أمضى وأقوى من حرب المدافع ,وتستطيع أن تهيكل عقول الرأي العام وتصور القتل والتدمير نصرا, واستخدمت في الحرب الإعلامية الأمريكية ضد العراق ,
الكذب, الخداع, التضليل, التلاعب, العمليات النفسية(التأثير), فبركة المواقف وتزييف الأحداث, خطط الخداع الاستراتيجي في مختلف مجالاتها, حرب الصور, حرب الكلمات, حرب الأثير, التقنيات المتطورة للصورة, النقل السريع, أنتاج ناجح وممسرح لعملية سقوط تمثال في ساحة "الفردوس" وشكل نجاح عملياتي, وخرق جميع الاعتبارات العسكرية وقد نفذه الأعلام الأمريكي والغربي والعربي بحرفية ودقة ساهم في سرعة احتلال بغداد.
 
مسرحية سقوط التمثال ساحة الفردوس
 
افتقر الإعلام العراقي لمنهجية حديثة في التصدي للدعاية المضادة , مع العلم أن وزير الإعلام العراقي "الصحاف" قد نجح بامتياز في قيادة حرب إعلامية وفق معايير الحرب والإعلام, وقد تبني الإعلام العراقي مصطلحات , تعزز مركزية القائد , وقولبة الرأي العام حول هذه الفكرة , وقد انعكست سلبيا في الحرب المصيرية التي خاضها العراق , وخلفت كارثة حربية تجسدت بتشظي المفاصل والمؤسسات الحكومية في ظل انقطاع خطوط المواصلات والاتصالات, وكانت ابرز السلبيات هي:-
           أ‌-          تطبيع الرأي العام العراقي على مشاهدة عدد كبير من التماثيل والصور وبمختلف الأشكال وفي جميع الأماكن المدنية والعسكرية والحكومية للرئيس العراقي, واعتبرها البعض من الانتهازيين والمتحولين السياسيين انه نوع من أنواع التقديس الشعبي, بل معيار الولاء الوطني , وخلافا لذلك يتعرض الشخص إلى المسائلة القانونية , وهذا جوهر الخطأ الذي جعل منظومة القيم الوطنية تأتي ثانيا, وهذا ما استثمرته وسائل الدعاية الأمريكية ومكاتب العلاقات العامة للتأثير على الرأي العام وهيكلته نحو الغزو من خلال شيطنة العراق كراس جسر للحرب النفسية.
        ب‌-       روج الإعلام العراقي للجماهير العراقية عبر عقود خلت , ومن خلال وسائل الإعلام المختلفة,أن وجود الأمن والطمأنينة بمشاهدة الرئيس العراقي عبر الوسائل المرئية أو المسموعة, وبالتالي أصبح ذلك محورا مركزيا في أداء المواطن, وألقى بظلاله على الحياة السياسية والعسكرية.
        ت‌-       المركزية الصارمة والمرتهنة برأس الهرم في السلطة, قد أنتجت كم هائل من المتقاعسين, النمطيين, الانتهازيين, المنافقين, المنتفعين, وخلف عدم الشعور بالمسؤولية الوطنية, والاعتماد والاتكاء على القرار المركزي مهما كان نوعه وخصوصا في المواقف المصيرية, وفي الحالات العصيبة يحتاج القائد إلى قرار لا مركزي لمعالجة الموقف دون الانتظار لأمر مركزي وكان هذا محظورا.
دوافع اختيار ساحة الفردوس
 
كانت هناك عدد من الدوافع الحربية لاختيار "ساحة الفردوس" في حسم الحرب إعلاميا , وقد حشدت وسائل الإعلام الأمريكي والغربي والعربي,  لتصوير ونقل وتغطية إخراج "مسرحية سقوط التمثال" في ساحة "الفردوس" , وأعقبه إعلان احتلال بغداد إعلاميا , وانهيار صمامات التماسك للدولة العراقية, في ظل غياب الإعلام العراقي , وبالرغم من تواجد كافة هياكل ورموز الدولة في حينها, ومناطق بغداد كانت تقاتل حتى يوم 19-4-2003 , وأشير إلى بعض الدلالات التي تدل أنها عملية متقنة مهيأة إعلاميا لتحقق مكاسب عسكرية وسياسية , وتحقيق الانهيار الإدراكي والاستلام وعدم القتال من قبل القوات وكما يلي:-
1.     تعتبر ساحة الفردوس ذات بعد تراثي حيث كانت في السابق ضريح للجندي المجهول.
2.     انتخبت منظومة الإعلام الأمريكي مسرح الحدث بدقة, وبما يتلاءم مع جوهر الفكرة وحجم التأثير المطلوب إحداثه, بالصورة, الموقع, اللون, البعد التاريخي, البعد المستقبلي,الموقع التعبوي لذا جرى انتخاب ساحة الفردوس ولم ينتخب موقع أخر.
3.     تعتبر ساحة الفردوس تعبويا اقرب المسالك لمداخل بغداد الجنوبية حيث تبعد مسافة5كم عن مدخل بغداد الجنوبي الذي تمكنت القوات الأمريكية اجتيازه بسرعة نسبيا[1].
4.     تعتبر ساحة الفردوس اقرب مقتربا تعبويا قتاليا باتجاه القصر الجمهوري وهو مقر الرئاسة العراقية ودلالة العراق المعنوية.
5.     انتخبت ساحة الفردوس ارض الحسم العسكري في معركة بغداد, لتحقيق الانهيار الإدراكي وتدمير الروح المعنوي للقطعات العسكرية والجماهير العراقية في بغداد,  خصوصا أن المعارك كانت ضارية وشرسة , وكانت بمثابة إسناد الإنقاذ  لقوات الاحتلال الأمريكية خصوصا بعد تجاوز الحرب للفترة الزمنية التي وعد بها "بوش" الشعب الأمريكي وكانت 6ايام .
6.     تطبيق خطة المخادعة الإستراتيجية , وسبق النظر في الإعلان عن إسقاط النظام العراقي , بالرغم من وجود كافة رموزه وهياكله (مدلولات الصراع المسلح) ولغرض أعطاء انطباع للرأي العام الأمريكي والغربي, وتحقيق النصر مع تعتيم كامل على شراسة المعارك التي جرت قبل وبعد سقوط التمثال والتي استمرت لغاية يوم19/4/2003في بغداد.
7.     تناقلت وسائل الإعلام الأمريكية والغربية والعربية مسرحية إسقاط التمثال التي التقطها الرأي العام العراقي بدهشة كحدث غير متوقع, نظرا لفقدان الإعلام العراقي وسائل الاتصال من جراء استهداف مبنى الإذاعة والتلفزيون وملاحقة الإذاعات الأخرى وعدم تيسر صحون لاقطة قبل غزو العراق.
 
شارك في مسرحية التمثال 150 شخص من المرافقين للقوات الأمريكية, مليشيات , وأشخاص مأجورين مرتزقة, وهذا تضليل يدخل ضمن خطة الخداع الاستراتيجي, حيث لم يتمكن العراقيين من الخروج بالانسيابية التي نقلتها وسائل الإعلام في ظروف القصف ألسجادي الدموي الامريكي الذي قتل في آلاف العراقيين, كما أن الجندي الأمريكي نسي فصول المسرحية ووضع العلم الأمريكي على رأس التمثال, وتم إبداله بعلم عراقي قديم غير موشح باسم "الله اكبر", وكان عدد من الجنود الأمريكيين مستلقين على جانب الطريق بدون سلاح ,في ظل أشرس مراحل الحرب والقتال, وقد حقق هذا الإخراج الإعلامي نتائج سياسية وعسكرية باهرة لم تكن متوقعة, وقد أنهى صفحة الهجوم قبل أوانها على الأقل إعلاميا ورسميا, وأكد أهمية ودور الحرب الإعلامية التي لا تقل تأثيرا عن حرب المدافع .
يرى الكاتب هناك عنصر ربط وقاسم مشترك يجمع الحرب الإعلامية والعمليات النفسية مع المهام العسكرية والسياسية في الغزو الأمريكي, وتبرز جسامة الوظائف والأدوار المناطة به , وتشكل عنصر الارتكاز في تحقيق الأهداف والغايات الإستراتيجية السياسية والعسكرية , وقد تعكزت عليها الإدارة الأمريكية في جميع حروبها وغزواتها , ناهيك عن الدور في تسويق الحرب وشحذ الرأي العام ضد العراق, وبالتأكيد هناك اختلاف كبير في القدرات والموارد بالمقارنة مع الإعلام العراقي, وهذا يؤكد الفرق الكبير في استخدام وحشد الموارد للحرب , والإهمال الذي تعاني منه دول العام الثالث في هذا المجال, وعدم المبالاة بما يقدمه الإعلام الأمريكي من فلسفة الانصياع والتطبيع والتضليل لكسب الحروب , ولا تزال وسائل الإعلام الأمريكي والغربي تصور الجرائم والمجازر في العراق والكوارث الإنسانية وجرائم الإبادة للجنس البشري  على أنها تغيير نحو الأفضل, وإنها الحياة الديمقراطية , و قد حققوا بعض من أهدافهم الإستراتيجية وأبرزها: خلق بيئة تقسيم العراق عبر تقطيع المجتمع العراقي إلى مكونات ومذاهب وأعراق , والحصول على تسهيلات وقواعد عسكرية, والهيمنة على النفط والغاز (استخراج-تصنيع-نقل-تسويق تسعير), وتقسيم دول العالم العربي إلى دويلات  كما يجري اليوم في فلسطين السودان ولبنان واليمن ومصر..الخ ,ونشر جرثومة الاحتراب الطائفي,وكانت القمة العربية دليل واضح على انهيار النظام في معالجة الملفات الخطيرة, ولعل أبرزها ملف العراق الثقب الأسود ,ناهيك عن آليات تطبيع الاحتلال والاستعمار على انه تغيير ديمقراطي في اكبر خطيئة إستراتيجية ارتكبها العالم والعرب , وقد خرج الشعب الأمريكي في ذكرى العدوان يندد بجرائم الرئيس الأمريكي بوش وإدارته على اثر غزو العراق ويوصفهم بمجرمي الحرب , وطالبوا بإنهاء الاحتلال في العراق وأفغانستان, نعم كان غزو واحتلال العراق صفقة دولية إقليمية عربية ذهب ضحيتها العراق وشعبه, ولكن يبقى شعب العراق هو من يقرر مصيره مهما كانت التحديات وسيخرج قوات الاحتلال من العراق مهما عقدت من صفقات اقليمية  .
 
  *مدير مركز صقر للدراسات الاستراتيجية

مذبحة العراق ليست مجرد صدفة


إعداد وترجمة دجلة وحيد
 
عزيزي القاري الكريم نشرت قبل ايام ترجمة لمقال قصير بعنوان "القتل العشوائي للعراقيين من قبل الأمريكان" بمناسبة نشر شريط لفيديو على موقع ويكيليكس يظهر القتل البربري العشوائي لإثني عشر مواطنا عراقيا مدنيا من قبل جنود مروحية أباتشي في ضاحية بغداد الجديدة في 12/7/2007، من بينهم مصور صحفي "نمير نور الدين" وسائق "سعيد تشماغ" يعملان مع وكالة رويترز للأنباء.  إدعى الجيش الأمريكي كذبا أنهم كانوا يتعرضون لهجوم من قذائف صاروخية ونيران صغيرة، وأن جميع القتلى بإستثناء إثنين من موظفي رويترز، من المتمردين. القيادة العسكرية الأمريكية تقول - وكما جاء في تصريح العميد البحري هال بيتمان، مدير الإتصالات في القيادة المركزية، التي تشرف على الحرب في العراق - بأن ليس لها خطط لإعادة فتح التحقيق في الحادث.
 
في هذه المساهمة الجديدة أقدم لك ترجمة لمقال كتبه السياسي ومحامي القانون الدستوري "جلين جرينوالد" الذي يكتب في "موقع سولان.كوم". جلين جرينوالد ظهر أيضا في مقابلة تلفزيونية في محطة ديموكراسي ناو في 6/4/2010 سوية مع "جوليان أسانج" المؤسس المشارك لموقع "ويكيليكس.اورج" لمناقشة أحداث شريط الفلم الذي سربه موقع ويكيليكس في 5/4/2010، الذي يظهر القتل البربري العشوائي لعراقيين مدنيين عزل من قبل جنود أمريكان في مروحية أباتشي. لقراءة المقال باللغة الأنكليزية وكذلك لمشاهدة شريط فيديو الجريمة والمقابلة التي ظهرت على تلفزيون ديموكراسي ناو يرجى فتح الرابط المكتوب في مؤخرة هذه الترجمة.
   
كتب السياسي ومحامي القانون الدستوري "جلين جريوالد" في موقع سولان.كوم مايلي:
 
كنت الأن في محطة تلفزيون ديموكراسي ناو (الديموقراطية الأن) سوية مع جوليان أسانج من موقع ويكيليكس نناقش تسجيل الفيديو الذي أصدروه أمس حول القتل العشوائي للعراقيين، وهناك نقطة حيوية واحدة أريد التأكيد عليها. تسليط الضوء على ما تقوم به حكومتنا وجيشنا حرج جدا لأنه يجبر الناس على رؤية ما جرى حقا ويمنع الأسطورة والدعاية من تحريف تلك الحقائق. لهذا السبب تحارب الإدارة بشدة للحفاظ على صور التعذيب مخمدة، لماذا حارب العسكر بشكل مستميت هنا لإبقاء هذا الفيديو مخفي (ولماذا عملوا نفس الشيئ فيما يتعلق يالمذبحة الأفغانية)، ولماذا أن المخبيرين والصحفيين الحقيقيين، ومواقع مثل موقع وكيليكس هم العدو المعلن للحكومة. المناقشات التي تدور بين العديد من الناس اليوم -- حول الحقيقة الوحشية لما تقوم به الولايات المتحدة عندما تنشغل في الحرب، الغزو والإحتلال -- هي بالضبط المناقشة التي يريدون بشدة تجنبها.
 
لكن هناك خطر جدي عندما تكشف حوادث مثل مذبحة العراق هذه بشكل مجزء وإسلوب غير عادي: ألا وهو الميل الى الحديث عنها كما لو أنها مجرد إنحراف. أنها ليست كذلك. أنها على العكس: أنها معدل لدرس، إجراء تحرك عادي، ما نقوم به في الحروب والغزوات، والإحتلال. الشيئ النادر الوحيد حول عملية القتل بمروحية الأباتشي هو أننا نعرف عن ذلك ونرى ما حدث في الفيديو، ونحن نراها في الفيديو ليس لأنها نادرة، بل لأنها فقط حدثت بسبب: (أ) أدت الى وفاة إثنين من موظفي رويترز، وهكذا تلقت المزيد من الإهتمام من آلاف الحوادث المماثلة الأخرى التي قتل فيها مدنيين عراقيين بلا اسماء، و (ب) في نهاية المطاف وقعت في أيدي ويكيليكس، التي نشرتها بعد ذلك. لكن الذي ظهر هو شائع بالكامل. وهذا يشمل ليس فقط القتل الأولي لمجموعة من الرجال، الأغلبية العظمى منهم غير مسلحين بشكل واضح، لكن أيضا القتل الغير مبرر ببساطة لمجموعة من الرجال العزل (مع أطفالهم) يحملون رجل غير مسلح، مصاب إصابة خطيرة الى بر الأمان -- كما لو أن هناك شيئ شنيع عن البشر في منطقة حضرية يحاولون أخذ مصور غير مسلح الى المستشفى.
 
سبب رئيسي أن هناك مئات الألاف من القتلى المدنيين الأبرياء في العراق، وآلاف أخرين في أفغانستان، هو لأن هذا ما نفعله. هذا هو سبب وجود العدد الكثير من هؤلاء المدنيين موتى. ما يرى المرء في هذا الفيديو هو كيف ندير حروبنا. لهذا السبب أنه مثير للإشمئزاز مراقبة الناس -- بضمن ذلك بعض "الليبراليين" -- يهاجمون ويكيليكس لطعنها القوات العسكرية، أو يشكون بأن الإعتراضات على هذه الأعمال تستخف الجيش بشكل غير عادل لأن "رجالنا هم الأخيار" وأنهم يتصرفون بشكل مختلف "99.99999999% من الوقت". هذا هو محض إفتراء. تماما مثلما كانت المحاولة المخادعة لتصوير منتهكي أبو غريب كمارقين "تفاح سيئ" حينما فضح تصرفهم بالصور (عندما كان واقع الحقيقة هو أنهم كانوا يتصرفون وفق إتساق كامل مع سياسة الحكومة المخولة)، الإدعاء بأن ما عرض في هذا الفيديو هو نوع من مغادرة شنيعة من السياسة الأمريكية هو كذبة بشكل واضح. على نحو منحرف، المحافظون الجدد الفاسدون أخلاقيا الذين يبررون عمليات القتل هذه في الحقيقة أنهم أكثر صدقا من أولئك الذين يحاولون الإدعاء بأن هذا القتل هو حالة نادرة وغير عادية: أولئك الذين يدعمون الولايات المتحدة في غزو وشن الحرب على دول أخرى يؤيدون بالضبط هذا السلوك.   
 
كما يوضح شريط الفيديو، لم يتخذ الجنود في طائرة الأباتشي خطوة واحدة -- بضمن ذلك قتل أولئك الرجال الغير مسلحين الذين حاولوا أن ينقذوا الجرحى -- دون الحصول أولا على إذن رسمي من رؤسائهم. أبعد من ذلك، تبنت وزارة الدفاع الأمريكية فجأة حكمة الشفافية -- عندما سرب الفيديو -- عن طريق نشر في الإنتيرنيت تقارير مايسمى بـ "التحقيقات" التي قامت بها في هذا الحادث (نتيجة لضغوط من وكالة رويترز). تلك التحقيقات الرسمية لم تجد فقط بأن كل إجراء أتخذ من قبل الجنود كان مبررا بشكل كامل -- بضمن ذلك إطلاق النار على المنقذين المدنيين الغير مسلحين -- لكن وجدت أيضا بأن ليس هناك حاجة لإتخاذ أي خطوات علاجية  التي يتعين إتخاذها لمنع إعادة حدوثها مستقبلا. ما نراه على هذا الفيديو هو ماتفعله الولايات المتحدة على أساس دائم ومنظم في هذه البلدان، وهذا ما كنا نقوم به منذ سنوات. من الواضح أنها تتفق مع سياساتنا وممارساتنا لكيفية قتالنا في هذه البلدان، وهذا بالضبط ما خلص التحقيق في هذه التقارير.
 
فيديو الويكيليكس ليس إتهام فردي للجنود المتورطين -- على الأقل ليس أوليا. بالطبع أولئك الذين ليسوا معتادين على مثل هذه المشاعر صدموا بهذا الإرتياح القاسي والسادي الذي أبداه هؤلاء الجنود في ذبح أولئك الذين أدركوهم كالعدو (حتى حينما كان غير مسلح ويزحف على الأرض بجروح مميتة)، لكن هذا ما هم درسوا ودربوا وطلب منهم القيام به. لو تأخذ  جنود شباب هادئين حسنو النية وتلصقهم في منتصف منطقة حرب خطرة لسنوات وتدربهم على التفكير والتصرف على هذا النحو، هذه حتما ستكون النتيجة. إن الفيديو هو إتهام لحكومة الولايات المتحدة وسياسات الحرب التي تتبعها.
 
كل هذا أبقي عادة بعيدا عنا. على خلاف أولئك في العالم الإسلامي، الذين شوفوا هذه الحقائق في كثير من الأحيان الى حد بعيد من قبل صحافتهم الحرة، لا نرى عادة مايتم القيام به من قبلنا. نبقى معزولين عنه بمنتهى السعادة، لكي في تلك الحالات النادرة عندما نتعرض تصويريا إليه، يمكننا أن نقول لأنفسنا أن الأمر كله غير عادي ونادراَ جداَ. ذلك كيف أننا رفضنا بشكل جماعي صور أبو غريب، وأنه السبب في أن إدارة أوباما إتخذت خطوات إستثنائية من هذا القبيل لقمع جميع ما تبقى من صور التعذيب: لأن الكشف عن المزيد من شأنه أن يكشف هذا السلوك على انه سلوك عادي وشائع، وليس على الإطلاق غير عادي أو إستثنائي.  
 
بالضبط نفس الديناميكية تنطبق على إعتراف وزارة الدفاع أمس بأن إدعاءاتها الأصلية حول القتل الوحشي في فبراير/شباط لخمسة مدنيين في شرق أفغانستان كانت خاطئة كليا. ما حدث هناك -- الذبح لمدنيين مسالمين، تحدثت أكاذيب رسمية حول الحادثة، نشرت تلك الأكاذيب من قبل وسائل الإعلام الأمريكية دون تمحيص -- هو ما يحدث بإستمرار (نفس سلوك التغطية المخادع حدث بفيديو العراق).  الأكاذيب حول عمليات القتل الأفغانية عُرّضتْ في هذه الحالة ليس بسبب أنها نادرة، لكن بسبب مراسل باسل وعنيد صادف أن تمكن من السفر الى المقاطعة النائية والتحدث الى شهود والتحقيق في الحادث، أجبر وزارة الدفاع الأمريكية للإقرار بالحقيقة.
 
قيمة فيديو ويكيليكس/العراق وكشف ماحدث في أفغانستان هي ليس أنها تفضح أحداث مروعة على نحو غير عادي. القيمة هي في إدراك أن هذه الأحداث هي أي شيئ ماعدا غير عادية.
 
هنا مقطع المقابلة في الديموقرطية الأن التي قمت بها مع أسانج. معظم المناقشة، على نحو ملائم، كرست للإستماع منه حول شريط الفيديو، وأنه يستحق المشاهدة، مشاركتي تبدأ تقريبا في الدقيقة 35.
 
9/4/2010
 
رابط المقال المكتوب باللغة الأنكليزية:

 

التجمع العراقي للتحرير والخلاص الوطني تصريح رقم 161


تصريح ناطق باسم التجمع العراقي للتحرير والخلاص الوطني بمناسبة الذكرى المشؤمة لاحتلال بغداد في 9/4/2003

   ياابناء الشعب العراقي العظيم                        ياابناء الأمة العربية المجيدة

                              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد تأكد لأبناء شعبنا العراقي الحبيب ولجماهير آمتينا العربية والإسلامية أكاذيب وزيف ادعاءات الأمريكان بأن غزوا العراق واحتلاله جاء للوقوف أمام خطر امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل , بل إن جميع المؤشرات تؤكدان المؤامرة على العراق قد بدأت منذ عام 1990حيث أوجدت أمريكا خطوط الطول والعرض لمنع طيراننا الوطني من التحليق في الأجواء حفاظا على أمننا الوطني العراقي ثم تبعته بقرار حضرت على العراق تصدير نفطه إلا  بموجب برنامج النفط مقابل الغذاء الذي أوقف عجلة الاقتصاد العراقي والتقدم العلمي وإدخال العراق في عديد من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية .
لم يكن لأي دولة في العالم حتى الولايات المتحدة الوقوف أمام كثافة ما وقع على العراق من قنابل وصواريخ مشبعة بالمواد الكيماوية والفسفورية واليورانيوم والعنقودية والفراغية وصواريخ عابرة للقارات وكلها أسلحة محرمة دوليا , ناهيك عن مساعدة بعض الأقطار العربية بفتح أراضيها وأجوائها وموانئها لدخول القوات المحتلة لغزوا العراق وتدميره وقتل شعبه.
لقد دخل الاحتلال عامه السابع بحجة الديمقراطية والحرية والقضاء على الدكتاتورية فكانت نتيجة ذلك الكذب ممارسة أبشع أنواع الدكتاتوريات في العالم من خلال تعينهم لشخصيات منبوذة على السلطة نشروا الفساد والنهب والرعب والذعر واستعملوا لغة القتل والاغتصاب على الهوية ورسخوا قانون شريعة الغاب ونفذوا الاعتقالات والإعدامات  وهجروا خمسة ملايين عراقي مثقف
وخلفوا ملايين الأرامل والأيتام والمشردين والعاطلين عن العمل , إن تعامل الأمريكان مع العصابات واش

صرخة قلم من شده الألم. ...الاستيطان


بقلم /ختام الفرا
9/4/2010م
تعريف الاستيطان : هو - حركة استعمارية صهيونية احتلالية –حلت محل سكان البلاد الأصليين:- الي كل العرب ومن لا يعرف شيئ عن الاستيطان الصهيوني  ,,
نجح تيودور هيرتسل في الترويج لفكرة العودة إلى فلسطين وإقامة وطن لليهود هناك, وتبلور ذلك النجاح في عقد المؤتمر الصهيوني الأول في مدينة بازل بسويسرا عام 1897 وكان من أهم نتائجه إقامة المنظمة الصهيونية العالمية لتنفيذ البرنامج الصهيوني الذي ينص على أن "هدف الصهيونية هو إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين .. عملت المنظمة الصهيونية العالمية بجد منذ صدر قرار تأسيسها في المؤتمر الصهيوني الأول عام 1897 على إقامة وطن لليهود, وهو ما تحقق على أرض فلسطين عام 1948. تشكيل منظمة الصهيونية العالمية بقيادة (تيودور هرتسل)
كان هرتسل وهو لمن لا يعرفه كاتب نمساوي الجنسية يهودي الديانة قد أصدر في العام 1895م 1313هـ  كتاب بعنوان(ألدوله اليهودية) و الغرض الأساسي للحركة الصهيونية تجميع اكبر عدد من يهود العالم في فلسطين من خلال عملية انقلاب ديمغرافي حتى يستبدل اليهود بسكان البلاد الأصليين منذ القرن 16 – 19 .
مؤتمر بازل ( بال ) بسويسرا في العام 1315هـ 1897م وهو المؤتمر الصهيوني الأول الذي نجح ( هيرتسل ) في عقده وضم (204) مندوبين يمثلون جمعيات صهيونية متناثرة في أرجاء مختلفة من العالم وقد حدد المؤتمر هدف الصهيونية إن غاية الصهيونية هو خلق وطن للشعب اليهودي في فلسطين بضمنة القانون العام, بدأ التحضير الجدي لعقد مؤتمر صهيوني مع مطلع سنة 1897،بينما كان القصد الحقيقي للمؤتمر منذ البداية هو (دوله يهودية)
في مؤتمر بازل ". لقد وضع هذا المؤتمر شعار العلم اليهودي والنشيد الوطني القومي اليهودي وتأسست الهيئات الصهيونية التنفيذية وصندوق الائتمان اليهودي لشراء الأراضي

تشكيل الجهاز التنفيذي "الوكالة اليهودية" لتنفيذ قرارات المؤتمر؛ ومهمتها جمع الأموال في صندوق قومي لشراء الأراضي وارسال المهاجرين لإقامة المستعمرات لليهود في فلسطين.
 
- التأثير الاستيطاني السياسي والعسكري على الاقتصاد الفلسطيني في مجالات الزراعة والمياه و الصناعة والعمالة الفلسطينية والمياه الجوفية والهواء ودفن النفايات السامة و الكيميائية في الأراضي الفلسطينية.
تأثير الاستيطان على الأراضي المقدسة فكان إنشاء الهيكل المزعوم في القدس للسيطرة على المدنية المقدسة، فسمحت للمستوطنين بإقامة المستوطنات على أرض أماكن الوقف الإسلامي فصادرت أراضي وأحياء عربية في القدس وعملت على قلب النظام الجغرافي والديمغرافي لهذه المدينة, ومن أهم قرارات هذا المؤتمر :- العمل على استعمار فلسطين بواسطة العمال الزراعيين والصناعيين اليهود ووفق أسس مناسبة تنظيم العناصر اليهودية وتوثيق الروابط بينها بإنشاء المؤسسات المحلية والدولية وفقا للقوانين المتبعة في كل بلد)) وفي مؤتمر بازل قال  هرتسل,, لو أردت أن اختصر مؤتمر بازل في كلمه وهذا مالن افعله صراحة لقت أن بازل أسست الدوله اليهودية ولو أعلنت
ذلك اليوم لقابلني العالم بالسخرية والتهكم ولكن بعد خمس سنوات علي وجه الاحتمال وبعد خمسين سنه علي وجه التأكيد سيري هذه الدوله جميع الناس ..
وصل عدد المستوطنين في الضفة الغربية وقطاع غزة في منتصف عام 2000 إلى 193 ألف مستوطن، وإذا أضفنا إليهم 180 ألفا يسكنون داخل حدود بلدية القدس التي تم توسيعها عام 1967، يصبح عدد المستوطنين 393 ألفا يسكنون في 144 مستوطنة في الضفة الغربية و15 بمدينة القدس و17 بقطاع غزة,, ونلاحظ بأن الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة ليس استيطاناً بالمعنى السكاني، وإنما هو استيطان قائم على أساس إحلالي، إذ أقامت إسرائيل مناطق صناعية وأعطتها امتيازات كبيرة، وتطورت بدرجة كبيرة جدا في السنوات الأخيرة. فحصلت هذه المستوطنات على امتيازات ذات أفضلية من الدرجة الأولى، من أجل أن تكون هدفا لعمل المستوطنين، فأقيمت كبرى المناطق الصناعية في وسط الضفة الغربية (بركان، وكرني شمرون) وفي منطقة القدس (مشور أدوميم) و(إيرز) في قطاع غزة. كما تم نقل كثير من المصانع من داخل إسرائيل إلى الضفة الغربية بسبب انخفاض تكاليف التشغيل ورخص الأيدي العاملة، مضافا إليها الامتيازات المقدمة من الحكومة..
 ياقارئ كلماتي بالعرض وكلماتي بالطول !هل هذا معقول؟؟  حروب ,,استيطان,,حواجز,إغلاق ,وحصار
ضاعت من القدس وقامت دوله إسرائيل ,من المسؤول؟ لمتى هذا الصمت  لماذا سمحت لنفسك الاهآنة والعار تعالوا.. نُعطي.. نبني.. نتحاور.. نتعاون.. نُفكر.. نكتب.. نُبدع.. نُترجم.. نُقاتل!! .أيها العابرون التاريخ على صهوات خيول الكرامـة، أيها الواقفون شـهداء على اختلال موازين الشـهامـة.. تتهاوى كلُّ عواصمنا كي تبقى دولةُ إسرائيلْ صرخه قلم من شده الم ..الموت الموت لإسرائيل  

الارتقاء بأخلاق المهنة


زهير الخويلدي
" الأدوار الاجتماعية المختلفة بما فيها الأدوار المهنية تحكمها مبادئ أخلاقية تختلف عن المبادئ الأخلاقية العادية بل حتى تتعارض معها"[1]
الانتقال من الإتيقا إلى الإتيقات كان نتيجة حتمية للتطور العلمي والتكنولوجي الحالي وللتقسيم المنهجي والصناعي للعمل، وكان أيضا بسبب استحالة إخضاع كل دوائر النشاط البشري إلى منظومة قيمية واحدة وصفت عادة بكونها صورية وكلية وعامة وتميزت بالصرامة والواجبية والقانونية. من هذا المنطلق ظهرت اتيقات جديدة تحاول قدر الإمكان مسايرة التغيرات ومراعاة الظرفية والخصوصية وتواكب أشكال الحياة الصغرى التي يعيشها الإنسان دون نظرة أكسيولوجية فوقية وبعيدا عن التعسف المعياري ونذكر من بينها أخلاق الحياة في الطب وأخلاق البيئة في أمور المحيط والأرض وأخلاق المهنة بالنسبة إلى النشاطات المهنية التي يقوم بها الناس.
هذا التكوثر الإتيقي عبر عنه بول ريكور بقوله:"فليس من باب الصدفة إن كنا نعين من خلال اللفظ اتيقا شيئا مثيلا بالميتا-أخلاق، أي تفكير من مستوى ثان في المعايير، ومن جهة أخرى إجراءات عملية تستدعي وضع عبارة اتيقا في صيغة المتعدد وإرفاق العبارة بنعت مثل حديثنا عن الإتيقا الطبية والإتيقا الحقوقية واتيقا الأعمال."[2]
لقد وجدت أخلاق المهنة نفسها منذ انبثاقها مطالبة بالرد على تحديين كبيرين هما:
1-   تعريف الواجبات الأخلاقية بحسب الدور الذي يشغله الإنسان في الحياة النشطة.
2-   مسألة تعددية الخيرات والقيم الناتجة عن كل نشاط وبروز تعارض فيما بينها.
فهل يؤدي القول بتعددية الميادين إلى تطبيق مبادئ أخلاقية مختلفة أم أن هناك اعتبارات أخلاقية ذات أولوية وفريدة يجب تحقيقها مهما تباعدت المجالات؟
والحق أنه توجد مبادئ كونية مثل العدالة والمساواة والنزاهة والإخلاص والوفاء والحق والخير الأسمى والجمال في ذاته ولكن هذه القيم تختلف بحسب المجالات التي تطبق فيها وتضعف علاقات الأشخاص بها وتقوى حسب الرغبة التي يبدونها في تحصيل ذلك.
من هذا المنطلق نصل إلى القاعدة التالية: وجود أدوار مهنية مختلفة ووجود اعتبارات اجتماعية مختلفة يقتضي إيجاد معايير للسلوك مختلفة. وبالتالي فإن أخلاق الأطباء ليست هي أخلاق القضاة ولا تشبه أخلاق المحامين أخلاق المربين ويوجد فرق بين أخلاق التجار وأخلاق رجال الأعمال وربما لا يجوز لنا أن تقيس أخلاق الفنانين والكتاب وفق الأخلاق السائدة لدى العامة. لكن هذا لا يعني وجود نقاط مشتركة بين هذه الإتيقات المهنية وتناغم وظيفي سواء في الإسهام الايجابي أو في التأثير السلبي.
ما نلاحظه في ميدان الشغل هو عدم وجود هذه الإتيقات المهنية في مستوى المعاملات والضمائر وحتى إن وجدت على المستوى التشريع القانوني فإن معظم المهنيين لا يلتزمون بها ولا يحترمونها وتقودهم نوع من الانتفاعية غير المبررة والسلوك الأناني المتناقل من الواحد إلى الآخر عبر العدوى التفسيدية.
لقد عبر مسكويه عن ذلك بقوله:" وأسباب المضرات كلها تتفنن الى أربع أنواع: أجدها الشهوة والرداءة التابعة لها. والثاني الشر والجور التابع له، والثالث الخطأ ويتبعه الحزن والرابع الشقاء."[3]
 إن ميدان المهنة هو مجال التنافس غير النزيه والصراع للبحث عن الربح والمنفعة الشخصية ولو بتخليف الضحية والتناقض مع الأخلاق العادية وان العلاقات بين المهنيين والمسيرين يسودها النزاع والتوتر وتغلب عليها بعض السلوكيات السوداوية من نوع التملق والرياء والوشاية والتوسط والمخاتلة. كيف نفسر موقف طبيب يكلف مريضه ما طاقة له من المعالجة في سبيل تحقيق أقصى حد من الربح؟ وما تفسير تحويل المربي المتعلمين إلى حقل استثمار مادي عوض أن يستثمرهم معرفيا ويزرع فيهم قيم التربية والابتكار؟ وماذا نقول عن محام يعلم أن موكله مدان ولكنه يبذل أقصى ما عنده لكي يثبت براءته؟ وكيف نفسر عدم تضامن المهنيين من نفس القطاع مع زميل لهم تعرض لمشكلة معينة؟ ألا يعني ذلك أن الجماعة المهنية لا تحكمها منظومة اتيقية تكون بمثابة العروة الوثقى التي تشد العناصر لبعضعها البعض؟
إن لب المشكلة عند ريكور يكمن في علاقة الفاعل بالمعايير وفي الوجه الذاتي من الإحساس بالواجب وليس في الحرص على ضبط حد مرجعي قار يعين مبادئ المباح والمحظور.
إن الحاجة إلى بناء أخلاق المهنة والالتزام بها هي حاجة أكيدة من أجل صون كرامة العامل والمحافظة على إنسانية الإنسان ومن أجل الكف عن الثلب والتشهير والتطاول على حقوق الآخرين وان المجال الإعلامي والصحفي هو أكثر هذه الميادين المهنية هشاشة ويتطلب معايير إتيقية صلبة تنظم الساحة التواصلية حتى يتخلص القطاع من الدخلاء والمتسللين.
فمتى تعود قيمة الزمالة المهنية إلى وضعها الأخلاقي المرموق؟ ومتى يحترم كل رجل مهنة التراتيب القانونية والأخلاقية التي يجب عليه أن يتبعها؟ وما السبيل إلى رفع التناقض بين أخلاق المهنة ومبدأي الكونية وعدم الانحياز؟ وألا نجد في قواعد أبيقراط الطبية خير معين لنا لكي نستشرف نظيرات لها في كل مهنة؟
المراجع:
  بول ريكور، العادل، الجزء الثاني، ترجمة عبد العزيز العيادي ومنير الكشو، بيت الحكمة، قرطاج، 2003
مسكويه، تهذيب الأخلاق وتطهير الأعراق،تنقيح حسن تميم، منشورات دار مكتبة الحياة بيروت، طبعة ثانية،.
مونيك كانتو– سبيربير وروفين أدجيان، الفلسفة الأخلاقية، ترجمة جورج زيناتي، دار الكتاب الجديد المتحدة، بيروت، 2008.

كاتب فلسفي





[1]  مونيك كانتو– سبيربير وروفين أدجيان، الفلسفة الأخلاقية، ترجمة جورج زيناتي، دار الكتاب الجديد المتحدة، بيروت، 2008. ص.102.
[2]  بول ريكور، العادل، الجزء الثاني، ترجمة عبد العزيز العيادي ومنير الكشو، بيت الحكمة، قرطاج، 2003. ص.344.
[3]  مسكويه، تهذيب الأخلاق وتطهير الأعراق،تنقيح حسن تميم، منشورات دار مكتبة الحياة بيروت، طبعة ثانية،. ص.113.