السبت، 17 أبريل 2010

رسائل التبصير : كشف ألغام التحرير


  الرسالة الخامسة : لغم ( عفوية ) انطلاق المقاومة العراقية 1 - 3 
  الى الماء يسعى من يغص بلقمة فإلى اين يسعى من يغص بالماء ؟
                                           مثل
 صلاح المختار
                    تضليل متعمد ام وعي هابط ؟
من الامور المثيرة للاستغراب ، ولكنها من اكثرها توقعا ، ان يظهر من يحاول ان يزور احداث مازال شهودها واحداثها ووثائقها حية وموجودة ومازالت  ذاكرة الناس العاديين تستعيد كثيرا صورها واثارها ، ومازال الكثير من ابطالها احياء بيننا ومازلنا نعيش في بيئتها ولم تمض عليها عقود او قرون كي يصبح ممكنا تغيير الوقائع المادية بعد غياب الشهود والوقائع او ضعف الذاكرة ! ومن بين اهم وابرز شهادات الزور والتزوير ، او السذاجة والوعي الهابط ، اطروحة ان المقاومة العراقية كانت عفوية في انطلاقتها ولم يكن هناك اي اعداد مسبق لها ! وهذه الشهادة قالتها افواه كثيرة ومتناقضة التكوين والموقف والهدف ، بعضها وطنية والاخرى من اعداء المقاومة ، ، لكنها تقف جميعها فوق تلة عامل مشترك وهو انكار وجود اعداد مسبق للمقاومة العراقية ! اننا ونحن نتصدى لهذه الاطروحة الان في ذكرى الغزو الثامنة ، نريد التاكيد على ان هدفنا ليس تسليط الضوء على خطأ شخص او كتلة بل على مرض مزمن اصاب افراد وكتل وحرمها من نعمة البصر والبصيرة حينما يتعلق الامر بشهادة تقر للغير حقهم وحقوقهم ، وهو مرض مضر جدا لانه يزرع الشكوك وينشر الفتن ، اذا كان من اصيب به وطنيا ، في وقت نحن احوج ما نكون فيه للتوحد والتضامن من اجل طرد الاحتلال وليس للانغماس في جدل جنوني يفتقر من يثيره الى القدر المطلوب من الحكمة والتعقل وبعد النظر في تقرير كيف ومتى يثير الامور الحساسة .
        ان الاسئلة والتساؤلات الواجب التعامل معها للرد على هذه الفرية هو التالي : هل يمكن ان تنطلق مقاومة ضد اشرس واكثر النظم الاستعمارية تطورا وقوة وخبرة وامكانات ، وهو النظام الاستعماري الامريكي ، وفي بيئة خلو ساحة العالم من اي منافس او رادع للاستعمار الامريكي ، كما كان الحال في فترة الحرب الباردة ، ومع ذلك نجحت  المقاومة العراقية في تمريغ انفه  في اوحال الفشل والهزيمة واسقطت مشروعه الاكبر لحكم كل العالم بصورة منفردة ، وعدت لذلك المقاومة الاسرع في انطلاقتها والاعظم والاكثر تعقيدا والاوسع انتشارا في  كل تاريخ المقاومات في العالم ودون اي استثناء ، هل يمكن ان تكون هكذا مقاومة بدون اعداد مسبق ؟
وهذا السؤال لابد وان يقترن بسؤال  جوهري اخر يفرض نفسه من اجل التذكير بطبيعة الصراع ومن يخوضه وبما يفرضه  من الزامات والتزامات وطنية واخلاقية وهو : هل المقاومة المسلحة بعد الغزو هي بداية الصراع ام انها تتويج له ؟ فأذا كان الجواب انها بداية للصراع فان من يقول بذلك يسقط نفسه في امتحان الصف الخامس الابتدائي لانه يجهل تطور الصراع واسبابه الحقيقية ، اما اذا تم الاعتراف بان المقاومة هي تتويج حتمي لصراع طويل بدأ منذ تأميم النفط وكان بالغ التعقيد ، خصوصا في المجال الاستخباري ، اي تعمد العدو المشترك – امريكا والكيان الصهيوني وايران - التضليل والتمويه وزرع الشكوك وعدم السماح للوطنيين بتكوين صورة واضحة للصراع من اجل ابقاءهم متفرقين ، فان هذه الحقيقة تفرض احكاما وطنية واخلاقية صارمة تجرد من يقول بعفوية المقاومة من احقادة ومواقفه السابقة ولا تترك له خيار سوى التلاحم والتعاون والتحالف مع من يخوض الصراع الستراتيجي الاعظم منذ عقود مع اقوى استعمار في التاريخ وهو الاستعمار الامريكي , مدعوما باشرس قوتين اقليميتين واكثرهما حقدا على العرب والهوية العربية وهما الكيان الصهيوني والنزعة الشوفينية الفارسية التي تقبض على السلطة في ايران ، فهل حصل هذا ؟ هل تناسى من له خلافات ايديولوجية وسياسية مع البعث تلك الخلافات وتحالف مع البعث قبل الغزو وبعده ضد من يفترض انه عدو مشترك لكل الوطنيين ؟
دعونا نتناول هذه المسألة الحساسة من خلال تثبيت ملاحظات جوهرية بصيغة اسئلة محددة ، مع ضرورة تجنب الانجرار الى مهاترات يريد البعض جرنا اليها : 
        1 – بم تميزت المقاومة العراقية ؟ هناك اجماع عربي وعالمي على حقيقة فرضت نفسها وهي الانطلاق الفوري للمقاومة العراقية المسلحة بمشاركة الاف المقاتلين العراقيين ، ومعهم قاتل حوالي 800 مجاهد عربي تطوعوا قبل الغزو ودربوا من قبل المختصين العراقيين . هذه الحقيقة تفرض السؤال التالي : هل يمكن عمليا انطلاق الاف المقاتلين في مختلف انحاء العراق لمقاتلة الغزاة بصورة عفوية ؟ ان القيمة الخاصة لهذه الحقيقة لا تظهر الا اذا تذكرنا حقيقة اخرى معروفة عالميا وهي ان كل المقاومات الحديثة المعروفة ، ودون اي استثناء ، قد ابتدأت بانفار قليلي العدد ثم توسعت مع زمن وصل حد عقود من الزمن قبل تحول المقاومة الى ثورة مسلحة ، وهذا ينطبق على الثورة الجزائرية والثورة الفيتنامية والثورة الفلسطينية وغيرها .
 لذا لابد من التساؤل المنطقي التالي: لم وكيف حصل ان انطلقت المقاومة العراقية بصورة فورية وبمشاركة الاف المقاتلين لمواجهة قوات الاحتلال في بغداد وغيرها ؟ هل نزل هؤلاء المقاتلين من القمر بعد اعدادهم من قبل خبراء قمريين ؟  ان التعامل مع هذه التساؤلات والاجابة عليها بعيدا عن الانانية والاحقاد والمواقف السياسية والايديولوجية المسبقة تعد قضية وطنية واخلاقية وحقيقة تفرضها المعايير الموضوعية التي لابد من احترامها والالتزام بها  للوصول الى الموقف الصحيح وطنيا واخلاقيا من جهة ، ومن متطلبات عمل الضمير الحي من جهة ثانية . وحقيقة ان المقاومة كانت شرسة عند دخول بغداد تؤكدها معارك يعرفها كل بغدادي مثل معركة الاعظمية ، التي كانت تدور بقيادة الشهيد القائد صدام حسين ، في نفس وقت اسقاط التمثال ، ومعارك نفق الشرطة والكرخ في الصالحية وغيرها ، وهي معارك تم تجاهلها عمدا من قبل اعلام الاحتلال الذي ركز على مناطق ساد فيها هدوء نسبي لاسباب معروفة ليثبت عدم وجود مقاومة . وفي معارك بغداد تلك خصوصا يوم 9 / 4 فقدنا شهداء كثر .
        2 – من كان الهدف الرسمي والفعلي لقوات الاحتلال ؟ ان طرح هذا السؤال عمل بالغ الاهمية لانها يذكرنا بقضية وطنية واخرى اخلاقية ، فوطنيا لا يجوز لوطني مهما كانت خلافاته مع وطني اخر ان ينكل به مع ان ذلك الوطني يتعرض لتنكيل الاحتلال ويقاتل الاحتلال ، واخلاقيا ، وفي حالة العراق ، لا يجوز ان نشارك الاحتلال احد اهم اهدافه وهو اجتثاث البعث عبر انكار فضائله واهمها مقاومته للاحتلال منذ عام 1991 .
من المعروف ان البعث ، وليس غيره من القوى السياسية الوطنية ، بقياداته وكوادره وانصاره كان الهدف الفعلي والرسمي لكل القوى التي شاركت في احتلال العراق ، ولذلك كانت ماكنة الاحتلال العسكرية والامنية والسياسية والدعائية تحصد ارواح البعثيين بالمئات أسبوعيا ، وتحاول شيطنتهم بنشر الاكاذيب حولهم ، وملأت سجون الاحتلال بمئات الالاف من البعثيين منذ اليوم الاول للاحتلال ، وهذه الحقيقة تقابلها حقيقة اخرى معروفة ايضا وهي ان الشخصيات والكتل الاخرى غير البعثية المناهضة للاحتلال لم تتعرض لاي هجمات او قتل او اعتقالات منظمة ، في السنوات الثلاثة االاولى من الاحتلال ، لذلك كانت تستطيع التحرك بسهولة ، بل ان الاحتلال كان يريد بروز وطنيين ينتقدونه لكنهم ليسوا بعثيين من اجل اثبات انه جاء من اجل نشر  الديمقراطية وكان الكثير من مناهضي الاحتلال يتمتعون بحرية نقد الاحتلال دون عقاب ، وفي هذا الاطار تم ابراز شخصيات وطنية في الفضائيات وغيرها وهي تهاجم الاحتلال ، لكن اي بعثي لم يسمح له بالرد .
ما معنى هذا عمليا ؟ هل يؤثر ذلك على مبادرة ودور البعثيين الجهادي في الرد على الغزاة ؟ نعم كان نشوء كتل ونخب بعد الاحتلال مبادرة وطنية حقيقية ، لكنها ايضا كانت خطوة مطلوبة من قبل الاحتلال ، فانشاء كتل وتنظيمات بديلة عن البعث اريد به ملأ الفراغ الذي توقع الكثيرون حصوله نتيجة ضرب واجتثاث البعث ، وهي خطوة كان احد اهدافها استقطاب الجماهير العراقية المناهضة للاحتلال من قبل الكتل والشخصيات الوطنية غير البعثية وحرمان البعث من جماهيره وعزله ، من جهة ، ومنع عقد تحالف بين هذه النخب والبعث لمواجهة الاحتلال سوية من جهة ثانية ، وهو تحالف لو قام مبكرا لكان الاحتلال قد تعرض لهزائم اكبر واخطر ، وعدم قيام تحالف مع البعثيين من قبل مناهضي الاحتلال يسمح بالتنكيل بهم دون اعتراض الشخصيات والكتل الوطنية ، كما انه كان نتاج خطة امريكية لاستدراج وطنيين للاشتراك في العملية السياسية تحت ظل الاحتلال من جهة ثالثة ، ولعل حضور بعض الوطنيين مؤتمر القاهرة للمصالحة في عام 2005 مثال على ذلك ، وحضروا رغم اننا نصحنا بعضهم بعدم الحضور .
وبالفعل راينا اجتماعات كثيرة تعقدها عناصر ونخب وطنية بعد الاحتلال علنا ودون اي اعتراض من الاحتلال وتنقل وقائع الكثير منها عبر وسائل الاعلام التي سيطر عليها الاحتلال ، وشجع الاحتلال عناصر كانت تعيش في الخارج وتعمل مع ماكان يسمي ب( المعارضة العراقية ) على الانضمام لهذه الجهود لتشكيل ( بديل وطني عن البعث ) من اجل تسهيل احتواء هذه النخب الوطنية ، او على الاقل زرع عناصر مرتبطة استخباريا بالاحتلال فيها وجعلها تعيش حالة قلق وغموض في مواقفها واتجاهاتها . لقد تجنبنا ذكر اسماء نخب او اشخاص حرصا على ابقاء باب الحوار مع كل الوطنيين مفتوحا من اجل الوحدة ، ولكن اذا اعترض احد على هذه المعلومة فلدينا المعلومات الدقيقة والموثقة ، بالاسماء والتاريخ والاماكن والصور والتسجيلات وغير ذلك ، التي تثبت ما نقول .
وكان التكتيك الامريكي هذا له هدف بعيد ، اتضح الان ، وهو ادراك امريكا بان الكتل الصغيرة والنخب والشخصيات الوطنية غير قادرة على تكوين تيار وطني جماهيري فعال وقوي يواجه الاحتلال ويعرضه لتحديات حقيقية ، بل على العكس فان نخبوية هذه الظاهرة تجعل بالامكان ممارسة الضغط عليها من اجل احتواءها لاحقا ، او تصفيتها بسهولة اذا فشلت في احتواءها من خلال استغلال نقطة الضعف القاتلة فيها وهي انها لا تملك قواعد جماهيرية تهدد الاحتلال بها وتجعل عملها مؤثرا .  وفي هذا الاطار راينا الاعلام الداعم للاحتلال يستضيف شخصيات وطنية ويسمح لها بمهاجمة الاحتلال في حين غيب البعث والبعثيون عن الاعلام عمدا ، في خطوة محسوبة تدعم قرار الاحتلال باجتثاث البعث والايحاء بانتهاءه وزواله من الساحة العراقية ! ولذلك كان اسمه يرفق دائما اما بكلمة ( السابق ) بنفس طريقة وصف الاتحاد السوفيتي السابق ، او ( المنحل ) او ( المحظور ) ، وكان طبيعيا ، لهذا السبب ، ان تلتف الجماهير حول الرموز المناهضة للاحتلال التي تظهر في الاعلام لانها وحدها من تهاجم الاحتلال في الاعلام ، وكان طبيعيا ان يكون الهدف المركزي هو الايحاء ب( ضعف البعث وتحلله ) !
انظروا الان في العام الثامن للغزو : هل نجحت التشكيلات التي اسست لتكون بديلا عن البعث منذ عام 2003 ؟  واين وصلت بعد ان نجح البعث في اسقاط مخطط اجتثاثه والغاء دوره وعاد منذ سنوات بصفته القوة المركزية في العراق ؟ اننا حينما نطرح هذه التساؤلات لا نريد الغاء دور احد او التقليل من شأنه مهما كان حجمه ، بل نريد تثبيت حقائق ربما تساعد على فهم افضل للوضع العراقي من قبل الجميع بما فيهم نحن البعثيون ، تمهيدا لتوحيد الصف الوطني المبني على الوضوح والمصارحة والاحترام .
هنا يجب ان نذكّر بحقيقة معروفة وهي انفراد المقاومة البعثية بميزة لم تشاركها فيها فصائل غير بعثية اسست فيما بعد : البعثيون كانوا يقاتلون الاحتلال وبنفس الوقت يردون هجمات فرق الموت المتعددة ، منها التابعة للاحتلال وعملاء ايران والمخابرات الامريكية الذين كانوا ( يصطادون) البعثيين علنا وفي كل المدن في حين ان غير البعثيين كانوا قادرين على التحرك السهل والعمل السهل ومحاولة تأسيس مراكز وطنية بديلة دون وجود من يحاول قتلهم او سجنهم او الاعتداء عليهم ، بشكل عام . والسؤال المهم هو :  هل أثر ذلك على دورهم الجهادي ؟ ان الجواب الان وبعد مرور سبعة اعوام على الغزو هو : كلا ونعم ، كلا لان البعثيين كانوا المبادر الاول للقتال بعد دخول قوات الغزو للعراق ، ابتداء من الجنوب في ام قصر وصولا الى بغداد . ونعم لان انشغال البعثيين بمواجهة الهجمات الشرسة وتدمير الكثير من منظماتهم الحزبية المدنية والجهادية واسر مئات الالاف منهم واستشهاد عشرات الالاف قد اثر طبعا على مستوى قتالهم بعد شهور من الاحتلال ، مقارنة بما كان يمكن ان يصل اليه القتال لو لم يتعرضوا للهجمات البربرية الفاشية الدموية . ان هذه الحقيقة معروفة على نطاق واسع وهي تكفي وحدها لالزام كل وطني عراقي اخلاقيا ووطنيا باحترام دور البعثيين ودعمهم والوقوف الى جانبهم ومساعدتهم على مواجهة الحملات الاجرامية ضدهم وليس التشكيك بهم وتركهم وحدهم يواجهون اشرس حملة ابادة تعرض لها العراق ، بل ان البعض من الوطنيين راح يلفق الاتهامات التي تحط من دور وشأن البعثيين في المقاومة ويردد اقوالا لئيمة تنبض بحقد واضح على البعث !
وعلينا لتقريب الصورة اكثر ان نطرج السؤال التالي : لو كان من ينفي تخطيط البعث وقيادته للمقاومة هو نفسه ضحية تلك الهجمات الشاملة ، التي تعرض ومازال يتعرض لها البعث ، هل كان سيستطيع اخراج راسه من باب داره ؟ للعلم فقط ان احد من قالوا بعفوية المقاومة ترك العراق بعد اول تلويح له بالقتل ولم يعد اليه حتى الان ، فاذا كان التلويح بالقتل قد اجبره على ترك العراق كيف اذن يسمح لنفسه بعدم تفهم وضع البعثيين ، حتى لو افترضنا لاغراض الجدل فقط انهم لم يقاتلوا نتيجة انشغالهم برد حملات الابادة ؟ اليست حماية الذات المقاتلة من الابادة والاسر هي احد اهم واجبات ثوار حرب العصابات والذي يضمن مواصلة الثورة حتى لو حصل تراجع في العمل القتالي بصورة مؤقتة في حرب طويلة ومعقدة كحرب العراق ؟
لقد سمعت انا شخصيا مباشرة من احد انصار المقاومة ، وهو يقول لي بتشف واضح جدا : ( أستاذ صلاح لقد انتهى دور المقاومة البعثية بالقضاء على جيش محمد وهو الفصيل الوحيد الي اسستموه ) ! هذا المنطق القاصر ، بل المريض ، في التعامل مع قضايا التحرير والمقاومة مع  الاسف هو منطق نساء الحارة اللواتي يبتهجن بطلاق احداهن نكاية بها مع ان الطلاق قد يصيبهن تاليا ، وهو منطق لا عقلاني ومحزن جدا يحرك البعض وليس المنطق العقلاني القائم على الشعور بالمسئولية الوطنية والاخلاقية وقبول الاختلاف مع الاخر ، والذي يفرض البحث في كيفية دعم كافة الفصائل خصوصا تلك التي تتعرض للضربات المؤذية وحدها او اكثر من غيرها ،  كجيش محمد الذي كان اول فصيل قاتل الاحتلال وشكله القائد الشهيد صدام حسين وتشكل من نخبة ممتازة من الضباط والمقاتلين المدنيين البعثيين . ان منطق هؤلاء متخلف وساذج ومتهور لانه يأخذ لحظة واحدة من المشهد وهي الشل المؤقت لجيش محمد ويبني عليها فكرة انتهاء المقاومة التي تقوم بها فصائل بعثية كثيرة غير جيش محمد ، لانه منطق يريد اثبات فكرة عاطفية سلبية حبيبة على قلب هذا البعض  وهي ان البعث قد انتهى ! وهنا يجب ان اقول وانا اعرف ما اقول ان البعث يقاتل منذ بدء الغزو وحتى الان ، ويقدم شهداء في اسبوع واحد ، وفي منطقة واحدة فقط من العراق ، اكثر من المجموع الكلي لكل هذه الكتل السياسية والدينية والفصائل غير البعثية في كل العراق ، واستطيع تقديم الادلة المادية على صحة هذه المعلومة .
        3 – ماذا جرى منذ بدء الغزو ؟ هل حصلت مقاومة شعبية اضافة للمقاومة العسكرية النظامية ؟ وهل حصلت عمليات استشهادية ؟ من قام بها ؟ لقد قدم العراق اسما لمدينة صغيرة كانت مجهولة حتى للكثير من العراقيين لكنها اشتهرت لانها كانت اول صدمة للاحتلال وهي المقاومة الباسلة لمدينة ( ام قصر ) في جنوب العراق والتي نجحت ، رغم امكاناتها المحدودة ، في مواصلة منع الغزاة من دخولها لثلاثة اسابيع بفضل التكامل الرائع بين عمل الجيش والمقاومة الشعبية المسلحة . هل يذكر من يريد تجريد البعثيين من فضائلهم هذه الحقيقة ؟ وهل من قاوم في ام قصر بعيد عن الحزب ام انهم ابناء البعث ؟
اما الاستشهاد والعمليات الاستشهادية فقد دشنها البعثيون وليس العناصر الاسلاموية ، كما يدعي البعض ، خصوصا النساء  البعثيات ولدينا الشهيدة البعثية وداد الدليمي والشهيدة البعثية نوشة الشمري اللتان كانتا اول استشهاديتين تفجران نفسيهما في قوات الاحتلال وتلحقان بها خسائر فادحة . وفي قاطع الفرات الاوسط للعمليات العسكرية ، وبتاريخ 29 مارس/آذار 2003 م اثناء القتال مع الغزاة قام المقاتل علي جعفر موسى حمادي النعماني بتفجير نفسه في اول عملية فدائية قتل بها (11) ضابط وجندي أمريكي ، بعد ان قاد سيارته واقتحم بها نقطة تفتيش امريكية ما بين مدينتي (النجف وكربلاء) وفجر نفسه فيها . وكان الشهيد البطل قد تطوع فدائياً ليفتح أبواب المقاومة الشعبية الباسلة ، وقد منحه الرئيس الشهيد صدام حسين بعد تنفيذ العملية البطولية وسام الرافدين من الدرجة الاولى .
كما ان لدينا قادة الحزب وكوادره الذين استشهدوا وهم يقاومون الاحتلال ببسالة ، مثل الرفيق نايف شنداخ عضو قيادة قطر العراق للحزب والذي كان يقاتل الاحتلال في النجف ويقود المقاومة هناك ، والذي استشهد وهو يقاوم تقدم قوات الاحتلال . وهذه الحقائق تقدم الدليل القاطع ليس فقط على وجود مقاومة شعبية باسلة بل أيضا على انها بدأت في جنوب العراق وبقيادة البعثيين ، كما وضحنا بعكس الادعاءات غير الصحيحة عن تأييد ابناء الجنوب للاحتلال .
وعلينا هنا ان نذكّر بحقيقتين بارزتين :
الحقيقة الاولى : لقد اختارت القيادة العسكرية الامريكية التقدم نحو بغداد عبر الطريق الصحراوي خارج المدن لتجنب المقاومة الشرسة للقوات المسلحة العراقية والقوات الشعبية المتمركزة في المدن او عند حافاتها ، وتلك حقيقة معروفة مكنت القوات المحتلة من تجنب التعرض للخسائر الكبيرة جدا ، ولكنها حينما كانت تضطر لدخول مدينة كانت تواجه مقاومة باسلة وضارية ومكلفة من قبل ابناء الشعب خصوصا من فدائيي صدام ومنظمات الحزب المسلحة .
الحقيقة الثانية : في منتصف عملية التقدم نحو بغداد اصدر دونالد رامزفيلد وزير الحرب الامريكي امرا بايقاف القتال والتقدم ليومين وذلك لضراوة المقاومة التي تبديها القوات المسلحة والقوات الشعبية وقال بانه سيعيد النظر في الستراتيجية العسكرية الامريكية التي فشلت في شل المقاومة العراقية قبل مواصلة التقدم نحو بغداد ، فهل يوحي هذا الامر المعروف بشيء او فكرة غير ان المقاومة العراقية بشقيها العسكري النظامي والشعبي كانت فاعلة جدا ومؤثرة جدا ؟
        4 – مم تكونت فصائل المقاومة فيما بعد ؟ اذا تركنا الفصائل البعثية التي عملت تحت اسماء غير بعثية ، تنفيذا لاوامر القيادة لتجنب كشف مقاتليها على اعتبار ان البعثيين عناصر معروفة حكمت العراق لمدة 35 عاما مما يجعل العمل باسماء بعثية عاملا مساعدا على اعتقالها او قتلها بمجرد اجراء جرد باسماء البعثيين في كل منطقة ، نقول اذا تركنا الفصائل البعثية وتعاملنا مع الفصائل غير البعثية التي نشأت بعد اشهر او سنوات من غزو بغداد ، ماذا نجد ؟ . يقينا ودون ادنى شك فان الفصائل غير البعثية تشكلت من كوادر البعث العسكرية والمدنية ، خصوصا ضباط المخابرات الوطنية العراقية الذين انتشروا تنفيذا لاوامر الحزب في كل مكان وشكلوا ، او ساعدوا على تشكيل فصائل مقاتلة بحكم خبرتهم العسكرية والاستخبارية والتدريب الذي تلقوه قبل الغزو على حرب العصابات او صنع الاسلحة والمتفجرات وتصليح الاسلحة .
اليوم نقولها بكل صراحة : لا يوجد فصيل واحد يقاتل الاحتلال الا وللبعثيين دور اساسي في تشكيله او دعمه  وتمكينه من امتلاك الخبرة العسكرية او الاستخبارية ، واليوم نقولها بكل صراحة أيضا بان الاوامر قد صدرت قبل الغزو وتم التاكيد عليها بعد الغزو بعدم اصدار بيانات عسكرية من قبل الفصائل او المقاتلين البعثيين والسماح بقيام فصائل غير بعثية بنسبها الى نفسها والسبب هو ان البعثيين كانوا لا يريدون جلب الانتباه اليهم وابقاء انفسهم  بعيدا عن اعين مخابرات الاحتلا ل بقدر الامكان ، من جهة ولتشجيع الفصائل الاخرى على الارتقاء بعملها الجهادي عن طريق نسب عمليات كبيرة ومهمة لها مما يجعلها مضطرة لقيام بعمليات اخرى بنفسها كي تحافظ على السمعة الي اكتسبتها من جهة اخرى .
والمثال على ذلك معركة الفلوجة الاولى ، فقد تجنب البعث وانصاره الاعلان عن حقيقة اصبحت معروفة وهي ان من قاد تلك المعركة بصورة اساسية كان البعث بضباطه وكوادره المدنية واصدقائه غير البعثيين ، ومع ذلك ترك الاعلام يتصور ان من قادها رجال دين عرفوا على نطاق واسع مع ان القتال كان يقوم به قادة وضباط بعثيون واصدقائهم ، مثل جيش رجال الطريقة النقشبندية ، وهو تنظيم صوفي عد بحق من اعظم فصائل الثورة العراقية المسلحة واكبرها ، والذي بث يوم 9 / 4 من هذا العام فيلما وثائقيا طوله حوال الساعة عبر قناة الراي ، يثبت بان معركة الفلوجة كانت بالاساس بقيادة العسكريين البعثيين وكوادر الحزب المخابراتية واصدقاء البعث ومن بايع قيادة البعث باسم الله والوطن ، وقدم الفيلم الادلة على ذلك ، وقال ممثل جيش رجال الطريقة النقشبندية بانه يعلن هذه الحقائق الان بعد سنوات من عدم اصدار اي بيان حول عمليات الجيش .
اما الكادر الاساس العسكري والمخابراتي والسياسي المجرب الذي قاد او ساعد على مواصلة عمل الفصائل غير البعثية فكان بعثيا او درب على يد البعثيين . ان الناس تطرح اسئلة منطقية لابد منها : من هم هؤلاء الذين تقدموا بالمئات وبالالاف فور حصول الاحتلال لمقاتلته ؟ ما هي هويتهم السياسية ؟ من اعدهم ودربهم ورباهم ؟ وهل يمكن لمن لم يدرب مسبقا تدريبا عاليا ان يتقن فنون القتال الباسل والرائع الذي تميزت به المقاومة العراقية ؟ هل يمكن صناعة اسلحة ومتفجرات وادوات حربية متطورة ، كالتي تعطل منظومات الحرب الالكترونية لدى الامريكيين بدون اعداد علمي مسبق ؟ ومن اعد هؤلاء علميا وتكنولوجيا وعسكريا ؟ هل قامت جهة غير عراقية بذلك ؟ ام ان جهات عراقية هي التي تولت التدريب والاعداد ؟ اليسوا من كوادر البعث والقوات المسلحة وضباط المخابرات وعلماء العراق وهيئة التصنيع العسكري الذين اعدهم البعث وأهلهم لتلك الواجبات ؟ وهل يمكن لغير البعثي او النصير للبعثيين ان يعد نفسه لمواجهة الغزو ويتدرب على السلاح مع ان ذلك مستحيل في ظروف العراق قبل الغزو ؟ كيف حصل الاسلامويون الذين يقاتلون الان او قاتلوا فيما سبق على الخبرة العسكرية مع انهم كانوا غير قادرين قبل الغزو على الحصول عليها الا اذا التحقوا بحملات التدريب التي قام بها البعث ؟
        5 – من اين حصلت المقاومة على ملايين قطع السلاح التي استخدمتها في مقاتلة العدو فور احتلاله  بغداد ؟ نعم حصل البعض على السلاح من مخازن الجيش التي نهبت بعد دخول قوات الاحتلال لبغداد ، ولكن هذه الكميات كانت محدودة مقارنة بما توفر للمقاومة من سلاح وعتاد وبكميات ضخمة قدمت قبل الغزو وبعده ، مازالت موجودة حتى الان بعد مرور سبع سنوات ، فمن اين جاء السلاح بكمياته الضخمة هذه ؟
لقد قام البعث بتوزيع ملايين قطع السلاح قبل الغزو فاصبح في كل بيت عراقي اكثر من قطعة سلاح وبطبيعة الحال اصبحت العائلة العراقية بكافة افرادها غالبا تعرف كيفية استخدام السلاح ، اما بعد الغزو فقد تولى الرئيس الشهيد صدام حسين بنفسه عملية توزيع السلاح والمال ، بواسطة الرفاق الذين رافقوه ، وهم احياء يرزقون ويقومون يتوثيق كل ما حصل للتاريخ والحقيقة ، على اوسع نطاق ممكن وامر الضباط والكوادر الحزبية بتشجيع شيوخ العشائر ورجال الدين والعناصر الوطنية  المستقلة على تشكيل مجموعات مقاتلة ، او مساعدة كل من يريد القتال وتنظيم صفوفه ومنحه الخبرة العسكرية والاستخبارية . لقد كان الرئيس الشهيد  يتجول في القرى والمدن ويجتمع مع الشيوخ ورجال الدين وكل من لديه الرغبة في مقاتلة الاحتلال ، وامر مساعديه بايصال المال والسلاح لمن يريد القتال .
        6 – كيف يمكن لمواطن مدني لم يخدم في الجيش ان يقاتل ويستخدم السلاح ؟ اليس تلك الحقيقة دليل حاسم على انه درب قبل الغزو ؟ ومن دربه ؟ ولم دربه ؟ ان من بين اعظم انجازات البعث نشر ثقافة المقاومة الشعبية وعسكرة العراق وشعب العراق وعدم الاكتفاء بوجود القوات المسلحة النظامية في الدفاع عن العراق وحماية شعبه من اي عدوان خارجي محتمل والسبب هو اختلال توازن القوى بين العراق ومن تصدى لنهجه القومي التقدمي التحرري ، خصوصا في مجالي دعم القضية الفلسطينية والاصرار على ابقاء النفط ثروة عراقية تخدم شعب العراق وتساهم في حل مشاكل الفقر والامية وغيرها .
ان نشر ثقافة المقاومة وعسكرة الدولة والمجتمع في العراق كانا من اهم متطلبات التصدي الناجح والفعال للتحديات الخارجية المتعددة المصادر ، وهما المقدمة الحتمية المطلوبة لخوض حرب العصابات في حالة حصول غزو او تعرض القوات المسلحة لضغوط ضخمة تجعلها في حاجة ماسة لقوة دعم كبيرة داخل العراق كي تتفرغ لمواجه تحديات الحدود . ان السؤال الواجب طرحه هو التالي : من قام بنشر ثقافة المقاومة وعسكر الدولة والمجتمع كرد على وجود تحديات ضخمة ؟ ولماذا ؟ هل كانت خطوة عفوية غير محسوبة ؟ ام انها كانت خطوة وفرت للعراق فرصة اللجوء لخيار ستراتيجي فعال في حالة تحول خيار الحرب الكلاسيكية الى خيار خاسر ؟ ان ما حصل بعد الغزو يقدم الجواب الحاسم والدقيق حيث ان نشر ثقافة المقاومة وعسكرة الدولة والمجتمع خلال حكم البعث كانتا من اهم عناصر انطلاق مقاومة فورية واسعة النطاق غير مسبوقة لا عدديا ولا نوعيا بعد حصول الغزو وتراجع دور القوات المسلحة في اطار حرب نظامية غير متكافئة .
ان عظمة وفرادة المقاومة العراقية تكمنان في انها نتاج اعداد دولة وطنية كانت قوة اقليمية عظمى ، بكل ما كان لديها من خبرات بشرية وعسكرية وتكنولوجية وموارد مالية ، لذلك لم تنطلق فورا باعداد ضخمة فقط بل انها أيضا كانت مبنية على قدرات واسعة جعلتها تتحمل ظاهرة عدم دعمها من الخارج ، كما كان حال كل حركات التحرر التي تمتعت بدعم خارجي فعال كان احد اهم اسباب انتصارها . لقد وصفت الثورة العراقية المسلحة بانها الثورة اليتيمة الوحيدة في العصر الحديث على الاقل ، ووصفت المقاومة العراقية بنفس الوصف ، وهذا الوصف بحد ذاته يقدم لنا الدليل الحاسم على انه لولا ثقافة المقاومة وعسكرة الدولة والمجتمع لما استطاع العراق ان يواجه الغزو برد فوري وفعال وواسع النطاق شكل الصدمة القاتلة لاحلام الغزاة وعامل الاسقاط المباشر لتطلعاتهم اللاحقة باكمال خطة الغزو ، بالانتقال من العراق الى غزو سوريا وغيرها في عملية تعاقب لخطوات الغزو كانت قد رسمت بتفاؤل كبير وقناعة امريكية تامة بان غزو المنطقة ، انطلاقا من غزو ناجح للعراق ، سيمكن امريكا من فرض هيمنتها التامة على مصادر الطاقة الاساسية وذلك هو الشرط المسبق الذي كان يجب توفره من اجل ان تستخدم امريكا النفط كسلاح جبار لا يرد ولا يصد لابتزاز العالم كله .
لم تؤدي عسكرة الدولة والمجتمع ونشر ثقافة المقاومة الى هزيمة امريكا فقط بل انها كانت مفتاح تحرير العالم برمته من غزاة هم الاكثر وحشية ولصوصية في كل التاريخ الانساني بعد ان غطست امريكا في رمال العراق الحارقة ، فهل كان ذلك ثمرة عمل عفوي ؟
يتبع
منتصف نيسان – ابريل  2010

الاسرى.. ادارة الرؤوس الصلفة


بسام الهلسه

*قضية الاسرى والمعتقلين قضية وطنية عامة.هكذا كانت على الدوام,وهكذا يجب ان تكون.
ومن العار ان تختزل وتترك لتصير مسألة فئوية تخص الاسرى وذويهم وبعض المؤسسات المعنية بهم او بحقوق الانسان.
وقضية الاسرى ـ ككل القضايا المركزية في النضال الوطني الفلسطيني ـ قضية ملحة لا تقبل التسويف والارجاء,ويجب ان تبقى باستمرار على اجندة وجدول العمل اليومي, ولا يجوز في اية حال تحويلها الى شأن موسمي,فهي قضية حيَة كبرى, لا ذكرى ماضية تستعاد في موعد سنوي مناسباتي يكرر فيه الخطباء والكتَاب كلماتهمووعودهم وتحياتهم.
ما حلَ بقضية الاسرى من تراجع هو النتيجة الطبيعية لما حل بالقضية الفلسطينية ككل. فبعدما كانت قضية وجود شعب ومصير امة, جرى تفكيكها وتفريغها من المضمون والمعنى اللذين اجتمع عليهما الشعب والامة وقدما في سبيلهما التضحيات الهائلة على مرِ التاريخ الفلسطيني الحديث والمعاصر.
تبعاً لهذا, تحوَل الصراع  الوجودي المصيري مع العدو الصهيوني الى ضرب من المسائل الخلافية التي يجري العمل على حلها, لا بالصراع والكفاح كما جرى طوال الوقت, بل بلقاءات تعقد هنا وهناك, او بتقديم الشكاوى التي تستجدي العطف والاحسان.

وكما هو واضح منذ انطلاق ما يسمى بمسيرة التسوية السلمية, لم تنجح كل التنازلات والتوسلات,ولا اثبات حسن النوايا بالتخلي عن المقاومة, في تحرير اسير واحد او اسيرة واحدة  او حتى تحرير الاطفال الاسرى. ولنا ان نتوقع ما سيكون عليه مصير القضايا المركزية  كالقدس واللاجئين والحدود والامن والمستوطنات.
لا بدَ من الخروج من هذا المسار التدميري واعادة الاعتبار لقضية فلسطين كقضية تحرير وطني
تواجه استعمارا عنصريا اجلائيا, وهو ما سيفتح الطريق مجددا امام  استنهاض واطلاق قوى الشعب والامة لخوض الصراع على كل الجبهات وبكل الاشكال.
وفي سياق تحقيق هذا المسعى, يجب ان تخاض معركة تحرير الاسرى ـ ككل القضايا المنبثقة
عن القضية الام ـ بجد وعزم, وان تنهض بها مؤسسات وهيئات تشمل كل الساحات الفلسطينية
والعربية والدولية, وعلى كل المستويات: السياسية والاعلامية والقانونية والمعنوية والمعيشية.

ومع كل هذه الاعمال وغيرها, ينبغي ان لا ننسى العمل المجدي والمجرب مع العدو الصهيوني
الذي يجبره على تحريرهم بدون اية مساومات او تنازلات, الا  وهو الرد على عنفه بالمثل,
وتهديد مؤسساته الاغتصابية واسر جنوده وافراده.
ففي صراع الشعوب من اجل البقاء, كما هي حال الشعب الفلسطيني, لا مكان للضعفاء والمستعطفين..
 وستتبدد اصوات صرخاتهم دون ان تترك اي صدى.
اما الرصاص, فدويُه كفيل ببلوغ الاسماع اللاهية, وادارة الرؤوس الصلفة واجبارها على الاذعان.


العنف في الملاعب: ليس دفاعا عن الجمهور بل دعوة لمراجعة السّياسات و محاسبة المسؤولين


بقلم: عبد السلام بوعائشة
  
ما جدّ من أحداث عنف وتخريب وتصادم بين جمهور الترجي الرياضي التونسي  الغاضب وقوات الأمن أثناء وبعد مباراة في كرة القدم يمثل حدثا استثنائيا ملفتا للانتباه خصوصا وان هذا الجمهور يناصر فريقا يحتل المرتبة الأولى ويتقدم على منافسيه بما يؤهله أكثر في سباق التنافس على البطولة .هو حدث استثنائي بكل المقاييس لأنه لا يشبه ما عهدناه في الملاعب من عنف عارض بين اللاعبين أو بين جمهور هذا الفريق وجمهور الفريق الآخر كما أنه ليس مجرد عنف غاضب تجاه حكم المباراة يتفجر ثم ينطفئ بعد المباراة بل تجاوز في حدته وقوة تفجره في استهداف الملعب ومحيطه وقوات الأمن ما يشير إلى أن دوافعه تتجاوز الغضب تجاه الحكم ورفض الهزيمة إلى التعبير عن قناعة  وحالة نفسية مقيمة بدأت تسيطر على جماهير وربما مسؤولي  بعض الفرق الرياضية’حالة نفسية مفادها  أن الهزيمة لا تليق بالكبار وان  من حق الجمهور على الفرق أن ترضي تعطشه للانتصار ولاشيئ غير الانتصار بل ومن حقه أن يفعل ما يشاء دفاعا عن كبريائه  وغروره المتعاظم.
هذا النوع من العنف وما ينتجه من آثار تتجاوز حدود الملاعب بكثير يحتاج في معالجته إلى إجراءات تتجاوز مجال التشريع الرياضي ونظام العقوبات التي يمكن أن تسلط على الفرق أو الجمهور أو الحكام وذلك باعتماد مقاربة اشمل تتناول السياسة المعتمدة في المجال الرياضي وسياسة الإعلام الرياضي في متابعته وتغطية نشاط الفرق وأخبارها إذ لا يخفى على المتابع العادي أن كرة القدم في تونس تكاد تستحوذ على كل اهتمام الوزارة وإدارات الفرق الرياضية وان بعض فرق كرة القدم العريقة  صارت تمتلك من الحضور الفاعل في أروقة الوزارة والهياكل الرياضية والإعلامية ما يمكنها من التأثير على القرارات بل وتوجيهها إن لزم الأمر وان الجماهير لا تخفى عليها كثيرا هذه المعطيات ولذلك تتمثلها في تفاعلاتها وردود أفعالها في الملاعب وتتصرف تحت تأثيرها المباشر وغير المباشر.بل إن تأثيرها قد يتجاوز الجمهور إلى المسؤولين الرياضيين ذاتهم وهنا استحضر شكوى احد رؤساء الجمعيات الذي صرخ اثر هزيمة فريقه أمام الترجي الرياضي التونسي عن مدى حق وجدارة فريقه "الصغير" بالانتصار على الترجي متظلما من الحكم ومن المسؤولين عن تعيين الحكام.
هذا الشعور الذي يبرز في انفلاتات بعض جماهير الفرق الرياضية وبعض المسؤولين يغذيه التوجه العام للإعلام الرياضي الذي يكيل بمكيالين في تغطيته لأخبار الفرق الرياضية ويساهم بوعي أو بدونه في خلق الفتنة وزرع الأحقاد وتغذية نزعات التفوق الكاذب والغرور المستفز لدى بعض الفرق و الجماهير والمسؤولين فلا ينصف- رغم  ادعاءات القائمين عليه- الرياضة ولا كرة القدم ولا الفرق الصغيرة ولا الكبيرة أيضا التي تجد نفسها في عديد الأحيان سجينة وضع لم تختره تواجه فيه الجميع وتدفع ثمن مكانة وصورة لم تحققها الانتصارات فقط بل ساهم فيها أيضا  ضعف الجهاز الإداري المشرف على الرياضة وتواطؤ الإعلام والمستثمرين في الإعلام.أما انفعالات الجماهير وردود أفعالها فهي نتيجة لفعل كل هذه العوامل والمسببات ولن ينفع الرياضة في شيئ تحميل الجماهير المسؤولية المباشرة عما يحدث من عنف شبيه بما وقع في الأيام الأخيرة.
الأحداث الأخيرة تدعو إلى ضرورة التفكير في مراجعة اشمل لسياسة كرة القدم وسياسة الفرق وسياسة الإعلام الرياضي  بالتركيز على النقاط الأساسية التالية :
-  تصحيح مبدإ الاحتراف و الحد من سيطرة كرة القدم على سياسة الوزارة في المجال الرياضي وسياسة الجماعات المحلية بتوجيه البرامج نحو رياضات أخرى تساعد على بناء جديد لعقول الأطفال والشباب تحررهم من سلبية التشجيع وحمى الربح إلى ايجابية الممارسة الاجتماعية الهادفة .
- مراجعة مقاييس إسناد رئاسة و إدارة الفرق الرياضية بشكل يتماشى مع ضرورة جعل الفرق مؤسسات للتربية البدنية والعقلية قبل أن تكون مؤسسات للاستثمار والربح الشخصي المادي أو السياسي.
- الحد من إغراق الساحة الإعلامية- تلفزة وإذاعة وصحف- ببرامج رياضية  تسيطر عليها  فعليا أخبار كرة القدم والاكتفاء بمادة رياضية تخرج الشباب والجمهور الرياضي من هوس كرة القدم وهوس النجومية وهوس التعصب لهذا الفريق أو ذاك.
أخيرا نعتقد – وبالعودة إلى ما صاحب الأحداث الأخيرة من تفسيرات وتبريرات – انه لن يفيد في شيئ البلاد ولا الإدارة ولا الإعلام ولا الرياضة أن يلجأ المسؤولون إلى إخفاء الحقائق والالتفاف على ما يردده الشارع من أخبار والتكتم على ظواهر التقصير والفشل في إدارة بعض منابر ومؤسسات  الصالح العام من ذلك ما سمعناه من ممثل  الشركة التونسية للكهرباء والغاز التي آثر مديرها العام عدم الظهور وهو يفسر  أسباب انقطاع التيار عن جزء من الملعب فيعيد مرة أخرى إلى الأذهان ما سمعناه من زميل له سنة 2002 عندما ارجع العطل الشامل في إمداد البلاد بالكهرباء إلى موضوع المكيفات و اعتمد  بدوره  تفسيرا ضبابيا غائما  لا يفصل الشك من اليقين ويساهم في مزيد تغذية أخبار الشارع وإشاعات المنتديات. فالواجب خاصة في مثل هته الظروف يقضي على المسؤولين المباشرين للمسؤولية أن يعتمدوا  الشفافية والوضوح في التعامل مع الرأي العام ويحرصوا على تقديم الحقائق كاملة دون التفاف أو "غمغمة" لان ذلك هو واجب الإدارة و خصوصا واجب المسؤول الأول المباشر للملف. ولعل ما ينطبق على إدارة الشركة التونسية للكهرباء والغاز ينطبق أيضا على المسؤولين الإعلاميين و رؤساء الجمعيات الرياضية الذين اكتفوا كلهم باستنكار ما يستنكره الجميع دون غوص في عمق المسالة .
 

في الذكرى السادسة لاستشهاد الرنتيسي ... قيادة حركة الأحرار تشارك في مهرجان "عهد ووفاء للرنتيسي" بغزة


 شارك وفد من قيادة حركة الأحرار الفلسطينية يتقدمهم الأمين العام للحركة الأستاذ خالد أبوهلال  في مهرجان"عهد ووفاء للرنتيسي" الذي نظمته حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بمناسبة الذكرى السادسة لاستشهاد أسد فلسطين الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، وذلك يوم الجمعة الموافق 16/4/2010م في أرض المقوسي بمدينة غزة.
وقال الدكتور أحمد بحر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي خلال المهرجان أن المشروع الذي كان يتبناه الشهيد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي هو المشروع الوحيد الذي استطاع أن يقول للعالم الغربي كلمة لا، من خلال التمسك بالثوابت وتقديم قياداته شهداء في سبيل عدم إعطاء التنازلات للاحتلال الصهيوني.
وفي كلمة عن عائلة الشهيد الرنتيسي، أكد شقيقه محمد أبو البراء أن استشهاد أسد فلسطين، تكلل بالعزة والفخار لكل الشعب الفلسطيني، مشدداً على أن دمائه مكنت للحركة من تشكيل أول حكومة مقاومة في تاريخ فلسطيني لدفاع عن حقوقها.
حركة الأحرار الفلسطينية
المكتب الإعلامي
17/4/2010

الأمين العام الأستاذ خالد أبوهلال: لا نستبعد عدواناً قريباً من الاحتلال على قطاع غزة


حول العدوان الصهيوني المستمر ضد أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والذي أسفر صباح اليوم الجمعة عن استشهاد أحد المواطنين، أجرت   فضائية القدس مساءً عبر نشرتها الإخبارية بتاريخ 16/4/2010 لقاءً مع الأستاذ خالد أبو هلال- الأمين العام لحركة الأحرار الفلسطينية- قال فيه "إن العدو الصهيوني يتنقل بين خيارات يؤذي بها شعبنا بدءً بالحصار والتوغلات والاغتيالات واستهداف المؤسسات الحكومية والمدينة والمنشآت الصناعية مروراً بالعدوان على المقدسات والمسجد الأقصى وليس آخراً قراراها بترحيل آلاف الفلسطينيين من الضفة الغربية سعياً منها للتشويش على مسارات القضية الفلسطينية، والمواقف العربية والدولية، وللنيل من إرادة الشعب الفلسطيني".
وعن نية الاحتلال الصهيوني تجديد عدوانه على القطاع قال الأمين العام "نشتم هذه الرائحة يومياً من خلال التوغلات التي يقوم بها المحتل الصهيوني للمناطق الحدودية، والتي يهدف من خلالها إلى تسخين الأجواء، وبالتالي لا نستبعد عدواناً بربرياً منه على قطاع غزة، فالمواطنون والفصائل الفلسطينية في القطاع يعيشون حالة من الترقب لما سيأتي به الكيان من أجل التغطية على أزماته الداخلية، والهروب من مشاكله الخارجية مع الاتحاد الأوروبي وأمريكا والتي آخرها فضيحته في اغتيال المبحوح".
وأكد الأمين العام على جهوزية فصائل الممانعة والمقاومة على رد أي عدوان صهيوني محتمل، مع فرق الإعدادات العسكرية والمادية والتي تميل لصالح العدو الصهيوني، بالرغم من حاجة شعبنا لوقت من الراحة ليلتقط فيها أنفاسه خصوصاً بعد العدوان الصهيوني الغاشم الأخير على القطاع".

حركة الأحرار الفلسطينية
المكتب الإعلامي
17/4/2010

الاطباء العرب يدين القرار الصهيوني بتحويل مقبرة يافا إلى فندق


أدانت لجنة القدس باتحاد الاطباء العرب قرار سلطات الاحتلال الصهيوني بتحويل
مقبرة مقبرة القشلة الإسلامية التاريخية الملاصقة للمسجد الكبير في يافا المحتلة عام 1948 إلى فندق صهيوني .
وأكدت اللجنة أن هذا القرار يعطي إذنًا وتصريحًا بانتهاك حرمة عشرات القبور الموجودة في أرض المقبرة كما أنه  سيؤثر سلباً على المسجد الرئيسي الملاصق للمقبرة .
وأضافت اللجنة أن مواصلة سلطات الاحتلال انتهاكاتها لمقدسات المسلمين في الأراضي المحتلة عام 1948 لم تتوقف حيث حولتها إلى  إلى فنادق و مخازن وحظائر ومواخير.
ودعت اللجنة الحكومات والمنظمات العربية والإسلامية إلى التحرك العاجل لحماية مقدسات المسلمين في فلسطين والضغط على المنظمات الدولية ذات الصلة لحماية المقدسات أداء لواجبها .
يذكر ان المقابر الاسلامية تتعرض لانتهاكات صهيونية متواصلة منذ عام 1948 وحتى الان كالجرف والطمس و النبش و شق الشوارع خلالها او تحويلها لمتنزهات او مقالب للنفايات دون مراعاة لحرمة المقابر.
نص البيان
 بيان من لجنة القدس باتحاد الأطباء العرب
بشأن القرار الصهيوني بتحويل مقبرة إسلامية في يافا إلى فندق
 تستنكر لجنة القدس باتحاد الاطباء العرب القرار الصهيوني بتحويل مقبرة القشلة الإسلامية التاريخية الملاصقة للمسجد الكبير في يافا المحتلة عام 1948 إلى فندق صهيوني .
وتؤكد اللجنة أن هذا القرار يعطي إذنًا وتصريحًا بانتهاك حرمة عشرات القبور الموجودة في أرض المقبرة كما أنه  سيؤثر سلباً على المسجد الرئيسي الملاصق للمقبرة .
وتؤكد اللجنة أن مواصلة سلطات الاحتلال انتهاكاتها لمقدسات المسلمين في الأراضي المحتلة عام 1948 لم تتوقف حيث حولتها إلى  إلى فنادق و مخازن وحظائر ومواخير.
وتدعو اللجنة الحكومات والمنظمات العربية والإسلامية إلى التحرك العاجل لحماية مقدسات المسلمين في فلسطين والضغط على المنظمات الدولية ذات الصلة لحماية المقدسات أداء لواجبها .
 مدير اللجنة
د.جمال عبد السلام

باقة ورد للرئيس مبارك في يوم مولده


 د. يحيى القزاز
قد يصدم القارئ المتابع لمقالاتي من عنوان هذا المقال عندما أؤكد أنني أعنيه، ويصاب بدهشة تعقد لسانه لتحولي من النقيض الى النقيض، من الدعوة إلى إزاحة مبارك ونظامه بالعنف الى دعوة لتظاهرة في حب الرئيس مبارك في يوم مولده مصحوبة بباقة ورد ودعاء بطول العمر. وقبل الحكم على بالتبدل والتلون أرجو معرفة ما حدث.
ذهبت في مهمة علمية إلى جبال سيناء، بدأت صباح يوم 8 ابريل وانتهت مساء يوم 13 ابريل 2010، لتدريب طلاب الفرقة النهائية بقسم الجيولوجيا على الحياة العملية وكيفية التعامل مع الصخور وثرواتها المعدنية وتحديد المخاطر الطبيعية. بدأنا المهمة بالتمركز في منطقة سانت كاترين وهى منطقة مقدسة، وبها اشهر وأعلى جبال مصر جبل سانت كاترين، وجبل موسى الذي ناجى من على قمته نبي الله موسى ربه. كنت دائم الشعور بظلم مبارك ونظامه لى وللسواد الأعظم من الشعب المصري، وفي ذات الوقت الرئيس مبارك مريض وغائب عن الأنظار، والدولة انفرط عقدها وتفتت إلا من درع أمنى لسحق الشعب وحماية الرئيس، وتذكرت قول شيخ جليل: " التغييب والتغيير بالعنف له مخاطر فظيعة، وبيد الله ءأمن ولا آثار جانبية له.. فلندعو الله". وعملا بهذه النصيحة رحت ادعو الله سرا وجهرا أن يتدخل ويستجيب للمظلومين ويقبض روح مبارك ليستريح من آلام مرضه –وهو الطاعن في السن- ويريح شعبه من ويلات ظلمه وعذابه.
بينما أدعو الله، والسيارة التي تقلنا تسير فوق طريق مرتفع عما حوله، فجأة انفجر إطارها الأيسر الأمامي، كادت السيارة تنقلب، رأينا الموت بأعيننا، استبدلنا الإطار المنفجر بآخر احتياطي.. واصلنا السير والعمل. بعد نصف ساعة من الانفجار الأول انفجر فجأة الإطار الأيمن الأمامي للسيارة، رأينا الموت ثانية، واستبدلناه بآخر منزوعا من الإطارات الخلفية المزدوجة.. وانتهى اليوم.
في اليوم التالي (الأحد 11 أبريل 2010) وأنا أمارس دعائي المفضل دق هاتفي الجوال يخبرني المتحدث بنجاة ابني من حادث تصادم مروع، وهو يقود سيارتي على الطريق الدائري أمام أكاديمية مبارك بالقاهرة، نجا بالرغم من أن الوسادة الهوائية ظلت خاملة في مكانها، ولم تنطلق لتؤدي وظيفتها في حماية قائد السيارة (ويبدو ان شركة "رينو الفرنسية" تورد لمصر سيارات مغشوشة وبوسادات هوائية لاتعمل، الأمر الذي يدعو كل مالك سيارة رينو أن يراجع الشركة بخصوص الوسادات الهوائية). المهم نجا ابنى بمعجزة وتحطمت السيارة. بعدما تأكدنا من نجاة ابنى، التفت إلى زميلي ضاحكا: كفاك دعاء على الرجل.. بالأمس رأينا الموت مرتين، واليوم تحطمت سيارتك ونجا ابنك بمعجزة.. وارتفع صوته ضاحكا مجلجلا: أليست هذه رسالة.. الرجل فيه شيء لله. هنا تذكرت نصيحة أمى رحمها الله: " يا ولدي ما تدعيش على الغافل لو كان كافر". وتمتمت أنا أدعو له، وأطلب من الله أن يجنبنا الآثار الدامية.
دارت بي الأرض دورتها عندما جاء ذكر ابني على لسان زميلي بلهجة تحذيرية من عواقب الأمور توحى بالحفاظ عليه، ناهيك عن التشاؤم والتفاؤل، فحياة ابنى أهم من كنوز العالم، وبتحوير حكمة مسيحية "مافائدة الدنيا لو كسبها المرء وفقد ابنه". خفت.. جبنت.. تراجعت.. قررت ألا اذكر "مبارك" بشيء، وأن أدعو له بطول العمر والصحة. وعرفت كيف يغير الحرص على الأبناء مسار الأباء. في تلك اللحظة، فقط، أدركت خطأى وتحاملي على مبارك، وقدرت دوافعه وحرصه على تقديم تنازلات للكيان الصهيوني والامبريالية الأمريكية، وضياع سيادة الدولة المصرية وعزلها عن محيطها العربي ، وعرفت أن الذي أذله وعرضه للمهانة، وضياع هيبة مقام الرئاسة هو حبه لابنيه، وحرصه على إرضاء أحدهم بثروة مصر والآخر بسلطتها تحت جناح الحماية الأمريكية والموافقة الصهيونية. وهكذا يذل الحرص على تلبية رغبات الأبناء أعناق الأباء(!!) فما بالك بالحرص على حياتهم. والحمدلله ليس لى ابن طامع في ثروة وطن ولا آخر طامع في سلطته.
وحرصا على سعادتي وحفاظا على حياة ابنائي بكرامة قررت أن أتقدم للرئيس "مبارك" في يوم ميلاده (4/5/2010) وهو اليوم الذي يبدأ فيه عامه الثالث والثمانين، بباقة ورد وبطاقة مكتوب عليها: "كل سنة وانت طيب يا ريس، نشكرك على كل ماقدمت لمصر والعروبة. نقدرك.. وندعوك لاعتزال العمل والخلود للراحة، مع ضمان الخروج الآمن من السلطة لك ولأسرتك، ليصير يوم مولدك عيد ميلاد مصر الجديدة".
ولما أسلفت أسباب يعلمها الكافة لا داعي للإفاضة فيها، ويمكن اختصارها في انفراط عقد الدولة المصرية وتفتتها إلى حبيبات يصعب التئامها وترميمها، وتكون الحاجة إلى خلق مصر جديدة بقيادة وطنية جديدة، بالإضافة إلى مستجدات نتمنى ألا تحدث كما حدثت الآن في دولة "قرغيزستان"، وأن توريث جمال مبارك الحكم سيكون عنصرا ممزقا للحمة الشعب المصري الواهية، وعاملا حفازا على اندلاع حرائق في الوطن، حتما ستلتهمه مهما احتمى بالصهاينة والأمريكان، إنها فرصتك الأخيرة سعادة الرئيس فانجو بنفسك وولديك إن كنت تحبهما، والعمر قصير مهما يطول.
إننى ادعو كل محبي أنفسهم ومحبي أبنائهم ومحبي مصر ومحبي العروبة ومحبي الرئيس في مصر وفي خارجها أن يرسل كل من يرى فيما اقترح شيئا يتفق معي فيه (وليس كل ما اطرحه) باقة ورد طبيعية أو مطبوعة على برقية في يوم ميلاد الرئيس، ومن يرى في برقيتى تعبيرا مناسبا يكون متفضلا لو تكرم وكتب ما كتبت فيها. ويمكن لنا –إن أردنا- في مصر والخارج ان نشارك في عمل إكليل كبير من الورد وبرقية مكتوبة نحملهما يوم مولد الرئيس 4/5/2010 ونتقدم بهما صوب قصر العروبة في مصر، وإلى السفارات المصرية في الخارج، في تظاهرة حب حاشدة لمصر وللرئيس. سأحمل برقيتي وباقة ورد وأذهب بهما ظهيرة يوم مولد الرئيس 4/5/2010 إلى قصر العروبة أودعهما القصر مهنئا ومحذرا. هل من متضامن معي.


بيان صادر عن الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين لمناسبة يوم الاسير الفلسطيني


الحرية لأكثر من عشرة آلاف اسير فلسطيني بينهم 350 طفلاً
        
         واليوم يقبع في السجون الإسرائيلية أكثر من 10.500 أسير فلسطيني، بينهم العشرات من الدول العربية الشقيقة، اضافة الى ان العدد الكبير منهم يعاني من امراض خطرة جراء انعدام الرعاية الصحية والطبية وسوء التغذية. كما يعاني قرابة ألف أسير من حالات مرضية خطيرة تحتاج إلى علاج طارئ وعمليات جراحية عاجلة، فضلاً عن المئات من الأسرى الذين يعانون من الأمراض المزمنة ومضاعفاتها الخطيرة على حياتهم.
         لقد أوغل الاحتلال في تحديه للقانون الدولي العام، وضرب عرض الحائط بكل الأعراف الإنسانية في قضية الأسرى ... خاصة لجهة اعتقال الأطفال، حيث قامت قوات قوات الاحتلال ومنذ العام 2000  باعتقال أكثر من ستة آلاف طفل، لا يزال يحتجز منهم ما يقارب 350 طفلاً، وقد تجاوزوا سن الـ 18 عاماً في الأسر، في خرق صهيوني صارخ لاتفاقية "حماية حقوق الطفل" الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة.
         ان الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين تدعو الى اوسع حملة تضامن مع قضية الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب في السجون الاسرائيلية والى العمل لدى جميع المؤسسات الدولية السياسية والقانونية والحقوقية من اجل فرض اطلاق سراحهم دون قيد او شرط.
         وتؤكد الجبهة ان الأسيرات والأسرى يشكلون اليوم خط الدفاع الأول عن الحقوق الوطنية الفلسطينية، فهم من قدم لشعبنا "وثيقة الوفاق الوطني"، وهم اليوم يجسدون الوحدة الوطنية الحقيقية، بما ينبغي ويملي وطنياً اتخاذ العبرة في تجسيد دعم قضية الأسرى، من خلال إنهاء الانقسام فوراً دون مماطلات، وتجسيد الوحدة الوطنية الحقيقية لمواجهة المشاريع والمخططات "الإسرائيلية"، تجاه المشروع الوطني الفلسطيني برمته، والقضية الفلسطينية تمر بمنعطف وطني حاسم يتطلب الارتقاء نحو أهداف الوحدة الوطنية.
         ان الجبهة الديمقراطية وإذ تدعو الى اوسع حملة فلسطينية وعربية ودولية لاطلاق سراح الاسرى ومعاقبة مجرمي الحرب الاسرائيليين، فانها تدعو اللجنة الدولية للصليب الأحمر والامم المتحدة وجميع المؤسسات الدولية والإنسانية إلى التدخل المباشر لدى قوات الاحتلال الإسرائيلي لضمان تطبيق اتفاقية جنيف على الأسرى ومعاملتهم كأسرى حرب، والعمل وإجبار إسرائيل على إطلاق سراح كافة الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب من معتقلاتها خاصة الأطفال منهم.


الحرية لأسرى الحرية
والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار
الاخوة والرفاق
يصادف السابع عشر من نيسان من كل عام يوم الأسير الفلسطيني. يأتي هذا اليوم وعيون الفلسطينيين شاخصة نحو الآلاف من خيرة بنات وأبناء شعبنا في سجون ومعسكرات الاعتقال الجماعي التي يشرف عليها جيش الاحتلال الصهيوني. وتؤكد الدراسات الموثقة أن زهاء ربع الشعب الفلسطيني في الضفة الفلسطينية وقطاع غزة والقدس، قد تعرض لتجربة الاعتقال منذ اليوم الأول للاحتلال عام 1967.
         واليوم يقبع في السجون الإسرائيلية أكثر من 10.500 أسير فلسطيني، بينهم العشرات من الدول العربية الشقيقة، اضافة الى ان العدد الكبير منهم يعاني من امراض خطرة جراء انعدام الرعاية الصحية والطبية وسوء التغذية. كما يعاني قرابة ألف أسير من حالات مرضية خطيرة تحتاج إلى علاج طارئ وعمليات جراحية عاجلة، فضلاً عن المئات من الأسرى الذين يعانون من الأمراض المزمنة ومضاعفاتها الخطيرة على حياتهم.
         لقد أوغل الاحتلال في تحديه للقانون الدولي العام، وضرب عرض الحائط بكل الأعراف الإنسانية في قضية الأسرى ... خاصة لجهة اعتقال الأطفال، حيث قامت قوات قوات الاحتلال ومنذ العام 2000  باعتقال أكثر من ستة آلاف طفل، لا يزال يحتجز منهم ما يقارب 350 طفلاً، وقد تجاوزوا سن الـ 18 عاماً في الأسر، في خرق صهيوني صارخ لاتفاقية "حماية حقوق الطفل" الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة.

الاخوة والرفاق
         ان الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين تدعو الى اوسع حملة تضامن مع قضية الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب في السجون الاسرائيلية والى العمل لدى جميع المؤسسات الدولية السياسية والقانونية والحقوقية من اجل فرض اطلاق سراحهم دون قيد او شرط.
         وتؤكد الجبهة ان الأسيرات والأسرى يشكلون اليوم خط الدفاع الأول عن الحقوق الوطنية الفلسطينية، فهم من قدم لشعبنا "وثيقة الوفاق الوطني"، وهم اليوم يجسدون الوحدة الوطنية الحقيقية، بما ينبغي ويملي وطنياً اتخاذ العبرة في تجسيد دعم قضية الأسرى، من خلال إنهاء الانقسام فوراً دون مماطلات، وتجسيد الوحدة الوطنية الحقيقية لمواجهة المشاريع والمخططات "الإسرائيلية"، تجاه المشروع الوطني الفلسطيني برمته، والقضية الفلسطينية تمر بمنعطف وطني حاسم يتطلب الارتقاء نحو أهداف الوحدة الوطنية.
         ان الجبهة الديمقراطية وإذ تدعو الى اوسع حملة فلسطينية وعربية ودولية لاطلاق سراح الاسرى ومعاقبة مجرمي الحرب الاسرائيليين، فانها تدعو اللجنة الدولية للصليب الأحمر والامم المتحدة وجميع المؤسسات الدولية والإنسانية إلى التدخل المباشر لدى قوات الاحتلال الإسرائيلي لضمان تطبيق اتفاقية جنيف على الأسرى ومعاملتهم كأسرى حرب، والعمل وإجبار إسرائيل على إطلاق سراح كافة الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب من معتقلاتها خاصة الأطفال منهم.