الأربعاء، 25 نوفمبر 2009

مع تواضع الحركة السياسية والمقاومة الأحوازية


هل تميل موازين القوى بين الأحوازيين والإحتلال لصالحنا؟
ليس طرحا طوباويا وليس إعلانا غير موضوعيا وليس غرورا نضاليا ومكابرة ثورية، كما هي ليست من اجل رفع معنويات شعبنا ومناضلينا، عند ما نتحدث عن ما يمتلك الأحوازيين من نقاط قوة في نضالهم مع قوى الإحتلال الإيراني، بل وهي حقيقة أيضا ان المحتل يبقى هو الأضعف دائما ونبقى نحن الأقوى، ولو بدرجات مختلفة في المراحل والأزمنة المختلفة، لكن اليوم، و في هذه المرحلة بالذات، فمن المؤكد إن قوة نضالنا أصبحت مضاعفة وبحسابات بسيطة هي الأقوى في الصراع مع المحتل وستكون أقوى مما هي عليه في المستقبل نظرا لما يدور من حولنا وحول إيران وداخلها من متغيرات.
صحيح ان النظام الإيراني يمتلك من مقومات القوة ما يكفيه للقمع والضرر بنا، لكن مع كل ما يمتلك العدو من جبروت وآليات قمعية وبطش وبكل ما يقوم به من اعدامات واستيطان، ومع كل تواضع إمكانياتنا الإعلامية والمالية واللوجستية ومع تواضع مساندة الشارع الأحوازي لقواه الوطنية المناضلة في صراعها مع العدو ومع عدم امتلاك الشارع الأحوازي مجتمعه المدني القوي الذي يسند نضاله بالإعتصامات والنضال ألصنفي والاجتماعي وفي التمويل والمناصرة العملية وتأمين حاجات النضال الجانبية، مع كل ذلك تبقى الكفة تميل لصالحنا ولصالح قضيتنا  دائما وفي هذه المرحلة خصوصا ونشير لبعض النقاط الرئيسية التي نستند عليها في هذا المقال المتواضع:
·        أولا، الأحوازيين شعب يناضل من اجل حقوقه وهو صاحب حق يطالب به خلافا للعدو المحتل الذي يريد ان يرسخ واقعا جديدا بالقوة وهو باطلا، وهذا يعطي القوة لنضالنا وسيدفع بقواه الوطنية للمشاركة في النضال أكثر في المستقبل وكل ما اشتدت واحتدمت المواجهة، حيث ان نضالنا لإعادة الحقوق يرفع من مستوى تحمل شعبنا لتكلفة النضال بشريا وماليا وهذا ما نشاهده الآن حيث تقبل معظم أبناء شعبنا للنضال من جهة، وبدأ مساندة ابناء الأمة العربية لقضيتنا ومشاركتهم المؤثرة في كثير من المجالات وخصوصا مساندتهم الإعلامية من جهة اخرى خير دليل على ما نقول، كما وهناك مازالت معظم الميادين الدولية لم تفتح للأحوازيين وعلينا هناك الكثير ان نفعله لطرح قضيتنا بنجاح اكبر مستقبلا، أما المحتل الفارسي في المقابل، ضعيف في هذه الحلقة من الصراع بالذات مقابل ما نمتلك من أوراق، حيث انه على باطل ومحتل، ويحتاج الكثير من العمل والطاقات الإعلامية والبشرية والمادية والقمع، ليتمكن ان يقابل هذه القوة الوجدانية التي تحملها ضمائر وصدور ابناء شعبنا لمواجهته،
·        في صراعنا مع العدو في المرحلة الفعلية، لا تحتاج قوانا الأحوازية لأكثر من عدة خلايا مخلصة ،فاعلة وقوية ومؤمنة في هذه المرحلة بالإضافة الى نضالنا السياسي والجماهيري المستمر والقائم على الساحتين العربية والدولية ولو مازال متواضعا، في المقابل، هذه القوة المحدودة وهذا النشاط الأحوازي المتواضع كلف ويكلف العدو بشكل مستمر وخصوصا بعد انتفاضة نيسان 2005 المباركة وحتى هذا اليوم، كلف النظام الحضور العسكري الدائم واضطراره على استقدام عشرات الآلاف من قوى قمعه من محافظاته المركزية لمواجهة الشعب الأحوازي. في هذا الخصوص من الضروري ان نعرف ان النظام غير قادر ان يأتي بقواه العسكرية من مناطق الشعوب الثائرة عموما ولسببين، الأول ان النظام بحاجة لقوة هناك أيضا لمواجهة الاضطرابات والتحركات السياسية هناك، ومن جهة اخرى ان النظام لا يثق بأبناء الشعوب المقهورة مثل الأكراد والآذربيجانيين وغيرهم لينقلهم إلى الأحواز وهذا خصوصا يشمل المجندين.  
·        ان لقوانا الأحوازية طرق كثيرة ومتنوعة للمواجهة، ولمقاومتنا أهداف عسكرية واقتصادية وإستراتيجية كبيرة وصغيرة كثيرة، نتمكن الوصول إليها حتى في حالة ضعفنا، منها مؤسسات استيطانية وطرق ومصانع ومراكز إنتاج كهرباء وجسور وموانئ ومراكز توزيع ومراكز مصادرة الأراضي ومصادر إنتاج وسدود ومراكز تجمع آليات وإمداد وسكك حديد و... كما وهناك مراكز قمعه العسكرية والأهداف الإستراتيجية في كافة المجالات من مراكز انتقال المنتجات النفطية ومراكز تكريرها ومراكز توزيع ونقل الغاز وتصديره ومراكز إنتاج الكهرباء و السدود و مراكز تجمع آليات ومراكز والموانئ وسكك الحديد وطرق الإمدادات و مراكز تقوية الاستيطان مثل المعامل والمصانع التي منحت للمستوطنين غير العرب بمساعدات حكومية  لتضعيف لمواجهة القوة الأحوازية وهذا بالإضافة الى الآلاف من عناصر إجرامه من ضباط امن وقمع وقضاة إجرام و مسئولي تشريد وتهجير،
كل هذه الأهداف تعتبر نقاط ضعف النظام مقابل قوة محدودة العدد للأحوازيين متنقلة ويحتضنها الشارع ويؤمن لها التحرك المؤثر. في هذه المعادلة، عدة خلايا من المخلصين،المؤمنين، تضطر العدو ان يبقى في حالة تأهب وفي حرب استنزاف مستمرة، يزج بعشرات الآلاف من مجرميه في الشوارع والأحياء دائما و النتيجة بين هذا وذاك هو ان النظام يستقدم قوات إضافية ويستنزف أموال طائلة، وينشغل بكل طاقاته لمنع انتشار الفوضى وتوسع الثورة. أيضا يمكن الإشارة الى نقطة مهمة وهي ان في أي مواجهة تتم وبعد كل مواجهات سياسية كانت ام عسكرية، التأييد للمقاومة  وللنضال التحرري يزداد والتأييد للنظام يضعف ينحصر في عدة أفراد من صاحبي المصالح في بقائه،
·        في المواجهة بيننا وبين النظام، كل ما اشتدت المواجهة، يخرج العدو أكثر من قشره الإسلامي والإنساني ليظهر على حقيقته وحقيقة إجرامه وبهذا يفقد شعبيته يوم بعد يوم في الداخل ويفقد مشروعيته على الساحة الدولية، في الحال ان اشتداد المواجهة سيعطي القوى السياسية الأحوازية مكانة وعزة في الوطن وخارجه حيث تصطف الى جانب الأحوازيين كثير من القوى العربية الشعبية ومن الجهات صاحبة المصلحة في انتصار الأحوازيين بتضعيف إيران ان لا نقول صاحبة المصلحة في انتصار الأحوازيين، وهذا ما سيغير الموازنة لصالحنا في الشارع الأحوازي وعلى الساحة الدولية أكثر وأكثر،
·        عامل الوقت في المواجهة بيننا وبين العدو دائما سيكون أيضا لصالحنا، حيث مع معرفتنا لمحاولة العدو القضاء على نشاطنا في أسرع وقت ممكن من اجل ان لا يتسبب ذلك لتحرك الشارع من جهة ولتململ قواه بسبب السهر والمراقبة الدائمة والخدمة المستمرة والخوف والارتباك النفسي من جهة اخرى، حيث في مقاومتنا واستمرارها فشل للعدو وانكسار لقواه وفي نسف الوقت رفع معنويات لشعبنا، أما قمع النظام لأبنائنا فسيخلق ردة فعل للشارع لصالح الثورة الأحوازية. وأثبتت الأحداث الماضية ان كل ما قام النظام بإعدامات وقمع أكثر كل ما تسبب لتوسع المناصرة للقضية في الشارع الأحوازي وخارجه.
·        نحن الأحوازيين ليس لدينا هم أهم من إعادة حقوقنا من المحتل الفارسي، وبإمكاننا ان نناضل سياسيا وميدانيا بكل ما نمتلك من قوة مهما كانت ضئيلة قوتنا،  وهذا ما يخلق عدم استقرار دائم للنظام، خاصة وان النظام في وضعه الفعلي يواجه يوميا نكسة على الساحات الداخلية والإقليمية والدولية، حيث عليه ان يعمل في الساحة الدولية لعلاقاته وعلى الساحة الداخلية لضمان الأمن والاستقرار ويحتاج لعمل الكثير لإرضاء الناس وتأمين الخدمات وضمان الأمن والتخطيط وتنظيم الاقتصاد بما في ذلك الصادرات وتأمين الضروريات المستوردة، كما وعليه ان يصنع ويطور قدراته الإقتصادية والعسكرية وان يبني مدارس وأن يفتح جامعات جديدة وان يعاجل مشاكل المحافظات في أكثر من 30 منهن وأن يعالج مشكلة القوميات غير الفارسية والأقليات المذهبية وعليه ان يهيئ لانتخابات وان يواجه مشاكلها التي أصبحت مشكلة كبيرة وان يعالج مشاكله الداخلية مع أجنحته الثائرة عليه وأن يعالج مشاكله مع المجتمع الدولي ومع دول الجوار، كما وهناك حقوق الإنسان والحريات العامة وحرية الإعلام وحقوق العمال والطلاب والأصناف والمرأة، كما عليه ان يواجه معارضة علماء الدين والشركاء في الحكم و..... وهذا كله يحتاج لإستقرار يفقده النظام في أي مواجهة تتم.
·        ميدان العمل السياسي في الأحواز واسع نظرا لكثرة المدن و  وجود الملايين من الأحوازيين وإمكان التحرك الواسع جغرافيا من باب السلام الى شط العرب، هذا ما يضعف سيطرة الدولة و قوى الأمن على الوضع ويقلل من فرصها في النجاح لإيقاف النشاط القومي والعمل السياسي والمقاوم والجماهيري،  بمعنى آخر، ان المناطق التي تتحرك فيها القوى الأحوازية بمجملها هي مناطق تخضع لحراك وطني احوازي وفيها القليل من المستوطنين، هذا بالإضافة الى إمكان تحرك الأحوازيين في خارج حدود الأحواز الجغرافية في العمق الإيراني وإغلاق طرق المواصلات البرية وسككك الحديد في كثير من مفاصل الطرق العامة التي تربط بين الأحواز ومركز إيران،
·        الأحوازيين لديهم على الحدود مناصرة عربية قوية من الشعب العربي في العراق والخليج، حيث يمكن لهذه المناصرة ان تتفاعل وتتحرك إذا تمكن الأحوازيين من إبراز قوتهم وجدارتهم في النضال، خاصة وان النظام زرع عداء شديد لنفسه في الجوار العراقي والكويتي والسعودي بسبب تدخلاته الدموية في كثير من الدول العربية وخصوصا في العراق والمملكة واليمن والكويت و الدول المجاورة عموما.
·       العمق الإيراني في الأحواز، هو نقطة قوة للنضال الأحوازي مثل ما هو نقطة ضعف للنظام مقابل الأحوازيين، حيث تعطيل أو شل تنقل هذه المنتجات سيكون له الأثر الكبير على شل حركة جيوشه وتنقلها وعلى إنتاج سلاحه وتسيير سلطته.من جانب سيكون هناك تأثيرا كبيرا للنشاط الأحوازي السياسي والمقاوم على حركة التصدير والإستيراد، خصوصا على القطاعين المهمين وهما قطاع المواني وإمكان شلها والنقل المرتبط بها من سكك عامة وسكك حديد، وأيضا قطاع التصدير النشط في الأحواز والذي يضم في معظمة قوى المستوطنين والمستثمرين الفرس الذين أتوا بعمالة وتوظيف غير عربي لإدارة أعمالهم تطبيقا لسياسة التغييرات الديموغرافية التي بدأ النظام بتنفيذها منذ فترة. أيضا يمكن الإشارة إلى وجود كثير من الاستثمارات الاستيطانية والمرتبطة بالمستوطنين وبالحرس الثوري مثل مراكز إنتاج الأسماك واللحوم والطيور ومصانع إنتاج مصالح البناء لتوسيع الاستيطان وغيرها وسهولة إيقاف عمل هذه المؤسسات بنشاط ثانوي من الأحوازيين لا يحتاج حتى لاستخدام أسلحة لشله وإيقافه والتسبب لعودة مالكيه لأوطانهم.
·        موضوع التنوع العرقي في إيران يعتبر أهم مكامن قوة الأحوازيين، وهو في نفس الوقت أهم مكامن الضعف للنظام، حيث بسياسته القمعية لنا ولغيرنا من القوميين وفي حالة تنسيق جيد في نضال الشعوب، سيهزم النظام في هذه الجبهات المختلفة جغرافيا وسيهزم في عاصمته أيضا، حيث معظم قواه القمعية يغذيها ابناء القوميات غير الفارسية المجبرين على التحاق بقواه بسبب البطالة والحرمان والفقر والخدمة الإجبارية.
·        هناك ورقة التسنن وحساسية النظام الإيراني وعداءه للإسلام غير ألصفوي أيضا ورقة مهمة حيث حرمان السنة من حقوقهم  لو استثمرت جيدا ستفتح أبواب جهنم ضد النظام، خاصة وهذه الورقة فعلا فعالة ورابحة في العالمين العربي والإسلامي وخصوصا في دول الخليج وعلى وجه التحديد في المملكة العربية السعودية المستهدفة من المذهب ألصفوي المعروف بعدائه لها حيث اعدام السنة " الوهابيين" أصبح أمرا رايجا في بلوشستان والأحواز.
·        وهناك قائمة طويلة من الخسائر التي يتحملها النظام في المواجهة مع الأحوازيين حيث يمكن ان ننهي هذا المقال المتواضع بأهم ما يمكن ان يخسره النظام وهو هروب المستثمرين الإيرانيين من الأحواز، هبوط الاستثمارات الدولية في المجالات الحيوية الخاصة بالغاز والنفط وبشركات الخدمات المرتبطة بهاتين الصناعتين المهمتين للنظام، وعودة معظم الجموع غير العربية التي أتى بها النظام من اجل إيجاد تغييرات ديموغرافية بعد مشاهدة عدم تمكنها من الحصول على استقرار يضمن نجاح نشاطها الإقتصادي.
محمود الخفاجي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق