السبت، 30 يناير 2010

المنهزمون .. حتى الثمالة


د . لطفي زغلول

من ديوان
موّال .. في الليل العربي
2003


www.lutfi-zaghlul.com




المهزومون المنهزمون على مرأى كلِ الأممِ
من أعلى الرأس إلى القدمِ
أشهرُ من نارٍ في الظلماءِ على علمِ
لا أقدرُ بعدَ الآنِ ..
على إسكاتِ فمي
ستثورُ كرامةُ أوراقي
ورؤى ساكنةٌ آفاقي
ويطاردُني ويعاندُني
قلمي .. إن خنتُ أنا قلمي


كلماتي من رحمِ الآلامْ
من جرحِ جماهيرِ الشعبِ العربيِّ
الضاربِ أزماناً
تترى في أعماقِ الأيامْ
مطلوبٌ منهُ أن يسترجعَ
عهدَ طواغيتِ الأصنامْ
مطلوبٌ منهُ في السراءِ وفي الضراءِ
وفي كلِّ الأحوالِ
مبايعةُ الحكامْ
مطلوبٌ منهُ قولُ نعم
أو هزُّ الرأسِ بدونِ كلامْ
مطلوبٌ منهُ أن يسترخي
أن يتثاءبَ .. ليلَ نهاراً .. ثمَّ ينامْ
أن يتحاشى جرمَ التفكيرِ
ويطردَ شيطانَ الأحلامْ

أن يؤمنَ أنَّ الحكمَ السائدَ شرعيٌّ
دستوريٌّ ديموقراطي
نمطٌ من أرقى الأنماطِ
ما قامَ وليسَ يقومُ على
دعم العسكر والضباطِ
وبأن العدل يسوس جميع الناس
كما أمر الإسلام


هم مهزومون ومنهزمون ..
هزائمهم في كل مكان
وعليها لا يختلف اثنان
هم ليسوا أكثر من تجار
عبدوا أمريكا والدولار
ذبحوا قربان جلالتها
كبش الحرية والأحرار
ما عاد لهم بين الأمم الاخرى
جاه أو وزن أو سلطان
سكتوا عن حق مشروع
والساكت عن حق شيطان
والعالم يحكمه غيلان
لا يحترم الجبناء ولا الضعفاء
ولا من باعوا أو رهنوا الاوطان
العالم يحترم الانسان
من كان له قلب ولسان
من كان يدافع عن موقفه أيا كان


هم مهزومون ومنهزمون ..
لكلٍ سفر "بطولات "
ولكلٍ ساحة " أمجاد "
كتبوا تاريخا خرجوا فيه
على تاريخ الأجداد
هم في واد
والشعب المحبط في واد
كانوا أسيادا فانقلبوا
طوعا .. لعبيد في أحضان الأسياد
ما عادت للقدس قداسة
والأقصى يحميه الحامي
ما عاد يفجر احساسا
عند الساسة

هذا زمن التطبيع يجيء ..
وقد هدموا حصن اللاءات
زمن الانظمة المهترئات
تتفيأ ظل الاملاءات
صار الوطن العربي به .. دون قياد
يستنسر فيه بغاث الطير ..
غداة غدا في الاصفاد


هم مهزومون ومنهزمون ..
سواء كانوا يعترفون
أو أجلافا لا يعترفون
هم محترفون
"عشرون " ولكن في التخطيط ..
وفي التفريط بامتهم لا يختلفون
فكم اقترفوا في حق الامة آثاما
زرعوا حاضرها بالتدجيل
ومستقبلها أوهاما
تبت أيديهم ..فالام
يبقون على هذا الوطن المتآكل حكاما
فمتى عنه .. ومتى ..
عن هذا الشعب الحر سينصرفون





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق