الأربعاء، 21 أبريل 2010

الجـمعية الوطــنية لحـملة الشـهادات


الجـمعية الوطــنية لحـملة الشـهادات
               المعطلين بالمغرب
                  ـ فرع الناضور ـ

                                                                                           الناضور في :   21/04/2010

بــــــلاغ
انسجاما وخلاصات الجمع العام الاستثنائي للفرع المحلي للجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب، المنعقد بتاريخ 21 ابريل 2010. وفي ظل استمرار المسؤولين عن ملف التشغيل بالإقليم في نهج سياسة  الأذان الصماء اتجاه الملف المطلبي العادل والمشروع للجمعية. وأمام حدّة السياسة القمعية العنيفة الممنهجة من طرف الأجهزة المخزنية بالإقليم في حق الأشكال النضالية السلمية للفرع المحلي، و سياسة "إكُون الخير" التي تواجه به المذكرة المطلبية للجمعية، و المعبّرة عن فشل القيمين عن المؤسسات الوصية والمنتخبة بالإقليم (العمالة – الجماعة الحضرية – والمؤسسات الأخرى... ) في إيجاد حلول معقولة وجادة لمعضلة بطالة حاملي الشهادات، والعديد من القضايا الاجتماعية الأخرى التي تعبّر عن انتظارات ساكنة الإقليم.
و بعد وقوفنا على الوضع العام محليا، والذي تزداد فيه حدة تفشي كل أشكال الزبونية والمحزوبية في التعامل مع الملفات العادلة والمشروعة لساكنة المدينة، ومنها ملف التشغيل(...)، فان الفرع المحلي للجمعية الوطنية يؤكد مجددا على استمراره في تنفيذه كل ألأشكال النضالية التصعيدية، من اجل الحق في الشغل القار والتنظيم.
كما نؤكد على  أن  الحل المجدي والوحيد اتجاه مطالب الجمعية هو فتح حوار جاد ومسؤول مع مكتب الجمعية على أساس مذكرتها المطلبية، قصد إيجاد حلول معقولة لمعضلة  البطالة بالإقليم.
ومن أجل ذلك، وضد كل أشكال القمع و الحصار و التهميش و الإقصاء، و بغية تنفيذ الوعود المقدمة للجمعية، قرر الجمع العام للفرع المحلي للجمعية الوطنية، تنفيذ شكلين نضاليين، وفق ما يلي:

التاريخ
المكان
الزمن
الشكل النضالي

الجمعة 23 ابريل 2010

ساحة " لاكورنيش"

الساعة الرابعة زوالا
(16:00)
وقفة احتجاجية متوجة بمسيرة شعبية في اتجاه عمالة الناظور

الأربعاء 28 ابريل2010

ساحة التحرير

الساعة الرابعة زوالا
(16:00)
وقفة احتجاجية متوجة بمسيرة شعبية في اتجاه بلدية الناظور

لذا، نهيب بجميع المعطلين والمعطلات بالإقليم، وكذا الهيآت النقابية والسياسية و الحقوقية والجمعوية والطلابية والإعلامية... وكافة الجماهير الشعبية وساكنة الناضور للمشاركة بكثافة في إطار الدعم و المساندة.


"قد ننكسر.. لكننا لن نطأطئ الرأس"
ـ عن المكتب ـ

مصوّر لقاء المعتوه (مقتدى) مع غسان بن جدو يدلي بمعلومات مثيرة



كنت أحد المصورين المرافقين للأستاذ غسان بن جدو لإعداد لقاء خاص مع سماحة السيد مقتدى الصدر. وما أن جلست في مقعدي المخصص في الدرجة الأولى للطائرة الإيرانية التي أقلتنا من بيروت باتجاه طهران حتى شعرت بأننا سنلتقي شخصية هامة جدا لم يسبق لي أنا على أقل تقدير أن شاهدت مثلها في عملي المهني لما حضينا به من اهتمام وضيافة وسرية عالية جدا. فالطائرة خاصة والتكتم شديد على طبيعة الشخصية التي سنقابلها.
وما أن حطت بنا الطائرة في مطار طهران حتى أقلتنا سيارة خاصة من نوع باص مظلل النوافذ بالكامل. وبالرغم من إننا لم نكن نعلم الجهة والوجهة التي ذهبنا إليها إلا إننا حال وصولنا أرغمنا على أداء القسم (الغليظ) بعدم البوح إطلاقا عن المكان الذي كنا فيه. وكأنه مخبأ لجيفارا أو الجنرال جياب أو بن لادن أو عزة إبراهيم! وبعد استراحة قصيرة طلب منا الأستاذ غسان البدأ بترتيب تلك الغرفة التي تم القرار عليها لإجراء اللقاء.
وبعد أن أكملنا متطلبات الإضاءة ونصب الكاميرات وتجهيز الصوت والخلفيات دخل الأستاذ غسان الذي يتمتع دائما بطلعة بهية ورائحة زكية وهندام جميل. وجلس على الكرسي المخصص له ليقلب تلك الأوراق الصغيرة التي وضع عليها رؤوس نقاط للأسئلة المقرر توجيهها.
وخلال كل تلك الفترة لم نكن نعلم من هي تلك الشخصية الفذة التي سيتم اللقاء معها. ولعل الفضول الذي راودنا أنا وزملائي من المصورين جعلنا نلح على المخرج ليبيح بما يعلم، ولكنه هو الآخر كان لا يعلم. وبالطبع تلك مشكلة حيث إن المخرج كان لا بد وان يتخذ بعض الإجراءات الأولية لتنظيم عمله وفقا لطبيعة الشخصية وملبسها وحركتها وغيره.
على أية حال، فتحت الأبواب ليندفع منها سيل جارف من البشر الذين يحركون أيديهم باتجاه رؤوسهم المحنية إلى الأرض وكأنهم عبيد لإمبراطور شديد، يحفونه بالإجلال والخضوع والخنوع.
دخلت (فقمة) بشرية سوداء بعمامة كبيرة وبرائحة نتنة تزكم الأنوف، لا يتحملها حتى من كان قد فقد حاسة الشم. وبالرغم من أننا كنا نبتعد مع كامراتنا لثلاثة أمتار عن موقع جلوس مقتدى الصدر إلا أننا كنا نعطف على الأستاذ غسان بن جدو الذي كان طيلة فترة اللقاء يدير برأسه إلى الجانب الآخر عسى أن يخفف عليه وطأة تلك الرائحة العفنة والنتنة. ويبدو انه لم يغتسل لشهرين مضت على اقل تقدير.
بدأ اللقاء بكلمات غريبة أطلقها رجل الإعلام والسياسة: " أنا أريد أن يكون اللقاء مسجل وليس مباشر لان(تره نوبات آني أجفص)! ".. استغرب الأستاذ غسان وقال له: " طيب حسب رغبتك وهكذا أصلا نحن قد قررنا التسجيل وليس البث المباشر منذ أن كنا في بيروت. ولكن سماحة السيد لم نفهم ماذا تعني بكلمة (أجفص) وهل هي عربية أم إيرانية؟"
فأجاب: " أقصد أخاف (ألوص بالحجي)..! "
ولم نفهم جميعنا الأولى حتى نفهم ترجمتها.
وتم اللقاء الذي كان من أصعب اللقاءات المتقطعة بين الحين والآخر وبطلب من(سماحة السيد) حيث بين حين وآخر يقول ها ماقلت لكم(جفصنا ولوصنا).. ثم يردف القول المجامل على طريقته المبتذلة (حبيبي.. لاتزعلون مني تره آني محضرلكم باجه عراقية راح تتخبلون عليها). وتره كل واحد ميطلع منا إلا أغرقه بالتومانات (العملة الإيرانية).!
كنت في حيرة من أمري كيف أصور هذه الفقمة البشرية ومن أي زاوية. هل أركز على وجهه الذي يوحي بالبهل؟ أم على عمامته الكبيرة التي غطت رأسه ومنعته من التفكير؟ أم على عباءته التي لم تغسل أو تكوى؟
كان الأستاذ غسان قد طلب منه التوجه إلى غرفة الماكياج قبل البدأ بالتسجيل إلا انه انتفض وقال :(لعد شنو فرقي عن السياسيين الآخرين؟.. آني أريد أتباعي هيجي يشوفوني).
رجل فج لا يعرف الحديث ولا آداب الحديث.. وطيلة حديثه لم ينطق بأية آية قرآنية كريمة لأنه لا يحفظ آية!!!. أو حديث شريف لأنه ليس له معرفة بالحديث الصحيح!!. ومع كل ذلك يقال له (حجة الإسلام سماحة السيد).. سوقي بمعنى الكلمة لا يصلح سوى أن يكون بائع أحذية قديمة في سوق شعبي.
عندما عدت إلى بيروت تحدثت مع زميل عراقي عن ذلك. فلم يفاجأ بل قال لي: ألم تعلم أن العراقيين جميعا عدا ثلة من أتباعه يسمونه (مقتدى القذر).. ذلك هو عين الحق والصواب.. هكذا هو (القائد) فتصوروا كيف يكون أتباعه!
مصطفى كامل

أخبار الحريات في تونس


حــرية و إنـصاف
منظمة حقوقية مستقلة
 تونس في 07 جمادى الأولى 1431 الموافق ل 21 أفريل 2010
أخبار الحريات في تونس
1)    اعتقال سجين الرأي السابق قابيل الناصري:
اعتقل أعوان البوليس السياسي صباح اليوم الأربعاء 21 أفريل 2010 سجين الرأي السابق الشاب قابيل الناصري (أصيل مدينة بورقيبة) الذي تنقل من مسقط رأسه إلى ضاحية المنيهلة بالعاصمة لزيارة شقيقته، وبعد استجواب دام أكثر من الساعة تم إطلاق سراحه.
وتجدر الإشارة إلى أن الشاب قابيل الناصري يخضع منذ خروجه من السجن إلى مضايقات متكررة واعتداء على حريته الشخصية سواء ما تعلق منها باللباس أو بالتنقل والشغل.
2)    حتى لا يبقى سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو عيدا آخر وراء القضبان:
لا يزال سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو وراء قضبان سجن الناظور يتعرض لأطول مظلمة في تاريخ تونس، في ظل صمت رهيب من كل الجمعيات والمنظمات الحقوقية، ولا تزال كل الأصوات الحرة التي أطلقت صيحة فزع مطالبة بالإفراج عنه تنتظر صدى صوتها، لكن واقع السجن ينبئ بغير ما يتمنى كل الأحرار، إذ تتواصل معاناة سجين العشريتين في ظل التردي الكبير لوضعه الصحي والمعاملة السيئة التي يلقاها من قبل إدارة السجن المذكور.
عن المكتب التنفيذي للمنظمة
الرئيس
الأستاذ محمد النوري

احتجاجات متواصلة لمعطلي فروع التنسيق الاقليمي للدريوش والدولة تستنفر أجهزتها الاستخباراتية



نفذت فروع التنسيق الاقليمي للدريوش الشكلين النضاليين المقرران ليوم الاثنين 19 ابريل ويوم الاربعاء 21 ابريل، الشكل الأول كان عبارة عن اعتصام لمدة يوم أمام عمالة الدريوش تخللته تحركات نضالية جديدة أربكت أجهزة القمع التي تم إنزالها بشكل مكثف وتوزيعها على أبواب وأرصفة  العمالة وتم وضع بعضها بعيدا عن أعين الجماهير .
 أما الشكل النضالي الثاني فقد تم تنفيذه بقاسيطة على شكل مسيرة شعبية انطلقت على الساعة الثالثة زوالا من أمام مقر جماعة اتسافت وجابت أغلب شوارع المنطقة واختتمت في ملتقى الطرق بالشارع العام حيث عرف هذا الشكل الأخير تعاطفا  جماهيريا واسعا، وبالرغم من الأمطار الغزيرة التي تهاطلت قبل ختم هذا الشكل فقد أبى المعطلون إلا أن يصمدوا ويستمروا في شكلهم النضالي حتى النهاية.
 ويدخل هذين الشكلين النضاليين في إطار برنامج نضالي طويل تحت شعار " النضال من أجل الحق في الشغل نضال من أجل الحرية والكرامة" وذلك ردا على سياسة الأذان الصماء التي تنهجها الجهات المسؤولة إقليميا تجاه مطالب فروع التنسيق ، وتأخر المسؤولين محليا في تنفيذ الوعود الممنوحة لمعطلي الجمعية ، وكذلك لرفض كل مظاهر التهميش والاقصاء الاجتماعي التي تفرز مزيدا من ضحايا البطالة.
وفي الوقت الذي يسجل فيه المعطلين استماتة وصمود في تنفيذ برنامج هذه المعركة يستعمل المسؤولين بالاقليم اسلوب الترهيب والتجسس على مناضلي الجمعية عوض الاستجابة لمطالبهم، وهذا ما تجسد مثلا في إغراق قاسيطة بالوجوه الإستخباراتية والأجهزة البوليسية أثناء تنفيذ المسيرة وظلت تراقب معركة المعطلين بشكل مستفز . بل وحذف ملصقات الجمعية من مقاهي وشوارع المنطقة وملاحقة المعطلين أثناء توزيعهم لنداء المسيرة قبل تنفيذها.
أما كلمة السكرتارية في كلا الشكلين فقد أكدت مرة أخرى على السير بالمعركة إلى الأمام حتى الاستجابة لمطالب فروع التنسيق الاقليمي ورفع الحظر العملي على الجمعية، كما وقفت عند مستجدات الوضع السياسي بالمغرب وانعكاساتها على الوضع المحلي من خلال استمرار النظام القائم في حرمان أبناء الشعب من شروط الاستقرار والدفع بمعطلي وكادحي هذا الوطن إلى مزيد من التفقير والتجويع والتشريد ، وهو الوضع الذي يحتم على المعطلين الاستمرار في النضال وتوسيع دائرة الكفاح الجماهيري باعتباره المدخل الأساسي للتقليص من نسبة البطالة والتصدي للسياسات المنتجة لها.

عن لجنة الاعلام والتواصل

يوم الصقور البواسل يوم العراق الحر


الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس
    أكاديمي عراقي
    تمر اليوم على العراقيين وأبناء العروبة الشرفاء مناسبة عزيزة غالية هي يوم تأسيس القوة الجوية العراقية. يوم الصقور الأحرار رمز حرية العراق وشممه وشموخه وتألقه. رجال الجو الصقور ليس ككل الرجال فهم قلوب الأسود وإشعاع العقيدة المنطق إلى علياء الكون، وهم قافلة المجد المنطلقة كسهم يأبى الانكسار ويستعصى على الكسر. صقور العراق، حماة سماءه، ومبلغي اقتداره حيثما كانت هنالك مبررات وطنية أو قومية تستدعي التبليغ عن الاقتدار. هم شهود التفوق العراقي في زمن الانطلاقة اليعربية المشهودة زمن البعث الجبار وزمن صدام الخالد، زمن الشمال الذي أُرجع إلى عش الوطن بعد أن كان للصقور دورهم الحاسم في خنق أنفاس التمرد والتطلعات المشبوهة، فاستقرت وحدة الوطن وعلا  البناء، وزمن القادسية الثانية التي سجلت للعراق وللأمة سفرا يتغنى به الثوار والأحرار والشرفاء وقبر به الوطن أحلام الطوائف الكابوسية وإرادات الارتزاق العرقي الشوفيني البغيض، وهو زمن أم المعارك حيث أثبتنا للعالم أننا أهل للتحدي وللنخوة لحقنا حين ينتخينا، فوقفنا بوجه الحرب العالمية التي قابلنا بها لوحدنا أكثر من ثلاث وثلاثين دولة ... وأخيرا وليس آخرا هو زمن معركة الحواسم التي تحول فيها الصقور إلى أسود ونمور تفترس الغزاة على ربى الوطن بعد أن شاءت إرادة الله أن تقطع يد الغدر الجبان وخسة العالم الظالم أوصال قوتنا الجوية حين صارت هدفا مستهدفا لوقف نموها وتقليم الدور البطولي المشهود لها ..
    ونحن إذ نحتفي بيوم القوة الجوية فإننا نحث السير في درب تحرير عراقنا الحبيب والصقور يقودون خطونا ويرسمون مسالكنا حيث يشارك المئات منهم رفاق العقيدة والسلاح ويلتفون حول نموذج الثائر الحر الأسد المقدام شيخهم وإمام جهادهم الرفيق القائد البطل عزت إبراهيم الدوري، ونتطلع إلى اللحظة التي يعود فيها الصقور النشامى ليركبوا أجنحة خيولهم السباقة الطائرة ويعيدوا للعراق حريته ويعيدوا للعراقيين كرامتهم التي داسها المحتل الغاشم ودنسها العملاء الخونة الجبناء عبيد بساطيل الاحتلال وأذلاء السلطة الاحتلالية.
   رجال الجو الشجعان وقوتهم الجوية البطلة كانوا أول من نفذ عليهم قانون الاجتثاث المجرم عام 1991 واليقين أنهم سيكونوا أول العائدين يدوسون بمداساتهم على الاجتثاث الأول الذي طالهم لأنهم قلب الأسد العراقي المحلق في أجواء الرجولة وميادين التباهي بعز العراق والأمة ويمزقون بأكفهم البارة الشريفة النظيفة قوانين الاجتثاث اللاحق لأن الاجتثاث هو قانون إعدام العراق الأمريكي الفارسي الصهيوني وكلهم خاسئون خاسرون طال الزمن أم قصر.
تحية حب وتقدير وإعجاب للقوة الجوية ورجالها سواء كانوا في صفوف المقاومة المنتصرة بإذن الله أو في ثنايا الوطن الصابر المحتسب حتى يأتي رب العزة بنصر مؤزر منه نراه يشرق كل يوم في ربوع العراق الجريح المجاهد أو من كان منهم قد هاجر ليحفظ شرفه ووطنيته ودينه وجعل من وجع الغربة مصدرا للبقاء على عهد المبادئ والعقيدة وشرف الانتماء.
تحية حب واعتزاز إلى ثورة البعث وقيادتها الشهيدة والأسيرة والمقاتلة التي أسست أعظم قوة جوية عرفها تاريخ العرب وأنجبت أشجع الصقور وأشدهم بأسا وثباتا على وطنيتهم وعقيدتهم اليعربية الوحدوية الرائدة ... وفي مقدمة من نأخذ لهم التحية من وضع الارتقاء قائد وزعيم الرجولة صدام حسين رحمه الله.
وتحية حب وتهنئة إلى قائد الجهاد والمجاهدين عزة النفس والعرب عزت الدوري ورفاقه في القيادة وفي ميادين النضال والجهاد

آليات إنتاج العنف المدرسي ضد الإطار التربوي.


الثانوية الإعدادية ابن طفيل نيابة طنجة ـ أصيلة
آليات إنتاج العنف المدرسي ضد الإطار التربوي.
عثمان حلحول
تتخبط الثانوية الإعدادية ابن طفيل بنيابة طنجة ـ أصيلة في وضعية تربوية مختلة من مستويات متعددة انطلاقا من نوعية التدبير التربوي وكذا حالة البنية التحتية التي تستدعي وقـفـة مسؤولة لمن يعتبرون رسميًّاً مدبري شأن أزمة التعليم بهذه المدينة وكذا الجهة المنتسبة إليها ،وفي مقدمة هذا الملف تبرز وضعية الجانب الأمني في حماية العاملين بالمؤسسة وسلامتهم  المعنوية والمادية المرتبطة بطبيعة خيارات تصريف مراق  العنف المدرسي كأداة حاسمة في الممارسة اليومية لتجاذب مختلف أطراف الصراع داخل الحقل التعليمي في علاقة وثيقة ومترابطة بفضاء المحيط العام للمؤسسة على غرار حادثة اعتداء كيدي لتلميذ على أستاذ،كمؤشر على حجم ظاهرة العنف بهذه المؤسسة في ظل ضعف آليات التقويم،التي تفاقمت بعودة نفس التلميذ للتعرض لأستاذة أخرى ،مع تسجيل مفارقة ازدواجية ممارسة الخطاب الرسمي المحلي للنيابة،أمام تواصل تغذية علاقة التوتر السائدة وإحباط وسائل المناعة الذاتية الممكنة، وسط  مركب الخوف و الرعب المتمثل في بنية تربوية مغشوشة تهدد بكارثة حقيقية في ظل واقع الإكتظاظ ،هذاالعامل يزيد في تفاقم وضعية إنتاج الخوف وصناعة الغباء حيث تبقى المناشدة بحماية أمنية مفترضة حق مشروع أمام مسؤولين عموميين يجب أن تتضافر فيها المجهودات  حسب الاختصاصات المتاحة لتجسيد دولة الحق والقانون والمواطنة العادلة .
 ملابسات حادثة اعتداء كيدي لتلميذ على أستاذ:
وفي هذا السياق تأتي حاثة الإعتداء التي تعرض لها أستاذ أمام باب المؤسسة من طرف تلميذ منقطع عن الدراسة رفقة شخصين آخرين غريبين عن المؤسسة يوم الثلاثاء 16 فبراير 2010 على الساعة السادسة مساء أثناء مغادرة الأستاذ للمؤسسة حيث اعترضه التلميذ وهو  يعتزم على الانتقام الكيدي  بعد أن أشعرته الإدارة بكون الأستاذ المعني بالأمر يعترض على رجوعه للمؤسسة بحيث أن وضعية التلميذ كانت  تتطلب عقد مجلس القسم للبث في طلب رجوعه، ولكن تماطل الإدارة في  تفعيل هذا الإجراء  لتعطيل القانون المرتبط بعقد مجالس الأقسام التربوية جعلها تبرر تماطلها بتوهيم التلميذ وأسرته بصورة مغلوطة بأن الأستاذ المستهدف هو من يحول دون إمكانية  عودته للقسم من خلال المجلس، وبالتالي فعلى التلميذ  أن يتفاهم بطريقته الخاصة كقاصر موجه عن بعد  ضد الأستاذ  ،وسبق للتلميذ أن حضر إلى المؤسسة في نفس الحصة المسائية من ذلك اليوم رفقة أحد أولياء أموره ودون طلب الإستماع إلى رأي الأستاذ المعني بالأمر للاستشارة داخل المؤسسة، و بعدها ظل ينتظر نهاية الحصة المسائية للإعتراض للأستاذ قصد تنفيذ الفتوى التي اعترف بوقائعها في محضر الضابطة القضائية للدائرة الحادية عشر، بناء على الشكاية المباشرة التي تقدم بها المعتدى عليه ،مع محضر المواجهة الذي سيقدم لوكيل الملك  بالمحكمة الابتدائية بطنجة .
وقد حاول الأستاذ حينئذ تطويق الموقف لحظة اعتراض التلميذ لطريقه أثناء اعتزامه لقطع الرصيف المحاذي لباب المؤسسة مباشرة بعد الخروج بمحاولة إقناع التلميذ بالعودة إلى المؤسسة لمناقشة المسألة بالداخل بشكل مسؤول،للتقليص من محاولة مناورة التلميذ في تنفيذ المخطط ، حيث بادر إلى السب و القذف في حق الأستاذ بطريقة مشحونة والإمساك به و محاولة جره بعيدا عن المؤسسة  قصد الإنفراد به ،وقد فطن الأستاذ للدور الذي يقوم به هذا التلميذ المنحرف رفقة عصابة تسانده في تنفيذ الدور المرسوم له سلفا ،وقد بدل الأستاذ مجهوده في السيطرة على الوضع الذي أصبحت فيه القوة هي المعيار التي بلغت حد إسقاط الأستاذ على الأرض،على مرأى من التلاميذ و بقية الأساتذة المغادرين للمؤسسة بسلام  ،مع تسجيل غياب الطاقم الإداري لمدير المؤسسة باستثناء حارس عام واحد ،وقد عبر عن رغبة قوية في الاستمرار بالانتقام من الأستاذ مع مرافقيه أمام الملأ بمساعدة الجوقة المرافقة له.
تفاقم ظاهرة العنف و ضعف آليات التقويم:
ومثل هذه الوضعيات من العنف متكررة على المستوى الداخلي للمؤسسة و الخارجي أيضا حيث تحاول الإدارة جاهدة التعتيم عليها بعرقلة عقد المجالس والدعوة صراحة إلى عدم عقدها مما يخلق داخل المؤسسة رأيا مخالفا متشبثا بالحق في عقد المجالس التربوية في سياقاتها المطلوبة لمناقشة الوضعيات المطروحة للمعالجة حيث تبرز في بصورة واضحة مسؤولية التسيير الذي تعمد الإدارة إلى طمسه بإبطال مجالات و فضاءات النقاش التربوي في تحمل المسؤولية والقيام بالواجب المهني،ومن هذا الباب يندرج السبب الرئيسي في تصفية الحسابات التربوية الداخلية بتوجيه فائض العنف الداخلي نحو الخارج و تأجيج آلياته في وجه الأستاذ الخارج عن سيطرة سلطة إمارة الفقيه ،ولكنه أسلوب قابل للانفلات ليشمل جميع الأطر التربوية،ويشجع على حالة العود لنفس التلميذ المنقطع للإعتداء اللفظي والتهديد في حق أستاذة يوم الثلاثاء 22 مارس أثناء أدائها لواجبها داخل المؤسسة حيث كان يتربص بباب المؤسسة دون أي رادع أمني يحمي المؤسسة والعاملين بها من ظواهر العنف المرضي.
 وسبق أن شمل هذا الأسلوب الحارس الليلي للمؤسسة خلال السنة الماضية من قبل تلميذ مدعوم من طرف أولياء أموره، و لم يسفر الحادث عن أي إجراء موازي يضمن حق موظف عامل بالمؤسسة في الحماية و السلامة،ويتأكد هذا المنحى السلوكي للإدارة مما لا يدع مجالا لسوء الإعتقاد من خلال إلغاء الجمع العام السنوي للمؤسسة الذي تعرض فيه تقارير مختلف المجالس ومناقشتها مع بداية الدخول المدرسي بناء على مقتضيات نظام تسيير المؤسسات التعليمية الذي جاء به إصلاح المنظومة التربوية، وذلك لتفادي عرض مشاكل التسيير ومناقشتها واقتراح الحلول لمعالجتها في إطار المسؤوليات المهنية المنوطة بكل طرف.
   مفارقة ازدواجية ممارسة الخطاب الرسمي المحلي:
و يبرز من هذا المنحى الإنحداري  السؤال الجوهري حول المصدر الذي يوفر المناخ العام المساعد لهذا النمط من المرجعيات الإدارية في توجيه العنف المدرسي وتحديد أهدافه وخلق آليات تنفيذه لخلق توازن الرعب، وإعادة إنتاج الغباء والخنوع واللامبالات وتقليص دور الأستاذ في تحصيل الخبز فقط وفصله عن منظومة القيم التربوية والأخلاقية الكونية؟
بدون شك؛ فإن الجواب حول هذا السؤال الحيوي لا ينطلق فقط من وقائع حادثة الإعتداء الأخيرة بل من استقراء مجمل ملف وضعية هذه المؤسسة والقضايا البارزة فيه ،وكيفية تعاطي المصالح  النيابية مع هذه الإشكاليات .
فأول ما يبرز للعيان هو الإخبار الذي وضعه الأستاذ بمكتب النائب الإقليمي  لوزارة التربية والتعليم  بطنجة ـ أصيلة  في اليوم الوالي 17 فبراير 2010،يستعرض مجريات الحادثة ودوافعها، و يخلص إلى أن التلميذ غير سوي وعنيف وقد أظهر بشكل ملموس مدى مواقفه العدوانية تجاه المدرسة والنظام الداخلي والقانون الجاري به العمل في هذا الصدد ، ويلتمس من السيد النائب اتخاذ الإجراءات المسطرية اللازمة قصد التدخل في هذه الوضعية الشاذة التي تمس سلامته الجسدية والمعنوية والتي ألحقت به ضررا نفسيا و ماديا بليغين ،و التي تسير في الاتجاه المعاكس للنهوض بمجال التربية والتعليم بهذه الإعدادية ،و يهيب بسيادة النائب فتح تحقيق تربوي  حول الظروف المحيطة بهذا الإعتداء للوقوف على الاختلال المؤدي إلى مثل هذه الظواهر المسيئة لسمعة التربية والتعليم في محيط المؤسسة.
كان جواب النائب البديهي  على لسان كاتبة الضبط هو رفض استقبال الأستاذ لشرح الوضعية المشكلة بحجة أن الإعتداء قد تم خارج المؤسسة و لا تربط النائب أية علاقة شخصيا بالموضوع، وبالتالي على الأستاذ أن يعوم لمفرده  في بحر هذا المستنقع الراكد، ولا يعول على أي مسؤول ،وقد نسي السيد النائب نفسه عندما كان يحاضر بمناسبة تخليد اليوم العالمي لحقوق الإنسان حول كيفية معالجة ظاهرة العنف المدرسي باحترام القوانين الجاري بها العمل في المجال التربوي مستعرضا نماذج متعددة أعلن بعظم لسانه عن حزمه الشديد و صرامته الفائقة في  معالجتها ومساعدة ضحاياها من رجال التعليم الذين يتقدمون بين يديه لطلب المؤازرة، وكانت هذه المحاضرة أمام تلاميذ و منشطي أندية التربية على حقوق الإنسان، بحضور السيد عبد الكريم الشافعي وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بطنجة كمحاضر بنفس المناسبة، فمن هنا يبرز عامل رئيسي  في تأجيج العنف والعنف المضاد داخل الوسط المدرسي و الذي يتجسد في حدة تتناقض الخطاب مع الواقع عند المسؤولين على الشأن التربوي مما يفرغ العملية كلها من محتواها الحقيقي فتفقد مصداقيتها على الإطلاق.
تغذية علاقة التوترالسائدة وإحباط وسائل المناعة :
 وليست هذه المعاملة استثناء عن القاعدة العامة بل هي الميكانيزم الذي يغذي علاقة التوتر السائدة في المنظومة التربوية بصورة شاملة ويتجلى ذلك من خلال الشكايات المرفوعة إلى النيابة  والمتعلقة بعرقلة المدير لرحلة تربوية ومنع التلاميذ معية الأستاذ المشرف من تنفيذ نشاط ترفيهي موازي في السنة الماضية، وجه على إثرها الأستاذ شكاية تظلم في الموضوع مرفوقة بعريضة موقعة من طرف التلاميذ المتضررين من تصرفات المدير لم تفضي إلى أي تحقيق أو جواب يعيد الأمور إلى نصابها  الطبيعي  وفيما يلي نص العريضة :
   " نحن الموقعين أسفله تلاميذ وتلميذات الثانوية الإعدادية ابن طفيل والذين تقيدوا في لائحة المشاركين في الرحلة المنظمة من طرف الأستاذين المشرفين على نادي التربية على حقوق الإنسان والمواطنة يوم الأحد 31ماي2009 إلى مدينة شفشاون ، وتم حرماننا من الاستفادة من هذا النشاط ، حيث تبين لنا أن السيد المدير مسؤول عن عرقلتها بدون وجه حق لأن الترفيه حق لجميع الأطفال مع الأساتذة المشرفين على مثل هذه الأنشطة التربوية ، ونظرا لإقصائنا في هذه الرحلة فإننا نطالب النيابة المحترمة بالتدخل لإنصافنا في الاستفادة دون أي تمييز أو عرقلة كيف ما كان نوعها وبدون أي مبرر بعيد عن التربية التعليم ."
وبناء على  كل ما ذكر فإن النيابة مطالبة بالتدخل لإنصاف المتضررين  من مثل هذه المسلكيات التي تزيد في تأزم الوضع التربوي الراهن بما هو عليه من اختلالات ،وإنصاف التلاميذ الذين حرموا من الإستفادة من حقهم في الرحلة والترفيه واللعب، مع الأخذ بعين الاعتبار أن المؤسسة لا تتوفر على ملاعب لممارسة مادة التربية البدنية ،فهل ستستجيب النيابة لتظلمات الأستاذ والتلاميذ وتفتح تحقيقا جديا حول خلفيات العرقلة للحد من تكرارها في الزمان والمكان ، أم أنها ستتعامل بالإعراض عن مواجهة تجاوزات الإداريين المصنفين على حساب العهد القديم في المجال التربية والتعليم وتتكلف النيابة بالرد على الشكايات وإبلاغ المعنيين بالأمر بتفسير موقف المدير في هذه النازلة المحسوبة في خانة العبث ."
مركب الرعب ،بنية تربوية مغشوشة تهدد بكارثة:
 إن تلاميذ هذه الإعدادية ليسوا متضررين فقط من التدبير العبثي للإدارة على مستوى الكفاءة التربوية بل على مستوى الإهمال الرسمي في معالجة مشاكل البنية التحية للمؤسسة والمتمثلة في انعدام الملاعب الرياضية وحرمانهم من حق اكتساب مهارات تتعلق بمادة التربية البدنية ، وهذا ما دفع بالتلاميذ إلى اقتراح رسالة مفتوحة إلى المسؤولين قصد لفت نظرهم إلى واقع هذه المؤسسة واستدراك النقص الذي تعاني منه على هذا الجانب للمطالبة بتوفير الملاعب الرياضية من أجل ممارسة التربية البدنية.. وجاءت الرسالة كما يلي: نحن ـ  الموقعين ـ أسفله تلاميذ وتلميذات الثانوية الإعدادية ابن طفيل التابعة لنيابة طنجة ـ أصيلة نتوجه إلى كل من المسؤولين المحلين و الجهويين والوطنيين على الشأن التربوي برسالتنا  هذه المتعلقة بإسماع صوتنا بخصوص الوضعية الاستثنائية التي نعيشها بهذه المؤسسة في ظل انعدام الملاعب الرياضية التي تحرمنا من ممارسة مادة التربية البدنية باعتبارها مادة أساسية في نظام التربية والتعليم لا يمكن الاستغناء عن دورها في الحياة المدرسية  لاعتبارها مكملة لمختلف الأنشطة التعليمية الأخرى. وتستمر هذه الوضعية غير السليمة منذ افتتاح العمل بهذه المؤسسة سنة2004 ونحن في نهاية السنة الدراسية 2009 وهي مدة غير قصيرة في حياة كل تلميذ وتلميذة يلتحق بهذه الإعدادية ويغادرها دون أن يتلقي الحد الأدنى من المبادئ الأساسية في مادة التربية البدنية تؤهله للالتحاق بالسلك الثانوي التأهيلي .وهي وضعية مرشحة للإستمرار إلى أجل غير مسمى تضرب حق جميع التلاميذ في تكافئ الفرص أمام تلاميذ المؤسسات الأخرى على الصعيد المحلي والوطني وخصوصا في الأنشطة المتعلقة بهذه المادة وفي سائر المناسبات والمنافسات المدرسية .
وبناء على هذه الاعتبارات نطالب جميع المعنيين بالأمر بالتدخل لرفع هدا الحيف الذي يلحقنا من جراء هذه الوضعية غير التربوية  التي نعاني منها قصرا والعمل بكل مسؤولية على توفير الملاعب المخصصة لمادة التربية البدنية بصورة لائقة في أقرب الآجال ضمان لحقنا في اللعب والمنافسة الشريفة بروح رياضية" .
وإلى جانب هذه الحيثيات المتعلقة بنوعية العلاقة التربوية السائدة في ارتباطها بوسائل العمل المادية والبشرية المتاحة لقطاع التربية التعليم بهذه المؤسسة يحتم سياق المعالجة و التحليل لفت انتباه الرأي العام إلى حالة الغش في البناء من خلال التشققات الكثيرة في جدران الأقسام من جميع الجوانب وكذا السقف التي برزت فور بداية العمل في هذه المؤسسة خلال الموسم الدراسي04- 2005 ،وهي صورة  تؤشر على احتمال وقوع كارثة تنضاف إلى مجمل كوارث الغش وغياب مسؤولية المراقبة والمحاسبة يؤدي ثمنها الأبرياء دائما أمام صمت جميع الأطراف الفاعلة في الحياة المدرسية على المستوى النيابي المحلي و الجهوي .  
 فمن خلال كل ما سبق استعراضه من وقائع وحيثيات؛ كيف كانت إذا حصيلة المجهود الذي بدله التلاميذ النشطاء والنجباء داخل المؤسسة في المبادرة إلى  إسماع صوتهم وتكسير الصمت المفروض على مثل هذه الوضعية عبر مختلف وسائل الإعلام المحلية والوطنية بما فيها  الإنترنيت ؟
إنتاج الخوف وصناعة الغباء:
بكل تأكيد؛ فإن الجواب على هذه الأصوات تلخص على المستوى النيابي بتملص كل مصلحة من مسؤولية المحاسبة لان وضعية صراع أقطاب المصالح لم تكن قادرة بما فيه الكفاية  على تقديم  الأجوبة لأن التكليفات الجديدة في المسؤوليات التربوية خلال السنة الماضية كانت مبررا لتفادي فتح تحقيق في الموضوع حرصا على تثبيت وضعيات رآسة المصالح  في الأفق المرتقب بين الأجنحة المتقارعة داخل النيابة ،أما على المستوى الداخلي للمؤسسة فقد كان الجواب على ذلك  فيما ترتب عنه من فتح ملف المؤسسة على الرأي العام لتنويره بمجريات خيوط اللعبة التي تستخدم التخويف و تهديد التلاميذ المحتملين في التنديد بالتصرفات غير المسؤولة والمطالبة بحقوقهم بأنفسهم ، مع توظيف الاحتياطي الكافي من الفشل الدراسي و التخلف  المدرسي و الإهمال والعنف الأسري كحطب للعنف المدرسي الموجه لتصفية حسابات الزمر و الجماعة  المستحوذة  بإعادة توزيع  الجدوى والمنافع  العينية على المريدين وشيطنة المخالفين لتعليمات الجماعة، و قد تتوجت الجهود المضادة بصياغة بيان حقيقة منشور باسم الإدارة بالصحافة المحلية ومعمم على مؤسسات تعليمية أخرى مجاورة يوظف  القدح والتسفيه وتهديد التلاميذ ،وإفشاء السر المهني للأستاذ بأسلوب يوظف سلاح التهكم والسخرية المبتذلة الكافية لإلحاق أكبر ضرر محتمل لمعنويات الأستاذ بهدف التشويش، وخلخلة العلاقة التربوية السليمة التي من المفروض أن تربط طرفي العملية التعليمية والتربوية بالرهانات الحالية، وعرقلة كل مجهودات الارتقاء بجودتها واستهداف فاعليها، لأن وظيفة الأستاذ الحيوية لا تقتصر فقط على مهمة استهلاك الطباشير الرديء على  سبورة سوداء متآكلة إنما هو شاهد موثوق وطرف أساسي في صراع  تحديث آليات دولة الحق والقانون .
المناشدة بحماية أمنية مفترضة:
وعلى سبيل استكمال معطيات الوضع، ندرج نص العريض التي وجهها العاملون بالمؤسسة إلى رئيس الدائرة الأمنية الحادية عشر بحي مسنانة يوم 18 فبراير من السنة الماضية 2009 في موضوع : طلب الحماية الأمنية بمحيط الثانوية الإعدادية ابن طفيل ،ويمثل حادث الإعتداء على الأستاذ في اليوم المذكور أعلاه بمثابة الذكرى الأولى على تقديم هذه العريضة التي لم يتم الاستجابة لها في إطار الإختصاص،وبالتأكيد لا يدخل كل ذلك  في باب توارد الصدف لأن الأمر كان استشعارا صادقا باحتمال خطر حقيقي يفرض التصدي له، زكته حالة عودة نفس التلميذ للتعرض ببقية الأساتذة  حيث يبقى الوضع كما هو عليه مفتوحا على جميع الاحتمالات إلى غاية إشعار آخر، أمام مسطرة قضائية تحتاج إلى إعادة النظر في فاعليتها في حماية التربية وتأمين سالمة أطرها، وفيما يلي نص العريضة التي تحمل 23توقيعا من أجل التذكير :
" يشرفنا نحن الموقعين أسفله هيئة التدريس العاملة بالثانوي الإعدادية ابن طفيل إن نتقدم أمام سعادتكم الموقرة بطلب توفير الأمن اللازم بمحيط المؤسسة التي نعمل بها، والواقعة في دائرة أشرافكم حماية لنا كأطر للتربية والتعليم ولعموم أبناء المواطنين من التلاميذ من العنف والإنحراف والإجرام ،وقد جاءت عريضة هذا الطلب بناء على ما لاحظناه من تواجد لعناصر غريبة عن المؤسسة أصبحت تربط حول فضائها، وأمام الباب الرئيسي طيلة أوقات العمل تزاول مختلف أشكال المضايقات والعرقلة والإعتداء حيث تجدر الإشارة إلى تعرض سيارة أحد الأساتذة للهجوم بالحجارة وقد تسبب في تهشيم زجاجها الخلفي عن طريق الإعتداء العمد وسبق الترصد ملحقا بها خسارة مكلفة، وذلك يوم الجمعة 16يناير 2009 حوالي الساعة السادسة والنصف مساء ،و ليست هذه الحالة الوحيدة بل هناك حالات مماثلة سابقة في حق ممتلكات المدرسين و سلامة أمنهم وأمن التلاميذ المستهدفون بدورهم بمثل هذه التجاوزات في حق مؤسسة عمومية تؤدي وظيفة التربية والتعليم والتنشئة تستحق الإحترام والتقدير والعناية الأمنية لكل مكوناتها التعليمية عاملين ومتعلمين على حد سواء كمسؤولية مشتركة يمليها الواجب والضمير المهني والوطني الصادق والمتفاني في خدمة المصلحة العامة".
الإحتجاج لحماية المؤسسة العمومية:
وفي الوقت الذي لم تعر المصالح العمومية المعنية بالعنف المدرسي أي اهتمام بالوضع المتوتر بالمؤسسة المعنية موضوع الشكايات المعروضة عليها، أصبحت كرامة وسلامة الأطر التربوية العاملة بها مسألة تحتاج إلى تضحيات مستمرة تقف في وجه الأحقاد المرضية والنعوت الشامتة التي تستبيح حرمة  المؤسسة العمومية بمن فيها المتعلمون الذين رفعوا بجوار أساتذتهم شعارات من قبيل" الحق في الحماية الأمنية" و"حماية التلاميذ حق مشروع" و"المطالبة بحماية المؤسسة العمومية" و"لا للاعتداء على الأطر التعليمة بالثانوية الإعدادية ابن طفيل" خلال الوقفتين الإحتجاجتين المنعقدين بالمؤسسة يوم الأربعاء 23مارس لمدة نصف ساعة عقب فترة الاستراحة الصباحية للفوج الأول ونصف ساعة مماثلة عقب الاستراحة المسائية للفوج الموالي داخل فضاء المؤسسة.
 وقد شكلت هاتان الوقفتان رسالة واضحة وصرخة قوية ضد جميع أشكال الإختلالات والمفارقات التي أصبحت تعصف  بالمؤسسة العمومية أمام الاختيارات المعادية لقيم حقوق الإنسان وعقلنة الحياة المدرسية وتحصينها من جميع أشكال التطرف ، فهل سـتجد هذه الرسائل الآذان الصاغية للإستماع والأنصات إلى معاناة الأطراف المتضررة من هذه الوضعية، والعمل على إنصافها بتفعيل المساطر القانونية الإستعجالية التي تضمن حقوق جميع مكونات الحقل التربوي، ودون ذلك سيبقى الوضع مرشحا لمضاعفات غير محمودة العواقب تهدد بالكوارث المحققة.

















بين العقل الإسرائيلي والموقف الأميركي


بقلم: آصف قزموز
تماماً كالثّعلب في ثياب الواعظين، يمشي في الأرضِ يَهدِي وَيَسُبُّ الماكِرين، يخوض الحرب وهو يتحدث بالسلام وعن السلام، يُوغِلُ في الإثم والعدوان على الشعب الفلسطيني، فيذرف الدمع متباكياً وهو يتوعّد الضحيّة ويُلبِسها ثوب الجلاّد، يتحدث عن التفاوض والديمقراطية وحقوق الإنسان وهو يُمارس الاحتلال والاستيطان ويرتكب كل ما من شأنه إفساد أي تفاوضٍ أو سلام، يبان حقده وعنصريته في عينيه ولسانه وشفتيه ويديه، ولا يعتذر عن الجريمة لكنه يأسف لسوء توقيتها فيمتطي صهوة منطق "اكسِرْ راس وعَدِّل طاقية". لذا، لا تنظروا لعينيه بل انظروا لما تفعله يداه.
 إنّه منطق التطرّف الإسرائيلي الذي لا يُمكن تغطيته بغربال أو إخفاؤه بحالٍ من الأحوال. هكذا عوّدونا أن نشهد تراجيديا السياسة التفاوضية الفلسطينية تُسحق في وضح النهار وفي كلّ مرّة بين رَحَى التطرُّف والعنصرية وطاحون التلكُّك والمراوغة الإسرائيلية تحت ناظرينا وعلى مرأى من العالم كلّه. فلا وليّ ولا نصير.
نعم، هذا هو السلوك الإسرائيلي الذي طالما ظلّ محملاً بكل أشكال التطرّف والتلكُّك المتعنّت، والتطاول على القانون والإرادة الدولية، دون أي اعتبار أو احترام لصديق أو شريك أو حليف مُنحاز، أقصى ما يكلّفهم فيه اعتذار يُعبّر عن أسفٍ على ما قد سلف ليُعاودوا الكرّة من جديد وهكذا.
فبالرغم مما قيل على لسان بعض المسؤولين الإسرائيليين من أن علاقة إسرائيل مع واشنطن تواجه أسوأ أزمة منذ 53 عاماً، فإن اعتذار نتنياهو عن إعلان حكومته الموافقة على بناء 1600 وحدة استيطانية جديدة عشية وصول كل من نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن والمبعوث الأميركي لعملية السلام جورج ميتشل إلى المنطقة في زيارتهما التي كانت واعدة وممنّية للنَّفْس الفلسطينية باستئناف المفاوضات، معتبراً أن الإعلان كان خطأً مؤسفاً من حيث التوقيت دون الإشارة لذات الجُرم المُعلَن، قد جاء فاقداً للقيمة وللقيم والأخلاق وأصول اللياقة في احترام العلاقات بين الدول. الاعتذار جاء فقط على التوقيت وليس  على القرار الاستيطاني بذاته. ما يُعيد التأكيد مُجدّداً على سوء النوايا والموقف وعدم جدّية الحكومة الإسرائيلية في الذهاب مع الفلسطينيين إلى نتائج جدّية ملموسة لتحقيق السلام، وهو ما يضعنا والحالة هذه مع الإسرائيليين برسم المثل القائل: "إن شُفْتَكْ بَضْحَكْ عَلِيكْ، ما شُفْتَكْ رَاحَتْ عَلِيك".
كلّ هذا يأتي ليسَ تفجيراً في وجه واشنطن وبايدن فحسب، وإنما أيضاً في وجه الفلسطينيين أولاً، والعرب الذين سارعوا دون تردّد لمنح تل أبيب فرصة العودة للمفاوضات غير المباشرة والمباشرة مع الفلسطينيين ثانياً.
يقول المثل الشعبي الفلسطيني: "اللّي ما بَدُّو يجَوِّزْ بِنْتُو بِيغَلـِّي مَهِرْهَا"، واللّي ما بَدُّو السلام بِخْتَار نتنياهو وِبْيِضَعْ ليبرمان وزيراً لخارجيته، وهو  المنطق نفسه الذي عيّنت فيه "حماس" يوماً د. محمود الزهار وزيراً لخارجيتها، فكانت الرسالة واضحة، وجاءت النتائج اللاحقة أكثر بلاغةً ووضوحاً في كلتا الحالتين. فلا نتنياهو يُريد سلاماً حقيقياً يعترف فيه بحقوق الفلسطينيين ولا كانت "حماس" بوارد إنجاح المشروع السياسي الوطني الذي تحمله منظمة التحرير، لأنّ خلافها معه لم يكن على تفاصيل وتكتيكات سياسية، وإنما تناقض شامل مع المشروع نفسه والأداة الشرعية الحاملة للوائه منظمة التحرير الفلسطينية، والشواهد على ذلك كان لها أوّل ولم يكن لها آخر بعد.
إنها سياسة إسرائيلية متوارثة وإن اختلفت الوجوه والحكومات وحتى الأيديولوجيات، بل نهج إسرائيلي كثيراً ما يحمل تجلّيات عنصرية شوفينية، دأب من خلالها على وضع نفسه فوق القانون والتهرّب من تقديم أيّ شيء وأخذ كلّ شيء، وتقويض أية محاولات تقدم أو مواقف إيجابية للآخرين عَبر خطوات استباقية أو تلكـُّكيّة أو استفزازية مُتعمّدة ومدروسة، ثم فرض الأمر الواقع على الجميع في كل ما يريد. فبالأمس القريب كان قرار شارون الانسحاب من غزة من جانب واحد دون أي اتفاق أو تنسيق يُذكر مع الشريك الفلسطيني وفرضه علينا أمراً واقعاً تَعَاطَيْنَا معه وتَقَبّلنَاه فيما بعد وما زلنا. وكذلك الحال حين طرح نتنياهو رؤيته في اقتصار الحلّ مع الفلسطينيين من خلال تحسين حياتهم المعيشية فحسب، حيث رفضنا ذلك في حينه مع أن ما يجري اليوم على الأرض هو ترجمة في صلب ذات السياق والرؤية النتنياهوية المرفوضة.
وحتى لو لم يكن هذا النهج آنف الذكر سياسة أو استراتيجية مسبقة الصنع في السلوك الإسرائيلي، أستطيع أن أقول: إن الإسرائيليين عندما يقرأون هذا الواقع بتفاصيله ويرون أن الواقع الفلسطيني الدّاعي نظرياً للمقاومة في حالة شلل وانهيار ولا يَقْوَى على عمل أو إنجاز شيء في هذا المضمار، والسلطة الوطنية يَضعف موقفها شيئاً فشيئاً بفعل انهيار الواقع الأوّل وتعثّر المفاوضات حدّ الفشل. ناهيك عن الإجراءات اليومية الإسرائيلية المحبطة، ويرون أن الواقع العربي هو الآخر في أضعف حالاته ومستجيب حدّ الخنوع والاستغاثة المستجدية، والموقف الدولي في جانبهم تماماً، فما الذي يُجبرهم على التنازل عن تعنُّتهم أو تقديم أي شيء للفلسطينيين؟! لا سيّما ان مثل هذا الواقع الأليم، والحصاد المُرّ يُؤَمِّن لهم عملياً فرصةً نادرة لمراوغة طويلة الأمد تمكّنهم فعلياً من الاستمرار في التفاوض معنا ومشاغلتنا على طريقة قصة إبريق الزيت لسنين طويلة أخرى، وفي هذا ما يخدم جوهر أهداف ومرامي الفهم الإسرائيلي للحلّ الذي لا يوصلنا إلى نهاية محدّدة فنظلّ نسير معه ونمشي إليه ولا نصل.
كيف لا، ونحن نشهد تراجيديا الوضع الفلسطيني، وكيف أن مجريات الأمور على الأرض قد وضعت فعلياً وبعد كل هذا مصير الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام رهناً لحسم الصراع الإقليمي الدائر، وليس للإرادة الوطنية الفلسطينية وحدها، حيث بات يتوقف نجاح برنامج "حماس" واستمرار انقلابها بكل مكوّناته وتبعاته وآثاره على مدى صمود إيران ونجاحها في الخروج من مأزق الملفّ النووي. وبالتالي ستشكّل هزيمة إيران وبرنامجها النووي المستهدف بامتياز هزيمة لـ "حماس" وبرنامجها الذي يُشكّل جُزَيْئاً من فسيفساء الجبهة الإيرانية. ولعلّ أفضليّة ارتهان وضع "حماس" مع مصير إيران تكمن في أن كلاً من إيران و"حماس" لا يملكان خيارات أو بدائل سوى أن يكونا معاً على شفير مغامرة مصيرية عنوانها "يا بتصيب يا بتخيب"، بينما الأطراف الحليفة للسلطة ومنظمة التحرير لديها خيارات وتحالفات ومصالح تؤثّر بشكلٍ كبير على جدّية مواقفهم في دعم الحق الفلسطيني المشروع ودعم القيادة الفلسطينية سلطةً ومنظمةً في مواجهة التطرّف الاحتلالي الاستيطاني الإسرائيلي، وفي قدرتهم على اتخاذ مواقف حازمة ومتوازنة تجاه الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي.
كل هذا يُعزّز الاعتقاد الواقعي القائل: إنه لا آفاق لحلٍّ واقعي ومتوازن مع الإسرائيليين، إلاّ من خلال ما يمكن أن يحقّقه الأميركيون أوّلاً، والمجتمع الدولي ثانياً، من ضغطٍ وإجراءات فعلية حاسمة في حدود الممكن بالنسبة لمصالحهم مع إسرائيل ورؤيتهم لمكانة مصالحهم مع الفلسطينيين والعرب.
هذا الواقع المرير بكل ما أسلفنا في وصفه وتشخيصه، بعيداً عن الإرادوية والعنتريات السياسية غير المـُسْنَدَة، يضع السلطة الوطنية الفلسطينية أمام حقائق وتحدّيات جسام لا تُحسد عليها. وبالتالي ليس لنا أن نغفل أو نتجاهل ولا للحظة حقيقة أن خيار المفاوضات هو خيار استراتيجي غير قابل للتصرّف من كائن من كان باستثناء الهامش المباح بحدود ما يُمكن أن يُتاح في حق المطالبة والضغط الدائم لتحسين شروطه وتوضيح أكثر لآلياته ومرجعياته ومآلاته. الأمر الذي يتطلّب منّا أن نعمل كفلسطينيين على مسارين: مسار الاستمرار في التفاوض ولو من باب رفع العتب أو اللّوم الدولي وغير الدولي، وتقويض التباكي الإسرائيلي الدائم على المفاوضات، ومسار الانكفاء نحو التركيز على العمل في البناء الداخلي المؤسّسي والتنمية بهدف تحسين العيش وظروف الحياة للمواطنين، وبالتالي تهيئة القاعدة المادية والشعبية اللازمة لبناء الدولة والاستمرار في تعزيز النضال الشعبي السلمي وتكريسه كثقافة وطنية مجتمعية، مع بقاء أعيننا على مجلس الأمن كملاذٍ أخير مشروع في حال استنفادنا كل السبل والخيارات ووصلنا لطريق مسدود.
لكن يبقى السؤال: هل يُمكن للغضب الأميركي الحالي من تل أبيب أن يتطوّر لمواقف فعلية ملزمة لإسرائيل ومستجيبة ولو لحدودنا الدنيا في حلم الدولة؟