السبت، 28 نوفمبر 2009

ما هي أسباب تراجع قوة "التيار الوطني" في الجامعات؟


بقلم انطون الخوري حرب
ان مقاربة موضوع الحركة الطالبية في لبنان بعد العام 2005 تختلف عنها خلال حقبة السيطرة السورية عليه سياسيا وامنيا وعسكرياً، كما انها تختلف عن حقبة الحرب اللبنانية والحقبة التي سبقتها.
قبل الحرب كانت رافعة هذه الحركة بمفهومها السياسي المطلبي هي الاحزاب اليسارية بقواعدها الشعبية ذات الأكثرية الاسلامية بقيادة الحزب الشيوعي اللبناني والحزب التقدمي الاشتراكي، وبمفهومها السياسي التقليدي داخل بعض الاحزاب اليمينية بقواعدها الشعبية ذات الأكثرية المسيحية بقيادة حزبي الكتائب اللبنانية والوطنيين الاحرار. وكانت الحركة الطالبية في تلك الفترة تقوم بنسبة عالية على العمل السياسي الديموقراطي، كالانتخابات الجامعية والتظاهرات الميدانية والاعتصامات، كما كانت تؤدي دورا ريادياً في ارساء مبدأ الديموقراطية التي افسحت في المجال امام المبادرة المدنية الفردية والجماعية للتعبيرعن تطلعات الاجيال الطالبية في المسائل الداخلية سياسيا واقتصاديا، كتغيير النظام الطائفي وتحقيق العدالة الاجتماعية لدى قوى اليسار.
وعلى الصعيد الخارجي كانت المنطقة العربية والشرق الاوسطية تضج بالانقلابات العسكرية، والحركات التحررية التي ارساها واقع ما بعد الحرب العالمية الثانية وقضية فلسطين وتأجج النزعات الاستقلالية والقومية المتفاعلة مع تجسيدات الصراع العالمي والحرب الباردة بين المعسكرين الاشتراكي والرأسمالي والمحاور التي نتجت عنها في هذه المنطقة. اما معسكر اليمين فكان ينطلق من خلفيات متناقضة كالتشبث بنظام الامتيازات الطائفية من جهة، والاقتداء بالنماذج الغربية والميل الى محاورها الاستراتيجية في المنطقة. وكانت عناوين التداول السياسي لدى جيل الشباب محددة كتحقيق العدالة الاجتماعية ومحاربة الرجعية والمارونية السياسية، او الغاء الطائفية السياسية او الدفاع عن الكيان والحقوق السياسية للأقليات الطائفية، اوالقومية العربية او اللبننة بين شعارات لاشرق ولا غرب او عروبة الهوية او الوجه اللبناني. باختصار كانت تلك الحقبة من السياسة عالميا وعربيا وشرق أوسطيا ترفد المجموعات السياسية اللبنانية بمجموعة كبيرة من الشعارات والمواضيع السياسية كمواد صالحة للتنافس السياسي واقامة الجبهات والاحلاف في الجامعات والمدارس الثانوية، كما بين القطاعات الشبابية والطالبية الحزبية وغيرها. والجدير بالذكر هنا ان كل هذه الحركة التفاعلية سببها نموذجية الوضع اللبناني في المنطقة والتي تتيح لشعبه ممارسة نسبة عالية من الحرية ولو بعيداً من الديموقراطية الصحيحة.
في مرحلة الحرب اللبنانية بشقيها الداخلي والخارجي، شكّل الطلاب العصب الكادري الاساسي لحركة الميليشيات المسلحة بين المنظمات الفلسطينية والسورية المسلحة، اضافة الى ميليشيات الحركة الوطنية والجبهة اللبنانية. واكتسب هؤلاء الطلاب من خلال العمل الميليشيوي ثقافة القتال الاهلي وسلوك التفلت من الضوابط الفكرية والاخلاقية مبررين لانفسهم ما كانت تبرره لهم قياداتهم حول الخضوع للأمر الواقع وحتمية الانحراف النفسي والسلوكي في ممارسة العنف الميليشيوي المسلح على كل فئات المجتمع المدنية وغير المدنية، النخبوية والعامة.
توزع الطلاب بين العمل المسلح في ساحات التقاتل ومناطقه، والعمل السياسي ضمن الاحزاب والقوى المختلفة، والغيت الحركة الطالبية بمفهومها الديموقراطي وحلّت محلها في الجامعات والمدارس الثانوية الخلايا الحزبية المسلحة التي كانت تفرض نفسها على الادارات والطلاب بالقوة الميليشيوية.
خلال مرحلة ما بعد الحرب الاهلية تغيرت كل قواعد اللعبة. فالجبهة اللبنانية خرجت من الحرب خاسرة وفاقدة للمقومات التي كانت تفرضها على المجتمع المسيحي من حيث المشروع السياسي والقيادات التاريخية، فانهارت نتيجة الصراعات المسيحية – المسيحية بالدرجة الاولى كما بسبب انتصار الفريق الآخر عليها في المعادلة السياسية. وفي المقابل انتهت الحركة الوطنية بعد اتفاق الطائف فيما الحرب الباردة انتهت وبدأت المنطقة العربية تدخل العصر الاميركي المباشر من بوابة العراق والخليج، والعصر الاسرائيلي من بوابة مدريد، مما قلب الاجواء السياسية في هذه المنطقة وفي لبنان ولدى الحركة الوطنية بالتحديد. فبعد السيطرة السورية الكاملة على لبنان بالتفاهم مع الاميركيين وموافقة الاسرائيليين، انسدت الآفاق السياسية للحركة الوطنية التي كانت تتخبط بنتائج وذيول مواقفها خلال الحرب فانتهت الى غير رجعة وتكرّس النظام الطائفي عبر دستور الطائف. وقد كان الانقسام السياسي الداخلي متمحورا حول السيطرة السورية ولم تعد في لبنان جبهات واحلاف ولا سيما على المستوى المسيحي وذلك بعد احتضان النظام السوري بقايا الاحزاب الطائفية في الحركة الوطنية وخاصة الحزب التقدمي الاشتراكي. لكن انتهاء الحرب اعاد الى الحركة الطالبية حيويتها وخاصة بعد حل الميليشيات ومعها الخلايا الحزبية المسلحة في الجامعات والمدارس وعودة الانتخابات الطالبية اليها، اضافة الى عودة العمل النقابي الجامعي عبر رابطة الاساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية من دون عودة الاتحادات الطالبية.
وفي الساحة المسيحية، وبعد غياب كل القيادات السياسية لاسباب معروفة منها الموت والنفي والسجن،برز واقع جديد تمثل بانطلاق الحركة العونية برافعة شبابية نخبوية في المدارس والجامعات حاملة لواء استعادة الحرية والسيادة والاستقلال ومطالبة بخروج الجيش السوري من لبنان. وكانت هذه الحركة تمثل رأياً عاماً مسيحياً ولبنانياً، وتتصدر تحدي كسر الحواجز المانعة للتعبيرعن هذا الرأي، والتي كانت تفرضها السلطات الامنية والسياسية. فاصبحت هذه الحركة تمثل اضافة الى مطلبها السيادي، الحق بحرية التعبير وابداء الرأي التي تنص عليها القوانين ويضمنها الدستور. فواجهت القمع المضطرد بالمثابرة على التحرك أولا ضمن الصروح التربوية وفي مرحلة لاحقة بعد النصف الاول من التسعينات، عادت هذه الحركة الى الشارع بشكل قوي وفعال مشكّلة حولها نسيجا تحالفيا كان طلاب الوطنيين الاحرار الأقرب اليها فيه من بين المجموعات المسيحية الاخرى.
وبالتلازم اخترقت تلك الحركة الحواجز الطائفية والمناطقية عبر التحالف مع مجموعات يسارية طالبية خارجة عن اليسار الدائر في الفلك السوري كـ"المجموعات اليسارية المستقلة"، و"الطلاب الشيوعيين" و"الخط المباشر"، فاصبحت الحركة الطالبية العونية تقود جبهة طالبية ضمن شعارات سياسية تبدأ بتحرير لبنان من كل الاحتلالات وترفض القمع الذي تمارسه السلطة عليها. وفي ظل الوصاية السورية المباركة عربيا ودوليا، استطاعت الحركة الطالبية العونية ممارسة العمل الديموقراطي بكلفة عالية تمثلت بالاعتقالات والمحاكمات التعسفية والتعذيب النفسي والجسدي للطلاب في سجون الاجهزة الامنية اللبنانية والسورية. وفي المقابل نمت الحركة الطالبية لـ"حزب الله" وحركة امل ومنظمة الشباب التقدمي لكنها كانت مقبولة من الاجهزة الامنية وتتمتع بغطاء سياسي كبير من سلطة الوصاية كون قياداتها تشكل جزءاً اساسياً من الحكومة والبرلمان، في حين كان الطلاب السياديون يرفضون الدخول في نظام الوصاية ويقاطعون الانتخابات النيابية لثلاث دورات متتالية قبل ان يصبحوا طليعيين في خوض الانتخابات الفرعية في المتن الشمالي وبعبدا.
وكانت الحركة الطالبية في الجامعات ترفد الاجسام النقابية بمجموعات معبأة وتخوض الانتخابات النقابية وتفوز بمعظمها فاصبحت بعد كل هذا واقعا اساسيا لا يمكن تجاهله او تجاوزه لا من قبل السلطات اللبنانية والسورية ولا من قبل الطبقة السياسية اللبنانية ككل. ويسجل على هذه الحركة انها لم تقارب المطالب المعيشية كثيرا بالاضافة الى سوء ادارة الوضع الاقتصادي اللبناني والفساد الاداري في القطاعين العام والخاص لانها كانت تركز على عنوان واحد كانت تعتبره مدخلاً لاية معارضة داخلية للسلطة السياسية والحكومة، وهو استعادة الحرية والاستقلال ليتمكن الشعب من محاسبة حكامه. حتى ان مقاربة المسائل الاقتصادية من خلال بيع المنتجات الزراعية اللبنانية على الطرق العامة من قبل الجامعيين كانت تفرضه ازمة تضرر الانتاج الزراعي اللبناني من المنتجات الزراعية السورية التي كانت تغرق الاسواق الداخلية اسوة بالعمال السوريين الذين كانوا يغرقون سوق العمل بشروط لا تناسب العمال اللبنانيين.
يبقى ان الاهم والاساس لكل ذلك هو ان قوة تلك الحركة الطالبية كانت نابعة من اختلاف تشكّلها عن كل الاطر التي تشكّلت ضمنها الحركات الطالبية، فهي لم تقم برعاية قيادة حزبية او دعم سياسي ومالي داخلي او خارجي كما كان يحصل قبل الحرب. وهي بقيت محاصرة ومضغوطاً عليها من قبل السلطات الامنية والسياسية من دون ان تتمكن اية جهة استخبارية من اختراقها لتعطيلها، فالقيادة الشبابية للحركة الطالبية العونية جعلتها حالة استثنائية تفتح افق المبادرة السياسية والوطنية امام الطلاب والشباب على نقيض عمل كل التنظيمات الطالبية التي عرفها لبنان قبلها.فقيادتها كانت شبابية وتشكيلها شبابي وكانت تجسد القيادة السياسية للتيار الوطني الحر فيما كان شكل السلطة العليا في التيار معنويا، اما القيادة السياسية والميدانية الفعلية فكانت للشباب والطلاب.
لقد كانت حالة استثنائية تحمل مشروعا تحرريا بآفاق وطنية علمانية غير طائفية رغم تناميها في المناطق المسيحية وانطلاقها منها، كم كانت تبشر بالقدرة على التغيير بدءا بالتحرّر ووصولا الى القضاء على الاقطاع بكل اشكاله وانتهاء باقامة الدولة المدنية العلمانية. لقد كان تمويل تلك الحركة ذاتيا من مصاريف الطلاب ونشاطاتهم ولم تكن تتلقى اي دعم مالي من اية جهة. اما التفرغ فيها فكان يتطلب القدرة على التضحية بالمصالح الخاصة مهنيا وسياسيا، كما كان يتطلب القدرة على تحمل خوف المجتمع وضغط الاهل وقمع السلطات والاضطهاد الدائم والانحرافات المتكررة للطبقة السياسية.لقد كانت بحق انموذجا وطنياً استثنائيا في تاريخ الحياة السياسية اللبنانية.  بعد انسحاب الجيش السوري من لبنان في العام 2005 تبدلت قواعد عمل الحركة الطالبية اسوة بتغير التحالفات والاصطفافات السياسية.فلقد قام الفرز السياسي بين فريقي 8 و14 آذار متخذاً بعداً طائفياً مخيفا اين منه الصراع الطائفي في اوائل الحرب.
وتغيرت البنى الطالبية السياسية كما تغيرت القيادات الطالبية التاريخية وبدأت مرحلة جديدة من التنافس والصراع لاسباب واهداف جديدة.
فبعدما كانت قواعد عمل الحركة الطالبية تقوم على الاستقطاب السياسي اصبحت تقوم على الاستقطاب الشخصي الذي يمارسه "الزعيم" او "القائد"، وباتت القيادات تعيّن وفق معايير لا تأخذ في الاعتبار التطابق المطلوب بين صفات الشخص وقدراته والتحديات السياسية الموجودة. كما الغيت المبادرة الفردية فاصبح العمل الطالبي ممولا بانتظام وبمبالغ كبيرة من القيادات الحزبية، كما باتت هدفية الحركة الطالبية العونية تحديداً تقوم على شعارات الاصلاح والمقاومة. وانتقل الخطاب السيادي الى المنظمات الطالبية التي كانت تناهضه كمنظمة الشباب التقدمي وطلاب المستقبل والقوات اللبنانية وغيرها. واصبح التيار الوطني المؤسس لحركة 14 آذار حليفا لقوى 8 آذار وغير معادٍ لسوريا بعد خروج جيشها من لبنان. وفي ظل غياب التنظيم الحزبي الحديدي والعصري المطلوب، حدث تقصير على المستوى السياسي والاعلامي والتعبوي شبابيا في شرح النهج الاصلاحي الحقيقي. اضافة الى ان التيار الوطني الحر غير قادر على المضي في النضال لاجل هذه الشعارات حتى النهاية بسبب بعض تحالفاته السياسية والانتخابية.كما ان اختيار الكوادر الطالبية بات يتم عبر الاختيار الشخصي ولم تعد تفرضه الظروف السياسية كما في السابق. اضافة الى النقص الفادح في الاعداد الفكري السياسي الشبابي ضمن مؤسسات ثقافية قوية للحزب وتنظيم حزبي عصري وفعال.
فبعد عودة العماد ميشال عون من المنفى وتحول التيار حزباً سياسياً، لم يتح لنفسه ارساء التنظيم الحزبي المطلوب بسبب انهماكه الدائم بالمعارك السياسية والانتخابية، اضافة الى ابتعاد القطاع الطالبي عن المشاركة في صناعة قرار القيادة الحزبية بشكل فعّال. وفوق ذلك لم يطبق النظام الداخلي للحزب ولم تجرِ الانتخابات الحزبية حتى اليوم. الى ذلك فان الضعف في التعبئة والاعلام والتوجيه لم يمكّن الحركة الطالبية في التيار من تحقيق تفوّق خطاب التيار السياسي في مقابل الخطاب الطائفي لاخصامه المسيحيين الذي يقال عنه إنّه الخطاب التاريخي للمسيحيين اللبنانيين.فالانتقال من شعار الحرية والسيادة والاستقلال الى شعار الاصلاح والتغيير يرتب دراسة اصلاحية تتعدى البرنامج الانتخابي وصولا الى جعله نهجا لمواجهة الطبقة السياسية الفاسدة ككل والتفوق عليها. وهذه الطبقة متواجدة بقوة داخل فريقي 8 و14 آذار الامر الذي يجعل قوة الخطاب الاصلاحي للتيار ضئيلة، ولاسيما في غياب برامج محددة الاهداف والتواريخ للمسيرة الاصلاحية المطلوبة. كما ان دخول التيار في النظام السياسي اللبناني الطائفي وانخراطه في العمل السياسي التقليدي ضمن الطبقة السياسية التي تناهضها اهدافه الاصلاحية، جعل طلاب التيار وناشطيه والمنتسبين اليه بشكل عام يتماهون بنسبة كبيرة مع الاجسام السياسية في المعارضة والموالاة على حد سواء. مما افقده النسبة الكبرى من تمايزه عنها حتى بات يشبهها في الكثير من الاطر التي قامت عليها تلك الاجسام. وفي المقابل يتمتع اخصام التيار في الوسط المسيحي بقدرات اعلامية كبيرة وتنظيم مدروس وتمويل كبير وتحالفات واسعة وعلاقة جيدة مع ادارات الجامعات الى درجة جعلها منحازة معها بنسبة كبيرة. وهذا ما يفسر تراجع قوة طلاب التيار في الجامعات التي خسر فيها الانتخابات الطالبية وفي النقابات التي خسرها ايضا. ولا يمكن فصل تراجع قوة طلاب التيار عن التراجع الشعبي للتيار حيث لم تشبه نسبة التأييد التي حصدها في الانتخابات النيابية الاخيرة، تلك التي حازها في انتخابات العام 2005.
لا يبشر الواقع السياسي والتنظيمي الحالي لطلاب التيار الوطني الحر بالتطور الايجابي الا اذا اعتمدت القيادة الطالبية والحزبية للتيار تنظيما يفوق بتطوره وحداثته الاطر التنظيمية لباقي الاحزاب والمنظمات الطالبية.وستبقى النتائج التي يحققها قطاع الشباب والطلاب في الجامعات والنقابات مؤشراً حقيقياً لحجم التأييد الشعبي الذي يحوزه في الوسط المسيحي. كما ان غياب الشعارات السياسية الكبيرة المكملة لشعار الاصلاح والتغيير يمعن في اضعاف تمايزه عن الاحزاب السياسية والتنظيمات الطالبية التابعة لها. فالتيار ينشد في ميثاقه الذي اقر بالتصويت صيف العام 2005 نظاماً علمانياً للدولة،الى جانب شعار كبير وبرّاق هو التحرر من الاقطاع السياسي والمالي والطائفي. الامر الذي اذا ما اعتمد فسيدفع في اتجاه خريطة سياسية مختلفة عن خريطة التحالفات الحالية لفريقي المعارضة والموالاة. كما ان المقاربة الناجحة للقضايا الاقتصادية والاجتماعية تخلق لطلاب التيار هدفية قوية وتمتّن خطابهم السياسي اكثر وتبقيه رائداً في طرح التغيير الجذري للواقع السياسي اللبناني دستوريا وسياسيا.
واذا كانت هذه الموجبات مصنّفة في خانة الاهداف الثورية، فان سر قوة شباب التيار وطلابه كانت تكمن في الرفض الجذري لكل النهج السياسي الذي سارت عليه الطبقة السياسية في معظمها. وسيبقى هذا الهدف الحل الانجح لعودة التيار الى قوته السابقة فيرفد المجتمع عبر فئة الشباب بالمفاهيم الثورية التغييرية، ويهتم بتنمية المستوى التربوي للتعليم العالي ويضع القاعدة المطلبية للاجسام النقابية فيه على السكة الصحيحة، ويتبنى مواجهة الانهيارات الاقتصادية والمالية والاجتماعية والسياسية، فتكون قضيته فريدة وجامعة كما كانت ابان عهد الوصاية السورية، ويكون المستقبل امامه واعداً والا فان حجمه الشعبي سيصبح مشابها لاحجام اخصامه المسيحيين ويحدث عندها فراغ في الساحة المسيحية واللبنانية او تتلقف هذا الوضع حالة جديدة شبيهة بالحالة العونية عند انطلاقها وتحل محلها.الخوف ليس من تنامي قوة الاحزاب الاخرى ففي لبنان لم يحدث ان اصاب الضعف حزبا ثم تمكن من استعادة قوته من جديد، بل الخوف ان يصبح حجم التيار الوطني الحر مساوياً لاحجام اخصامه.

صحافي واستاذ جامعي – عضو الهيئة التأسيسية
في "التيار الوطني الحر" ومسؤول سابق
عن قطاع الشباب والطلاب في التيار
بيروت - لبنان


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق