الأحد، 11 أبريل 2010

ماذا حققت "الانوار" في عام؟


بقلم:عادل الجوجري- رئيس التحرير
في 15آزار "مارس"2009 انطلقت "الانوار كمنبراعلامي ناصري بترخيص من المجلس الاعلى للصحافة عن حزب الوفاق، والانوار منذ انطلقت حددت لها هدفا جوهريا لا يلغي وجود اهداف اخرى ،فقد سعت لأن تشعل شمعة تنوير وسط ظلامية النظام ، واحتكار حزبه ولجنة سياساته لساحة الاعلام والاعلان،
وقد وقف معنا عدد من اجمل الاصدقاء داخل مصر قبل ان ننطلق خارجها، كان معنا القيادي الناصري مجدي المعصراوي، والقيادي اليمني علي السقاف، آخرون آثروا الوقوف خلف التجربة وهم يدركون كافة الصعوبات والعقبات التي تقف خلف صحيفة حزبية او مستقلة لها موقف معارض من النظام.
والمهم ان "الانوار" صدرت يوم الاحد 15مارس وتم توزيع العدد الاول وسط مصاعب بالجملة مع مؤسسة الاهرام التي لم تبد أي تعاطف مع الوليد الاعلامي الجديد،بل استخدم موظفوها كل خبرتهم لمنع انتشار "الانوار" التي رغم الحصار استطاعت ان تشق طريقها من اسوان في اقصى الجنوب الى الساحل الشمالي، وان ترسم لنفسها طريقا مهنيا من حيث الرسالة الاعلامية او الخبرات المكتسبة والتي ستكون عونا لأي مناضل ناصري يريد ان يستفيد منها اذا اراد التوزيع محليا وعربيا.
الاحتفال الاول
ووسط نحو مائة من الناصريين واعضاء حركة كفاية والاعلاميين المستقلين احتفلت"الانوار" بالعدد الاول والواعد والقيت كلمات من اصدقاء اعزاء وكان هناك حضور كريم لأخوة ورفاق طريق منهم امين اسكندر وعزازي علي عزازي وعبد الحليم قنديل والمهندس يحيي حسين والدكتور يحيي القزاز فضلا عن قيادات عربية منهم يوسف ابو سته من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين،والدكتور عبد الستار الجميلي من التنظيم الطليعي الاشتراكي من العراق وعلى السقاف المعارض اليمني،وشارك في تنظيم الحفل رجلان هما عبد النبي طحيوة الصحفي المعروف بجريدة "المسائية" واحمد صدقي المدير الاداري لصحيفة"الانوار"، واللافت هو أن أحزاب المعارضة وصحفها شاركت في الاحتفال بالعدد الاول سواء بالحضور او البرقيات وقد انهالت علينا من الداخل والخارج ونشرناها في حينه.
المهم ان "الانوار" بدت كصوت وطني وقومي مختلف سواء في نوعية الموضوعات او المقالات التحليلية ،فقد عادت العروبة لتحتل الصفحة الاولى سواء في عناوين الغلاف او الاخبار القصيرة من بعد طول غياب عن صحافة مصر الغارقة المغرقة في المحلية عن عمد، وقد اختلف معنا زملاء واقارب ظنوا ان الصبغة القومية للصحيفة سوف تحرمها من الاعلانات والدعم الحكومي لكننا اكتشفنا ان الجهات الحكومية كانت حريصة على ان تمنحنا بعض الدعم لكي نواصل خطنا العروبي، ونتذكر انه عندما طفح اناء الشوفينية الجديدة في مصر بعد مبارة مصر والجزائر في الخرطوم وقد تولت "الانوار" قيادة مؤتمر صحفي جرى في فيلا المخرج الكبير علي بدرخان وبترتيب من المخرج عادل عوض وهو احد المشاركين بالروح والقلب والمال في "الانوار"، وتم اذاعة المؤتمر الصحفي وكلمة رئيس التحرير التي حددت العدو في الكيان الصهيوني والاستبداد والفرعونية في 3 محطات فضائية،واتصل بنا مسؤول رفيع المستوى في وزارة الثقافة يشد على ايادينا ويقول "أنا معكم" وطلب أن لانصرح بذلك حتى لايتعرض لمضايقات.
وفي المقابل فإن موقفنا النقدي من نظام مبارك حرمنا من اعلانات بالجملة من جهات حكومية نافذة رفضت ان تمنحنا ماتعطيه للصحف الاخرى ،وقيل لنا بالحرف الواحد"خفضوا نبرتكم نتوسع معكم" قلنا لهم"لن يحدث ذلك والرزق عند الله"
كانت سياسة قطع الاعلانات هي احدى ادوات السلطة لحرمان وسائل الاعلام المعارضة من مصادر التمويل ومعروف ان الاعلان هو شريان حياة لكل مطبوعة او وسيلة اعلامية ،لكنني اشهد أن علاقاتنا القديمة مع رجالات في السلطة او احترام البعض لرسالتنا القومية العربية وفر لنا بعض مصادر الاعلان خلال العام الاول.
ماذا حققنا فكريا؟
لقد وقف معنا بعض كبار الكتاب لابد ان نشير لهم بأصابع من نور،لم يبخل المفكر العربي السوري فائز البرازي بأوراقه ومقالاته ودراساته بل منحنا كل الحرية في ان ننشر مايتاح،وظل معنا يتابعنا اولا بأول ،وكانت انفاسه تعبر البحر الاحمر لتصل الينا دافئة بالفكر الناصري المتالق ومقالاته الملتهبة لاسيما عندما قدم نقدا علميلا لطروحات الدكتور يحيي الجمل نشرناه تحت عنوان"يحيي الجمل يناقض يحيي الجمل" فأثارت ماأثارت وساهمت في اثراء الجدل حول مانطرح .
لقد شارك معنا منذ الاعداد الاولى اقلام لها كل الامتنان
د.عاصم الدسوقي المؤرخ الناصري وأستاذ التاريخ واحد الهامات العالية في علم التاريخ والذي لم يتقاضى مليما واحدا رغم أن مقالته كان الاولى في الوصول البين والاكثر دقة والتزاما بشكل ينبغى أن تتعلم منه الاجيال.
الدكتور عبد الله الاشعل مساعد وزير الخارجية الاسبق،والمفكر القومي والفقيه في القانون الدولي الي لم يتخلف لحظة عن الكتابة او المشاركة في ندواتنا بنفس حماسة د.عاصم الدسوقي وايضا لم يتقاض مليما بل عرض غير مرة أن يساعد فشكرنا.
ومن فلسطين تلقينا مقالات وتحليلات المفكر التقدمي العروبي عبد الطيف مهنا رئيس تحرير مجلة"فتح" والشاعر والفنان التشكيلي الذي لاننسى أنه سعى مع اصدقائه الى جذب مقالاتهم الى"الانوار" وتطوع من مقره في دمشق بروح العاشق والصديق لكي يوصل لنا هذه المقالات،ومن اليمن جاء د.عبد الله الشعيبي ومعه مفاتيح القضية اليمنية وشارك معه في القاء الضوء مفكر تقدمي بارز هو صالح شائف عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي الذي نقل للقراء تحليلاته للواقع العربي، ومن العراق شارك عبد الستار الجميلي رئيس التنظيم الطليعي الناصري ثم انضمت الينا الاديبة كلشان البياتي التي قدمت لنا من الميدان تقاريرا مهمة عن الواقع الاجتماعي في عراق مابعد الغزو الانجلو اميركي.،وكان معنا منذ البداية الشاعر يوسف المنيلاوي الذي اضاف الينا روحا من النقد اللاذع للاوضاع ،ويضيق المقام لذكر اصحاب المقالات الرفيعة التي تشرفنا بنشرها سواء للدكتور كاظم الموسوي المفكر التقدمي العراقي من لندن اوالمفكر محمد عصمت سيف الدولة من القطر المصري ، الذي اعاد الينا وهج ابيه المفكر والمعلم الدكتور عصمت سيف الدولة.ولاننسى أبدا مقالات الدكتور رفعت الجرودي"رحمه الله" رئيس حزب الوفاق القومي الذي تلقى رسائل عديدة من قراء عرب تولينا تحويلها اليه فكانت له بلسما قبل ان يغادر الى ربه.
إن مايجمع هذه المقالات هو الخط الفكري الذي سعت "الانوار" الى تكريسه:الفكر القومي العربي الناصري في انصع صوره،أي صورة الفكر الديناميكي المتفاعل مع الواقع المشتبك مع التاريخ وهنا نتذكر أمرين:أولا:ان المقالات التي كتبها جبرتي العصر د.عاصم الدسوقي هي سلسلة من الافكار والوقائع ردا على الافتاءات التي اثارها منتقدو الناصرية سواء من أقصى اليمين"الاخوان" أو من اقصى اليسار" الماركسيون" وقد ساهمت في ايضاح الصورة امام الاجيال الجديدة، اما الامر الثاني فهو الحوار الذي اجراه زميلنا فريد الجبالي القيادي في الاسكندرية مع الفريق سعد الدين الشاذلي وفيه كشف بعض الجوانب الخفية في صراعه مع السادات والمشير احمد اسماعيل وقال انه خلاف قديم يعود الى الستينات عندما دار خلاف بينهما في الكونغو،غير ان دور"الانوار" في كشف الحقيقة للاجيال ومن موقع قومي وعروبي تجلى في الحلقات التي كتبها الدكتور صفوت حاتم عن اسرار نكسة67 ونحسب انها اول رؤية ناصرية علمية هادئة لتحليل ماجرى من خلال قراءة الوثائق العربية والصهيونية ودراسة مقارنة للوثائق وفيها اوضح اهم بعد في هذه الحرب وهو المقاومة التي نفذتها وحدات من الجيش المصري في قلب سيناء واوقعت في جيش العدو خسائر بالغة.
12ندوة فكرية
لقد تولى المفكر الناصري المعروف فاروق العشري ادارة الندوات الفكرية في "الانوار" ونجح في تنظيم 12ندوة تنوعت بين قضايا الفكر السياسي والعلاقات الدولية والقضايا الاقتصادية وقضايا العمال والخصخصة ،وصولا الى القضايا المصرية ومن بينها "كوتة المرأة في البرلمان" وتمكن من جذب مالايقل عن 70مفكرا وسياسيا شرفونا في مقر الصحيفة كمحاضرين أو مناقشين أو كضيوف كرام،ومن كل التيارات السياسية.
وعقدت "الانوار" اربع ندوات عامة في نقابة الصحفيين لمناسبة عيد الثورة و28سبتمبر ثم عيد الوحدة،وشاركت في ندوات مركز يافا للدراسات بقيادة الدكتور رفعت سيد احمد كطرف رئيس ومشارك،كما قامت بتغطية عشرات الفعاليات الفكرية والناصرية ليس داخل مصر وحدها وإنما في عموم الوطن واجرت حوارات فكرية معمقة مع رموز فكرية من القطر اليمني محمد الرداعي" وكذلك لقاء مع عبد الرحمن الجفري رئيس حزب"راي" ومن القطر المصري يحيي الجمل ومن فلسطين د.عزمي بشاره ومن لبنان معن بشور ومن المغرب خالد سفياني ومن اقطار واتجاهات عربية اخرى.
الاشتباكات الاخبارية
رغم ان "الانوار" صحيفة اسبوعية الا انها سعت بوجه خاص الى الاهتمام بالاخبار التي ترتبط بالتيار القومي وفعالياته،كما اهتمت بالاخبار الى لاتستطيع الصحف الاخرى غير الممنهجة من الوصول اليها وقد كلفنا ذلك متاعب بالجملة ،وتدخل وسطاء لانهاء خلاف مع بعض القساوسة في الاسكندرية اتهموا "الانوار" بالاساءة الى قداسة البابا شنودة الثالث بطريرك الاقباط ،وانتهت الازمة بمصالحة ،كما تعرضت "الانوار" لخطر دخول المحكمة بسبب نشر قضية فساد في احدى المحافظات الصعيدية ،ومرة أخرى تدخل وسطاء لانقاذنا من دفع تعويض لانقدر عليه، وتابعت" الانوار" عبر الزميلة ندى القصاص كل ماكان يدور في معبر رفح والتقت رموزا من الوفود الاجنبية التي جاءت لكسر الحصار على الشعب الفلسطيني واجرت حوار مع القيادي في حركة الجهاد محمد الهندي ،واخترقنا الجدار الفولاذي الفضيحة ونشرنا ماتحت ايدينا من صور ولم نخضع لأي محاولة من هذه الجهة او تلك للمساومة ،لكن المهم أن "الانوار" وهي صحيفة قومية استطاعت ان تخترق الاسوار المحلية ،وأن تصل الى شباب 6ابريل وان يتحلق حولها هؤلاء الشباب الذين رفعوا الصحيفة بعناوينها الثورية في تظاهراتهم،وعادت"الانوار" لترفع في انتخابات نقابة الصحفيين حيث وقفت بقوة مع المرشح الناصري د.ضياء رشوان الذي نافس بقوة المرشح الحكومي مكرم محمد احمد وتمكن من خوض انتخابات الاعادة،وسط رشاوى حكومية هائلة قدمت لمرشحها.
لقد حققت "الانوار" نجاحات هامة في عدد من المحافظات بفضل ماتيسر من مراسلين مهنيين متحمسين ،ففي محافظة مثل كفر الشيخ اصبحت الصحيفة الاولى التي يحرص المرشحون من كل التيارات بمافي ذلك الحزب الوطنى على نشر اخبارهم وبرامجهم،وذلك بفضل الزميلة نجلاء السعيد ،وهي صحفية نشيطة وكتلة من التألق ،وحققت الصحيفة خبطات صحفية في مجال الاخبار جعلتها تتصدر واجهة محطات فضائية عديدة،فقد كانت "الانوار" هي أول صحيفة مصرية عربية تنشر وقائع فساد وزيرن سابقين هما عاطف عبيد ومحمد ابراهيم سليمان وطالب رئيس التحرير بمحاكمتهما في ملفات فساد قام بنشرها ثم تولت فيما بعد النيابة العامة التحقيق مع سليمان وفي الطريق محاكمة لعاطف عبيدو، كانت محافظة الاسكندرية اهم مرتكزات "الانوار" بجهود الجبالي وهو قيادي ناصري عميق ومعه هشام عياد الاعلامي ورئيس تحرير صحيفة"السياسة الدولية" وبرز في المحافظات وائل طحيوة الصحفي الواعد وصديقه عماد هندي وغطيا اخبار الشرقية،وسيد فتحي وحسن الجندي في الاسماعيلية واضاف اليهما محمد المسلمي قلما شجاعا لايهادن في الحق، اما خرج مصر فكان ابراهيم شومان شعلة نشاط في الكويت وقد غطى النشاطات السياسية والتقى عمرو موسى وامراء الكويت وناقش ونقد بكل شجاعة مايجري في منطقته،وكان اهتمام "الانوار"باليمن من علاماتها وواكبنا الحراك الجنوبي حتى ظن البعض اننا صحيفة يمنية وتابعنا حرب صعدة،ويضيق المقام لسرد ماانجزناه في عام ولارصد الاهداف التي لم نفلح في تحقيقها لكننا سنبل قصاري جهدنا من اجل انجازها في العام الجديد بفضل تعاونكم معنا.
وفي الجوانب المتنوعة بذل زميلنا علاء حمام مجهودا طيبا لادخال "الانوار" اندية مصر الكبرى الاهلي والزمالك والاسماعيلي كما اهتم بأندية الاقاليم وزعيمها الاسماعيلي، لقد كانت "الانوار " أول صحيفة عربية تتناول النشاط الذي يقوم به عدد من المفكرين الاسلاميين لاقامة اسبوع القرآن الكريم ،وتناولت قناة"الرافدين" صور مانشرته "الانوار" من مقالات كتبها الاعلامي السعودي محمد دمياطي في هذا الشأن،وظلت "الانوار" حاضرة في تليفزيون مصر "قناة النيل للاخبار" والمحطات الفضائية الاخرى من "الرافدين "الى"المستقلة مرورا بعشرات المحطات التي استضافت رئيس التحير وقيادات اخرى في الصحيفة للتعليق على احداث الساعة، أكثر من ذلك تابعت" الانوار "مايجري في داخل حركة"كفاية" وكل حركات التغيير الاخرى ومنظمات المجتمع المدني من خلال الزميلة سهام شوادة التي تابعت الانتفاضات والاعتصامات العمالية والنقابية وجعلت الانوار حاضرة، في معظم الفعاليات، لقد غضب منا البعض بسبب صراحتنا وتمت مصالحتهم حرصا على الود الذي بيننا،وبطبيعة الحال فإن العمل الصحفي الاسبوعي له متطلبات عديدة،وبقدر ماحققنا من نجاحات واجهنا متاعب عديدة اثرت على ماخططنا له.
كتاب وصحفيون جدد
إن أهم مافي تجربة "الانوار" في عامها الاول هو انها قدمت اقلاما شابة واخرى متميزة في مجال الابداع او العمل الصحفي، فالشباب الذين ينفذون الانوار او يحررون معظمها لاسيما في الاخبار والتحقيقات هم ابناء "الانوار" فيها تعلموا وعملوا واخلصوا واكتسبوا خبرة،ففي الاقتصاد قدمت الصحفية الشابة شيماء موسى التي صارت اسما مهما في عالم الصحافة الاقتصادية،ومعها تامر الدسوقي ككاتب وناقد ادبي وفي الاخراج الفني شريف سعد الدين سكرتير التحرير،ومعه الخبير المخضرم ابراهيم هارون، وفي التحقيقات احمد فاروق، وفي الادارة احمد صدقي وجميعهم من خريجي"الانوار" اما الكتاب الجدد او القدامي الذين اعيد تقديمهم فيبرز اسم حسن حسين مساعد رئيس التحرير وهو من قيادات التيار الناصري واحد مؤسسي حركة كفاية ويتسم بعقلية تنظيمية جبارة، وتم توظيفها في اطار العمل المهني ،واكتشفنا الدكتورة فاتن توفيق وهي طبيبة معروفة واستاذة ومديرة لمستشفى مصر للطيران ، وقدمت -ولاتزال- صفحة الصحة والجمال لكنها مع ذلك اديبة ناصرية وثورية لها مواقف راديكالية بدت واضحة من خلال عمودها"خلجات طبيبة" وفيه العمق الاجتماعي المستمد من الناصرية كنظرية للتغيير الثوري، والتحقت بنا الدكتورةكريمة الحفناوي الصديقة الغالية والكاتبة الثورية المرموقة والحاضرة في كل الفعاليات الوطنية، وكان معنا منذ البداية الكاتب محسن حسين وهو ناصري مخضرم ،له اسهاماته في تأسيس اكثر من حزب ناصري ،وانضم لنا الكاتب الناصري صبري غنيم وهو مؤلف عددا من الكتب الناصرية احدثها عن "جمال عبد الناصر سيرة بطل وقصة أمة" الصادر عن دار الحضارة العربية،ثم الكاتب والمؤرخ الناصري عبد الفتاح مرسي بسلسة مقالاته "روح الورد" والكاتب الناصري ابراهيم الدسوقي مدير التحرير في وكالة انباء الشرق الاوسط بروحه النقدية اللاذعة ومواقفه الشجاعة ، وكلها اقلام متميزة مثلت اضافة مهمة لطبخة"الانوار" الصحفية.
الموقع الاليكتروني
لقد ارتبطت "الانوار" منذ صدورها بنوعين من الصحافة هما الطبعة الورقية والطبعة الاليكترونية،وقد تبرع لنا الاخ جمال الصباغ بفتح الموقع الاليكتروني الذي اداره الاخ محمد الشرقاوي ،وقد نجحنا في ابراز مالدينا من مواد في كل عدد ، لكن الموقع واجه مشكلات عديدة بسبب بطء عملية تحديث المواد بسبب خلل في توصيل المواد الى المشرف على الموقع ،لتعدد اماكن الارسال بين موقع الاخراج الصحفي ومكان تنزيل المواد في الموقع، ومع قلة عدد الموظفين الاداريين تكررت الصعوبات ،كما لم ينجح الموقع في ادارة جدل حول القضايا المطروحة فيه ،ومع ذلك فالشكر موصول الى الصباغ والشرقاوي ونعد بأن نقدم موقع " الانوار "في حلة جديدة مع تدشين العام الثاني.
الصعوبات والاخفاقات
بكل شفافية نقول أن أكبر تحد واجهنا كان من داخلنا وليس من خارجنا،فقد واجهنا صعوبات جمة في التعامل مع بعض المشاركين الشركة التي تولت ادارة صحيفة"الانوار" وللأسف فقد تصور البعض أنه لمجرد أن شارك بمبلغ من المال كبر او صغر انه صار يستطيع أن يفرض كلمته على الجميع،حتى وان كانت كلمته تؤذي الشركاء وتضر بالرسالة،ونعترف أن هؤلاء نجحوا في جرنا الى معارك صغيرة وجانبية ليس لها اي معنى،ولكنها استنزفت منا طاقة وجهدا على حساب عملنا الصحفي ،والغريب ان هؤلاء تركوا الشركة برمتها فيما بعد وحصلوا على حقوقهم كاملة ولو كانوا فعلوا ذلك منذ البداية لاراحوا واستراحوا.
ولن نزيد أو نتهم أحدا بأن له غرض أو كان ينفذ غرض الآخرين،فقد انتهى الامر بطريقة ودية وقد حرصنا على الروح الاخوية حتى خط النهاية،وقد خرجوا وبقت "الانوار " ومعها "الحوار" بل وفي الطريق مشروعات اعلامية ناصرية سوف تسر كل من ينحاز الى هذا الخط وهذا المشروع.
التحدي الثاني تمثل في قلة رأس المال المدفوع لاسيما وأن اصحاب رأس المال هم اصلا من المساهمين الصغار ،وهذه ميزة في كوننا حافظنا على استقلاليتنا رغم الاغراءات لكنها عيب من جهة قلة المال الذي يكفي لتغطية احتياجات السوق،أي زيادة كمية النسخ المطبوعة بل مضاعفتها ،وكان السوق مفتوحا امامنا ولم نتمكن من تلبية ذلك لأن عددا ممن يدعون النضال سحبوا ارصدتهم من الشركة قبل أن تبدأ،وآثر البعض منهم البعد عن المشاكل مع الحكومة "وابتلع كل وعوده بتغطية قدر من نفقات الصحيفة على الاقل في العام الاول،ووجدنا انفسنا في بعض الاوقات او معظمها لانستطيع ان ندفع رواتب الصحفيين والعمال ولامكافآت الكتاب، ولم يراع البعض هذه الظروف فراح يشتكينا في المجلس الاعلى للصحافة او يشهر بنا في نقابة الصحفيين..وفي المقابل وصلتنا اشتراكات من اصدقاء ناصريين واعلاميين اثبتوا عن حق انهم اقرب الينا من حبل الوريد،وبلغ توزيعنا عن طريق الاشتراكات داخل مصر وخارجها ارقاما نظن ان صحيفة اسبوعية في عامها الاول لم تبلغها اطلاقا فقد وصلتنا اشتراكات من بريطانيا والنمسا والولايات المتحدة فضلا عن اقطار عربية متعددة،وبذل الصديق علي فرماوي مجهودا مخلصا لتوصيل الانوار الى اوسع نطاق ممكن ان خارج مصر او داخلها،وتلقينا رسائل بريدية واليكترونية كانت خير عوض لنا عن شهور من المعاناة في بلاط صاحبة الجلالة.
لقد كان قدرنا ان نقف في مفترق طرق اما ان نكمل المسيرة ونناضل عن جد او نتوقف ونرفع الرية البيضاء ، ونعترف ان من خذلنا ليس النظام وحده فهذا امر طبيعي وانما بعض المحسوبين علينا من الضالين آمين،وكان قرار الشباب "وليس شيوخ المهنة" ان نواصل بدون رواتب وان يتحمل القادر فينا تغطية النفقات لأن كل رسالة تصلنا من قارئ هي وسام على صدورنا ،وكل نسخة نوزعها داخل مصر وخارجها هي خطوة على طريق توحيد الوعي القومي العربي،وبهذه الروح ندخل العام الثاني مرفوعي الرأس، كلنا ثقة في اننا قطعنا الخطوات الصعبة واكتسبنا الخبرة وجذبنا الاقلام الحرة الشريفة، وتعلمنا وعلمنا وصار لدينا شباب ينتسب في خبرته الى "الانوار" وسنتقدم الى نقابة الصحفيين نضم عددا منا كأعضاء جدد وتستمر المسيرة بكل حلوها ومرها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق