الأحد، 11 أبريل 2010

حذار . . . حذار من القبلیة الجدیدة


 أبو أيمن الأحوازي ـ الأحواز المحتلة
ان الفتن والمکائد الرجعیه بواسطه سلطات الاحتلال الفارسی البغیض طیله 85 عاما لن تنتهی أبداً، فتاره تتلبس بلباس المذهب، وأخرى عبر مخاتلات سياسية أو دولية أو غيرهما،وكلها تستهدف إحداث فتنة طائفية بین أبناء الشعب العربی الأحوازي الواحد ،ولكن يظل الهدف من كل ذلك هو دوام التفريس والإحتلال .
 اما العودة للشكل القديم المتبع في نثر التضليل ونشر الخلاف بين ابناء شعبنا فيتخذ محتواً جديداً لهذا الشكل القديم، والمتمثل باشاعة خلافات قبلية عن طريق التنابذ والتفاخر والتنابز بالألقاب والأحداث من أجل العودة القهقهرة بالمواطن العربي الى العادات القبلية البالية والبغيضة وبکل اشکالها المتخلفه من موروث سلبي شهده المجتمع العربي الأحوازي في فترة ما، لاسيما وأن الفرس المحتلون والمتحكمون برقاب العباد وأوضاع البلاد قد لاحظوا عبر اجهزتهم الأمنية وعملائهم من مرتزقة السياسة السائرين في خدمة الدول الأجنبية، أن شعبنا قد توحد في طريقة تعامله مع المحتلين من حيث وحدته المجتمعية ورؤيته السياسية وبروز ظاهرة الشباب المقاوم والمناويء له في العمل السياسي الوطني الأحوازي .

وكان البدء في هذا الخط الفارسي الصفوي الجديد هو صنع ومحاولة اضفاء سمات القيادة والتأثير لدى بعض المتحدرين من ابناء رؤساء القبائل السابقين مدغدغين طموحاتهم بزعامة فارغة مضى زمانها من فترة، وأن المظاهر التي تختار الدواوين والمضايف هي مقطوعة الصلة عن الأوضاع الإجتماعية والإقتصادية التي افرزتها سابقاً، هذا إن لم نقل أنها أتت في سياق السطو الثقافي على كل شيء، ابتداءً بالدين الإسلامي وانتهاءا بالطائفة ومروراً بالقبيلة،ولا يختلف هذا السطو عن السرقة الثقافية التي برز الفرس في ميدانها،فلجأوا الى إعطاء أموال وأوسمة ونیاشین وأسلحة نارية من أجل النفخ في ذواتهم وصولا الى جعلهم عملاء من نوع جديد مكلف بمهمات هي قديمة وتصب في صالح الرؤية الفارسية التي يتقدمها الغدر برقاب ابناء جلدتهم من أجل ازاحة المؤثرين في المجتمع عن اي فعل وطني وقومي يهدف الإرتقاء بالقضية الأحوازية نحو تعاطيها الواضح مع الأعداء والمحايدين على حد سواء .

إن الترویج لبعض المفاصل التاريخية التي شهدت أحداثاً محزنة بغية نشر التضليل في صفوف المجتمع عبر التركيز على تلك المفاصل والتطبيل العالي الصراخ لنبش الخلافات القبلیة ما بین هذا التكوين الإجتماعي الأصيل، وبين ذلك التكوين الذي هو افرازٌ لتاريخ مديد من التطور الشعبي العربي الذي يفقتده الفرس ممن يجعلون اللقب والإنتماء للمدينة هو الأساس في تقويمهم لشأن الأفراد .

ويبرز من بين الأساليب التجسسية الطلب بتقديم إحصائيات عن كل من يمت اليهم بصلة القرابة أو النصرة وتلك الإحصائية ينبغي ان تكون دقیقة ومثبتة عن عدد الرجال المستعدين لتنفيذ أوامرهم دون أن يدرك هؤلاء (الشيوخ) المنتقون على قد المصالح الفارسية أنهم يقدمون خدمة للأجهزة الأمنية ستنعكس عليهم سلباً مثلما ستنعكس سلباً على جميع أنصارهم، بدلالة الغدر الفارسي المتأصل والذي طالما تكرر في مراحل تاريخية سابقة.

إن الإستفسارات الفارسية عن شكل التقسيمات القبلیة تأتي في سياق الممارسات التی تحاول زرع الخلاف والشقاق بين أبناء القبيلة الواحدة، إذ لماذا يجري التركيز على الأسماء التي لم تحضَ بالإجماع عند العشائر؟ لأنها لا تمتلك خصائص العزة والكرامة والشجاعة العربية. لقد مورست طیلة ثمانیة عقود ونيف ذات الأساليب علی شعبنا العربی الأحوازي، كون القبلیة ـ مع ملاحظة أن القبلية غير القبيلة والسياسة العشائرية غير العشيرة مثلما أن الطائفية غير الطائفة ـ بمفهومها القدیم باتت مکشوفة الأمراض والآثار السلبية على ابناء شعبنا العربي الأحوازي، إذ أصبح الشعب یدرك طبيعة نشاط هذا الخط الفارسي الذي ينبع عن صنع المخابرات الفارسية (الساواما) وهو تراث لديهم مديد يلجؤون له متى ما توطدت وحدة شعبنا الكفاحية من أجل تحريك مظاهر التفتيت والفتنة في المجتمع، وما أن يصبح مفعول تلك السیاسات القبيحة واللئيمة فإنه سيكون ضررها أكثر من الطرق المباشرة في بذر الخلافات .

إن الركيزة السياسية الاساسية والمخاتلة التي تعتمد عليها سلطة الإحتلال المجرمة في كيفية تعاملها مع هؤلاء (المشايخ) أصبح مغايراً لما كان سائداً مع الشيوخ التقليديين السابقين من کبار السن الذين كانت تنقصهم عوامل الوعي بمخططات الفرس لأسباب لا يمكن التطرق اليها في هذه العجالة، إذ أن بعض الشیوخ التقلیدیين القدماء قد لعبوا أدواراً وطنية لا غبار على جذريتها رغم عدم نجاح تلك الإنتفاضات والتحركات التي قادوها لأسباب تتعلق بالوعي الفكري والسياسي حول مفاهيم التغيير والتحرر من سلطة الإحتلال الأجنبي،أما هؤلاء من أعوان الفرس الذين جرى تحزيبهم بذريعة كونهم (شيوخ جُدد)،فهم غرباء عن تلك المسارات التاريخية الوطنية، وقليلي التجربة





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق