الجمعة، 9 أبريل 2010

حان الوقت للولايات المتحدة أن تعترف بحقيقة خطط إيران النووية


ترجمة: د. عبدالوهاب حميد رشيد

..اوباما واقع في نفس حالة الشلل المقفلة كسلفه بشأن إيران..
Reuters
     دبلوماسية إيران هذه الأيام في واشنطن تحوم حول استحصال تأييد دول مثل روسيا والصين لدعم موقفها ضد العقوبات الجديدة التي تنوي الولايات المتحدة والغرب فرضها بشأن موقفها النووي..
     من المؤكد أن روسيا والصين وافقتا على مناقشة زيادة العقوبات التي فرضت على إيران قبل ثلاث سنوات بدعوى فشلها الامتثال لمعاهدة تحريم الأسلحة النووية NPT. لكنهما أوضحتا وجهة نظرهما بعدم قناعتهما بأن إيران تتبنى برنامجاً نوويا، بل أن الولايات المتحدة نفسها ليست مقتنعة بصحة اتهاماتها.. كما أن تقييم المخابرات المركزية الأمريكية ينصب على عدم وجود دليل لاتخاذ إيران قرار إنتاج أسلحة نووية، رغم أن جهود إيران الحالية ستمنحها، ببساطة، خيار إنتاج أسلحة نووية.
     وبالنتيجة، أوضحت كل من روسيا والصين بأنهما ستمنعان أي عقوبات جديدة تزيد من  آلام  الجمهورية الإسلامية، مع إدراكهما أن هذه المواجهة يمكن فقط حلها عن طريق الحوار، وأن العقوبات الإضافية من غير المحتمل أن تساعد على حل المشكلة..
         من المؤكد أن المجموعة الدولية موحدة في موقفها وقناعتها بعدم السماح لإيران بناء أسلحة نووية، لكن القدرة على تطوير أسلحة نووية مسألة مختلفة. أية دولة لديها برنامج طاقة نووية كاملة مع وقود نووي مدني لها القدرة على إنتاج أسلحة نووية، ومثل هذا البرنامج حق لإيران طالما هي موقعة على معاهدة تحريم إنتاج الأسلحة النووية وملتزمة بها. لغاية الوقت الحاضر، فإن موقف الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، وإسرائيل هي عدم السماح لإيران تخصيب اليورانيوم لأغراض الطاقة، لأن عملية التخصيب تمنحها القدرة على بناء أجهزة ومعدات تمكنها من إنتاج أسلحة نووية. ولكن بالنسبة لبقية المجموعة الدولية فالقضية هي ببساطة امتثال إيران لمعاهدة تحريم إنتاج الأسلحة النووية.
     من الثابت حالياً أن موقع الولايات المتحدة صار ضعيفاً.. "الإيرانيون مصممون على امتلاك برنامجهم النووي." قال كولن باول- وزير الخارجية الأمريكية السابق- الأسبوع الماضي : "لاحظْ بأنني لم أذكر لفظة سلاح نووي.. رغم الجهود المستمرة المبذولة من جانبنا على مدى الست أو السبع سنوات الماضية لمنعها من امتلاك برنامج نووي، لا أرى لحد الآن بأن العقوبات ستمنع إيران من الاستمرار في برنامجها. عليه اعتقد أن الحل في التفاوض."
     وعلى نفس المنوال، حذّر رئيس لجنة العلاقات الخارجية التابعة لمجلس الشيوخ- جون كيري- في يونيو/ حزيران الماضي بأن المطلب الأمريكي من إيران التخلي عن التخصيب، مسألة مضحكة، مع ملاحظة أن إيران من الدول الموقعة على معاهدة تحريم إنتاج الأسلحة النووية. "لها الحق في امتلاك الطاقة النووية السلمية والقيام بعملية التخصيب في حدود هذا الحق."
     كان باول (و) كيري يدعوان أمريكا إلى تحسين  فرص نجاح الدبلوماسية بقبول حق إيران تخصيب اليورانيوم، ودعم الجانب المتعلق بالوقاية من ، ودعم الشرط الخاص المتعلق بتحريم إنتاج السلاح النووي. لكن إدارة اوباما لم تغير موقفها. وبعد فشل صفقة تخصيب اليورانيوم خارجياً لصالح إيران، ركزت واشنطن جهودها بدفع العقوبات ضد إيران إلى مستوى أعلى. ما زال اوباما يتكلم بشأن طرح كل الخيارات على المنضدة (إشارة للتهديد العسكري)، لكن المؤسسة الستراتيجية الأمريكية تشك بشكل مفتوح بشأن المخاطرة العسكرية/ الحرب لما يمكن أن تسببه من كارثة تشمل كافة أنحاء المنطقة مقابل مكاسب محدودة جداً.
       وكما أوضح ذلك وزير الدفاع- روبرت غيتس- في وقت متأخر من السنة الماضية: "ليس هناك خيار عسكري يعمل أي شيء أكثر من كسب بعض الوقت.. ذلك أن القصف سيؤخر إيران سنة إلى ثلاث سنوات."
    ورغم الخطابات الإيحائية للمحللين الإسرائيليين ممن يتصفون ببرود الأعصاب القائلة بأن "احتواء containment" البرنامج النووي العسكري الإيراني لا يمكن تحقيقه دون موافقة ومساعدة أمريكية، فمن الصعب، في الواقع، تفادي الانطباع بأن اوباما معلق في نفس حالة الشلل كسلفه بشأن إيران.   
          قادة الولايات المتحدة يدعون بأنهم يتصرفون ضد إيران نيابة عن كافة أنظمة الشرق الأوسط، ويشيرون ضمناً إلى أن ستراتيجيتهم تحظى بتأييد الحكومات العربية. ويصر صقور واشنطن بأن العرب سيصفقون لو أقدمت واشنطن على قصف إيران. يستخدمون صمت الحكومات العربية ليدعوا بأنهم يتصرفون نيابة عنهم. وهم بذلك يقللون من شأن هذه الأنظمة التي بدأت تتحدى فكرة مجابهة إيران وتشك في كونها يمكن أن تنتج أية حصيلة إيجابية.
     دعا الأمين العام للجامعة العربية في الأسبوع الماضي أثناء انعقاد مؤتمر القمة العربي، إلى التحول من فكرة المواجهة إلى الحوار: "نحتاج لرؤية أين نختلف وحيث نختلف مع إيران وكيف نتعامل مع تلك الخلافات... إيران ليست عدوّة، والحوار سيساعد على جلب السلام والاستقرار في المنطقة."
     من الأفضل للجامعة العربية مواصلة هذه المسيرة، لأن لا شيء ظهر من الولايات المتحدة يمكن أن يكسر هذا المأزق الذي قد يبتلع المنطقة ويضعها داخل حريقة شاملة. واشنطن وإيران كلاهما بحاجة إلى المساعدة لفتح طريق آمن لهما يوفر حلاً لهذا المأزق. شيء من هذه المساعدة يمكن أن يأتي من الصين، تركيا، وحتى اليابان التي ما زالت تحاول بشكل رصين التوسط للوصول إلى صفقة نووية مقبولة من الطرفين. لكن مَنْ سيعاني من الحريقة عند وقوعها.. هم العرب.. وهذه الكارثة المتوقعة يجب أن تدفعهم للعب دور ذو مغزى للمحافظة على السلام.
ممممممممممممممممممممـ
Time for the U.S. to recognise reality of Iran’s nuclear plans, By Tony, Aljazeera.com
,06/04/2010.
-- Tony Karon is an analyst based in New York who blogs at www.tonykaron.com. This article appeared in The National of Abu Dhabi.
Source: Middle East Online.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق