السبت، 30 يناير 2010

فضائح العملاء في العراق الجديد


**فضائح يكشفها يهودي من أصل عراقي
**إسرائيل اشترت النفائس اليهودية من الجلبي والبيشمركة
**كولونيل أمريكي سرق مصحفاً بخط الإمام علي
**وخمسين ألف مخطوطة نُقلت الى واشنطن
كشف النائب العمالي موردخاي بن بورات، احد المتحدرين من يهود العراق والباحث في مركز ارث يهود بابل الواقع قرب تل ابيب، عن شراء اسرائيل لعدد من المخطوطات الاثرية الثمينة من عناصر الميليشيات التي رافقت القوات الامريكية اثناء غزو العراق عام 2003. وكانت خلايا لأحمد الجلبي والبيشمركة الكردية قد سيطرت على مستودعات الاشياء الثمينة في المخابرات العراقية ومديرية الامن العامة.
وقال موردخاي، حسب صحيفة (هآرتس) الاسرائيلية، ان مسؤولين عراقيين قاموا بإهداء اسرائيل بعضا من تلك النفائس اليهودية. واضاف اننا تمكنا من الحصول على تعليق نادر لسفر ايوب نُشر سنة 1487 وقسم من كتب الانبياء المنشورة في البندقية سنة 1617 من مخازن حصينة لاجهزة الامن العراقية في عهد صدام حسين. واوضح موردخاي انه ليس صعبا الحصول على اي شيء من اللصوص الذين ظهروا في اعقاب احتلال العراق.
وقال مصدر من خبراء الاثار العراقية من داخل بغداد انه حتى الآن يجري البحث عن كنوز آثارية، ويجري تهريبها الى دول العالم، وقال انه علم ان عددا من افراد الاسرة الحاكمة في الامارات حصلوا، عن طريق وسطاء، على بعض من هذه الكنوز العراقية القديمة.
واردف المصدر ان الاسرائيليين يتحركون بجدية في داخل الامارات لتتبع آثار يهودية لم يتمكنوا منها وتسربت الى الخليج. وقال الخبير ان جهاز الاستخبارات الاسرائيلي (الموساد) تمكن من السيطرة على اكبر مكتبة يهودية أثرية في العراق، كانت محفوظة في دائرة المخابرات العراقية السابقة. وذكر ان فريقا متخصصا من الموساد قام بعد ايام من احتلال العراق، بالتعاون مع ضباط من وكالة الاستخبارات الامريكية بالسيطرة على المكتبة اليهودية القديمة في بغداد، التي كانت تخضع لاشراف المخابرات العراقية. وتضم المكتبة تحفا نادرة لا تقدر بثمن من كتب التوراة (والتلمود) و(القبالة) و(الزوهار)، المكتوبة على لفائف البردي وجلد الغزال، ويعود تاريخها الى اكثر من 2500 سنة، وبقيت في العراق منذ السبي البابلي لليهود، اذ قام كتبة يهود في ذلك الوقت بحفظ الكتب اليهودية في العراق.
وقال المصدر ان القوات الامريكية كانت قد اكتشفت الشخص المسؤول عن هذه المكتبة بعد احتلال العراق، وقامت باصطحابه الى موقع المكتبة في قبو في دائرة المخابرات العراقية، حيث تم الغوص في الماء للوصول اليها بعد انفجار انابيب المياه الثقيلة في القبو، وجرى انتشال الكتب من الماء، وكانت بحالة جيدة، ثم تم نقلها بوساطة طائرة في رحلة مباشرة من بغداد الى تل ابيب.
وكان اسامة ناصر النقشبندي، اكبر خبراء المخطوطات العراقية، قد قال ان مسؤولين امريكيين نقلوا الى بلادهم مجموعة من المخطوطات العراقية منها لفائف جلدية لأسفار التوراة بعد احتلال العراق في نيسان/ ابريل 2003، غير مبالين بتحذيرات العراقيين من سعي اسرائيل لحيازتها.
واضاف ان القوات الامريكية عثرت، بعد احتلال بغداد، على كمية من المخطوطات والكتب، منها لفائف جلدية لأسفار التوراة موضوعة داخل اسطوانات خشبية في احد مخازن جهاز المخابرات السابق (فاستولت عليها ووضعتها في شاحنة كبيرة مكيفة).
واكد النقشبندي الذي تولى منصب مدير عام المخطوطات العراقية منذ تأسيسها عام 1988 حتى عام 2002، ان خبراء من دار المخطوطات والمتحف العراقي قدّموا تقريرا الى هيئة الآثار شدد على انها (مواد تراثية يشملها قانون الآثار، ويجب ان تُسلَّم الى هيئة الآثار والتراث)، ولم يبالِ بهم احد.
وقال، في دراسة عنوانها (استهداف المخطوطات في العراق خلال الحرب 1991-2003) ونُشرت الدراسة نؤخراً في العدد الجديد من مجلة (تراثيات) نصف السنوية التي يصدرها مركز تحقيق التراث في دار الكتب والوثائق القومية في القاهرة، ان ممثل وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) الدكتور اسماعيل حجارة، وهو امريكي الجنسية (أُرسل من امريكا للاشراف على هيئة الآثار والتراث كان وراء نقلها الى امريكا، فحاولتُ اقناعه بعدم الموافقة لأن اسرائيل تسعى للاستحواذ على الاسفار اليهودية منذ السبعينيات، وهي باقلام مشاهير الخطاطين اليهود في بغداد، فلم يكترت. ونُقلت هذه المجموعة خلسة الى نيويورك).
واضاف انه بعد مرور شهر على نقل لفائف التوراة الجلدية الى امريكا (طلب مني الكولونيل مكدونس، قائد مفرزة القوات الامريكية التي أُرسلت لحماية المتحف العراقي بعد ان نُهب، الكشف على المخطوطات الموجودة في الملجأ، فطلبتُ منه حضور بعض الفضائيات العربية والاجنبية لتصوير عملية فتح الملجأ والكشف عن صناديق المخطوطات المحفوظة فيه. واطلعوا على الكمية الهائلة من المخطوطات. تم تصوير بعضها للتأكد من انها مخطوطات وليست صواريخ او ما شابه ذلك لحماية الملجأ من التعرض للدمار).
وروى النقشبندي كيف استطاع الاهالي بحسّ فطري واعٍ التصدي لمحاولات الامريكيين شحن المخطوطات بعد ان اوضح لهم انها (تمثل تاريخهم وتراثهم الفكري والحضاري، ومن بينها مصحف كريم نُسبت كتابته للامام علي بن ابي طالب رضي الله عنه، فهاجت الجموع وبدؤوا بالاحتجاج والهتاف).
وقال ان (الكولونيل اصر على نقل هذه المخطوطات التي تبلغ نحو 50 الفا الى مقرهم، وعجز خبراء المخطوطات العراقيون عن منعه، واحضر الامريكيون خمس شاحنات كبيرة وعددا من الدبابات والآليات العسكرية وعشرات الجنود الامريكيين، و تجمع امام الملجأ مئات العراقيين، وابدوا معارضتهم لتسليم المخطوطات الى الامريكان، فعرض الكولونيل مبلغ خمسة دولارات لكل شخص يشارك في نقل صندوق فرفض المواطنون)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق