السبت، 28 نوفمبر 2009

بيان صادر عن الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني


يا شعبنا الفلسطيني البطل ... يا أحرار العالم،
إن الأبارتيد الصهيوني في فلسطين هو آخر معاقل العنصرية المقيتة في عالم اليوم، وممثلاً بدولة الاقتلاع الصهيوني، ويعبر عالم اليوم أيضاً على رفض لكل معايير العنصرية المعدومة التفكير الإنساني، فهي الأشد فتكاً بقدرة البشر على التعامل الأممي الإنساني وهو يشهد الأبارتيد الصهيوني المدعوم بالانحياز الأمريكي، والذي لم تشهد مثيله جنوب إفريقيا بالحقبة العنصرية، موقع سمعتها السيئة لدى الشعوب، وسبق للأمم المتحدة في قرار لها أن وصفت وساوت بين العنصرية والصهيونية التوسعية.
يا شعبنا الفلسطيني البطل:
بعد الإقرار الفلسطيني الرسمي بفشل ثماني عشرة سنة من المفاوضات مع "إسرائيل"؛ الفشل الواضح للعيان على جميع المستويات، فأقل ما يقال فيه هو رفض الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة حتى "مبدأ المساومات" في المفاوضات، في شروط اليمين المتطرف نتنياهو المسبقة وما يجري على الأرض، بات من الضروري تحويل الموقف الفلسطيني الرسمي من حالة ناجمة عن غصة الخذلان و "صدمة أوباما" في اللقاء الثلاثي بواشنطن، إلى رفض مبدأ المفاوضات العبثية الفاشلة والمدمرة والمضرّة في القضية الفلسطينية، وأن لا تتوقف عند مبدأ رفض الاستيطان وإحباط مناورات بيريز وموفاز ورفضها بالكامل، بل الرد هو بالتوجه والتحرك السياسي نحو إستراتيجية سياسية وطنية جامعة وواضحة وعلى الملأ. فالطريق الآخر المغاير يتمثل بالوحدة الوطنية على أسس ديمقراطية، تبدأ بإنهاء الانقسام العبثي الفلسطيني، وإعادة بناء المجلس التشريعي للسلطة، والوطني لمنظمة التحرير وفق آليات ووثائق الإجماع الوطني وبالتمثيل النسبي الكامل.
كما ينبغي أيضاً التحشيد الوطني الفلسطيني بكامل مستوياته للذهاب إلى مجلس الأمن، للحصول منه على قرار بأن دولة فلسطين المستقلة على حدود الرابع من حزيران/ يونيو 1967، والحصول على عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة، ومع توقع واحتمال (الفيتو) الأمريكي، ينبغي التوجه دورة استثنائية للجمعية العامة للأمم المتحدة، وفق قانون "الاتحاد من أجل السلام" والتصويت على مشروع قرار "أن دولة فلسطين المستقلة بحدود 4 حزيران/ يونيو 1967، ودعوة "إسرائيل" إلى وقف الاستيطان بالكامل في القدس والضفة الفلسطينية المحتلة تحت طائلة العقوبات وفق الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة"، كما وقع مع الحكومة العنصرية في جنوب إفريقيا.
وحده العامل الذاتي الوطني الفلسطيني هو مفتاح التضامن الأممي الكبير، وهو وحده الذي سيضغط على الانحياز التاريخي الأمريكي السافر، وعلى تراجع وتآكل موقف الإدارة الأمريكية عن خطاب أوباما في القاهرة 4 حزيران/ يونيو 2009، نحو تحويل "حل الدولتين" المطروح أمريكياً كأساس لموقفها المسمى "عملية السلام" نحو سقف قرارات الشرعية الدولية، ونحو حيّز التطبيق المقرون بهذه القرارات، ودون ذلك هو الدوران في الوهم والعبث الكبير، والذي يجري في مصلحة "إسرائيل" ذاتها، فهي تحقق يومياً تحت ظلاله مشروعها الإستراتيجي العنصري المتمثل بـ "دولة يهودية توسعية في القدس والضفة الفلسطينية"، مقرونة بالعداء السافر والمطلق من قبلها للشرعية الدولية.
إن البداية في هذه الإستراتيجية هو تحويل "إسرائيل" إلى  دولة مارقة معزولة، وهو ما يتطلب موقفاً وطنياً فلسطينياً موحداً، لإجبارها على التراجع لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالصراع.
إن الطريق للعودة الفلسطينية إلى الشرعية الدولية، هو الطريق الوحيد الذي يحول دون الفشل وضياع الحقوق، وبدون الوحدة الوطنية الفلسطينية سيبقى هذا الطريق صعباً وطويلاً.                     
يا جماهير شعبنا الفلسطيني البطل ...
أيها التواقون لإنهاء مأساة الانقسام العبثي الفلسطيني ـ الفلسطيني، المناضلون من أجل استعادة الأجندة الوطنية في مواجهة الاحتلال العنصري البغيض، ورفع الالتباس عن أجندات التحرير بالصراع على السلطة ومغانمها، معنيون جميعاً بتشديد النضال لاستعادة البوصلة الوطنية بكل معانيها نحو النصر والاستقلال والظفر.


عاش شعبنا الفلسطيني البطل ... والحرية للأسرى
والمجد والخلود لشهداء الحرية والاستقلال والعودة




الإعلام المركزي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق