الأربعاء، 3 مارس 2010


ميثم مهـــدي

كلنا اليوم مشغولين بالانتخابات تتقاذفنا أمواج الحيره : ننتخب او لا ننتخب ؟ ومن ننتخب ؟

شعبنا اليوم بعد ان تكالبت عليه الهموم والمعاناة وذاق مرارة الذين غمس اصبعه في الحبر واختارهم بعد ان كان يحلم احلاما ورديه تركتها تصريحات المرشحين في اذهانهم وساروا زرافاتا ووحدانا الى صناديق الاقتراع تحدوهم الامال بأن ينالوا رضا المرجعيات فيرضى عنهم الله وآل بيته .. حينما خلع اصحاب العمائم عمائمهم امام البسطاء وقالوا بأنهم لن يلبسوها مالم ينتخبون مرشحي قائمة 555 .. فأعطوا اصواتهم آملين ان يصبحوا من شيعة آل البيت المظلومين .. وفاز من فاز وعاد من عاد الى بيته يجر اذيال الخيبه فالانتخابات كانت حينها سوق مريدي .. شنو تريد أكو ... اليوم وفي خضم هذه المعاناة لم نعد نشاهد في الفضائيات الا خيبة المواطن الذي ضاع من عمره 4 سنوات من الهموم والمآسي والكوارث حتى اصبح يشعر بالعجز الفكري والجسدي لهذا في كل الفضائيات نسمع عبارة : انتخبناهم شنو سووا إلنا

سؤال يتردد على لسان الجاهل والمثقف ..دليل على احباط له مشروعيته فقد وجد نفسه ضحية الثقة العمياء التي اولاها للمرشحين ووعودهم الورديه .. صدقهم ببراءة المبتلى الذي لايملك سبيلا اخر ..جاءوهم في الانتخابات السابقه بطرق اقل ماتوصف به انها جريمة مخلة بالشرف .. شراء الاصوات .. نقدا او عن طريق توزيع هدايا او ترهيب بأن الذي لاينتخب ليس من آل البيت .. في احدى المفارقات وفي قريه نائيه من قرى الفرات الاوسط حيث شاهدت الناس تتوجه لصناديق الانتخاب وعندما ادلت ريفية بسيطه بصوتها وهي تلوح باصبعها الملوث بحبر الاحتلال ينوء رأسها بجرغدها : جا ذوله شراح يطونــــــا ؟ فانبرى لها شاب ممن خالجتهم مشاعر الخيبة المسبقه وقال : زايره .. راح ينطونك تبن ؟ فوقفت ببراءة الريف وعفويته وقالت : شنسوي بالتبن خو ماصرنا هوايش ؟ ضحك الجميع وشر البلية مايضحك .. واليوم انهالت علينا الوعود والعهود وأطلت علينا الوجوه من كل فج عميق مابين نظرات التهديد والوعيد وآخر يطرز شعاراته بعبارات بدأنا وهو الذي تلطخت يديه بدماء العراقيين من خلال عصاباته الاجراميه لواء الذئب والعقرب وفرق الموت واختراعات الموت بالدريلات .. وهو اليوم يقول بدأنا مستبشرا بملابسه التي احضرها من باريس بينما كان يجوب شوارع دمشق وطهران بقميص يلبسه نهارا ويغسله ليلا ... شاهدنا صور المرشحات الملصقة بالاعمدة والجدران مابين وجه مليح ووجه قبيح حتى ان احد الوجوه المليحة في كركوك سببت حوادث سير نتيجة نظرات سائقي السيارات النهمه .. اليوم وحسب منجزات ديمقراطية بوش التي جعل حتى حمار المزرعه يتحدث عنها وسيلة لخداع الناس .. فقائمة المالكي بكل شراذمها وملحقاتها تحث الخطى للفوز بفرصة ثانيه للتربع على كرسي الرئاسه بعد ان شبع من الجلوس على كرسي بسطية بيع السبح في حي السيده زينب فقد جال هذا الرجل المشئوم في الجنوب والفرات الاوسط محاولا كسب ود ابناء هذا الوطن المبتلى بأمثاله .. وشاهدنا عشرات سياراته ذات الدفع الرباعي والهامرات و600 فرد حمايه حيث توجه الى العشائر لأستمالة شيوخها حاملا الهدايا والعطايا واطعم الفم تستحي العين تناول خلالها طعام الغداء في حفلة برمكيه ونال الشيوخ مسدسات السلطه وعطاياها من خبزة الفقير الذي اصبحت الحصه التموينيه مبعثا لأحزانه .. اموال العراق نهبت مابين حسابات في البنوك الخارجيه واستثمارات ... تاجروا بدماء العراقيين وارواحهم حينما استوردوا اجهزة اطفال للكشف عن المتفجرات وكنا نشاهد الجندي المسكين يمشي كالروبوت للكشف عن السيارات المفخخه التي مرت من امامه مرور الكرام لتنفجر مخلفة مئات الشهداء والجرحى وتدمير الممتلكات .. وجرى التعتيم على الفضيحه التي ستطول رؤوسا كبيره عفنه من مسئولي حكومة الاحتلال .. والسؤال من يتحمل ازهاق ارواح ابرياء باعهم ازلام النظام لموت مفجع ؟ الا يسنحق هولاء المرتشين والمتواطئين من رئاسة الحكومه الى اصغر موظف عديم الضمير الى عقوبة اقلها الاعدام .؟

حمى الانتخابات ارتفعت مخلفة الاف الاسئلة والتوقعات ...

ممن قرروا الامتناع عن التصويت قالوا بمرارة المفجوع انهم نالوا من تأنيب الضمير اربع سنوات عجاف حينما وجدوا آمالهم تبخرت وسط هذه الفوضى العارمه والنهب المبرمج .. وعليهم التكفير عن خطأهم بعدم تلويث اصابعهم مرة اخرى ولكن نسوا ان اصواتهم ستصب في صناديق فئات اجراميه فتكت ونهبت واجرمت وتآمرت على العراق وشعبه وتسعى وبكل اصرار على ان يصبح العراق ضيعة من ضياع بلاد فارس .. اننا اليوم في مفترق الطرق فأما العوده الى ماضي الجريمه والنهب والسلب والرضوخ لأرادات اجنبيه من خلال عملاء هوياتهم عراقيه وأهوائهم ايرانيه .. لقد اتضحت الصورة اليوم وليدرك شعبنا المغيب ان ورقة التوت قد زالت من على اجساد الذين انغمسوا في مستنقع العهر الايراني وسياساته التآمريه وعرف العراقيون طيبهم من خبيثهم .. المنافسة اليوم ليست بين طوائف ومذاهب كما زعموا بأن الحكم صار لأتباع اهل البيت المظلومين ولا كما قال المالكي صارت ألنا وبعد ماننطيها .. لا.والله .. انها صراع بين فرس محتلين ومجرمين وبين عرب سلط عليهم الفرس جام غضبهم وحقدهم فأسالوا دماء العراقيين رخيصه .. في عهدهم الاغبر جفت مياه النهرين وفاضت دماء العراقيين على ضفافها .. استهدفوا ولازالوا يستهدفون كل شرفاء العراق الذين شعروا بالدور القذر الذي تلعبه ايران من خلال عملائها من اصحاب العمائم وقادة الباسدران وفيلق القدس وجيش المهدي وعصابة ابناء محسن طبطبائي .. وماتصريحات محمد الشهواني اخيرا عن الدور القذر الذي لعبته حكومة المالكي بالتعتيم على معلومات مسبقه تفضح دور فيلق القدس بالتفجيرات الاجراميه في بغداد والتي نسبتها اجهزة امن المضبعة الخضراء الى الارهابيين والبعثيين الصدامين وسوريا كما قالوا ... الصراع يأ اهلنا في عراقنا الجريح ليس مذهبيا بل قوميا .. صراع العرب والفرس .. والمرشحين من عملاء بني ساسان كثيرون وماضيهم ليس خافيا حتى على البطة العرجاء في هور الحمار .. الوطن أمانة في اعناق ابناءه من يريد ان يعيش بقية عمره خانعا تحت سياط الفرس المجوس فلينتخب اولئك الشراذم التي تلطخت اياديها بدماء العراقيين .. ومن يريد ان يتحرر من اغلال عبوديتهم ويصرخ عاليا : يالثارات المثنى ابن حارثة والقعقاع وسعد ابن ابي وقاص فليبحث عن مرشحين لاتسري في شرايينهم دماء آل ساسان النجسه .. انهم ليسوا خافين على ابناء العراق ..واعطائهم الاصوات خيانة عظمى للوطن وشعبه والتاريخ علمنا : ماحن اعجمي على عربي قط .. لا ورب الكعبه .

ليفعل العراقي الشريف بمايمليه ضميره فألادلاء بالاصوات امانة في عنق كل عراقي ذاق مرارة الاذلال والتهميش والخديعه .. لنترك الطائفية جانبا فهي سم في دسم .. انها الطعم الذي وضعه الفرس لأستعمارنا وبلعناه تحت شعار مظلومية آل البيت .. لنتجرد من انانيتنا ونضع مصير هذا البلد المبتلى نصب اعيننا فيكفي مافرطنا فيه حيث دفنت الاف الجثث مجهولة الهويه ازهق اعوان الفرس ارواحهم ظلما وعدوانا وصار العراق خرابا .

لتكن الانتخابات معركة مفتوحه بين حق العراقيين وباطل الايرانيين الذين خدعوا الشعب بوعودهم وخدروا شبابه بترياكهم ومخدراتهم واشاعوا العهر في ارجاءه ... من يصوت لعميل ايراني فهو كمن يصوب رصاصة لقلب اخيه .. وكفانا خنوعا لهرطقة ملالي طهران واعوانهم فأما ان نسلك طريق الرشاد ونستأصل السرطان الفارسي والا فأننا سنظل عبيدا وخدما لأعداء الامس بعد ان يرحل علوج الروم ويسومنا علوج الفرس شتى انواع الاذلال والمهانه .. فأما ان نعيش في عراقنا احرارا عربا واكرادا مسلمين ومسيحيين وصابئة وشبك واما ان نعلن التحاقنا لأيران ضيعة من ضياعهم .. فهل يعي العراقيون اي مصير ينتظرهم تحت ظل ولاية الفقيه .؟ لقد بلغت أللهم فأشهد .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق