السبت، 17 أبريل 2010

باقة ورد للرئيس مبارك في يوم مولده


 د. يحيى القزاز
قد يصدم القارئ المتابع لمقالاتي من عنوان هذا المقال عندما أؤكد أنني أعنيه، ويصاب بدهشة تعقد لسانه لتحولي من النقيض الى النقيض، من الدعوة إلى إزاحة مبارك ونظامه بالعنف الى دعوة لتظاهرة في حب الرئيس مبارك في يوم مولده مصحوبة بباقة ورد ودعاء بطول العمر. وقبل الحكم على بالتبدل والتلون أرجو معرفة ما حدث.
ذهبت في مهمة علمية إلى جبال سيناء، بدأت صباح يوم 8 ابريل وانتهت مساء يوم 13 ابريل 2010، لتدريب طلاب الفرقة النهائية بقسم الجيولوجيا على الحياة العملية وكيفية التعامل مع الصخور وثرواتها المعدنية وتحديد المخاطر الطبيعية. بدأنا المهمة بالتمركز في منطقة سانت كاترين وهى منطقة مقدسة، وبها اشهر وأعلى جبال مصر جبل سانت كاترين، وجبل موسى الذي ناجى من على قمته نبي الله موسى ربه. كنت دائم الشعور بظلم مبارك ونظامه لى وللسواد الأعظم من الشعب المصري، وفي ذات الوقت الرئيس مبارك مريض وغائب عن الأنظار، والدولة انفرط عقدها وتفتت إلا من درع أمنى لسحق الشعب وحماية الرئيس، وتذكرت قول شيخ جليل: " التغييب والتغيير بالعنف له مخاطر فظيعة، وبيد الله ءأمن ولا آثار جانبية له.. فلندعو الله". وعملا بهذه النصيحة رحت ادعو الله سرا وجهرا أن يتدخل ويستجيب للمظلومين ويقبض روح مبارك ليستريح من آلام مرضه –وهو الطاعن في السن- ويريح شعبه من ويلات ظلمه وعذابه.
بينما أدعو الله، والسيارة التي تقلنا تسير فوق طريق مرتفع عما حوله، فجأة انفجر إطارها الأيسر الأمامي، كادت السيارة تنقلب، رأينا الموت بأعيننا، استبدلنا الإطار المنفجر بآخر احتياطي.. واصلنا السير والعمل. بعد نصف ساعة من الانفجار الأول انفجر فجأة الإطار الأيمن الأمامي للسيارة، رأينا الموت ثانية، واستبدلناه بآخر منزوعا من الإطارات الخلفية المزدوجة.. وانتهى اليوم.
في اليوم التالي (الأحد 11 أبريل 2010) وأنا أمارس دعائي المفضل دق هاتفي الجوال يخبرني المتحدث بنجاة ابني من حادث تصادم مروع، وهو يقود سيارتي على الطريق الدائري أمام أكاديمية مبارك بالقاهرة، نجا بالرغم من أن الوسادة الهوائية ظلت خاملة في مكانها، ولم تنطلق لتؤدي وظيفتها في حماية قائد السيارة (ويبدو ان شركة "رينو الفرنسية" تورد لمصر سيارات مغشوشة وبوسادات هوائية لاتعمل، الأمر الذي يدعو كل مالك سيارة رينو أن يراجع الشركة بخصوص الوسادات الهوائية). المهم نجا ابنى بمعجزة وتحطمت السيارة. بعدما تأكدنا من نجاة ابنى، التفت إلى زميلي ضاحكا: كفاك دعاء على الرجل.. بالأمس رأينا الموت مرتين، واليوم تحطمت سيارتك ونجا ابنك بمعجزة.. وارتفع صوته ضاحكا مجلجلا: أليست هذه رسالة.. الرجل فيه شيء لله. هنا تذكرت نصيحة أمى رحمها الله: " يا ولدي ما تدعيش على الغافل لو كان كافر". وتمتمت أنا أدعو له، وأطلب من الله أن يجنبنا الآثار الدامية.
دارت بي الأرض دورتها عندما جاء ذكر ابني على لسان زميلي بلهجة تحذيرية من عواقب الأمور توحى بالحفاظ عليه، ناهيك عن التشاؤم والتفاؤل، فحياة ابنى أهم من كنوز العالم، وبتحوير حكمة مسيحية "مافائدة الدنيا لو كسبها المرء وفقد ابنه". خفت.. جبنت.. تراجعت.. قررت ألا اذكر "مبارك" بشيء، وأن أدعو له بطول العمر والصحة. وعرفت كيف يغير الحرص على الأبناء مسار الأباء. في تلك اللحظة، فقط، أدركت خطأى وتحاملي على مبارك، وقدرت دوافعه وحرصه على تقديم تنازلات للكيان الصهيوني والامبريالية الأمريكية، وضياع سيادة الدولة المصرية وعزلها عن محيطها العربي ، وعرفت أن الذي أذله وعرضه للمهانة، وضياع هيبة مقام الرئاسة هو حبه لابنيه، وحرصه على إرضاء أحدهم بثروة مصر والآخر بسلطتها تحت جناح الحماية الأمريكية والموافقة الصهيونية. وهكذا يذل الحرص على تلبية رغبات الأبناء أعناق الأباء(!!) فما بالك بالحرص على حياتهم. والحمدلله ليس لى ابن طامع في ثروة وطن ولا آخر طامع في سلطته.
وحرصا على سعادتي وحفاظا على حياة ابنائي بكرامة قررت أن أتقدم للرئيس "مبارك" في يوم ميلاده (4/5/2010) وهو اليوم الذي يبدأ فيه عامه الثالث والثمانين، بباقة ورد وبطاقة مكتوب عليها: "كل سنة وانت طيب يا ريس، نشكرك على كل ماقدمت لمصر والعروبة. نقدرك.. وندعوك لاعتزال العمل والخلود للراحة، مع ضمان الخروج الآمن من السلطة لك ولأسرتك، ليصير يوم مولدك عيد ميلاد مصر الجديدة".
ولما أسلفت أسباب يعلمها الكافة لا داعي للإفاضة فيها، ويمكن اختصارها في انفراط عقد الدولة المصرية وتفتتها إلى حبيبات يصعب التئامها وترميمها، وتكون الحاجة إلى خلق مصر جديدة بقيادة وطنية جديدة، بالإضافة إلى مستجدات نتمنى ألا تحدث كما حدثت الآن في دولة "قرغيزستان"، وأن توريث جمال مبارك الحكم سيكون عنصرا ممزقا للحمة الشعب المصري الواهية، وعاملا حفازا على اندلاع حرائق في الوطن، حتما ستلتهمه مهما احتمى بالصهاينة والأمريكان، إنها فرصتك الأخيرة سعادة الرئيس فانجو بنفسك وولديك إن كنت تحبهما، والعمر قصير مهما يطول.
إننى ادعو كل محبي أنفسهم ومحبي أبنائهم ومحبي مصر ومحبي العروبة ومحبي الرئيس في مصر وفي خارجها أن يرسل كل من يرى فيما اقترح شيئا يتفق معي فيه (وليس كل ما اطرحه) باقة ورد طبيعية أو مطبوعة على برقية في يوم ميلاد الرئيس، ومن يرى في برقيتى تعبيرا مناسبا يكون متفضلا لو تكرم وكتب ما كتبت فيها. ويمكن لنا –إن أردنا- في مصر والخارج ان نشارك في عمل إكليل كبير من الورد وبرقية مكتوبة نحملهما يوم مولد الرئيس 4/5/2010 ونتقدم بهما صوب قصر العروبة في مصر، وإلى السفارات المصرية في الخارج، في تظاهرة حب حاشدة لمصر وللرئيس. سأحمل برقيتي وباقة ورد وأذهب بهما ظهيرة يوم مولد الرئيس 4/5/2010 إلى قصر العروبة أودعهما القصر مهنئا ومحذرا. هل من متضامن معي.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق