الأربعاء، 25 نوفمبر 2009

أقطعناك تونس مدى الحياة





على بساط الثلاثاء
57
مبروك ... يا زين الحاكمين ..!
أقطعناك تونس مدى الحياة
ثم لنسلك من بعد .. وإلى أبد الآبدين ..!
يكتبها : حبيب عيسى

( 1 )
أعترف بداية أنني مدين للسيد الرئيس زين العابدين بن علي رئيس الجمهورية التونسية بموقفين فريدين تميز فيهما عن نظرائه من الحاكمين يفصل بينهما أكثر من عشرين عاماً .
o الموقف الأول : كان منذ أكثر من عشرين عاماً عندما رفعّ نفسه من مخبر في وزارة الداخلية إلى رئيس لجمهورية تونس إثر انقلابه على ولي نعمته الحبيب بو رقيبة .. يومها أطل علينا سيادته بصوت يتهدج تأثراً ليعلن موقفاً لم يسبقه إليه أحد من المتحكمين بمصائر العرب ، قال يومها بنبرة عسكرية حاسمة : لقد آن الأوان أن تنتهي من حياتنا تلك المرحلة التي يحكم فيها الحكام مدى الحياة .. ثم أتبع ذلك سيادته بدرس رصين مؤثرّ عن الحرية ، والديمقراطية ، والرأي، والرأي الآخر ، وإرادة الشعب ، وحكم الشعب ، وتداول السلطة .. وإلى آخره ...!
أعترف ، أنني يومها ، حاولت أن أتفاعل مع هذا الوافد الجديد علينا ، رغم تجاربي المرة مع أمثاله ، حاولت أن أصّدقه .. فلعّل ، وعسى ..!، الغريق يتعلق بقشة كما يقولون ، ولكنني أعترف أيضاً أنني لم أستسغ هذه الفكرة التي تهدد الاستقرار ، والخصوصية ، وتشّكل خروجاً على السائد ، وحاولت أن أجد له العذر في ذلك ، فقد يكون سيادته قد تفوه بتلك العبارات " النابية " لأنه مازال حديثاً في نادي الرؤساء ، وأنه لم يكتشف بعد قدراته الخارقة الاستثنائية التي لا مثيل لها ، ولا نظير ، ولا تتوفر لأبن أنثى ، أو رجل في تونس .. وبالتالي فإنني لم افقد أملي بأن سيادته سرعان ما سيدرك الخطأ الذي وقع فيه ، وسيكتشف أنه لا بديل له في تونس ، وأنه سيرضخ للإرادة الخفية التي لا راد لها ، وسيتواضع في حكم تونس مدى الحياة الطبيعية على الأقل مع السعي الحثيث لتمديدها بإطالة عمر خلايا سيادته اعتماداً على تطور العلم ، والخلايا الجذعية ، لكن سيادته في الأحوال كلها مطمئن إلى مستقبل تونس ، فالسيدة الأولى قادرة على أن تقوم بدور الوصية على الوريث حتى يبلغ سن الحكم إذا لا سمح الله ... ، ولا نقول سن الرشد .. لأن الرشد قد يطيح بهذا الاستقرار ، وتلك الخصوصية العربية الفريدة .
o الموقف الثاني : الذي أدين فيه لسيادة الرئيس زين العابدين بن علي كان دعوته منذ أسابيع إلى استفتاء حول رئاسة الجمهورية ، ذلك أن سيادته لم يقبل التمديد الحكمي مدى الحياة ، رغم الثقة بأنه لا بديل له ، ولا نظير ، وهذا تواضع من سيادته ، لكن يشاركه فيه الكثير من أقرانه ، الموقف الجديد ، الذي تميز فيه ، كان في النتيجة حيث جاءت نتيجة الاستفتاء بأرقام لم تعتد عليها الآذان العربية .. 89.99 بالمائة ، لقد خيب شعب تونس الآمال ، فمن هم هؤلاء العشرة فاصلة واحد بالمائة الذين قالوا : لا ، لسيادته ، إنهم لا شك ناقصي عقل ، ودين ، ونطالب على الفور بالحجر عليهم في مصحات عقلية ، حتى لا ينتشر وباء هذه " اللا " اللعينة ، ونطالب تضامن جامعة الدول العربية ، ومجلس الأمن الدولي في محاربة هذا الوباء .. ذلك أنه كان قد تم التساهل مع الواحد بالعشرة من المائة خلال العقود المنصرمة حيث كانت النتائج 99.99 بالمائة على مدى النصف قرن الأخير ، وهذا أدى إلى انتشار جرثومة " لا " لتصل إلى هذا الحد الخطير .. وإذا لم تتضافر الجهود المخلصة فإن هذا يعني انه بعد قرنين من الزمن أي بحدود عام /2210/ ميلادية قد يحكم تونس حاكم ضعيف عاجز لا حول له ولا قوة ، ولا سطوة في حدود الخمسين بالمائة ، وهذا يهدد الاستقرار والديمومة ، والخصوصية ، والنمو ، والسياحة ، والصمود ، بل أن هذا الوباء في هذه الحالة لن يقتصر على تونس بل قد يمتد ليهدد الاستقرار والخصوصية .. في سائر أرجاء الوطن العربي ، لذلك لابد من إعلان النفير القومي العام ، واستنفار المخبرين ، والبصاصين ، والتشدد في إعلان حالات الطوارئ ، وتعميمها ، والضرب بيد من حديد في سائر الاتجاهات حفاظاً على هذه الرموز النادرة الوجود في هذا العصر ، والذي تنفرد الأمة العربية ، دون سائر البشر بتربعهم على رؤوس أبنائها ...
لكن ، ما أعاد الطمأنينة إلى نفسي هو، أنني لجأت إلى أحد الخبثاء ، أو العقلاء على الأصح ، أبث إليه هواجسي ، فسخر من مخاوفي ، وقال بهدوء ، ورصانة ، وجدية : لا تخشى شيئاً يا صديقي ، ذلك أنهم يفتتحون المزاد دائماً بالـ 99 بالمائة ، ثم ، وبعد استقرارهم على العروش ، واقتراب التسليم لمن يختارونه من نسلهم ، يتنازلون طواعية عن هذه النسبة ، حتى إذا جاء الوريث عاد إلى النسبة الأولى 99 بالمائة ، وهكذا في دائرة مغلقة .. وأضاف صاحبي ، وهو يودعني مطمئناً : لا تخشى شيئاً يا صديقي بإمكانك أن تنام ملء جفونك ، فالمستقبل العربي مضمون ، وممسوك ، ومستقر ، لا تشوبه شائبة ، والهواجس التي تنتابك ما هي إلا من عقابيل مرحلة أحلام الحرية المنهارة , التي مازال يعيش فيها المتوترين ، الموتورين أمثالك .. وأضاف إنني أنصحك بأن تعرض نفسك على طبيب نفسي ، وأنا مستعد أن أصطحبك إذا قررت ذلك .. قلت له : لا ، لا اعتقد أن الحالة تفاقمت إلى هذا الحد بدليل أنني اقتنعت برأيك ، وعادت الطمأنينة إلى نفسي ..
( 2 )
لكنني ، أعترف مرة أخرى ، أنه ما أن أغلقت على نفسي باب مكتبي حتى عادت الهواجس اللعينة تطاردني من جديد إلى درجة أنني عدت أشكك بقدراتي العقلية ، خاصة ، وأن ذاكرتي أعادت عرض تلك الحلقة التي شاهدتها على إحدى الفضائيات منذ أيام عندما اعترض أخي من تونس المنصف المرزوقي على نسبة التسعينات في المائة التي تتسم بها ظاهرة الاستفتاءات الرئاسية ، فسخر منه واحد من لاعقي الأحذية في بلاط القصور الرئاسية في تونس داعياً إياه التوجه فوراً إلى إحدى المصحات العقلية .. عندها تذكرت على الفور الحالة التي أنا فيها .. وقلت بيني ، وبين نفسي ، لا بأس ، فقد نلتقي أخيراً أنا ، والمنصف المرزوقي في إحدى المصحات العقلية .. ثم ، ولكي أهوّن الأمر على نفسي .. عادت ذاكرتي تسعفني بقائمة طويلة من الأفذاذ الذين اتهموا بالجنون على مدى العصور البشرية ، لم يكن سقراط أولهم ، ولن نكون ، المنصف المرزوقي ، وأنا آخرهم ، ثم ، كم من المحارق نصبت للعلماء ، وكم من المقاصل دقت أعناقهم ، وكم من الزنازين المظلمة احتوت أحلامهم حتى أن الشواهد مازالت حية في الأذهان عن المصحات العقلية الجماعية التي شيدتها سلطات حديثة للمعارضين ... ورغم أن اغلب تلك السلطات قد اندثرت ، فإن بعضها مازال حياً يسعى ..
في خضم هذه الأجواء الخانقة التي تحاصرني من الاتجاهات كافة جاء الفرج فجأة عندما نبهتني ذاكرتي ، وكأن يد غامضة نقرت على فأرتها ، إلى أنني منذ عدة أشهر قد أعلنت جهاراً ، نهاراً ، عن تغيير " اللوك " والخروج من دائرة الأفكار البائدة عن الحرية ، والديمقراطية ، والعدالة ، والمساواة ، والمواطنة ، والأمة الواحدة العصية على التفتيت الإقليمي ، والطائفي ، والمذهبي ، والديني ، والإثني .. لقد ذهب العمر هباء ، ولم يتبقى منه إلا القليل ، القليل ، الذي قررت أن أمضيه بالفرجة على "هز النواعم" ، وتتبع أبواط المتلاعبين بالكرة ، عوضاً عن ملاحقة المتلاعبين بالأوطان ، وتعويضاً عن الأيام العجاف ، فماذا جرى .. ؟ ، وما علاقتي بما يجري ، أو سيجري ... ؟ وهل يستحق استفتاء تونس الرئاسي كل هذا العناء ، ليعيدني إلى أجواء الإحباط ، والهموم ، والجنون ..؟ .. ألم أتعهد على الملأ بتغيير " اللوك " ، وهل يليق بي ، بعد كل هذا التاريخ الحافل بالهزائم ، والخيبات أن تلصق بي ، أيضاً ، تهمة النكوص عن عهد قطعته على نفسي في العلن ...؟ .
( 3 )
لكن الطبع غلب التطبّع على ما يبدو ، كما يقولون ، وهذا ما يجب مواجهته ، بموقف حاسم حتى لا أنزلق مرة أخرى إلى المتاعب ، دعونا نحلل بعقلانية ، فالمشهد ليس تراجيدياً ، ولا سريالياً ، ولا درامياً ، إنه مشهد كوميدي بامتياز .. وبالتالي دعونا نسخر من أنفسنا ، دعونا نرى الواقع من الزاوية الأخرى الكوميدية ، ولنبدأ من المحيط حيث الجنرالات في موريتانيا لم يحتملوا نتائج الانتخابات الديمقراطية سوى أشهر قليلة ، على الشمال من ذلك في المغرب حيث تعمل لجان الأنصاف والمصالحة لكن الصحفيين يعتقلون بجرم المس في الذات الملكية "المس بالذات الإلهية لا باس عليه" ، إلى الجزائر حيث سيترحم الجزائريون على أبو تفليقة عندما سيّطل عليهم إبن تفليقة ، إلى ليبيا حيث ظهر النقيب كأمين للقومية العربية ، وما أن ترفع إلى عقيد حتى بات أميناً للقومية الأفريقية ، ذلك أنه تنبأ بأن "السود سيسودون" في كتابه الذي كان أخضراً .. والوريث الولد بات كبيراً ، وجاهزاً ...
ثم إلى الكنانة ، حيث حسني أدى بالمصريين إلى الترحم على غليون أنور السادات الذي ذهب إلى الصهاينة ، حسني يستقبلهم في قصوره المنتشرة من القاهرة إلى شرم الشيخ حتى لا يحّملهم أعباء الضيافة ، والوريث تم تربيته "على الغالي" وبات جاهزاً .. وأولئك الذين يقولون ، ويصرخون " كفاية " ليسوا إلا حفنة مجانين .. " كفاية إيه يا ولاد الأيه .. هو انتو لسه شفتوا حاجة .. " ، ثم إلى السودان المثخن بالجراح التي يرقص عليها بالعصا سيادة الرئيس "ولا هز النواعم".. إلى الصومال حيث تقام الحدود تقتيلاً في كافة الاتجاهات والذبح الحلال على الطريقة الإسلامية والأسلحة من النظام الأرتيري الذي تديره الذي تديره "أسرائيل"، إلى اليمن حيث الدماء تسيل غزيرة إلى أن يحسم الرئيس الصراع بين ولديه المدللين ترى من منهما سيرث اليمن ، ومن عليها ..؟ حتى يبقى اليمن سعيداً بكل هذه الدماء ، وبالوريث القادم .. وإلى آخرهم من أصحاب الجلالة ، والسمو ، والنيافة في الخليج الذي تتهدد هويته العربية تهديداً شديداً من الناحية الديموغرافية ، ورغم ذلك ، فإن هناك اعتذار واجب من مظفر النواب ، وكأني ، بلسان حاله ينشد على طريقة بدوي الجبل :
عفواً قابوس ومعذرة أجراس النهضة لم تقرع
لو أكمل الأدعياء زحفهم لكانت سياطهم بالشعب تلسع
و بسوطك الرحيم تحلم
وصولاً إلى تلك الكيانات التي تم النص في وثائق ولادتها على أنها ملكية لفلان الفلاني ثم هي أرضاً وشعباً وثروات وراثة في أبنائه من بعده ، ثم إلى العراق المثخن بالغزو والفتن ، وليس انتهاء بعباسية رام الله ، وغزة الهنية ... ومستوطنات الصهاينة التي تشكل جزءاً أساسياً من المشهد المأساوي ، الكوميدي ...........
( 4 )
عند هذا الحد تنبهت .. إلى أنني أناقض نفسي ، بنفسي ، فالمشهد ليس كوميدياً بالكامل ، إنه خليط من الكوميديا ، والسريالية ، والتراجيديا ، والدراما ، والمونودراما .. وأنني مطالب قبل أي أحد أن أحسم موقفي نهائياً من مسألة تغيير " اللوك " وأن اعترف أنني عجزت عن الخروج من المأزق ، فلا العزلة وفرّت الحل ، ولا الأساليب ، والأدوات ، والإمكانيات متاحة للعمل العام .. ولا "هز النواعم" كان هو المخرج ... ثم ، ثم ماذا ؟ وجاء الجواب من داخلي حاسماً : لاشيء ، لاشيء على الإطلاق لقد كسرنا الدف وبطّلنا الغناء ، لا علاقة لي بكل هذا ... ألم أتجاوز من الناحية الفيزيولوجية مرحلة الانخراط في مغامرات جديدة .. من أي نوع كانت ، حتى على الصعيد الشخصي ..؟ .
وعند هذا الحد ، أيضاً ، تناهى إلى مسامعي قرع الطبول ، وبدأ القرع يقترب ، ويشتد عنفاً ، إنهم يزفون الرئيس إلى قصور تونس .. والطبل يقترب ، ويقترب ، وهناك من ينشد على طريقة المتنبي:
لا تشتري الطبل إلا والعصا معه إن الطبول من جلود الخنازير
لا تقربوهم إلا مكمّمة خشومكم تفادياً للعدوى بإنفلونزا الخنازير
هنا انتفضت من فراشي مذعوراً .... لقد كان كل ما تقدم كابوساً ثقيلاً ، وضعت رأسي تحت مياه باردة ، وأنا أردد : "اللهم اجعلوا خير .." ، وقد كان لزاماً عليً أن أوضح موقفي من كل ما جاء في هذا الكابوس الثقيل ، منعاً لأي التباس ، وها أنا أعلن على الملأ إخلاء مسؤوليتي تماماً من كل ما جاء في هذا الكابوس المريع ، جملة ، وتفصيلاً ، وإنني أؤكد على موقفي الثابت ، الذي لا عودة عنه ، بتغيير "اللوك" ....
( 5 )
في مواجهة ذلك كله .. وتوثيقاً للموقف أقترح عليك يا أخي يا منصف ، يا مرزوقي ، أن نعرض نفسينا على طبيب نفسي يرشدنا سيكولوجياً ، أنت حيث أنت ، وأنا حيث أنا ... لأن التقاء المغرب العربي بمشرقه العربي ممنوع ... ثم نتبادل الإرشادات التي تلقيّناها .. علنّا بذلك نصل إلى حل .. يخرجنا مما نحن فيه .. ويمنع عنا مثل تلك الكوابيس المؤلمة ، اللعينة ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
دمشق ، الثلاثاء:24/11/2009
حــبيب عـــيـسى


اللاعبون بالنار ولو ذهبت مصر للجحيم؟!


محمود عبد الرحيم:
ترددت كثيرا في الاشتباك في قضية الخلاف المصري الجزائري ، ظنا مني ان الامر لا يعدو كونه مباراة كرة قدم وتنافس محموم ليس الا ، لكن سياق الاحداث كشفت عكس ذلك تماما ، ووضح التوظيف السياسي الشرير والانتهازية التى تعصف بمصير بلد ، وتشوه هويته الوطنية والقومية ، وتروج لمفاهيم في غاية الخطورة ، فضلا عن حملات الكراهية والتحريض المقيتة التى تخدم مصلحة خاصة لبعض الانتهازين في دوائر الحكم والاعلام، وتصب في المحصلة النهائية في صالح  الكيان الصهيوني العدو الحقيقي للامة العربية ،على حساب تدمير دائرة الانتماء الاولى لمصر ومصالحها ودورها ومكانتها الاستراتيجية والسياسية والثقافية.
من المؤسف ان نشاهد حملة منظمة يقودها رسميون وشخصيات عامة ومثقفون واعلاميون محسوبون على الحزب الحاكم او تتلاقى مصالحهم معه ، تهدد وتتوعد  وتبث الكراهية وتحرض علي القطيعة مع شعب عربي شقيق تجمعنا به اواصر عديدة  اهمها النضال المشترك لجهة الاستقلال الوطني الذي لم نعد  نبالى به ،وضد الاستعمار الغربي والعدو الصهيوني الذي صرنا لا نعتبرهما عدوا،حيث بات الاعداء هم الاشقاء في سوريا او قطر او فلسطين(حماس) او في لبنان(حزب الله) ، واخيرا في الجزائر.
 ولعل من المظاهر المثيرة للاستياء والحزن معا ،  وتبرهن علي التصعيد المتعمد  والاجندات الخفية ، تسيير مظاهرات مسيئة تكيل الاهانات لسفير الجزائر واهلها ورئيسها ،وتطالب بطرد ديبلوماسي محترم من زمن الثوار ، سعى قدر طاقته لاحتواء ازمة اريد لها ان تتصاعد ولا تتوقف ،حبا وحرصا على العلاقات الاخوية مع الشقيقة الكبرى مصر،ولأول مرة نرى وزارة الداخلية تصدر بيانا عكس المعتاد ، تصف مظاهرات تحاصر مقر السفارة الجزائرية وتتطاول على السفير الجزائر، ب"المتحضرة والمبررة"، رغم انها شاهدت احداث عنف وتخريبا لمنشآت مصرية وسيارات ، واصابة لضباط وجنود مصريين ،فضلا عن محاولات حرق بيت السفير واقتحامه.
رغم انه في مناسبات اخرى كان يتم التصدى بعنف لاية مظاهرة تخرج ، ويتم وصفها ب"الغوغائية والمخربة" ، ولو تقدم المتظاهرون الوطنيون من سفارة امريكا او اسرائيل ، كان يتم سحلهم وسحقهم واعتقالهم ،وهم يعلنون تضامنهم مع اشقاء عرب في العراق او فلسطين ضد العدوان الامريكي والصهيوني.
اضف الى ذلك، ما قامت به وسائل الاعلام المقروءة والمرئية ،خاصة التليفزيون الرسمي الذي استقطع من وقته الكثير لهذه الحملة او بالاحرى الدعاية السوداء ، لدرجة ان برنامج" البيت بيتك" المعروف بانه لسان حال التحالف الجديد في مصر من سلطة ورجال اعمال ، استأنف عمله في ايام تعطله ولوقت مفتوح يمتد لساعات متأخرة من الليل ، لكيل الاهانة والشتائم للجزائر شعبا وحكومة باحط الاوصاف. واستعان بفنانيين وصحفيين منافقين وانتهازيين، تباروا في المزايدة والاساءة الى شعب ودولة لهما قدرهما ومكانتهما ،و يعرفون مكانة مصر الحقيقية ويقدرنها ، وزاد هؤلاء المنافقون الاغبياء بالمطالبة بالمقاطعة لكل ما هو جزائري ، واستنكار حديث انتماء مصر العربي ودورها القومي ،علاوة على الدعوة الساذجة بالانكفاء على الذات واعتبار ان اسرائيل افضل حالا، ولو كانت في هذا الموقف ما فعلت بالمصريين مثلما فعل الجزائريون.
في  حديث غث يحمل سمت الجهل والغباء ويسكب الزيت على النار بشكل عمدي ، دون ادراك خطورة ما يسوقون ، فمصر قوية بمحيطها العربي والعرب اقوياء بمصر، ولم يصب مصر ما اصابها من هزال وتقزيم وضياع لدورها اقليميا ودوليا ، الا منذ بدأت انتهاج هذا الخط الانعزالي ، ورهاناتها الخاطئة على امريكا واسرائيل والنهج الفردي، في عهد غير المغفور له الرئيس السادات .
ان اللعب على مشاعر الجماهير بعد شحنها ، وتصدير هذه المفاهيم المغلوطة ، وتضخيم حدث كان يمكن احتواؤه لو اراد صناع القرار ذلك، ليس الا نوعا من  غسيل الدماغ والرغبة في تدمير ما تبقي من انتماء ، ولو معنويا للعروبة ، تلك الرابطة التى عرقلت لسنوات محاولات التطبيع المستميتة ، وصنعت جدار صد شعبي ، وهو هم الآن يريدون لها ان تتحطم ليسهل الاختراق الصهيوني الذي لا يشعرون ازاءه باي خطر او توجس ، حيث صار التخويف من الآخر العربي واستبدال المواقع بين الشقيق والعدو الحقيقي.. فاية مآساة تلك التي نشهدها؟!
ثم انهم يتحدثون عن كرامة المصريين والثأر لها ، اليس هذا من المضحكات المبكيات ؟!، هل توجد كرامة في ظل نظام يكرس الطبقية ويحمي الفساد، ويجعل غالبية الشعب يعانون شظف العيش والجهل والمرض كما لو كنا عدنا الي حقبة الملكية ولم نشهد الثورة على هذه الاوضاع الظالمة، بينما  حفنة محدودة تنعم بثروات البلد دون اي مبرر؟!، اية كرامة والشباب في مصر يلقي بنفسه في البحر هربا من جحيم الفقر والبطالة؟ او ينتحر حين يتم السخرية منه ويقال له انت غير لائق اجتماعيا لو تقدم لوظيفة راقية ؟! اية كرامة  وارادة المصريين يتم تزيفها في الانتخابات ، ويتم العبث بالدستور الذي له مكانة مقدسة في معظم دول العالم ؟!، اي كرامة وسيناريو التوريث للسلطة جرى تنفيذه على قدم وساق والقمع والتهميش يطال من يرفع صوته بالاعتراض على غياب العدالة والديمقراطية ؟!، ولماذا لم نسمع هذا الحديث الغث حين تمت اهانة المصريين في ليبيا او الكويت او السعودية مرارا ، او حين قتل جنود اسرائليون مصريين علي الحدود ، او حين هدد وزير خارجية الكيان الصهيوني ليبرمان باغراق مصر وسب رئيسها؟
 ان الامر من بدايته حتى الآن ،لا يجاوز وصفه سوى بالمهزلة ، منذ ان سمحوا بتشويه الشعور الوطني واختزاله في مباراة كرة قدم، وجعل تشجيع المنتخب  واجبا مقدسا وتعبيرا عن انتماء في واقع الامر مزيف ومصطنع ووقتي ، واذاعة اغاني واناشيد وطنية ،مترافقة مع صور لاعبين وماتشات سابقة ،واعتبار ان لقاء الجزائر معركة مصيرية ، بالاضافة الي حشد نجوم المجتمع والشخصيات العامة ليدلوا بدلوهم في موقعة "النصر او الشهادة" ، ودعوة الثمانيين مليون مصري ليلهجوا بالدعاء، فاي اسفاف هذا واي تسطيح للجماهير، وتغييب لوعيها ،والهاء لها عن قضاياها المصيرية ، وهمومها الحقيقية وعدوها الحقيقي؟!
انها معركة مفتعلة بكل المقاييس ، الغرض منها احداث التفاف شعبي حول نظام يعاني الشيخوخة المتأخرة ، وربما تصفية حسابات بين نظامين متنافسين وتنفيس عن ازمة مكتومة بينهما، غير انه في كل الاحوال ، لعب بالنار لا يقدرون خطورته الآن، لكن الثمن سيكون فادحا ،وسيدفعه الشعب المصري الصامت ، او السائر كالقطيع وراء اعلام  السلطة الذي يخدم فقط على طموحات شخص واحد اسمه جمال مبارك يبحث عن شعبية وشرعية مفقودة ، ولو تعرضت مصالح مصر والمصريين للخطر ، ولو خسرنا دوائر انتمائنا الاصيلة ، وضحينا برصيدنا القومي الذي صنعه جمال عبد الناصر، برؤية ثاقبة ووعي ناضج ، فيما هم يضيعونه باستهتار وصبيانة وعدم تقدير للامور.
ان مكانة ودور مصر فعلا وليس قولا ، يعبر عنه في مسئولية وقيادة وتضحيات ومجال حيوي ونفوذ ممتد وتأثيرات وانجازات ، وما يحدث ليس ابدا من افعال الكبار، وانما عار سيظل يلاحقنا لسنوات طويلة ويجعل منا اضحوكة في نظر الشعوب الاخرى عربا وعجما.
*كاتب صحفي مصري

بمناسبة مبادرة اطلاق "قناة صدام" مبايعة الوفاء لرفد الشهداء


بقلم المحامي احمد النجداوي
 
مع ارتفاع تكبيرات حجيج المؤمنين والضارعين على سفوح عرفات امة الاسلام، وعلى وقع قذائف واطلاقات رجال المقاومة الابطال هناك في بطاح ارض الرافدين تعصف بجنود الغزو الاحتلالي الامريكي واعوانه وعملائه، وعلى صدى صوت شيخ شهداء الامة القائد والفارس يأتي لاطلاق قناة فضائية تحمل الى اسماع العالم اسم ذلك القائد الخالد الرئيس صدام حسين في ذكرى اغتياله تعبيراً ووفاءً واصراراً على المبايعة الابدية للنهج الذي آمن به في حمل راية المشروع القومي النهضوي فقاد حتى الشهادة حقبة زاهرة من نضال الامة... تصدٍ وصمود واصرار بطولي في وجه اعدائها فبات رمزاً للحاضر والقادم ومنارة لاجيالها في رفض الركوع والخنوع مهما تكالبت البربرية الامريكو صفوية صهيونية.
 
·   " قناة صدام " التي تنطلق اليوم هي الصدى الفاعل والترديد الدائم لصوت فارس الامة تشحذ عزيمة المؤمنين بالنهج العظيم الذي ناضل من اجله وعزائم فرسان المقاومة في مسيرتهم للتحرير والحرية والوحدة والعزة والقومية في فلسطين من البحر الى النهر وفي العراق الواحد الموحد من حدود زاخو حتى جنوب البصرة ومن المحيط الاطلسي حتى ما بعد شرق الخليج العربي.
 
·   " قناة صدام " التي تطلق اليوم هي صوت المناضلين الشرفاء الذين بايعوا رمز شهداء الامة على الحق لبعث امجاد الامة ... صوت الحق والحقيقة الابدية... صوت المظلومين بمواجهة الطغاة والمزورين والملفقين من عملاء الاجنبي المتآمرين على الوطن والامة وفي معاناتهم وحراكهم المتواصل للتصدي للارهاب والقمع حتى النصر بلوغ ويخسأ الخاسئون؛
 
فهي ليست مجرد قناة فضائية عادية تنضم الى ذلك الكم الكبير من القنوات التي تستحدثها وتقوم عليها وتمولها جهات في معظمها مشبوهة توضع في خدمة الاهداف المختلطة لتضليل المستمعين والمشاهدين في الغث من كلام اللقاءات والتعليقات الموجهة في هذه الحقب من الزمن الرديء، فقناة صدام العتيدة الى جانب كل ذلك انما تنطلق لتكون السياط الذي يدمي الاجساد والضمائر التي مات فيها الاحساس منذ زمن بعيد بالانتماء الى حقائق الامة العربية مستبدلين كل ذلك بالارتماء في احضان طواغيت القوى الدولية الصهيونية الصفوية وما تفرزه من منظمات التآمر وادوات التجسس والحروب بالوكالة ولا يظن أي من أولئك ان يوم حسابهم على ايدي ابطال المقاومة الشريفة في العراق وفلسطين وغيرها جزاء ما لفقوه وما يلفقونه من اباطيل وجرائم سيكون بعيداً فالعاقبة للمتقين المؤمنين.
·   انطلاقة هذه " القناة " اذاً انما جاءت لتكون الصوت المجلجل في هذه الذكرى العظيمة لاعلاء وصية القائد الخالد وهو ينطق بالشهادتين غير واجل مواجهاً الباريء عز وعلا من على خشبة الخيانة والحقد الاسود التي نصبها له اعوان المحتل من الشعوبيين الصفويين مثلما ستبقى المحفز الجهادي للشرفاء من ابناء الرافدين للاقتصاص من احفاد ابن العلقمي والانتصار للاعراض التي انتهكت وشلالات الدماء الغزيره التي سفحت ولا زالت تسفح ظلماً على ايدي البغاة الاشرار.


الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية تصدر بيانا لمناسبة الذكرى الثالثة لاغتيال شهيد الحج الأكبر القائد صدام حسين



بسم الله الرحمن الرحيم

)وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ)    صدق الله العظيم 
يا جماهير شعبنا العراقي الأبي
يا جماهير امتنا العربية والإسلامية المجيدة
أيها الأحرار في كل مكان
صبيحة الأضحى المبارك قبل ثلاث سنوات ، أضاف القائد صدام حسين ، مجدا إلى مجده ، ورفعة  إلى رفعته ، وعزا إلى عزه ، فكان والله هو المجد والرفعة بكل عناوينها المجيدة ، عندما وقف شامخا مهابا ، جسورا يستقبل صفحة الخلود التي كانت موعده مع ابتهالات الحجيج وأذان الأضحى المبارك وتكبيراته ، لم تغمض له عين ، ولم يهتز له طرف .
نعم هو ذا صدام حسين ، الذي تشهد الجموع صولاته ، وفروسيته ، وتقترن المبدئية ، بسلوكه وطويته ، وسيرته المجيدة مثلما يقترن فكره بإيمانه العالي بانتصار العراق والعروبة والإسلام على من يبتغي العداء لهم ، ويضمر الشر ويحاول إن يتمدد أو يسفر بأطماعه على حسابهم .
لقد استقبل القائد الفذ الهمام صدام حسين رحمه الله ، الموت الذي أضمره الأعداء بكل تلاوينهم وتوجهاتهم وجنسياتهم ، بعنفوان المجاهد والمناضل ، فكتب صفحة مشرقة في تاريخ العراق والأمة ، تتذكرها الأجيال تلو الأجيال ، وتنهل منها الدروس والقيم والصلابة والشجاعة والتضحية من اجل المبدأ والوطن والشعب ، وإعلاء كلمة الله اكبر.
أيها المجاهدون الاشاوس من ابناء شعبنا الابي ..
يا أصحاب الرايات العالية في معارك العز والجهاد ضد المحتلين والغزاة .
إن صفحة البطولة المشرقة التي اختطها القائد صدام حسين ، تضاف إلى صفحاته وسيرته الوضاءة ، هي عنوان لسفر المجد ، الذي ينهل المقاومون الأفذاذ منه ، في مواجهتهم الشجاعة ضد جيوش الغزو والاحتلال ، لم ولن ترهبهم كل أساليب الخسة والغدر التي يمارسها ضدهم الغزاة الأميركيين وأذنابهم العملاء ومليشياتهم القذرة ، وجار السوء بريحه الصفراء الشعوبية  بكل أحقاده وأطماعه الشريرة .
إن ضربات المقاومة ، وعملياتها الشجاعة التي أخرجت اكثر من ثلث جيش الاحتلال الأميركي من ساحة المعركة ، لقنت الغزاة الدرس الذي كانوا بحاجة إليه ، لكي يعيدوا حساباتهم من جديد .. وإننا على ثقة ، بان المقبلات من الأيام ، وما ستحفل به من بطولات فذة ، وعمليات شجاعة ، من قبل المقاومين الأبطال ، سترغم العدو الغازي ، على الإقرار بحقوق العراق الثابتة ، والتسليم بمطالبه المشروعة والمعبر عنها في وثائق وبرامج المقاومة العراقية الباسلة .
المجد والخلود للقائد الفذ صدام حسين في ذكرى ملحمة استشهاده .
تحية لرفاقه الشهداء بكل عناوينهم من مقاتلين في أجهزة الدولة الوطنية والقوات المسلحة ، والمقاومة الباسلة .
عاش العراق .
عاشت الأمة العربية .
والله اكبر .
وليخسأ الخاسئون
المكتب الإعلامي
في الجبهة  الوطنية والقومية والإسلامية 
                                                              26  /11/2009



نداء إلى الجمعيات والهيئات الحقوقية داخل البلاد وخارجها



حــرية و إنـصاف
منظمة حقوقية مستقلة
********************
تونس في 05 ذو الحجة 1430 الموافق ل 23 نوفمبر 2009

بريـــــــــــد المظـــــــــــالم
نداء إلى الجمعيات والهيئات الحقوقية داخل البلاد وخارجها
نحن الممضون أسفله أولياء الشبان بديل الجازي والصحبي الحوّات وإلياس سلاّم الذين اعتقلوا يوم 28/09/2009، بتهمة "عقد اجتماعات غير مرخص فيها" في القضية عدد 17766 التى نشرت بالمحكمة الإبتدائية بتونس العاصمة، وتم إطلاق سراحهم يوم 10.09.2009 بعد أن حكمت عليهم المحكمة بثلاثة أشهر سجنا مع تأجيل التنفيذ، نحيطكم علما بأننا قد استأنفنا الحكم الابتدائي لأننا نعتبره إدانة لثلاثة شبان فيهم المريض عصبيا وفيهم المعاق ذهنيا ولم يرتكبوا أي جريمة في حق أي طرف ، وقد عينت لهم هيئة المحكمة جلسة ليوم 26.11.2009 بمحكمة الاستئناف بتونس العاصمة ، لذلك نرجو من جميع الجمعيات الحقوقية أن تتدخل لإيقاف المهزلة كي لا يظلم شباب هم في أمس الحاجة إلى الرعاية والأمان، ولمن أراد التأكد مما نقوله ها نحن نمدكم بالوثائق الجديدة التى يؤكد الأطباء المختصون فيها على الإعاقة الذهنية التى يشكو منها هؤلاء الشبان ولكم جزيل الشكر على مساندتنا ودعمنا .
مولدية بالكحلة والدة الصحبي الحوّات : رقم بطاقة التعريف : 01780683
سعيد الجازي والد بديل الجازي : رقم بطاقة التعريف : 01611374
حليمة العرافة والدة إلياس سلاّم – رقم بطاقة التعريف : 05130413
منظمة حرية وإنصاف



أخبار الحريات في تونس


حــرية و إنـصاف
منظمة حقوقية مستقلة

تونس في 07 ذو الحجة 1430 الموافق ل 25 نوفمبر 2009


1)    الطالب اسكندر بوجَدْعة مفقود حتى إشعار آخر:
ذكرت عائلة الشاب اسكندر بوجدعة (طالب سنة ثانية إعلامية بقابس، أصيل منطقة العَمْرة بجهة سيدي مخلوف من ولاية مدنين) أن ابنها مفقود منذ يوم الخميس 19 نوفمبر 2009، وأنها لا تعلم عنه شيئا سوى أنه تم اعتقاله بمدينة قابس واقتياده إلى جهة مجهولة.
2)    منع الناشط الحقوقي والإعلامي زهير مخلوف من الزيارة:
منعت إدارة سجن المرناقية صباح اليوم الأربعاء 25 نوفمبر 2009 عائلة الناشط الحقوقي والإعلامي زهير مخلوف المعتقل حاليا بالسجن المذكور من الزيارة بتعلة أنه يرفض مقابلة أهله، وأصبحت عائلته تخشى على حياته وتحمل المسؤولية كاملة للسلطة في صورة تعريضه لأي مكروه. 
3)    منع الصحفي توفيق بن بريك من الزيارة:
منعت إدارة سجن المرناقية صباح اليوم الأربعاء 25 نوفمبر 2009 عائلة الصحفي توفيق بن بريك المعتقل بالسجن المذكور من زيارته، متحججة برفضه لمقابلة أهله، في خرق واضح لقانون السجون الذي يضمن للسجين حقه في الزيارة.
4)    محاصرة منزل الأستاذ محمد عبو:
يخضع منزل المحامي الأستاذ محمد عبو منذ أيام للمحاصرة من قبل عناصر من البوليس السياسي الذين يعمدون إلى التثبت من الزائرين.
عن المكتب التنفيذي للمنظمة
الرئيس
الأستاذ محمد النوري


هيفاءوهبي تقصف الجمهور الجزائري



بقلم : نضال حمد*
إن الذي حدث ويحدث بين مصر والجزائر حكومة بمواجهة حكومة ، جمهور ضد جمهور واعلام ضد اعلام يدعونا للغضب والاشتعال وللوقوف ضد المتآمرين من داخل الداخل العربي على العروبة ووحدة العرب ومصير أمة العرب. فالمدى الذي وصلت اليه الخلافات بين  مصر والجزائر بعد الموقعة الكروية في ام درمان السودانية، أساء للعرب وللأمة العربية.واظهر بوضوح أننا أمة يجب أن تفكر بمستقبلها وحاضرها وأن لا تبقى عاجزة ومرتهنة لأعدائها الداخليين والخارجيين.
في هذا الوقت بالذات حيث المجرمة "تسيفي ليفني" وزيرة الخاريجة الصهيونية السابقة تتجول في شوارع ومدن المغرب ، وبيريس يلقي المواعظ في قطر ومصر ، وصهاينة آخرون يجولون في بلدان عربية عديدة .. في هذا الوقت أمة العرب بحاجة لاعادة احياء لغة العقل والثورة في شباب هذه الأمة. إذ لا يجوز أن يبقى شباب العرب رهائن لانظمة مهترئة ، مرتهنة وفاسدة ومتسلطة وظالمة ومستسلمة ، وكذلك لاعلاميين متصهينين ، متفرعنين وفرانكفونيين ، معادون للعروبة والعرب.
 إن مستوى الوعي والانتماء القومي لدى جمهور كرة القدم في كل من مصر والجزائر يدعونا الى البكاء والنحيب واللطم على حال هذه الأمة المقسمة ، المفتتة ، المنهارة ، المهزومة والمكلومة. أمة تتحكم بمصيرها وبتحريك مشاعر جمهورها مجموعة من أعداء العروبة والوحدة ، من الذين ينسبون أنفسهم للفرانكفونية في الجزائر وللفرعونية في مصر.. هؤلاء هم أعداء البلدين بعد الكيان الصهيوني والتخلف والفرقة والإنقسام. فهل يستطيع أي كان أن ينفي دور الشعب المصري العظيم في دعم واسناد ثورة المليون ونصف المليون شهيد؟ وهل يستطيع أي كان ان يلغي دور الجزائر الرئيسي والأساسي في دعم مصر عبر وضعها لدى السوفيت شيك مفتوح مقابل ارسال الدبابات والعتاد الحربي للجيش المصري اثناء حرب اكتوبر 1973 . التي ارادها الشعب حرب تحرير لكن النظام ارادها حرب تحريك فتسوية فانهزام واستسلام فيما بعد.
 تنشط منذ مدة في مصر منذ توقيع معاهدة كمب ديفيد مجموعات معادية للعروبة، تريد سلخ مصر عن واقعها العربي وربطها بالغرب. خاصة أن النظام الحالي الذي ورث عن السادات معاهدة كمب ديفيد وحافظ عليها وحماها وصانها من غضب الشعب والأمة. فكمب ديفيد  كبلت مصر وجعلتها رهينة لأموال الولايات المتحدة الأمريكية والعلاقات مع الصهاينة.وقد برهن النظام الحاكم في مصر الذي لا يخفي تنسيقه الأمني مع الصهاينة على حدود مصر مع فلسطين المحتلة وفي معبر رفح على أنه شرطي مطيع للولايات المتحدة الأمريكية واوروبا الغربية والصهاينة. فهو النظام  الذي يحاصر غزة ويمنع دخول المساعدات الى القطاع وهو الذي يبتزأهل غزة بالدواء والماء والغذاء واللباس والكهرباء والطاقة وكل مقومات الحياة. كأنه احتلال آخر أسوأ من الأحتلال الصهيوني الذي يمارس نفس البشاعة على الجهة الأخرى من حدود غزة مع فلسطين المحتلة سنة 1948 . فليتذكر القارئ الكريم أعداد الفلسطينيين الذين يموتون على معبر رفح ، حيث لا توجد سيادة حقيقية ولا كرامة مصرية، فكل هذه الأشياء مداسة ببساطير جنود الاحتلال الصهيوني.
بينما يقف النظام موقف بطل مسرحية عادل امام "شاهد ماشافش حاجه" من خروقات الصهاينة واعتداءاتهم على سيادة وكرامة مصر ، نجده يتفرعن على معبر رفح في معاملته مع الفلسطيني . حيث تبدأ رحلة الاذلال والاهانات والشتائم بحذف بطاقات الهويات وجوازات السفر و الأرواق الثبوتية ، وكلمة  " ما ينفعش ".. ، ثم ترك الناس تحت أشعة الشمس الحارقة أو في البرد الشديد ، في العراء دون غطاء ودون ما يرد عنهم المطر والشتاء. وتشليح المسافرين من غزة الى مصر اموالهم ، والبلطجة وطلب الرشوى علناً ، سواء من قبل الجنود والحراس وافراد الشرطة أم من الضباط المناط بهم الحفاظ على أمن مصر وصيانة وحماية كرامة المواطن المصري والعربي...  كيف سيحمي لص أو جائع او فاسد كرامة أكبر بلد عربي ؟
المرضى يا ست هيفاء وهبي يموتون على معبر جمهورك في رفح ، ويدفنون بسرعة عملاً باكرام الميت دفنه، ولو استطاع لصوص معبر رفح من الجانب المصري لدفنوا كل فلسطيني يأتي اليهم من غزة. إن القصص والحكايات التي يرويها أهل غزة عن المعاملة المصرية على المعابر وفي المطارات شيء فظيع.  مثل تصريحاتك التي هاجمتِ فيها الجمهور الجزائري وانحزت للجمهور المصري ، بدلاً من أن تعلني بصوتك المسموع عند قطعان كثيرة من شباب الجمهورين، أنهم عربا و عليهم أن يخجلوا مما يفعلون ، بدلاً من ذلك صببت يا هيفاء زيتك على النار المشتعلة، حين انحزت لمصر ضد الجزائر، وتفوهت بكلمات معيبة بحق الشعب الجزائري ، مثل : "لن أهتم بالغناء في الجزائر بعد تلك الأحداث .. فالفن يحتاج للحب الذي لم أجده في هذه المباراة" .. و كذلك : "ماذا سأفقد من عدم الغناء في الجزائر، سأفقد ساقي أو يدي؟! .. لا أهتم بالذهاب لجمهور لن يتقبل الفن". وأوضحت هيفاء التي كانت تدلي بدلوها لقناة النيل الرياضية أن "ما حدث في المباراة يسيئ للجميع وأرفضه كفنانة ولبنانية تعشق مصر وتقدرها".وأكدت أنها "مستاءه للغاية بسبب وجود هذا الحقد من بعض ممن يوضع اسمهم ضمن شعوب العرب".واستدركت هيفاء "وبالرغم من استيائي مما حدث إلا أني سعيدة لكشف حقيقتهم السيئة أمام الجميع".
هل تعلم عزيزي القارئ لماذا يعيش العربي اليوم في زمن أنظمة الردة ؟
لأنه يوجد بين أمة الضاد من يسيل لعابه لمجرد رؤية فنانات آخر زمن وهن يهزن الخصر و يبرزن الصدور و يستبلدن المقدمات بالمؤخرات ، ويخففن من الثياب مما يجعل اجسادهن شغل المستمع وليس اصواتهن. كما أنهن يقدمن غناءا مبتذلاً لا يمت للشرق العربي بصلة.   غناء دمر الأذواق العربية ، تماما كما الاداء السياسي للحكام العرب الذين دمروا القضية العربية ومزقوا وحدة هذه الأمة وجعلوها من أكثر شعوب العالم تخلفاً وفرقة. إن الوحدة العربية الحقيقية هذه الأيام موجودة فقط في وحدة الغناء العربي الفاسد مع الأنظمة العربية الفاسدة.
كل من يتهم الشعب الجزائري بعروبته ( مثل هيفا) يفعل تماماً كما تفعل الجماعات التي تدير الاعلام في مصر والأخرى التي تسرق مقومات شعب مصر وتمثيله القومي والوطني. جماعات الكمبديفيدية والفرعونية ، تلك التي لا تخفي تنكرها لعروبة مصر. مصر العظيمة التي قادت معارك العرب والأمة والوحدة بقيادة زعيمها الخالد جمال عبد الناصر. الجماعة المصرية التي تهاجم الجزائر والجزائريين هي نفسها التي هاجمت وتهاجم جمال عبد الناصر وحسن نصرالله والمقاومة العربية في فلسطين ولبنان والعراق.
أخيراً لا يسع المرء إلا التأكيد على أن الانسان العربي المنتمي لعروبته ووحدة هذه الأمة  يتمزق حزناً وأسى وأسف عندما يرى أن هناك اصطفاف من قبل بعض الفنانين والمثقفين الى جانب الجماعات التي تصب الزيت على نار الخلافات بين مصر والجزائر. فدور الفنان توجيهي ،بالمعنى الايجابي لا السلبي. وهكذا ايضا يفترض ان يكون دور المثقف والاعلامي والسياسي. وقبل هؤلاء جميعاً دور الرئيس وأركان حكمه في اي بلد كان.
* مدير موقع الصفصاف
www.safsaf.org