الاثنين، 19 أبريل 2010

المنسيون خلف القضبان همسات


د. مصطفى يوسف اللداوي
كاتبٌ وباحث فلسطيني
لا نذكر السجناء والمعتقلين، ولا نكتب عنهم، ونعتصم من أجلهم، ونعقد لقضيتهم الندوات، ونقيم لحريتهم المهرجانات، وغير ذلك من الفعاليات والأنشطة، الشعبية والرسمية، في داخل فلسطين وخارجها، لأن اليوم يصادف يوم السجين الفلسطيني، فنحتفي بهم يوماً في العام، ونهتم بقضيتهم مرةً في السنة، نعلق صورهم، ونوزع أسماءهم، ونسرد بعض القصص عنهم، ثم نطوي ملفاتهم، ونغلق سجلاتهم، ونحتفظ بالشعارات التي رفعت، والصور التي علقت، لنعيد رفعها في العام المقبل، وكأن يوم السجين موسمٌ أو عيد، نحتفي به، ونستعد له، ونحيي ذكراه، ثم نلتفت إلى مناسبةٍ أخرى، ولكن السجناء يستحقون منا أكثر من ذلك، ولهم علينا واجبٌ يفوق كثيراً ما نقوم به من أجلهم، فليس هناك واجبٌ نقوم به تجاههم دون الإفراج عنهم، واستعادة حريتهم، فهذه هي الغاية، وهذا هو الهدف الذي نسعى له، فمن أجله يجب أن نعمل، ونكرس كل جهدٍ ممكنٍ ومستطاع، ولا ندخر وسعنا، بكل الوسائل المتاحة، لتحقيق حريتهم، فهذه أمانةٌ في أعناقنا جميعاً، نتحمل مسؤوليتها، ونحاسب عليها، وسنسأل أمام الله، ومن قبل أمام شعوبنا وأمتنا، وأمام المعتقلين أنفسهم، ماذا عملنا لهم، وماذا قدمنا لقضيتهم، إذ لا قيمة لقائدٍ أو مسؤولٍ لا يسعى لاستعادة حرية المعتقلين والأسرى، أويقصر في الدفاع عنهم، وتحسين ظروفهم، والتخفيف من معاناتهم.
السجناء والمعتقلون الفلسطينيون مسؤولية كل مسؤولٍ فلسطيني، ومهمة كل قائدٍ فلسطيني، فعلى عاتقهم –قبل غيرهم- يقع عبئ تحريرهم، وكسر القيد عن معاصمهم، وتخليصهم من ذل الأسر والاعتقال، إذ أن المناصب التي يتبوؤنها، والصفات التي يحملونها، والمواقع التي يشغلونها، وما يتمتعون به من مزايا وامتيازات، ما كانت لتكون لهم لولا عطاءات المقاومين، وتضحيات المجاهدين، وصمود المعتقلين، وما القدر والقيمة التي يحظى بها القادة والمسؤولون، فيبجلون ويحترمون، ويحتفى بهم ويقدرون، ويقدمون فيسمع لهم، ويدعون ليكونوا في الصفوف الأولى، إلى جانب الرؤساء والملوك والقادة، إلا نتاج قيدٍ قد انغرس في المعصم، وظلمة حالكة سببتها زنازينٌ ضيقة، وبقايا أجسادٍ منهوكة، قد أثر فيها السجن والحرمان، فأسكنت الأجساد أمراضاً مزمنة، ضعفاً في البصر، وعجزاً في السيقان، واضطراباً في وظائف الأعضاء، وتدهوراً عام في الصحة والقدرة، فكيف تحلو الحياة، ويستقيم العيش لقادة العمل الفلسطيني، وهم يرون ثلةً كبيرة من أبناء شعبهم، ممن ضحوا بزهرة عمرهم من أجل وطنهم، يعانون قهر الأسر والاعتقال، محرومون من أهلهم، وممنوع عليهم تقبيل يد أمهاتهم، ومصافحة آباءهم، ومحرمٌ على كثيرٍ منهم رؤية أبناءهم، والتعرف على آثار الزمن في أولادهم، لا يشاركون في الأفراح، ولا يحضرون في الأتراح، فلا يكونون في ميلادٍ أو زفاف، ولا يحضرون في موتٍ أو غياب، فهم مغيبون عن العالم من حولهم، منسيون وراء الجدران، يدافعون في أسرهم بطهارةٍ وصدقٍ ونبل، عن ثوابت الأمة وحقوقها.
سجون ومعتقلات العدو الصهيوني دخلها أكثر من نصف الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، ومنهم من دخل السجون مراتٍ عديدة، وسنين طويلة، يخرج منها ليعود إليها من جديد، ومنهم من قضى عقوداً ثلاثة وهو خلف القضبان، ونزيل الزنازين الانفرادية، فتضاعفت لديه المعاناة، واشتدت عليه في زنزانته الظلمة، واشتكى الوحدة، وعانى من الصمت، وأخواتٌ باسلاتٌ صامداتٌ، أحياناً كن مع أطفالهن، وفي أحيانٍ أخرى بعيداتٍ عن الزوج والولد والأهل، تقدمن للمواجهة، وشاركن الرجال في الواجب، فتقاسمن مع رجال فلسطين القيد والسجن، يعتصرن القلوب ألماً وهن الضعيفات إلا من الإرادة، ولكنهن يرفضن أن يثرن شفقة أحد، أو حزن أحد، إنما همهن الأهل والوطن والمقدسات، وقد ضحين بأعز ما يملكن من أجل الوطن، ومن المعتقلين من قضى في السجن نحبه، وارتقى إلى العلى شهيداً عند ربه، نتيجةً لتعذيبٍ، أو إثر مرضٍ فاقم العدو في تدهوره، إهمالاً أو تقصيراً متعمداً في علاجه، أو خلال الاضرابات الشهيرة عن الطعام، التي خاضها المعتقلون الفلسطينيون في مختلف سجونهم، من أجل تحسين ظروف احتجازهم، ولكن السجون لم تفت في عضد المقاومين، ولم تفتر عزائمهم، ولم تضعف إرادتهم، ولم تجبرهم على الخنوع أو الخضوع، بل حافظوا على مواقفهم الصلبة، وصمدوا أمام القيد والجلاد، وثبتوا في مواجهة المحن والابتلاءات، ورسموا في سجنهم للأحرار مناهج مضيئة في الصمود والثبات على المواقف، فكانوا في سجنهم، ورغم قيدهم، أسوداً تزأر، وبالحق تصدح، شامخين برؤوسهم، أعزاء بحقهم، غير مبالين بعدوهم، الذي يقبض على مفاتيح أبواب زنازينهم، ولا يأبهون لهالة القوة التي تحيط بدولتهم، فكانوا رغم قيدهم، دوماً مصدراً للمواقف العزيزة، ومنبراً للكلمة الحرة، ومنطلقاً للثبات على المواقف، وساحة للتعبير عن حال الأمة، فلا خوف يعقد ألسنتهم، ولا جبن يكسر أقلامهم، ولا مداهنة في المواقف، ولا ذبدبة في المواقع، ولا تشتت في الرؤية، ولا تيه في المنهج، ومن السجون انطلقت مبادرات الوحدة، وبرامج اللقاء، ودعوات المصالحة، ونداءات التحذير، وفي السجون يخطط القادة، وينفذون ويجندون ويتابعون، ويديرون من غرفهم الضيقة معارك كبيرة مع العدو الإسرائيلي، ومن الزنازين الضيقة تصدر البيانات، وتكتب الخطابات، وترسل الرسائل والكتب، وتخاطب المؤتمرات، وتناقش الأزمات، وتقترح الحلول، إذ أن عقولهم رغم القيد نيرة، وقلوبهم رغم السجن رحبة، وألسنتهم رغم مرارة الأسر ذلقة، وأقلامهم سيالة، فهم أصحاب رأيٍ وفكرة، وصناع موقفٍ ورواد حق، غيورين على أهلهم، مخلصين لقضيتهم، يحزنون لما يصيبهم، ويغضبون لما يلحق بهم، يثورون على الصمت، وينتفضون على القيد، وينتصرون على العجز، ويستصرخون الأمة، أننا بخير، ولكنهم يطالبون شعبهم، بالثبات على الموقف، والإصرار على الحق، والوحدة في الكلمة، والاتفاقٌ في المبدأ، فهذا خير ما يقدمونه لهم ولقضيتهم.
يخوض السجناء والمعتقلون الفلسطينيون في سجونهم الصحراوية، ومعتقلاتهم العسكرية، وفي مراكز الاحتجاز الإسرائيلية المختلفة، رجالاً ونساءاً وأطفالاً، معركتهم التاريخية، بأمعائهم الخاوية، وأجسادهم الناحلة، وبما يملكون من بقايا حقوقٍ بقيت لهم، ضد سلطات الاحتلال الإسرائيلية، وضد الصمت والعجز المطبق حولهم، ليذكروا قادة العمل الوطني بقضيتهم، لئلا ينسوا معاناتهم، وألا يتأخروا عن العمل لاطلاق سراحهم، ونيل حريتهم، فهم يخوضون معركتهم داخل جدرانهم السميكة، وخلف أسوار سجونهم العالية، بأقصى ما يملكون من وسائل وقوة ومواجهة، فغاية ما يملكون أجساداً منهوكة، ولكن إرادة أصحابها قوية، وهمتهم عالية، ونفوسهم صافية، وقلوبهم لقضيتهم مخلصة، فلا يبالون بموتٍ ينتظرهم، أو عقابٍ يلحق بهم، أو تمزيقٍ وتشتيتٍ آخر تسببه إجراءاتٌ قاسية لسلطات السجون ضدهم، فهم لا يبالون بأي مصيرٍ ينتظرهم، بل إن الكثير منهم، يتطلع إلى الحرية، لا ليعود إلى بيته وأسرته، ولا ليعيش في رفاهيةٍ ونعيمٍ بعد سني الاعتقال، ولا لينال مكافاةً على سجنه، ولا تقديراً على تضحيته، ولا ثمناً لمعاناته، أو تعويضاً عن فقده، وإنما ليواصل المقاومة، ويستأنف النضال من جديد، فنفوس المعتقلين رغم القيد مازالت عالية وثائرة، وتتطلع إلى مواجهةٍ جديدة، وجولةٍ أخرى مع العدو الإسرائيلي، وهم يدركون أنهم قادرون على المواجهة والتحدي، وبل وانتزاع النصر، وتحقيق الهزيمة في نفوس الإسرائيليين، وهم يرونها كل يومٍ في عيون سجانيهم الخائفة، وقلوبهم المضطربة، وأجسادهم الخرعة الخائفة، من سجينٍ مقيد محصورٍ ومحجوز، لا يملك سلاحاً ولا عصا، بينما السجانٌ مسلحٌ بهراوةٍ غليظة، ومدافع غازٍ خانقة، ووسائل أخرى كثيرة للمواجهة والحماية، ولكنهم ومع كل ما يملكون من قوة، ووسائل قتالٍ ومواجهة، يخشون المستقبل، ويخافون من غدٍ قادم، وقد سبر المعتقلون الفلسطينيون غور عدوهم، وأدركوا حقيقتهم، وقد أتقنوا لغتهم، وقرأوا كتبهم، وفهموا طبيعتهم وجبلتهم الخائفة دوماً.
السجناء الفلسطينيون في سجون العدو الإسرائيلي لا يغيبون عن الذاكرة، ولا ينسون مهما غابوا، فنضالهم سابق، وأثرهم باقٍ، والمستقبل لهم مهما طال الزمن، والحق الذي يحملون سيرى النور رغم ظلام السجون، فلا نستطيع يوماً أن ننساهم، أن أو نغض الطرف عن معاناتهم، فهم قرة العين من الأبناء، وزهرة الحياة من الأخوات، والجبين العالي من الآباء الكبار، ورفاق درب الجهاد والمقاومة، الذين يتطلعون قبل الحرية إلى النصر، وإلى التحرير قبل كسر القيد، نذكرهم كل يوم، فلا ننساهم ما طلعت شمسٌ أو غابت، ونستعيد وجودهم كل الوقت، ونعمل وسعنا لينالوا حريتهم، فهم نجومنا –بعد الشهداء- الزاهرة في سماء مقاومتنا، بهم نحتذي، ومنهم نتعلم الصبر والثبات، ولكننا لا نبكي غيابهم، ولا ننتحب لفقدهم، ولا نحزن على ما قدموا، بل نفخر بنضالهم، ونعتز بجهادهم، ونتطلع إلى اليوم الذي يرون فيه ثمار ما غرسوا وزرعوا، دولةً ووطناً وعودةً بعد تحرير.

بيروت في 18/4/2010

تكميم الأفواه بذريعة مواجهة الشائعات


ا.د. محمد اسحق الريفي
 في غزة هناك شائعات مغرضة تهدف إلى ضعضعة شعبية حركة "حماس"، ولا بد من تضافر الجهود على كل المستويات وبطريقة علمية وحكيمة لمواجهة هذه الشائعات ودحضها وحماية الشعب منها، لأن النيل من "حماس" يهدف إلى النيل من نهج المقاومة الذي تتبناه.  وفي المقابل هناك حقائق يراها الناس بأم أعينهم، ولا يستطيع أحد طمسها أو تجاهلها، وهناك معاناة يعيشها الناس ولا يستطيع أحد إنكارها، ولا بد من التمييز بين الشائعات المغرضة وبين شكاوى الناس من واقع يعيشونه بألم ومرارة.
 وليس من الحكمة إسكات ألسنة الناس بذريعة محاربة الشائعات، بل من الحكمة الوقوف عن كثب على حقيقة تذمر الناس وشكواهم، ومحاورتهم وإقناعهم بطريقة منطقية وبصدق وشفافية.  وأحرى بالنواب في المجلس التشريعي الفلسطيني الاقتراب أكثر من الناس، ولا سيما في هذا الوقت الذي يشهد حرباً نفسية متصاعدة تستهدف صمود غزة، ليستمعوا إليهم ويتعرفوا على مشاكلهم، وليعملوا على تخفيف معاناتهم وحل مشاكلهم ومحاسبة كل من يسيء إليهم مستغلاً موقعه الحكومي أو مستقوياً بانتمائه التنظيمي.  ولا عذر لنائب لم يعرف مشاكل المواطنين وهمومهم، وليس منطقياً ولا حكيماً الطلب ممن لديهم شكاوى من المواطنين الوقوف في طوابير أمام مكاتب المسؤولين وبيوتهم لنقل شكاواهم وتظلماتهم، ورحم الله سيدنا عمر القائل: "والله لو تعثرت بغلة في العراق لحاسبني الله عنها."  أقوال لم نعد نسمعها في هذا الزمان!
 ولا بد أن تعمل الحكومة على إخضاع جميع الناس لسلطة القانون دون استثناء وبغض النظر عن انتماءاتهم التنظيمية وولاءاتهم السياسية أو أية اعتبارات سياسية أو تنظيمية أو اجتماعية أخرى.  وليس من الحكمة تخويف الناس وتكميم أفواههم عبر إساءة توظيف العواطف الدينية والوازع الديني وحب الناس للمقاومة ورفضهم للاستسلام أمام الضغوط الصهيونية، فالمواطن الذي يصبر على المعاناة يستحق أن يهتم المسئولون بشكواه وتظلمه.
 إن العدل هو أساس الحكم وغايته، وهو وسيلة بقائه واستمراره، ولا أمن دون عدل، ولا نصر دون عدل، ولنتذكر دائماَ القول المشهور "عدلت فأمنت فنمت يا عمر."  وقد أثبتت السنوات الماضية أن الشعب الفلسطيني شديد المحاسبة لمن يسيء إليه، لا يجامل أحداً، ولا يصمت طويلاً، وأنه يطلق كلمته كالرصاصة في الوقت المناسب.  وليس أضر على الشعب الفلسطيني من سلوك قلة مستهترة وغير منضبطة ممن يستغلون مواقعهم ومناصبهم لتحقيق مآربهم الشخصية والتسلق على ظهر المضطهدين من أبناء شعبنا.
 وهنا لا بد من تفعيل دور النائب في المجلس التشريعي للدفاع عن المواطنين، فهو نائب عن الشعب لدى السلطة وأهم واجباته الدفاع عن حقوق المواطنين، وليس نائباً لدى الشعب عن السلطة أو التنظيم الذي ينتمي إليه، ولا بد من عدم الخلط بين هذين الأمرين، فهناك فرق كبير بينهما، والمواطن يستطيع  التمييز بين الأمرين، بل هو الفيصل في التمييز بين من يخدمه بحق وبين من يستهتر به وبحقوقه.  إن النائب والقائد والحاكم والوزير والمسئول إذا لم يعش المعاناة القاسية التي يعيشها المواطنون ويعاني مثلهم، فلن يكون مؤهلاً لحمل هموم المواطنين، ولن يكون قادراً على تخفيف معاناتهم، ولا يحق له أن يمثلهم.  وأصحاب البروج العاجية لا يصلحون لقيادة شعب يسعى لتحرير وطنه ونفسه من براثن الاحتلال الصهيوني.
 إن مواجهة الشائعات لا يكون بحشد الآيات والمعاني الدينية لزجر الناس ومنعهم من الشكوى ومن الحديث عن العيوب التي يرونها بأم أعينهم ويعانون منها، بذريعة حماية المقاومة وحكومة المقاومة، فهذا الأسلوب فيه استهتار بالمواطنين وعقولهم، ويؤدي إلى نتائج عكسية، وإنما تكون مواجهة الشائعات بتحقيق العدل وإصلاح الخلل وبوضع خطة إصلاح لموظفي الحكومة بحيث تتضمن حلولاً جذرية للمشاكل التي تثير تذمر الناس وتضطرهم إلى إطلاق ألسنتهم ونقد الواقع بصورة سلبية يستغلها الأعداء للنيل من نهج المقاومة، وبهذا الأسلوب فقط ينجح المتصدون للشائعات المغرضة في سد الطريق عليها إلى عقول الناس وقلوبهم.


رسائل التبصير : كشف ألغام التحرير


 الرسالة الخامسة : لغم عفوية انطلاق المقاومة العراقية   2– 3   
الى الماء يسعى من يغص بلقمة فإلى اين يسعى من يغص بالماء ؟
                 مثل
صلاح المختار
        7 – هل ما حصل من صراع مسلح منذ عام 1991 كان محض حرب نظامية ؟ ام انه اقترن باعداد الشعب للقتال مع الاحتلال المتوقع ؟ وهل حصل قتال بين مدنيين مدربين وقوات اجنبية منذ عام 1991 ؟ وهل كان وجود قوات شعبية مسلحة بالملايين احد اهم عوامل التردد الامريكي في الغزو منذ عام 1991 ؟ ولماذا اوقف بوش الاب الحرب في عام 1991 من جانب واحد ؟ ماذا قال في السي ان ان عام 1994 عن سبب ايقافه لاطلاق النار ؟
        حينما فرضت الولايات المتحدة الامريكية الحرب على العراق في عام 1991 كان واضحا ، حتى لاقل الناس وعيا في السياسة والحروب ، بان ما يواجهه العراق كان حربا شاملة . ما معنى الحرب الشاملة ؟ ما رايناه وواجهناه هو التالي :
         أ – بعد حرب تسمى حربا عالية الحدة ( high intensity war )  بدات  يوم 17 / 1 / 1991 وانتهت يوم 28 / 2 / 1991 بوقف اطلاق النار من جانب واحد ، هو الجانب الذي بادر بشن الحرب وهو امريكا ، تغير شكل الحرب ولم تتوقف كما ظن بعض قليلي الخبرة بالحرب وبمعنى ستراتيجة الحرب ، اذ تم بعد وقف اطلاق النار تبني حربا مو نوع اخر وهي الحرب المنخفضة الحدة  (  low intensity war ) . ولئن كانت الحرب العالية الحدة ساخنة جدا تستخدم فيها كل اساليب الحرب الحديثة فان الحرب المنخفضة الحدة هي عبارة عن عمليات محدودة هدفها استنزاف العدو ، وهو هنا العراق ، واعداده للانهيار او الهزيمة  ببطء بالقيام بعمليات محدودة ولكن مستمرة هدفها تدمير مصادر قوته العسكرية والاقتصادية ، واضعافه نفسيا وكشفه امنيا تمهيدا لاستئناف الحرب العالية الحدة بعد اكتمال شروط شن حرب ناجحة عليه . وتضمنت تلك الحرب فرض مناطق حظر الطيران وتحرك القوات العراقية ومناطق الطول والعرض ، والتي كان واضحا انها تستهدف الاعداد لتقسيم العراق ، وقصف الدفاعات العراقية ومهاجمة المنشأت الاقتصادية لتدمير موارد الدولة والمجتمع وعدم السماح بحصول استقرار امني واجتماعي ...الخ .
        ب – حصار شامل تضمن حتى الدواء والغذاء مع انهما لا يخضعان لاي حصار ، والسبب هو الرغبة في تفتيت المجتمع وتحريض الراي العام ضد نظامه الوطني بجعل الجوع والعوز والمرض يسحقان الاطفال والنساء والشيوخ ، وتعمد اعادة العراق الى مرحلة سابقة تم القضاء على امراضها مثل الفقر والمرض والفساد الاجتماعي والامية وغير ذلك .
        ج – شن هجمات شاملة تنتمي للحرب العالية الحدة بين فترة واخرى من اجل تكريس ظاهرة عدم الاستقرار وحرمان العراق من القدرة على اعادة البناء العسكري والاقتصادي والامني ، وجس نبض طبيعة وحجم ونوعية الرد العراقي على محاولة القيام بغزو ناجح . وتقع ضمن هذا الاطار العدوانات التي سميت ( بعدوانات الرجعة ) . وفي هذه العدوانات كان الشعب مستعدا للمواجهة وكانت الجماهير المسلحة تنتشر في كل العراق لحمايته من تقدم القوات التي كانت تحتشد على حدوده الجنوبية بشكل خاص .
وقد ثبت بان امريكا كانت تريد معرفة مدى استعداد العراق شعبا وقوات مسلحة للرد على غزو محتمل ، وكان الاستنتاج الامريكي الرئيسي في الفترة بين عام 1991 و2003 هو ان النظام مازال قويا ليس بفضل قدرة القوات المسلحة النظامية على المواجهة فقط بل ايضا ، واساسا ، لوجود قوات شعبية ضخمة مسلحة ومدربة وقادرة على خوض حرب عصابات عند غزو العراق ، وكانت التجربة التي اقلقت امريكا هي نتيجة عملية ( ثعلب الصحراء ) التي شنتها امريكا في عام 1998 واستمرت حوالي اربعة ايام واستهدفت تدمير مراكز القوات المسلحة والسيطرة والقيادة تحقيق انهيار في معنويات الشعب من اجل دفع قوات ضخمة كانت متمركزة في الكويت والسعودية لدخول العراق وغزوه ، ورغم شراسة العملية وقدرتها التدميرية الهائلة الا انها فشلت لوجود استعداد قتالي عالي وقوي عسكريا وشعبيا . فماذا حصل ؟
توصلت ادارة بيل كلنتون الى قناعة اعلنت عنها رسميا تقول ان غزو العراق الناجح مستحيل من دون التعاون مع ايران لان الانطلاق الرئيسي للغزو لابد وان يبدأ من الجنوب ، وبدون شل او اضعاف الدعم الشعبي للنظام الوطني في الجنوب فان غزو العراق مستحيل ، كما اثبت تجربة ثعلب الصحراء الفاشلة ، والتي وصفتها مصادر ايطالية خير وصف بالقول ان ( الثعلب الامريكي ضاع في صحراء العراق ) ، وبما ان ايران تملك داعمين لها في جنوب العراق فان التعاون معها امر حتمي لغزو العراق بنجاح . اذن كان وجود مئات الالاف من المدنيين المقاتلين ، خصوصا في جنوب العراق ، احد اهم اسباب تأخر غزو العراق كثيرا وتردد امريكا طويلا في تنفيذه وجاء خيار التعاون مع ايران لتأكيد ان الجماهير المسلحة كانت احد اهم اسباب التعاون مع ايران من اجل اضعاف هذه الجماهير وشقها طائفيا وبغير ذلك من الوسائل .
        د – كانت هناك كتل شعبية مسلحة ومدربة وصلت اعدادها الى الملايين ، ومنها كان جيش القدس الذي ضم أكثر من ستة ملايين عراقي ، وكانت تجربة شن العداون الثلاثيني في عام 1991 قد اكدت مشاركة الاف المدنيين في كافة انحاء العراق وفي الكويت ، التي كانت في قبضة العراق وقتها ، في رد العدوان والقتال ضده . وفي اطار هذه الحقيقة فوجأ العالم بقرار جورج بوش الاب بايقاف اطلاق النار من جانب واحد مع انه شخصيا قبل ذلك بأقل من يوم اكد رفض ايقاف اطلاق النار ، خصوصا حينما اقترح الاتحاد السوفيتي على لسان رئيسه غورباتشوف ذلك ، ولكن فجاة وبدون مقدمات اعلن بوش وقف اطلاق النار في قمة معركة دبابات في جنوب العراق وصفتها الوكالات وقتها بانها اكبر معركة دبابات في التاريخ .
ولم يقدم الجواب الامريكي الواضح والصحيح على السؤال الذي طرح وقتها وهو لماذا اوقفت امريكا اطلاق النار مع ان قواتها دخلت العراق وشرعت بالاشتباك مع الحرس الجمهوري وكان نخبة القوات المسلحة العراقية ، في اطار اعلان رسمي بان الهدف كان ( التخلص من صدام حسين ) ؟ وعلينا من اجل معرفة الاطار الاوسع لما جرى ويجري ، وهو اطار تتعمد امريكا وغيرها التعتيم عليه ، ان نتذكر بان الموقف الرسمي لامريكا ومن كان معها كان وقتها يقول بان الهدف من الحرب هو اجبار العراق على الخروج من الكويت فقط وليس غزو العراق ، ولكن خرج العراق من الكويت ومع ذلك اصرت امريكا على دخول مئات الدبابات الى جنوب العراق من السعودية اولا ثم من الكويت وتكثيف عمليات القصف الجوي والصاروخي للعراق ، فقامت قوات الحرس الجمهوري الباسلة بالتصدي الناجح والعظيم لها . وهنا لابد من طرح سؤال محوري يفضي تجاهله الى تغييب احد اهم دوافع الحرب : لم اصر بوش الاب على مواصلة الحرب ضد العراق ورفض المقترحات السوفيتية ، وقبلها رفض مقترح الرئيس الفرنسي ميتران ، ودفع قواته لدخول جنوب العراق بعد اكمال الانسحاب العراقي من الكويت مع ان الموقف الرسمي كان يقوم على اخراج القوات العراقية من الكويت وليس غزو العراق ؟  
وهنا وللتاريخ يجب ان اكشف لاول مرة بعد مرور 19 عاما بانني كنت شخصيا قد نقلت رسالة رسمية من الرئيس الفرنسي ميتران وبناء على طلبه ، للرئيس الشهيد صدام حسين حول كيفية حل مشكلة الكويت وازمة المنطقة كلها ووافق الرئيس الشهيد عليها واوصلت الرد الى الرئيس الفرنسي .
ويجب ان نكون واضحين اكثر من اجل ان يفهم الراي العام حقيقة ما جرى في موضوع الكويت ، وهي حقيقة تناقض ماروج من معلومات ، بالتأكيد على ان مبادرة ميتران ، التي قدمت للعراق قبل ايام من بدء الحرب ، كانت تقوم على تطبيق قرارات الامم المتحدة الخاصة بالكويت وفلسطين بشكل متزامن ، وهي تتضمن الانسحاب العراقي من الكويت مقابل تطبيق قرارات الامم المتحدة الخاصة بفلسطين ، وهو ما اسماه العراق ( مبدا الترابط بين حل مشكلة الكويت وحل مشكلة فلسطين ) ، ووافق العراق عليها ، لكن امريكا افشلتها مع ان وزير خارجية فرنسا كان يستعد للسفر الى بغداد لاجل ذلك ، وكنت قد ابلغت رسميا من قبل المستشار الرئيسي لميتران بان الوزير سيغادر غدا الى بغداد . اما مبادرة غورباتشوف فقد طرحت اثناء الايام الاخيرة للعدوان بعد زيارة المجاهد الكبير ، وعميد اسرى العراق طارق عزيز حفظه الله ، الى موسكو وتبليغه للرئيس الروسي بان العراق مستعد للانسحاب من الكويت فقام غورباتشوف بطرح مبادرة تدعو لوقف اطلاق النار والدخول في مفاوضات مباشرة  من اجل حل القضايا التي ادت للحرب ، لكن بوش قال وقتها لغورباتشوف ( مبادرتكم جاءت متأخر والحرب هي الوسيلة الوحيدة لحل مشكلة العراق المزمنة لذلك لن نوقف الحرب ) ، اما العراق فلم ينتظر موافقة امريكا على مبادرة غورباتشوف فقد بدأ بالانسحاب من الكويت واكمله قبل اكمال دخول قوات الحلف الامريكي للكويت ، وهي حقيقة معروفة جرى طمرها وتصوير الامر وكأن امريكا اخرجت العراق بالقوة من الكويت .
 في عام 1994 وبعد ان خرج بوش من الرئاسة اجرت شبكة السي ان ان مقابلة معه سالته فيها ( لم اوقفت الحرب ولم تكمل عملية التخلص من صدام حسين الذي عاد لخق المشاكل لنا ) ؟ فقال بانه اوقف اطلاق النار لانه اراد حماية ( اولادنا من خطة وضعها صدام حسين لجرنا الى حرب مدن داخل العراق ) . ماذا حصل أنذاك ؟
تشير وقائع تلك المعركة التاريخية في جنوب العراق الى وقوع القوات الامريكية في فخ مميت للحرس الجمهوري وان مئات الدبابات والمدفعية الامريكية ومئات الطائرات خصوصا الهليوكوبتر كانت تتعرض لنيران كثيفة جدا من قوات الحرس الجمهوري البطلة ، بعد ان انغرزت في الرمال في جو ماطر جدا تتخلله عواصف رملية ورعدية ضخمة جعلها عاجزة عن القتال او الطيران ، وزاد الامر خطورة بالنسبة للقوات الامريكية حينما حل الليل وصار عليها خوض الحرب ليلا وهي حرب اتقنها الحرس الجموري وخاضها مرارا ولم تكن القوات الامريكية مستعدة لها بعد ، في هذا الوضع الرهيب كانت صرخات قادة القوات الامريكية وهي تتصل بقيادتها في امريكا تسمع بوضوح وتسجل من قبل الاستخبارات العسكرية العراقية ، وكانت الاصوات تحذر من وقوع اغلب تلك القوات في الاسر وتطلب وقف اطلاق النار فورا وبلا اي تأخير .
ان هذ الحقيقة تشكل احد اهم دافعين لوقف القتال من جانب واحد ، اما الدافع الاضطراري الاخر المهم جدا فهو ما قاله بوش للسي ان ان ، وهو تجنب الوقوع في فخ عراقي اخر اكثر قتلا من الهزيمة في معركة الجنوب النظامية وهو فخ جر القوات الامريكية الى معارك مدن وحرب عصابات اكد بوش ان الرئيس الشهيد صدام حسين قد اعد لها وجعلها فخا لاصطياد     ( اولاد امريكا ) فيها وتجريدهم من تفوقهم العسكري المطلق وجعل الحرب حرب ارادات يملك العراقيون فيها التفوق المطلق والتام دون ادنى شك . وهذا الجواب الذي قدمه بوش اكد ما نقول واثبت ان الدور الفعال للجماهير المسلحة في العراق وقدرتها على ردع  الغزاة او على الاقل جعلهم يترددون كثيرا قبل الاقدام على الغزو او العدوان المسلح الواسع النطاق كان عاملا حاسما في وقف اطلاق النار من جانب واحد .
وهنا يجب ان اتوقف قليلا لاشير الى تفاهة وحقارة القصص التي روجت حول هزيمة الجيش العراقي وعدم قيامه بالقتال لانها قصص تتناقض حتى مع الروايات الرسمية الامريكي والبريطانية والفرنسية ومع ماورد في كتب وكتابات امريكية واوربية صدرت فيما بعد حول حقيقة المعارك التي جرت داخل الكويت او داخل العراق بين العراق وجيوش 28 دولة وامكانات 33 دولة وقفت كلها ضد العراق ، ومنها قوى عظمى وكبرى مثل امريكا وبريطانيا وفرنسا ، تلك المعارك التي كانت مفخرة للقوات المسلحة العراقية رغم التفوق الهائل للتحالف الاستعماري الذي شن الحرب على العراق في كافة المجالات الا مجال المعنويات حيث كانت القوات العراقية تمتلك معنويات من يقاتل دفاعا عن الوطن والهوية القومية والشرف والدين والكرامة .
         8 – ماذا قال تقرير احدى لجان التفتيش اثناء الحصار بعد زيارته لاحد المعسكرات العراقية ؟ الم يبدي استغرابه لقيام الجيش النظامي في ذلك المعسكر بتدريب الضباط والجنود على زرع العبوات الناسفة وطريقة تصنيهعا من مواد محلية متوفرة في السوق ؟ نعم لقد وردت تلك الملاحظة في تقرير احدى لجان التفتيش وكان ذلك مؤشرا الى حقيقة تطبيق قرار مركزي بتحويل قسم من الجيش النظامي للعمل وفقا لستراتيجية حرب العصابات . والسؤال هنا هو : مامعنى هذه الحقيقة قدر تعلق الامر بمن يقول بعفوية انطلاق المقاومة العراقية ؟ الا تؤكد بان الاتجاه الرسمي كان اعداد الشعب والقوات المسلحة لحرب شعبية طويلة ؟
         9 – لم تم تشكيل ( فدائيواصدام ) ودربوا تدريبا عاليا على حرب العصابات ؟ وماذا فعل هذا التنظيم بعد بدء الغزو ؟ تشير كل الاعترافات الامريكية العسكرية المتوفرة الى ان ( فدائيوا صدام ) قد شكلوا عقبة خطيرة امام تقدم قوات الغزو نتيجة تصديهم البطولي لقوات الغزو في كل مكان . اما بعد الغزو فان ( فدائيوا صدام ) كانوا القوة الرئيسية الاولى التي قاتلت الغزاة في كل المدن التي دخلت فيها قوات غزو وفي بغداد بشكل خاص .
         10 – لم انشأ جيش القدس ودرب أكثر من ستة ملايين عراقي على قتال المدن ؟ هل كان ذلك لاعدادهم للقتال في فلسطين ؟ من الواضح الان بان تشكيل جيش القدس كان هدفه العملي الحقيقي هو اعداد ملايين العراقيين لحرب المدن والعصابات ، فبعد ان تيقنت القيادة الوطنية العراقية من ان الغزو قادم لا محالة وان المسألة هي مسالة وقت وفرصة مناسبة تقرر تدريب المزيد من العراقيين خصوصا غير البعثيين ، من اجل امتلاك مخزن أحتياطي ضخم جدا للقدرات القتالية يصبح بعد الغزو مصدرا للمقاتلين فورا ، بحيث لن تكون هناك حاجة لصدور اوامر بذلك ، اذ يكفي ان يكون هناك ملايين دربوا على السلاح ليبادر جزء منهم على الاقل للقتال ضد الغزو فور حصوله ، وهذا ماحصل بالفعل حيث ان الاف المدربين انخرطوا في فصائل تشكلت بعد الغزو بمبادرة من بعثيين ومستقلين ، بل ان الالاف قاموا ، كافراد بلا تنظيم ، باعمال مسلحة ضد الغزو نتيجة امتلاكهم للسلاح واعدادهم لخوض الحرب بشكل مسبق .
والان يجب ان نتخيل لو ان هذا الاعداد الملاييني للعراقيين على القتال وتمليكهم السلاح لم يحصل هل كانت المقاومة العراقية ستنطلق فورا حصول الغزو ؟ ام انها ستكون مضطرة لانتظار سنوات ، وعلى الارجح عقود من الزمن ، من اجل تدريب المتطوعين على حرب العصابات والبحث عن سلاح يستخدم فيها واموال لتغطية نفقاتها الكبيرة ؟ باعداد الملايين للقتال وبتمليكم السلاح وبتوفير ملايين الدولارات لتغطية تكاليف الحرب التحررية اختصر البعث طريق التحرير وازال عقبات خطيرة امام واجب البدء باسرع وقت في مقاتلة الغزاة . وهذه الحقيقة لا تظهر قيمتها الكاملة الا اذا تذكرنا حقيقة اخرى محزنة وهي ان المقاومة العراقية هي المقاومة اليتيمة الوحيدة والتي لا داعم عربي او اجنبي لها ماليا او سياسيا او اعلاميا ، وهي حقيقة كانت ستجعل من انطلاقها عمل شبه مستحيل او على الاقل بالغ التعقيد .
نتمنى من اصحاب الضمائر الحية تذكر ذلك .
        11 – لم انشأ الشهيد القائد صدام حسين التنظيم السري للحزب في عام 1999 ؟ هنا نكشف احدى اهم الحقائق التي بقيت في حالة تشبه السر وهي قرار قيادة الحزب في عام 1999 انشاء تنظيم حزبي بعثي مواز للتنظيم الحزبي الرسمي القائم ويضم افضل المناضلين المجربين ، عقائديا ونضاليا واخلاقيا ، وعزله عن التنظيم الحزبي الرسمي ، الذي اضعفته العناصر غير العقائدية التي تسللت اليه بحكم وجود البعث في السلطة وما في ذلك من اغراءات ، وجعله سريا جدا والاعتماد عليه في مواجهة التحديات القادمة . لقد تم تشكيل تنظيم حزبي سري مواز للتنظيم الرسمي للحزب ، لكنه مكون من نخب ممتازة وعقائدية ودربت على القتال في المدن وعلى تصنيع المتفجرات واصلاح الاسلحة وحماية المواطنين من الحرب الحديثة ، ويضم نخب من افضل كوادر الحزب المدنية وضباط الجيش والمخابرات الوطنية المتخصصة بحروب المخابرات – لان حرب العصابات بدون جهاز مخابرات متطور وكفوء مغامرة طفولية - والتمويه والتسلل داخل صفوف الاخرين ...الخ .
لماذا اعد هذا التنظيم ؟ ولماذا في عام 1999 بالذات ؟ ان صعود نفوذ ( المحافظون الجدد ) الواضح في ذلك العام ، حيث اصدروا دراسة اطلقوا عليها تسمية موحية جدا وهي ( القرن الامريكي ) وقدموها لبيل كلنتون الرئيس الامريكي وقتها من اجل العمل بها ، وهم يتبنون مشروعا رسميا لاستثمار الفرصة السانحة بعد انهيار الشيوعية للسيطرة على العالم ، ومن اهم الخطوات التمهيدية لذلك هي خطوة غزو العراق بعد مواصلة امريكا وحلفاؤها عملية فرض الحصار والاضعاف التدريجي للعراق وقواته المسلحة ، ان هذا التوجه الستراتيجي الامريكي اقنع القيادة الوطنية العراقية بان الامر لابد ان ينتهي بحرب اخطر هدفها غزو العراق هذه المرة وليس فقط تدمير بناه التحتية والفوقية ، لذلك لابد من تشكيل تنظيم حزبي مقاتل وعقائدي ويتمتع بخصال راقية تمثل الاصولية البعثية خير تمثيل وتبعد العناصر الانتهازية التي تسللت اليه ، من اجل الاستعداد لمقاومة الغزاة داخل العراق هذه المرة .
        12 – لم وزع الرئيس الشهيد صدام حسين اموالا ضخمة على كوادر الحزب والدولة وشيوخ عشائر وشخصيات عراقية قبل الغزو وطلب منهم استخدامها عند حصول الطوارئ لمقاومة العدو ؟ لقد وزعت ملايين الدولارات وقتها وكانت تكفي لتمويل المقاومة لعشرة اعوام على الاقل ، وقد ساعدت هذه الاموال على البدء بعمل مسلح فور حصول الغزو . ونشير ايضا الى ان الرئيس الشهيد وزع اموالا بعد الغزو مباشرة وسماها ( امانات ) ، ولكن بعض من استلم امانة خان الامانة وتصرف بالمال العام المخصص للمقاومة ، وهذا البعض اسوأ من الخونة والجواسيس الذين جاءوا مع الاحتلال ، وسيتعرض للحساب العسير في يوم ما خصوصا وان اسماءهم موجودة ومحفوظة لدى جهات معنية بالامر ولن يفلت منهم احد على الاطلاق .
           13 – لم الزم الحزب كوادره وكوادر الدولة ، بما في ذلك اعضاء القيادتين القومية والقطرية للحزب والوزراء ، بالتدرب على السلاح وحرب المدن ؟ لقد كانت تلك الخطوة ، التي نقل تطبيقها التلفزيون العراقي ، اشارة رمزية وذات دلالات مهمة ابرزها ان على الجميع الاستعداد لغزو قادم . ومما له دلالة وايحاء واضحين اقدام الرئيس الشهيد صدام حسين على قول كلام لا يفهم منه الا ان الغزو قادم وان الحرب ستقع في المدن والاحياء العراقية ، فقد قال الشهيد في احد احاديثه الذي نقل عبر التلفزيون ما معناه : لو تطلب الامر فسوف نقاتل في الشوارع بالمسدسات الشخصية ، هذا التلميح كان عبارة عن رسالة موحية تقول بان الغزو واحتلال بغداد امر محتمل ويجب الاستعداد للقتال في المدن المحتلة حتى بالمسدسات الشخصية .
         14 – لم صدرت الاوامر بعد ايقاف اطلاق النار بفترة في الحرب التي بدأت في عام 1991 للتصنيع العسكري بالاعتماد  على الذات في تصنيع وتطوير وتصليح الاسلحة وصنع الالغام والقاذفات المضادة للدروع والطائرات ؟ أليس لان القيادة قد تيقنت من ان الغزو قادم وان العراق سيتعرض لنقص حاد جدا وخطير جدا في الاسلحة والمعدات الحربية لذلك يجب تحقيق اعتماد شبه كامل على الذات في توفير السلاح واصلاحه وتصنيعه ؟ ما نراه الان وما رايناه في سنوات المجد والفخار السابقة من عمر المقاومة هو ان خبراء العراق كانوا مقاتلين من طراز خاص تولوا مسئولية تطوير الاسلحة وتوفيرها للمقاتلين واختراع اساليب علمية وتكنولوجية لتعطيل اسلحة العدو وما لديه من مخترعات علمية وتكنولوجية الكترونية متطورة اراد اسخدامها لايذاء او شل المقاومة . ويمكن القول بسهولة بان المقاومة العراقية امتلكت ميزة خاصة بها وهي انها المقاومة الوحيدة في العالم التي طورت اسلحتها بنفسها وصنعت اسلحتها بنفسها واخترعت ادوات شل بعض اسلحة العدو بنفسها ، من اجل ان تستمر رغم يتمها المعروف .
والسؤال الذي يفرض الضمير الحي طرحه هو : من اعد هؤلاء العلماء ومنحهم الخبرات الخاصة بحرب العصابات وغيرها ؟ اليس النظام الوطني الذي خرج 300 الف حامل شهادة ماجستير ودكتوراه ومن بينهم اكثر من 40 الف عالم في العلوم الصرفة ؟
        15 – كيف ينظر الى مقاومة القوات المسلحة بين عامي 1991 و2003 ؟ اليست تلك مقاومة على نطاق رسمي ؟ الا يشكل عزل المقاومة التي قامت بها القوات المسلحة والشعب العراقي بين عامي 1991 و2003 عن المجرى العام للمقاومة العراقية نوعا من انواع السذاجة السياسية ، اذا افترضنا الوطنية وحسن النية فيمن يقول ذلك ، وعدم الفهم لطبيعة الحرب واشكالها وانماط تطورها خصوصا تعدد اشكال الحرب ؟ وماذا يعني اهمال هذا النوع من المقاومة مع انه تمهيد طبيعي للانتقال الى المقاومة الشعبية المسلحة بعد عجز القوات المسلحة عن مواصلة الحرب بواسطة الحرب النظامية ؟
        16 – هل ينكر من يعرف الحقيقة ويحترمها دور الدولة العراقية والنظام السياسي في المقاومة قبل وبعد الغزو ؟ اليست المقاومة العراقية نتاج أعداد وجهود دولة وطنية نزلت تحت الارض وحولت قواتها المسلحة واجهزة امنها ومخابراتها وكوادر الحزب ومن تطوع من المواطنين الى عناصر مقاومة شعبية ؟ اليس قيام الدولة الوطنية باعداد المستلزمات الاساسية للمقاومة مفخرة عراقية فريدة في تاريخ المقاومات في العالم لم نشهد لها مثيل ؟ وهل بالامكان عزل هذه الحقيقة عن انطلاق مقاومة هائلة وضخمة بصورة فورية وعدم المرور بمراحل تطور المقاومة التقليدية من عمل محدود جدا الى عمل واسع النطاق بعد سنوات او عقود ؟
        17 – هل بالامكان انكار ان القوات المسلحة العراقية قد تحققت فيها نقلة نوعية وكمية بعد وصول البعث للسلطة مما مكنها من التحول الى الحاضنة الرئيسية المقتدرة والكفوءة للمقاومة بكافة فصائلها بعد الغزو من اجل تحييد عوامل التفوق المعادي في المجالات المادية المتعددة ؟ لقد كان الجيش العراقي عبارة عن سبع فرق حينما وصل البعث للسلطة في عام 1968 ، وكان تسليحها بسيطا ولا يكفى للردع الخارجي الفعال ، لكن البعث انشأ سبعين فرقة عسكرية بدل السبعة ، ودربها افضل تدريب واحدثه ، وزودها باحدث الاسلحة ووفر لها خبرات قتالية انفردت بها القوات العراقية عن سائر الجيوش العربية والاقليمية ، ربما باستثناء الجيش الصهيوني الذي يتميز بامتلاكه خبرات متطورة ، وصار ( جيش المليون ) مقاتل فخرا للعراق والامة العربية بفضل خطة شاملة ، وضعها البعث فور استلامه للحكم ، لتطوير القوات المسلحة والارتقاء بها الى مستوى التحديات الوطنية والقومية المتعددة المصادر اقليميا ودوليا .
والسؤالان المطلوب طرحهما هما  : هل هذا الدور التاريخي في تطوير القوات المسلحة الذي قام به البعث معزول عن تحولها الفوري الى فصائل مقاومة للاحتلال بكل خبراتها ونوعيتها وعددها ؟ ولو بقي الجيش العراقي سبع فرق بتسلح بسيط وبدون معرفة علمية وخبرات تكنولوجية متطورة ، كما كان الجيش عند استلام البعث للسلطة ، هل كان بامكان الجيش بتلك الوضعية ان يتحول الى ( الحاضنة الرئيسية ) لمقاومة تقاتل اعظم واخطر قوة استعمارية في التاريخ كله ؟
        18 – بعد الاحتلال ونتيجة للضربات القاسية التي تعرض لها البعث ، قيادات وقواعد ، ونتيجة لاستخدام منظومات اسلحة امريكية حديثة وغير معروفة ادت الى التعجيل باحتلال بغداد واسقاط النظام ، حصلت فوضى تنظيمية طبيعية في القوات المسلحة  والتنظيمات الحزبية والاجتماعية ، كالعشائر وابناء الشعب ، لذلك اضطر القائد الشهيد صدام حسين الى التجوال شخصيا في المحافظات العراقية من اجل اعادة بناء وربط منظمات الحزب وشيوخ العشائر والقوات المسلحة والاجهزة الامنية والاستخبارية وبناء هيكل تنظيمي جديد لمواصلة الثورة المسلحة وتصعيدها .
في تلك الفترة لم يسمع احد بعد باسماء الكثير من غير البعثيين الذين شرعوا بممارسة المقاومة المسلحة او دعموها ، لان البعث كان مازال يقود المقاومة وكانت التنظيمات العسكرية التي انشأها البعث تقاتل ببسالة تحت اسماء غير بعثية تنفيذا لاوامر القيادة بانتشار  البعثيين في كل فصيل ينشا او المبادرة بانشاء فصائل وفقا لسياسة اللامركزية ووجود صلاحيات مفتوحة للكوادر . كما تم التوجيه بتجنب استخدام اسماء خاصة معروفة او حزبية لان الحرب حرب تحرير وطني من جهة ، ولان البعث مستهدف ومكشوف العناصر من الناحية الامنية من جهة ثانية ، لذلك كان يجب عدم اعطاء الفرصة للعدو الغازي لمعرفة من يقوم بالمقاومة من خلال بروز اسماء مرتبطة بالبعث او بعثية الطابع . لقد كان مناضلوا البعث معروفين على نطاق واسع جدا لان البعث حكم العراق 35 عاما واصبحت عناصره وشخصياته معروفة ، واذا ارتبطت المقاومة رسميا باسماء بعثية فان متابعة البعثيين اسهل من متابعة غير البعثيين او البعثيين العاملين تحت اسماء غير بعثية ، ولذلك راينا فصائل كثيرة تتشكل على يد البعثيين او يتم اعدادهم عسكريا على يد بعثيين او يمولون من قبل بعثيين . ان اكثر من 80 % من كوادر الفصائل المختلفة هم بعثيون سواء من القوات المسلحة او المخابرات الوطنية او الكوادر المدنية البعثية .
        19– الان وبعد مرور سبعة اعوام وبعد استقرار الوضع الجهادي في العراق ، ماذا نرى ؟ كيف يبدو المشهد العسكري والسياسي في العراق ؟ من هي القوة الرئيسية شعبيا وعسكريا ؟ دون ادنى شك ان البعث هو الان القوة الاساسية عسكريا وشعبيا في العراق ، وهو الوحيد من بين فصائل المقاومة الذي يمتلك تنظيمات شعبية في كل قرية ومدينة وحي عراقي من اقصى الشمال الكردي الى نهاية جنوب العراق ، كما ان البعث ، الان وفي العام الثامن للغزو وبعد فقد اكثر من 120 الف شهيد مجاهد ، هو التنظيم الجماهيري الوحيد الذي يمثل كل العراقيين بلا تمييز ، ففيه العربي والكردي والتركماني وفيه المسلم والمسيحي والصابئي واليزيدي ، وفيه الشيعي والسني ...الخ ، وكل هؤلاء بعثيون بحكم المواطنة العراقية المتساوية واختيارهم الحر الانتماء للبعث ، الذي لم يعد في السلطة ليقال انه يجبر الناس على الانتماء اليه بل اصبح الانتماء للبعث قرين الموت والتصفيات الجسدية ،  لذلك فانه انتماء جهادي مسنود بالمبادئ الوطنية العراقية التي تسمح لغير العربي بالاصل بانتماء اليه لانه حزب العراق الوطني الجماهيري الوحيد والذي لا يعد العروبة عرقا بل انتماءا حضاريا اختياريا ، من جهة ، ومسنود أيضا بالقومية العربية التي تشكل اكثر من 85 % من شعب العراق ، من جهة ثانية . ما معنى هذه الحقيقة المعاشة ؟  
في الفترة الاولى لاستهداف البعث من قبل الاحتلال وبشراسة وقسوة عرفت على انها الاشد في تاريخ العراق العام ، نشأت فصائل غير بعثية وتضخمت في فترة انشغال البعث في اعادة تنظيم صفوفه وتعويض كوادره الذين تعرضوا للابادة بالالاف واسر منهم عشرات الالاف وتعرض للمطاردة الالاف ، وقيامه بنفس الوقت  بالعمل الجهادي المطلوب ، فاصبح منطقيا حصول الفصائل غير البعثية على دعم جماهيري متوقع لان الشعب يهمه من يقاوم بغض النظر عن تسميته ، لكن تلك الفصائل عادت لحجمها الطبيعي كنخب لا قواعد شعبية منظمة تدعمها ، بعد ان اكمل البعث اعادة تنطيماته ووسع نطاق عمله الجهادي من جهة ، وبعد ان توضحت صورة محزنة ومقلقة لبعض العناصر والفصائل المقاومة وهي انها مصابة بمرض الطائفية الذي تغلب في حالات كثيرة على الانتماء الوطني والمصلحة الوطنية ووصل هذا المرض حد تكفير نصف شعب العراق وهم الشيعة العرب ، وهي حالة لن تؤدي الا الى تقسيم العراق اذا سادت لا سامح الله ، من جهة ثانية .
من هنا فان الجماهير العراقية بغالبيتها الساحقة اعادت اكتشاف البعث في مجرى العمل الجهادي ومحاولات تقسيم العراق ، واختارت مجددا البعث طليعة مقدامة ومؤهلة لتمثيل كل العراق وكل العراقيين وبلا استثناء احد ، ولمواصلة مقاومة وطنية الطابع مسلحة وسياسية لا تسمح باي تمييز طائفي او عرقي ، تحت اي واجهة او تبرير ، وتعد التحرير التام والكامل وغير المشروط هو هدفها الرئيسي الان .
لقد تمكن البعث خصوصا منذ عام 2005 من اعادة الامساك بزمام المبادرة السياسي والعسكري في العراق المقاوم ، وهو الان وفي العام الثامن للغزو القوة الام والمركزية والثقل المقاوم الرئيسي في العراق الذي لا يمكن بدونه مواصلة مقاومة ناجحة او الوصول الى اي حل لكارثة العراق ، والسبب ، مرة اخرى واخرى ، هو ان الفصائل النخبوية ان كانت تستطيع مقاتلة الاحتلال بمجاميع صغيرة تملكها ولا تملك غيرها فانها عاجزة عن حسم الصراع والامساك بالارض وحل مشكلة السلطة وتلك هي اخطر مرحلة من الصراع .
ماذا نريد نحن البعثيون ؟ باختصار : فقط بالتعاون المباشر والكامل بين البعث ، بصفته القوة المركزية ، وبقية الفصائل والكتل والشخصيات الوطنية يمكن تحقيق الخطوات الضرورية للنصر بدون ردة ، او صراع بين الوطنيين بعد النصر او ثناء تحقيقه ، وهي :
1 - حسم الصراع مع الاحتلال بالقوة المتحدة لجميع القوى . 2 - الامساك بكل الارض العراقية باقتدار وتمكن . 3 - اقامة سلطة وطنية مشتركة يشارك فيها كل من قاتل الاحتلال ودعم المقاومة .
يتبع
منتصف نيسان – ابريل  2010

السلطات الايرانية تمارس ضغوط و سياسات ارهابية لاخلاء قرى حدودية احوازية


القوات الامنية التابعة لقوات الاحتلال الايراني تمارس سياسة ارهابية بحق المواطنين الاحوازيين في المناطق الحدودية لاجبارهم بترك منازلهم و تخلية قراهم , حيث سلطت عليهم عدد من ازلام المليشيا و حرمتهم من ابسط مقومات الحيات في قراهم , ومنعتهم من الزراعة في مزارعهم و جففت الانهر ومنعت مواشيهم من الخروج من حدود القرية مما يسبب لاتلاف العديد من المواشي بسب قلت المراعي و محدوديتها . و تأتي كل هذه السياسات الممنهجة لاجبار المواطنين الاحوازيين بترك قراهم و مزارعهم حتى يحل بدلهم بعدد من المستوطنين الفرس للتغير في الديمغرافية الاحوازية .

المركز الاعلامي للثورة الاحوازية

19-04-2010

أخبار الحريات في تونس


حــرية و إنـصاف
منظمة حقوقية مستقلة
 تونس في 05 جمادى الأولى 1431 الموافق ل 19 أفريل 2010
أخبار الحريات في تونس
1) المهندس علي العريض تحت المراقبة اللصيقة ومحاولة لدهس ابنه بدراجة نارية:
يخضع الناطق الرسمي السابق باسم حركة النهضة المهندس علي العريض لمراقبة لصيقة من قبل عدد من أعوان البوليس السياسي الذين يتبعون كل تحركاته، وقد أقدم عونان يمتطيان دراجة نارية في اليومين السابقين على محاولة دهس ابنه السيد هشام العريض عندما كان بسيارة والده، وعند نزوله قام العونان بالتوجه صوبه بدراجتهما وفي آخر لحظة قبل الاصطدام به كبح سائق الدراجة الفرامل مما جنب السيد هشام العريض التعرض للخطر، وهو ما اعتبره السيد علي العريض تهديدا ومضايقة خطيرة قام بها جهاز البوليس السياسي ضد أفراد عائلته. 
2) عرض الشاب حسام بلال على التحقيق السادس:
تم يوم السبت 17 أفريل 2010 عرض الشاب حسام بن احمد بن علي بلال (22 عاما) أصيل مدينة جمال بولاية المنستير على قاضي التحقيق بالمكتب السادس بالمحكمة الابتدائية بتونس الذي أمر بإيداعه سجن المرناقية على ذمة التحقيق من أجل الدعوة إلى ارتكاب جرائم إرهابية والانضمام إلى تنظيم ووفاق له علاقة بالجرائم الإرهابية وعقد اجتماع غير مرخص فيه.
3)  إرجاء التصريح بالحكم في قضية طلبة منوبة إلى جلسة يوم السبت 24 أفريل 2010:
قررت الدائرة الجناحية الخامسة عشرة بمحكمة الاستئناف بتونس برئاسة القاضي محمد علي بن شويخة التي انعقدت يوم السبت 17 أفريل 2010 للنظر في القضايا الثلاث عدد 17786 وعدد 18606 وعدد 18607 تأجيل التصريح بالحكم إلى جلسة يوم السبت 24 أفريل 2010.
علما بأنه يُحال في هذه القضايا طلبة كلية منوبة المعتقلين إثر الاعتصام الذي شنوه أواخر سنة 2009 للمطالبة بحق السكن الجامعي، والذين صدرت ضدهم أحكام قاسية في الطور الابتدائي من أجل تهم كيدية وملفقة مثل السرقة والاعتداء على الأخلاق الحميدة والاعتصام وتعطيل حرية الشغل وهضم جانب موظف والتهديد وإحداث الهرج والتشويش.     
5) حتى لا يبقى سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو عيدا آخر وراء القضبان:
لا يزال سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو وراء قضبان سجن الناظور يتعرض لأطول مظلمة في تاريخ تونس، في ظل صمت رهيب من كل الجمعيات والمنظمات الحقوقية، ولا تزال كل الأصوات الحرة التي أطلقت صيحة فزع مطالبة بالإفراج عنه تنتظر صدى صوتها، لكن واقع السجن ينبئ بغير ما يتمنى كل الأحرار، إذ تتواصل معاناة سجين العشريتين في ظل التردي الكبير لوضعه الصحي والمعاملة السيئة التي يلقاها من قبل إدارة السجن المذكور. 

عن المكتب التنفيذي للمنظمة
الرئيس
الأستاذ محمد النوري

وزارة الصحة العامة: اعتقال صحفيين واعتصام خريجي معهد العالمية


صنعاء- صقر ابوحسن:
في الوقت الذي كانوا يريدون الدفاع عن حقوق آخرين, بات ثلاثة من الصحفيين يريدون من يدافع عنهم.ذلك بالضبط هو حال (حمدي محمد الصحفي في صحيفة الإحياء العربي)و(قايد رمادة رئيس تحرير موقع منار اليمن الإخباري)و(ثابت سعيد رئيس تحرير صحيفة المجتمع), عند احتجازهم من قبل امن وزارة الصحة العامة, إثناء تغطيتهم لاعتصام طلبة معهد العالمية الطبي "مؤسسة تعليمية خاصة"امام مبنى الوزارة مطالبين بتعميد وإطلاق شهادات تخرجهم.حيث قام امن الوزارة بالاعتداء على الصحفيين الثلاثة ومصادرة الكاميرا الخاصة بإحداهم وأجهزة التسجيل التابعة لهم , مع علمهم بأنهم صحفيين واطلاعهم على بطائقهم الصحفية.وأفرج عن اثنين منهم بعد تدخل شخصيات من وزارة الصحة , فيما احتجز"حمدي محمد"ساعتين قبل ان يطلق سراحه, وقال بلاغ صحفي أصدرته صحيفة الإحياء العربي"لسان حال حزب البعث العربي الاشتراكي-قطر اليمن"انه إثناء محاولة بعض الصحفيين التدخل لإطلاق سراح زميلهم تعرضوا أيضا لسيل من التهديدات والسب والطرد من مكان الاعتصام".وهو ما اعتبرته الصحيفة تصرف "يأتي في سياق التصرفات غير المسؤولة التي يلجا إليها(العسكرتاريا)متجاوزين كل الأعراف والحقوق المكفولة قانونا للصحفيين".هذا واعتصم العشرات من خريجي معهد العالمية للتدريب والتأهيل الطبي امام مبنى وزارة الصحة للمطالبة بتنفيذ اتفاق كان قد ابرم بين المعهد والوزارة ان تعمد شهائد خريجي المعهد , إلى ان الوزارة تنصلت من ذلك الاتفاق مما اطر الخريجين لتنفيذ سلسلة من الاعتصامات والفعاليات السلمية بهدف الضغط على الوزارة تنفيذ بنود الاتفاق وإطلاق شهادات تخرجهم بعد تعميدها.

الفتنة أشد من القتل


أحمد عبد الكريم
يبدو أن الحركة الصهيونية تنشط لمطاردة الظواهر الطاهرة في العالم العربي وتريد الإيقاع بين رموز الطهارة والنضال في الجزائر وبين المجاهدين الفلسطينيين وتستخدم في سبيل ذلك كل الوسائل وهذا يذكرنا بأساليب اليهود في مصر في عهد الرئيس جمال عبد الناصر للإيقاع بين الدولة والقوى الوطنية حين كانوا يلجأون إلى إشعال الحرائق واتهام جهات وطنية بفعلها لولا أن كشفهم الله وتم القبض عليهم حين اشتعلت ملابس أحدهم أمام دار سينيما في الإسكندرية, وهم بنفس الطريقة وبأساليب جهنمية يحاولون ذلك في الجزائر ويتمسحون بشعارات ديماغوجية ويتبعون طرق ملتوية ونشر إشاعات بدون توقيعات في بعض الصحف لأنهم جبناء ولصوص وخونة ولا يجرؤون على كشف أسمائهم لأنهم كاذبون وشياطين وملفقون ويتسترون وراء كليشيهات مثل {مصدر مطلع} أو {صرحت بعض المصادر} إنهم أخطر من اليهود لأنهم يلبسون مسوح أبناء جلدتنا لكنهم يقصدون الفتنة , والفتنة أشد من القتل, الذين يطعنون في المناضلين لا يمكن إلا أن يكونوا شياطين, لأنهم لا يمكن أن يكونوا إلا حربة متقدمة للحركة الصهيونية وذراعاً لها, ولأنهم لا يرقبون إلاً ولا ذمة, وينتهكون أعراض الناس بدم بارد فهل يمكن أن يكونوا حريصين على وطن أو مستقبل أو قضية, هم العدو فاحذرهم , تحية لجزائر الثورة والشهداء وتحية لمناضلينا وأخوتنا في الجزائر وتحية لسفارتنا في الجزائر.



بعد فشل محادثات دول حوض نهر النيل المستمرة منذ عشر سنوات هل سيتغير مفهوم قيادات الوطني عن الأمن القومي المصري ؟


بقلم : حمدي حسن
  إنهارت الجولة الثالثة لمباحثات دول حوض نهر النيل بفشل ذريع بانسحاب سبع دول ورفضهم للمبادرة المصرية السودانية واتفاقهم علي التوقيع منفردين علي إتفاقية جديدة لاتتضمن المطالب المصرية السودانية والتي تطالب بثلاث نقاط أساسية هي :
الأولي الإعتراف بالحقوق التاريخية لمصر والسودان في المياه والثانية ضرورة الموافقة المسبقة علي اي مشروعات مائية تقام في دول الحوض والثالثة ضرورة صدور القرارات بالإجماع .
إن أغلب المراقبين يؤكدون علي أن فشل المباحثات المستمرة منذ عشر سنوات هو نتيجة ضعف وتراجع دور مصر الإقليمي والدولي وغياب دورها العربي مما أدي بدول المنبع إلي الإجتراء علي الموقف المصري وذلك بمساعدة وتشجيع الكيان الصهيوني والذي كان له الدور الأكبر في انقلاب هذه الدول علي الإتفاقيات التاريخية الموقعة بينهم ودون وجود موقف قوي واضح ورادع من الحكومة المصرية التي تركت للكيان الصهيوني الحبل علي الغارب ليفعل ما يشاء في الساحة الإفريقية لدرجة سمحت له بتهديد مصدرنا الأساسي إن لم يكن الوحيد من المياه
ماحدث نتيجة طبيعية لتراجع الدور المصري مع دول القارة الأفريقية ومنها دول الحوض في مجالات عديدة ومختلفة مثل الدور الذي كان يلعبه الأزهر ومبعوثيه لهذه الدول ومثل دور الوافدين الأفارقة لجامعاتنا المختلفة والتي تراجعت علميا بشكل كبير نتيجة السياسات الخاطئة - ومنها السياسات والتوجسات الأمنية -  في مطاردة ابناء هذه الدول بدعاوي مختلفة  .
إن تراجع التعليم المصري وتخلف جامعاتنا  { ولا يخفي الدور الذي يلعبه خريجوا هذه الجامعات كسفراء لنا في دولهم }  جعل الدول الأفريقية تلجأ إلي إرسال أبنائها لجامعات أخري أكثر تقدما مثل جامعات جنوب أفريقيا فضلا عن جامعات الكيان الصهيوني كما أن سياسة وفكر الموظفين التي اتبعتها المؤسسات المصرية وفي مقدمتها الأزهر الشريف أدت إلي تراجع الدور المصري بشكل مخيف
الغريب أن المسئولين المصريين تعاملوا بإستخفاف ورعونه مع المسألة كلها بجهل أحيانا وفسادا أحيانا ثانية وتواطؤا حينا ثالثا مما نتج عنه بالفعل تأثيره السلبي والخطير بل والغير مسبوق علي الأمن القومي المصري نختار منها ثلاثة أمثلة بمستويات مختلفة للدلالة علي فداحة ما هو قائم بالفعل :
من ذلك التصريح الفضيحة الذي صرح به السيد احمد عز أمين التنظيم بالحزب الوطني و صاحب الكلمة النهائية والمسموعة لنواب الأغلبية بمجلس الشعب عن مفهومه للأمن القومي المصري وأنه مقصور ومحدد و مرتبط بالحدود السياسية المعروفة علي الخريطة وأن الجيش المصري لن يحارب  "في قضية فلسطين " إلا إذا دفعت قطر أو السعودية أو الجزائر جزءا من دخلها القومي لهذا الجيش ! ولا أدري هل إذا اضطرت مصر الآن للدفاع عن حقها في المياه وهي قضية حياة أو موت بالنسبة لها واضطرت لإستخدام القوة المسلحة, هل ستنتظر أموال قطر والسعودية والجزائر وغيرهم وفقا لرؤية السيد عز وقيادات الحزب الوطني أم ستقوم بواجبها في الدفاع عن مصالح الوطن وأمنه القومي كما هو واجبها المفترض ويفترضه كل مصري وطني وشريف ؟
ومن ذلك ما أجاب عنه السيد أبو الغيط وزير الخارجية المصري حين سئل عن رؤيته وتحليله لزيارة ليبرمان وزير الخارجية الصهيوني لدول منابع نهر النيل فقال لافض فوه : لايعنينا زيارة ليبرمان أو غيره !!هكذا !! يأتي ذلك في الوقت الذي لم تنقطع فيه زيارات أبو الغيط لكل دول اوربا والأمريكتين شرقا وغربا, بسبب وبدون , بينما لا نذكر أنه زار كينيا أو أوغندا أو تنزانيا أو بوروندي أو رواندا أو زامبيا أو اثيوبيا أو اريتريا
وأخيرا فإن الرئيس مبارك وهو أعلي قيادة بالدولة زار دولا اوربية عديدة عشرات المرات ولم يزر دول حوض النيل مرة واحدة اللهم إلا المرة التي تعرض فيها لحادث محاولة الإغتيال الآثمة الفاشلة في اثيوبيا ورغم أنه حضر مؤتمرات قمة عديدة إلا أنه نأي بنفسه عن مؤتمرات القمة الأفريقية والتي كان أولي أن يحضرها توطيدا للعلاقات مع دول الحوض وحماية لمصدرنا الأول من المياه
والآن وقد وصلت الأمور مع دول حوض نهر النيل إلي أن هذه الدول إنتهت إلي التوقيع علي اطار اتفاقة جديدة تفرض إرادتها المنفردة دون النظر إلي أي اتفاقيات موقعة سابقا  - ومع حقيقة أن ما يصلنا – لمصر- من مياه نهر النيل يمثل 95% من احتياجاتنا للمياه وفي ضوء أن احتياجات الفرد سنويا من المياه 1000 م مكعب ما يتوفر منها حاليا هو 750 متر مكعب ستقل في 2020 إلي 500 متر مكعب أي 50% من إحتياجاته {وهو أيضا تحت مستوي خط الفقر المائي} – وأكرر - قد تصل الأمور{لاقدر الله} إلي استخدام القوة المسلحة للحفاظ علي حق مصر في الحصول علي المياه – فهل سينتظر الجيش المصري تمويل سعودي أو قطري أو جزائري للدفاع عن مصالح الشعب المصري وفقا لرؤية الحزب الوطني وقياداته
وهل الحدود السياسية الجغرافية هي الحدود الآمنة وفقط للأمن القومي المصري وفقا لرؤية زعماء وقيادات هذا الحزب ؟
إن إسرائيل التي إستباحت لنفسها أن تعبث بأمننا المائي في جنوب البلاد ومع دول المنبع لا ينبغي أن تعامل بهذه المعاملة الحانية الرقيقة التي تعاملها به حكومة الحزب الوطني الديمقراطي . وإذا لم يكن هذا هو التواطؤ ؟ فما هو التواطؤ إذا ؟
لا يجب أن نوفر الغاز لهذا الكيان بأقل من سعره العالمي في الوقت الذي يعبث فيه بنصيبنا من المياه في نهر النيل . وإذا فعلنا فهي جريمة !
ولا يجب أن نصدر له البترول - بسعر ولا في الأحلام – 6.8 $ للبرميل - في الوقت الذي وصل فيه سعره عالميا 80$ في المتوسط – وإذا فعلنا فهي جريمة !
لايجب أن نوفر له الأمن ونقوم بدور الحارس الأمين لحدوده {وهي المغتصبة } وإذا فعلنا فهي جريمة !
وبصرف النظر عن كل المعاني الدينية والعروبية والإسلامية والتاريخية وقيم الشهامة والرجولة والأخلاق وغيرها من القيم المختلفة التي لا تنتهي من وجوب نصرة أهالينا في غزة المحاصرة وهي كلها حق وواجب . ومن باب المصلحة الخالصة لمصر , ألا يجب أن نؤيدهم ونقف معهم ونمدهم بالسلاح وكل أسباب القوة اللازمة لمناوئة وحرب هذا الكيان الغاصب الذي يتلاعب في حصتنا من المياه وهي مسألة حياة أو موت بالنسبة لنا ؟
هل يعقل أن يتم تأييده ودعم سياساته في حصاره لجيراننا بينما مصلحتنا الخالصة تؤكد عكس ذلك ؟
من البداهة السياسية أن عدو عدوي صديقي ولكن حكومة الحزب الوطني لاتعتمد ذلك ولا تعترف به
يبدو أن حكومة الحزب الوطني لها مآرب ومصالح أخري غير مآرب ومصالح الشعب المصري
فالشعب يحصل الآن علي 60% من إحتياجاته الغذائية من الخارج وكنا نتندر كيف يحدث ذلك وفي مصر نهر النيل !! الآن وتحت رعاية حكومة الحزب الوطني يبدوا أننا سنبحث عن نهر النيل نفسه !
هل مقولة مصر هبة النيل ستكون تاريخية أثرية  , وهل نهر النيل الذي يجري في مصر منذ آلاف السنين سيجف علي يد حكومة الحزب الوطني الديمقراطي .. ؟ مباركة ياحكومتنا وبركاتك ياسيد عز !
إن مصر تمتلك من الأوراق ما تستطيع بها أن تعالج هذه الأمور كلها وبنجاح تام غير أنها لا تمتلك الإرادة الحقيقة التي تحقق بها مصالح الشعب المصري وتحميها من أية أخطار حالية أو مستقبلة وذلك نتيجة لتزاوج فاسد بين المال والسلطة وأصبحت المصلحة في حماية أموالهم واحتكاراتهم ونفوذهم بصرف النظر عن أي مصلحة أخري حتي وإن كانت مصلحة الوطن نفسه حياة أو موتا مثل قضية مياه نهر النيل 
المعادلة واضحة وبسيطة إسرائيل تتدخل وتحرض دول حوض النيل للتأثير علي حصتنا في المياه والتي احتياجاتنا منها تبلغ 95% من إجمالي احتياجاتنا ونحن لا نقاوم ولا حتي نحتج بل ندعم سياساتها !
نحن لا نعبأ بهذه المخططات بل نوطد علاقاتنا مع الكيان الصهيوني ونساعده في التخلص ممن يشكلون له تهديدا حقيقيا علي وجوده وهم الفلسطينيون السكان الأصليون الذين يحاربون من أجل نيل حقوقهم المشروعة
أليس تناقضا أننا نبني جدار فولاذيا عازلا في أراضينا لتشديد الحصار على أهالي غزة وهم أعداء الصهاينة بدعوي أننا أحررا في بلادنا نبني في أراضينا ومياهنا وسمواتنا ما نشاء من إنشاءات ونستنكر في ذات الوقت أن تطلب دول الحوض منا وبذات المنطق حقها في إنشاء ما تشاء من إنشاءات وسدود دون موافقتنا !!
إن مد الكيان الصهيوني بالبترول والغاز وبأسعار خيالية جريمة وبناء الجدار الفولاذي العازل جريمة
ومساعدة جيراننا وأهالينا بغزة المحاصرة مصلحة خاصة جدا للمصريين وضد مصالح الصهاينة بالتأكيد
فهل ما زال ابو الغيط مصرا علي كسر أرجلهم واذرعهم وهل ما زال السيد عز مصرا علي طفولية مفهومه للأمن القومي المصري وحدوده ؟ وهل ما زلت الحكومة المصرية تصر علي القيام بدور الحارس الأمين لحدود اسرائيل الغاصبة , وتدعم تشديد الحصار علي أهالينا بغزة ؟ وماذا ستفعل تجاه العبث الصهيوني بنصيبنا في مياه نهر النيل ؟
بأي منطق تتعامل حكومتنا ؟ ولصالح من تعمل ؟ للمواطن المصري أم للمواطن الصهيوني؟
وأي مكسب ستحصل عليه نتيجة هذه السياسات المخزية والمختله ؟ ولمن ؟
هل لدي عاقل من جواب ؟