الأحد، 11 أبريل 2010

اتفاق طائف عراقي


بقلم صادق حسين الركابي

ما تزال معضلة تشكيل الحكومة العراقية المقبلة  قائمة و ذلك على الرغم من اتفاق معظم الكتل الفائزة على أن تكون هذه الحكومة، حكومة وفاق وطني تمثل جميع ألوان الطيف العراقي. لكن الخلاف الرئيس يبقى حول حقيبة رئيس الوزراء القادم. فكل كتلة لها حساباتها الخاصة و هي تخشى من تكرار بعض التجارب التي تعتبرها سيئة. و ما يزيد الطين بلّة دخول دول الجوار الإقليمية على الخط و في مقدمة هذه الدول إيران و السعودية.
فهذه الدول تعتبر العراق عمقا ً استراتيجيا ً لها و تخشى من ازدياد نفوذ الدولة الأخرى على حساب مصالحها في المنطقة.

و يبدو أن قضية الانتخابات العراقية لم تعد شأنا ً عراقيا ً داخليا ً فحسب بل تحولت بصورة لا تقبل الشك إلى شأن إقليمي. فالتصريحات التي تخرج من الجانب الإيراني تارة ً و الجانب السعودي تارة ً أخرى و زيارات معظم القيادات العراقية المشاركة في العملية السياسية لعواصم معظم دول المنطقة تؤكد هذه الحقيقة.
و على الرغم من تأكيد حكومات هذه الدول على وقوفها بمسافة واحدة من جميع الأطراف السياسية في العراق و تأكيدها على استقرار العراق و وحدة أراضيه إلا أن بعض المراقبين يشككون في هذه التصريحات.
فالمخاوف العربية من اتساع النفوذ الإيراني و ما يقابله من تخوف إيراني في اتساع النفوذ الأمريكي ما يزال عائقا ً أساسيا ً فيما يتعلق بتشكيل الحكومة العراقية.

و قد دعى البعض إلى انعقاد طاولة مستديرة يجلس حولها جميع أعضاء الكتل الكبرى الفائزة في الانتخابات للوقوف على أسباب الخلاف و توحيد وجهات النظر للخروج بحل مشترك لهذه الأزمة.
و سواء أعقدت هذه الجلسة أم لم تنعقد فإن البعض يؤكد على أن الحل السياسي لما يمر به عراق اليوم هو في خارج العراق و ليس داخله. و الأولى أن تجلس كل من إيران و السعودية على طاولة واحدة للحوار على غرار ما حدث بين السعودية و سوريا. حيث أدى التقارب السوري السعودي إلى ولادة حكومة السيد سعد الحريري بعد مخاض سياسي عسير.

و من الضروري بمكان وجود إرادة سياسية حقيقية لهذه الدول باستقرار العراق و المساهمة بإيجاد حل لمشاكله لتحقيق مثل هذا التقارب العراقي- العراقي. و قد يتطلب الأمر عقد اتفاق طائف عراقي يكون نواة ً لنوع جديد من العلاقات (العراقية- العراقية) و (العراقية- الإقليمية) و ذلك في إطار الدستور العراقي و بما يتناسب مع وضع العراق الخاص كدولة ما تزال تحت طائلة البند السابع.

إن مساعدة العراق في الخروج من أزماته الداخلية يصب في مصلحة دول العالم عموما ً و دول المنطقة بشكل خاص و العكس صحيح. فتدهور الوضع الأمني في العراق لا يهدد (بلبننة) العراق و حسب كما يقول البعض بل يهدد بزعزعة استقرار المنطقة برمتها. و يبقى الأمل معقودا ً على اعتماد  خيار العراق أولا ً لإنجاح أي حل محتمل و تشكيل حكومة قادرة على قيادة البلاد بثبات و أمان نحو مستقبل أفضل.

اعتصام سائقي الباصات في محطة زاغروس في الاحواز العاصمة


في صباح هذا اليوم الاحد الحادي عشر من ابريل نيسان اجتمع سائقي الباصات في محطة الباصات المعروفة باسم زاغروس في الاحواز العاصمة في اعتصام عام توقف فيه سير حركة الباصات .
جاء على الموقع الالكتروني جرس بان اليوم اجتمع سائقي الباصات في محطة زاغروس في الاحواز العاصمة اعتصاما على عدم استلام رواتبهم منذ شهور رغم قسوة الحياة و الغليان الموجود و يضيف موقع جرس عندما شاهد المسافرين و المارة هولاء السائقين المعتصمين التحقوا بهم و كرروا شعاراتهم المطالبة في دفع اجورهم المتاخرة لحد الان . و كما دائما الحال في هكذا اعتصامات تدخلت القوى الامنية لدولة الاحتلال لتفريق هولاء المعتصمين و ذلك بقوة الضرب و السلاح .
في الاونة الاخيرة كثرت اعتصامات العمال في كل انحاء هذه الجغرافية التي تتسمى ايران و ذلك بسبب الغليان و عدم دفع الرواتب للعمال و التي دائما تتدخل فيها القوى الامنية للنظام الفاشي الفارسي لتعتقل الكثير منهم و تضعهم في سجونها المظلمة لعدم مطالبة العمال الاخرين في حقوقهم .

المركز الاعلامي للثورة الاحوازية
11\04\2010

البعث خرج سالماً غانماً معافى من تحت أعظم وأخطر مقصلة للاجتثاث شهدها تاريخ البشرية


الممثل الرسمي للبعث في العراق:
البعث خرج سالماً غانماً معافى من تحت أعظم وأخطر مقصلة للاجتثاث شهدها تاريخ البشرية
البعث ومقاومته كسر الطوق الذي ضُربَ عليه، ومشروع الغزاة العسكري قد دمِّر بالكامل
قال الممثل الرسمي للبعث في العراق الدكتور خضير ألمرشدي، إن البعث خرج سالماً غانماً معافى من تحت أعظم وأخطر مقصلة للاجتثاث شهدها تاريخ البشرية، خرج منها منتفضاً ثائراً يقود أعظم ثورة وأوسع مقاومة مسلحة قد غيرت مسار التاريخ على الأرض.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها خلال الاحتفال الذي نظمه حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي في بيروت لمناسبة الذكرى السنوية لميلاد البعث وذكرى انطلاق المقاومة العراقية الباسلة في مواجهة العدوان والغزو والاحتلال للعراق، اليوم الأحد 11 نيسان 2010، وحضره عدد من رؤساء وممثلي القوى والأحزاب الوطنية اللبنانية وحشد جماهيري كبير عرب ولبنانيين وعراقيين، وفي مقدمتهم الرفيق المناضل الدكتور عبد المجيد الرافعي نائب الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي وأمين سر قيادة حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي
وأضاف أن مشروع الغزاة العسكري قد دمِّر بالكامل، وهربت جيوش أكثر من ثلاثين دولة بما فيها الامبريالية الأميركية قائدة الغزو، ولم يبق لديها في العراق إلا بعض القطعات المنهارة والمرعوبة من الموت والمصير المحتوم لأفرادها المهانين.. ناقلاً بُشرى الإنجاز الذي حققه البعث ومقاومته من خلال كسر الطوق الذي ضُربَ عليهما.
وكان الرفيق الدكتور خضير ألمرشدي قد نقل في مستهل كلمته تحيات الرفيق المجاهد عزة إبراهيم الدوري، أمين عام حزب البعث العربي الاشتراكي وقائد الجهاد والتحرير والخلاص الوطني، وتمنياته للحضور ومن خلالهم إلى جميع أبناء الأمة العربية والإسلامية، والأحرار في العالم، بموفور الصحة والتوفيق في مسعاهم الداعم والمساند للبعث ولشعب العراق ومقاومته.
وحيا الممثل الرسمي للبعث في العراق في هذه المناسبة، القائد المؤسس المفكر أحمد ميشيل عفلق رحمه الله، وقائده المفكر المجدد المبدع الشهيد صدام حسين رحمه الله، وقائده الشجاع المجاهد عزة إبراهيم الدوري أمين عام البعث وقائد الجهاد والتحرير والخلاص الوطني.
وفيما يأتي نص الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم

الرفيق المناضل نائب الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي وأمين سر قيادة قطر لبنان العربي الاشتراكي الدكتور عبد المجيد الرافعي المحترم
السادة رؤساء وممثلو الأحزاب والقوى الوطنية والشعبية اللبنانية المحترمون
السيدات والسادة الحضور الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحييكم وانقل لكم تحيات وسلام أخيكم الرفيق المجاهد الكبير عزة إبراهيم الدوري أمين عام حزب البعث العربي الاشتراكي وقائد الجهاد والتحرير والخلاص الوطني وتمنياته لحضراتكم ومن خلالكم لجميع أبناء امتنا العربية والإسلامية وجميع الأحرار في العالم بموفور الصحة والتوفيق في مسعاهم الداعم والمساند للبعث ولشعب العراق ومقاومته الوطنية والقومية والإسلامية الباسلة.

تحية للبعث ولبنان... لبنان العروبة والحرية والصمود والمقاومة... ولأنه كذلك فإنه يعشق البعث ويتغنى ويفتخر بانجازاته الأسطورية في مقاومة الاحتلال الأمريكي الصهيوني وحلفاءه في العراق والمنطقة.

فتحية للبعث بذكرى تأسيسه، وتحية وسلام لقائده المؤسس المفكر احمد ميشيل عفلق رحمه الله، وتحية خالصة لقائده المفكر المجدد المبدع الشهيد صدام حسين رحمه الله، وتحية المحبة لقائده الشجاع المجاهد عزة إبراهيم أمين عام البعث وقائد الجهاد والتحرير والخلاص الوطني.

تحية لشهداء البعث والعراق والأمة في جميع أقطارها.
تحية الاعتزاز والفخر والعرفان للمجاهدين والمقاومين من رجال البعث وكافة الرجال الشجعان في فصائل وجبهات المقاومة الباسلة، جميعهم عنوان الشرف والكرامة ورفعة الرأس لكل عراقي شريف وعربي ومسلم وجميع الأحرار في العالم.

أيتها الأخوات... أيها الأخوة الكرام
بودي أن أركز حديثي حول ثلاثة مواضيع مهمة وأساسية:
أولا: لم يبقَ أمام المحتل إلا عمليته السياسية المخابراتية الفاشلة والفاسدة والمنهارة امنيا واقتصاديا واجتماعيا وأخلاقيا بعد فشل المحتل عسكريا وأصبح ضائعا ومهانا ومجندلا بفعل ضربات المقاومة المتصاعدة والمستمرة، حيث إن هذه المقاومة قد أصبحت الحقيقة المشروعة في حياة شعب العراق والمعبرة عن إرادته في التحرير التام والاستقلال الناجز والخلاص النهائي من مخلفات هذا المحتل.
إن المحتلين يبذلون المستحيل مستخدمين كافة أدواتهم وحلفاءهم وعملاءهم ومناوراتهم ويضعون كافة خبراتهم السياسية والمخابراتية وتحالفاتهم الإقليمية وأفعالهم الإجرامية من اجل إنجاحها.

تارة باستخدام القمع والإرهاب والتفجيرات العشوائية لقتل الأبرياء من أبناء العراق، وتارة أخرى بالاجتثاث لكل ماهو وطني وأنساني من أبنائه، وأخرى من خلال وسائل الترغيب والترهيب للبعض من العراقيين وحتى بعض فصائل الجهاد للانخراط في مشروعهم السياسي المشبوه، أو من خلال ترتيبات سياسية مع بعض دول الجوار غير العربية وحتى بعض الأشقاء العرب لوضع سياسة ما يسمى ملء الفراغ بعد هزيمتهم المحققة بعون الله، أو من خلال انتخابات مزيفة بشهادة من اشترك فيها والمراقبين عليها من دول العالم والقائمة على أساس باطل وغير شرعي حتى بنسبة من صوتوا لها من العراقيين والذين خرجوا ليس حبا فيها ولكن لإثبات رفضهم لها ولتداعياتها وأهدافها، حيث اثبت المصوتون انه، لامكان للطائفية وأحزابها ومروجيها وشخوصها في ارض الرافدين، ولا مكان للنفوذ الإيراني ومؤيديه ومحبيه ومريديه، واثبت هذا الشعب العظيم للعالم كله بان فسحة من الحرية إذا ماتوفرت بعد رحيل المحتل وبعيدا عن التدخل الإقليمي المشبوه، وإذا ماتوفرت بيئة نظيفة لممارسة الديمقراطية في ظل دولة المقاومة بعد التحرير، فان العراقيين سيختارون التيار الوطني العروبي الإنساني المؤمن حامل فكر العراقيين وعقيدتهم وأهدافهم التامة في الوحدة والتوحد، والحرية والتحرر، والتقدم والعدالة الاجتماعية.

ثانيا :
إن العراقيين قد اثبتوا لامتهم وللعالم كله ومن خلال مقاومتهم الباسلة واحتضانهم لها ودعمهم لها والتفافهم حولها وإمدادها بالمال والرجال، بان الاحتلال زائل ومهزوم، وان مشروعه منهار وفاشل وفاسد والى زوال، وان من يحكمون بغداد الآن مجموعة من العصابات الطائفية والعنصرية والقتلة والمجرمين، وان كل مايجري في العراق باطل شرعا وقانونا، وما عليهم أي العراقيين إلا التمسك بحقوقهم كاملة غير منقوصة وإجبار دول الاحتلال ومن تحالف معهم أو عاونهم على احتلال العراق على تنفيذها وان جرائم المحتلين لاتسقط بالتقادم مهما طال الزمن، رغم محاولات المحتلين وعملائهم التنصل منها والتهرب من أدائها وتنفيذها من خلال محاولاتهم تلك للقول بان حكومة منتخبة قد تم تشكيلها وهي من يمثل العراق ؟؟؟؟
مما يتطلب من جميع فصائل الجهاد والمقاومة وكل من يرفض الاحتلال الاستجابة لدعوة قائد البعث وجبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني للوحدة أو التوحد لتشكل تلك الدعوة انعطافة تاريخية في مجرى الصراع من اجل إطلاق حركة التحرر الوطنية الشاملة وتنطلق كممثل شرعي ووحيد لشعب العراق.
ويتطلب من أشقائنا العرب قادة وشعوب ومن جميع أحرار العالم للاعتراف بذلك ودعمه، ومقاطعة حكومة الاحتلال وعدم الاعتراف بها وطرد ممثليها في مؤتمرات القمة العربية والمنظمات الإقليمية والدولية الرسمية والشعبية، إنصافا للعراق وشعبه، ووفاءً لدماء وتضحيات أبنائه الذين دافعوا عن جميع أقطار الأمة وعن قيم الإنسانية ومصالح جميع دول العالم المستهدفة من قبل المحتلين بعدوانهم وغزوهم للعراق وقتل شعبه وتهجيره ونهب ثرواته.

ثالثا:
إن الفرز الذي فرضته المقاومة الباسلة وصمود البعث وظهوره بهذا الشموخ والقوة قد أوضح بشكل لا يقبل التأويل أن الجارة إيران بدأت تستحوذ على حصص الآخرين داخل العراق وتتمدد وتتوسع لحساب مشروعها التوسعي بسبب أن الغزاة اندحروا وهزموا شر هزيمة ولم يبق منهم إلا فلول خائفة ومرعوبة من قوات الامبريالية الأميركية قائدة الغزو، وهي قد اعترفت رسميا بفشلها العسكري والاقتصادي والإعلامي والسياسي والاجتماعي، فهي تحاول اليوم أن تستجدي إيران وعملاءها وتقايضهم ببعض مطالب المشروع الأميركي في العراق والمنطقة، ولم يبقَ لنا إلا أنفسنا وبعثنا وشعبنا ومقاومتنا والخيرين من أبناء أمتنا، نضع أمامهم الخطر الداهم المحدق بهم دون استثناء، ولقد اكتفت الامبريالية الأميركية بما حققته من مشروعها الإجرامي بعد الذي حل بها خوفا من الانهيار الشامل، فأوكلت المهمة لتحصل على ما يمكن الحصول عليه إلى عملائها المزدوجين بالدرجة الأولى من الأحزاب الطائفية وبدعم من إيران مادياً ومعنوياً وعسكريا وأمنيا وإعلاميا، تتعاون معهم حفنة عفنة من الجواسيس والعملاء هنا وهناك، والبعث بحلفائه ومقاومته، والمقاومة بكل أشكالها وألوانها، يقف شامخاً يمثل الرقم الصعب والعامل الحاسم في هذا المشهد.

وإن تشبثنا بعد التوكل على الله بإستراتيجية البعث والمقاومة، وبمنهج التحرير والاستقلال، وبالانفتاح الكامل والشامل غير المشروط على كل قوى المقاومة والرفض العسكرية والسياسية، لهو كفيل بإسقاط الحلف الشرير والى الأبد.. وعلى هذا الطريق فقد حقق البعث وفصائل الجهاد والمقاومة جملة من الانجازات نوجزها بما يلي:

الانجاز الأول:
هو أن البعث قد خرج سالماً غانماً معافى من تحت أعظم وأخطر مقصلة للاجتثاث شهدها تاريخ البشرية، خرج منها منتفضاً ثائراً يقود أعظم ثورة وأوسع مقاومة مسلحة في تاريخ البشرية قد غيرت مسار التاريخ على الأرض الذي اختطته الامبريالية الأميركية وقوى الشر والرذيلة في حلفها غير المقدس للهيمنة على الأرض واستغلال واستعباد ما عليها، رغم مشروع الاجتثاث سيء الصيت وما فعله، والذي شكل لنا محطة هامة مليئة بالدروس والعبر والدلالات، وبقدر ما أنها مأساوية ولكنها من جانب آخر تشكل أغلى دواعي فخرنا واعتزازنا وموقعنا كبعثيين في ضمير شعب العراق والشعب العربي وأحرار العالم ، كيف لا يكون ذلك ؟؟؟
عندما يُجتث قوس النصر في بغداد لأنه بعثيٌ.
وأن يُجتث المنصور مؤسس بغداد لأنه بعثيٌ.
وتُجتث رموز ثورة مايس الوطنية الكبرى لأنهم كانوا بعثيين.
ويُجتث المتحف الوطني كنز تراث وتاريخ العراق والأمة لأنه بعثي.
ويجتث نصب ثورة العشرين، ثورة العراق الكبرى في النجف الاشرف لأنه بعثي
وتُجتث وحدة العراق الأزلية لأنها بعثية.
وتُجتث أرض العراق ومياهه وسماءه لأنها بعثية.
ويُجتث دين العراق الحقيقي الرسالي لأنه بعثي.
وتجتث عروبة العراق ووطنيته الحقيقية لأنها بعثية.
ويجتث الشرفاء من أبناء العراق شيوخ القبائل والعشائر والبيوتات العراقية الكريمة لأنها بعثية.
ويجتث رجال العراق من العلماء والمفكرين والكفاءات والضباط لأنهم بعثيون .
ياله من شرف عظيم ومكانة رفيعة ووسام عز وإباء على صدر البعث ومناضليه.
الانجاز الثاني: هو تدمير مشروع الغزاة العسكري بالكامل، فقد هربت جيوش أكثر من ثلاثين دولة بما فيها الامبريالية الأميركية قائدة الغزو، ولم يبق لديها في العراق إلا بعض القطعات المنهارة والمرعوبة من الموت والمصير المحتوم لأفرادها المهانين، وأنتم أعرف بما تتعرض له هذه القوات في اماكن تواجدها من ضرب مبرح على مدار الليل والنهار.
الانجاز الثالث: كسر الطوق الذي ضربه الغزاة على البعث ومقاومته، والحصار المطبق الجائر الذي اشترك في تنفيذه القريب والبعيد، وقد بانت ملامح ذلك الانفتاح والتواصل مع أشقائنا العرب وجميع الأحرار في العالم.
الانجاز الرابع: التحول الجماهيري الشعبي الهائل من حالة اليأس والقنوط والاستسلام والتسليم لمشروع العدو الغازي الامبريالي الصهيوني والتدخل الإيراني، إلى حالة النهوض الوطني القومي الثوري الجهادي خلف راية البعث وثورته وخاصة في الجنوب والفرات الأوسط، و في كربلاء البطولة والفداء ونجف العروبة والإباء.
الانجاز الخامس: إن كل ما كسبه الغزاة وعملاؤهم وكل ما حصلوا عليه من جرف البعث والمقاومة على امتداد السنوات السبع، قد استرجعه البعث ومقاومته الباسلة، حيث إن أعدادا كبيرة من التائبين والعائدين قد تراجعوا عن أخطائهم بل وخطيئتهم في الاصطفاف مع مشروع الاحتلال وذلك بفضل الله وبحكمة القيادة الباسلة وخبرتها وتجربتها العميقة الطويلة، لقد انحاز الكثير من الذين يؤمنون بالمشاركة في العملية السياسية المخابراتية إلى الصف الوطني المقاوم للاحتلال، واختاروا الاصطفاف مع البعث وخلف رايته.
لماذا حصل هذا التحول الهائل أيها الأخوة، وكيف؟
لقد كان أساسه هو ثبات البعث على الأرض شامخاً يتصدى للغزو وعملائه، ثم صواب مواقفه منذ اليوم الأول لانطلاق المقاومة الشعبية وحرب التحرير من جانب، وبفعل ماارتكبه الغزاة وحلفاؤهم من تدمير وجرائم يندى لها جبين الإنسانية بحق شعب العراق من جانب آخر.
الانجاز السادس: لقد استكمل البعث تنظيمه على قواعد وأسس النضال الجماهيري وحرب التحرير الشعبية في زمن قياسي لم يخطر على بال أحد من المعنيين، سواءا على صعيد الحزب وجماهيره، اوخارجه من أصدقاء الحزب وأعدائه، وهو اليوم في قلب هذه الجماهير يمثل الصخرة التي سيتحطم عليها أعداء العراق من الغزاة وحلفائهم وعملائهم.

الانجاز السابع:
هو تحقيق وحدة الجهاد الواسعة والعزيزة وفي كل ميادين الجهاد تحت راية الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية وجبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني، واعلموا أيها الأخوة أن جبهتنا تمثل بعمقها وجماهيرها وبيئتها الثقل الرئيسي من بين قوى الجهاد والمقاومة والرفض والمناهضة والمقاومة للاحتلال ومشروعه البغيض، ولنا اليوم تنسيق رسمي وتواصل لم ينقطع مع إخوتنا الأشداء الأعزاء ممن يحملون السلاح من فصائل المقاومة الباسلة بكافة عناوينها وتوجهاتها ومع كل من يرفض الاحتلال ويقف ضده من أبناء العراق والأمة والإنسانية.. لقد حقق البعث هذا الإنجاز التاريخي الهائل وهو لم يزل تحت طائلة مشروع الاجتثاث والاستئصال البربري، ويستخدم العدو اليوم أقذر وأخبث الوسائل والأساليب لتنفيذه، خاصة في مناطق الجنوب والفرات الأوسط.
الانجاز الثامن: قد أسقط البعث التيار الديني الطائفي والعنصري العميل في العراق وفي الأمة إلى الأبد بأحزابه وشخوصه ومروجيه، وأعاد الروح والفعالية للتيار القومي الإنساني الثوري المؤمن ومشروعه النهضوي التقدمي الحضاري بعد انحسار دام أكثر من أربعين عاماً لحساب هذا التيار المشبوه.
فلننظر أيها الأخوة والرفاق، إلى ما حل بأعداء الأمة من الرعب والهلع لكي تروا موقعنا كمناضلين ومقاومين ومجاهدين من المسيرة، لقد تجاوزوا كل شعاراتهم المظللة التي جاءوا إلينا بها زوراً وبهتانا، لقد كشفت المقاومة زيفهم وتظليلهم، فهم قد داسوا على كل الشعارات والمبادئ التي خدعوا الدنيا بها على امتداد السنين، لقد سمعتم ما قاله عملاءهم الصغار ممن يحكمون باسم المحتل ( اقتلوا البعثيين واسحقوهم، ولا تكتفوا بإجراءات الاجتثاث ثم المساءلة، بل ولا تكتفوا بما يحققه القانون المشبوه الذي سنه سيدهم، اقتلوهم وهجّروهم ) وقد أنذروا فعلاً أكثر من مائة ألف بعثي ومؤيد للبعث في النجف وكربلاء للهجرة أو القتل، وأميركا الامبريالية سفاكة دماء الشعوب التي ظللت العالم وخدعته قروناً بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، تبارك لعملائها هذا المنهج البربري لقتل شعب العراق، بل تعاونهم بكل ما لديها من قوة ومكر وخداع.
تحية إجلال وإكبار لمناضلي البعث ولجماهير البعث ولشعب العراق وعشائر العراق وعلماء العراق ووجهاء العراق وماجدات العراق، الذين وقفوا صفاً واحداً في النجف وكربلاء والناصرية والبصرة أمام الهجمة الشرسة على شعبنا الأبي في نجف الثورات والمكرمات، وفي كربلاء التضحيات والبطولات فأوقفوا هذا الهجوم، يكفيكم فخراً وعزاً ومجداً يا رفاق البعث في العراق وفي جميع أقطار الأمة، يكفيكم فخراً وعزاً ومجداً يا رجال الرسالة الرساليون، يا فرسان المنازلة التاريخية الكبرى وأبطالها، لقد قوضتم أخطر مشروع إجرامي تدميري وضع للأمة والإنسانية مع بداية القرن الحادي والعشرين، فإلى مزيد من الصمود والمطاولة، وإلى مزيد من البطولات والفداء، فإنها رسالتكم الخالدة، وإنه عز ومجد شعبكم وأمتكم، وإنه مستقبل أبنائكم وأجيالكم، لكم يا أبناء البعث ويا أبناء المقاومة ورجالها الأبطال، ولكم يا أبناء القوات المسلحة الباسلة.
وإلى ملتقى النصر المؤزر في بغداد العز والسؤدد في دار السلام والإيمان، ولرسالة أمتنا الخلود.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الممثل الرسمي للبعث في العراق
الدكتور خضير ألمرشدي
الأحد 11 / 4 / 2010

رسالة مفتوحة إلى القائمين على الشأن المحلي بطنجة


رابطة الدفاع عن حقوق المستهلكين
     جهة طنجة تطوان
ص.ب: 2351 المصلى –طنجة
الهاتف: 0670951646
0671862827                                        14 يناير 2010                                          

           رسالة مفتوحة إلى القائمين على الشأن المحلي بطنجة
                                                             بمنسبة حلول ذكرى 11 يناير 1944
           لم يكن المستعمر خلال فترة الحماية بالمغرب مطمئنا لوجوده المؤقت إذ كان مدركا بحكم المنطق التاريخي أنه سيكون في يوم من الأيام مطالبا بالرحيل تحت تأتُير قوة ردود الأفعال المعبرة عن الرفض، ومع ذلك كان يؤسس لوجود فعلي على مستوى إقامة البنيات الأساسية التي تميزت بالإتقان في الهندسة والتصميم المعماري، والإخلاص في إنجاز المباني التي اكتست صبغة من الجمالية المعبرة عن سمو الذوق الفني الحضاري، وبعد في الرؤية واستشراف للمستقبل. وقد نتج عن ذلك وجود آثار هامة لا زالت مستمرة سواء على صعيد تصاميم المدن كالرباط ، والبيضاء وطنجة وتطوان، والعرائش..
     وكان لطنجة النصيب الأوفر من هذه التركة حيث وضع نسيجها المعماري في قالب خاص تمتزج فيه ثقافة الأجناس والثقافات المختلفة التي تعاقبت على الإقامة بهذه المدينة سواء خلال الفترة الدولية أو قبلها، وقد حاولت الإدارة الدولية لطنجة أن تبدع في إعداد نسق عمراني لطنجة كمدينة عالمية تطل على مضيق جبل طارق، فأسهمت العبقرية الفنية لمهنديسها في أنتاج مجموعة من المباني والمعالم الحضارية التي لا زالت تشكل تحفة فنية لا تعوض بثمن بالرغم من الإهمال الذي منيت به وفي مقدمتها مسرح سرفانطيس، وفي هذا السياق لا يمكن نسيان المحطة التي اختارتها طنجة لتباهي بنفسها بين بلدان العالم حينما تقدمت بشكل مغامر كمرشح خال الوفاظ لاحتضان المهرجان الدولي 2012 حيث لم تجد اللجنة المكلفة بتسويق صورة طنجة(المتحركة)غير ذلك الموروث الثقافي والتاريخي المنقول عن فترة الحكم الأجنبي لطنجة، ولذلك غطت المشاهد الخاصة بهذه الفترة ما يناهز 70 % من مساحة الشريط الدعائي الذي تقدمت به طنجة والذي عرض في العديد من المحافل الدولية(بتفاخر)، بل اعتبر العنصر الأهم الذي  يعكس روح الشعار الذي رفعه المنظمون أثناء قيامهم بالحملة من أجل استقطاب التأييد لطنجة التي لم يشفع لها ذلك بسبب انكشاف حقيقة الحلم الزائف الذي انهار أمامقوة الكفة الراجحة بالسيئات المتمثلة في أحزمة الفقر، وسوء التنظيم، وهشاشة البنيات التحتية، واختناق حركة السير، وغيابالمرافق الضرورية، وتدني مستوى الخدمات(كالنظافة)، وهشاشة بنيات الاستقبال. وفي المجمل قصور دورالمسؤولين عن تدبير الشأن المحلي، وسذاجتهم في التعاطي مع الأحداث، وعجزهم الكلي عن تقدير الدور الحقيقي المنوط بهم بكل تواضع ومسؤولية ودون مزايدة أو إفراط في الحلم والمغامرة، والتضحية بالمصلحة العامة من أجد تغذية طموح خادع لا يخدم إلا مصالح الفئات المتربصة التي اعتادت المقامرة بمصالح المواطنين.   
    ومما ميز المنشآت الأجنبية التي لا زال بعضها ماثلا للعيان تتحدى الزمن بصلابة بنياتها ومشهديتها الخلابة،  بدءا من الطرق والقناطر في العالم القروي التي مر على وجودها أزيد من قرن من الزمن، ولا زالت آثار بنيتها الأصلية وأساساتها قائمة تتحدى المنتوج المحلي الجديد من طرق عهد الاستقلال والوطنية، ونفس الأمر ينطبق على المنشآت المقامة بالمراكز القروية التي كانت تجمع وتآلف بين كل المرافق الأساسية من مدارس مزودة بداخليات، ومستشفى، وأسواق منظمة ومجهزة بكل المرافق الضرورية (مجزة، ومحلات البيع، والمخازن، وسوق الماشية،.. )، ومركز فلاحي،  ومركز أمني، ومقرالبلدية، وقنوات المياه، والشبكة الكهربائية، وشبكة الصرف الصحي، والسكن الإداري، وملاعب رياضية، ومناطق خضراء، وتصاميم البناء، وأنموذج للتشجير والبستنة، ومراكز التكوين المهني، وخطوط منتظمة للنقل القروي تغطي كل المناطق بدون استثناء، هذا في مجمعات العالم القروي في مناطق الشمال والجنوب والوسط.  وإلى حد الآن يمكن الوقوف على آثار هذه المباني في كل من ثلاثاء تغرامت، وادلاو، والفندق،  دارالشاوي، إثنين ملوسة، إثنين سيدي اليمني ، دار بنقريش ، زومي .... ) فما بالك إذا انتقلنا إلى الوسط الحضري حيث أن المدن كانت تكتسي طابعا متميزا على كل الأصعدة، ويمكن الاستدلال بحالة مدينة إفران، ووسط العاصمة الرباط ، وتطوان، والعرائش،  وطنجة المثال القريب الذي جمع من المعالم الثقافية والفنية والمعمارية ما لا يمكن حصره.
     وحينما نستعرض الصورة المقابلة ممثلة في المنشآت المحدثة من طرف أبناء الوطن الذين رضعوا ألبان الوطنية بمناسبة مرور قرابة سبعين سنة على توقيع وثيقة المطالبة بالاستقلال، فإننا سنصاب بعمى الألوان،  والإحساس بالألم و المرارة المفرطة، لأن المشاهد القاتمة تعكس وجود اختلال عميق ينم عن أزمة حادة ما زالت تتفاعل عناصرها على كل الأصعدة بسبب اختلاط المفاهيم والتصورات وفقدان زمام التحكم، وعدم الفصل بين ما يتعلق بالمصالح الذاتية الآنية والمصلحة العامة التي يفترض أن تكتسي صبغة القداسة وتحتل الدور المركزي في تحريك الهمم، وتوجيه التصورات وتقويم السلوكات والممارسات لدى كافة أبناء الشعب المغربي. فلا مجال للمساومة على المبدأ والكذب على النفس حينما يتعلق الأمر بتحمل المسؤولية التاريخية من أجل المساهمة في بناء المستقبل وتبرئة الذمة أمام الأحياء والأموات، وكذلك أمام الأجيال اللاحقة التي ستتوجه إلينا باللوم والتقصير في القيام بالواجب الوطني والإنساني.
    ويمكننا أن نستعرض أقرب المشاهد إلى أنظارنا اليوم لنقف أمام المفارقات الصارخة على مستوى إنجاز المشاريع الخاصة بالطرقات والبنايات الإدارية والمرافق العامة والتجهيزات الداخلية، إذ يظل كل من التأخير والغش في الإنجاز ومارطونية الأشغال، هو الطابع العام والعملة المتبادلة بين أصحاب القرار والمسؤولين. بنيات لا تعمر كثيرا، بل تتهاوى أركانها وأساساتها قبل أن تنتهي، وتدخل مكاتب الدراسات على الخط لتقدم إشهادا بعكس الحقيقة لينجوالفاعلون بجرمهم وتموت الحقيقة ما دام الأمر يتعلق بالمرفق العام الذي ليس له رب يحميه.  ولا يحتاج الأمر إلى دليل، بعد النتائج المأساوية التي رافقت التساقطات المطرية الأخيرة التي أبانت عن الوجه الحقيقي للمشاريع المنجزة ومدى الخصاص الحاد الذي تعاني منه المدينة رغم ضخامة الشعارات المرفوعة. فالشوراع في مجملها شبه مدمرة رغم أنه لم يمر على إصلاحها إلا بضعة أشهر،  لكونها لا تستوفي شروط الضمان، وغير خاضعة للمراقبة المسؤولة خلال مراحل الإنجاز، كما أن معظم المشاريع التي تتحرك على أرض الواقع بكل ارتجالية تفتقر إلى المقومات الأساسية المعايير الدقيقة، ولا يتقيد اصحابها بالشروط القانونية والأخلاق المهنية .
   والكل يتذكر أن طنجة حظيت في إطار مخطط  تأهيل المدينة بمشاريع متعددة كلفت غاليا ولم تستوف الشروط التي تتولد عنها راحة الضمير والإحساس بالنزاهة والثقة في المستقبل. مشاريع ضخمة أسندت لمقاولات غير مؤهلة  اعتمادا على دفاتر تحملات فضفاضة، وبعيدا عن آليات المراقبة الحقيقية الملزمة باحترام المعايير في حدها الأدنى، ولهذا كانت النتيجة مأساوية على مستوى الكفاءات المعبر عنها، هشاشة، وفوضى عارمة في الإنجاز، وأشغال مبعثرة وغير مكتملة  تتسم بكثير من العيوب التي تنعدم بسببها شروط السلامة من الأخطار المحدقة بالمواطنين. 
      وإذا اعتمدنا  المشاهدة العينية فيمكن  الانطلاق مما حظيت به المدينة من دعم مرصود لإعادة التأهيل سواء بمناسبة طرح ملف المراهنة على الحلم الضائع(طنجة 2012) أو برامج التأهيل الحضري الممتدة من 2005 إلى حدود 2013 ، حيث خصصت لهذا الجانب اعتمادات ضخمة تتجاوز 300 مليار سنتيم من أجل إعادة تشكلة صورة طنجة، وإنقاذها من المآسي والويلات الناتجة عن سوء التدبير والتقصير في المسؤولية، بل التآمر المستمر على مصالح السكان وأولوياتهم ،إلا أنه بعد الإنجاز الذي هم عشرات المشاريع التي وقع عليها الاختيار من طرف المسؤولين دون تشاور مع الرأي العام، أصبح الكل يتساءل عن الحصيلة الحقيقية لما أنجز وما لم ينجز، وما كان مخططا له،  وكذلك المعايير المعتمدة في تدبير الملف المالي المفتوح لهذه المشاريع  التي لم تراوح مكانها ، والتي اختلط فيها الحابل بالنابل، ولم تعرف الحدود الفاصلة على مستوى المسؤولية والمتابعة والرصد على أرض الواقع، وإن كانت المسؤولية قد جمعت بحظ وافر في سلة  الولاية التي تتحمل المسؤولية بالدرجة الأولى عن جوانب الإخفاق والفشل الذريع التي منيت به كثير من المشاريع ،  وذلك بسبب وجود خلل في التصور وعدم وضوح المنطلقلات، ولا الوجهات الصحيحة في بلورة التصورات والبرامج  التي لا تستند إلى دراسات واقعية ومبدئية. والأكثر من ذلك هو رسوخ عقدة احتكار المعرفة والتعالي عن الرأي العام الذي ما فتئ ينبه ويوجه الرسائل  من أجل الإقلاع عن الأخطاء وتصحيح المسار..

     وقد يحاجج البعض بوجود نقط إيجابية ملموسة فيما أفرزته هذه التجربة، من خلق فضاءات مفتوحة، وكشف الواجهة الشاطيئة، وتحرير مساحات من الملك العام على صعيد بعض الشوارع الرئيسية، وإصلاح بعض الطرقات والأرصفة، وتهيئة العديد من الساحات العمومية والمناطق الخضراء، وكذلك وضع الرطوشات الخاصة بالزخرفة والزينة الغير المنسجمة في كثير من الواجهات، وإزاحة أسوار المقابر ..) ، إلا أن هذه الصورة لا تتعدى أن تكون الشجرة التي تخفي الغابة الكثيفة المثقلة بالاختلالات والتجاوزات، وأوجه التقصير تجاه واجب حفظ المال العام الذي يتعرض لأبشع صورة للتبذير والإفساد الذي لا ينتهي، بسبب عدم وجود أي رادع ؟ والنتيجة هي استمرار مآسي طنجة وتراكمها عبر السنين الطويلة من غير وجود أي حل يتراءى في الأفق يعد بالخروج من الأزمة التي تعيشها المدينة،  مما جعل الكل يلح في السؤال؟، هل الجهات التي أشرفت على تدبير ملف التأهيل قد أصابت الاختيار وحققت الأهداف المحددة ؟ وهل كل ما تقرر في السر والعلن كان لخدمة المدينة وحاضرها ومستقبلها حقا ؟  وهل ما تم إنجازه من مشاريع مرتجلة موزعة هنا وهناك يوازي حجم الإنفاق الضخم الذي استهلكته هذه المشاريع التي ابتدأت ولم تنته بعد لأسباب لا يعلمها إلا الماسكون  بخيوط هذا الملف المثقل  بالغرائب والمحاط بالشبهات من كل الجوانب. ومن الأسئلة المطروحة التي تصب في اتجاه تسليط الضوء على نقط الضعف في هذا الملف:
-          ألم يكن لطنجة من أولويات غير غرس النخيل المكلف (المحكوم بالموت)واقتلاع صفائح الرخام واستبداله بأنواع أخرى أقل منه جودة وجمالية، سرعان ما عرف طريقه إلى التلف والاقتلاع بسبب هشاشته، وسوء إنجاز الأشغال المسندة إلى مقاولات غير مؤهلة ولا مراقبة بشكل قانوني .
-          كيف تم تغييب دورالمجالس والمجتمع المدني والفاعلين في قطاعي المهنسين والفنانين التشكيليين عن المشاركة بالرأي وتقديم العون للمسؤولين في المواكبة والمراقبة والمتابعة.
-          لماذا لم يستكمل مخطط تحرير الملك العام في الطرقات المحتلة إلى نهايته دون وجود تدخل لعامل المحسوبية والزبونية والمجاملات، خاصة وأنه قد تم فرض القرارعلى من يمثل الحلقة الضعيفة في المجتمع، واستثني رؤوس القوم ممن يحظون بحق الحماية والرعاية ؟
-         كيف لم يتم التركيز أساسا على توفير المشاريع التي من شأنها وضع حد للمشاكل التي تعاني منها المدينة (كاختناق حركة السير، وضعف الشبكية الطرقية وشبكة التطهير داخل المدينة، والهيكلة الحقيقية لأحياء السكن العشوائي، وتوفير المساحات المخصصة لإقامة المدارس والمرافق العامة الضرورية في الأحياء التي تفتقر إليها، وتوسيع الحي الجامعي وتجهيزه بالمرافق الضرورية وبمطعم يستجيب لحاجيات كل الطلبة، وخلق دور لإيواء المشردين الذين تعج بهم شوراع المدينة،... فما أكثر المجالات التي يمكن أن تخصص لها تلك الاعتمادات الضائعة التي تبخرت في شكل غبار ومواد متحولة غير قادرة على الصمود وإثبات الذات (مواد البناء ، والأتربة ، والزينة الخادعة، والأصباغ، والأعمدة الحديدية، والورود والزهور،  والنباتات التي لا تتأقلم مع المحيط ، والنافورات،...)؟
-         كيف تم التفريط في الملك الغابوي والشريط الساحلي بعد أن فتحا أمام التعمير بطرق ملتوية لا تخدم مستقبل المنطقة باي حال من الأحوال ، والتضحية بأهم المؤهلات الطبيعية التي تتمتع بها مدينة طنجة لفائدة الاستثمار الجشع الجاهل؟
-         من سيتحمل فاتورة تكلفة الديون المتراكمة على المجالس المنتخبة والتي تقدر بعشرات الملايير(سنت)، منها أزيد من 60 مليار سنتيما من نصيب مجلس المدينة وحده؟
    وفي اعتراف رسمي للسيد والي جهة طنجة تطوان في دورة سابقة للمجلس الإقليمي سنة 2009عرض حصيلة المنجزات المحققة في إطار مخطط تأهيل المدينة التي دعا أعضاء المجلس للافتخار بها بدلا من أن تكون عندهم عقدة الإحساس بالنقص بسبب ردود الأفعال والانتقادات التي يتعرضون لها. وقد أقر بوجود اختلالات وصعوبات في تتبع أشغال المقاولات،  مؤكدا أنه لم يتم تسليم أزيد من 95%  من المشاريع المنجزة بسبب تلك العيوب المسجلة، وذلك بالرغم من الجهود المبذولة  يوميا  للمتباعة والمراقبة في الميدان،  وقد أعتبر أن مستوى المقاولة عندنا  يعتبر معضلة كبرى، ودعا السادة الأعضاء إلى خوض تجربة خاصة عن طريق جلب مقاول أو صانع إلى البيت لإنجاز عمل ما ، مما سيمكنهم من الوقوف على نفس المشاكل.. وفي الواجهة الأخرى تظل تلك المقاولات(كالمعلقة) رغم انتهاء الأشغال والمدة المخصصة للإنجاز، واستيفاء كل الشروط المطلوبة على حد قولها، مما دعا البعض منها للجوء إلى التقاضي  للمطالبة  بتبرئة الذمة، وتصفية الملفات العالقة،  وإلزام السلطات بالتعويض عن خسارتها وعن قيامها بإنجاز أشغال إضافية غير منصوص عليها في دفاتر التحملات.
  ولكنه بالرجوع إلى الواقع الملموس المرتبط بتلك المشاريع فإنه يصعب تحديد الجهة التي تتحمل المسؤولية بدقة ، حيث أن هناك تداخلا في مهام المقاولات التي ينعدم بينها التنسيق، مما يؤدي إلى تكرار الأشغال أو عدم إتمام البعض منها في انتظار تدخل طرف ثاني أوثالث..هذا فضلا عما رافق هذه المشاريع من تداعيات سلبية على السكان الذين تضرروا منها في معظم المواقع داخل المدينة، منها( إغراق قنوات الصرف الصحي، إغلاق المنافذ والممرات، خلق نقط تكون المستنقعات، إحداث حفرغائرة، وأرضيات غير مستوية، سد منافذ الأبواب، وخلق منزلقات ونتوءات على الطرقات، ملء الطرقات والأرصفة بالأتربة ومخلفات الحفر ومواد البناء، وضع أعمدة تصفيفية متآكة وصدئة، عدم إتمام المشاريع الخاصة بتجديد شبكة الإنارة العمومية، طمرعدد من قنوات الصرف الحي والبالوعات، تدمير عدد من الطرقات والأرصفة دون العمل على ترميمها، تغيير معالم بعض المآثر...) وذلك بسب وجود عيوب في الإنجاز أو عدم اكتمال الأشغال، وغياب الجودة والصيانة والمراقبة والحراسة بالنسبة (للحدائق) مما نتج عنه وقوع إتلافات  وسرقات متعددة طالت مواد الرخام والأشجار، والكراسي الخشبية والحنفيات....)
    ليست الغاية من هذا التذكير وربطه بمناسبة 11 يناير هو التشفي من الغير،  ولا تقديس الأجنبي، ولا جلد الذات لدواعي مرضية،  بقد ما هو دعوة إلى مراجعة الذات، والبحث عن مكامن القوة الضعف في شخصيتنا وبنيات مجتمعنا، ومحاسبة النفس بالمنطق والعقل على كل تقصير أو تخاذل، أو ضياع لوقت أو حق من الحقوق المرتبطة بالملك العام والحق العام، وليس من العيب استلهام الدروس والعبر انطلاقا من روح المبادئ التي تأسست عليها عن وثيقة 11 يناير 1944، ولا من الذنب أيضا تعلم الدروس والعبر من الغير واستحضار جوانب القوة الكامنة في شخصه وعطائه، ما دامت الأمة قادرة على النهوض من جديد ومتابعة السير واستكمال البناء والتقدم لفائدة الوطن العزير بالرغم من تحكم عوامل الخذلان ، والإحباط  واليأس والشعور باللاجدوى .   
                                                             المكتب المركزي

أخبار الحريات في تونس


حــرية و إنـصاف
منظمة حقوقية مستقلة
 تونس في 26 ربيع الثاني 1431 الموافق ل 11 أفريل 2010
أخبار الحريات في تونس
1)    اعتقال الشاب محمد الهادي الكلاعي بنابل:
تدخل خمسة من أعوان الشرطة قدموا على متن سيارة نذكر منهم عادل المناعي رئيس مركز دار شعبان الفهري وشكري بن سعيد (يعمل بنفس المركز) على الساعة 7 من مساء اليوم الاحد11 أفريل على إثر مشادة كلامية بين الشاب محمد الهادي الكلاعي الذي يعمل في تجارة الزهر وحارس سوق الجملة بنابل، ومباشرة قاموا بتقييد يدي محمد إلى الخلف وانهالوا عليه ركلا ولكما على مرأى ومسمع عدد كبير من المواطنين ومن التجار ثم اقتادوه إلى مركز دار شعبان ولم يطلق سراحه بعد.
2)    حتى لا يبقى سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو عيدا آخر وراء القضبان:
لا يزال سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو وراء قضبان سجن الناظور يتعرض لأطول مظلمة في تاريخ تونس، في ظل صمت رهيب من كل الجمعيات والمنظمات الحقوقية، ولا تزال كل الأصوات الحرة التي أطلقت صيحة فزع مطالبة بالإفراج عنه تنتظر صدى صوتها، لكن واقع السجن ينبئ بغير ما يتمنى كل الأحرار، إذ تتواصل معاناة سجين العشريتين في ظل التردي الكبير لوضعه الصحي والمعاملة السيئة التي يلقاها من قبل إدارة السجن المذكور.
عن المكتب التنفيذي للمنظمة
الرئيس
الأستاذ محمد النوري


حذار . . . حذار من القبلیة الجدیدة


 أبو أيمن الأحوازي ـ الأحواز المحتلة
ان الفتن والمکائد الرجعیه بواسطه سلطات الاحتلال الفارسی البغیض طیله 85 عاما لن تنتهی أبداً، فتاره تتلبس بلباس المذهب، وأخرى عبر مخاتلات سياسية أو دولية أو غيرهما،وكلها تستهدف إحداث فتنة طائفية بین أبناء الشعب العربی الأحوازي الواحد ،ولكن يظل الهدف من كل ذلك هو دوام التفريس والإحتلال .
 اما العودة للشكل القديم المتبع في نثر التضليل ونشر الخلاف بين ابناء شعبنا فيتخذ محتواً جديداً لهذا الشكل القديم، والمتمثل باشاعة خلافات قبلية عن طريق التنابذ والتفاخر والتنابز بالألقاب والأحداث من أجل العودة القهقهرة بالمواطن العربي الى العادات القبلية البالية والبغيضة وبکل اشکالها المتخلفه من موروث سلبي شهده المجتمع العربي الأحوازي في فترة ما، لاسيما وأن الفرس المحتلون والمتحكمون برقاب العباد وأوضاع البلاد قد لاحظوا عبر اجهزتهم الأمنية وعملائهم من مرتزقة السياسة السائرين في خدمة الدول الأجنبية، أن شعبنا قد توحد في طريقة تعامله مع المحتلين من حيث وحدته المجتمعية ورؤيته السياسية وبروز ظاهرة الشباب المقاوم والمناويء له في العمل السياسي الوطني الأحوازي .

وكان البدء في هذا الخط الفارسي الصفوي الجديد هو صنع ومحاولة اضفاء سمات القيادة والتأثير لدى بعض المتحدرين من ابناء رؤساء القبائل السابقين مدغدغين طموحاتهم بزعامة فارغة مضى زمانها من فترة، وأن المظاهر التي تختار الدواوين والمضايف هي مقطوعة الصلة عن الأوضاع الإجتماعية والإقتصادية التي افرزتها سابقاً، هذا إن لم نقل أنها أتت في سياق السطو الثقافي على كل شيء، ابتداءً بالدين الإسلامي وانتهاءا بالطائفة ومروراً بالقبيلة،ولا يختلف هذا السطو عن السرقة الثقافية التي برز الفرس في ميدانها،فلجأوا الى إعطاء أموال وأوسمة ونیاشین وأسلحة نارية من أجل النفخ في ذواتهم وصولا الى جعلهم عملاء من نوع جديد مكلف بمهمات هي قديمة وتصب في صالح الرؤية الفارسية التي يتقدمها الغدر برقاب ابناء جلدتهم من أجل ازاحة المؤثرين في المجتمع عن اي فعل وطني وقومي يهدف الإرتقاء بالقضية الأحوازية نحو تعاطيها الواضح مع الأعداء والمحايدين على حد سواء .

إن الترویج لبعض المفاصل التاريخية التي شهدت أحداثاً محزنة بغية نشر التضليل في صفوف المجتمع عبر التركيز على تلك المفاصل والتطبيل العالي الصراخ لنبش الخلافات القبلیة ما بین هذا التكوين الإجتماعي الأصيل، وبين ذلك التكوين الذي هو افرازٌ لتاريخ مديد من التطور الشعبي العربي الذي يفقتده الفرس ممن يجعلون اللقب والإنتماء للمدينة هو الأساس في تقويمهم لشأن الأفراد .

ويبرز من بين الأساليب التجسسية الطلب بتقديم إحصائيات عن كل من يمت اليهم بصلة القرابة أو النصرة وتلك الإحصائية ينبغي ان تكون دقیقة ومثبتة عن عدد الرجال المستعدين لتنفيذ أوامرهم دون أن يدرك هؤلاء (الشيوخ) المنتقون على قد المصالح الفارسية أنهم يقدمون خدمة للأجهزة الأمنية ستنعكس عليهم سلباً مثلما ستنعكس سلباً على جميع أنصارهم، بدلالة الغدر الفارسي المتأصل والذي طالما تكرر في مراحل تاريخية سابقة.

إن الإستفسارات الفارسية عن شكل التقسيمات القبلیة تأتي في سياق الممارسات التی تحاول زرع الخلاف والشقاق بين أبناء القبيلة الواحدة، إذ لماذا يجري التركيز على الأسماء التي لم تحضَ بالإجماع عند العشائر؟ لأنها لا تمتلك خصائص العزة والكرامة والشجاعة العربية. لقد مورست طیلة ثمانیة عقود ونيف ذات الأساليب علی شعبنا العربی الأحوازي، كون القبلیة ـ مع ملاحظة أن القبلية غير القبيلة والسياسة العشائرية غير العشيرة مثلما أن الطائفية غير الطائفة ـ بمفهومها القدیم باتت مکشوفة الأمراض والآثار السلبية على ابناء شعبنا العربي الأحوازي، إذ أصبح الشعب یدرك طبيعة نشاط هذا الخط الفارسي الذي ينبع عن صنع المخابرات الفارسية (الساواما) وهو تراث لديهم مديد يلجؤون له متى ما توطدت وحدة شعبنا الكفاحية من أجل تحريك مظاهر التفتيت والفتنة في المجتمع، وما أن يصبح مفعول تلك السیاسات القبيحة واللئيمة فإنه سيكون ضررها أكثر من الطرق المباشرة في بذر الخلافات .

إن الركيزة السياسية الاساسية والمخاتلة التي تعتمد عليها سلطة الإحتلال المجرمة في كيفية تعاملها مع هؤلاء (المشايخ) أصبح مغايراً لما كان سائداً مع الشيوخ التقليديين السابقين من کبار السن الذين كانت تنقصهم عوامل الوعي بمخططات الفرس لأسباب لا يمكن التطرق اليها في هذه العجالة، إذ أن بعض الشیوخ التقلیدیين القدماء قد لعبوا أدواراً وطنية لا غبار على جذريتها رغم عدم نجاح تلك الإنتفاضات والتحركات التي قادوها لأسباب تتعلق بالوعي الفكري والسياسي حول مفاهيم التغيير والتحرر من سلطة الإحتلال الأجنبي،أما هؤلاء من أعوان الفرس الذين جرى تحزيبهم بذريعة كونهم (شيوخ جُدد)،فهم غرباء عن تلك المسارات التاريخية الوطنية، وقليلي التجربة