السبت، 28 نوفمبر 2009

كلمة متواضعة في حق المرحوم المغفور له الأخ بوبكر رحيم الكاتب العام للنقابة الجهوية للتعليم الثانوي بقابس و عضو الهيئة الادارية للتعليم الثانوي


النفطي حولة : ناشط نقابي وسياسي 29نوفمبر2009-

 ها قد  أخذتك يد المنون في يوم عيد  الاضحى المبارك  وكأن روحك  الطاهرة والوفية للخط القومي  الوحدوي أبت الا أن تنتظر  ساعة الرحيل . فأبت الا أن تسجل  في ذاكرتنا بأحرف من ذهب  أن تاريخ وفاتك  لا يمكن  أن يكون تاريخا عاديا  ولا  يمكن أن يكون يوما كسائر  الأيام  بأي حال من الأحوال  . فكان بالفعل تاريخا استثنائيا   تاريخا يذكرنا بماضيك القومي  الناصع  وباخلاصك لأمتك ولوطنك  ولشعبك . وها قد شاءت الصدف فعلا أن يقترن رحيلك عنا  بذكرى قومية عزيزة عليك  وعلى كل قومي مثلك مخلص لقضايا أمته وهي ذكرى استشهاد القائد الرمز  صدام حسين رحمه الله.
 فرحمة  الله عليك  أيها الأخ الكريم  بوبكر رحيم  وقد غادرتنا ومازلت  في عز عطائك وتضحياتك في  سبيل نصرة قضايا الحق والعدل  والتحرر والوحدة.
أيها الأخ المناضل الوفي بوبكر : لقد كنت  تعمل في صمت وهدوء. فكنت تمتاز بدماثة الأخلاق صادقا صدوقا  مخلصا  لقضية شعبك ووطنك وأمتك  ولقد بذلت في سبيلها ما استطعت . كنت تدعو الجميع لنبذ الفرقة والخلافات لتدعيم وحدة القوى الوطنية والقومية نقابيا وسياسيا . لقد كنت انسانا  وعشت انسانا . كانت كرامتك كنخيل العراق الشامخ .وكانت  رجولتك وشهامتك  مستمدة من أصالة  أمتك ومعينها الذي لاينضب .
أيها الأخ المناضل النقابي بوبكر: لقد عهدناك  وأنت تناضل بصمت  وتكابد الأتعاب  والصعاب في سبيل مطالب القطاع . فلم  تبخل يومافي حياتك عن المشاركة في فعاليات  الهيئات الادارية للقطاع  بكل روح نضالية  وبكل روح مسؤولية وبمصداقية عالية يجمع كل من عرفك عليها . فكنت تمثل فعلا عن ارادة أساتذة الجهة المقاتلة والتي قاتلت فيها مع زملائك الأساتذة جنبا الى جنب من أجل تحسين أوضاعهم المادية والمعنوية وتعرضت من أجل ذلك للعديد من المضايقات.
أيها الأخ المناضل النقابي بوبكر :لقد عانيت  في صمت وصبرت أيام الجمر وقبلت  التحدي  فتمسكت باستقلالية الاتحاد  العام التونسي للشغل والدفاع  عن الهياكل الشرعية وأنت تواكب كل الهيئات الادارية السرية للقطاع زمن تنصيب التيجاني عبيد.
أيها الأخ المناضل القومي بوبكر :انك لم تدخر أي جهد  تملكه في سبيل نصرة قضايا أمتك. فكنت دائما على العهد تدعو لدعم المقاومة كخياروحيد لا غنى عنه في كل من فلسطين ولبنان والعراق في زمن الاستسلام والخنوع والتطبيع مع الأعداء.
فقدناك أيها المناضل الصادق في زمن قلت فيه  الرجولة
فقدناك أيها النقابي الصامد في زمن خصيت فيه  الفحولة
فقدناك أيها المخلص في زمن أصبح الصدق فيه عمولة
فقدناك أيها الفارس المغوار في زمن يحاصر فيه الوطن من أبناء العمومة
فقدناك أيها الثائر العربي في زمن المكر والغدر وأجواء العرب المسمومة
لكن روحك الطاهرة  ستظل ترفرف بيننا نستمد منها القيم النبيلة
 فنم هادئا  مطمئنا ما دمت زرعت في شعبك  الأحلام الجميلة

وفد أحوازي يلتقي بعدد من المسئولين في بلجيكا


 إستمرارا لجهود الجبهة الديمقراطية الشعبية الأحوازية الرامية إلى طرح القضية الأحوازية العادلة على المجتمع الدولي و الدول الهامة و المؤسسات الإنسانية. التقى الرفيق أبو خلود نائب الأمين العام و مسئول العلاقات الخارجية للجبهة الديمقراطية الشعبية الأحوازية على رأس الوفد و الذي ضم الرفاق أبو إخلاص الأحوازي ممثل التنظيم في بلجيكا ‘الرفيق أبو محسن عضو لجنة العلاقات الخارجية للتنظيم و الرفيق محمود أبو كمال عضو لجنة التنظيم في بلجيكا نهار الخميس المصادف للسادس و العشرين من الشهر نوفمبر الجاري في بروكسيل عاصمة الإتحاد الأروبي و بلجيكا بعدد من المسئولين البلجيكيين وذلك إستمرارا للإتصالات و القأءات السابقة بين الجانبين في إطار شرح المستجدات على الساحة الأحوازية وما يهم الجانبين , وشرح الوفد الأحوازي أخر المستجدات في الأحواز وسياسة التطهير العرقي التي تمارسها سلطات الإحتلال الإيراني ضد أهلنا العزل في الأحواز المحتلة منها الإعدامات و الإعتقالات العشوائية و تجفيف الأنهر و مصادرة الأراضي و هدم البيوت و تفقير الأحوازيين و نهب ثرواتهم الطبيعية وعدم السماح لهم بأي نشاط سياسي علني . كما شرح الوفد خطورة النظام الإيراني الإرهابي و مشروعه النووي على أمن و إستقرار المنطقة و العالم وضرورة وقف هذا المشروع الخطير و التصدي الصارم و العاجل له وأهمية الأحواز لإيران و العالم في إستمرار أو وقف هذا المشروع الخطير .
كما ناقش الوفد ضرورة الإهتمام بالقضية الأحوازية و الشعب الأحوازي و حقوقه الإنسانية و القومية و الوطنية في إطار القانون الدولي و حق الشعوب في تقرير المصير . كما طالب الوفد الوقوف إلى جانب اللاجئين الأحوازيين في بلجيكا و الإتحاد الأوربي و عزل ملفاتهم عن الملف الإيراني لما للأحوازيين من مطالب و معانات تختلف تماما عن اللاجئين الإيرانيين و مطالبهم . وشدد الوفد ان الأحوازيين غير إيرانيين و يجب التعامل معهم من هذا المنظار لا غيره . كما شرح الوفد إنتشار الأوبئة ومنها إنفلانزه الخنازير في الأحواز و عدم إهتمام السلطات الإيرانية بهذا الأمر الخطير. وفي ختام الإجتماع شكر الوفد الأحوازي الوفد البلجيكي و شدد على حرس الجبهة لمثل هذه الإجتماعات الودية لما تقدم من فائدة لمعرفة الحقائق و تبادل الآراء بين الجانبين كما شكر الوفد البجيكي وفد الجبهة على حضوره و لما قدم من شرح وافي للأمور في الأحواز و إيران بشكل عام لما يحمل من آراء و أفاق هامة على الصعيد الإقليمي والدولي .
وكانت للجبهة الديمقراطية الشعبية الأحوازية وفي إطار مسعاها لشرح القضية الأحوازية و بناء علاقات ودية مع أطراف دولية تساعدنا في صراعنا مع العدو الإيراني في المجتمع الدولي . إلتقت في السابق عدة مرات في إطار تمتين العلاقة و الثقة بينها و بين السلطات البلجيكية و الأروبية لشرح القضية الأحوازية و نضال شعبنا العادل وما يعانيه الشعب العربي في الأحواز من سياسات إيرانية قمعية و سياسة تطهير عرقي يخالف كافة القوانين والأعراف الدولية .
تنوية
أسماء و مسوؤليات الجانب البلجيكي في حوزة المركز الإعلامي للثورة الأحوازية.
المركز الإعلامي للثورة الأحوازية
26-11-2009


شاليط سينقل إلى مصر في غضون أيام



غزة- الرسالة نت

قالت شبكة فوكس نيوز الأمريكية :" أنه من المحتمل أن يتم انجاز صفقة شاليط الأسبوع القادم"، مضيفة أن انجاز الصفقة سيتم بعد عودة رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو من زيارته لألمانيا.
وبحسب التقرير الذي أوردته شبكة فوكس فان إحدى العقبات الرئيسية تتمحور حول المكان الذي سيتم إبعاد الأسرى المقدسيين إليه ، ومن المقرر أن يتوجه نتنياهو إلى برلين يوم الاثنين القادم على رأس وفد يضم ستة وزراء من بينهم وزيرا الخارجية والجيش، وجدير بالذكر أن ألمانيا تلعب دور الوسيط في الاتصالات غير المباشرة الجارية بين (إسرائيل) وحماس بهدف الإفراج عن الجندي غلعاد شليط.
وكانت مصادر إسرائيلية رسمية أوضحت بأن انجاز الصفقة لن يتم في غضون يوم واحد بل ربما يستغرق عدة أسابيع.
وفي القاهرة قال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق أن "تقدما ملموسا" سجل في المفاوضات حول إطلاق سراح أسرى فلسطينيين مقابل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي شاليط دون أن يخوض في تفاصيل أوفى.
ونسبت مواقع عبرية صباح اليوم السبت استناداً إلى مصادر في القاهرة أن مصر زادت من حراسها وقواتها على معبر رفح استعدادا إلى نقل شاليط من قطاع غزة إلى مصر, وبحسب المصادر فان هذه هي المرة الأولى التي تزيد مصر قواتها بهذا الشكل على معبر رفح وان هناك شئ ما سيحدث.

اما يكفي


اما يكفي

النفطي حولة : ناشط نقابي وسياسي :27نوفمبر2009

مازالت وسائل الاعلام العربية الرجعية في مصر تصم اذاننا  . و ما زالت أبواق الدعاية الرخيصة لدى الأجهزة  الاقليمية العميلة والمتصهينة  في مصر تقيمن الدنيا ولا تقعدها على خلفية مقابلة كرة القديم الأخيرة في السودان بأم درمان .فوصل الأمر الى أوساط الفنانين الكبار في مصر من أمثال محمود ياسين ويسرى وفردوس عبد الحميد وبعض المثقفين . وأنا أشاهد تصريحاتهم على قناة الجزيرة  وهم في حالة استياء وغضب شديددين وهم يتحدثون عن كرامة مصر التي أهدرها البعض من المشاغبين من الجمهور الكروي المهمش أصلا والذي يعاني البطالة والبؤس والفقر وهو عرضة للهجرة السرية ولقوارب الموت الرهيبة تألمت كثيرا وقلت في نفسي لا يخلو هذا الموقف الذي لا يشرف نخبة فنانين كبار في مصر العروبية  من احدى أمرين .  فأما أن يكونوا موجهين من طرف زبانية نظام مبارك الفاسد والعميل  وأما أن يكونوا دخلوا بالب التمعش الانتهازي من مائدة السلطان وكلا الأمرين واحد.

فأن نستمع اليهم مباشرة بعد كلمة  نجل الرئيس مبارك الذي هدد فيها وتوعد بالثأر لكرامة مصر وكأن مصر تعيش في جزيرة معزولة عن محيطهاالحضاري القومي و كأن كرامة مصر ليست من كرامة الجزائر وكرامة الجزائر ليست من كرامة مصر . فهل كرامة مصر العروبة المحفوظة  دائما من كل أبناء جزائر الثورة نضعها في الميزان بسبب التهريج الكروي لمجموعة من الشبان المشاغبين ؟ فهل هناك من أبناء جزائر الثورة من يضع كرامة مصر في الميزان ؟ لا وألف رغم أنف الحاقدين والاقليميين والرجعيين العرب المندسين أجمعين هنا وهناك داخل الأجهزة الأمنية أو الاعلامية للنظام الرسمي العربي ؟ فالخطاب الاقليمي الرجعي الذي يروج له نجل الرئيس ليس مستغربا من نظام مبارك العميل الذي أدار ظهره للقضايا الرئيسية للأمة  منذ انقلاب ماي للمقبور السادات في ماي سنة 1971وعلى رأسها القضية الفلسطينية . هذا النظام الذي نراه يروج في كل المؤتمرات للسلام المزعوم بين العرب والصهاينة  بل اعتبره خياره الاستراتيجي مازال يحاصر شعبنا الفلسطيني في غزة ويصادر حقه في الحصول على السلاح كوسيلة مشروعة سنها القانون الدولي وحفظتها كل الشرائع الأرضية والسماوية  لمقاومة المحتل بل ويصل الى حد مصادرة حقهم في العلاج والتداوي والسفر   . وعوض أن يثأر لكرامة الجندي المصري الذي قتله الجندي الصهيونيي على الحدود بين سيناء وفلسطين المحتلة بدم بارد  فها هونجل الرئيس مبارك يحشد الرأي العام المصري من أجل معركة وهمية لا توجد الا في خياله. وها هم خيرة نخبة مصر العروبة من الفنانين يروجون لنفس الخطاب الممجوج والذي لايعكس الا رؤية اقليمية  تحافظ على التجزئة  وتدعم المخطط الاستعماري في اتفاقية سايكس بيكو التي كرست التجزئة والتقسيم واقامة الحدود والمعارك الوهمية  بين كل جارين شقيقين . اوقفوا هذه الحملة الاعلامية المجانية التي لا مصلحة فيها الا لأصحاب النفوس المريضة التي تريد لفت الأنظار عن القضايا الحيوية والجوهرية التي يعيشها المواطن العربي في الجزائر ومصر وتونس والمغرب والأردن وفي كل قطر عربي .لماذا لا يتوجه هذا الاعلام الرسمي العربي لحشد الرأي العام  القومي من أجل فك الحصار عن شعبنا في غزة ؟ لماذا  لا تحفظ كرامة أبناء شعبنا في كل من فلسطين والعراق ضد جرائم الغدر الصهيونية والأمريكية والبريطانية ؟
أما يكفي هذا التهريج والصخب الاعلامي لأجهزة الاعلام المصرية الذي وصل حد الطبقة السياسية والثقافية والفنية ؟ هل تفتحت شهية الاقليمية في زمن هزيمتها من جديد الى مزيد من بث ثقافة التجزئة  والتفرقة بين أبناء الشعب الواحد والوطن الواحد والأمة الواحدة ؟ ان شعب المليون والنصف شهيد وأن شعب ثورة يوليو  الناصرية المجيدة  لن تؤثر فيه أبواق الدعاية الاقليمية الرجعية الرخيصة وسيظل وفيا الى مبادئ العروبة  ومتمسكا بالعزة القومية شاء من شاء وأبى من أبى.

رسالة مفتوحة الى كل الضمائر الحية حول العالم


اخلص تحياتي اليكم
ارجو أن تكون في الصحة و العافية واتمني من الله التوفيق و الموفقية من امورك. استلمت رسالتك و فرحت بها كثيرا
اود أن اقدمك نفسي حتي تعرفني اكثر. كما قلت في رسالتي السابق اناعلي ايراني الجنسية,نائب الرئيس لجنة لدفاع عن حقوق الانسان. ولجنتنا تتضمن امور الاجتماعية , الثقافية و حقوق الانسان.نحن مناصرمنظمة مجاهدي خلق و مجلس الوطني للمقاومة الايرانية. نناشط حالياً حول قضية مخيم اشرف و هو مقر الرئيسي للمقاومة الايرانية يقع في العراق ( محافظة ديالي) و حتماً سمعت حول اقتحام اشرف 27.28 من تموز عام 2009. إن النظام المتستر بالدين والحاكم في إيران ينوي تدمير مخيم اشرف مقر المعارضة الإيرانية الديمقراطية وقتل سكانه جماعياً على أيدي الحكومة العراقية إثر الهجوم الفتاك الذي شنته القوات العراقية على مخيم أشرف في نهاية شهر تموز الماضي قتل 11 شخصا واصيب 500 آخرين واختطف 36 من سكان أشرف.
هذه افلام من اقتحام اشرف:





لكن تستمر المؤمرات الماكر نظام الملالي. اعلنت الحكومة العراقية تريدين أن تتنقل سكان اشرف الي مكان مجهول قسرياً. هذا تمهيد لمجزرة سكان اشرف و هنا قلق لوقوع كارثة انسانية بحقهم بيد القوات العراقية وبطلب نظام الملالي. علينا أن نقوم لمنع وقوع جريمة ضد الانسانية الاخري في اشرف و انقاذ حياة هؤلاء ابرياء. نحتاج الي مساعدتك فيما يخص هذا الموضوع الطارئ نريد مساعدتك باي شكل ممكن مثلاً جمع التواقيع لاستنكار جريمة ضد الانسانية في اشرف , توجية الرسائل الي سلطات العراقيه و جهات المسؤول و منظمات الدولية لحقوق الانسان لمنع نقل القسري سكان اشرف , درج مقال و اخبار حول مايجري في اشرف  واتصال و تعامل مع وسائل اعلامي , مجتمعات مدني و منظمات لدفاع حقوق الانسان .نحن بحاجة الى التعامل و التواصل مع العراقيين و العرب من اجل نشاطات الصحفية والاعلامية و حقوق الانسان
ارجوك التفضل يا اخ النبيل بتوقيع البيان في الموقع التالي وأن تبلغ الدعوة الى كل من تعرفه من اهلك واصدقائك وزملائك
نتوقع منك ابذال كل ما في وسعك لتجميع التواقيع لمناصرة هؤلاء الأبرياء في مدينة أشرف. حتى يسمح هذا النقطة السوداء من جبين الاسلام .
أشكركم مسبقاً على جهودكم
ارجوك الرد
علي - نائب الرئيس لجنة لدفاع عن حقوق الانسان - بريطانيا



استشهاد القائد صدام حسين انعطاف نوعي في مسيرة الجهاد والتحرير


بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

حِزْبُ البَعْثِ العَرَبي الاشْتِرَاكي                                                            أُمةٌ عرَبِيةٌ وَاحِدَة   ذاتُ رِسالَةٍ خَالِدَة
       قيادة قطر العراق                                                                             وحدة   حرية   اشتراكية             

البعث :استشهاد القائد صدام حسين انعطاف نوعي في مسيرة الجهاد والتحرير
أيها المناضلون البعثيون
يا مجاهدو المقاومة البواسل
يا أبناء شعبنا البطل وامتنا العربية المجيدة
مثل ميلاد الشهيد الرفيق القائد صدام حسين ( رحمه الله ) إرهاصاً بميلاد الحزب من مخاض معاناة الامة العسير لآلامها وكان موئلاً ثراً لأمالها وتطلعاتها في رفض واقع الاستعمار والاستعباد والتجزئة والاستغلال والتخلف وإيذاناً بشروع الامة في نضالها الطويل صوب أهدافها التاريخية في الوحدة والحرية والاشتراكية لتحقيق انبعاث الامة وحمل لواء رسالتها الخالدة ، ولقد ولد الشهيد القائد المناضل صدام حسين في أعماق الريف العراقي ومواجهة الفلاحين الفقراء لاستغلال الإقطاع المرتبط  بالحكومات الرجعية العميلة للاستعمار والضالعة في قهر الشعب العراقي واستغلال طبقاته الكادحة المنتجة والعاملة على تكريس التجزئة وعزل العراق عن محيطه القومي العربي ، فكان انتماء الرفيق الشهيد صدام حسين ( رحمه الله ) انتماءً أصيلاً لمبادئ البعث وعقيدته الرسالية السامية فشق طريقه بعثياً مؤمناً ومناضلاً  صلباً تصدى لقيادة المظاهرات الطلابية التي انتصرت لأبناء شعبنا العربي في مصر وهم يتصدون للعدوان الثلاثي عام 1956 وتصدى للطاغية الشعوبي عبد الكريم قاسم عام 1959 ولم تثنه إصابته برصاص الدكتاتورية القاسمية التي انحرفت عن مبادئ ومسار ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958 من مغادرة الوكر والإفلات من قبضة تلك السلطة الغاشمة ، وتحمل المشاق والصعاب وهو لما يزل شاباً يافعاً حتى وصل الى سوريا ومنها الى مصر مواصلاً  مسيرة نضاله القومي وعائداً الى العراق بعد تفجير ثورة الثامن من شباط عام 1963 مشاركاً رفاقه في مسيرة تلك الثورة الفتية التي تعرضت لغدر المرتدين الذين نفذوا ردة الثامن عشر من تشرين الثاني السوداء عام 1963.

 وكان الرفيق الشهيد صدام حسين ( رحمه الله ) في طليعة المتصدين لها وكان له دوره المتميز مع رفاقه الميامين في إعادة بناء الحزب ومواجهة الردة وأزلامها والمساهمة الفاعلة في وحدة الحزب الفكرية والسياسية والتنظيمية والنضالية وحتى تفجير ثورة السابع عشر - الثلاثين من تموز العظيمة ، والتي كان له الدور المتميز في قيادتها وتحقيق منجزاتها العملاقة التي غيرت وجه العراق الحديث عبر الإصلاح الزراعي الجذري والثورة الزراعية في الريف والحل السلمي الديمقراطي المتقدم للقضية الكردية في وقت مبكر من عمر الثورة في الحادي عشر من آذار عام 1970  وصولاً الى قرار تأميم النفط الخالد عام 1972 وقيادة مسيرة التنمية الاشتراكية وتشييد قلعة النهوض الوطني والديمقراطي والاشتراكي القومي في العراق ، والتي وفرت الدعم الفعال للمقاومة الفلسطينية ولحركات التحرر الوطني والقومي في أرجاء الأرض العربية كلها بما أغاض الحلف الأميركي الصهيوني الفارسي .

فكان العدوان الإيراني الغاشم وقيادة القائد الشهيد البطل صدام حسين لمعركة قادسية صدام المجيدة قادسية العرب الثانية التي حققت نصرهم المبين بروح أمتهم العظيمة ورسالتها السامية رسالة الإسلام المتجددة الخالدة في الثامن من آب عام 1988 ، بما ضاعف من تآمر الحلف الشرير المعادي للامة العربية والذي شن عدوانه الثلاثيني الغاشم عام  1990 الذي استبقه واردفه بحصاره الجائر اللئيم الذي استمر ثلاثة عشر عاماً كانت منصة لإطلاق العدوان الأميركي الأطلسي الصهيوني والفارسي واحتلال العراق في التاسع من نيسان عام 2003 والذي واجهه الرفيق الشهيد صدام حسين ورفاقه وأبناء شعبه والجيش العراقي الباسل بمقاومة ضارية منذ بدء العدوان ليلة التاسع عشر - العشرين من آذار عام 2003 حتى الاحتلال ، ومنذ يومه الاول وحتى اسره في الثاني عشر من كانون الاول من ذلك العام ومجابهته لفصول محاكماته الباطلة والتي عرى فيها المحتلين الأميركان الأوباش وحلفائهم الصهاينة والفرس وعملائهم الأذلاء ، بل حاكمهم محاكمة العصر الشهيرة والتي حدت بهم الى استعجال اغتياله في صبيحة هذا اليوم قبل ثلاثة أعوام صبيحة أول أيام عيد الأضحى المبارك متحدين مشاعر مئات ملايين العرب ومليار ونصف المليار مسلم وأحرار العالم اجمع ، فكان بحق وحقيقة شهيد الحج الأكبر وسيد شهداء العصر ، وكان استشهاده رحمه الله انعطافاً نوعياً بالغ الأثر في مسيرة الجهاد والتحرير التي قادها رفيقه المجاهد عزة ابراهيم الدوري الأمين العام للحزب والقائد الأعلى للجهاد والتحرير والتي تكللت جهوده بانبثاق جبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني بتوحيد جبهتي الجهاد والتحرير والخلاص الوطني التي ستمضي قُدماً على طريق تحرير واستقلال وبناء العراق ونهضته الجديدة والتي ستبقى مثلاً يحتذى في تضحيات الشعوب الصابرة ومواجهتها للاحتلال البغيض وقدرتها على هزيمة المحتلين وحلفائهم وجواسيسهم .
يا أحرار العراق وشرفاء العرب المسلمين والأحرار المجاهدين في العالم اجمع
لتكن الذكرى الثالثة لاستشهاد الرفيق القائد صدام حسين ( رحمه الله ) واستقباله للشهادة بسعادة غامرة تشع من محياه نبراساً للمجاهدين العراقيين الذين رأوا بأم أعينهم شجاعته الفريدة في مجابهة الجلادين من المحتلين الأميركان وعملائهم المزدوجين لهم ولإيران من الوجوه الكالحة والأقزام الصغار الأذلاء مثلما كان استشهاده وهتافه الخالد الذي سبق شهادتيه الخالدتين بإيمانه بالله ورسوله (صلى الله عليه وسلم ) عاشت فلسطين حرة عربية مناراً هادياً للمقاومين الفلسطينيين وكل المجاهدين العرب والمسلمين وأحرار العالم صوب تحقيق النهوض الحضاري الإنساني وإعلاء شأن فضيلة الاستشهاد فديةً للمبادئ السامية والقيم الأصيلة وبناء الإنسان على وفق منظومة القيم الأخلاقية الرفيعة قيم البذل والعطاء والتضحية والفداء .
المجد والخلود لشهيد الحج الأكبر القائد صدام حسين ( رحمه الله ) ولكل شهداء البعث والمقاومة والعراق والامة .
والخزي والعار الأبدي للمحتلين الأوغاد وحلفائهم الأشرار وأذنابهم الأذلاء الصغار .
ولرسالة امتنا الخلود .

                                                                                                              قيـــادة قطـر العـــراق
                                                                                                         أول أيام عيد الأضحى المبارك
                                                                                                     العاشر من ذي الحجة 1430هجرية
السابع والعشرين من تشرين الثاني 2009م
                                                                                                      بغــداد المنصــورة بالعــز بإذن الله



ائتلاف العمل والإنقاذ الوطني



بيان رقم (5)

بسم الله الرحمن الرحيم

الى أبناء شعبنا العراقي المظلوم ..

في الوقت الذي يعيش فيه أبناء شعبنا العراقي معاناة النزاعات السياسية بين الأطراف المتسلطة على مراكز القرار ، وما نتج عن تلك النزاعات من ظلم وحيف دفع ويدفع ثمنه جميع العراقيين في الداخل والخارج ، وبعد المسرحية التي حصلت ولا زالت مستمرة من قبل جميع الجهات السياسية في البرلمان العراقي من اجل تأجيل الانتخابات ، نرى أن البرلمان العراقي قد صوت لقرار فيه الكثير من الظلم والحيف لعدد من المحافظات العراقية بتقليل عدد المقاعد المخصصة لتلك المحافظات ، وقد أدى هذا القرار - او التعديل في القانون كما يسميه البعض – الى حالة من الرفض والاستنكار من قبل الكثير من أبناء الشعب العراقي وخصوصا أبناء المحافظات التي سلب حقها .
وأننا في الوقت الذي نرفض فيه قرار تقليل عدد المقاعد المخصصة للمحافظات العراقية ، فإننا نطالب الجهات البرلمانية المسؤولة عن إعطاء مبرر قانوني أصولي لذلك الفعل الذي يرفضه العقل والمنطق ، ونطالبهم بإيضاح عام لجميع أبناء الشعب العراقي عن الأرقام الحقيقية التي سبق وان طرحت من وزارة التجارة لعدد السكان الفعليين لتلك المحافظات وما هي الأسباب التي أدت إلى نقصان تلك الأرقام ، وأين كانت اللجان البرلمانية المعنية عند التصويت على القانون الأول للانتخابات ، فإما ان يكون البرلمان العراقي قد اقر قانونا وهو على دراية وعلم بان الأرقام التي طرحتها وزارة التجارة لا تمثل الأعداد الحقيقة لسكان العراق ، وإما أن تكون هناك عملية سرقة لأكثر من مليون نسمة من قبل وزارة التجارة أي ما يوازي لتمثيل عشرة مقاعد نيابية تم تقليلها من بعض المحافظات ، وان البرلمان العراقي قد سكت والتزم الصمت حيال تلك الخيانة والسرقة لحقوق أبناء الشعب العراقي المظلوم والسكوت عن سرقة الأموال الخاصة بالبطاقات التموينية لمليون مواطن عراقي ، وكل ذلك بعلم وإمضاء المعنيين في البرلمان العراقي .
أيها العراقيون الشرفاء..
يا أبناء هذا البلد المظلوم ..
ان ائتلاف العمل والإنقاذ الوطني ومن باب المسؤولية الوطنية والتاريخية الملقاة على عاتقه يعلن تضامنه التام والكامل مع جميع العراقيين الوطنيين الشرفاء في سبيل استرداد حقوقهم كاملة واسترجاع ما تم سلبه من حقهم في عدد المقاعد النيابية التي تمثل محافظاتهم . ونطالب جميع العراقيين الشرفاء الوطنيين المخلصين الى توحيد مواقفهم الوطنية من اجل خير هذا البلد وشعبه وإحلال السلام بين أبناءه والابتعاد عن النزاعات السياسية التي أضرت وتضر بالعراق وشعبه المظلوم.

ائتلاف العمل والإنقاذ الوطني

26 11


قاسم الزاملي
المنسق العام لائتلاف العمل والانقاذ الوطني

المسكوت عنه في تاريخ الحركة الوطنية التونسية (2من3)



الدكتور سالم لبيض

 لقد كان لتجربة "العابد بوحافة" النضالية عدة مستويات وقد شهدت تطورا ملحوظا . بدأت تلك التجربة بإنشاء أو المساهمة الفاعلة  في إنشاء الحركة  المنصفية التي كانت تطالب بإرجاع "المنصف باي" إلى العرش  الحسيني بتونس بعد أن خلعه قائد القوات الفرنسية بشمال إفريقيا الجنرال "بيرو" بتهمة التعاون مع قوات المحور . وتمكّن "العابد بوحافة" من تنظيم وقيادة مظاهرة سلمية في شهر أفريل من سنة 1945 للمطالبة بإعادة "المنصف باي" . وواصل دفاعه على نفس القضية بفرنسا  بعد تحوله إليها سنة 1946 وقد تمكن من زيارته في منفاه بمدينة "بو" الفرنسية. لينشر بعد ذلك تحقيقا مصورا حول وضع الباي المخلوع في مجلة فرنسية تسمى 3 على 4 وذلك باسم مستعار . و باسم مستعار آخر قام "العابد بوحافة" بنشر الكتاب الأبيض المتعلق بقضية "المنصف باي" صحبة صديقه "محمد بدرة" ليقوم بتوزيعه على مختلف السفارات الأجنبية بباريس وعلى مختلف الأوساط الحكومية والبرلمانية . وقد لقي ذلك  العمل نجاحا كبيرا خاصة وأنه كان مدعوما من قبل العائلة الحسينية ومن شخصيات سياسية هامة. وبعد ذلك انتقل "العابد بوحافة" إلى الولايات المتحدة وتحديدا إلى مدينة نيويورك  التي ستعرف الفعل السياسي الأقوى والأكثر نجاعة في الدفاع عن مختلف القضايا التي آمن بها الرجل مستغلا معرفته بالعمل الصحفي وممارسته له ومعرفته باللغة الانقليزية وآدابها .
 بدأت أولى تجاربه هناك  في الدفاع عن المسألة التونسية مع زيارة "بورقيبة" الأولى إلى الولايات المتحدة في سنة 1947 ليمهد له السبيل حتى يلتقي بالمجتمع السياسي والإعلامي الأمريكي وبالفاعلين في الأمم المتحدة ليشرح وجهة نظره حول القضية التي قدم من أجلها. ونظرا لذلك الدور الذي بدأ يتميز به "العابد بوحافة" في الدفاع عن القضية التونسية آنذاك وكذلك مختلف  قضايا المغرب العربي الذي بات الناطق الرسمي باسم لجنة تحريره التي تشكلت في القاهرة سنة 1947 ممثلا فيها كافة الأحزاب المغاربية رغم إنسحاب بورقيبة لاحقا وإعادة تشكيلها مع بداية الخمسينات ، نظرا لكل ذلك كتب إليه  "الحبيب شلبي" مدير الحزب الحر الدستوري التونسي القديم رسالة   مؤرخة في 2 أفريل 1948 جاء فيها : "...فإني رأيت من واجبي أن أكاتبكم وربط الصلة معكم لأقدم لك الشكر الجزيل والثناء الذي أنت به جدير على أعمالك المجيدة المبرورة التي تقوم بها في أمريكا لفائدة القضية التونسية وقضية المغرب العربي باسم اللجنة التنفيذية للحزب الدستوري أقدم لك خالص الشكر والممنونية على أعمالكم تلك . وإني بصفتي الآن المدير لأعمال الحزب أرغب منكم أن تراسلوني باستمرار وتعرفوني بنشاطكم ونشاط لجنة تحرير شمال إفريقيا التي ترأسونها وبأسماء أعضائها وتقرير مفصل عن الأعمال  التي قامت بها لننشر كل ذلك في جريدة الحزب "الارادة" ونشيد بفضلكم الذي يحاول الخصوم طمسه وكفرانه ونعرف الجمهور التونسي بأعمالكم وأعمال لجنتكم التي أشاد بذكرها "عزام باشا"  وكان لها  صدى طيبا في أوساط الجامعة العربية. ولعل تلك الرسالة تعكس العلاقة الطيبة التي كانت تربط "العابد بوحافة" بجماعة الحزب القديم واستعدادهم للتعاون معه والصورة الايجابية التي بقي يحملها عن حزبهم حتى أنه طلب في إحدى رسائله إلى "بورقيبة" مؤرخة  في 22 جوان 1950 ، طلب منه النظر في امكانية التعاون مع الحزب القديم ولكن "بورقيبة" في رسالته الشهيرة المؤرخة في 5 جويلية 1950 إلى "العابد بوحافة" أطلق تسمية القدامى على الحزب القديم وأشار إلى "أنك  تعتقد أنهم يشكلون حزبا مكافحا  لتحقيق الهدف نفسه وهو الاستقلال وأنهم أكثر تصلبا من حزبنا . وفي الحقيقة إن الأمر ليس كذلك فمنذ أمد انحصر هذا الحزب في كمشة من ذوي الحسد والبغضاء فقدوا إكبار الجماهير الشعبية وتأييدها واقتصر نشاطهم على اتخاذ مواقف  يتبجحون بها أمام الناس وذلك لغاية واحدة يسعون إليها وهي عرقلة مساعينا والعمل على إحباطها ولذلك  فإن الدعوة إلى وحدة العمل معهم سواء جهرا أو سرا هي بمثابة تشييد  على فراغ". وأعدّ "العابد بوحافة" زيارة بورقيبة الثانية إلى الولايات المتحدة سنة 1951 والتي من المفترض أن يلقي فيها كلمة في مؤتمر اتحاد النقابات الأمريكية في سان فرنسيسكو والتي نشب على أثرها خلاف عميق بينه وبين "بورقيبة" الذي استغل تلك الحادثة لتهميش "العابد" وإخراجه من دائرة الفعل السياسي خاصة بعد عودته إلى تونس سنة 1958. ورغم ذلك الخلاف الذي سنتعرض له لاحقا فإن  "بوحافة" لم يبخل في تقديم الخدمات الضرورية لقادة  حزب الدستور الجديد أثناء انعقاد مؤتمر الجمعية العامة للأمم المتحدة في باريس سنة 1951 والتي حضرها بوصفه صحفيا معتمدا لدى المنظمة الأممية. كما سهل مهمة الوفد الوزاري  التونسي المكلف بعرض الشكوى التونسية على مجلس الأمن على اثر الرسالة  التي وجهها وزير خارجية فرنسا دوبار شومان في 15 ديسمبر 1951 إلى رئيس الحكومة محمد شفيق. وساهم "العابد" في التنديد بالموقف الفرنسي على اثر اندلاع  الأحداث الناتجة عن تلك المذكرة وإقالة حكومة شنيق وهروب بعض أعضائها مثل "صالح بن يوسف" إلى خارج البلاد وخاصة على إثر الأحداث التي اندلعت في مختلف مناطق البلاد بعد 18 جانفي 1952 . وتشير الرسالة التي وجهها إليه "بورقيبة" في 5 جويلية 1950 إلى أنه من دعاة العمل المسلح ضد الإدارة العسكرية الاستعمارية حتى أن  بورقيبة دعاه إلى المساعدة على توفير الأموال اللازمة  لشراء الأسلحة على ما في ذلك الموقف من التباس. ونظرا لأهمية الجانب السياسي باعتبار أن حركة المقاومة عديمة الجدوى في ظل غياب ذلك المستوى فقد طلب "بورقيبة" من   "بو حافة" أن يتصل  بالمسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية لإحاطتهم علما بالتطورات التي يمكن أن تحدث إذا دخلت روسيا على الجبهة عن طريق الشيوعيين وطلب منه أن تضغط الولايات المتحدة على فرنسا.
لقد كان "محي الدين القليبي" أشاد في رسالة حاملة لتاريخ 13/12/1948 بموقف "العابد بوحافة" ودوره في نصرة قضايا المغرب العربي بالأمم المتحدة وقد جاء في تلك الرسالة " فقد جمعتني محاض الصدف بالرجل العظيم الأستاذ جورج خير الله صاحب حملة "العالم العربي" الذي كان بأمريكا وزار الشرق وأخيرا طاف بشمال إفريقيا بمجرّد ما قدمني إليه الأستاذ محمد علي طاهر عرف أنني من تونس سألني عنك وهل لي بك علاقة فقلت له نعم هو كان بي بارا وأخا كريما فأخذ يثني عليك ويكبر جهادك وتضحياتك وانقطاعك لصالح بلدك مما رفع راسي في ذلك الجمع العظيم وكنت قبل اليوم سمعت مثل هذا من رجال المكتب العربي بنيويورك وإني أهنيك بهذه الثقة وهذه المكانة التي أحرزتها  وأوصيك بالمحافظة عليها. كما أشاد بذلك الدور "للعابد بوحافة" الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد عزام باشا في رسالة  إلى "الحبيب بورقيبة"  نشرتها  جريدة الصباح في عددها المؤرخ في 4 مارس 1954 جاء فيها " اني لاغتنم هذه المناسبة لأحيطك علما بفعل وإخلاص الأستاذ العابد بوحافة في هذه الأيام العصيبة. فقد كان لنشاطه ودأبه وسعيه وخبرته بالأجانب اثر كبير في رفع صوت تونس المجاهدة و قد أحببت أن أعلمك بذلك حتى تكون على بينة من حقيقته".  لقد كان "بورقيبة" على بينة من الدور المهم الذي يلعبه "العابد بوحافة" والوزن الذي بدأ يكتسبه شيئا فشيئا وهو ما سيفسر طبيعة العلاقة بين الاثنين.
 اما بالنسبة "للعابد بوحافة" فالمسألة جد مختلفة، فهو لم يكن مجرد عضو  بسيط في الحزب الدستوري الجديد يأتمر بأوامر قيادته المجسدة  في رئيس الحزب "بورقيبة" و كاتبه العام "صالح بن يوسف" وإنما كانت للرجل خصاله السياسية و مواقفه التي ترتقي به إلى مرتبة أولئك الزعماء أنفسهم .  ينعكس ذلك من خلال تصريح "صالح بن يوسف" عندما سألته الصحافة الاستعمارية حول "العابد بوحافة" فأجاب  "السيد بوحافة هو ممثل سينمائي معروف بإسم شكري باي فهو لا يمثل الحزب وهو حر في النضال من أجل بلده". و حول مدى صحة ترأس "العابد بوحافة" للنضالات الفرنكو– تونسية  فيما يتعلق بمسألة المنصف   باي سئل "بورقيبة" من قبل جريدة  tunis soir في عددها الصادر يوم 18 جانفي 1946 وفي رد لا يخلو من غيض وإزدراء أجاب بـ "لا ، أقدر بان هذا الخبر خاطئ وإذا كان ذلك صحيحا فانا أول من يعلم بذلك قبل هذا البوحافة". إذن كانت قضية "المنصف باي" والنضال من اجل إرجاعه إلى العرش هي مدخل الاختلاف بين "بورقيبة" و"بن يوسف" من جهة و"بوحافة" من جهة ثانية. و كما يقول "بوحافة" نفسه فإن العداء الذي يكنه لي الزعيمان التاريخيان  للدستور الجديد لا يفسر إلا بذلك العمل الوطني الذي أقوم به والذي فلت من رقابتهما. و هو ما يعكس الرغبة في احتكار العمل الوطني أو قيادته على الأقل.

النقابة العامة للتعليم الثانوي تدعو وزارة التربية إلى" تفاوض جدّي " حول شواغل الأساتذة


تونس/ الوطن
دعت النقابة العامة للتعليم الثانوي وزارة التربية والتكوين إلى "فتح تفاوض جدّي ومسؤول مع النقابة العامة حول مطالب القطاع  المضمنة في لوائحه"
وقالت في بيان صدر الأسبوع المنقضي "إنّ النقابة العامّة، بقدر حرصها على الحوار وعلى المطالبة بتشريك المدرّسين في الشأن التربوي والاستماع إلى آرائهم والأخذ بمقترحاتهم ، فإنّها تؤكّد أنّ للأساتذة ممثّليهم النقابيين المنتخبين، وإنّ أي محاولة للقفز على هذه الحقيقة إنّما هي اعتداء على الحقّ النقابي وضرب لحقّ التفاوض الجماعي ومحاولة لنسف أحد الأطراف الاجتماعية في المؤسّسة التربوية".

وأصدرت النقابة العامة للتعليم الثانوي بيانها على خلفية  " المذكّرات الداعية إلى " تعزيز التواصل بين أعضاء الأسرة التربوية والتكوينية بالجهة "..من خلال الإصغاء إلى مشاغلهم .."استنادا إلى مذكرة صادرة عن وزير التربية والتكوين عـــ20214ــــدد بتاريخ 08/10/2009." معتبرة أن هذه المذكرات " سعي جديد إلى تنصيب " المجالس البيداغوجية ومجالس المؤسّسة" ومحاولة لاستبدال الهياكل النقابية بهياكل مستهجنة ثبت فشلها" كما جاء في البيان المذكور.

وقالت النقابة العامة للتعليم الثانوي إنها "تستغرب هذا الاهتمام المفاجئ بمشاغل المدرّسين في الوقت الذي تتصاعد فيه الاعتداءات على المربين دون أن تحرّك وزارة الإشراف ساكنا وتتفاقم المشاكل وتتردّى ظروف العمل وتتكرّر طلبات النقابة العامة من أجل فتح تفاوض جدّي حول مجمل هذه القضايا والمطالب دون أن تجد آذانا صاغية".

ما هي أسباب تراجع قوة "التيار الوطني" في الجامعات؟


بقلم انطون الخوري حرب
ان مقاربة موضوع الحركة الطالبية في لبنان بعد العام 2005 تختلف عنها خلال حقبة السيطرة السورية عليه سياسيا وامنيا وعسكرياً، كما انها تختلف عن حقبة الحرب اللبنانية والحقبة التي سبقتها.
قبل الحرب كانت رافعة هذه الحركة بمفهومها السياسي المطلبي هي الاحزاب اليسارية بقواعدها الشعبية ذات الأكثرية الاسلامية بقيادة الحزب الشيوعي اللبناني والحزب التقدمي الاشتراكي، وبمفهومها السياسي التقليدي داخل بعض الاحزاب اليمينية بقواعدها الشعبية ذات الأكثرية المسيحية بقيادة حزبي الكتائب اللبنانية والوطنيين الاحرار. وكانت الحركة الطالبية في تلك الفترة تقوم بنسبة عالية على العمل السياسي الديموقراطي، كالانتخابات الجامعية والتظاهرات الميدانية والاعتصامات، كما كانت تؤدي دورا ريادياً في ارساء مبدأ الديموقراطية التي افسحت في المجال امام المبادرة المدنية الفردية والجماعية للتعبيرعن تطلعات الاجيال الطالبية في المسائل الداخلية سياسيا واقتصاديا، كتغيير النظام الطائفي وتحقيق العدالة الاجتماعية لدى قوى اليسار.
وعلى الصعيد الخارجي كانت المنطقة العربية والشرق الاوسطية تضج بالانقلابات العسكرية، والحركات التحررية التي ارساها واقع ما بعد الحرب العالمية الثانية وقضية فلسطين وتأجج النزعات الاستقلالية والقومية المتفاعلة مع تجسيدات الصراع العالمي والحرب الباردة بين المعسكرين الاشتراكي والرأسمالي والمحاور التي نتجت عنها في هذه المنطقة. اما معسكر اليمين فكان ينطلق من خلفيات متناقضة كالتشبث بنظام الامتيازات الطائفية من جهة، والاقتداء بالنماذج الغربية والميل الى محاورها الاستراتيجية في المنطقة. وكانت عناوين التداول السياسي لدى جيل الشباب محددة كتحقيق العدالة الاجتماعية ومحاربة الرجعية والمارونية السياسية، او الغاء الطائفية السياسية او الدفاع عن الكيان والحقوق السياسية للأقليات الطائفية، اوالقومية العربية او اللبننة بين شعارات لاشرق ولا غرب او عروبة الهوية او الوجه اللبناني. باختصار كانت تلك الحقبة من السياسة عالميا وعربيا وشرق أوسطيا ترفد المجموعات السياسية اللبنانية بمجموعة كبيرة من الشعارات والمواضيع السياسية كمواد صالحة للتنافس السياسي واقامة الجبهات والاحلاف في الجامعات والمدارس الثانوية، كما بين القطاعات الشبابية والطالبية الحزبية وغيرها. والجدير بالذكر هنا ان كل هذه الحركة التفاعلية سببها نموذجية الوضع اللبناني في المنطقة والتي تتيح لشعبه ممارسة نسبة عالية من الحرية ولو بعيداً من الديموقراطية الصحيحة.
في مرحلة الحرب اللبنانية بشقيها الداخلي والخارجي، شكّل الطلاب العصب الكادري الاساسي لحركة الميليشيات المسلحة بين المنظمات الفلسطينية والسورية المسلحة، اضافة الى ميليشيات الحركة الوطنية والجبهة اللبنانية. واكتسب هؤلاء الطلاب من خلال العمل الميليشيوي ثقافة القتال الاهلي وسلوك التفلت من الضوابط الفكرية والاخلاقية مبررين لانفسهم ما كانت تبرره لهم قياداتهم حول الخضوع للأمر الواقع وحتمية الانحراف النفسي والسلوكي في ممارسة العنف الميليشيوي المسلح على كل فئات المجتمع المدنية وغير المدنية، النخبوية والعامة.
توزع الطلاب بين العمل المسلح في ساحات التقاتل ومناطقه، والعمل السياسي ضمن الاحزاب والقوى المختلفة، والغيت الحركة الطالبية بمفهومها الديموقراطي وحلّت محلها في الجامعات والمدارس الثانوية الخلايا الحزبية المسلحة التي كانت تفرض نفسها على الادارات والطلاب بالقوة الميليشيوية.
خلال مرحلة ما بعد الحرب الاهلية تغيرت كل قواعد اللعبة. فالجبهة اللبنانية خرجت من الحرب خاسرة وفاقدة للمقومات التي كانت تفرضها على المجتمع المسيحي من حيث المشروع السياسي والقيادات التاريخية، فانهارت نتيجة الصراعات المسيحية – المسيحية بالدرجة الاولى كما بسبب انتصار الفريق الآخر عليها في المعادلة السياسية. وفي المقابل انتهت الحركة الوطنية بعد اتفاق الطائف فيما الحرب الباردة انتهت وبدأت المنطقة العربية تدخل العصر الاميركي المباشر من بوابة العراق والخليج، والعصر الاسرائيلي من بوابة مدريد، مما قلب الاجواء السياسية في هذه المنطقة وفي لبنان ولدى الحركة الوطنية بالتحديد. فبعد السيطرة السورية الكاملة على لبنان بالتفاهم مع الاميركيين وموافقة الاسرائيليين، انسدت الآفاق السياسية للحركة الوطنية التي كانت تتخبط بنتائج وذيول مواقفها خلال الحرب فانتهت الى غير رجعة وتكرّس النظام الطائفي عبر دستور الطائف. وقد كان الانقسام السياسي الداخلي متمحورا حول السيطرة السورية ولم تعد في لبنان جبهات واحلاف ولا سيما على المستوى المسيحي وذلك بعد احتضان النظام السوري بقايا الاحزاب الطائفية في الحركة الوطنية وخاصة الحزب التقدمي الاشتراكي. لكن انتهاء الحرب اعاد الى الحركة الطالبية حيويتها وخاصة بعد حل الميليشيات ومعها الخلايا الحزبية المسلحة في الجامعات والمدارس وعودة الانتخابات الطالبية اليها، اضافة الى عودة العمل النقابي الجامعي عبر رابطة الاساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية من دون عودة الاتحادات الطالبية.
وفي الساحة المسيحية، وبعد غياب كل القيادات السياسية لاسباب معروفة منها الموت والنفي والسجن،برز واقع جديد تمثل بانطلاق الحركة العونية برافعة شبابية نخبوية في المدارس والجامعات حاملة لواء استعادة الحرية والسيادة والاستقلال ومطالبة بخروج الجيش السوري من لبنان. وكانت هذه الحركة تمثل رأياً عاماً مسيحياً ولبنانياً، وتتصدر تحدي كسر الحواجز المانعة للتعبيرعن هذا الرأي، والتي كانت تفرضها السلطات الامنية والسياسية. فاصبحت هذه الحركة تمثل اضافة الى مطلبها السيادي، الحق بحرية التعبير وابداء الرأي التي تنص عليها القوانين ويضمنها الدستور. فواجهت القمع المضطرد بالمثابرة على التحرك أولا ضمن الصروح التربوية وفي مرحلة لاحقة بعد النصف الاول من التسعينات، عادت هذه الحركة الى الشارع بشكل قوي وفعال مشكّلة حولها نسيجا تحالفيا كان طلاب الوطنيين الاحرار الأقرب اليها فيه من بين المجموعات المسيحية الاخرى.
وبالتلازم اخترقت تلك الحركة الحواجز الطائفية والمناطقية عبر التحالف مع مجموعات يسارية طالبية خارجة عن اليسار الدائر في الفلك السوري كـ"المجموعات اليسارية المستقلة"، و"الطلاب الشيوعيين" و"الخط المباشر"، فاصبحت الحركة الطالبية العونية تقود جبهة طالبية ضمن شعارات سياسية تبدأ بتحرير لبنان من كل الاحتلالات وترفض القمع الذي تمارسه السلطة عليها. وفي ظل الوصاية السورية المباركة عربيا ودوليا، استطاعت الحركة الطالبية العونية ممارسة العمل الديموقراطي بكلفة عالية تمثلت بالاعتقالات والمحاكمات التعسفية والتعذيب النفسي والجسدي للطلاب في سجون الاجهزة الامنية اللبنانية والسورية. وفي المقابل نمت الحركة الطالبية لـ"حزب الله" وحركة امل ومنظمة الشباب التقدمي لكنها كانت مقبولة من الاجهزة الامنية وتتمتع بغطاء سياسي كبير من سلطة الوصاية كون قياداتها تشكل جزءاً اساسياً من الحكومة والبرلمان، في حين كان الطلاب السياديون يرفضون الدخول في نظام الوصاية ويقاطعون الانتخابات النيابية لثلاث دورات متتالية قبل ان يصبحوا طليعيين في خوض الانتخابات الفرعية في المتن الشمالي وبعبدا.
وكانت الحركة الطالبية في الجامعات ترفد الاجسام النقابية بمجموعات معبأة وتخوض الانتخابات النقابية وتفوز بمعظمها فاصبحت بعد كل هذا واقعا اساسيا لا يمكن تجاهله او تجاوزه لا من قبل السلطات اللبنانية والسورية ولا من قبل الطبقة السياسية اللبنانية ككل. ويسجل على هذه الحركة انها لم تقارب المطالب المعيشية كثيرا بالاضافة الى سوء ادارة الوضع الاقتصادي اللبناني والفساد الاداري في القطاعين العام والخاص لانها كانت تركز على عنوان واحد كانت تعتبره مدخلاً لاية معارضة داخلية للسلطة السياسية والحكومة، وهو استعادة الحرية والاستقلال ليتمكن الشعب من محاسبة حكامه. حتى ان مقاربة المسائل الاقتصادية من خلال بيع المنتجات الزراعية اللبنانية على الطرق العامة من قبل الجامعيين كانت تفرضه ازمة تضرر الانتاج الزراعي اللبناني من المنتجات الزراعية السورية التي كانت تغرق الاسواق الداخلية اسوة بالعمال السوريين الذين كانوا يغرقون سوق العمل بشروط لا تناسب العمال اللبنانيين.
يبقى ان الاهم والاساس لكل ذلك هو ان قوة تلك الحركة الطالبية كانت نابعة من اختلاف تشكّلها عن كل الاطر التي تشكّلت ضمنها الحركات الطالبية، فهي لم تقم برعاية قيادة حزبية او دعم سياسي ومالي داخلي او خارجي كما كان يحصل قبل الحرب. وهي بقيت محاصرة ومضغوطاً عليها من قبل السلطات الامنية والسياسية من دون ان تتمكن اية جهة استخبارية من اختراقها لتعطيلها، فالقيادة الشبابية للحركة الطالبية العونية جعلتها حالة استثنائية تفتح افق المبادرة السياسية والوطنية امام الطلاب والشباب على نقيض عمل كل التنظيمات الطالبية التي عرفها لبنان قبلها.فقيادتها كانت شبابية وتشكيلها شبابي وكانت تجسد القيادة السياسية للتيار الوطني الحر فيما كان شكل السلطة العليا في التيار معنويا، اما القيادة السياسية والميدانية الفعلية فكانت للشباب والطلاب.
لقد كانت حالة استثنائية تحمل مشروعا تحرريا بآفاق وطنية علمانية غير طائفية رغم تناميها في المناطق المسيحية وانطلاقها منها، كم كانت تبشر بالقدرة على التغيير بدءا بالتحرّر ووصولا الى القضاء على الاقطاع بكل اشكاله وانتهاء باقامة الدولة المدنية العلمانية. لقد كان تمويل تلك الحركة ذاتيا من مصاريف الطلاب ونشاطاتهم ولم تكن تتلقى اي دعم مالي من اية جهة. اما التفرغ فيها فكان يتطلب القدرة على التضحية بالمصالح الخاصة مهنيا وسياسيا، كما كان يتطلب القدرة على تحمل خوف المجتمع وضغط الاهل وقمع السلطات والاضطهاد الدائم والانحرافات المتكررة للطبقة السياسية.لقد كانت بحق انموذجا وطنياً استثنائيا في تاريخ الحياة السياسية اللبنانية.  بعد انسحاب الجيش السوري من لبنان في العام 2005 تبدلت قواعد عمل الحركة الطالبية اسوة بتغير التحالفات والاصطفافات السياسية.فلقد قام الفرز السياسي بين فريقي 8 و14 آذار متخذاً بعداً طائفياً مخيفا اين منه الصراع الطائفي في اوائل الحرب.
وتغيرت البنى الطالبية السياسية كما تغيرت القيادات الطالبية التاريخية وبدأت مرحلة جديدة من التنافس والصراع لاسباب واهداف جديدة.
فبعدما كانت قواعد عمل الحركة الطالبية تقوم على الاستقطاب السياسي اصبحت تقوم على الاستقطاب الشخصي الذي يمارسه "الزعيم" او "القائد"، وباتت القيادات تعيّن وفق معايير لا تأخذ في الاعتبار التطابق المطلوب بين صفات الشخص وقدراته والتحديات السياسية الموجودة. كما الغيت المبادرة الفردية فاصبح العمل الطالبي ممولا بانتظام وبمبالغ كبيرة من القيادات الحزبية، كما باتت هدفية الحركة الطالبية العونية تحديداً تقوم على شعارات الاصلاح والمقاومة. وانتقل الخطاب السيادي الى المنظمات الطالبية التي كانت تناهضه كمنظمة الشباب التقدمي وطلاب المستقبل والقوات اللبنانية وغيرها. واصبح التيار الوطني المؤسس لحركة 14 آذار حليفا لقوى 8 آذار وغير معادٍ لسوريا بعد خروج جيشها من لبنان. وفي ظل غياب التنظيم الحزبي الحديدي والعصري المطلوب، حدث تقصير على المستوى السياسي والاعلامي والتعبوي شبابيا في شرح النهج الاصلاحي الحقيقي. اضافة الى ان التيار الوطني الحر غير قادر على المضي في النضال لاجل هذه الشعارات حتى النهاية بسبب بعض تحالفاته السياسية والانتخابية.كما ان اختيار الكوادر الطالبية بات يتم عبر الاختيار الشخصي ولم تعد تفرضه الظروف السياسية كما في السابق. اضافة الى النقص الفادح في الاعداد الفكري السياسي الشبابي ضمن مؤسسات ثقافية قوية للحزب وتنظيم حزبي عصري وفعال.
فبعد عودة العماد ميشال عون من المنفى وتحول التيار حزباً سياسياً، لم يتح لنفسه ارساء التنظيم الحزبي المطلوب بسبب انهماكه الدائم بالمعارك السياسية والانتخابية، اضافة الى ابتعاد القطاع الطالبي عن المشاركة في صناعة قرار القيادة الحزبية بشكل فعّال. وفوق ذلك لم يطبق النظام الداخلي للحزب ولم تجرِ الانتخابات الحزبية حتى اليوم. الى ذلك فان الضعف في التعبئة والاعلام والتوجيه لم يمكّن الحركة الطالبية في التيار من تحقيق تفوّق خطاب التيار السياسي في مقابل الخطاب الطائفي لاخصامه المسيحيين الذي يقال عنه إنّه الخطاب التاريخي للمسيحيين اللبنانيين.فالانتقال من شعار الحرية والسيادة والاستقلال الى شعار الاصلاح والتغيير يرتب دراسة اصلاحية تتعدى البرنامج الانتخابي وصولا الى جعله نهجا لمواجهة الطبقة السياسية الفاسدة ككل والتفوق عليها. وهذه الطبقة متواجدة بقوة داخل فريقي 8 و14 آذار الامر الذي يجعل قوة الخطاب الاصلاحي للتيار ضئيلة، ولاسيما في غياب برامج محددة الاهداف والتواريخ للمسيرة الاصلاحية المطلوبة. كما ان دخول التيار في النظام السياسي اللبناني الطائفي وانخراطه في العمل السياسي التقليدي ضمن الطبقة السياسية التي تناهضها اهدافه الاصلاحية، جعل طلاب التيار وناشطيه والمنتسبين اليه بشكل عام يتماهون بنسبة كبيرة مع الاجسام السياسية في المعارضة والموالاة على حد سواء. مما افقده النسبة الكبرى من تمايزه عنها حتى بات يشبهها في الكثير من الاطر التي قامت عليها تلك الاجسام. وفي المقابل يتمتع اخصام التيار في الوسط المسيحي بقدرات اعلامية كبيرة وتنظيم مدروس وتمويل كبير وتحالفات واسعة وعلاقة جيدة مع ادارات الجامعات الى درجة جعلها منحازة معها بنسبة كبيرة. وهذا ما يفسر تراجع قوة طلاب التيار في الجامعات التي خسر فيها الانتخابات الطالبية وفي النقابات التي خسرها ايضا. ولا يمكن فصل تراجع قوة طلاب التيار عن التراجع الشعبي للتيار حيث لم تشبه نسبة التأييد التي حصدها في الانتخابات النيابية الاخيرة، تلك التي حازها في انتخابات العام 2005.
لا يبشر الواقع السياسي والتنظيمي الحالي لطلاب التيار الوطني الحر بالتطور الايجابي الا اذا اعتمدت القيادة الطالبية والحزبية للتيار تنظيما يفوق بتطوره وحداثته الاطر التنظيمية لباقي الاحزاب والمنظمات الطالبية.وستبقى النتائج التي يحققها قطاع الشباب والطلاب في الجامعات والنقابات مؤشراً حقيقياً لحجم التأييد الشعبي الذي يحوزه في الوسط المسيحي. كما ان غياب الشعارات السياسية الكبيرة المكملة لشعار الاصلاح والتغيير يمعن في اضعاف تمايزه عن الاحزاب السياسية والتنظيمات الطالبية التابعة لها. فالتيار ينشد في ميثاقه الذي اقر بالتصويت صيف العام 2005 نظاماً علمانياً للدولة،الى جانب شعار كبير وبرّاق هو التحرر من الاقطاع السياسي والمالي والطائفي. الامر الذي اذا ما اعتمد فسيدفع في اتجاه خريطة سياسية مختلفة عن خريطة التحالفات الحالية لفريقي المعارضة والموالاة. كما ان المقاربة الناجحة للقضايا الاقتصادية والاجتماعية تخلق لطلاب التيار هدفية قوية وتمتّن خطابهم السياسي اكثر وتبقيه رائداً في طرح التغيير الجذري للواقع السياسي اللبناني دستوريا وسياسيا.
واذا كانت هذه الموجبات مصنّفة في خانة الاهداف الثورية، فان سر قوة شباب التيار وطلابه كانت تكمن في الرفض الجذري لكل النهج السياسي الذي سارت عليه الطبقة السياسية في معظمها. وسيبقى هذا الهدف الحل الانجح لعودة التيار الى قوته السابقة فيرفد المجتمع عبر فئة الشباب بالمفاهيم الثورية التغييرية، ويهتم بتنمية المستوى التربوي للتعليم العالي ويضع القاعدة المطلبية للاجسام النقابية فيه على السكة الصحيحة، ويتبنى مواجهة الانهيارات الاقتصادية والمالية والاجتماعية والسياسية، فتكون قضيته فريدة وجامعة كما كانت ابان عهد الوصاية السورية، ويكون المستقبل امامه واعداً والا فان حجمه الشعبي سيصبح مشابها لاحجام اخصامه المسيحيين ويحدث عندها فراغ في الساحة المسيحية واللبنانية او تتلقف هذا الوضع حالة جديدة شبيهة بالحالة العونية عند انطلاقها وتحل محلها.الخوف ليس من تنامي قوة الاحزاب الاخرى ففي لبنان لم يحدث ان اصاب الضعف حزبا ثم تمكن من استعادة قوته من جديد، بل الخوف ان يصبح حجم التيار الوطني الحر مساوياً لاحجام اخصامه.

صحافي واستاذ جامعي – عضو الهيئة التأسيسية
في "التيار الوطني الحر" ومسؤول سابق
عن قطاع الشباب والطلاب في التيار
بيروت - لبنان