الثلاثاء، 26 يناير 2010

بوستروم يدافع عن أجسادنا


إبراهيم عباس
كارل دونالد بوستروم اسم ينبغي أن نحفظه عندما يتعلق الأمر بالحرب الشرسة التي تشنها الدوائر الصهيونية ضد كل من يتجرأ ويوجه انتقادات واتهامات لإسرائيل ضد جرائمها في حق الشعب الفلسطيني. وربما أن العديد لم يسمعوا بهذا الاسم قبل 17/8/2009 عندما نشر مقاله في صحيفة "أفتون بلاديت" التي تعتبر أكبر صحيفة مسائية تصدر في السويد بعنوان "إنهم ينهبون أعضاء أبناءنا" في إشارة إلى قيام الجنود الإسرائيليين بسرقة أعضاء ضحاياهم من الفلسطينيين ضمن ما يعرف بالاتجار بأعضاء الأحياء والأموات . وكان من الطبيعي أن تسارع الحكومة الإسرائيلية بالاحتجاج لدى حكومة السويد على مقال بوستروم واتهامه باللاسامية ، وهو ما تمثل 
في قول الناطق بلسان الخارجية الإسرائيلية ، يغئال بلمور، إن "مجرد النشر هو وصمة عار للصحافة السويدية، وأنه لا مكان في دولة ديمقراطية لفرية دموية ظلامية قروسطوية من هذا النوع، وأن التقرير مسيء للديمقراطية السويدية والصحافة السويدية كلها"، على حد تعبيره ، لكن حكومة السويد قررت الوقوف بجانب مواطنها بوستروم والدفاع عنه رغم يمينيتها وهو ما تمثل في إعلان وزير الخارجية السويدي كارل بيلت، أنه مصرٌّ على احترام حرية التعبيرفي بلاده ، بعد أن دعت إسرائيل السويد إلى إصدار إدانة رسمية للمقال .
وكان السفير الإسرائيلي لدى السويد قد اجتمع مع بيلفراج نائب وزير الخارجية السويدي بعد يوم واحد من نشر المقال في محاولة للتوصل إلى تسوية لهذه الأزمة. وانتقد المبعوث الإسرائيلي بيني داجان خلال الاجتماع الحكومة السويدية بشدة، داعيًا إيّاها الضغط على الصحيفة لنقض المقال طبقًا لما ذكرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية . بيد أن بيلفراج أكد على احترام بلاده لحرية التعبير، والحيز الضيّق الذي تتمتع به الحكومة للرد على ما ينشر في وسائل الإعلام، وهو ما رفضه السفير الإسرائيلي مؤكدًا أنه سبق للحكومة السويدية أن استجابت في الماضي في الرد على مقالات مشابهة لكن ترددها في مثل الحالة الراهنة يجعل موقفها غير واضح.
وأخذ وزير الخارجية الإسرائيلي افديغور ليبرمان مساء الخميس الماضي على نظيره السويدي كارل بيلت صمته إزاء نشر الصحيفة السويدية للمقال. وقال ليبرمان “من المعيب أن ترفض وزارة الخارجية السويدية التدخل إزاء دعوة إلى القتل تستهدف اليهود" رغم أن المقال لا يتضمن أي دعوة للقتل.
 وتضمن المقال الإشارة إلى قصة الحاخام ليفي يتسحاك روزنباوم من بروكلين في نيويورك الذي تورط مؤخرا في قضايا الاتجار بالأعضاء البشرية التي أثارت عاصفة في الولايات المتحدة وإسرائيل.
 كما تضمن المقال ادعاءات فلسطينيين بأن شبانا فلسطينيين أجبروا على التنازل عن أعضاء في أجسادهم قبل إعدامهم.
وتضمن المقال أيضا أن شبانا فلسطينيين قد اختطفوا من قراهم في منتصف الليل، وتم دفنهم في ساعات الليل بعد إجراء عمليات جراحية لهم. وأشار بوستروم إلى أنه قد استمع من موظفي الأمم المتحدة عن هذه التطورات عندما كان يعمل على تأليف كتاب له في الضفة الغربية. وبحسب ما ذكره فإن موظفي الأمم المتحدة قد أشاروا إلى شبهات بسرقة أعضاء إلا أنهم لم يكونوا قادرين على فعل أي شيء. ونتيجة للضغوط التي تعرض لها وأمام سكاكين الإعلام الصهيوني التي شهرت في وجهه من كل صوب صرح الكاتب بأن ما كتبه ليس تقريرًا وإنما مقال رأي ن وأنه لا يملك الدليل على هذا الإدعاء وأنه كان يهدف من المقال وفق ما بثته محطة CNN  الإخبارية إلى فتح تحقيق حيال الإدعاءات التي سادت في التسعينيات حول هذه الحادثة التي تردد الحديث عنها في ذلك الوقت .بوستروم كغيره من ضحايا (الأنتيسميتزم) في افتقاره للدعم العربي والإسلامي لم يجد أمامه سوى الوقوف في موقع الدفاع عن النفس .
دونالد بوستروم ولد في 30 مايو 1954 في استوكهولم ، وهو صحفي ومصور ومؤلف اشتهر بكتاباته الموضوعية حتى يوم 17/8/2009 حول موضوع النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني  لكن ليس بوسع أحد التكهن الآن بأنه سيواصل الكتابة في هذا الموضوع؟!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق