السبت، 30 يناير 2010

مصريون قتلهم الصهاينة


م/ محمود فوزي

هذه قائمه ببعض اسماء ضحايا مصريين للنيران الصهيونيه التى اصيبوا بها داخل حدودنا فى السنوات الاخيره فقط وهى قائمه اقدمها لكل من يدعى ان الصهاينه ليسوا أعداء
أو من يقول انه يدافع عن كرامه وسيادة البلاد بينما لا نكاد نسمع صوتا تجاة الاعتداءات الصهيونيه علينا
في حين انه يتهجم على حماس ويتهمها ظلما بقتل جندي مصري بينما وكيل وزراة الصحه المصريه يقول انه اصيب برصاصتين فى ظهره
كما ان شهود عيان فى الجانب الفلسطيني صرحوا بانه كان هناك شاب فلسطيني اقترب من الحدود من الجانب الفلسطيني فاطلق الجنود المصريون النيران عليه فاصابوا الجندي احمد شعبان
بالاضافه الى اننا لم نر اعلانا رسميا بالتقرير الطبي للكشف على الجندي او استخراج للرصاص الذى اصابه وبيان نوعيته.
القائمه منقوله من موقع نافذة مصر
12 نوفمبر 2000 أصيب مواطن مصري يدعى سليمان قمبيز وعمته بالرصاص الصهيوني حينما كانا يجمعان محصول الزيتون قرب شارع صلاح الدين.
15 أبريل 2001 أصيبت سيدة مصرية من قبيلة البراهمة بطلق ناري صهيوني أثناء وجودها بفناء منزلها القريب من الحدود مع غزة.
نهاية أبريل 2001 قتل شاب مصري يدعى ميلاد محمد حميدة برصاص جنود صهاينة عندما حاول الوصول إلى غزة عبر بوابة صلاح الدين.
9 مايو 2001 أصيب مجند مصري يدعى أحمد عيسى برصاص صهيوني عندما كان يؤدي عمله على الحدود.
نهاية مايو 2001 أصيب مواطن مصري يدعى زامل أحمد سليمان (28 عاما) بنيران صهيونية في ركبته أثناء جلوسه بمنزله في حي الإمام علي بمدينة رفح المصرية.
يونيو 2001 قتل مجند يدعى السيد الغريب محمد أحمد بعد إصابته بأعيرة نارية صهيونية في الحدود الفاصلة بين مصر والكيان الصهيوني .
26 سبتمبر 2001 أصيب ضابط مصري برتبة نقيب يدعى عمر طه محمد (28 عاما) بطلق ناري وعدة شظايا في الفخذ اليسرى نتيجة تبادل النيران بين القوات الصهيونية ومسلحين فلسطينيين قرب الحدود المصرية.
5 نوفمبر 2001 أصيب ضابط الشرطة المصري الرائد محمد أحمد سلامة بالرصاص الصهيوني أثناء دورية له في منطقة الحدود.
23 ديسمبر 2001 أصيب الشاب المصري محمد جمعة البراهمة 17 عاما في كتفه بطلق ناري صهيوني

28 فبراير 2002 أصيب الطفل فارس القمبيز (5 سنوات) بشظية في فخذه أثناء لعبه وحده بفناء منزله.
7 نوفمبر 2004 سقط صاروخ صهيوني في حديقة منزل في رفح المصرية دون أن يحدث إصابات.
18 نوفمبر 2004 دبابة صهيونية تقتل ثلاثة جنود مصريين على الجانب المصري من الحدود مع قطاع غزة المحتل.
12 ديسمبر 2007 قتل المجند محمد عبد المحسن الجنيدى بطلق ناري صهيوني .
25 يناير 2008 أصيب مجند مصري على الحدود مع الكيان الصهيوني برصاص مجهولين.
27 يناير 2008 قتل المواطن حميدان سليمان سويلم (41 عاما) من سيناء برصاص صهيوني أثناء ذهابه لعمله.

27 فبراير 2008 قتلت الطفلة سماح نايف (14 عاما) برصاص القوات الصهيونية أمام منزلها على الحدود قرب معبر كرم سالم.
21 مايو 2008 قتلت القوات الصهيونية المواطن سليمان عايد موسى (32 سنة) بحجة تسلله داخل الأراضي الصهيونية قرب كرم سالم.
22 مايو 2008 قتل عايش سليمان موسى (32 عاما) برصاص الجيش الصهيوني عند منفذ العوجة.
9 يوليو 2008 قتل الضابط بالجيش المصري محمد القرشي بنيران القوات الصهيونية وبرصاص صهيوني أثناء مطاردة لمهربين على الحدود وفتحت سلطات الاحتلال تحقيقا فى الحادث أعلنت بعده أن القتيل دخل الأراضى الصهيونية وأطلق النار عليه بطريق الخطأ.
24 سبتمبر 2008 قتلت القوات الصهيونية المواطن سليمان سويلم سليمان (26 عاما) من منطقة القسيمة بوسط سيناء، وأخطرت السلطات الصهيونية الجانب المصري بأنه حاول التسلل للكيان بغرض التهريب.
17 أغسطس 2009 قال الجيش الصهيوني إن جنوده أصابوا بالرصاص جنديا مصريا بعد أن ظنوا خطأ أنه “عدو يحاول التسلل“.

اغتيال المبحوح...اختراق امني يثير للتساؤل


بقلم / سميح خلف
 قد كشفت الأحداث وبعض التفاصيل عن عملية اغتيال محمود المبحوح ماهو يقارب في الهدف من اغتيال عماد مغنية مايسترو القتال والحرب والاستراتيجية في حزب الله .
اغتيال المبحوح في دبي ودولة الامارات العربية التي شهدت اغتيال المقاتل الشيشاني سليم عمادييف المعارض للرئيس الشيشاني التابع لحكومة موسكو ، وشهدت دولة الامارات عملية اغتيال الفنانة سوزان تميم واتهم في ذلك رجل الأعمال المصري بالترتيب لهذه الجريمة عن طريق احد رجالات امن الدولة في مصر .
المهم دولة الامارات الحريصة كل الحرص على أن تكون الدولة المسالمة التي لا تعتدي على أحد وبالمقابل لا تقبل أن تنتهك اراضيها في عمليات أمنية مختلفة والتي دعتها على أن تنفذ اكبر منظومة أمنية على أراضيها يدفعنا لعدة تساؤلات نحصرها في عملية اغتيال محمود المبحوح .
كما أفادت التقارير الاخبارية والجهات المسؤولة في الامارات أن المبحوح تم اغتياله في ليلة الثلاثاء 19/1/2010  بعد وصوله إلى الإمارات بساعات قليلة قادما ً من دولة عربية لم توضح الجهة التي أتى منها بالتحديد ، وهنا نضع عدة علامات استفهام
1 – نعتقد أن المبحوح كان مراقب من الدولة التي أتى منها وعلى معرفة جيدة إلى أين يتجه ؟؟!!!
2 – اكتشاف الجريمة التي تم بعد اغتياله بيوم في الفندق يثير أيضا ً علامات الاستفهام والتعجب ومقتضيات المتابعة للنزلاء والمراقبة التي تتحدث عنها الاهتمامات الاماراتية بالأمن ؟؟!!!!
3 – اغتيال رجل بمهام المبحوح يمثل معرفة اكيدة بمهام هذا الرجل وكما أفادت بعض الأنباء إلى أنه كان بصدد الاتفاق على صفقة سلاح لحماس من ايران بناء على بعض التصريحات لوسائل الاعلام الصهيونية
4 – هل استدرج محمود المبحوح إلى دولة الامارات في الوقت الذي كان يقيم في الامارات وزير البنية التحتية الصهيوني عوزي لاندو  الذي اتى إلى الامارات يوم 15/1/2010 – وغادرها قبل  اكتشاف الجريمة بساعات  يوم الجمعة 19/1/2010 وبدعوى رسمية لحضور مؤتمر للطاقات المتجددة .
5 – عملية الابطاء في الاعلان عن توجيه الاتهام في عملية الاغتيال إلى ما يقارب 10 ايام ، هل فعلا ً أن التشريح والتحقيق الأمني المباشر والفوري يؤدي إلى التستر عن دوافع الجريمة ووسائلها لهذا التاريخ ولهذا الوعاء الزمني ؟
كشفت مصادر الامن الاماراتية عن ثلاث اوربيين متورطين في الجريمة وكما أفادت الأنباء أن عملية الاغتيال قد تمت بصاعق كهربائي ثم عملية الخنق وهنا نتسأل هل عملية الصاعق الكهربائي أتت ضمن موجات ميكرو ويفز دقيقة عن بعد باستخدام آلة مطورة لمثل هذا الاجراء الاغتيالي أم أن عملية الصاعق الكهربائي تمت بشكل مباشر بكهربة أحد محتويات الغرفة وهذا لم يكشف عنه التقرير ، واذا كان هناك صاعق كهربائي نعتقد ان الصاعق الكهربائي في مدة لا تتجاوز 10 ثواني يمكن أن يحدث الوفاة وبجرعات امبيرية يتم تحديدها مسبقا ً .
إذا ً لماذا تمت عملية الخنق بعد عملية الصاعق في الرأس ، وهنا نشير أن عملية الصاعق في الرأس كان مستهدف فيها الدماغ ومنطقة المخ  ، هل يعني ان الصاعق كان هو فقط عملية احداث غيبوبة للمستهدف فقط لا غير ثم اجراء عملية الخنق ؟
هذه الاستعدادات لا يمكن أن تكون وليدة اللحظة  ، بل قد يسبقها خطوات من التحضير ومعاينة المكان ومعاينة الغرفة والمحتويات ، اذا ً لا بد ان تكون هناك ايادي قد دخلت تلك الغرفة واعدت فيها التجهيزات اللازمة لاجراء العملية .
كالعادة وعند حدوث أي عملية اغتيال لقادة المقاومة وكوادرها سريعا ً ما نقول أن الموساد قد قام بذلك ، وبلا شك فعلا ً ان الموساد هو المتهم وهو صاحب المصلحة في ملاحقة واغتيال كوادر المقاومة المؤثرين ، ولكن السؤال الموساد لا يهبط من الجو من نقطة غير مرئية على الانس ، والموساد ليس اسطوريا ً بل يعتمد الموساد على قاعدة بيانات ومعلومات تقدمها جهات رسمية ومجموعات منظمة وشبكات متكاملة ومترابطة لا تخلو من تلك الشبكات بصمات عربية وفلسطينية ايضا ً.
المهم أن هناك اختراق للبنية المهامتية في حماس وعلى حماس أن تبحث عن الوسطاء وجامعي البيانات والمعلومات التي يتم تزويدها للموساد ، وعملية التوقيت والاستدراج إلى مثل هذا الفندق ورقم الغرفة وموعد الوصول لابد أن تكون هناك أيدي عربية فلسطينية أيضا ً متابعة لهذا البطل الذي خسرته المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني  .

الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب


الدريوش في :28/01/2010
فرع الدريوش                       

بلاغ

     يعتزم منا ظلوا فرع الدريوش للجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب انسجاما وأهمية الظرفية على الخوض في معارك نضالية تصعيديه .   القائمة على أساس حقهم المبدئي والمشروع في الشغل والتنظيم. وتعلن عن تنظيم وقفة احتجاجية يوم الأربعاء  03/01/2010 على الساعة 14:00 زوالا أمام مقر  قيادة الدريوش .                                        
                                          
ولذا نناشد كل المعطلين والمعطلات وكل شرائح المجتمع على أساس دعم معركتنا النضالية.

عاشت الجمعية الوطنية إطارا صامدا ومناضلا
المجد والخلود لشهداء الجمعية


عن مكتب الفرع

المنهزمون .. حتى الثمالة


د . لطفي زغلول

من ديوان
موّال .. في الليل العربي
2003


www.lutfi-zaghlul.com




المهزومون المنهزمون على مرأى كلِ الأممِ
من أعلى الرأس إلى القدمِ
أشهرُ من نارٍ في الظلماءِ على علمِ
لا أقدرُ بعدَ الآنِ ..
على إسكاتِ فمي
ستثورُ كرامةُ أوراقي
ورؤى ساكنةٌ آفاقي
ويطاردُني ويعاندُني
قلمي .. إن خنتُ أنا قلمي


كلماتي من رحمِ الآلامْ
من جرحِ جماهيرِ الشعبِ العربيِّ
الضاربِ أزماناً
تترى في أعماقِ الأيامْ
مطلوبٌ منهُ أن يسترجعَ
عهدَ طواغيتِ الأصنامْ
مطلوبٌ منهُ في السراءِ وفي الضراءِ
وفي كلِّ الأحوالِ
مبايعةُ الحكامْ
مطلوبٌ منهُ قولُ نعم
أو هزُّ الرأسِ بدونِ كلامْ
مطلوبٌ منهُ أن يسترخي
أن يتثاءبَ .. ليلَ نهاراً .. ثمَّ ينامْ
أن يتحاشى جرمَ التفكيرِ
ويطردَ شيطانَ الأحلامْ

أن يؤمنَ أنَّ الحكمَ السائدَ شرعيٌّ
دستوريٌّ ديموقراطي
نمطٌ من أرقى الأنماطِ
ما قامَ وليسَ يقومُ على
دعم العسكر والضباطِ
وبأن العدل يسوس جميع الناس
كما أمر الإسلام


هم مهزومون ومنهزمون ..
هزائمهم في كل مكان
وعليها لا يختلف اثنان
هم ليسوا أكثر من تجار
عبدوا أمريكا والدولار
ذبحوا قربان جلالتها
كبش الحرية والأحرار
ما عاد لهم بين الأمم الاخرى
جاه أو وزن أو سلطان
سكتوا عن حق مشروع
والساكت عن حق شيطان
والعالم يحكمه غيلان
لا يحترم الجبناء ولا الضعفاء
ولا من باعوا أو رهنوا الاوطان
العالم يحترم الانسان
من كان له قلب ولسان
من كان يدافع عن موقفه أيا كان


هم مهزومون ومنهزمون ..
لكلٍ سفر "بطولات "
ولكلٍ ساحة " أمجاد "
كتبوا تاريخا خرجوا فيه
على تاريخ الأجداد
هم في واد
والشعب المحبط في واد
كانوا أسيادا فانقلبوا
طوعا .. لعبيد في أحضان الأسياد
ما عادت للقدس قداسة
والأقصى يحميه الحامي
ما عاد يفجر احساسا
عند الساسة

هذا زمن التطبيع يجيء ..
وقد هدموا حصن اللاءات
زمن الانظمة المهترئات
تتفيأ ظل الاملاءات
صار الوطن العربي به .. دون قياد
يستنسر فيه بغاث الطير ..
غداة غدا في الاصفاد


هم مهزومون ومنهزمون ..
سواء كانوا يعترفون
أو أجلافا لا يعترفون
هم محترفون
"عشرون " ولكن في التخطيط ..
وفي التفريط بامتهم لا يختلفون
فكم اقترفوا في حق الامة آثاما
زرعوا حاضرها بالتدجيل
ومستقبلها أوهاما
تبت أيديهم ..فالام
يبقون على هذا الوطن المتآكل حكاما
فمتى عنه .. ومتى ..
عن هذا الشعب الحر سينصرفون





عندما يفقد المقدسيون صوابهم المفقود أصلا


د. صلاح عودة الله
قبل أكثر من ثلاثة عقود من الزمن أطلق الكاتب والأستاذ والصحفي المرحوم محمد أبو شلباية صرخته المدوية"واحسرتاه يا قدس" وذلك من خلال كتاب حمل أسم هذه الصرخة..في صرخته هذه عبر عن حزنه وحسرته عما سيحل بالقدس إذا ما استمر الوضع كما كان عليه في تلك الفترة..ورغم حداثة الاحتلال في ذلك الوقت إلا أن المرحوم "أبو مؤنس" كان يتوقع ويعرف تماما ما سيحل بالقدس وكأنه منجما ويجيد قراءة الفنجان, فرحمك الله يا أبا مؤنس ونعم, واحسرتاه يا قدس...!.
ألم يحن الوقت لنفتش عمن ينقذنا من جهلنا ومن تخلفنا؟..ألا يصدق فينا القول بأننا أمة ضحكت بل خجلت من جهلها الأمم؟..لماذا نصر على التمسك بعادات وتقاليد تخجل منها حتى الأمم التي عاشت في العصور الحجرية؟..ألم يحن الوقت لنضع مصالح الوطن العليا عامة والقدس خاصة فوق كافة المصالح الحزبية والقبلية والعشائرية والفئوية الضيقة؟..هل أصبح قتل النفس البشرية دون أي سبب أمرا طبيعيا وعاديا بل محللا؟..هل هانت علينا القدس التي تشهد أكبر وأوسع عملية تهويد, بل وأكثر من ذلك بكثير, فنحن نشارك بهذا التهويد.. "الأقصى في خطر", شعار نتباهى بترديده, فالحفريات تهدد بانهياره, ولكن هل سألنا أنفسنا:ألم يحن الوقت للعمل وترك الشعارات الرنانة, وهنا أستثني قلة قليلة وعلى رأسها الشيخ المناضل رائد صلاح, هذا الشيخ الجليل الذي قدم للقدس وأقصاها ما لم تقدمه دول العالمين العربي والاسلامي مجتمعة..هذا الشيخ الذي حكمت عليه المحكمة الصهيونية بالسجن لأنه يعمل وبإخلاص من أجل القدس ومقدساتها ولا يكتف بإطلاق الشعارات التي لا تغني ولا تسمن من جوع.
ازدادت في السنوات الأخيرة في مدينة القدس وضواحيها أعمال العنف والمشاجرات العائلية والتي يدفع ثمنها في أغلب الأحيان أناس لا علاقة لهم بها لا من قريب ولا من بعيد..شجارات عائلية مخزية ومقرفة ومزهقة لأراوح الأبرياء..شجارات سببها الرئيسي في معظمها تافه.."صفة سيارة"," قيادة سيارة بسرعة جنونية في أحد الأحياء المأهولة بالسكان", "شاب مراهق يدعي بأن شابا آخر نظر إليه بنظرات غريبة", وغيرها الكثير من الأسباب التافهة.
إن من يتابع ما يجري في القدس في الفترة الأخيرة يؤكد بأننا عدنا إلى زمن داحس والغبراء..القدس تعيش وضعا يأكل فيه القوي الضعيف, تماما كما تلتهم الأسماك الكبيرة الأسماك الصغيرة..القدس تحكمها شريعة الغاب, بل أجزم بأن للحيوانات شريعة تفوق في قوانينها وحكمتها تلك الشريعة التي تسيطر علينا في فلسطين عامة والقدس خاصة.
مما يؤسف حقا أن نقول وعلى الدوام بأن الاحتلال هو السبب في كل مشاكلنا, مع عدم إنكاري بأن الاحتلال هو المعني بهذه الظاهرة وغيرها من الظواهر الاجتماعية التي تؤدي إلى تسيب الشباب وبذلك يبتعدون عن مقارعته..إن واقع الاحتلال للقدس وباقي أراضي الوطن يجب أن يجعلنا يدا واحدة قوية, لا أن نقوم بقتل بعضنا بعضا..فمن الخلافات العائلية المنبوذة وصولا إلى ما جرى بين حركتي فتح وحماس لهو أمر يرضي الاحتلال بل يجعله يرسخ أسسه, ومن هنا نجد أنفسنا مضطرين للقول: وداعا يا قدس ووداعا يا فلسطين.
إن الشجار العائلي المؤسف والمخجل في نفس الوقت الذي حدث مؤخرا بين عائلتين في مدينة القدس والذي كان سببه أتفه من تافه, بل لا مبرر له..شجار كان فيه القتلى والجرحى وتدمير محلات تجارية..شجار وكغيره من الشجارات تكون له آثاره على المدى البعيد, فالانتقام والأخذ بالثأر من سماته الرئيسية. انه لأمر تقشعر له الأبدان..إن من شاهد هذا الشجار يجزم بأنه يشاهد حربا بين جيشين, فقد تحول شارع صلاح الدين في القدس المحتلة إلى ساحة حرب, الجيش الصهيوني يراقب عن بعد ما يجري في هذه الساحة وهمه الوحيد هو اعتقال من يحمل السلاح الناري" غير المرخص".
إن هذا الشجار سيحل وكغيره بدفع الدية وتعويض المتضرر والحق الكبير يأكل الحق الصغير..ولكن ما قيمة الأموال مقابل قتل نفس بشرية تترك من خلفها الأطفال الأبرياء اليتامى؟, انه سؤال من بين العديد من الأسئلة, فهل من مجيب؟, وهنا أقول أين المروءة التي سئلت وهي تبكي عن سبب بكائها, فأجابت:كيف لا أبكي وأهلي جميعا دون خلق الله ماتوا؟.
انه لمن المؤسف أن نرى حشودا من الشباب يتم تجييشها خلال ساعات بل دقائق معدودة عند وقوع شجار عائلي, متبعين سياسة"أنا وأخوي على ابن عمي, وأنا وابن عمي على الغريب", وفي المقابل نشاهد غياب واضح وجلي لهذه الحشود عندما يتعلق الأمر بهدم البيوت ومصادرة الأراضي والحفريات التي تهدد الأقصى وغيرها الكثير من الأمور التي تهدد القدس بالتهويد وابعاد سكانها الفلسطينيين العرب عنها, لكي تصبح يهودية بحتة. مع احترامي للقضاء العشائري ودوره, إلا إن المطلوب منه ومن القوى الوطنية الشريفة أن تقوم بإلغاء هذا الحل السحري..هذا الحل الذي أصبح هو الحل الرئيسي لكافة مشاكلنا صغيرة كانت أم كبيرة..انه"فنجان القهوة"..إن هذا الفنجان اللعين أدى إلى زيادة أعمال العنف, فمفتعل المشكلة يدرك بأن هذا الفنجان سيحل له قضيته مهما كانت. ندرك تمام الإدراك بأن الاحتلال هو الرابح الوحيد من هذه الظواهر المخزية, ومن هنا وفي ظل غياب سلطة وطنية ومؤسسات قانونية, فإننا نطالب القوى السياسية بكافة ألوانها وأطيافها بأن تقوم بتشكيل لجنة موحدة حيادية قادرة على وضع حد لمثل هذه الظواهر والسبل كثيرة وواضحة, وكذلك نطالب من لهم علاقة بالقضاء العشائري أن يكونوا حياديين وأن يحكموا عقولهم وضمائرهم وليس قلوبهم والعادات العربية والإسلامية من كرم وتسامح, وكذلك نطالب رجال الدين أن يقوموا بدورهم الفعال من خلال خطبهم بدلا من إصدار فتاويهم الفارغة من كل مضمون..تلك الفتاوي التي تقوم بالتخوين والتكفير وتعميق جذور الطائفية والمذهبية في مجتمعنا.
نطالب كذلك الشباب بالتفكير ولو قليلا من الوقت قبل افتعال مشاكلهم, فمشاكلهم التافهة هذه, قد تؤدي إلى سفك الدماء و"تخريب" بيوت كثيرة, وكذلك نطالب"مشايخ" العائلات بعدم الهرولة وراء تصرفات أبناء عائلاتهم الطائشين, فتحكيم العقول هو السلاح الفعال وليس"فنجان القهوة السحري". والى كل المقدسيين وبغض النظر عن انتمائهم العشائري أو الحزبي أقول: إن ما يحدث في مدينتكم لهو على درجة عالية جدا من الخطورة, فلنحكم عقولنا ومنطقنا ولنبتعد عن العشائرية والقبلية المقيتة, فهي التي ستدمر ما تبقى من قدسكم..فالوطن والقضية والقدس أغلى ما نملك, ومن لا وطن له لا حياة ولا وجود له.
وأختتم قائلا بصرخة المرحوم أبو شلباية:"واحسرتاه يا قدس"..إنها فعلا صرخة مدوية جدا, فهل من مجيب؟..ويا أبا مؤنس, قم من بين الأموات واصرخ مرة أخرى, فلعل صرختك هذه تلاقي آذانا صاغية ولعلها تحيي ضمير من يعتقدون بأنهم أحياء ولكنهم في القبور ينعمون..وليكن شعارنا الوحيد هو"كلنا فداك يا قدس".
د. صلاح عودة الله-القدس المحتلة

المبحوح قتل ولم يمت


د. مصطفى يوسف اللداوي
كاتبٌ وباحث فلسطيني
الجزء الرابع
صدر التقرير النهائي للجنة الطبية التي عينتها هيئة التحقيق الخاصة في شرطة دبي، وقالت كلمتها النهائية في كيفية مقتل الشهيد محمود المبحوح، وأماطت اللثام عن الغموض الذي اكتنف حادثة إغتياله، فقالت أنه قتل خنقاً بعد صعقه بالكهرباء، وقد تلقى جسده عدة صعقاتٍ من عصيٍ كهربائية، أدت إلى خروج الدم من أنفه وفمه، وأضعفت قوته الجسدية وشلت حركته، وهو المعروف عنه بأنه شديد القوة، ولا يقوى جمع الرجال على صرعه، ولكن بسبب الصعقات الكهربائية المتوالية التي تعرض لها، فقد فقد قوته، ولم يتمكن من صد مهاجميه، الذين تأكدوا من مقتله ومفارقته للحياة بعد أن خنقوه بالوسادة، قبل أن يغادروا بصمتٍ غرفته في الفندق بعد منتصف الليل، بعد أن رتبوا كل شئٍ فيها، وأعادوا الفراش وغيره إلى طبيعته، ولم يخلفوا وراءهم أثراً، وكأن مفارقة المبحوح للحياة كانت نتيجة لجلطةٍ دماغية، وهي النتيجة التي خلص إليها الأطباء في الساعات الأولى لعملية الاغتيال، ومنها اعتبروا أن الوفاة طبيعية وأنها تمت نتيجة لجلطة دماغية، ولم يكن حينها الشهيد محمود المبحوح معروفاً لدى السلطات الإماراتية، ولا لدى إدارة المستشفى التي أجريت فيها عملية المعاينة الأولى، وكان الاعتقاد بأنه مواطنٌ عادي، ولم يتم حينها تحديد أسماء وهوية منفذي الإعتداء الآثم على المبحوح، وهو ما سنتناوله في الجزء الأخير من كتابتنا عن الشهيد المبحوح .
لم يكن هذا الاعتداء الذي تعرض له الشهيد المبحوح هو الأول خلال مسيرته الجهادية، وإنما تعرض لمحاولات اغتيالٍ عديدة في أكثر من دولةٍ عربية، ولكنه نجا منها جميعاً، رغم أنه كان يدرك أن الشهادة ستكون الصفحة الأخيرة من جهاده، وأن العدو الإسرائيلي وعملاءه لن يتوقفوا عن ملاحقته، ولن ينسوا يوماً أنه اختطف جنديين إسرائيليين، ولن يتركوه يستكمل مشروعه الاستراتيجي بتسليح غزة والضفة الغربية، ومن المحاولات العديدة أنه كان في زيارةٍ قبل أقل من عام إلى دبي، وفيها تعرض لمحاولة اغتيالٍ عن طريق السم الذي دس له في طعامه وشرابه، وهو نوعٌ من السم لا تظهر عوارضه مباشره، وإنما يبقى في الجسد كامناً لفترة، قد تطول أو تقصر، قبل أن تفتك بالشخص المستهدف، وقد يكون هو من ذات السم الذي اغتيل فيه الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، ورغم أن أبا الحسن كان شديد الحذر لجهة تناول طعامٍ أو شرابٍ غير معروفٍ مصدره، أو غير مأمنونٍ أصحابه، إلا أنه تناول طعاماً مسموماً في مكانٍ لم يتمكن من تحديده، ونتيجةً لهذا السم فقد أبو الحسن الوعي ودخل في غيبوبة كاملة مدة أربعة أيام، وفيها امتنع الأوكسجين عن الوصول إلى الدماغ، وبعد أن أجريت للشهيد الفحوصات الطبية المختلفة في أكثر من دولةٍ عربية، تبين من نتيجتها أن المبحوح قد تعرض لعملية تسمم من النوع النادر والغريب، مما لا يترك أثراً منه في الجسد، ومن النوع الذي يكمن في الجسد لفترة قبل أن يتمكن من الجسد وينال منه، وقد كان المبحوح وإخوانه على يقينٍ تام أنه قد تعرض لمحاولة اغتيالٍ فاشلة، وعلم كثيرٌ من المقربين منه بهذه الحادثة، مما زاد في درجة الحيطة والحذر لدى الشهيد.
المقاومة الفلسطينية تواجه عدواً شرساً، تتعاون معه مختلف دول العالم، وتقدم له الولايات المتحدة الأمريكية أحدث الوسائل والآليات العلمية الدقيقة التي تمكنه من الوصول بنجاحٍ تام إلى أهدافه وغاياته، كما أن لديه إمكاناتٌ علمية وعسكرية هائلة، ويستخدم ضد المقاومة مختلف أنواع التكنولوجيا الحديثة وغير المعروفة للنيل من المجاهدين والمقاتلين، فقد استعملوا البصمة الصوتية مع الشهيد يحيى عياش، واستهدفوه عبر الهاتف النقال بواسطة طائرة كانت تتابع تردد صوته، واستخدمت أحدث أنواع التقنية في ملاحقة ومتابعة المطلوبين، فزرعت في أحشاء الشهيد عماد عقل بالتعاون مع الأجهزة الأمنية في السلطة الفلسطينية أجهزة تتبع ومراقبة، حتى إذا وصل إلى شقيقه عادل قامت بتفجيرهما معاًً، وتقوم بإلقاء ملايين أجهزة التنصت وتسجيل الأصوات لمقارنتها مع البصمات الصوتية لديها، ثم تقم بإبطال عمل البعض مما لا يخدم أهدافها، بينما تفعل الباقي مما ينسجم مع البصمات الصوتية المسجلة لديها، كما تستخدم ضدنا أحدث أنواع السم والأشعة القاتلة، مما لا تترك أثراً في الجسد، وتكون نتائجها المؤجلة مضمونة وأكيدة، ويمكن حقن أجساد الأشخاص المطلوبين لديها ببساطة، فمنها ما يتم عبر المصافحة، أو الاقتراب من الجسد، أو الوخز، أو عن طريق استنشاق أنواع خاصة من الغازات السامة، وأما العصي الكهربائية فهي وإن كانت آلية قديمة، إلا أنها وسيلة لاضعاف الهدف، والقضاء على مقامته قبل النيل منه، وتستخدم الطائرات الآلية التي تجوب أجواء غزة والضفة الغربية في التصوير والمراقبة، وأحياناً تطلق هذه الطائرات صواريخها ضد أهدافٍ محددة، فضلاً عن المراقبة الدقيقة والملاحقة من خلال أجهزة الهواتف النقالة.
لذا ليس إلا إسرائيل بذراعها الاستخباراتي "الموساد" من يقف وراء عملية اغتيال الشهيد محمود المبحوح، فهي من ارتكبت هذه الجريمة، وإن لم تعلن صراحةً أنها نفذت هذه العملية، أو لم يصدر عنها بيانٌ رسمي يتبنى الجريمة، فإن عضو الكنيست الإسرائيلي بن أري قد عقب على حادثة اغتيال المبحوح بقوله "يد إسرائيل ستطال كل من تلطخت يداه بدماء الإسرائيليين أينما ذهب"، فإسرائيل قد عودتنا على عمليات القتل والتصفية والغدر، وقد ارتكبت عشرات عمليات الإغتيال ضد قادة الثورة الفلسطينية في الخارج، وقد أكدت حكومة دبي أن إسرائيل قد تكون وراء حادثة الاغتيال، ولكن يد إسرائيل مهما كانت طويلة، ومهما بلغت في قوتها، فإنها لن تتمكن من النيل من قادتنا، ورموز مقاومتنا، لولا التعاون والتنسيق الأمني القذر، الذي تستفيد منه كثيراً في تنفيذ أغراضها المشبوهة، وما كانت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لتصل إلى المبحوح أو غيره، لولا بعض العملاء الذين يعملون لصالحها، ويقدمون لها المعلومات التي تسهل عليها الوصول إلى أهدافها، ولدينا شواهد كثيرة على قيام أجهزة أمنية عربية بمتابعة وملاحقة مطلوبين لإسرائيل، وما كان اغتيال الشهيد عز الدين الشيخ خليل ليتم لولا تعاون بعض الأجهزة الأمنية العربية، وربما أنها التي نفذت عملية الاغتيال بالوكالة.
قلنا منذ البداية أن أبا الحسن قد قتل ولم يمت، وأنه قد سقط شهيداً ولم يمت نتيجة الجلطة الدماغية، أو أي مرضٍ عضالٍ آخر، وقد سقط أبو الحسن في ميدان الوغى، وفي ساحة القتال، وفي مواجهة الأعداء أياً كانوا، وأياً كان لباسهم أو جنسيتهم، ومن يعرفه يدرك أنه لم يستسلم بسهولة، وأنه قاوم بضراوة، وأنه قد نال من مهاجميه، بل قاتلهم، فهو لا يعرف الخوف، ولا يستسلم للعجز، ولا يسلم بقوة الآخر، وإنما يقاوم حتى آخر رمق من حياته، وخصمه يعرف قوته، ويدرك عنفه، ويخاف من بطشه، ويدرك من يعرفه أنه كان يتمنى الشهادة ويسعى لها، وكان يرى أنه قد عاش أكثر مما ينبغي، وكان يستعجل اليوم الذي يتلتقي فيه إخوانه الذين سبقوه، وقادة المقاومة الذين خطوا له الطريق، ولكن أعداءه كانوا جبناء فغدروا به، ولم يواجهوه وجهاً لوجه، وإنما كمنوا له، واستخدموا ضده عصياً كهربائية، ولو كان يدري لاستعد لمواجهتهم، واحتاط لغدرهم .
أبا الحسن وقد ووريت الثرى في أرض الشام إلى جوار رفيق دربك الشهيد عز الدين الشيخ خليل، فإننا لن نتمكن من طي صفحات حديثنا عنك، وسنبقى نكتب عنك، ونذكرك ما طلعت شمسٌ وما غابت، وسنبقى نذكر قوتك وصمودك وإرادتك الصلبة التي لا تلين، سنذكرك كلما رأينا جندياً إسرائيلياً ينهار أو يبكي ويبول على نفسه خوفاً وفرقاً، وسنذكرك كلما رأينا بطلاً مغواراً من شعبنا وأمتنا، وسنحفظ عنك قصص البطولة والتحدي التي نعرف وهي كثيرة، ولكننا لن نسكت عن دمك، ولن ندخر جهداً في فضح كل المتآمرين على قتلك، وسنلاحقهم كما كنت تلاحقهم، وسنحاربهم بأشد مما كنت تحاربهم، ولن نطوي صحائفك الربانية قبل أن نجيب في جزءٍ أخير، من المسؤول عن فرار قتلة محمود المبحوح، وكيف نجح العدو هذه المرة في النيل منه ...
دمشق في 30/1/2010

حراك سياسي مفضوح وآخر مطلوب !


الدكتور ماهر الجعبري – عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين

منذ عقود والساحة الفلسطينية تشهد حراكا سياسيا متعدد الأطراف، وبعد أن كان هنالك تفريق واضح ومفاصلة بين الحراك السياسي المرفوض والحراك المطلوب، اليوم تتمازج الخطوط والألوان نتيجة الماكينة الإعلامية التي تعمل على ترقيع الصورة المهترئة للأنظمة العربية، وتعمل على تبرير برامج الانبطاح أمام المشروعات الغربية والتعالي "الإسرائيلي"، ونتيجة انخراط فصائل وتيارات في ذلك الحراك الرسمي، حتى أصبحت مرتهنة ضمن حدوده، وبالتالي تساهم في تمرير تلك البرامج الغربية عن وعي أو بدون وعي.
ولهذا لا بد من تنخيل تلك الأصناف من الحراك السياسي، للحفاظ على حالة التمايز ما بين مشروع الأمة التحرري ومشروع الغرب الانهزامي، وحتى لا تمرر الحلول التصفوية للقضية الفلسطينية من خلال ذلك الخلط المقصود، وحتى لا تبق الأمة متعلقة بحبال من الوهم.
يقرر المتابعون السياسيون أن حقيقة أهداف دولة الاحتلال اليهودي في استجاباتها لأي تحريك "للعملية السلمية" ليست سوى مناورات لكسب الوقت، وأنها تأتي في سياق التظاهر بالحراك نحو الحل وضمن حملة العلاقات الدولية، بينما تستثمر ذلك الحراك الكاذب للحصول على مزيد من التنازلات العربية، كي تصل إلى تطبيع اقتصادي يفتح لها الأسواق العربية، وتستثمر الوقت لفرض الأمر الواقع في القدس وفي بقية الضفة الغربية.
ومن هنا، يزداد تأكيد فشل الحراك السياسي الأمريكي ومعه الأوروبي ويتبعهما الروسي، الذي لا يفلح في معالجة هذا الموقف "الإسرائيلي"، ولهذا ظلت اللجنة الرباعية تراوح مكانها، وتقادمت خارطة الطريق، بل وزالت معالم الطريق من الطريق، ولم يبق إلا إفرازاتها الأمنية منثورة في طريق أدى إلى إسالة دماء المسلمين.
وبالطبع ثبت أيضا فشل الحراك السياسي للنظام العربي الرسمي، بصورتيه: الممانعة والمنبطحة، فهو لا يتحرك إلا بإشارة من أمريكا، وحتى إن بادر للتحرك خشية من مخاطر الغليان الشعبي، فلا يكون منه إلا حراك تابع للحراك الأمريكي، ولا يمكن أن يخرج عن حدوده.
أما الأنظمة الأخرى في بلاد العجم من المسلمين فهي تكتفي بمراسم منظمة المؤتمر الإسلامي الشكلية واجتماعاتها الباهتة، كلما دعتها. وخارج تلك الشكليات، فهي تغط في سبات عميق، فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، ولا تصدر عنها إلا السيئات، من مثل ما يرتبط بأعمال التطبيع بين الحين والآخر، مثل اللقاء التطبيعي بين الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف ورئيس كيان الاحتلال اليهودي بيرس. ويخرج عن هذا السبات الأعجمي حراك تركي، وآخر إيراني.
أما الحراك الإيراني فهو مشهور بالصراخ في اللقاءات الحاشدة والتهديد بالموت لإسرائيل، والموت لأمريكا، بينما هو منشغل في عرض خدماته لإخراج أمريكا من مآزقها في أفغانستان شماله وفي العراق جنوبه. وبينما تهدده "إسرائيل"، وتحرّض عليه في المحافل الدولية، لا يزيد على الصراخ إلا مزيدا من الصراخ.
وأما الحراك التركي فهو حراك عرّاب ذي وجهين، فهو يعمل من جهة على الظهور بمظهر المتحدي (إعلاميا) لإسرائيل، مع التغنّي بأمجاد العثمانيين، لخدمة المناسبات الانتخابية لحزب العدالة والتنمية، بينما يحافظ على علاقات متينة مع كيان الاحتلال اليهودي، تترجم بشكل واضح في تعاون عسكري فاضح. ويعمل –في الواقع- على ترويج ثقافة التطبيع بين الاحتلال والأنظمة العربية، بعدما أصبحت ثقافة راسخة لديه، لا تزيلها غضبات أردوغان المفتعلة، ولا إخراج المشاهد الإعلامية التي تخدم مصالح حزبه الانتخابية، ليعود -من بعدها- ويؤكد أن العلاقة مع إسرائيل راسخة ثابتة، وليحقق مصالح أمريكا.
إذاً، فنحن أمام حراك سياسي رسمي متعدد اللغات لكنه مجمع على صفة واحدة وهي الخديعة، واللهث خلف أمريكا التي لم تُجدِ محاولاتها مع "إسرائيل" نفعا حتى اليوم.
وبينما تستمر الوفود واللقاءات والمؤتمرات، لا بد أن يتساءل المرء حول هذا العبث السياسي وذلك التضليل الإعلامي الذي يخضع له أهل فلسطين! وخصوصا أن بعض القيادات تقرّ وتصرّح أن ذاك الحراك هو مجرد "سراب جديد أمام الشعب الفلسطيني". ومن هنا يبرز السؤال المشروع: ما هو الحراك السياسي المطلوب للخروج من حالة الجمود والتقزيم الذي وصلت إليه قضية فلسطين ؟

بعد تنخيل ما تقدم من حراّك رسمي خادع، لا يتبقى على الساحة السياسية مما يمكن أن يخرج عن ذلك السياق، إذا وجد الإخلاص وتوفرت الإرادة، إلا حراك التنظيمات وحراك الأحزاب والتيارات السياسية غير الرسمية في الأمة، وحراك الشعوب الإسلامية. فما هو المطلوب من هذه التصنيفات من الحراك السياسي ؟
لا شك أن المطلوب من حراك الفصائل الفلسطينية أن تتوقف عن حالة الصدام والتصارع الداخلي على سلطة هزيلة، وأن تلتصق بمفهوم التحرير الكامل لكل فلسطين، وأن تدرك أن تحركات الأنظمة العربية والغربية لا يمكن أن تؤدي إلا إلى مزيد من التقزيم لقضية فلسطين، ومن ثم أن تتمايز عنها، وأن تدبر عن كل مفاعيل المبادرات الرسمية لأنها لا يمكن أن تتجاوز سقف ما كان مرفوضا من كل الفصائل الفلسطينية عندما أنشئت.  وبالتالي فيجب أن يتطور خطابها باتجاه الأمة لتحميلها مسؤولية التحرير ومسؤولية التحرّك، وأن تبتعد عن قصور الحكام ومؤتمراتهم لأن كل زيارة لتلك القصور مربوطة بتهاو جديد بالمفاهيم، واقتراب أكبر نحو الحلول الاستسلامية.
أما أحزاب الأمة المخلصة في بلاد المسلمين، فهي تتحمل المسؤولية الكبرى في إيجاد زخم سياسي عام في الأمة يؤدي إلى توسيع الهوة بين الحاكم والمحكوم في بلاد المسلمين، ويؤدي إلى ترسيخ الرأي العام بأن هذه الأنظمة لا تستحق أدنى ثقة من الأمة.
إذاً، مطلوب من كل حزب مخلص أن يعمل سياسيا وفكريا على تركيز حالة المفاصلة بين الأنظمة وشعوبها، حتى تتمكن الأمة من خلع هؤلاء الحكام، وإحداث التغيير الجذري، الذي يغيّر معادلات العلاقة مع كل محتل، من خطاب سياسي استجدائي إلى خطاب استعلائي يتبعه تحريك الجيوش، كخطاب المعتصم: الجواب ما ترى لا ما تسمع.
وبالطبع هذا يتطلب حراكا كفاحيا ضد هذه الأنظمة، لا حراكا تصالحيا معها يردم الهوة معها بدل أن يوسّعها. وهذا يتطلب وجود علماء لا يخشون في الله لومة لائم، لا علماء سلاطين لا يرفعون رؤوسهم أمام الحاكم، إلا لحمده وشكره.
ولا يمكن للأحزاب المخلصة أن تتحرك إلا في الأمة ومعها، من ثم فإن الشعوب هي الحاضنة للحراك السياسي المطلوب الذي تقوم به تلك الأحزاب المخلصة، بل هي الحارس الأمين لمشروع الأمة التغييري، وبدونها لا يمكن أن ينجح أي حراك في الوصول إلى غايته. ومن هنا فلا بد من استثمار حالة الصراع على عقول وقلوب الأمة ما بين حملة مفاهيم التغيير الجذري وحملة مشاريع المهادنة، التي تسعى الدول الغربية إلى دفعها من خلال برامجها السياسية والتنموية.
وخلاصة القول أن كل تلك التصنيفات من ميادين الحراك السياسي الرسمي وأشكالها من مؤتمرات ومبادرات ولقاءات ووفود ما هي إلا عبث سياسي لن يسهم في التقدم بالقضية قيد أنملة.  فالحراك الغربي وما يتبعه من حراك، هو استمرار للمؤامرة التي بدأت بإسقاط الخلافة في استانبول، التي رفضت أن تجعل لليهود موطئ قدم على تراب فلسطين، والحراك "الإسرائيلي" كاذب لكسب الوقت ولمجاراة الضغط الأمريكي، وليس ثمة من حراك إلا ما يجب على الأمة أن تقوم به برجالها وأحزابها المخلصة لتغيير قواعد العمل السياسي وتغيير المنظور السياسي لقضية فلسطين، واستعادة الخطاب الاستعلائي الذي يتبعه تحريك الجيوش، لا تحريك الوفود.