الثلاثاء، 24 نوفمبر 2009

حواتمة: الموقف الأمريكي تجاه القضية الفلسطينية قابل للتراجع أكثر رغم نوايا أوباما الطيبة



كمال زكارنة

·        نطالب باستئناف الحوار الوطني الشامل فوراً من أجل إنهاء الانقسام
·        ضرورة توجه الدول العربية إلى مجلس الأمن بمشروع قرار يحدد حدود الدولة الفلسطينية على الأرض العربية المحتلة في حزيران/ يونيو 1967
قال أمين عام الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمة أن الوضع في الشرق الأوسط ما يزال يمر في حالة ركود سياسي رغم الأمل الذي كان قائما بعد خطاب أوباما في القاهرة في حزيران/ يونيو الماضي مبيناً أن التراجع في موقف الإدارة الأمريكية قابل للتراجع أكثر رغم النوايا الطيبة لديها ووجود خطاب أمريكي جديد مترابطاً فكرياً وسياسياً وثقافياً حيال أزمات عالمية متعددة.
وأضاف حواتمة: إن ثلاثة عوامل رئيسة أدت إلى تراجع الموقف الأمريكي عما ورد في خطاب أوباما أولها الوضع داخل "إسرائيل" المنحاز لليمين المتطرف المتمثل بالأشد تطرفاً وحكومة متعنتة تاريخياً منذ عام 1977 تغلق كل الأبواب في وجه السلام، والثاني اليمين الجمهوري في الولايات المتحدة الأمريكية المساند "لإسرائيل"، والعامل الثالث اللوبي الصهيوني الأمريكي الذي مارس ضغوطاً على أوباما للتراجع عن خطابه.
وفي المقابل يضيف حواتمة أن عوامل الضغط الإقليمية في الشرق الأوسط كانت غائبة بسبب الانقسام الفلسطيني، وعدم وجود موقف عربي موحد، وضعف تأثير الجماهير العربية داخل مناطق الـ 48 وقوى السلام الإسرائيلية الضعيفة جداً.
وأشار إلى أن حكومة نتنياهو تضع شروطا مسبقة على الأرض قبل استئناف المفاوضات مثل تكثيف الاستيطان واستكمال بناء جدار الفصل العنصري وتهويد القدس وهي خطوات أحادية الجانب.
وبالنسبة لما طرح حول إعلان دولة فلسطينية قال حواتمة أنه فُهم خطأ واستغلت ذلك حكومة نتنياهو والصحيح أن ما طُرح ليس إعلان دولة مستقلة من جانب واحد وإنما إعلان حدود دولة فلسطينية مستقبلية على حدود الرابع من حزيران/ يونيو 1967 داعياً الدول العربية غالى حمل هذا المشروع إلى مجلس الأمن الدولي، "وهذا يتطلب موقفاً عربياً فلسطينياً موحداً، وفي حال استخدام أمريكا حق النقض الفيتو ضد هذا المشروع يمكن اللجوء إلى الجمعية العامة بطلب عقد جلسة استثنائية بموجب قانون الاتحاد من اجل السلام لإصدار قرار له قوة قرار مجلس الأمن الدولي بالموافقة على المشروع الفلسطيني العربي".
وقال حواتمة انه أمام هذه الحالة علينا تسريع الخطى لإنهاء الانقسام الداخلي داعيا إلى استئناف الحوار الوطني الشامل بعد عيد الأضحى مباشرة وطرح الورقة المصرية للنقاش والتوقيع على ما يتم الاتفاق عليه ومواصلة مناقشة نقاط الخلاف حتى التوصل إلى اتفاق على جميع القضايا بما فيها انتخاب مجلسين وطني وتشريعي جديدين على أساس التمثيل النسبي الكامل ونظام انتخاب واحد موحد والاتفاق على أساليب وأشكال النضال وما نتوصل إلى اتفاق عليه يدخل ضمن تعديلات الورقة المصرية ونحن دعاة جمع بين سلاح السياسة وسياسة السلاح.
وطالب بإنهاء الانقسام الفلسطيني وبموقف عربي موحد وعدم استئناف المفاوضات إلا بوقف كامل للاستيطان في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة مؤكداً أن القيادة الفلسطينية بالإجماع رفضت خطة موفاز لإقامة دولة فلسطينية بحدود مؤقتة، لأن الحدود المؤقتة بنظر "إسرائيل" ستصبح دائمة فيما بعد بالتكثيف الاستيطاني إلى جانب عدم احترام "إسرائيل" لقرارات الشرعية الدولية ورفض الالتزام بها تاريخياً كما أنها خطة مبنية على خطط إسرائيلية فقط.
وناشد الدول العربية بعدم التدخل سلباً في الشأن الفلسطيني وقال: إن هناك دولاً تغدق الأموال على فصائل معينة لكي تمعن بالانقسام الداخلي وترفض الحوار الشامل والاتفاق على الوحدة الوطنية.
ودعا إلى إدخال تعديلات على الورقة المصرية تشمل قانون الانتخاب ليصبح واحداً بدل اثنين وتشكيل حكومة وفاق وطني واحدة لكل أجزاء الوطن الفلسطيني، وبناء أجهزة أمنية مهنية تمثل جميع الفصائل بإشراف عربي.
وأشار حواتمة إلى أن موسكو تحضر لعقد مؤتمر دولي تشارك فيه 56 دولة وجهة شاركت في مؤتمر (أنابوليس) لبحث قضايا الصراع العربي الإسرائيلي على أساس استئناف المفاوضات على جميع المسارات والوصول إلى حل نهائي وشامل لقضايا الصراع ، لكن هذا المؤتمر الذي كان مقرراً عقده العام الماضي لن يعقد هذا العام ولا العام الذي يليه بسبب الرفض الإسرائيلي.
وعن دعوة ساركوزي لعقد مؤتمر دولي قال حواتمة: إن الأمر يتعلق بعقد مؤتمر دول حوض البحر الأبيض المتوسط بالتنسيق مع أمريكا لبحث قضايا الصراع العربي الإسرائيلي وإمكانية صياغة رسالة ضمانات أمريكية ـ فرنسية تقدم للجانب الفلسطيني تتضمن وقف الاستيطان بكافة أشكاله وإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران/ يونيو 1967، وآليات لضمان تنفيذ رسالة الضمانات تلك التي في حال قبولها يتراجع الرئيس محمود عباس عن قراره بعدم الترشح للانتخابات الرئاسية الفلسطينية القادمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق