الثلاثاء، 24 نوفمبر 2009

جمعية لتحرير الشعب المصري


عبد الحليم قنديل
نعم، مصر في لحظة خطر عاصف، وبأكثر مما كانت عليه في أي وقت خلال الثلاثين سنة الأخيرة، فنحن بصدد بلد عند مفارق الطرق، وفي سنتين حاسمتين سوف يتقرر فيهما مصير البلاد لزمان طويل مقبل.
بدأت السنتان بالفعل عند حاجز أيلول (سبتمبر) 2009، وعلى الطريق علامات زيف عن وضع النظام العائلي المستبد الناهب التابع، انتخابات تجديد نصفي لمجلس الشورى، وانتخابات كاملة لمجلس الشعب على منحدر شهور نهاية 2010، وانتخابات رئاسة في أيلول (سبتمبر) 2011، وضع من فضلك ألف قوس ثقيل أسود حول كلمة "انتخابات"، فانتخابات نظام الديكتاتور عمل عبثي وفيلم كارتون، وتحولت إلى تعيينات بالأمر الإداري بعد تعديلات الانقلاب على الدستور التي استفتى عليها صوريا في 26 آذار (مارس) 2007، بعدها انتقلنا من "تزوير" الانتخابات إلى "تشفير" الانتخابات.
وأسوأ ما يمكن أن يجري، أن تنزلق أطراف المعارضة المصرية إلى لعبة نظام الديكتاتور، وأن تتورط في "انتخاباته"، وأن تشارك - بالقصد أو بدونه- في خداع الناس، وفي تزييف إرادة الشعب، وفي إضفاء مسحة جدية مفتعلة على لعبة هزلية تماما، وأن تعطي من "شرعية" وجودها الانتخابي مددا لنظام غير شرعي بالجملة، أن تعطي "شرعية" لعملية اغتصاب مباشر للبرلمان وللرئاسة، فلعبة النظام معروفة بالتفاصيل وخطوط السير، وهي أن ينظم انتخابات برلمانية تنتهي - في يوم واحد - إلى مذبحة تصفية شاملة للمعارضين الجديين، وأن يوزع ميراث المقاعد المغدورة بنصاب "الكوتة الأمنية" على أحزاب مرخص بها أمنيا، وعلى أن يلعب هؤلاء - في دور لاحق- دور "الكومبارس" في انتخابات رئاسة صورية، وأن تنتهي اللعبة - بإجراءاتها المزيفة- إلى التمديد لرئاسة مبارك الأب أو التوريث الرسمي لمبارك الابن، وقد أصدر "ائتلاف المصريين من أجل التغيير"، وهو إطار وطني جامع لأحزاب وحركات سياسية وشخصيات عامة، وقادة إضرابات واعتصامات اجتماعية، أصدر "ائتلاف التغيير" وثيقة بالغة الأهمية عن الانتخابات البرلمانية المقبلة، ووضع فيها شروطا عشرة لضمان الحد الأدنى من جدية وسلامة وصحة الانتخابات، وكلها من قواعد الحد الأدنى المعترف بها دوليا كمعايير لنزاهة الانتخابات، وبلور الائتلاف نصا كاملا لمشروع قانون جديد لمباشرة الحقوق السياسية، ودعا نواب الائتلاف السبعة - مع نواب المعارضة الآخرين - لتقديم التشريع إلى البرلمان قبل نهاية العام الجاري، وأن تكون الخطوة اختبارا أخيرا لنوايا الحكم، وأن تقاطع المعارضة كل انتخابات النظام في حال رفضه لشروط الحد الأدنى، والمرجح - بالطبع - أن يرفض النظام هذه الشروط البديهية لتنظيم أي انتخابات قابلة للاعتراف بنتائجها.
ونتصور أن دعوة الائتلاف لا يصح أن تتوقف عند نداء المقاطعة، بل أن ننتقل إلى تصور أكثر شمولا، نقطة البدء فيه: الخروج من ملعب النظام، فحين يكون الخصم حكما، لا تعود ثمة لعبة ولا ملعب، ولا أهداف تجد شباكها في مرمى مغلق يضيع معه الجهد المبذول، ويمضي الزمان المستحق، ويتحول وقت الحسم إلى وقت ضائع مقتطع من أعمارنا، ومن فرصة البلد في النجاة، فماذا نفعل إذن ؟، ربما نجد أول الخيط في نص البيان التأسيسي لائتلاف المصريين من أجل التغيير، والذي يصوغ تصورا مكتملا لمرحلة انتقالية لمدة سنتين تعقب إنهاء نظام الديكتاتور، وبطريق المقاومة المدنية والعصيان السلمي، البيان الذي صدر في 4 نيسان (أبريل) 2009 يرسم الهدف والوسيلة بإجمال، ودون التطرق لتفصيل صار لازما في خطة قابله للتطبيق من الآن، وفي مجرى الزمن العاصف الذي ينتظرنا في عشرين شهرا تبدأ أول كانون الثاني (يناير) 2010.
واقتراحنا الذي نتقدم به باسم حركة كفاية غاية في البساطة، العنوان: جمعية عمومية للشعب المصري، ومن أربع موارد بشرية، أولها: النواب المعارضون الحاليون والسابقون، ثانيها: الشخصيات العامة والأدباء والعلماء والمفكرون وقادة الرأي العام، ثالثها: قادة أحزاب وجماعات وحركات سياسية تقبل الانضمام للمبادرة، ورابعها: قادة الإضرابات والاعتصامات الاجتماعية والنقابات المهنية والعمالية الأصلية والموازية، ومن مجموع هؤلاء تتكون جمعية الشعب المصري، وبثقل تمثيل شعبي مباشر وغير مباشر، ويعبر عن رغبة أغلبية تفوق بكثير نصف مجموع الشعب المصري، فالنواب المعارضون الحاليون والسابقون - وحدهم- يمثلون نسبة تكاد تصل إلى 40" من المصريين، وفي دورات انتخابات أجراها النظام بنفسه، ووصلوا لمقاعدهم بتضحيات دموية، وعبر " ثغرات النزاهة" أتاحتها ظروف في جدار التزوير المصمت، والشخصيات العامة قوة تأثير معنوي غلابة، وبعضها يعادل - في تأثيره الجمعي- حزبا بكامله، وقادة الجماعات السياسية والاجتماعية ذراع ميداني واصل بأثره إلى جغرافيا مصر كلها، وإلى الطبقات الحية كلها، وميزة الفكرة واضحة، فهي تنهي سباقا لا معنى له في تشكيل جماعات عمل مشترك محدود هنا أو هناك، وبادعاءات عريضة تفوق المقدرة الفعلية على التأثير والانتشار والمجازفة الملهمة، ثم أنها تنهي "الفصام النكد" بين المطالب السياسية والمطالب الاجتماعية والوطنية، وتبلور إرادة الشعب المصري في هيئة وطنبة جامعة، وفي قبضة يد قادرة على تحدي نظام الديكتاتور، وبفوائض تمثيل شعبي يعطي مصداقية هائلة للتحرك الميداني، وبهدف الانهاء السلمي لنظام الديكتاتور، فالفكرة المقترحة لا تتوقف عند طلب تشكيل هيئة الجمعية العمومية للشعب المصري، وفي حدود تتراوح عدديا من 500 - 1000 شخصية من الموارد الأربعة الكبرى، وفي برلمان حقيقي للمصريين، بل تعطي هذه الهيئة الشعبية الجامعة حق اختيار "البديل الرئاسي"، والبديل الرئاسى شيء مختلف عن المرشح الرئاسي، فطبقا لنص المادة 76 من الدستور الحالي، والتي جرت صياغتها على المقاس العائلي بالضبط، وجعلت من المستحيل تقديم مرشح رئاسي جدي قادر على هزيمة مبارك الأب أو الابن، ولا تسمح بالترشح لغير أدوار "الكومبارس" التي لا يتقبلها شخص يحترم نفسه، والحل: في بديل رئاسي وليس في مرشح رئاسي يستحيل ترشحه، وقد يكون البديل الرئاسي في صورة "رئيس بديل" تختاره الجمعية العمومية للشعب المصري، أو في "مجلس رئاسي بديل" بحصانة شعبية، وهذه الخطوة هي العمود الفقري لخطة بديلة عن الذهاب لملعب النظام، وفي أجواء بيئة سياسية ساخنة، وتحت أبصار الدنيا كلها، فالبديل الرئاسي عنوان لقارعة كامنة تحت سطح الركود المصري، ويفجر معركة سياسية من نوع مختلف في مصر، فلا يعود المشهد على ما هو عليه الآن من بلادة، نظام للديكتاتور وفئات تعارضه في خفوت أو في جلبة دخان، بل نظام بديل يقوم في مواجهة نظام غير شرعي، نظام بديل ينهض كقوة تحرير للمصريين، ويصمم على دفن سلطة تحكم بقوة الاحتلال الأمني، وينقل الوضع كله من معنى المعارضة السياسية إلى معنى المنازعة السياسية، وخلق راية جديدة لحركة تضم أوسع جموع الناس، وتجمع توكيلات بالملايين للبديل الرئاسي، وتوجه خطاب تنحي لمبارك، وتطلب تسليم البلاد للبديل الرئاسي وحكومة ائتلاف وطني تختارها الجمعية العمومية للشعب المصري، وتقود سلاسل تظاهرات وإضرابات واعتصامات شعبية، وبهدف واضح صريح ووحيد لحملة ضغط سلمى مكثفة، وهو اجبار مبارك على التنحي، والتقدم بمصر إلى مرحلة انتقالية - لمدة سنتين - تحقق المطالب العاجلة المجمع عليها للشعب المصري، وتنتقل بالبلد من حكم العائلة إلى حكم الشعب.
ولا نظن أن الفكرة مستحيلة التحقق، ولا هي عصية على التنفيذ، وقد حظيت بترحيب أولى واسع، ربما تكون نقطة البدء - إجرائيا - في السعي لتشكيل "هيئة تأسيسية لجمعية الشعب المصري" يبادر ائتلاف التغيير بالدعوة إليها، فلائتلاف التغيير رؤوس جسور ظاهرة وقادرة، وله الأيادي الواصلة إلى أطراف الجماعة الوطنية كلها، وجماعة الموقعين الأولى على بيانه التأسيسي - 300 شخصية تقريبا - نواة أقدر وأجدر من غيرها، ففيها سبعة من نواب الشعب المعارضين البارزين، وفيها غالب الشخصيات العامة ذات التأثير الواسع، وفيها قادة أحزاب وحركات وتحركات اجتماعية ونقابية منظورة، وفي نص البيان التأسيسي للائتلاف روح راديكالية تحفزه أكثر على التقدم للمبادرة الكبرى، وإن كان الانفتاح الواسع على الآخرين مطلوبا بطبائع الأمور، فلا يصح لأحد أن يتنكر أو أن ينكر ثقل وجهد جماعة الاخوان المسلمين، والتمثيل الواسع لنوابها الحاليين والسابقين، ولا يصح لأحد أن يتنكر أو أن ينكر جدوى الاضافة الحيوية الممكنة لجهد أحزاب ونواب وقادة اجتماعيين ونقابيين من كافة ألوان الطيف المعارض.
قد نكون نحلم، لكنه الحلم القابل للتحقق، وبشرط أن يتحول الحلم إلى هدف وخطة واجراءات، تبتعث روح مصر من رماد اللحظة، وتعتصم بقوة الناس، وهي وحدها القادرة على هزيمة الحراس، وفتح أبواب النور بدلا من دوام التخبط في أنفاق الظلام.



جمعية لتحرير الشعب المصري


عبد الحليم قنديل
نعم، مصر في لحظة خطر عاصف، وبأكثر مما كانت عليه في أي وقت خلال الثلاثين سنة الأخيرة، فنحن بصدد بلد عند مفارق الطرق، وفي سنتين حاسمتين سوف يتقرر فيهما مصير البلاد لزمان طويل مقبل.
بدأت السنتان بالفعل عند حاجز أيلول (سبتمبر) 2009، وعلى الطريق علامات زيف عن وضع النظام العائلي المستبد الناهب التابع، انتخابات تجديد نصفي لمجلس الشورى، وانتخابات كاملة لمجلس الشعب على منحدر شهور نهاية 2010، وانتخابات رئاسة في أيلول (سبتمبر) 2011، وضع من فضلك ألف قوس ثقيل أسود حول كلمة "انتخابات"، فانتخابات نظام الديكتاتور عمل عبثي وفيلم كارتون، وتحولت إلى تعيينات بالأمر الإداري بعد تعديلات الانقلاب على الدستور التي استفتى عليها صوريا في 26 آذار (مارس) 2007، بعدها انتقلنا من "تزوير" الانتخابات إلى "تشفير" الانتخابات.
وأسوأ ما يمكن أن يجري، أن تنزلق أطراف المعارضة المصرية إلى لعبة نظام الديكتاتور، وأن تتورط في "انتخاباته"، وأن تشارك - بالقصد أو بدونه- في خداع الناس، وفي تزييف إرادة الشعب، وفي إضفاء مسحة جدية مفتعلة على لعبة هزلية تماما، وأن تعطي من "شرعية" وجودها الانتخابي مددا لنظام غير شرعي بالجملة، أن تعطي "شرعية" لعملية اغتصاب مباشر للبرلمان وللرئاسة، فلعبة النظام معروفة بالتفاصيل وخطوط السير، وهي أن ينظم انتخابات برلمانية تنتهي - في يوم واحد - إلى مذبحة تصفية شاملة للمعارضين الجديين، وأن يوزع ميراث المقاعد المغدورة بنصاب "الكوتة الأمنية" على أحزاب مرخص بها أمنيا، وعلى أن يلعب هؤلاء - في دور لاحق- دور "الكومبارس" في انتخابات رئاسة صورية، وأن تنتهي اللعبة - بإجراءاتها المزيفة- إلى التمديد لرئاسة مبارك الأب أو التوريث الرسمي لمبارك الابن، وقد أصدر "ائتلاف المصريين من أجل التغيير"، وهو إطار وطني جامع لأحزاب وحركات سياسية وشخصيات عامة، وقادة إضرابات واعتصامات اجتماعية، أصدر "ائتلاف التغيير" وثيقة بالغة الأهمية عن الانتخابات البرلمانية المقبلة، ووضع فيها شروطا عشرة لضمان الحد الأدنى من جدية وسلامة وصحة الانتخابات، وكلها من قواعد الحد الأدنى المعترف بها دوليا كمعايير لنزاهة الانتخابات، وبلور الائتلاف نصا كاملا لمشروع قانون جديد لمباشرة الحقوق السياسية، ودعا نواب الائتلاف السبعة - مع نواب المعارضة الآخرين - لتقديم التشريع إلى البرلمان قبل نهاية العام الجاري، وأن تكون الخطوة اختبارا أخيرا لنوايا الحكم، وأن تقاطع المعارضة كل انتخابات النظام في حال رفضه لشروط الحد الأدنى، والمرجح - بالطبع - أن يرفض النظام هذه الشروط البديهية لتنظيم أي انتخابات قابلة للاعتراف بنتائجها.
ونتصور أن دعوة الائتلاف لا يصح أن تتوقف عند نداء المقاطعة، بل أن ننتقل إلى تصور أكثر شمولا، نقطة البدء فيه: الخروج من ملعب النظام، فحين يكون الخصم حكما، لا تعود ثمة لعبة ولا ملعب، ولا أهداف تجد شباكها في مرمى مغلق يضيع معه الجهد المبذول، ويمضي الزمان المستحق، ويتحول وقت الحسم إلى وقت ضائع مقتطع من أعمارنا، ومن فرصة البلد في النجاة، فماذا نفعل إذن ؟، ربما نجد أول الخيط في نص البيان التأسيسي لائتلاف المصريين من أجل التغيير، والذي يصوغ تصورا مكتملا لمرحلة انتقالية لمدة سنتين تعقب إنهاء نظام الديكتاتور، وبطريق المقاومة المدنية والعصيان السلمي، البيان الذي صدر في 4 نيسان (أبريل) 2009 يرسم الهدف والوسيلة بإجمال، ودون التطرق لتفصيل صار لازما في خطة قابله للتطبيق من الآن، وفي مجرى الزمن العاصف الذي ينتظرنا في عشرين شهرا تبدأ أول كانون الثاني (يناير) 2010.
واقتراحنا الذي نتقدم به باسم حركة كفاية غاية في البساطة، العنوان: جمعية عمومية للشعب المصري، ومن أربع موارد بشرية، أولها: النواب المعارضون الحاليون والسابقون، ثانيها: الشخصيات العامة والأدباء والعلماء والمفكرون وقادة الرأي العام، ثالثها: قادة أحزاب وجماعات وحركات سياسية تقبل الانضمام للمبادرة، ورابعها: قادة الإضرابات والاعتصامات الاجتماعية والنقابات المهنية والعمالية الأصلية والموازية، ومن مجموع هؤلاء تتكون جمعية الشعب المصري، وبثقل تمثيل شعبي مباشر وغير مباشر، ويعبر عن رغبة أغلبية تفوق بكثير نصف مجموع الشعب المصري، فالنواب المعارضون الحاليون والسابقون - وحدهم- يمثلون نسبة تكاد تصل إلى 40" من المصريين، وفي دورات انتخابات أجراها النظام بنفسه، ووصلوا لمقاعدهم بتضحيات دموية، وعبر " ثغرات النزاهة" أتاحتها ظروف في جدار التزوير المصمت، والشخصيات العامة قوة تأثير معنوي غلابة، وبعضها يعادل - في تأثيره الجمعي- حزبا بكامله، وقادة الجماعات السياسية والاجتماعية ذراع ميداني واصل بأثره إلى جغرافيا مصر كلها، وإلى الطبقات الحية كلها، وميزة الفكرة واضحة، فهي تنهي سباقا لا معنى له في تشكيل جماعات عمل مشترك محدود هنا أو هناك، وبادعاءات عريضة تفوق المقدرة الفعلية على التأثير والانتشار والمجازفة الملهمة، ثم أنها تنهي "الفصام النكد" بين المطالب السياسية والمطالب الاجتماعية والوطنية، وتبلور إرادة الشعب المصري في هيئة وطنبة جامعة، وفي قبضة يد قادرة على تحدي نظام الديكتاتور، وبفوائض تمثيل شعبي يعطي مصداقية هائلة للتحرك الميداني، وبهدف الانهاء السلمي لنظام الديكتاتور، فالفكرة المقترحة لا تتوقف عند طلب تشكيل هيئة الجمعية العمومية للشعب المصري، وفي حدود تتراوح عدديا من 500 - 1000 شخصية من الموارد الأربعة الكبرى، وفي برلمان حقيقي للمصريين، بل تعطي هذه الهيئة الشعبية الجامعة حق اختيار "البديل الرئاسي"، والبديل الرئاسى شيء مختلف عن المرشح الرئاسي، فطبقا لنص المادة 76 من الدستور الحالي، والتي جرت صياغتها على المقاس العائلي بالضبط، وجعلت من المستحيل تقديم مرشح رئاسي جدي قادر على هزيمة مبارك الأب أو الابن، ولا تسمح بالترشح لغير أدوار "الكومبارس" التي لا يتقبلها شخص يحترم نفسه، والحل: في بديل رئاسي وليس في مرشح رئاسي يستحيل ترشحه، وقد يكون البديل الرئاسي في صورة "رئيس بديل" تختاره الجمعية العمومية للشعب المصري، أو في "مجلس رئاسي بديل" بحصانة شعبية، وهذه الخطوة هي العمود الفقري لخطة بديلة عن الذهاب لملعب النظام، وفي أجواء بيئة سياسية ساخنة، وتحت أبصار الدنيا كلها، فالبديل الرئاسي عنوان لقارعة كامنة تحت سطح الركود المصري، ويفجر معركة سياسية من نوع مختلف في مصر، فلا يعود المشهد على ما هو عليه الآن من بلادة، نظام للديكتاتور وفئات تعارضه في خفوت أو في جلبة دخان، بل نظام بديل يقوم في مواجهة نظام غير شرعي، نظام بديل ينهض كقوة تحرير للمصريين، ويصمم على دفن سلطة تحكم بقوة الاحتلال الأمني، وينقل الوضع كله من معنى المعارضة السياسية إلى معنى المنازعة السياسية، وخلق راية جديدة لحركة تضم أوسع جموع الناس، وتجمع توكيلات بالملايين للبديل الرئاسي، وتوجه خطاب تنحي لمبارك، وتطلب تسليم البلاد للبديل الرئاسي وحكومة ائتلاف وطني تختارها الجمعية العمومية للشعب المصري، وتقود سلاسل تظاهرات وإضرابات واعتصامات شعبية، وبهدف واضح صريح ووحيد لحملة ضغط سلمى مكثفة، وهو اجبار مبارك على التنحي، والتقدم بمصر إلى مرحلة انتقالية - لمدة سنتين - تحقق المطالب العاجلة المجمع عليها للشعب المصري، وتنتقل بالبلد من حكم العائلة إلى حكم الشعب.
ولا نظن أن الفكرة مستحيلة التحقق، ولا هي عصية على التنفيذ، وقد حظيت بترحيب أولى واسع، ربما تكون نقطة البدء - إجرائيا - في السعي لتشكيل "هيئة تأسيسية لجمعية الشعب المصري" يبادر ائتلاف التغيير بالدعوة إليها، فلائتلاف التغيير رؤوس جسور ظاهرة وقادرة، وله الأيادي الواصلة إلى أطراف الجماعة الوطنية كلها، وجماعة الموقعين الأولى على بيانه التأسيسي - 300 شخصية تقريبا - نواة أقدر وأجدر من غيرها، ففيها سبعة من نواب الشعب المعارضين البارزين، وفيها غالب الشخصيات العامة ذات التأثير الواسع، وفيها قادة أحزاب وحركات وتحركات اجتماعية ونقابية منظورة، وفي نص البيان التأسيسي للائتلاف روح راديكالية تحفزه أكثر على التقدم للمبادرة الكبرى، وإن كان الانفتاح الواسع على الآخرين مطلوبا بطبائع الأمور، فلا يصح لأحد أن يتنكر أو أن ينكر ثقل وجهد جماعة الاخوان المسلمين، والتمثيل الواسع لنوابها الحاليين والسابقين، ولا يصح لأحد أن يتنكر أو أن ينكر جدوى الاضافة الحيوية الممكنة لجهد أحزاب ونواب وقادة اجتماعيين ونقابيين من كافة ألوان الطيف المعارض.
قد نكون نحلم، لكنه الحلم القابل للتحقق، وبشرط أن يتحول الحلم إلى هدف وخطة واجراءات، تبتعث روح مصر من رماد اللحظة، وتعتصم بقوة الناس، وهي وحدها القادرة على هزيمة الحراس، وفتح أبواب النور بدلا من دوام التخبط في أنفاق الظلام.



ام الفحم : الأمين العام لكتلة الاصلاح والتغيير يتلقى مكالمة تهديدية والشرطة تباشر التحقيق بالشكوى


* الشيخ خالد مهنا رئيس الحركة الاسلامية  في أم الفحم : سنقف بالمرصاد لكل متربص يسعى لكتم أنفاسنا وقمعنا سياسياً وفكرياً 
في أعقاب تلقي الاستاذ تيسير سلمان محاميد الأمين العام لكتلة الإصلاح والتغيير أم الفحم رسالة تهديدية عبر الهاتف النقال ظهر الثلاثاء 09/11/24 , قام الاستاذ تيسير سلمان يرافقه عناصر من أفراد الكتلة بتقديم شكوى لدى شرطة أم الفحم خاصة وأن الجهة المتصلة قامت بتهديد الأمين العام للكتلة بالقتل .
وفي حديث مع الاستاذ تيسير محاميد أكد لمراسلنا أننا رغم هذه الرسالة التهديدية والمستهدفة التي تلقيتها ظهراً من جهة مجهولة !!! الهوية سنستمر في نشاطاتنا التصحيحية من خلال مشروعنا الذي نؤمن به ومستعدون لفدائه , وسنستمر في توجيه الجماهير توجيهاً بناءً سليماً بعيداً عن التعصب المذموم , والرسالة التهديدية التي تلقيتها لن تزيدنا الا ثباتاً على منهجنا , ورسوخاً في عقيدتنا , ولن تنثينا أبداً عن المضي قدماً بثبات ويقين توجيه الدفة وقيادة السفينة ... وعلم مراسلنا أنه إثر ذلك عقدت الكتلة جلسة طارئة لها تباحثت فيه الأمر واتخذت مجموعة من الاجراءات , وأصدر الشيخ خالد مهنا رئيس الحركة الاسلامية في أم الفحم بياناً صحافياً بهذا الخصوص جاء فيه : " لا شك أن المكالمة التهديدية سياسية من الدرجة الأولى وتندرج في إطار الحملة المتواصلة الممتدة منذ عامين لردع قيادة وعناصر ورموز كتلة الإصلاح والتغيير من أداء دورها الإصلاحي وهي تدل على مستوى الانحطاط الذي وصلنا إليه في تعاملنا مع بعضنا البعض " ...
ونكاد نؤكد أن هذه المكالمة جاءت في أعقاب المقالات التصحيحية والناقدة نقداً بناء التي يكتبها الأمين العام للكتلة الاستاذ تيسير سلمان محاميد , خاصة بعد اعلان الكتلة ترشيح الاستاذ تيسير للمنافسة الرئاسية في الانتخابات القادمة وأضاف البيان :
" نحن إذ لا نحمل أي مجموعة المسؤولية لكننا سنقف بالمرصاد لأي متربص تسول له نفسه أن يكتم على أنفاسنا , ويقمعنا فكرياً وثقافياً مهما كان حجم الجهة ومهما بلغت قوتها وسطوتها , ونتمنى على الجهات التي تتعقب نشاطات الكتلة وتطارد عناصرها أن توفر جهودها لمعارك حقيقية لا معارك وهمية " .
وطالب مهنا في بيانه الجهات السياسية في أم الفحم بالتحرك الجدي لوقف ظاهرة الملاحقات والمطاردات السياسية بأي شكل من الأشكال مؤكداً في الوقت ذاته أن الاعتداء ولو كان لفظياً على أي عنصر من عناصر الكتلة مساسٌ بالكل , ومساس بالمجتمع الفحماوي , ولأننا نحمل التهديد على محمل الجد لا الهزل ارتأينا التوجى للشرطة لفتح ملف بهذا الخصوص , التي نأمل أن تأخذ الأمر بجدية متناهية وتتعقب الجهات التي تقف وراءها .
وأضاف البيان : " صحيح أن هذه هي المرة الأولى التي يتلقى فيها الاستاذ تهديداً بالمساس به , لكننا نحمل من المعلومات الموثوقة ما يؤكد أن كثير من الصحف تم الاتصال بها من جهات رسمية وغير رسمية لمنع نشر أي مقال أو نشاط لكتلة الاصلاح وإلا تعرضت تلك الصحف للمقاطعة الاقتصادية والحرمان , واصدار صكوك بحقها , وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على مدى الإفلاس في عالم القيم الحوارية , فالمفلس الحقيقي وإن ملك المال والجاه والسطوة هو الذي لا يتقن الا فن اللبط وشد الشعر والقيل والقال والشتم والتهديد "..
هذا وعلم مراسلنا أن الشرطة وعقيب تقديم الشكوى باشرت التحقيق بالأمر .


الاتفاق في الرؤية بين محمود عباس وخالد مشعل !!


بقلم/ سميح خلف
 بداية لا أدري ما هو التوافق أو الاتفاق في الرؤية التكتيكية بين مواقف المهزوم عباس والممتشق البندقية من خلال كتائب القسام خالد مشعل .
منذ اسبوع تحدث مشعل في دمشق أن من الصعب أن يقوم الشعب الفلسطيني بانتفاضة جديدة ؟؟!!
وفي نفس السياق قال مشعل :" من الصعب استئناف المقاومة في الوقت الحاضر ؟؟!!!
أما عباس وفي الأرجنتين وفي العاصمة بوينس ايرس يقول " ان الشعب الفلسطيني لن يقوم بانتفاضة ويؤكد ذلك ؟؟!!"
وفي نفس السياق ايضا ً يقول " لقد عانينا كثيرا ً من الانتفاضة الأولى ؟؟!!!
أولا: ما هو وجه التوافق والحكم بين الاثنين باتفاقهما بأن الشعب الفلسطيني لن يقوم بانتفاضة جديدة ؟ وعلى ماذا يعول هؤلاء الزعيمين اللذان يمثلان قادة فصائلهما؟ ، اقصد فتح أوسلو وحماس .
ربما يعول عباس على قدرة الاجهزة الأمنية في الضفة الغربية والقيمة المعلوماتية المتشابكة بين أجهزته وبين أجهزة الاحتلال وتنسيقها الأمني وقدرات دايتون والسي أي ايه على خمد أي تحرك شعبي في الضفة الغربية ،رغم ان كثير من الأوساط تنادي الآن بالبدء في الانتفاضة الثالثة لاحداث متغيرات أمنية قادرة على وقف الاستيطان واحداث خلل أمني لدى العدو الصهيوني ، فلطالما رهن عباس رجوعه عن عدم ترشحه لرئاسة السلطة بوقف الاستيطان وعدم استجابة أمريكا وإسرائيل لهذا المطلب ، اذاً على ماذا يعول عباس على تنفيذ خطته للسلام ؟
بلا شك أن عباس مازال يلعب دور الحارس الأمين لأسيادة في تل أبيب فهو يعتبر الدم الاسرائيلي خط أحمر ويعتبر المقاومة عبثية وهمجية ، عباس يريد دولة في الضفة الغربية حارسة للاحتلال ولكن بشكل تجميلي دولة على حدود 67 تتبع أمنيا  واقتصاديا  للعدو الصهيوني وهذا يضمن رؤية الدولة اليهودية واستقرارها الأمني ، فكثير من المفكرين الصهاينة والأمريكيين نادوا باقامة تلك الدولة حفاظا ً على امن الدولة اليهودية المزعومة .
أما عن معاناة عباس لا مدري ما الذي عاناه عباس في حياته الاروستقراطية هو وعائلته وفريق أوسلو أيضا ً ويكفي أن نفتح أجندة ياسر عباس ومقاولاته وصفقاته ، يكفي أن نعرف أن أبناء عباس لا يعانون الحصار ولا يعانون أزمة المعابر فهم يتجولون بين كندا والامارات وهل أبناء عباس وعباس ذاته مثل أي انسان فلسطيني معذب في المخيمات الفلسطينية ...؟!؟!! فكى مغالطات ولعب على صفحة الشعب الفلسطيني المعذب بقياداته ومن وسائل الاحتلال المختلفة وسنذكر هنا بعضاً من ما يسميه عذابات ومعاناة لفريق أوسلو ومعاونيه
" أليست السرقة سنة في فتح أوسلو  وعصابتها  ? اين تبخرت اموال صامد ومشاريعها الوهمية بافريقيا .؟ هل نسيت الملايين التي هربها الشوبكي .؟ هل نسيت الاموال التي عبث بها محمد رشيد .؟ هل نسيت ان كثيرا من ممثلينا في الخارج ـ ومنهم مؤسسون كالشيخ الوقور الاريب ابو الاديب ـ باعوا مقرات وعقارات م ت ف في اماكن عملهم ؟ هل تعلم سيادتك ان خط الفقر عند قيادات الصف الثاني بفتح الميرزا عباس هو ما دون الثلاثة ملايين دولار؟ هل بلغك ان السيد الفرا مسؤول الصندوق بتونس "يكرك" على اكثر من ١٠٠ مليون دولار ...... هل بلغك ان حارس القائد غنيم وصهره الجنرال الدي لم يكمل الاعدادي يمتلك الملايين .؟ هل سمعت ان جل سفرائنا يسطون على اموال المتبرعين وانهم يطبعون وصولا وهميه يقدمونها للتضليل..... هل تعلم ان السيد ياسر محمود ميرزا يقف وراء كل الصفقات التي تبرمها السلطه وينال منها حصة الاسد.؟ وانه يمتلك شركات عابره وان اول واهم شرط يشترط في سفراء والده هو الاستعداد التام للسهر على شركات السيد ياسر ..... وهل تعلم ان احد سفرائنا الجدد من خدام ياسر زوج ابته البكر لتونسي قبل مدة فاهدر اموالا طائلة وسقى الناس ووزع عليهم اثمن انواع الخمور المعتقة "للذكرى " ثم اكترى لابنته وزوجها طائرة خاصه كبيرة حملتهما الى كوبا لقضاء شهر العسل وقد تكرم الميرزا بدفع نفقات الرحلة كاملة ... ثم تكرم فعين العروس في منصب وهمي سام بباريس اثر عودتها مطلقة من شهر العسل؟ .... هل تعلم ان ابنة المستشار النمر تمتلك كازينو فخما بروما مناصفة مع ابن مسؤول اسرائيلي كبير؟ مادا اذكر لك ؟؟؟....اختم بالقول متذكرا قول الامام البخاري " ما من رجل الا وله عندي قصة "فاقول بحسرة والم شديدين: لقد اعيتني الحيلة في التفتيش عن واحد فرد نظيف من كبار منسوبي السلطة . لكن دونما جدوى ... ولله ذر من قال : "ادا كان رب البيت بالدف ضارب ٭٭٭٭٭ فما شيمة اهل البيت إلا الرقص " وقول من قال : "اذا كان الغراب دليل قوم ٭٭٭٭٭ مر بهم على جيف الكلاب والسلام
طبعا ً أخذت بعض المعلومات من تعليقات أحد الاخوة المناضلين القدماء الملامسين بشكل مباشر لانحرافات فريق أوسلو .
اذا ً عن أي معاناة يتحدث عباس ؟ الذي يتباهى ويقول " يجب أن يكون أبنائي مثل أبناء الرؤساء العرب الأخرين "
وصدق عباس انه رئيس بلدية من قبل الاحتلال
أما خالد مشعل ربما عول خالد مشعل على حكمه بأن لا انتفاضة جديدة للشعب الفلسطيني وحكمه عن عدم ممارسة المقاومة بمقدرة حماس وحكمها في غزة القادرة على السيطرة أمنيا ً على فصائل المقاومة الأخرى وكبت أي تحرك جماهيري في اتجاه انتفاضة جديدة يترجم فعلها كأداة لتحريك العمل الأمني والسياسي المهدد للكيان الصهيوني في ظل المطالبة بتهدئة وبدولة مؤقتة !
اذا ً على ماذا الخلاف مادام التصور واحد وهو تصور اجهاظي لأي فكرة لتعديل موازين القوى السياسية والامنية مع العدو الصهيوني ؟
لقد انطلقت الانتفاضة الثانية والأولى بدون اذن أو استشارة من قائد أو رئيس لفصيل وكان الشعب وتضحياته أكبر من كل الفصائل وجميع الفصائل لحقت بتحركات شباب الانتفاضة وأطفالها وركبوا الموجة سياسيا ً وأذكر انتفاضة 87 التي فجرها الشعب الفلسطيني ثم لحقت به الفصائل ولولا تدخلات الفصائل ومراكز القوى فيها مثل فتح لجنت الانتفاضة مكاسب سياسية أكثر مما حققها تيار أوسلو ، قامت الانتفاضة الأولى وانقذت منظمة التحرير وقيادتها من حصارها في الخارج ومحاولة تمزيق ورقة منظمة التحرير وتمثيلها للشعب الفلسطيني في كثير من العواصم الاوروبية والعربية .
اذا ً الشعب الفلسطيني أكبر من الفصائل وأكبر من قيادات الفصائل وأكبر من عباس ونفسه واذا قرر الشعب الفلسطيني الانتفاضة الثالثة وهي آتية لا محالة فلن تخمدها عناصر التشكيلات الأمنية في الضفة ولا قوى حماس وسطوتها في قطاع غزة .




خبراء: لم يحافظ العراق على (التأميم) لأن أميركا رسمت كل شيء قبل الغزو بثلاث سنين



 23/11/2009
 عمان/واشنطن/النور/الملف برس    
أصبحت شركة النفط العالمية أكسون موبيل قبل أسبوعين ، الشركة النفطية الأولى التي توقع عقدا لانتاج النفط خلال 35 سنة مع الحكومة العراقية، وكتبت ( انتونيا جوهازي ) الباحثة بشؤون النفط في موقع متخصص على الإنترنت، تقريرا ستراتيجياً، أكدت فيه أن العديد من العقود الأخرى قد تم الانتهاء منها مع شركات النفط الكبرى، وهناك المزيد المتوقع منها، حينما تبدأ الجولة الجديدة من المفاوضات في 11 كانون الأول المقبل في بغداد. وتتساءل الباحثة: هل تمثل هذه العقود " انتصارا " للشركات الكبرى في العراق؟. وتجيب ب " نعم " ولكنها تستدرك وتقول ولكنه ليس انتصارا بالحجم الكبير الذي كانت تلك الشركات تأمله (أو على الأقل لم تصله بعد). وقبل أن تغزو الولايات المتحدة وبريطانيا العراق في آذار 2003 –تقول جوهازي-كانت شركاتهما النفطية قد واجهت إغلاق الباب أمامهما للتفاوض على عقود نفطية مع حكومة صدام حسين، واليوم وبعد مرور اكثر من 6 سنوات على الحرب، فقد انتهى صدام، وآلت الأمور إلى أن  الشركات الأميركية والبريطانية، لم تعد، كما كانت تحت طائلة "هم" إطار العقود النفطية، إنما وظيفتها كيفية تدبير صياغة عقود بشروط "مهذبة".ومع ذلك، فان المقاومة المنظمة من قبل العراقيين والناس حول العالم، قد نجحت بالتالي في حرمان الشركات النفطية من المكافأة الكبيرة: وهي تمرير قانون النفط، الذي يمكن أن يضمن سيطرة كبيرة على النفط العراقي للشركات الأجنبية بشروط اقل تفضيلا للعراق عما تقدمه العقود الحالية. وإذا تواصلت المفاوضات بطريقتها الحالية، فان الشركات الأجنبية ستنتج معظم النفط العراقي. ولكن درجة السيطرة التي ستمارسها تلك الشركات ومن الذي سيحصد الفائدة الأكبر (ويتحمل تكاليف الخطوات) مازالت تحتاج الى القرار.    وتستذكر (جوهازي) انه في كانون الثاني سنة 2000 ، وبعد عشرة ايام من تولي جورج بوش فترته الرئاسية الأولى، فان ممثلين عن كبار شركات الطاقة والنفط انضمت الى الإدارة الجديدة لتشكيل قوة مهمة الطاقة الخاصة بشيني ، وكجزء من تدبيرها ، فقد راجعت قوة المهمة هذه سلسلة من القوائم تحت عنوان :" الفائزين الأجانب لعقود حقول النفط العراقية " وسمت اكثر من 60 شركة من 30 دولة بعقود في مختلف مراحل المفاوضات. ولا واحد من العقود كان مع شركات اميركية او بريطانية ، كما انه لا احد يستطيع ان ينجز شيئا في الوقت الذي تستمر فيه العقوبات التي فرضها مجلس الامن التابع للامم المتحدة في سريانها. وكانت ثلاث دول هي التي حصلت على العقود الكبيرة: الصين وروسيا وفرنسا – والثلاث أعضاء في مجلس الأمن وكل منها في وضع تستطيع به المضي لإنهاء العقوبات المفروضة على العراق. ولو كان صدام سيبقى في السلطة ويتم رفع العقوبات، فان تلك العقود كانت ستنفذ وكانت الولايات المتحدة وكبار حلفائها الوثيقين سيقذفون خارج منجم ذهب النفط العراقي الكبير .وقد أدى غزو العراق الى التعامل ببراعة مع مشكلة إقصاء الولايات المتحدة وبريطانيا. فقد اجتمعت شركات اكسون موبيل وشيفرون وبرتش بتروليوم وكناكو فيليب وغيرها من الشركات النفطية الكبرى مع الحكومة العراقية في مناسبات لا تعد ، وحاول العراقيون عمل الصفقات. ولكن شركات النفط المسنودة بشكل عدواني من قبل إدارة بوش، أصرت بشكل راسخ على أن العقود سوف توقع فقط بعد إصدار قانون النفط العراقي . واقتربوا من فرض وجهة نظرهم في العديد من المناسبات، ولكن المقاومة المنظمة في داخل وخارج العراق قد أدت بصورة مستمرة الى صدور القانون . وقد تآمرت عدة قوى لجلب الشركات النفطية الى المفاوضات، فيما رفض البرلمان العراقي حتى النظر في قانون النفط، وتأجيل ذلك الى ما بعد انتخابات كانون الثاني 2010. ومن المحتمل تماما ان الحكومة الجديدة التي يمكن أن تمسك السلطة بعد هذه الانتخابات، ستعادي مصالح شركات النفط الأجنبية (ولاسيما الأميركية والبريطانية)، وتعمل على تمرير قانون للنفط اقل احتمالا بكثير. والاتفاقات المعروضة الآن، ستكون هي الأفضل التي تستطيع تلك الشركات ان تحصل عليها . وأبدت إدارة الرئيس اوباما دورها واقتراحاتها الفعالة لتمرير قانون النفط العراقي، ومع ذلك فان ولاء هذه الإدارة لصناعة النفط هي ليست بمستوى التزام الادارة السابقة لبوش .وجاء دفع ادارة اوباما لاصدار قانون للنفط العراقي في الوقت نفسه الذي تتابع سحب جميع القوات الأميركية باستثناء قوات متبقية قليلة في العراق .ومن الصعب ابخاس قدر الوزن التفاوضي لـ 150 ألف جندي أميركي ( وبعض الجنود البريطانيين القلائل ). وكان بوش قد اعلن تصريحه الاكثر علنية لتمرير قانون النفط في الوقت نفسه الذي أعلن زيادة القوات الأميركية في العراق بـ 30 الف جندي .والخسارة الموقوفة لرسوخه التفاوضي المقنع ، قد جعل بوضوح شركات النفط اكثر إرادة للاتفاق .وربما كانت وزير الخارجية هيلاري كلنتون قد حددت قدما الموقف الذي تتبناه الإدارة الأميركية في مؤتمر الأعمال والاستثمارات في 20 تشرين الأول الماضي حينما اوضحت :" بان قانونا شاملا للنفط هو أمر حيوي لتنظيم قطاع النفط العراقي ، وقد أخر البرلمان هذا التصويت لما بعد شهر كانون الثاني ، ولكن يمكن اتخاذ الخطوات مؤقتا ، وعلى سبيل المثال ، بإجراء مزاد شفاف ويمكن تصديقه على حقول النفط والغاز كما نرى ..". وبكلمات أخرى، نحن نعرف بأنكم تريدون القانون، ولكن البرلمان متشدد ، ولن نبقي 150 الف جندي في العراق بصورة مفتوحة للحصول عليه . لذلك ، وقعوا العقود . واخيرا وتحت الضغوط الهائلة ، فان وزارة النفط العراقية ايضا تواصلت لإنضاج الاتفاقات النفطية . وقد بدأت وزارة النفط العراقية بجولة للحصول على العطاءات في شهر حزيران الماضي لثمانية من حقول النفط المنتجة حاليا . والتي تعتبر من بين الحقول الاكبر في العالم . و احد الكارتلات – برتش بتروليوم وشركة النفط الوطنية الصينية – وافقوا على الشروط . وامتنعت بقية الشركات ، قائلة بان الشروط كريمة بما فيه الكفاية ، ومنذ ذلك الوقت تم تهذيب تلك الشروط (وتم تطبيقها باثر رجعي بالنسبة للشركة الصينية والبرتش بتروليوم ) وتقفز الشركات الاخرى على الساحة .ولان الشركات الاميركية والبريطانية قد ضغطت الى درجة كبيرة للدخول في المفاوضات الحالية، فان بعض المضاجعة الشاذة قد ظهرت لتوقيع هذه العقود الجديدة، والتزاوج الأكثر غرابة متوقع قريبا .
- فقد انهت البرتش بتروليوم وشركة النفط الصينية اول عقد نفطي اصدرته بغداد لأكبر حقل نفطي في العراق، حقل الرميلة ذي الـ 17 بليون برميل .
-اكسون موبيل مع شريك ناشىء هو شل الملكية الهولندية، ربحا حرب العطاءات ضد لكويل الروسية والشركة الصغيرة كوكنوا فيليب ، على حقل غرب القرنة الذي يضم 8,7 بليون برميل ، في الصفحة الاولى من الانتاج .
- شركة ايني الايطالية مع شركة كاليفورنيا النفطية الغربية ومجموعة الغاز الكورية ، واللوتي كوفئوا بحقل نفط الزبير الذي تقدر احتياطاته بـ 4,4 بيلون برميل .
- مجموعة نيبون اليابانية والتي تقود مجموعة من الشركات اليابانية ومن ضمنها مجموعة انبكس ومجموعة جي جي سي، وهي في خطوات متقدمة في المباحثات للفوز بحقول نفط الناصرية .
- شل بالاشتراك مع شركائها سي ان بي سي ومجموعة النفط التركية ، هي ايضا في نقاش من اجل حقل نفط كركوك العملاق ، بالرغم من تأجيل المفاوضات الى ما بعد شهر كانون الثاني المقبل .  وهذه العقود معقدة وموحدة ، وتمثل هجينا للنماذج القائمة ، وهي ليست الأفضل التي تأمل فيها شركات النفط ، والتي تتضمن اتفاقات المشاركة النفطية. وتلك العقود ليست ايضا الاسوأ التي تتخوف منها الشركات ، فالعراق لم يحافظ على نظام التأميم ، واصبح وثيق الصلة بشركات المشاركة الانتاجية (الشركات الاميركية وبقية الشركات الأجنبية ، تبيع النفط العراقي الان وستعمل على ذلك لعقود مقبلة). وهي أيضا ليست عقود خدمات تقنية ، بالرغم من ان هذا الوصف هو الذي اطلقته وزارة النفط على تلك العقود ( من المحتمل في محاولة منها لمقاومة المعارضة للعقود بسبب عرض الكثير لشركات النفط الاجنبية). وتذكر الباحثة (جوهازي) ان الخبير في النفط العراق ح غريغ متيوت اخبرها بان :" عقود الخدمات التقنية تستمر بشكل عام لمجرد سنوات قليلة ، وهي عادة لاعمال محددة ( مثل نصب المضخات ) بدلا من ادارة الحقول ، وتناط بشركات الخدمات مثل باكر هايتس وهاليبرتون ". وعلى الجانب الايجابي بالنسبة للشركات، وبالنسبة لعقود تطوير الانتاج التي وقعها العراق قبل الغزو في سنة 2003 ، فانها كانت تعرض 12 سنة مدة للعقد ، في حين ان عقود اليوم تستمر من 20 – 25 سنة. والى قبل سنة، كان العراقيون قد عرضواعلى الشركات الأجنبية 50 % حصة ملكية ، فان عقود اليوم تعرض عليهم 75 % من الحصة ( وتبقى 25 % حصة الحكومة العراقية ). ومن جانب آخر ، فان عقود المشاركة النفطية التي يسعى أصحابها في ظل قانون للنفط العراقي سوف يعطي تلك الشركات حصة متساوية والقدرة على حجز النفط في الحقول باعتباره تابعا لهم ، وهذه العقود تعيد إرجاع الأموال الى رأس المال ونفقات توسيع العمل وتثبت أموالاً نسبة الى برميل النفط المنتج وتنكر على الشركات القدرة على حجز الاحتياطيات . وقد بقي من غير الواضح فيما اذا كانت شركات النفط الأجنبية او الحكومة العراقية بالنتيجة لها صلاحية اتخاذ قرارات الإنتاج . وبعض الفوائد المنصوص عليها في العقود سوف تلغى اذا تم تمرير قانون النفط العراقي ، ومن ضمنها متطلبات استخدام وتدريب العمال العراقيين وتحويل التكنولوجيا المطلوبة. واخيرا فان العراقيين قد هذبوا اكثر الاتفاقات في الاسابيع القلية الماضية بتخفيض مقدار الضرائب التي تدفعها الشركات الأجنبية والسماح لها باستخدام قوات امن خاصة لحماية منشأتها . وفي 11 و 12 كانون الأول المقبل ، فان الجولة الثانية الأكبر للعطاءات سوف تبدأ في بغداد، وهناك 44 شركة نفط أجنبية قد تأهلت للمساهمة فيها ل 11 مجموعة لحقول النفط والغاز في حقول منتجة الان وحقول غير مكتشفة. وسوف تتضمن المفاوضات حقل نفط مجنون العملاق، والذي انتظمت شركة شيفرون وتوتال الفرنسية للتقديم عليه . والعقود لهذه الحقول يتوقع ان تعكس ماتم شرحه حولها ولكن ليس هناك "عقد نموذجي" متاح اعلن عنه .وقانون النفط العراقي قد بقي هدفا مراوغا للصناعة العالمية والحكومات الاكثر قوة ، لان تيار المقاومة المنظمة الهائلة الشاملة قد القي ضوء الشمس على محتوياته ، ومن الذي يسانده ، وعلى عواقب ونتائج تمريره . ويجب الاستمرار في توجيه هذه الاضواء على العقود الجديدة التي يتم التفاوض عليها للمساعدة في ضمان ( 1) بان الغزو العسكري للعراق قابل للانتهاء ، و (2) بان العراق لم يتحرر من الاحتلال العسكري الأجنبي وفقط لكي يجلب تحت السيطرة الاقتصادية الأجنبية


مجلس ايران الاسلامي الاعلى..اول الساقطين


( الجزء الثالث)
الصغير عمار وحقن الانعاش والتغيير المستحيل

الاستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس
            أكاديمي عراقي
     لاشك ان موت عبد العزيز الحكيم مسرطن الرئتين قد جاء في وقت كان فيه المجلس كله يحتضر. وهذا الاحتضار لم يكن مقتصرا على الفشل السياسي الميداني الذريع فقط، حيث التقهقر المهين في الانتخابات الاحتلالية رغم التزوير والباطل ودعم النظام الايراني ممثلا بالمال والبشر وصناديق مملوءة تعبر الحدود المحروسة بمجاميع بدرية! بل تعداه الى سقوط مدو في نتائج تهافت المجلس على الفيدرالية وما صاحبها من رجّة عنيفة افصحت عن ضحالة التركيب السياسي لعناصر الزعامة في المجلس والفكر السياسي للمجلس ككل. وأهم مظاهر هذه الرجّة قد تمثلت باضطرار ايران الى توريث رئاسة المجلس الى الولد الصغير عمار الذي عرف بين العراقيين بشراهته لتملك العقارات والبساتين ومنشآت الدولة، فضلا عن تصورات عريضة عن كون الولد مصاب بظواهر عديدة من الشذوذ الجنسي والشخصي, وروح دموية خاصة ورثها عن ابيه وعمه. ورغم مظاهر مزيفة للتوحد غير ان توريث الصغير عمار على حساب الحيتان الهرمة المعروفة كعادل عبد المهدي زعيم الانتقال التنظيمي من الشيوعية الى البعثية وصولا الى الفارسية, وهادي العامري قائد تصفيات الضباط والطيارين والبعثيين وعلماء العراق مشاركة مع الجلبي والقبنجي زعيم الموت المجاني خنقا وتسميما في اقبية النجف ودهاليزها التحتانية المظلمة وجلال الدين الصغير زعيم المسلخ البشري المعروف في مسجد براثا, غير ان المجلس قد فقد البوصلة وتاه في برك المستنقع الذي سقط فيه بفعل رفض شعبنا العظيم عموما واهل الفرات والجنوب خصوصا لعمالته واجرامه وبرامجه السياسية الفارسية. ولم يكن امام النظام الايراني بدا من ان يدخل عدة مرات عبر قاسمي ولاريجاني فضلا عن نجاد وخامنئي لحقن المجلس بحقن الانعاش وتوجيه الصغير عمار للعب دور العرّاب في عملية الانعاش ...
    فهل يستطيع الصغير عمار احتواء الازمة المهلكة التي اسقط فيها شعبنا المجلس عبر مقاومته المسلحة الباسلة وعبر وسائل مقاومة مبتكرة اخرى؟ هذا ما سنحاول الاجابة عليه هنا طبقا لمعطيات الساحة العراقية وتداعيات الاحداث فوقها.
    داخليا, تحركت النصائح الايرانية لذراعها الاهم الذي وهن على نحو مفجع  في محاولات مستميتة لاعادة اللحمة الى ائتلاف دخل العراق ممثلا لايران عسكريا وسياسيا ضمن حصتها بدعم الغزو والاحتلال ومحاولة اعادة استخدام الائتلاف للتغطية على السقوط المريع والمدوي للمجلس, غير ان اصرار المالكي على استثمار وجوده على هرم سلطة الاحتلال لتكريس ارجحية حزب الدعوة العميل والنجاح الظاهري الذي حققته خدعة الاختباء لطائفيته الشخصية والحزبية وراء كذبة دولة القانون قد جعلت من عمار يتجه نحو الاختباء بخدعة شبيهة بخدعة عمه الاكبر حزب الدعوة بجناحه الخاضع للمالكي فاتجه نحو تشكيل تحالف يتمترس ويختبئ خلف (الوطنية). ورغم ان الهيكل الزائف قد تشكل فعلا بمعونة لوجستية من لاريجاني غير انه ولد كسيحا وصاحب ولادته نزف زاد الوهن المجلسي واضعف ايضا قدرات الصغير عمار التي راهن عليها منافقيه والمتزلفين له ولعائلته واهمها على الاطلاق الرهان على قدرته الخطابية التي تدرب عليها منذ طفولته كقارئ على منابر الطائفية ولا نقول الحسينية لكي لا نُدنّس ذكر منابر سيد الشهداء أبا عبد الله عليه السلام.
  في تقديرنا المنطلق من واقع الارض ان الجهات التي تحالف معها عمار في محاولته خداع الناس بانهم في المجلس الاسلامي الفارسي قد غادروا الطائفية والفيدرالية لم تكن تلك التي تمتلك علاج الانقاذ الذي نشدته ايران عبر تنشيط الصغير عمار، بل هي عناصر فاقدة للمصداقية بصورة شيخ كان عضو قيادة فرقة في حزب البعث العربي الاشتراكي او شبه شيخ فقد كل او معظم ظهيره العشائري وما شاكل  ذلك. وعليه فان الحقنة الوطنية المخادعة قد انجبت نطفة واهنة وجنينا معاقا وظل المجلس يبحث عن منبع او مصدر بديل عن حزب الدعوة كقوة اسناد سياسي له, لذلك توجه المجلس والصغيرعمار نحو مسارات اخرى.
 الخط الثاني لتوجه عمار لانقاذ مجلس ايران الخائن هو زج قادة المجلس الايراني في الانتخابات خارج اطار الائئتلاف الوطني المزعوم وادخالهم بصفة مستقلين يتحركون تحت لافتات عشائرية ويمنون النفس بدعم عشائري. وهنا ايضا نرى ان الخطة ليست اصيلة بل نتاج للارتباك والعشوائية وهكذا خطوات تولد ميتة او في اقل تقدير معاقة. وما يهمنا هنا هو ليس مسألة الفوز او الخسارة في انتخابات نحن لانعترف بها اصلا لانها باطلة بنت باطل وعميلة بنت عملاء بل يهمنا ان نرى المشروع الاحتلالي الايراني وهو يندحر ويتقهقر متاثرا بأدوات هو اوجدها وتبناها من بينها الانتخابات تحت حراب الاحتلال الغاشم. هكذا نتيجة تصب في محصلتها الاجمالية في خانة خيار العراقيين الاخيار المؤمنين بان المقاومة المسلحة هي الطريق الوحيد لانهاء الاحتلال ومعالجة نتائجه الكارثية. وتبقى صورة المجلس وزعيمه المراهق عمار تبدو كلُجة في بحر متلاطم الامواج وقد غلبها التقهقر وباتت لطخة سوداء في تاريخ العراق يخبو اشراق الضوء حولها بدون توقف.
     اما على الصعيد الخارجي, فلقد تحرك عمار مدفوعا بالنصائح والحقن الايرانية الباطنية ليطلع علينا بلغة جديدة عبر اول بوابة وطأتها اقدامه عربيا بعد تسلمه مهام المجلس الخيانية ألا وهي بوابة الاردن. لن نخوض في خلفيات موقف الاردن ولا بتقييم موقفه فنحن الان كمقاومين لسنا بصدد تقييم وضع الاقطار العربية الشقيقة وحكوماتها .. غير ان الذي لابد ان نقوله ان الصغير عمار قد أختار الاردن لاهداف معروفة سلفا. ففي الاردن جالية عراقية مهجرة كبيرة وفي الاردن تدور رحى انشطة سياسية منها ماهو في الدهاليز المظلمة ومنها ماهو تحت اشراق الانوار تعبر عبر الحدود ويقابلها نضح مخابراتي امريكي من الداخل حيث يقيم معظم اعضاء البرلمان الهاربين من جحيم الخوف البغدادي وضنك البقاء في جحيم المنطقة الدولية فضلا عن لعب الباحثين عن ادوار تدر عليهم بعضا من نفقات اميركا على العمل المخابراتي والسياسي. واهم من ذلك كله انه اختار ساحة منفتحة سياسيا على اوضاع العراق ولا نظن انه يواجه فيها مشكلة للبحث عن مفردات خطاب يناور بها. لذلك طلع علينا بموقف يدعم طموحات الاقتصاد الاردني بعد ان كان المجلس يشن اعظم واكبر هجوم تشنيع وتبشيع لنظام العراق الوطني وقيادته الشهيدة والاسيرة والمقاتلة لانها كانت تعطي افضلية بيع النفط بأسعار خاصة للاردن ولانه اعطى للاردن ارجحية كبرى في استيرادات الغذاء والدواء في مذكرة التفاهم !!. انقلاب منافق ومزور وكاذب يعرفه الشارع العراقي في موقف المجلس وبدر وهذه المعرفة هي العامل الاول الذي اضعف وسيضعف مصداقية عمار ومجلسه الفارسي ولا يمكن ان يعبر حلق اي عراقي على انه انقلاب الحرباء ليس الا وانقلاب المفلس الباحث عن دين في اوراق دفاتره الصفراء القديمة. والادهى والامر ان عمار يعلن عن توجهات عربية في سياسته ومن الاردن بالذات.!!
  يا ألطاف الله .. المجلس وزعيمه الجديد الذي لم تمر سنة على قبر والده يعلن عن تغيير استراتيجي في توجهات المجلس وينفتح على خطاب عربي. وقبل ان يتهمنا احد بقصر النظر .. نقول .. ان هذا ليس امرا مستنكرا في عالم التكتيك السياسي والمناورة النفعية قصيرة الامد ... غير ان اليقين هو ان هذه المناورة لن تعيش طويلا وستجد من بين دهاقنة المجلس الفارسي من يسفهها لان المجلس لا صلة له لاشكلا ولا مضمونا بالعروبة بل ان العروبة بالنسبة له محض انتماء عرقي مقيت وبغيض وتوجهاتها السياسية هي التي كرست مظلومية الشيعة لان المجلس فارسي الانتماء والولاء وهو يركن في احط محطات العداء التاريخي الفارسي المظلم للامة العربية. اذن القضية تقع في صلب تناقض عقائدي بين طائفية المجلس التي لا يمكنه ابدا الافلات منها وبين العروبة التي اخطأ عمار في محاولة الولوج الى ابوابها من الاردن. واليقين ان محاولته قد اثارت الشفقة اكثر من اي شئ اخر.
    ان الدعوة التي روجها الصغير القاصر سياسيا عمار للبعثيين من الاردن للمشاركة بالعملية السياسية الاحتلالية لا تبتعد كثيرا عن مجمل تحركه الحرباوي الباطني الخبيث الكاذب الذي يصب في تحركه بنصائح نجاد وبقية رموز النظام الفارسي. فكل العالم يعرف والعراقيون بشكل خاص ان المجلس هو الجهة الاكثر تزمتا في اصدار وتنفيذ قانون الاجتثاث سيء الصيت. والمجلس وميليشياته المجرمة وبالتعاون مع المليشيات الاخرى للمجرم مقتدى وحزب الدعوة العميل اضافة الى فرق الموت الجلبية قد اغتالت ما يقارب المئة وسبعين الف بعثي منذ بداية الغزو المجرم ومازال الرقم يتصاعد يوميا بما فيهم اعضاء من قواعد الحزب تم أستثناءهم من قانون بريمر للاجتثاث اصلا واعضاء قيادة الفرق الذين شملهم قانون بريمر، بما يسمى بحق الاستثناء واعيدوا الى وظائفهم بشروط مذلة ومهينة منها تقديم اعتذار خطي وبراءة خطية من حزب البعث وتعهدات بعدم العمل السياسي في اخس واحط عملية استثمار لحاجة الانسان وعائلته لان هؤلاء يعيشون على رواتبهم التي قطعت بقانون الاجتثاث. ومن لم يُقتل الى الان فهو واقع تحت هاجس التصفية او الاعتقال والمراجعات الالزامية للتوقيع الدوري في مراكز الشرطة ولايقل عددهم عن ثلاثة ملايين بعثي فضلا عن عوائلهم واقاربهم.
     ان دعوة عمار الحكيم الخبيثة موجهة الى هذه الشرائح العراقية المضطهدة والمسلوبة الحقوق وهو يريد من دعوته ابتزاز بقية الاطراف العميلة المتصارعة في ممارسة الانتخابات الاحتلالية وهو بذلك يمعن في الاذلال اللاانساني والاستخدام السياسي الاجرامي  ولغرض الامعان في عزل هؤلاء عن المبادئ والاهداف البعثية المجاهدة والمناضلة التي تربوا وترعرعوا عليها. ولم يلتفت الكثير من المعنيين بالشأن العراقي ان دعوة الصغير عمار لم توجه الى حزب البعث المحضور بدستور الاحتلال الصهيوني، بل الى ( البعثيين) الموصوفين اعلاه, اي الى الاشخاص وليس للحزب.
وفي مغالطة لئيمة وخبيثة اخرى يقول عمار الباحث عن قارب نجاة لمجلسه الساقط والميت سريريا بما جنته ايادي مجرميه بحق العراق والعراقين بان المرفوضين من البعثيين عددهم (محدود) ونحن نتحداه هو وكل القردة والخنازير من اتباعه ان يكون عدد هؤلاء اقل من 700 الف عراقي.!! كحد ادنى. ولم يلتفت هذا المراهق المسيير من دهاقنة الفرس ان هؤلاء المحدودين قد منعت عنهم سبل الحياة كلها هم وعوائلهم منذ يوم 15-5- 2003 ولم تنفذ حكومة الاحتلال حتى قانون يدعى المساءلة والعدالة الذي يمنحهم حق التقاعد الاجباري.
وخلاصة القول ان تحركات وحركات عمار لايمكن ان تؤدي الا الى تضييق طوق الموت حول عنقه وعنق الخط السياسي الطائفي الفيدرالي الفارسي الذي استورده من بلاد فارس مدعوما بدبابات وقنابل وصواريخ اميركا والصهيونية. ويوم نرى بام اعيننا ان ذئبا صار حملا او عقربا صارت فراشة عندها سنصدق ان عمار صار آدميا ... وعندها فقط يمكن له ولحقن الانعاش ان تُثمر.

خبير القانون الدولي يدين استمرار التهديدات لسكان اشرف


ويطالب بالتحرك على المحاكم والجهات الدولية المعنية بحقوق الانسان وحقوق اللاجئين
العراق للجميع:خبير القانون الدولي المستشار حسن أحمد عمر يدين الاجراءات الاستفزازية اللانسانية المستمرة ضد سكان أشرف ويدحض إدعاءات نظام الملالي وازلامهم في بغداد بشرعية اجراءاتهم ومحاولاتهم في استهداف اشرف وسكانها ويؤكد قانونية حقهم في البقاء في أماكنهم وتمتعهم بكامل حقوقهم الانسانية دون مساس وفق مبادئ القانون الدولي ووثيقة حقوق الانسان
ويقول ليس من حق حكام طهران التدخل في القرار العراقي والسيادة العراقية ، أما ممارسات السلطات العراقية المدفوعة من إيران فهي خرق للاتفاقيات الدولية وتعهدات هذه السلطة للاحتلال الامريكي اثناء تسلمها المهام الأمنية حول منطقة أشرف والتي تعهدت فيه للاحتلال بعدم التعرض والمساس بسكان أشرف ، ولهذا ومع استمرار محاولات السلطات العراقية في استهداف وترويع السكان الأمنين في المخيم وتهديدهم بالترحيل الى خارج العراق أو خارج الحدود نحو إيران ومؤخراً محاولات أبعادهم دون ارادتهم الى الحدود العراقية السعودية يجعلنا نقول ان هذا الموقف يستوجب التحرك السريع والايجابي لايقاف هذه المهزلة عند حدودها وعدم التمادي الى مالانهاية ولهذا يستوجب ايضاً اجراءات قانونية على المستوى الدولي والاقليمي لاتخاذ القرار المناسب لردع هذه الممارسات من السلطات العراقية ومن هم وراءها من تدخلات إيران ، وأنا اناشد كل المدافعين عن الحرية وحقوق الانسان في التحرك فردياً او جماعياً نحو المحاكم والجهات الدولية المعنية بذلك لانه اصبحت المسألة تقتضي التحرك نحو الاجراءات القانونية بعدما تبين عدم جدوى الجهود والمناشدات السياسية والسلمية .

من ينتصر للفلسفة؟؟؟ بمناسبة يوم لفلسفة


حميد لفته الحريزي

بعد انهيار الدكتاتورية انتشرت على طول وعرض البلاد المئات من المنظمات المهنية والإنسانية وبمسمى منظمات المجتمع ألدمني المختلف الإغراض والأهداف الحقيقي منها والوهمي , ومنها من يتستر تحت هذا الاسم أو ذاك ليقضي نشاطا أخر بعيد كل البعد عن الهدف والاسم المعلن , وقد برع العديد من متصيدي الفرص في طريقة الالتفاف والاحتيال وابتداع الأسماء والشعارات واللافتات في مختلف المجالات , بحيث أصبحت هذه المنظمات والجمعيات والنوادي وسيلة للكسب المادي والمعنوي والاستحواذ على حقوق ومال الغير والحصول على الهبات والمساعدات من الداخل والخارج . ولكننا في كل هذا الهوس وهذا التدافع باللافتات والإعلانات والمقرات لم نجد مقرا واحدا ولا لافته واحدة تمت بصلة سواء من قريب أو بعيد إلى الفلسفة , والتي أرى أنها الفقيدة الأولى من عراق اليوم والأمس والمستقبل وكأن وطننا لايطيق الفلاسفة وكأننا الأول في العالم في عدد الفلاسفة ممن يتفكرون في شؤون الكون والعباد .
كما إننا لم نشهد لقاءا واحدا في فضائياتنا لأي فيلسوف أو شارح فلسفة أو متحدث عن تاريخ أو مدارس الفلسفة ولو 1% من ندوات ولقاءات الشعر الشعبي مع احترامنا للشعر والشعراء شعبين وغير شعبيين أو 1% من المحللين السياسيين ممن اضجروا شاشات التلفاز بطلعتهم وفي أكثر من فضائية كأنهم قطط تتنقل بخفة بين صحون الستلايت على سطوح المنازل ولا حتى أي لقاء إذاعي على اقل تقدير , ناهيك عن الصحف والجرائد والمجلات، فيبدوا إننا شعب لا حاجة له بالفلسفة ؟ ومعلوم من هو الشعب الذي لا حاجة له بالفلسفة ؟ فإما ان يكون متفلسفا بكامله فلفلسفة زاده اليومي ؟أ وهو شعب يغط في حالة الركود والسكون والخضوع وإقفال باب التساؤل والنقد والشك ؟ ولاأ ظن إننا من النوع الأول؟؟؟
فلا يمكن ان يكون الشعب منتجا إذ لم يكن شعبا متفلسفا ؟ فان من ارتقى بالشعوب صوب التقدم والتطور والحضارة هم الفلاسفة ؟ فالعالم يعرف جيدا فضل أفلاطون وأرسطو طاليس وكانت وهيدجو و هيغل وماركس . و.. و .. ؟ حيث الفلسفة هي العلم الأكثر نقدا وشكا وتساؤلا وأكثر العلوم مشاكسة ؟ الفلسفة تعني الحركة ضد السكون والجمود، الشك والتساؤل ضد اليقين والتحجر , التطلع نحو الإمام وكسر القيود بدل التقهقر للخلف والانزواء في كهوف الماضي والرضا بسلاسل الأعراف والتقاليد والإحكام ؟
ويحق لنا ان نسأل كم فيلسوف عربي أو كم فيلسوف عراقي وكم فيلسوف إسلامي عندنا ؟ مقارنة بما أنجبته وولدته واستولدته الحضارات الحية في العالم ؟

 ما هو سبب إصابتنا بالعقم الفلسفي ؟؟؟
 ومن أخصى عقولنا واقتلع أرحام شعوبنا وحرم عليها ولادة الفلاسفة ؟ ومن هو المستفيد ؟ أو من هو الذي يقف وراء هذا الاخصاء وهذا الإخفاء والامحاء لدور الفلسفة والفلاسفة ؟ نسال أين هي حصة درس الفلسفة في مدارسنا على مختلف مستوياتها ؟؟؟
وأين هي حصة الفلسفة في معاهدنا وكلياتنا الإنسانية ناهيك عن العملية منها ؟ وكيف يمكن ان يفكر الإنسان بدون ان يمتلك نهجا فلسفيا علميا وعمليا أي منهجا لحياته حسب قناعته ؟ أليس من الجدير بنا ان نمد أجيالنا ولو بصورة مبسطة أهم المدارس الفكرية والفلسفية في العالم خيالهم وتكون عقولهم رحبة وعارفة بما يدور في العالم ؟ وهو الطريق السليم لتربية جيل ناقد وعقول فاعلة منتجة ؟؟؟
 لنحصنها بذلك ضد كافة أنواع الهرطقات والخرافات والخزعبلات ليكونوا انذاك شبابنا حطبا لنيران الدجالين والمشعوذين ؟؟؟
لسنا فلاسفة , ولكننا نرى ان الفلسفة هي الإكسير الشافي والمعافى من دياجير الظلام الزاحف وخصوصا على عقول شاباتنا وشبابنا ؟ ليكون لقمة سائغة كاملة لذئاب الجهل والخرافة ؟ ممن لا يمكن ان يكون لها مقام ولا يسمع لهم كلام إلا في بؤر الجهل والجمود والتخلف لذلك نرى ان اشد أعداء الأنظمة الدكتاتورية والاستبدادية على مدى التاريخ هم الفلاسفة والحكماء ؟
 لذلك نرى كل فروع العلم مسموح لها بالنمو والانتشار والازدهار إلا الفلسفة لأنها الكاشف لكل زيف والمذيبة في وهج نورها كل قناع يتقنع به المستبدين والديكتاتوريين والظلاميين والجهلة
لأنها تفك كل عصائب التضليل والتجهيل عن عيون الناس المظلومين والمضطهدين والقانتين والمستكينين في ظل دوغما الاستبداد والجهل والظلم والخرافة والسحر .
((لايمكن لديكتاتور ان يركب على رقبة شعب واع.وتشكيل الوعي بتكوين العقل النقدي...ولذا كان لابد ن وعي خاص وهذا الوعي يجب ان يكون اجتماعيا...،ويمكن اليوم لأرسطو وزينون لو بعثا ان يشتركا في مناقشة اعقد المسائل الفلسفية والسياسية في برلمانات الحكم وسيجد ان الخميرة الفكرية التي وصلا إليها لم تتطور كثيرا عن أيام أثينا)) كتاب كيف تفقد الشعوب المناعة ضد الاستبدادص181