الأربعاء، 3 مارس 2010

علي العريض وزياد الدولاتلي وكريم الهاروني تحت المراقبة المستمرة


حــرية و إنـصاف
منظمة حقوقية مستقلة
تونس في 17 ربيع الأول 1431 الموافق ل 03 مارس 2010
علي العريض وزياد الدولاتلي وكريم الهاروني تحت المراقبة المستمرة
يواصل البوليس السياسي مضايقته للكاتب العام لمنظمة حرية وإنصاف والمناضل الطلابي السابق المهندس عبد الكريم الهاروني وذلك بمتابعته منذ الساعة الثامنة من صباح اليوم الأربعاء 03 مارس 2010 من قبل عونين يمتطيان سيارة من نوع فورد حاملة للرقم المنجمي 128 TU 8122 ، وقد أراد العونان المذكوران إشعاره بوجودهما حيث بقيت سيارتهما رابضة أمام مقر عمله ثم تابعت مسيرته من العمل إلى منزل عائلته عند منتصف النهار عندما ذهب للغداء مع والده، ثم عادت لملاحقته من جديد إلى مقر عمله.
كما خضع المناضلان السياسيان المهندس علي العريض والدكتور زياد الدولاتلي القياديان السابقان في حركة النهضة إلى متابعة أمنية ومحاصرة لمنزليهما ومراقبتهما مراقبة لصيقة في كل تنقلاتهما، في اعتداء صارخ على حقهما في حرية التنقل.
وتجدر الإشارة إلى أن السادة علي العريض وزياد الدولاتلي وعبد الكريم الهاروني خضعوا منذ خروجهم من السجن إلى مضايقات متكررة ومراقبة لصيقة ومحاصرة لمنازلهم في محاولة من السلطة للتضييق عليهم وعزلهم عن المجتمع.
وحرية وإنصاف
1)    تندد بهذا الإجراء التعسفي في حق السادة علي العريض وزياد الدولاتلي وعبد الكريم الهاروني وتعتبر أن هذه المراقبة اللصيقة اعتداء على حرية التنقل واعتداء على الحياة الخاصة للمواطنين وتطالب بوضع حد لمثل هذه المضايقات المسلطة خاصة على الناشطين السياسيين.
2)    تدعو المنظمات الحقوقية داخل تونس وخارجها إلى تكثيف عملها من أجل وضع حد لهذه الإجراءات المخالفة للقانون التي تنتهجها السلطة للتضييق على خصومها السياسيين وعلى المدافعين عن حقوق الإنسان.
عن المكتب التنفيذي للمنظمة
الرئيس
الأستاذ محمد النوري

غيث الغزواني من جديد رهن الاعتقال


حــرية و إنـصاف
تونس في 16 ربيع الأول 1431 الموافق ل 01 مارس 2010
غيث الغزواني من جديد رهن الاعتقال
فوجئت عصر اليوم الأربعاء 03 مارس 2010 عائلة سجين الرأي السابق غيث الغزواني باعتقال ابنها عندما كان بالمنزل من قبل أعوان ذكروا أنهم تابعين لإدارة أمن الدولة دون استدعاء مسبق ودون الاستظهار بإذن قانوني، واقتادوه إلى جهة مجهولة، ولا تزال عائلته تجهل سبب ومكان اعتقاله.
علما بأن الشاب غيث الغزواني قد اعتقل أواخر عام 2005 بتهم لها علاقة بقانون الإرهاب الـ (لا دستوري) ولم يخرج من السجن إلا في 13 ديسمبر 2009، وهو يعاني  منذ خروجه من مرض ''السل'' الذي أصيب به في السجن، كما أن والده السيد أحمد الغزواني، الذي تنقل اليوم للاستفسار عن ابنه لدى إدارة أمن الدولة بوزارة الداخلية ولدى منطقة الشرطة بولاية أريانة ولكن دون جدوى، يستعد في المستقبل القريب لإجراء عملية جراحية بسبب إصابته بمرض السرطان.
وحرية وإنصاف
تدين اعتقال الشاب غيث الغزواني وتدعو السلطات الأمنية إلى إطلاق سراحه فورا حتى يستكمل علاجه وتستنكر مجددا طرق الاعتقال المخالفة للقانون وتطالب بوضع حد لسياسة الاعتقالات العشوائية والمحاكمات الجائرة ووقف الحملات ضد الشباب المتدين باسم الحرب على ''الإرهاب''.
عن المكتب التنفيذي للمنظمة
الرئيس
الأستاذ محمد النوري

أعداء الأمّة الحقيقيّون: منظومات الحكم وليس أنظمة الحكم فقط!

خالد زروان
كاتب ومفكر مسلم

لسائل أن يسأل: إن كان من يجعلُنا في الحضيض هكذا هو فقط أنظمة الحكم أوَلهذه الأنظمة كلّ هذه القوّة حتّى تستمرّ في بقائها وقد أهريق ماء وجوهها على آخره منذ سنين بل جفّت وجوهها بل إقفهرّت سوادا وإحتراقا؟!

جولة بسيطة في أحداث السّنين الماضية ثمّ ربطها ببعضها تمكّننا بسهولة من إدراك أنّ هذه الكيانات التي نصطلح عليها بالأنظمة ليست في حقيقة واقعها كذلك وإنّما هي منظومات أو على الأقل قد أصبحت منظومات إن لم تكن كذلك.

ومن دلائل ذلك التّحوّل “إتّساعرقعة تأييدها وتنوّعه بين كلّ من لا يرى في الإسلام حلاّ. وقد كانت أحداث الخمس سنوات الأخيرة حاسمة في ذلك. فقد كانوا ينظرون والنّظام الذي ينتقدونه من منظار واحد إلى الأحداث وخاصّة بروز أفكار الإسلام كبديل جدّيّ وقويّ ترافقها قوى الجهاد. ومن تقارب زوايا النّظر وجد الكثير ممّن لا يرى في نظام الإسلام حلاّ بل عدوًّا وآفة وجب إستئصالها أنفسهم في نفس خندق الأنظمة المهترئة فإتّسعت رقعة الأنظمة وشملت أغلب المؤثّرين في الرّأي العام ومنهم: أغلب الفنّانين من ممثّلين ومطربين وأغلب “المفكّرينو”المثقّفين” وكثير من الأئمّة والخطباء و”العلماء” … وأجبرتهم مصالحهم المشتركة مع الأنظمة على الحسم في مواقفهم ضدّ أفكار الإسلام الصّاعدة من خلافة وجهاد وإصطفّوا طواعية وراء “ولاّة الأمر” وصفّقوا لرصانتهم وحكمتهم وأعطوهم نفسا إضافيّا بتكوينهم حول أنظمتهم فقّاعات متضامنة متماسكة من الزّبد في بحر هائج. فهذه الكيانات لم تعد أنظمة وحسب وإنّما منظومات بتماسك أغلب الفئات المؤثّرة حولها وهي نفسها من لا يرى في نظام الإسلام حلاّ بل عدوًّا وآفة وجب إستئصالها.

ونجد على رأس القائمة في المنطقة العربيّة من بلاد الإسلام صناعة السّنما وممثّلو مصر و”مثقّفوها” وفقهاء آل سلول والخليج عموما إضافة إلى نظرائهم في كلّ بلاد الإسلام والقنوات الفضائيّة وصحافيّيها… كلّ من موقعه يحارب فكرة الخلافة وأحكام الإسلام من جهاد وحدود وأنظمة ويصادرون حقّ السّلطان للأمّة بدعواتهم للدّيموقراطيّة والحرّيّات وحقوق الإنسان ويضلّلون النّاس في الأنظمة التي أصبحوا معها في خندق واحد.

هؤلاء هم أعداء الأمّة الحقيقيّون الذين وجب كشف الغطاء عنهم وفضحهم على الملإ حتّى ينفضّ النّاس من حولهم ويعوا خطرهم. وعلى كلامي أورد مثالا ـ والأمثلة لا تُحصى في هذ الموضوع ـ، فعادل إمام الممثّل الكوميدي المصري لطالما أضحك ويضحك الكثير ولكن هل ستواصلون الضحك معه إن إطّلعتم على تصريحاته ودعواته الخبيثة وهذا مثال منها ؟! حسين فهمي قلّما يخلو مسلسل أو فلم منه. تتفرّج على أعماله الأطفال والعائلة، يدخل بيوتكم ويؤثّر في أفرادها وهو يحتقر المرأة التي تلبس الحجاب ويعتبرها معاقة وينكر الحجاب ويكفر بحكم الله …! فهل ستواصلون الفرجة على أعماله وهل ستواصلون التّأثّر بأدواره.
الله أكبر، تُنكرون على ساركوزي والعدوّ بين ظهرانيكم! قاطعوا أعماله إقطعوا حبل الودّ لهذا الذي يكفر بما أنزل الله وأبعدوا فلذات أكبادكم وأنفسكم عنه. فهل ستوادّون من حادّ الله ورسوله صلّى الله عليه وسلّم؟ هل ستواصلون الضحك معه إن إطّلعتم على تصريحاته ودعواته الخبيثة وهذا مثال منها ؟!

أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رَّابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاء حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ [ الرعد الآية 17]

إصرار الأنظمة العربية على إلباس العار للفلسطينيين

احمد الفلو – كاتب عربي

حرصت الأنظمة العربية و جزء كبير من شعوبها على ممارسة هواية شديدة الوقاحة والسّادية تتجلى بغرس أظافرها في الجرح الفلسطيني الدامي و ذرّ الملح في أعماق ذلك الجرح، و بالرغم من ذلك المستوى التعليمي والثقافي النسبي الذي يتميّز به الشعب الفلسطيني منذ القدم عن بقية الأشقاء العرب إضافة إلى التفوّق على بقية شعوب العالم في مجال البذل والعطاء للقضية الوطنية، فإننا نلاحظ حالة الإحباط و التشويه و إيقاع الفلسطينيين في هاوية اليأس و القنوط من تحقيق طموحاتهم وآمالهم، ليس من خلال الإجرام والذبح الإسرائيلي المستمر لهم فحسب بل إن السلوك العربي السياسي اليومي يكرّس مختلف صنوف الإذلال والتشويه ضد الشعب الفلسطيني .

ولعل أبرز أوجه تلك السياسات العربية تتمثل في المحاولات الدؤوبة للتملص من الواجبات القومية والإسلامية تجاه الأمة ومقدساتها، ونذكر هنا اعتراف الأنظمة العربية بما يسمى منظمة التحرير الفلسطينية في البداية ثم تكرار مقولة نحن العرب نوافق على كل ما تقرره منظمة التحرير وذلك يعني أن المنظمة عندما تفرّط ((وقد فرّطت فعلا ً بالحقوق الفلسطينية الثابتة)) فإن تلك الأنظمة غير مسئولة عن ذلك التفريط، مع علمها وبدعمها المطلق فإنه تم تنصيب حثالة الشعب الفلسطيني ولصوصه على رأس هرم المنظمة منذ عام 1974وحتى الآن، في الوقت الذي قامت تلك الأنظمة وبالتعاون مع حفنة المنحطين ممن يُسَمون قيادة السلطة ثم تجاهل الممثلين الحقيقيين لشعبنا و التنكيل بهم ومنعهم من التحرك وعدم الاعتراف بهم ، وكأن شعبنا المجاهد يكاد يتيه فرحاً وابتهاجاً برؤية عباس وعصابته يجلسون في مقعد ممثل فلسطين في أي مؤتمر أو محفل دولي بهدف بيع الأرض والتنازل عن الحقوق الثابتة.

إنّ أهم الانتكاسات المخزية التي تعرّض لها الكيان السياسي الفلسطيني هو قيام الحلف بين النظام الرسمي العربي وبين قيادات فلسطينية متصهينة و فاسدة ودعم الأنظمة العربية لتلك القيادات سياسياً ومالياً، وقد تجاوز الأمر ذلك الدعم حيث يتم وبشكل مفضوح فرض تلك القيادات على الشعب الفلسطيني والاعتراف بها رسمياً رغم انتهاء صلاحية عباس وانعدام شرعية اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وافتضاح أمر شبكة الجواسيس الصهاينة المتحكمين في قيادة فتح، وفي ذات الوقت الذي يتم فيه تهميش وإذلال القيادة الشرعية المنتخبة التي انبثقت في الساحة الفلسطينية بفعل الشرعية الثورية المقاوِمة والشرعية الانتخابية.

وحيث يتم تزييف الإرادة الشعبية الفلسطينية وطمس نتائج النصر المبين الذي تحقق في حرب الفرقان المجيدة وتحويلها إلى هزيمة منكرة ومغامرة عبثية بهدف تغطية فشل الأنظمة العربية وجيوشها في مواجهة العدو من جهة بل وصل الأمر بهذه الأنظمة إلى التنسيق مع العدو الإسرائيلي لسحق الوجود الفلسطيني وهو ما حصل تماماً خلال العدوان الإسرائيلي على غزة والتنسيق العسكري المصري الإسرائيلي من جهة والتعاون الأمني الفتحاوي الإسرائيلي من جهة ثانية ودون أن نغفل الدعم الإعلامي العربي الذي قدمته بعض الأطراف للعدو الإسرائيلي.

إن أكثر ما يدمي قلوب الفلسطينيين هو استمرار الكثير من العرب بالتنسيق والاعتراف بتلك المجموعة الساقطة والوضيعة في وكر الخيانة في رام الله بينما يتم تجاهل أولئك الرجال المخلصين المجاهدين الذين انتخبهم الفلسطينيون، والأغرب من ذلك كله أن أولئك المجرمين الذين ساهموا في قتل الشهيد سعيد صيام وشاركوا في اغتيال الشهيد المبحوح تتم دعوتهم كممثلين للشعب الفلسطيني في الاجتماعات والقمم العربية، وهذا بحد ذاته إهانة وإذلال للشعب الفلسطيني الذي لا يتشرف أبداً بفرض هؤلاء ممثلين للشعب.

مع إننا بدأنا نسمع استنكاف وتجاهل بعض الزعماء العرب عن استقبال محمود عباس كما حدث أخيراً عند زيارة الأخير إلى ليبيا و كذلك تجاهل تونس لطلب عباس زيارتها ونتمنى أن يترفع بقية الزعماء العرب عن الاعتراف أو استقبال هكذا قيادات وضيعة تستمرئ التخنث السياسي وتمارسه مع العدو الإسرائيلي على حساب الشعب الفلسطيني الذي يرفضها، خاصةً أن هذه القيادات هي وريثة نظريات التكتيك الفتحاوي المتذاكي كالعبيد الذين يظنون أنهم يحددون الأسعار في سوق النخاسة دون أن يشعروا بأنهم ليسو سوى البضاعة التي يتداولها الأسياد.

يخطر على بالنا سؤال هام أثاره الخطاب الذي ألقاه عباس مؤخراً والذي يهدد فيه كاذباً عن عزمه على ترك منصبه وهي المرة الثانية التي يتحدث فيها عن ترك المنصب الذي يتشبث فيه، لكنه في المرة الأولى تلقى رداً أمريكياً يعبّر عن تمسك الإدارة الأمريكية ببقائه عبئاً ثقيلاً على صدور الفلسطينيين، لكنه في تهديده الثاني لم يتلقى أي رد أمريكي يتضمن تمسك الأمريكيين به، بل إن حليفه حسني مبارك أيضاً لم يتلقى أي ترحيب أمريكي بقدوم نجله جمال لرئاسة مصر، فهل قررت الولايات المتحدة تغيير طاقم عبيدها في العالم العربي بطاقم جديد؟

الشعب الفلسطيني يسعى عبر قيادة المقاومة الشرعية في غزة إلى تفعيل كافة السبل والأدوات لإنقاذ المسجد الأقصى المبارك وإطلاق الأسرى الذين طال انتظارهم وتخليص أرض فلسطين بالكامل من الوجود الصهيوني بينما يعمل الأوسلويون على تحقيق أهداف معاكسة تماماً لتلك الأهداف من أجل تحقيق الثراء والمتع الجنسية والمزايا التي يمنحها لهم العدو، وربما كان منع المجلس التشريعي من الاستجابة لدعوة رئيس المجلس عبد العزيز دويك وبقوة البنادق الفتحاوية العتيدة ومساندة اليسار المتهالك والمتحالف مع عباس، نقول أن ذلك خير دليل على تبعية هذه الحثالة للعدو الإسرائيلي ، فهل ستقوم ليبيا بما عرفنا عنها من مواقف مساندة لشعبنا بدعوة هؤلاء بفضائحهم وعارهم لتمثيل الفلسطينيين في القمة المقبلة وتطعن رقاب الفلسطينيين بخنجر جديد؟ هذا ما لا نتمناه .

إن دعوة عباس وعصابته لحضور اجتماع الجامعة الأخير من قِبَل خادم الصهاينة عمرو موسى ومنح المدعو عباس تفويضاً للتفاوض غير المباشر مع العدو من أجل استكمال بيع فلسطين والتفريط بالأقصى وهذا ما نبَّه لم المندوب السوري في الجامعة العربية وكما هو معروف عن سورية حرصها على القضية الفلسطينية، وكان الأجدى أن يتم دعوة الحكومة الشرعية في غزة والتي يأتمنها الفلسطينيون على حقوقهم ومقدساتهم وبذات الأهمية على حكومة دبي إقامة نوع من التعاون وإشراك حركة المقاومة في التحقيقات المتعلقة باستشهاد المبحوح بدلاً من إطلاع الحكومة غير الشرعية في رام الله التي ساهمت مباشرة باغتيال المبحوح وإرسال التقارير لها، وبدلاً من ذلك توجيه مذكرات الاعتقال بحق عباس ودحلان والرجوب وبقية المتآمرين في قضية المبحوح وإلى متى يستمر ذلك الإصرار الرسمي العربي على تلطيخ سمعة الفلسطينيين؟

وجدنا تعاطفاً كبيراً من جميع الجهات الرسمية والشعبية بالجمهورية الجزائرية الشقيقة

الشيخ سلامة

أنهى الشيخ الدكتور / يوسف جمعة سلامة خطيب المسجد الأقصى المبارك وزير الأوقاف والشئون الدينية الأسبق زيارته للجمهورية الجزائرية الشقيقة بناء على دعوة من الفيدرالية الوطنية للصحفيين الجزائريين وجريدة الشعب الجزائرية ، حيث كانت الزيارة ناجحة والحمد لله، فقد وجدنا تعاطفاً كبيراً من جميع الجهات الرسمية والشعبية التي التقينا بها خلال الزيارة.

وقد تخللت هذه الزيارة لقاءات رسمية وشعبية ، ومحاضرات وندوات ، وكذلك لقاءات عديدة مع وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية بهدف فضح الممارسات الإسرائيلية ضد شعبنا الفلسطيني بصفة عامة ، و مدينة القدس و المسجد الأقصى المبارك بصفة خاصة، وكذلك الآثار الاجرامية للعدوان الإسرائيلي الهمجي على قطاع غزة في العام الماضي ، حيث أشاد الشيخ سلامة بموقف الجزائر الرسمي والشعبي الداعم للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة .

لقاءات مع عدد من المسئولين

وقد استهل الشيخ سلامة لقاءاته في اليوم الأول للزيارة بلقاء الأستاذ/ عز الدين بوكردوس المدير العام لجريدة الشعب ، وكذلك الأستاذ/ عبد النور بوخمخم الأمين العالم للفيدرالية الوطنية للصحفيين الجزائريين، كما والتقى الشيخ الدكتور يوسف سلامة مع عدد من المسئولين الجزائريين، حيث التقى بمعالي وزير الشئون الدينية والأوقاف الدكتور / بو عبد الله غلام الله ، حيث قدم الشيخ سلامة أسمى آيات الشكر والتقدير للجزائر رئيساً وحكومة وشعباً على دعمهم ومساندتهم للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية ، كما أشاد بمواقف الجزائر الرسمية والشعبية التي لا تحصى ، فهي سائرة على درب الرئيس الشهيد / هواري بو مدين الذي رفع شعار ( نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة)، كما قدم شرحاً كاملاً بالوثائق لما يتعرض له المسجد الأقصى المبارك والمقدسات والمدينة المقدسة من إجراءات إسرائيلية تهدف إلى تهويدها ، وفصلها عن محيطها الفلسطيني ، وكذلك العمل على إقامة ما يسمى بالهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى المبارك .

و شدد الدكتور / غلام الله على ضرورة أن يرص الشعب الفلسطيني صفوفه وأن يجمع كلمته من أجل التصدي للهجمة الإسرائيلية الظالمة وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، فالوحدة هي طريق النصر والعزة كما فعل الجزائريون أيام الاحتلال الفرنسي .

كما التقى الشيخ سلامة بمعالي وزير الإعلام الجزائري الدكتور/ عز الدين مهيوبي ، حيث بين الشيخ سلامة ما تواجهه الأراضي الفلسطينية من مخططات إسرائيلية تهدف إلى تهويد المدينة المقدسة ، وطرد السكان المقدسيين ، و كذلك الحفريات أسفل المسجد الأقصى المبارك التي تسببت في تقويض بنيانه وزعزعة أركانه ، وكذلك بناء أكبر كنيس في مدينة القدس والذي يعد أكبر كنيس في العالم ، و كذلك آثار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ونتائجها المدمرة التي طالت كل شيء.

و قد شدد وزير الإعلام الجزائري على الموقف الجزائري الداعم للقضية الفلسطينية وكذلك على ضرورة تمسك الفلسطينيين بأرضهم ومقدساتهم ، ووجوب توحيد الصف الفلسطيني من أجل مواجهة الأخطار المحدقة بالقضية والمقدسات .

كما التقى الشيخ سلامة وزير الدولة السابق الشيخ / بوجره سلطاني رئيس حركة مجتمع السلم ، حيث تركز اللقاء حول الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى ومدينة القدس ، وكذلك السياسة الإسرائيلية المتمثلة بهدم البيوت وتفريغ المدينة المقدسة من سكانها الفلسطينيين والعمل على تهويدها ، كما تم التركيز على ضرورة ترسيخ الوحدة وجمع الشمل الفلسطيني من أجل التصدي للاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني ومقدساته .

المجلس الإسلامي الأعلى

كما استقبل الشيخ الدكتور / بوعمران الشيخ رئيس المجلس الإسلامي الأعلى الشيخ الدكتور / يوسف جمعة سلامة ، حيث بين الشيخ سلامة مكانة المسجد الأقصى المبارك وما يتعرض له من اعتداءات وكذلك المخططات الإسرائيلية لتهويد المدينة المقدسة وفصلها عن محيطها الفلسطيني، وما تقوم به سلطات الاحتلال من أجل تهويد المدينة المقدسة وهدم المسجد الأقصى المبارك لإقامة ما يسمى بالهيكل المزعوم بدلاً منه ، وحضر اللقاء أمين عام المجلس بالإضافة إلى عدد من الأعضاء.

إلقاء خطبتي الجمعة بمسجد القدس ومسجد الأرقم بالجزائر

وألقى الشيخ سلامة خطبة الجمعة في مسجد القدس في حيدرة ، حيث كان خطاباً مؤثراً ، وقد غصت ساحات المسجد والطرق المجاورة له بصفوف المصلين ، وبعد الصلاة هاتف الشيخ سلامة سماحة الشيخ / عبد الرحمن شيبان رئيس جمعية العلماء المسلمين بالجزائر مطمئناً على صحته.

وكان الشيخ سلامة قد ألقى خطبة أخرى بمسجد الأرقم بولاية البليدة ، حيث بين سلامة أن فلسطين من أقدس البلاد وأشرفها، ولها في قلوب المسلمين جميعا مكانة سامية، كما وظهرت هذه المكانة من خلال حرص المسلمين على فتح فلسطين ، والقدس ، وذلك في خلافة عمر بن الخطاب- رضي الله عنه -، ثم في أيام صلاح الدين الأيوبي، كما عملوا على صيانة معالمها والمحافظة عليها .

كما وبين سلامة أن الله سبحانه وتعالى قد ربط بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى حتى لا يفصل المسلم بين هذين المسجدين، ولا يفرط في واحد منهما.

كما وبين سلامة أن مدينة القدس في هذه الأيام تتعرض لمحنة من أشد المحن وأخطرها، فالمؤسسات فيها تغلق ، والشخصيات الوطنية تلاحق ، والبيوت تهدم ، والأرض تنهب ، والهويات تسحب، وجدار الفصل العنصري يلتهم الأرض، وكل معلم عربي يتعرض لخطر الإبادة والتهويد، وسلطات الاحتلال تشرع في بناء عشرات الآلاف من الوحدات الاستيطانية لإحداث تغيير ديموغرافي في المدينة المقدسة من أجل إضفاء الطابع اليهودي عليها ، والمسجد الأقصى يتعرض لهجمة شرسة ، فمن حفريات أسفله ، إلى بناء كنس بجواره ، إلى منع سدنته وحراسه وأصحابه من الوصول إليه ، ومنع الأوقاف من الترميم ، وكذلك العمل على إقامة الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى المبارك .

ندوات ولقاءات

كما وألقى الشيخ الدكتور / يوسف جمعة سلامة محاضرة بعنوان (المخاطر والتحديات التي تواجه المدينة المقدسة ) أعقبها حوار فكري وذلك في مركز الدراسات الإستراتيجية لصحيفة الشعب الجزائرية العريقة ، وقد حضر اللقاء ممثل رئيس الجمهورية وعدد من الوزراء والنواب والسفراء وقادة الأحزاب ورجال العلم والدعوة وجمهور من الصحفيين والطلاب ، حيث قدم الشيخ سلامة شرحاً مفصلاً عن الاعتداءات الإسرائيلية اليومية على المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس ، وما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي من هدم للبيوت ومصادرة للهويات وفرض لضريبة الأرنونا ، وترحيل للمواطنين في المدينة المقدسة ،وحفريات وانتهاكات ضد المسجد الأقصى المبارك ، وضرورة أن تقف الأمتان العربية والإسلامية عند مسؤولياتهما في الدفاع عن موطن الإسراء والمعراج، ومساعدة المقدسيين في الثبات والمرابطة على أرضهم، وذلك بتبرع كل مسلم في العالم بدولار واحد سنوياً لإخوانه في المدينة المقدسة ، وبذلك يتم جمع مليار ونصف المليار دولار سنوياً وهي كافية لمساعدة المقدسيين لتثبيتهم على أرضهم ، وذلك بإقامة المساكن لهم، ودعم الجامعات والمدارس ، ودعم القطاع الصحي والمستشفيات ، ودعم التجار والمواطنين وحراس المسجد الأقصى المبارك، كما شدد على مدى تمسك الفلسطينيين بأرضهم ، ورفضهم لكل الإغراءات والتهديدات، وقد حظيت هذه الندوة بتغطية من مختلف وسائل الإعلام المكتوبة ، بالإضافة إلى القنوات التلفزيونية والإذاعية التي غطت الحدث بمراسلات مباشرة من القاعة ، حيث كان التفاعل من النخب المشاركة يعكس مدى وعمق المكانة التي تتريع فيها فلسطين في الوجدان الجزائري .

كما نظمت كل من صحيفة الجزائر نيوز في مقرها بحضور رئيس التحرير الأستاذ / إحميدة عياشي ، وكذلك صحيفة الخبر بحضور رئيس التحرير ، ندوة مع الشيخ سلامة حول الاعتداءات الإسرائيلية على المدينة المقدسة وفلسطين وواجب الأمة تجاهها وذلك بحضور عدد من الإعلاميين،كما أجرى الشيخ سلامة لقاءات عديدة مع الإذاعة والتلفزيون الجزائري.

كما وألقى الشيخ الدكتور سلامة محاضرة ثانية بكلية الحقوق بجامعة الجزائر ، بين فيها مكانة فلسطين عامة ومدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك خاصة في عقيدة الأمة عبر التاريخ ، كما شرح أبعاد المؤامرة الصهيونية على مدينة القدس عبر محاولات فصلها عن محيطها الفلسطيني بجدار الفصل العنصري، والعمل على طمس معالمها التاريخية باتجاه تهويدها ، كما تطرق إلى الاعتداءات الإسرائيلية المتمثلة بهدم البيوت في سلوان وحي الشيخ جراح والعيساوية وغيرها ، كما أشار إلى مئات الإخطارات لهدم البيوت ، ومصادرة الأراضي ، وبناء الكنس ، ومنع الفلسطينيين من البناء وفرض الضرائب الباهظة عليهم ، وطالب بموقف عربي وإسلامي يدعم المقدسيين المرابطين في مدينة القدس في كافة المجالات ، كما بين آثار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذي طال البشر والحجر والشجر ، حيث غصت مدرجات الجامعة بالأساتذة ورجال الفكر والقانون إضافة إلى مئات الطلبة .

وكما ألقى الشيخ سلامة محاضرة ثالثة في الكلية العليا للعلوم السياسية بجامعة الجزائر حضرها رئيس الكلية والهيئة التدريسية وطلاب الماجستير والدكتوراه ، تحدث فيها عن مكانة فلسطين والقدس والمسجد الأقصى ، كما بين أن المسجد الأقصى المبارك مسجد إسلامي بقرار رباني لا يلغيه أي قرار صادر من هنا أو هناك، و أن ارتباط المسلمين بالمسجد الأقصى المبارك ارتباط عقدي ، وليس ارتباطاً انفعالياً عابراً، ولا موسمياً مؤقتاً، حيث إن حادثة الإسراء من المعجزات ،والمعجزات جزء من العقيدة الإسلامية.

كما بين أن ديننا الإسلامي الحنيف جاء رحمة للعالمين ، حيث عاشت البشرية حياة كريمة في ظل دولة الإسلام ، فعندما نتصفح كتب التاريخ فإننا نقرأ صفحات مشرقة عن التسامح الإسلامي ، حيث نجد أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب – رضي الله عنه- قد رفض الصلاة في الكنيسة التي عرض عليه أسقف بيت المقدس أن يصلي فيها لماذا؟ حرصاً من عمر - رضي الله عنه - على بقاء الكنيسة لأصحابها ، فقد قال للأسقف: لو صليت هنا لوثب المسلمون على المكان وقالوا : هنا صلى عمر وجعلوه مسجداً !!

لقاءات أخرى

كما التقى الشيخ سلامة في مقر إقامته بالجزائر بعدد كبير من الفلسطينيين والجزائريين طوال فترة إقامته ، من بينهم دبلوماسيون وأساتذة جامعات وعلماء ، جاءوا للتعبير عن تضامنهم مع فلسطين ، وحبهم وتقديرهم للشعب الفلسطيني المرابط .