الثلاثاء، 26 يناير 2010

اللجنة التونسية لحماية الصحافيين تقر اضراب عن الطعام


نظرا لتواصل إعتقال الزميليْن توفيق بن بريك وزهير مخلوف بشكل تعسّفي، واعتبارا لاستمرار حملة المضايقات والترهيب التي يتعرض لها الصحافيون المستقلون في تونس، وبناء على رغبة عديد الصحافيين من عدد من البلدان العربية والغربية في الإستجابة لندائنا بخوض إضراب عن الطعام لمساندة الزميليْن، فإن اللجنة تعلم أنّ الزملاء في عدد من بلدان العالم قرروا  تنفيذ هذا التحرّك (إضراب جوع بيوم واحد) يوم الجمعة 29 جانفي 2010 .
واللجنة إذ تحيّى الزملاء الصحافيين عبر العالم على هذه البادرة، فإنها تضع على ذمة الراغبين في الإلتحاق بالإضراب البريد الإلكتروني التالي :

 لإعلان مشاركتكم في الإضراب الرجاء الاتصال على:

journalistprotect@gmail.com
*اللجنة التونسية لحماية الصحافيين

جنوب افريقيا تعتقل مدير 'اسلام تشانال' التلفزيونية البريطانية وتونس تطالب به



لندن ـ 'القدس العربي': 
اعتقلت السلطات الامنية في جنوب افريقيا مدير قناة تلفزيونية اسلامية شهيرة في لندن ويواجه امكانية ترحيله الى بلده الاصلي تونس التي تربطها علاقات تسليم مطلوبين وذلك على خلفية نشاطات مدير القناة التلفزيونية المعارضة للنظام الحاكم اثناء وجوده في بلده. وكان محمد احمد علي الحراث الذي يدير قناة 'اسلام تشانال' الشعبية والتي يشاهدها غالبية من المسلمين البريطانيين في رحلة عمل لجنوب افريقيا حيث قامت السلطات الامنية بفحص اوراقه واحتجازه، فيما انهار بسبب مرض القلب الذي يعاني منه ونقل الى مركز للعناية الصحية بمدينة بريتوريا.
ووضعت تونس اسم الحراث على قائمة الملاحقين من قبل الشرطة الدولية 'انتربول' وقضت محكمة تونسية غيابيا بالحكم عليه لمدة 56 عاما بسبب ما قالت انها نشاطات ارهابية ضد النظام، فيما يؤكد الحراث انه انشأ مع آخرين اثناء وجوده في بلاده تنظيما سياسيا 'الجبهة الاسلامية التونسية' لمعارضة نظام الحزب الواحد الذي يحكم تونس.
ويقول مسؤولون في القناة ان اعتقال الحراث جاء بسبب الاجراءات الامنية المشددة التي تقوم بها سلطات جنوب افريقيا من اجل التحضير لمباريات مونديال 2010. وتقول السلطات التونسية انه، اي الحراث، على قائمة المطلوبين الدوليين 'اللون الاحمر' اي يطلب تسليمه بشكل عاجل ومنذ عام 1992 ولكنه حصل على اللجوء في بريطانيا منذ عام 1995. وكان محمد علي قد وصل مطار اوليفر ثامبو في جوهانسبيرغ في رحلة عمل والقي القبض عليه بعد فحص اوراقه ويواجه خيارين اما العودة الى بريطانيا او ترحيله لتونس. لكن طلبا عاجلا تقدمت به القناة بالنيابة عنه منعت ترحيله حالا لتونس.
وسيتم الاستماع للطلب اليوم حيث سيطلب من الحكومة التونسية تقديم تأكيدات حول الطريقة التي ستعامله فيها لو عاد. وتقول مصادر صحافية ان سلطات جنوب افريقيا تتعامل مع طلبات القاء القبض على مطلوبين بشكل جدي حيث اوقفت مسؤولين سودانيين وروانديين في السابق وفرضت اجراءات امنية مشددة على الداخلين الى اراضيها استعدادا لمباريات كأس العالم هذا الصيف.
ونقل عن مسؤول في شبكة مراقبة اعلامية تهتم بحقوق الانسان قوله ان المبالغة في الحديث عن هجمات محتومة قد يؤدي الى تجريم ابرياء. واكدت مفوضية بريطانيا في جنوب افريقيا اعتقال الحراث وقالت انها تراقب الوضع بشكل قريب. وتبث قناة 'اسلام تشانال' عبر الساتالايت الى 132 دولة وتحظى باحترام من العديد من الجماعات السياسية البريطانية وشارك في برامجه ومهرجاناته مسؤولون من المعارضة مثل زعيم حزب الليبراليين الديمقراطيين، نيك كليغ ووزاء في الحكومة مثل شهيد مالك الذي حضر مهرجانا تقيمه القناة كل عام تحت عنوان ' المهرجان العالمي للسلام والوحدة'. كما استشارت الشرطة البريطانية الحراث (46 عاما) بقضايا تتعلق بالتشدد الاسلامي لكن جماعات اسلامية جديدة مرتبطة بالحكومة مثل 'مؤسسة قويليام' تتهم القناة بأنها اعطت منبرا للمتشددين للتحدث من خلالها ونشر الافكار المتطرفة.

(المصدر: صحيفة "القدس العربي" (يومية – لندن) الصادرة يوم 26 جانفي 2010)

حرية وإنصاف في ملتقى المقاومة


حرية وإنصاف في ملتقى المقاومة

بدعوة من الهيئة المنظمة للملتقى العربي الدولي لدعم المقاومة المنعقد في بيروت يوم 15 جانفي 2010 شارك الأستاذ محمد النوري بصفته رئيسا لمنظمة ''حرية وإنصاف'' في فعاليات هذا الملتقى لتأكيد موقف المنظمة المبدئي والثابت في الدفاع عن الشعوب في مقاومة الاحتلال وتقرير المصير واختيار من يمثلها دون وصاية أو إكراه وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال والحصار والعدوان.
هذا الملتقى الذي انعقد بعد سنة من فشل العدوان الهمجي لقوات الاحتلال الصهيوني على غزة وبعد 3 سنوات من صمود الشعب الفلسطيني في غزة أمام الحصار الشامل الذي يشتد يوما بعد يوم والذي بلغ أشده ببناء الجدار الفولاذي بين مصر وقطاع غزة بدعوى حماية الأمن القومي ومقاومة تهريب المخدرات ! ؟ لينتهي الحصار إلى قتل بطيء على مرأى ومسمع من ''العالم الحر'' رغم التعاطف المتزايد للشعوب والنضال المتنامي لأحرار العالم من أجل رفع الحصار وإنهاء الاحتلال.
وقد مثل هذا الملتقى فرصة تاريخية لمنظمتنا لتطوير علاقاتها مع المنظمات الحقوقية المستقلة والمناضلة في العالم العربي والإسلامي وللتعبير مباشرة عن تضامنها ومساندتها لحركات المقاومة وإكبارها لما قدمته من تضحيات واستبشارها بما حققته من انتصارات دفاعا عن الحقوق المشروعة لشعوبها.
وفي طريقه إلى بيروت توقف رئيس المنظمة الأستاذ محمد النوري بمدينة اسطنبول التركية وكانت له اتصالات هامة بمنظمات حقوقية ووسائل إعلام تركية مثلت فرصة ثمينة لـ''حرية وإنصاف'' لتوجيه تحية إكبار للموقف التركي، شعبا وحكومة، قولا وفعلا، من أجل رفع الحصار عن قطاع غزة والشعب الفلسطيني.
وفي ختام الملتقى شارك رئيس المنظمة في الموكب الذي انتظم في بلدة مارون الرأس بجنوب لبنان على الحدود مع فلسطين المحتلة حيث حضر الندوة الصحفية التي تمت خلالها تلاوة إعلان بيروت العربي الدولي لدعم المقاومة.
وأمام التردي الخطير الذي آلت إليه الأوضاع في العالم العربي والإسلامي في مواجهة الاحتلال والعدوان والحصار والتحديات الكبرى التي تواجهها المقاومة في هذه المرحلة فإن منظمة حرية وإنصاف:
1)    تؤكد على موقفها المبدئي الثابت في اعتبار المقاومة الشاملة للاحتلال والعدوان والحصار حقا مشروعا للشعوب تدعمه الشرائع السماوية وتضمنه المواثيق الدولية ومارسته الشعوب في مراحل مختلفة من تاريخ الإنسانية، واعتبار التضامن مع مقاومة كل شعب لأي احتلال واجبا أخلاقيا وقانونيا وإنسانيا يُعدّ التخلي عنه دعما للاحتلال ومشاركة في العدوان.
2)    تدين بشدة كل خطاب أو ممارسة أو قانون يسعى إلى تجريم المقاومة المشروعة للاحتلال والخلط بينها وبين الإرهاب قصد حرمان الشعوب من حقها في الدفاع عن النفس والمساواة بين شعوب العالم في التمتع بالحق في الحرية والكرامة والاستقلال واختيار من يمثلها وتعتبر الاحتلال إرهابا وعدوانه جرائم حرب لا يجوز تبريرها فضلا عن الدفاع عنها.
3)    تدعو أحرار العالم إلى دعم حق المقاومة وحق الشعوب في تقرير مصيرها وفي اختيار من يمثلها وتجريم الاحتلال وكل من يدعمه.
4)    تحذر من أن احتلال الأوطان وانتهاك حقوق الإنسان وخنق الحريات بدعوى مكافحة الإرهاب وضع الإنسانية كلها في خطر وهدد أمن العالم وجعل دعاة الحرب على الإرهاب في مأزق وأثبت أن القضايا العادلة تتطلب حلولا عادلة تحترم الحريات وحقوق الإنسان وحق الشعوب في تقرير المصير وأن الحلول غير العادلة لا يمكن فرضها مهما كانت القوة التي تدعمها ومهما طال العدوان لأن المقاومة رد طبيعي لا يمكن إلغاؤه.
5)    تدعو الحركة الحقوقية في الوطن العربي والإسلامي وكل أحرار العالم إلى العمل بجدية على ملاحقة ومحاكمة مرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية من الصهاينة في العدوان على غزة وفي كل البلدان التي ابتليت بالاحتلال والعدوان.
6)    تطالب برفع الحصار على غزة وفتح المعابر والتراجع عن بناء الجدار الفولاذي وإعادة إعمار القطاع والعمل على إيجاد أرضية صحيحة لوحة الصف الفلسطيني تدعم حقوقه المشروعة وفي مقدمتها الحق في مقاومة الاحتلال.
7)    تؤكد على ضرورة العمل الجاد والمتواصل على كل المستويات للتصدي لحملة تهويد القدس وفرضها عاصمة لدولة يهودية وتدعو الحقوقيين في العالم شخصيات ومنظمات وهيئات إلى النضال من أجل تحرير القدس من الاحتلال للأرض والعدوان على المقدسات.
8)    تدعو مكونات الحركة الحقوقية في تونس إلى العمل الجاد والنضال المستمر لدعم حق المقاومة المشروع من أجل رفع الحصار وفتح المعابر وإلغاء الجدران.
9)    تطالب بانسجام الموقف الرسمي المصري مع الموقف الشعبي المطالب برفع الحصار وفتح المعابر وإلغاء بناء الجدار الفولاذي ودعم حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال بما يحقق الأمن الحقيقي للشعبين المصري والفلسطيني.
10)          تحيي كل من شارك في دعم المقاومة وساهم في كسر الحصار وفي مقدمتهم منظمو قوافل ''شريان الحياة'' مع تحية خاصة للسيد جورج غالوي ورفاقه.
منظمة حرية وإنصاف

ماذا بعد معركة الخمر؟؟


حسن حمورو

شكلت الفتوى الأخيرة للدكتور أحمد الريسوني عضو المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح المغربية والتي أفتى فيها بعدم جواز التسوق من المتاجر التي تبيع الخمر، - شكلت- مادة دسمة لبعض المتربصين وفرصة سانحة لعدد من "الحداثيين"، الذين بدّلوا جلدهم وأصلُهم مايزال على ما هو عليه من حقد وكراهية، لمعاودة الهجوم والظهور بمظهر الفارس الهمام المدافع عن الحريات الفردية والقيم الكونية والمؤسسات الرسمية.
 فما صدقوا أن رجلا من الذين كانت لهم ضده صولات وجولات على صفحات الجرائد والمجلات، وبرامج وروبورتاجات بعض القنوات، قام بواجبه تجاه أبناء وطنه حين أفتى بما أملاه عليه علمه ومذهب أهل بلده، في أمر يحتاج فيه المغاربة إلى توجيه ديني من أحد علمائهم العارفين بدقائق شؤون حياتهم، حتى هبوا من جديد وفتشوا في "خردتهم" وسلة مهملات التاريخ، ليخرجوا علينا بالتهم الجاهزة التي ما لبثوا يلصقونها بمن يخالفهم المنهج والأسلوب، ويجاهر بالانتماء إلى أهل الفضيلة والاصطفاف إلى جانب الشعب وقيم الشعب ودين الشعب، عوض الانتساب إلى أهل الرذيلة والاصطدام مع الشعب وقيم الشعب ودين الشعب.
القوم الذين نقصدهم اختاروا أن يعلنوا عن معركتهم الجديدة من داخل أسوار بيت نسبوه ظلما وزورا إلى الحكمة، فأصدروا بيانين للناس بدت في كلماته البغضاء وما تخفي سطوره أعظم، واستنجدوا بحزب أحد كبارهم ليشارك في المعركة فخرج ببلاغ بئيس من الطينة نفسها، ظنا منهم أنهم سيرهبون الفقيه المقاصدي وعضو المجمع الدولي للفقه الإسلامي ورفاقه في مسيرة الإصلاح، وكل من تسول له نفسه "التطاول" على ما يخططون له ويحلمون به!
وعموما فالمتابع لحالة التدافع القيمي في المغرب، سوف يستنتج أن الأمر لا يتعلق بخلاف فقهي أو حتى سياسي يمكن تصريفه من خلال البيانات والبيانات المضادة، بقدر ما هو تجلِّ جديد لحرب متواصلة تستهدف مسخ قيم المجتمع المغربي، وإحالتها على مرجعيات غير التي أسس عليها المغرب بنيانه، وتستهدف أيضا إسكات كل صوت علا مدافعا عن هذه القيم، فلذالك نتابع في كل مرة تتم فيها إثارة قضية تلامس قيم المجتمع زوبعات إعلامية يزيد من قيمتها الفراغ الذي تعرفه الحياة السياسية المغربية، أو على الأقل طغيان تفاصيل جزئية على هذه الحياة.
إلا أن الجديد المثير للانتباه في هذه المعركة هو انحصارها في مساحة محدودة دون توظيف منابر إعلامية مكتوبة ومرئية، لطالما شكلت منصة للحملات المغرضة ضد المدافعين عن المرجعية الإسلامية للدولة، وإذا كان عدم انخراط هذه المنابر راجع إلى قناعات ومواقف، فإن ذلك يؤشر على  تغيُّر في بنية فريق الدفاع عن ما يسمونه حريات فردية وعن ما يصفونه بالأمن الروحي للمغاربة وعزلته وتهافت ادعاءاته، وهذا يفرض على الفريق الآخر رغم إمكاناته المتواضعة استغلال اللحظة، لكسب مزيد من المساندة الشعبية وخلق رأي عام  مساند في صفوف النخبة، خاصة أنه يدافع عما هو مسطر في الدستور الذي ينظم حياة المغاربة، ولا يدّعي أنه يأتي بجديد مختلف عليه، وأن يواصل إحراج الخارجين عن الإجماع الوطني حول تحكيم شرع الله والقانون فيما لايمكن إخضاعه للمزايدات بين التيارات الفاعلة في المجتمع.
وهكذا فإن المدافعين عن "الحريات الفردية" سيتلقون ضربة جديدة تنضاف إلى ضربات "خطة إدماج المرأة في التنمية" و"عرس القصر الكبير" وحركة "مالي". ومع ذلك فإننا سنشهد في مستقبل الأيام معركة وَهْمٍ جديدة، في إطار حرب البعض المقدسة ضد كل ماله صلة بالفضيلة.


المبحوح قبل أن يوارى الثرى






د. مصطفى يوسف اللداوي
الجزء الثالث
سبعة أيامٍ مضت على استشهاد محمود عبد الرؤوف المبحوح ولم يوراى بعدُ الثرى، ولم يتلقَ أهله فيه العزاء، ولم يقيموا له في الوطن والشتات بيتاً للعزاء، فمازال جثمانه مسجىً في مستشفيات دبي، حيث أخضع لعملياتٍ دقيقة من الفحص والمعاينة والتشريح، ولم يتمكن أحدٌ من أهله من رؤيته، أو إلقاء نظرةٍ عليه، ومازال الجميع في انتظار نتيجة التشريح، والتي قد توافق رسمياً أو تخالف ما ذهبنا إليه، ولكن أياً كانت النتيجة فإنها لن تضعف اليقين لدينا بأنه قتل، وهو ما سنبينه تباعاً، فهو ليس أول المستهدفين بالقتل، إلا أنه كان أحد أهم المطلوبين، كمالم يكن الوحيد على قائمة الاغتيالات الإسرائيلية، أو على أجندة اهتمام ومتابعة ومراقبة وملاحقة بعض الأجهزة الأمنية العربية، التي كانت تنشط بدرجةٍ كبيرة في جمع المعلومات عنه وعن إخوانه، وقد كانت ترصد تحركاته، وتتابع سفره، وتجمع المعلومات عن منطقة سكنه، وعن المناطق التي كان يرتادها، أو الجهات التي كان يزورها، أو الأشخاص القريبين منه، وكانت تراقب وترصد وتتابع سيارته، وتحاول أن تعرف أين تبيت، وكم تمكث في أي زيارة، وقد رصد بنفسه عشرات الأشخاص الذين كانوا يلاحقونه، وألقى القبض على بعضهم، وقد اعترفوا بارتباطهم ببعض الأجهزة الأمنية العربية، وأنهم كانوا يجمعون المعلومات لصالحها، وأنهم كانوا مكلفين من قبل قيادتهم الأمنية بمتابعة تحركات أبي الحسن، وتدوين وتسجيل كل شئ يتعلق به، إلا أن الله كان يحميه دوماً من مؤامراتهم.
وكان أبو الحسن يدرك أنه متابع وملاحق من قبل الموساد الإسرائيلي، وأنه أصبح على رأس قائمة المطلوب تصفيتهم، وأنه يسعى للنيل منه وتصفيته، وأنه لن يدخر جهداً في استهدافه أينما كان إذا ما أتيحت له الفرصة، ولكنه كان يدرك أن بعض الأجهزة الأمنية العربية كانت تلاحقه، وتقتفي أثره، وتجمع عنه المعلومات، وتدون كل شئٍ يتعلق به، وهو يعلم أن هذه المعلومات لا تفيد إلا العدو الإسرائيلي، ولا ينتفع بها غيره، ولا يبحث عنها جهازٌ أمني آخر، ولكن إسرائيل ما كانت لتنجح وحدها في رصده وجمع المعلومات عنه، ولهذا فقد احتاط لنفسه، وبالغ في الحيطة والحذر، فلم يكن يعلم أحداً غير قيادته بتحركاته، ولا بوجهته في السفر، وكان في كل مكانٍ يسافر إليه، يجد من يساعده في تنقلاته، ويتابعه عن بعد، وكان يشتري تذكرة سفره بنفسه في يوم سفره، ويحرص على عدم الحجز المسبق، وغالباً ما كان يموه في سفره، ويسافر إلى غير الوجهة التي يقصدها، ومن هناك يغير خط سير رحلته، وكان يختار الفندق الذي سيقيم فيه بنفسه، دون مساعدةٍ من أحد، ولم يكن يكرر الإقامة في ذات الفندق، كما كان يعتاد على تغيير مكان إقامته في السفرة الواحدة، ولم يكن الشهيد أبو الحسن يأكل شئياً في الفندق، أو في أي مكانٍ لا يثق فيه أو في أصحابه، بل كان يخرج إلى الأماكن العامة، ويختار عشوائياً مطعماً أو محلاً لبيع الأطعمة الجاهزة، وكان يشتري كل شئٍ بنفسه، ويحرص على شرب الماء من زجاجات المياه المعدنية التي كان يشتريها بنفسه، ويتأكد من أنها مغلقة، وأنها لم تفتح من قبل، رغم أنه كان يشتريها بنفسه، ويستخرجها بنفسه من البرادات أو من الصندوق، أما بالنسبة لإقامته فقد اعتاد على تغيير مكان سكنه، ولم يكن يعلم كثيرين عن عنوانه، ولم يكن يشارك في الأنشطة العامة، أو المناسبات العامة، وكان يحرص على عدم الإكثار من الزيارات الاجتماعية، ولم يكن يستخدم هاتفه النقال إلا نادراً، وكان يعتمد في اتصالاته على بطاقات الإتصال العامة، كما لم يكن يجيب على الأرقام المجهولة التي لا يعرفها، وخلال تنقله كان يراقب سيارته جيداً، ولا يستقلها قبل أن يتأكد من سلامتها، ومن أن العلامات الأمنية التي كان يتركها في السيارة أو حولها، لتشير أنها لم تتعرض لأذى، ولم يقترب منها أو يمسها أحد، فضلاً عن أنها كانت تخضع للمراقبة طوال فترات توقفها، وكان طوال مسيره في سيارته يتابع السيارات من حوله، وكانت عيناه تتابعان السيارات التي تسير أمامه أو خلفه أو تقترب منه، وقد كان حسه الأمني يقظاً إلى درجةٍ كبيرة، ولم يكن يترك شيئاً للمصادفات، كما لم تكن لديه حسابات لحسن النية، أو سلامة المقصد، وعلى الرغم من كل هذه الإجراءات، وهذه الحيطة الأمنية البالغة، فقد استهدفوه بغيرهم فقتلوه ونالوا منه.
كان أبو الحسن يدرك أنه مستهدف، وأن يد الغدر ستنال منه، وأن الطريق الذي سلكه ستنتهي به إلى الشهادة، وأن العدو ومن يعمل له لن يتركه وشأنه، فالعدو يدرك عظم الدور الذي يقوم به، وخطورة المهمة التي انبرى للقيام بها، ويدرك العدو أيضاً مدى جسارته وجرأته، وأنه دائماً على استعدادٍ للتحدي والمواجهة، ويدرك أبو الحسن نفسه أن الراية التي حملها، والأمانة التي يعكف على أداءها أمانة عظيمة، وأن الذين سبقوه في حملها قد سقطوا شهداء، وقد لاحقهم العدو حتى نال منهم، وقد ظن أنه بقتلهم سيقضي على روح المقاومة، وسيوقف سيل السلاح، وسيحول دون الدعم والعون والإسناد، وقد سبقه إلى الشهادة رفيق دربه الأول، وشريكه في جهاده، الشهيد عز الدين الشيخ خليل، وكانا قد عملا معاً لسنوات، وأديا الكثير من المهام، وتحديا معاً العديد من الصعاب، وحققا معاً نقلةً نوعية في استراتيجية المواجهة والصمود ضد العدو الإسرائيلي، الذي كان يرى في عز الدين الشيخ خليل خطورةً توازي الخطورة التي تركها الشهيد عز الدين القسام ومازال، فدربا مقاتلين جدد، ونقلا مجاهدين أكفاء، وسلحا المقاومة بأنواع الأسلحة المختلفة، وعملا معاً بصمتٍ لسنوات طويلة، ولكن أبا الحسن وبعضاً من إخوانه، حملوا بصدقٍ وإيمان راية عز الدين، وتابعوا من بعده المسيرة، وساروا على ذات النهج، غير مبالين بما ينتظرهم على الطريق، بل كان وإياهم يتطلعون إلى اليوم الذي يرتقون فيه إلى العلى شهداءً.
أراد أبو الحسن أن يجعل من المقاومة الفلسطينية جوزةً لا تنكسر، وإرادةً لا تتحطم، وعزماً لا يلين، وقد كان يتطلع إلى مقاومة حزب الله، وقد أعجب بقتالهم، وارتبط بكثيرٍ من قادتهم، وكان أول من ينتابه الحزن إذا نال العدو من أحدهم، ولكن الحزن ما كان يقعده أو يصيبه بالعجز، بل كان يدفعه نحو مزيدٍ من العزم والجلد والإصرار، وإن كان يرى في مقاومة حزب الله نموذجاً ومثالاً، فإنه كان يرى في المقاومين الفلسطينيين عزماً أشد، وقوةً أكبر، وجرأة أكثر، فالمقاومة الفلسطينية تفتقر إلى العمق وإلى النصير، وهي تعاني من القيد والسجن والحصار، والعدو يلاحقها في كل مكانٍ، ويضيق عليها سبل العمل، ولكنها رغم كل ذلك قادرة على النيل من العدو، وإلحاق خسائر في صفوفه، ويوم أن سقط عماد مغنية شهيداً بكى أبو الحسن، وذرفت عيناه بحزن، فقد كان يعرف عظم مكانة ودور هذا الرجل، والأثر الكبير الذي تركه في مقاومة حزب الله، والألم الكبير الذي ألحقه بالعدو الإسرائيلي وقادته، ولكنه كان يؤمن أن الشهادة حلم المجاهدين، وأمل المقاومين، وأن الله هو الذي يختار الشهداء من بيننا، وأنه سبحانه ينتقي ويختار الشهداء من خيرة عباده.
أبو الحسن المبحوح، المقاتل الشرس، والمقاوم العنيد، والوطني الصادق، والفلسطيني الأصيل، المسكون بالمقاومة، المؤمن بالنصر، والحالم بالعودة، رغم قوته فقد كان بكاءً، شديد التأثر، رقيق الحس، مرهف المشاعر، يحزن لما يلقى أهله وشعبه، ويبكي لبكاء الأطفال، وصراخ النساء، ويحزن على رحيل الأحبة والشهداء، فيقسم عند كل اعتداء أن ينتقم، ويكز على أسنانه، ويضرب بقوةٍ بقبضةِ يده، أن دم الشهداء لن يذهب هدراً، وأن حلم إسرائيل بالأمن لن يدوم، وكما أبكى العدو أمهاتنا، فإن اليوم الذي تبكي فيه نساؤه قادمٌ لا محالة، وكان الحزن دوماً يملأ قلبه، ويطغى على ملامح وجهه، عندما يتذكر الأسرى الفلسطينيين المعتقلين في سجون العدو الإسرائيلي، وفيهم رفاقه الذين شاركوه مقاومته في أيامه الأولى، ولكن أمل تحريرهم في نفسه لم يمت، ولم يتسرب اليأس إلى قلبه أن محمد الشراتحة وروحي مشتهى وآلاف المعتقلين الآخرين، يوماً ما سيرون الحرية، وسيعانقون أعزةً أحراراً من جديد شمس فلسطين، وكان يعمل بجدِ لمثل هذا اليوم، فيا أبا الحسن إن غبت عنا اليوم فإن شمس الحرية غداً ستشرق على إخوانك جميعاً، وهم من يقولُ أنك قتلت ولم تمت، وغداً سنرى ...
بيروت في 26/1/2010

النظام المصري والإخفاقات المتواصلة


 احمد الفلو – كاتب عربي
        مازالت القيادة المصرية تتخبط في تيه السياسة دون أي ضابط أو نهج يحدد معالم مسيرتها، فمنذ ثلاثين عاماً لم تتمكن الزعامة المصرية من تحقيق أدنى نجاح لا على صعيد الإنجاز الداخلي الاقتصادي والاجتماعي ولا في المستويات السياسية العربية والإقليمية والدولية، لنكتشف بعد عقود ثلاث ضاعت من عمر الشعب المصري الكريم أن الناظم الوحيد الذي يوجه سياسة مصر هو ملائمة جمال مبارك لحكم مصر ومن ثمَّ قولبة مؤسسات الدولة وأجهزتها المدنية والعسكرية والأمنية لتكون مناسبة لمقاس نجل الرئيس دون النظر إلى أي مصالح عليا لمصر،وما يترتب على ذلك التنصيب لنجل فخامته من استحقاقات الرضا الأمريكي ثم الاسترضاء الإسرائيلي وما يتطلبه ذلك كلّه من تنازلات عن السيادة الوطنية المصرية .
        رغم التكتُّم الشديد الذي فرضه النظام المصري على الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس الوزراء احمد نظيف مطلع الشهر الأول من عام 2010م إلى أثيوبيا، فإن أمر الزيارة افتضح مما دفع النظام إلى تسريب أخبار عن زيارة لإجراء مباحثات اقتصادية وتعزيز التعاون التجاري وتوقيع اتفاقيات تبادل بين أثيوبيا ومص ولكن كعادته فإن النظام قد عجَّت أحشاؤه بآلاف الوشاة والنَّمامين والمصفقين وأضحت تحركاته مكشوفة للجميع ، نقول لم يلبث ذلك النظام أن يطفح بما يدور فيه من نتن التلاعب السياسي المفعم بالسذاجة المفرطة من جهة وبالتهور والفوضوية من جهة ثانية ، حيث كشفت مصادر أمريكية رفيعة أن الزيارة كانت رسالة تهديد مرفقة بالوعيد للقيادة الأثيوبية من أجل التوقف الفوري عن بناء السدود الخمسة التي بدأت أثيوبيا ببنائها على نهر النيل وضمن مشروع إنشاء محطات توليد الكهرباء بهدف الاستثمار في بيع الطاقة الكهربائية إلى دول حوض النيل ، وهذا يعني خفض حصة مصر من المياه الواردة إليها .
      وقد كان إنذار النظام المصري لأثيوبيا مشفوعاً بتحذيرات مصرية جادّة بالقيام بعمل عسكري ضد أثيوبيا ، ويتطلب العمل العسكري هذا دعماً لوجستياً و تعاوناً على الأرض مع دول الجوار الأثيوبي وهي أرتيريا و الصومال والسودان، ولكن يبدو أن الأوان قد فات على مثل ذلك التحرك لأن نظام حسني مبارك كان قد تصرف في السنوات السابقة بعنجهية و غطرسة وزرع بذور الكراهية مع تلك الدول سواء على الصعيد الشعبي أو الرسمي بمخالفته أبسط الأعراف الدبلوماسية المتعلقة بحسن الجوار حيث احتلّت القوات المصرية منطقة حلايب السودانية كما أنه تآمر على السودان بفتح الأجواء المصرية لمرور الصواريخ والطائرات الأمريكية لقصف (مصنع الشفاء السوداني) أضخم مصنع للدواء في أفريقيا والعالم العربي وفي القاهرة تم تلفيق مكيدة الإشاعة بأن المصنع مشبوه و قد يكون مصنعاً لأسلحة كيميائية و احتضنت القاهرة ما يسمّى (تجمّع الأحزاب السودانية) و قام زعيم حزب الأمة الكبش البريطاني "الصادق المهدي" بإصدار بيان ذكر فيه أن مصنع الشفاء مشبوه، وأن هناك مواقع مشبوهة أخرى ، وأن أسامة بن لادن كان من المشجعين لإنشاء عدد من المنشآت التي تدور حولها الشبهات في السودان (صحيفة الشرق الأوسط اللندنية السبت22/8/1998م). أما الناطق باسم التجمع المعارض  القيادي الشيوعي الصهيوني فاروق أبو عيسي  (80 عاماً)  فإنه كان وراء الاتهامات بوجود مصنع لإنتاج الأسلحة الكيميائية داخل مصنع الشفاء حسب( صحيفة القدس العربي اللندنية بتاريخ الاثنين24/8/1998م) و الخيانة من شِيَم اليساريين في كل بلد عربي .
      أما الموقف المصري من أرتيريا فإنه يتسم بالغيرة والعداء حيث تعتبر مصر أن أرتيريا تقوم بأدوار إقليمية تفوق حجمها في الصومال والسودان لا  تروق هذه الأدوار للمزاج السياسي المصري خاصة علاقة أرتيريا بإسرائيل حيث تريد القاهرة أن ينحصر الاتصال الأفريقي وحتى العربي بإسرائيل من خلالها فقط أي أن نظام مبارك يعجبه دائماً أن يكون الوكيل الحصري و السمسار الوحيد للكيان الإسرائيلي، أما الإخفاق في علاقة نظام مبارك مع الصومال فهو يعود دائماً إلى وقوف ذلك النظام دائماً إلى جانب الحكومة الصومالية الفاقدة للشرعية و عديمة الشعبية أيضاً ، فهل بعد كل هذه الحماقات المتكررة مع دول الجوار الأفريقي يتوقع نظام مبارك أن تتعاون هذه الدول معه وتتحالف وتقدم التسهيلات لجيشه فيما لو قرر أن يخوض حرباً ضد أثيوبيا؟
      لكن ماذا كان رد القيادة الأثيوبية على احمد نظيف ؟... لقد سخرت القيادة الأثيوبية من الاعتراضات ومن التهديدات المصرية، فكيف لمصر أن تفعل ما يحقق مصالحها وأمنها القومي على أراضيها ببناء السدود تحت الأرضية ضمن حدودها لمنع تهريب الأغذية إلى غزة، وليس لأثيوبيا الحرية في التصرف وحماية مصالحها وأمنها القومي على أراضيها وذلك من حقها حسب المنطق السياسي المصري، وكما أن مصر تمنع الغذاء القادم إلى أطفال غزة فإن لأثيوبيا الحق في منع خروج مياهها الوطنية ، فابتلعوا الإهانة الأثيوبية وأنتم صامتون.
     وبالتأكيد فإن نفش الدجاجة المريضة لريشها وصياحها عالياً لن يحولها أبداً إلى ديك قوي شرس كما يحاول النظام المصري أن يظهر الآن أمام العالم ,وكما يهدد أبو الغيط أطفال الانتفاضة الفلسطينية، وبدلاً من ذلك الاستعراض السخيف والتافه ضد علب الحليب وأكياس الطحين على الحدود مع غزة، فإن الأجدى للقيادة المصرية الهزيلة وأتباعها الذين باتوا بوقاحة يدقون طبول الحرب ضد غزة أن يطفئوا الفتنة القائمة في دولتهم ، وأن لا يُقدم مبارك على هكذا خطوة طائشة ويهاجم غزة عسكرياً إلاّ إذا كان مشتاقاً لنهاية ذليلة، وليبقي قواته محصورة في مهام حماية المراقص وبيوت الدعارة في شرم الشيخ وطابا ، نقول إن اللعبة باتت مكشوفة وأن سوء عملكم منذ الآن بدأ يرتد عليكم وكما حبستم عنا الغذاء فإن أثيوبيا ستمنع عنكم الماء، وكلما شددتم حصاركم على شعبنا الفلسطيني فإن التفافنا حول أميرنا المؤمن اسماعيل هنية سيتعزز وحبنا له يتوطد وكلما زادت لعناتنا على حاكم رام الله وأعوانه، وليت مبارك وعباس يعرفان أن الشعب الفلسطيني الذي انتصر في معركة الفرقان سوف ينتصر في أي معركة تحاول قوات مبارك ومعها قوات دايتون دحلان خوضها ضد شعبنا البطل، ونحن واثقون بأن شعب مصر سينفضُّ عن حسني مبارك ويستبدله، الله مولانا ولا مولى لكم فموتوا بغيظكم يا أعوان الصهاينة

عامان على غياب جورج حبش


بقلم: زياد ابوشاويش
اليوم السادس والعشرين من كانون ثاني يوافق الذكرى الثانية لرحيل القائد والمعلم جورج حبش صاحب النظرة الثاقبة في رؤية التاريخ وأحداثه الجسيمة. الرجل الذي وضع مع غيره من عباقرة هذه الأمة أهم أسس الوحدة العربية وقواعدها، والذي ناضل على امتداد نصف قرن وأكثر من أجل الانتصار في قضية الكرامة العربية واستعادة حقوقها.
جورج حبش الذي مثل في حياته ككقائد ومفكر أعظم القيم وأكثرها إنسانية سلوكاً وممارسة، وقدم النموذج الطيب والمحترم لطليعي عربي عز نظيره ترك لرفاقه ومحبيه وشعبه إرثاً غنياً من الرؤى والأفكار والأحلام الكبيرة التي تعطيه منعة وقدرة على الصمود في وجه النكسات والهزائم التي يمكن أن تقع نتيجة هذا السبب أو ذاك.
إن حياة الرجل وأسلوبه الديمقراطي في قيادة الجبهة وتخليه عن الأمانة العامة طوعاً أعطى لكل من تابع مسيرته نموذجاً يحتذى للمسؤول الفلسطيني المدرك لخصوصية قضيته والعارف بأحوال شعبه وإمكانيات تطوره في سياق معركته الصعبة ضد الحركة الصهيونية وحلفاءها في المنطقة والعالم، وهي خصوصية ترتبط بواقع عربي ودولي شديد التعقيد.
الحكيم كما كنا نسميه غادرنا وترك في قلوبنا غصة وحزن كبير لأنه كان للجميع بمثابة الأب والأخ والصديق. كان رقيقاً وعطوفاً فأحبه الجميع. كان متزناً ومدركاً لحاجات شعبه وقيمه فاحترمه الجميع. كان نزيهاً وصادقاً في قوله وفعله فأطاعه الجميع بكل المحبة والقناعة بحكمته وعدالة قراراته. وهو كإنسان كان مثالاً للشعور بالآخرين، يصغي باهتمام لشكاوي الناس سواء كانوا رفاقاً في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أو من خارج إطارها الحزبي، كما كان يقدم العون لكل من يطلبه في حدود صلاحياته وإمكانات جبهته، ولم يتردد ولا مرة واحدة في مساندة عوائل الشهداء على وجه الخصوص.
إن حديثنا عن الدكتور الشهيد جورج حبش ينطلق من قناعة راسخة بعلو قامة الرجل بين أقرانه من قادة الشعب الفلسطيني ومن حب كبير لرجل عايشناه لسنوات ورأينا فيه التجسيد الحي والجميل لمعنى الرفاقية ولمعنى القيادة الرشيدة والنموذجية فحق له أن نذكره في ذكراه بما يليق بمقامه الرفيع. وإن شعراء فلسطين وبواكيها لن يستطيعوا وصف الرجل بما يستحق، ونحن سنقصر بدورنا عن الوفاء لما نشعر به تجاه الحكيم، ولا نملك في ذكرى رحيله الحزين سوى الترحم على أيامه الطيبة وعلى روحه الطاهرة. المجد والخلود للقائد الكبير جورج حبش ولكل الشهداء من أبناء فلسطين البررة

يوم دراسي تكويني وإشعاعي بالرباط


  نظم فرع الرباط للجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب يوما إشعاعيا  مكثفا الأربعاء الماضي،عرف تنظيم ورشة نظرية ،وندوة إشعاعية.
  ويأتي تنظيم هذا اليوم  في إطار تفعيل خلاصات المجلس الوطني المنعقد ببولمان  وكمدخل للمعركة المحلية التي يستعد الفرع المحلي الدخول فيها،  حيث استمرار أسلوب التماطل والتسويف الممنهجين من طرف المسؤولين المحليين حسب بلاغ للفرع،فقد تابع المنخرطون خلال الفترة الصباحية عرضا نظريا من تأطير أعضاء اللجنة الوطنية للإعلام والتكوين و العلاقات العامة للجمعية،تناول محورين ،تناول المحور الأول "التصور النظري للمعركة" ،والمحور الثاني"الإستراتيجية الإعلامية للجمعية الوطنية".
  وعرفت الفترة المسائية تنظيم ندوة حول "عدم الإفلات من العقاب في الجرائم السياسية والاقتصادية والاجتماعية في العلاقة مع الحق في الشغل و التنظيم "من تأطير ممثلين عن بعض الهيآت المكونة للجنة دعم مطالب فرع الرباط،حيث أجمع المتدخلون على أن عدم الإفلات من العقاب ارتبط بالقضايا السياسية،فقد أكد الصديق لحرش عن المنتدى المغربي للحقيقة والإنصاف أنه منذ الاستقلال  و المسؤولون عن الانتهاكات في  الجرائم السياسية والاقتصادية والاجتماعية فوق المساءلة،وسجل أن العهد الجديد عرف ارتفاع وتيرة الاحتكار الذي يديره المخزن لكي يثبت حضوره ويعزز سلطته على الاقتصاد ،كما أكد أنه في غياب دولة المؤسسات سيبقى الإفلات من العقاب مستمرا،أما الأستاذة خديجة غامري التي حضرت عن نقابة  الاتحاد المغربي للشغل لاتحاد الجهوي فقد تطرقت إلى أن من بين الجرائم موضوع الندوة خرق الحريات النقابية وسن مجموعة من القوانين التي تضرب حقوق العمال والإجهاز على الحق في الشغل كما سجلت ملاحظاتها على القضاء غير النزيه وغياب آليات لتنفيذ الأحكام لصالح الطبقة العاملة وأكدت أن الحوار الاجتماعي حوار شكلي موجه للتسويق الخارجي،أما الأستاذ النوحي الذي حضر عن المركز المغربي لحقوق الإنسان فقد أعرب عن تضامن المركز المغربي مع مطالب الجمعية الوطنية وجدد مطالبته بالكشف عن قبر الشهيد مصطفى الحمزاوي و معاقبة قتلته ومعاقبة كل من يحرم المعطلين من حقهم في الشغل و الاحتجاج كما سجل اعتراض المركز عن طريقة طي صفحة الماضي لأنها تفتقر إلى المساءلة و الكشف عن الحقيقة كاملة، كما أكد أن البطالة هي إحدى تمظهرات الأزمة البنيوية التي يعيشها المغرب،أما الأستاذ عبد السلام أديب  فقد بين أن فترة الثمانينيات عرفت تدخل الدولة في كافة القطاعات و ممارسة النهب الاقتصادي من أجل تكوين رأس المال للانتقال إلى الدولة البورجوازية و المرور إلى النظام الرأسمالي مؤكدا أن كل الجرائم السياسية مرتبطة بالجرائم الاقتصادية، كما تطرق إلى الأزمة العالمية و إجراءات الدولة المرتبطة بها معتبرا أنها جزء من هذه الجرائم.بينما ذهب إدريس امحند عن المنتدى المغربي للحقيقة والإنصاف إلى أن الحقوق شمولية لا تتجزأ،معبرا عن تقديره للجمعية الوطنية كما أكد ضرورة استيعاب مبدأ عدم الإفلات من العقاب من أجل النضال لأجله كما دعا إلى تقوية دور المؤسسات و رد الاعتبار للبرلمان كمؤسسة تشريعية و تحمل الهيآت السياسية لمسؤوليتها و إعادة دور النقابات.
  وقد احتل ملف فرع الرباط الموقوف التنفيذ جزءا هاما من النقاش حيث أجمع المتدخلون و الهيآت الحاضرة على ضرورة عقد لقاء للجنة دعم مطالب فرع الرباط لتقييم أدائها منذ الإضراب البطولي عن الطعام الذي خاضه الفرع ما يزيد عن سنة والذي توقف بعد الحوار الذي أجراه والي الجهة مع ممثلي لجنة دعم مطالب فرع الرباط ومكتب الفرع و أسفر عن وعود بالتوظيف ظلت موقوفة التنفيذ،كما أكد الجميع أن أهم مهام لجنة الدعم بعد التقييم هو التفكير في إجابات على واقع التماطل و التسويف الذي يعرفه ملف فرع الرباط.
عن اللجنة الوطنية للإعلام و التكوين والعلاقات العامة

الأستاذ علي نافذ المرعبي يدعو لحماية المناضل طارق عزيز



في كلمة أمام مؤتمر "النداء الفرنسي-العربي" بباريس
علي نافذ المرعبي: الواجب الأخلاقي يدعونا لحماية حياة المناضل الكبير طارق عزيز. وإدانة جريمة الامريكان بتسليم اسرى الحرب والمعتقلين لديها لحكومة الاحتلال. وشجب جريمة اعدام المناضل علي حسن المجيد. ورفع الحصار عن أهلنا في قطاع غزة.
خاص من باريس
قال الاستاذ علي نافذ المرعبي في كلمة ألقاها مساء الأثنين 25 جانفيه 2010 في مؤتمر منظمة "النداء الفرنسي-العربي" الذي عقد في قاعة "أجيكا" بباريس:
أيها الأخوة والأصدقاء..
 تتعرض الأمة العربية لأعتى حملة عدوانية شرسة منذ أن تم احتلال العراق وإسقاط نظامه الوطني والقومي الذي قاده حزب البعث العربي الإشتراكي والقائد الشهيد صدام حسين. وهذه الحملة تقودها الامبريالية الامريكية، بالتعاون مع بقايا العقليات الاستعمارية في الغرب، وبالتنسيق مع الكيان الصهيوني وحكومة الملالي في طهران.
لقد تعرض مناضلي البعث في العراق، منذ الإحتلال وحتى اليوم، لأكبر عملية تصفية إجرامية في التاريخ الحديث، في ظل صمت مريب من "دعاة" التحضر، وحقوق الإنسان، والعدالة، والحريات، والديمقراطية. وكما تعرفون فقد تم إعدام الرئيس صدام حسين وخيرة من القيادة العراقية البطلة والشجاعة، وتوجت هذا اليوم بتصفية المناضل علي حسن المجيد. كما تم تصفية خيرة كوادر الدولة والضباط والطيارين واساتذة الجامعات والاطباء والادباء، والى كل رموز الحضارة التي بناها البعث طوال عقود. وتم إصدار قانون لا سابق له في العالم تحت مسمى "إجتثاث البعث".
لقد تم غزو العراق واحتلاله بإدعاءات كاذبة حول اسلحة الدمار الشامل و"علاقته" بالإرهاب، وهاهي الايام ولجان التحقيق تكشف الاكاذيب، وتؤكد صدق القيادة العراقية الوطنية. وهاهو الكيان الصهيوني المجرم يستعمل في العدوان على غزة، اسلحة دمار شامل "الفوسفور الابيض" علنا وامام وسائل الاعلام، والتي ادت الى الى 1400 شهيد على الاقل، ودمار طاول كل شئ، ولا نلقي الا الصمت المريب من الدوائر الغربية..
ايها الاصدقاء و الاخوة..
إن الواجب الاخلاقي يدعونا الى:
- التحرك بكل الطرق والوسائل المتاحة للأفراج عن المناضل الكبير طارق عزيز، وتمكينه من تلقي العلاج المناسب والفوري خارج العراق.
- التنديد وممارسة كافة التحركات لإدانة قرار القوات الامريكية بتسليم الدفعة الاولى من المعتقلين واسرى الحرب الى حكومة الاحتلال والبالغ عددهم 15000 مناضل، لأنه لا يجوز اعتقالهم منذ سنوات بغير وجه حق، ودون أي سند او مسوغ قانوني، ولأن العملاء سيعمدون الى تصفيتهم وقتلهم.
- استنكار وشجب استمرار حصار قطاع غزة، والدعوة الى رفعه الفوري. ومساندة اهلنا في القطاع.
من جهتي، اود ان أدين أمامكم الجريمة التي ارتكبت اليوم، التي طاولت حياة وزير الدفاع العراقي الاسبق السيد علي حسن المجيد.
 اشكركم على كل جهودكم الخيرة، لتعزيز عرى الصداقة بين الشعب العربي والشعب الفرنسي. وعلى مواقفكم النبيلة نحو القضايا العربية العادلة في فلسطين والعراق ولبنان والسودان واليمن

رحمك الله أيها المجيد... يا شهيد العروبة والإسلام


محمد زيدان – الجزائر
يحزنني وأنا المواطن العربي الجريح أن أتلقى نبأ الاغتيال الجبان الذي نفذته قوى الشر الأمريكية -الإيرانية في حق الشهيد ورجل الدولة العراقي الأصيل السيد علي حسن المجيد. وإننا في الجزائر أمام هذه الجريمة الشنيعة بحكم تجربتنا الطويلة في الجهاد ضد الاستعمار الغربي، متأكدون بإذنه تعالى بأن النصر قريب، ومحاكمة الشعب والأمة للقتلة واللصوص والفاسدين المفسدين في الأرض قريبة ولن ينجو العملاء في المنطقة الخضراء ولن تحميهم دبابات الاحتلال الصهيوأمريكي ولا الإيراني الصفوي من غضب العراقين.
إن دماء المناضل العربي الشهيد علي حسن المجيد ومن سبقوه إلى لقاء ربهم من إخواننا وأحبائنا في العراق المجاهد ستثمر بإذنه تعالى حرية واستقلالا وسؤددا وعزة. وإننا واثقون بأن استهداف المدنيين العزل بالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة واحتلال آبار النفط في العراق وتسليم الأسرى العراقيين وقتلهم والتمثيل بهم هو عمل همجي أمريكي إيراني مشترك. وليشهد العالم بأن بوش وبعده أوباما مسؤولان عما ارتكب ويرتكب من جرائم في حق العراقيين والعرب والمسلمين.
إن جائزة نوبل التي منحت للرئيس الأمريكي باراك أوباما نوع من النفاق العالمي واستخفاف بالقيم الإنسانية، وإلا لماذا يسلم أسرى الحرب العراقيين الأبرياء إلى أقذر القتلة الفاسدين المفسدين في المنطقة الخضراء في بغداد، ويغتال الشهيد العراقي علي حسن المجيد ورفاقه وإخوانه من الوطنيين العراقيين الأحرار؟
لم تسمح لي ظروفي بمغادرة الجزائر ولا بزيارة العراق يوما ولا بالسماع عن المناضل العراقي علي حسن المجيد قبل العدوان الثلاثيني على العراق، ولكن الذي شد انتباهي...... ذكاء الرجل المتميز وشجاعته الخارقة وقوة شخصيته وبلاغته أمام جلاديه في المهازل الأمريكية الإيرانيه التي سموها محاكمات؛ ثم من خلال الحرب النفسية التي شنتها وسائل الإعلام العربية والعالمية ضد النظام الوطني العراقي، وما رافقها من تزييف للحقائق وتضليل للرأي العام. والغريب في الأمر في تلك المحاكمات الظالمة أن ينسب إلى الشهيد البطل استعمال السلاح الخاص ثم يكون عدد الضحايا جريحان وجريح واحد في جبال شمال العراق وكأنها أقل شدة من مفرقعات الأعياد في شوارع بغداد أو الجزائر العاصمة...ناهيك عن كذبة استعمال العراق للسلاح الكيماوي ضد مواطنيه الأبرياء في حلبجة مع أن المسؤول الأول والأخير بشهادة الأمريكيين أنفسهم هو الخميني وملالي إيران العنصريين المتعصبين. إن الكذب والباطل لن يدوما والليل الحالك سوف ينجلي ويكتشف العالم أن ما نسب وينسب إلى الوطنيين العراقيين الأحرار هو من تدبير أمريكا وإيران وعملائهما في المنطقة الخضراء من الخونة المجرمين الذين لا دين لهم ولا ملة ولا ضمير.
نم قرير العين يا ابن أرض الحضارات والرسالات... أيها الرجل المؤمن الشجاع في أرض أجدادك وآبائك، فإن شعبك وأمتك لن ينسيانك وسوف تذكرك الأجيال وتتغنى بشجاعتك وثباتك في الشدائد، ووطنيك وانحيازك لشعبك وأمتك. يكفيك شرفا أنك على حق وإن جلاديك وجلادي قومك من شراذم الشر والخيانة على باطل؛ فدعهم يسبحون في دماء الشهداء، إلى أن تحين ساعة القصاص، وما أدراك ما ساعة القصاص الذي سوف يلاحقهم حتى في بطون أمهاتهم.
تغمدك الله بواسع رحمته أيها الشهيد البار بشعبه وأمته وأدخلك فسيح جنانه وألهم ذويك الصبر والسلوان.
وعاشت المقاومة الوطنية العراقية الممثل الشرعي الوحيد للشعب العراقي الواحد الموحد. والخزي والعار لعملاء الاحتلالين الأمريكي والإيراني.
المواطن العربي محمد زيدان - الجزائر


مخابرات الامارات تبتز الفلسطينيين وتجندهم عملاء لمخابرات عباس




احمد كمال
حسب معلومات جديدة حصل عليها "أخبارنا"
مخابرات الامارات تحاول ابتزاز الفلسطينيين وتجنيدهم كعملاء
أبوظبي – خاص بـ"أخبارنا"
تسربت معلومات جديدة عن الحملة المنظمة والصامتة التي ما تزال مستمرة في الامارات ضد الفلسطينيين المقيمين على اراضيها، والتي يقول الفلسطينيون أنها الأولى من نوعها منذ تأسست دولة الامارات على يد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان عام 1971.
وتتلخص المعلومات الجديدة التي حصل عليها موقع "أخبارنا" في أن مخابرات الامارات تتخذ نفس الأسلوب الذي تستخدمه المخابرات الأردنية منذ سنوات، والذي يقوم على "ابتزاز من يمكن ابتزازه من الفلسطينيين"، والتعامل معهم على قاعدة "اما معنا أو علينا"!
وقال فلسطينيون تم ترحيلهم من الامارات ان القرار اتخذ بحقهم بعد أن رفضوا العمل كعملاء لجهاز المخابرات الاماراتي المسمى "أمن الدولة"، حيث يتم استدعاء الفلسطينيين فرادى وبهدوء وسرية تامة، وتُمارس بحقهم الضغوط لاجبارهم على العمل كعملاء سريين لصالح هذا الجهاز ومن يرفض فانه يواجه أحد مصيرين، اما الترحيل الفوري، أو رفض تجديد الاقامة عند انتهائها دون ابداء أية أسباب!
لكن المعلومة الأهم التي تلقاها موقع "أخبارنا" أن تجنيد الفلسطينيين في الامارات يتم لأغراض ترتبط بصورة مباشرة بالسفارة الفلسطينية في أبوظبي والتي تعمل لحساب سلطة رام الله التي يديرها محمود عباس، اذ تقول المصادر أن السفارة تريد التجسس على الجالية الفلسطينية في الامارات التي تضم عدداً كبيراً من رجال الأعمال والمثقفين والاعلاميين وكبار الموظفين.
كما يدور الحديث عن أن سلطة عباس وبالتواطؤ مع مخابرات الامارات تريد رصد من يقدم أي دعم مالي لفلسطينيين في قطاع غزة، أو يمارس أنشطة من شأنها دعم حركة حماس.
وكان مئات وربما آلاف الفلسطينيين قد غادروا دولة الامارات مضطرين منذ بدأت حملة تستهدفهم قبل عدة شهور، واضطر بعضهم للسفر الى ماليزيا بينما اضطر آخرون للسفر الى السودان، وقيل أن عدداً قليلاً منهم تمكن من السفر الى الأردن وسوريا.
ومن بين الذين تم ترحيلهم من دولة الامارات فلسطينيون ولدوا وعاشوا وتربوا وتعلموا وعملوا في الامارات، كما أن من بينهم رجل سبعيني أمضى 40 عاماً من عمره في امارة الشارقة قبل أن تتصل به أجهزة الأمن تطلب منه مغادرة الدولة نهائياً خلال 30 يوماً، وهو ما تسبب له بمضاعفات صحية كادت أن تودي بحياته!
ولم تعترف دولة الامارات حتى هذه اللحظة بأنها رحلت أي فلسطيني، أو استدعت أي شخص من الجالية الفلسطينية لأجهزتها الامنية، كما أن السفارة الفلسطينية وسلطة رام الله أنكرتا أي استهداف للفلسطينيين في الامارات، وذلك خلافاً للبنان التي انتفضت لحماية رعاياها في الخارج، واحتجت على ابعاد أبنائها من دولة الامارات.