الجمعة، 16 أبريل 2010

هذا يومك .. لا أكثر



مؤمن زكارنه *

اعتدنا بنو يعرب على التأجيل منذ أمد ، فنحن قومٌ لا نتقن فن المواعيد و لا نحترف إيفائها ، حتى باتت سمة التأجيل و إخلاف الوعود من صميم هويتنا ، بل بتنا إن واعدنا بعضنا تمازحنا بالقول أن لا تكن بموعدك هذا عربياً يا صاح .
لكن أن نترك المواعيد وإيفائها جانباً ، و أن نتقن بدلاً عنها فناً آخر مستوردٌ من قاع المسؤولية و الاهتمام ، أن نتقن فن التكويم .. هذا ما بدا واضحاً من إشهار الأيام مؤرخةً بمسمياتٍ مخصصةٍ ، فهذا يوم طفلٍ و هذا يوم امرأةٍ و هذا يوم يتيمٍ و هذا يوم الأسير ، فكأن الأيام مزدحمة لا تتسع لأن تكون عامة ، أو أن تشمل مسؤولياتنا تعدداً أو أن نكون على أضعف الإيمان أقرب من هؤلاء و أوفى لهم من حالنا حتى في أيامهم المعنونة بمسمياتهم .
لا اعتراض على ذلك ، فجميلٌ أن نجعل يوماً لكلٍ من هؤلاء نذكرهم به ، نصلهم به ، نقطع لهم الوعود و العهود صريحةً بالوفاء ، أن نجعل من هذه الأيام أيام تدشين ، أن تكون أياماً تتكاتف بها الأيدي ، و تتضافر الجهود ، أن نجتمع لننجز أمراً ، أن نكون حقاً نحترم أنفسنا بأمرٍ يغفر لنا جهل انشغالنا .. لا أن نكون أفواهاً للكلام المنمق أو أن نسطر لهم الكلمات الرنانات ، و نبكي لهم و عليهم إن لزم الغثاء .
اليوم و في شتى الوسائل الإعلامية تصدح الكلمات بيوم الأسير ، فكأني بهم أن هذا الشعب لا يعلم بالأسير ، أو أننا حقاً لا نعلم معنى الأسر ، و أنه فقط لمن سجنه الأعداء ، فإن لم يكن يعلم فنحن بالحقيقة كلنا أسرى ، ولكلٍ منا أسره الذي يعرفه ، فهذا أسير لقمته ، و هذا أسير قبيلته ، و هذا أسير جهله ، و هذا أسير فكره ، و هذا أسير شهوته ، و هذا أسير نفسه ، و إن من حسنة ستحسب لهم ، أو تحسب لهذا اليوم ، هي فقط أن يعلم من لا يعلم تعداد أولئك المغيبين عن الحياة بسجون الإحتلال بفلسطين و العراق و غيرهما .
تعددت الأيام و الفكر واحد ، هذا ما نعيشه حاضراً و نراه مستقبلاً ، تأجيل البت بالضرورات و الاهتمام بالمتعلقات ، لأيام نسخر بها على أنفسنا لنثبت للآخر أننا على اهتمام ، و أننا لا ننسى و أن صلتنا بأبنائنا واردة لكنها محددة ، هذا ما آلت إليه أحوالنا ، عسى ألا تدنو للنسيان المحكم .

* مؤمن زكارنه – كاتب فلسطيني مقيم بالسعودية



التاريخ : الجمعة - 16 / 4 / 2010

"سلام سلام ولا يوجد سلام"..!!


بقلم: د. فوزي الأسمر

عنوان هذا المقال مقتبس من عنوان كتاب صدر في اللغة العبرية عام 1961 في إسرائيل، حرره كل من عكيفا أور وموشه ماحوفر وهما من اليسار الإسرائيلي المناهض للصهيونية. ويشرح الكتاب كيف أن قادة إسرائيل غير معنيين بالسلام مقتبسان من تصريحات ومقالات القادة الإسرائيليين.
وقد عدت لهذا الكتاب عندما قرأت افتتاحية في صحيفة "هآرتس" (14/4/2010) عنوانها: "أين اختفى السلام؟". وهو سؤال يُسأل بالعبرية وجوابه العربي: هل كان هناك سلام كي يختفي؟
والواقع أن الفلسطينيين، وكذلك العرب، أقنعوا أنفسهم أن هناك "مسيرة سلام" وأن العقلاء من الإسرائيليين سيصلون إلى نتيجة أنه بدون سلام حقيقي يعيد الحق إلى نصابه لن يكون هناك استقرار في المنطقة. ولكن تبين أن الأمر ليس كذلك، وأن إسرائيل غير قادرة على اتخاذ القرارات الصعبة، وربما غير معنية باتخاذ مثل هذه القرارات طالما أنها تستطيع فرض إرادتها بالقوة.
وقد أكد هذا التفكير رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، في لقاء أجراه معه التلفزيون البريطاني (بي.بي.سي) باللغة العربية إبان فضيحة تقرير غولدستون.
وقال عباس في تلك المقابلة أنه ضدّ العنف ويعمل من أجل السلام. وأضاف أنه قال ذلك بصراحة أثناء حملته الانتخابية لرئاسة السلطة الفلسطينية، وأنه حصل على 62 بالمائة من أصوات الناخبين نتيجة لموقفه هذا.
ومنحت الصحافة العبرية رصيدا ضخما لسلام فياض، كون أنه، حسب رأيها، استطاع أن يسيطر على الأمور في الضفة الغربية، حيث توقفت العمليات الفدائية الفلسطينية. وعندما قررت المقاومة الفلسطينية في غزة وقف القصف الصاروخي على إسرائيل، تمشيا مع إمكانية منح الفرصة للرئيس الأمريكي باراك أوباما، والدول الأوروبية، للتحرك سياسيا من أجل الوصول إلى حل معقول، قالت الصحف العبرية أن السبب في هذا التوقف يعود إلى نتائج حرب "الرصاص المسكوب".
وكان من المتوقع أن تؤدي "الهدنة الفلسطينية" إلى مزيد من التعقل الإسرائيلي، وإلى مزيد من النشاط الدبلوماسي الأمريكي والأوروبي للوصول إلى حل عادل للقضية الفلسطينية.
ولكن الذي حدث هو عكس ذلك. فقد زادت الغطرسة الإسرائيلية، حيث رفضت حكومة نتنياهو أي تحرك للسلام مطالبة الفلسطينيين بالاستسلام والخضوع لمطالبها المهينة.
 ثم جاء التحدي للإدارة الأمريكية، وللرئيس الأمريكي باراك أوباما حيث أعلنت إسرائيل عن بناء 20 وحدة سكنية في حي الشيخ جراح في القدس أثناء لقاء أوباما مع نتنياهو في البيت الأبيض. ووصل التحدي بتوجيه الإهانة إلى نائب الرئيس جو بايدن أثناء زيارته لإسرائيل، حيث أعلنت إسرائيل عن بناء 1600 وحدة سكنية جديدة في مدينة القدس العربية، تحديا لطلب أوباما تجميد أية عمليات بناء ليتمكن الطرفان من العودة إلى طاولة المفاوضات.
وقد كانت هناك عوامل كثيرة ساعدت نتنياهو في تحديه للرئيس الأمريكي أوباما. في مقدمة ذلك خوفه من سقوط حكومته وبالتالي خسارته لكرسي رئاسة الوزراء.
والعامل الثاني هو إيمانه بأنه يجب أن تصبح القدس بشقيها مدينة يهودية. بعد أن تبين من الإحصائيات الإسرائيلية الرسمية، أن نسبة الفلسطينيين في المدينة في تزايد مستمر. ففي أعقاب حرب 1967 كان نسبة الفلسطينيين في القدس 25 بالمائة. وفي عام 2009 وصلت نسبتهم إلى 36 بالمائة (هآرتس 14/4/2010).
كما تقول الإحصائيات أيضا أنه خلال السنوات الثلاثة الماضية اشترى العرب 1163 منزلا في الأحياء اليهودية من المدينة، الشيء الذي أدى إلى تنشر صحيفة "يدعوت أحرونوت" (4/4/2010) مقالا عنوانه: "ظاهرة: العرب يهاجرون إلى غربي القدس".
والعامل الثالث هو انخفاض نسبة عمليات المقاومة الفلسطينية، وبالتالي لا يوجد ضغط شعبي على حكومة نتنياهو كي تعود إلى طاولة المفاوضات. فعندما كانت الصواريخ "البدائية وغير الفعّالة" على حد تعبير قادة السلطة الفلسطينية، على المدن والقرى والمنشآت الإسرائيلية العسكرية والمدنية، كانت حكومة إسرائيل واقعة تحت ضغط شعبي، خصوصا عندما بدأت المدارس تغلق أبوابها والمدنيين يتركون منازلهم هاربين إلى أماكن داخل البلاد  خصوصا من مدينة سدروت في جنوب فلسطين.
وقد عبرت افتتاحية صحيفة "هآرتس" (يوم 14/4/2010) بكل وضوح عن هذا الموقف عندما قالت: "إن الجمهور في إسرائيل غير مكترث بالمسيرة السياسية بسبب عدم وجود عمليات إرهابية، ولا توجد انتفاضة، وبالتالي فإن عدد الإسرائيليين المهتمين بوضع الفلسطينيين، أو في الأوضاع الجارية في الأراضي (المحتلة) قليل جدا".
فهذه الجملة تعبير صادق عن مجريات الأمور، وتنقض مواقف عباس وفياض بالنسبة للمقاومة وتأثيرها على الرأي العام في إسرائيل. فطالما يوجد هدوء على الحدود مع غزة ولا توجد عمليات مقاومة من الضفة الغربية، وليس بالضرورة مقاومة مسلحة فقط، وطالما لا توجد انتفاضة شعبية، فإن موقف نتنياهو داخليا يبقى قويا، حسب شهادة "هآرتس".
فالكتاب "سلام سلام ولا يوجد سلام" الذي صدر قبل حوالي نصف قرن برهن أن إسرائيل الصهيونية غير معنية بالوصول إلى سلام، بل إنها معنية بالسيطرة وبفرض حلولها على الأمة العربية.

والواقع الذي نعيشه الآن لم يتغير كثيرا عن الواقع الذي كان موجودا عندما صدر الكتاب المذكور. فاليوم لا يوجد مسيرة سلام، ولا مفاوضات سلام. ويجب أن نقتنع بذلك، وأن نقنع أنفسنا أيضا أن حكومة إسرائيل غير معنية بأي سلام مع الفلسطينيين بل تتطلع إلى استسلامهم.
علينا أن نتذكر أيضا أن المقاومة الفيتنامية لم تتوقف عندما كان الحوار بينها وبين أمريكا ممثلة بهنري كيسنجر في باريس. كما أن الثورة الجزائرية لم تتوقف عندما بدأ الرئيس الفرنسي شارل ديغول بالتفاوض مع جبهة التحرير الجزائرية. وأن المقاومة الفرنسية لم تتوقف عندما احتل النازيون فرنسا. والأمثلة كثيرة.
* كاتب وصحافي فلسطيني يقيم في واشنطن

مخطط إيراني لاحداث فتنة طائفية تدفع القوائم الشيعية للتوحد في مواجهة القائمة العراقية الوطنية


د. أيمن الهاشمي
كاتب عراقي
        في تطور لافت مثير للشك والأستغراب، كشفت حكومة نوري المالكي عن حصولها على معلومات استخبارية تؤكد وجود مخطط لتفجير مرقد الإمام علي بن أبي طالب في النجف، علماً أن مطار المدينة كان وما زال مغلقاً منذ أكثر من أسبوع لـ 'أسباب أمنية'.وذكرت مصادر المالكي أن 'الاغلاق تم بناء على معلومات استخبارتية تؤكد تخطيط القاعدة لتدمير المرقد باستخدام طائرة تقلع من مطار النجف، على غرار هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 على مركز التجارة العالمي في نيويورك'!!. صحيفة محلية نقلت الخبر عن «مصدر يعمل في مكتب مكافحة الارهاب» المرتبط مباشرة برئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي. وأضاف المصدر الذي لم يكشف عن هويته لحساسية الموضوع إن السلطات الأمنية قررت فور ورود المعلومة إغلاق مطار النجف بشكل كامل وإيقاف الرحلات فيه حتى إشعار آخر، لكنه لم يحدد ما إذا كان قد تم اعتقال أشخاص مشتبه بهم في هذه القضية، ولكن أخباراً أخرى أكدّت إعتقال ضباط يعملون في مطار بغداد الدولي يشك بعلاقتهم بالمخطط المذكور!!
         وقد أعاد بث الخبر الى أذهان العراقيين ما حصل في 23 فبراير 2006 من تفجير مرقدي الامامين العسكريين في سامراء، وهو الحادث الذي استتبعته احداث عنف طائفية فضيعة اودت بحياة عشرات الالوف من العراقيين، وهجومات مُدبّرة على المساجد وقتل من فيها وحرقها وتدميرها او الاستيلاء عليها من قبل عصابات فرق الموت الطائفية، وحدوث عمليات تهجير طائفية جماعية.
      وقد أثار الخبر الهوليودي عن (مسرحية) وجود محاولة للقاعدة لخطف طائرة وقصف مرقد الامام علي، إرباكا في الوضع الأمني، وحتى على مستوى المسؤولين كان هناك انشقاق واضح وتباعد بين تصريحات طرفين، ففي حين أكد وزير الدفاع الذي انتقل مع وزير النقل الى محافظة النجف واقاما مؤتمراً صحفياً أكدا فيه الخبر عن الهجوم المحبط!!، حيث قال عبدالقادر العبيدي وزير دفاع المالكي أن "الأجهزة الأمنية العراقية تتحسب لأسوء الاحتمالات وتتعامل مع كافة المعلومات على محمل الجد لأن الإرهابيين يحاولون استخدام كافة الوسائل لتدمير العملية السياسية". أما وزير النقل عامر عبدالجبار فقد أوضح من جهته أنّ غلق مطار النجف الدولي هو لفترة محدودة ولكن الاجراءات الاحترازية والامنية تبدي المصلحة العامة على المصالح الأخرى.
      إلا أن وزيراً آخر على النقيض هو شيروان الوائلي وزير الدولة للشؤون الأمنية أنكر الموضوع وقال في تصريح صحفي  "أن ما تم تداوله في وسائل الاعلام عن وجود مخطط لاستهداف مراقد دينية مقدسة، بطائرات يتم خطفها من مطارات محلية قد «هوّل أعلامياً!!»، مؤكدا أن ما تم اتخاذه من السلطات الأمنية من أجراءات، تقع في خانة الاحترازات الاعتيادية والترتيبات الامنية الدورية في الموانئ والمطارات. وأوضح الوزير، انه «لا يمكن الاستناد الى مصادر وهمية في نشر مثل هكذا معلومات وتقارير استخبارية حساسة»، قائلا: «استبعد ان يكون مثل هكذا تصريح صدر عن مكتب مكافحة الارهاب، لان مثل هكذا أمور يتم الاعلان عنها من الناطق الرسمي للحكومة أو قيادة العمليات، وليس عن مصدر يعمل في هذا الجهاز الحكومي».وعن الأسباب التي أدت الى اغلاق مطار النجف، والانباء التي تحدثت عن حملة اعتقالات طالت ضباطا وموظفين في مطار بغداد، ردّ الوائلي: «لا توجد أي حملة اعتقالات شنت ضد ضباط أو موظفين في مطار بغداد الدولي، وبالنسبة الى اغلاق مطار النجف فانها مسألة اعتيادية كون هذا المطار حديث العهد ويحتاج الى تعزيزات وترتيبات امنية احترازية باستمرار»، مرجحا ان تكون «اجتهادات شخصية» تقف وراء نشر مثل هذه التقارير الاعلامية «المضخمة». وبنفس الاتجاه كانت تصريحات اللواء محمد العسكري المتحدث باسم وزارة الدفاع، الذي نفى ما تردد حول اكتشاف قوات الأمن العراقية مخططا لتفجير مرقد الإمام علي في النجف الاشرف، وقال إن التهديدات التي تم الكشف عنها روتينية للغاية، واعتدنا عليها، لكنها لم تصل أبدا إلى حد وجود احتمال بعمل إرهابي يستهدف مرقد الإمام علي. وحول قرار السلطات العراقية إغلاق مطار النجف، قال العسكري إن مطار النجف حديث وقد تم افتتاحه قبل أقل من عام، وهو يختلف عن بقية المطارات العراقية لقربه من المدينة، ولذلك فإن إغلاقه جاء في إطار إجراءات سلامة الطيران.
وهناك تسريبات عن خلافات ما بين وزارة النقل وبين السلطة المحلية في النجف تدور حول ايلولة الموارد المالية الهائلة التي يدرها المطار نتيجة كثافة حركة النقل عليه من خارج العراق، وكان مطار النجف قد تم افتتاحه في شهر تموز من عام 2008 بعد ان استمرت مدة انشائه لاكثر من عامين، وقد تزايد عدد المسافرين عبر المطار من داخل العراق وخارجه بشكل كبير خلال هذا العام حتى وصل الى 250 الف مسافر، خاصة في اوقات الزيارات والمناسبات الدينية التي تشهدها مدينتا النجف وكربلاء المقدستان. وبرغم أن متحدثا باسم وزارة النقل قال إن الاغلاق ليس له صلة بالأمن فإن مصادر أمنية أشارت إلى أن هذا الاجراء اتخذ بسبب امكانية محاولة مجموعة مسلحة الاستيلاء على رادار المطار. وبالتزامن تم أيضا اغلاق مطاري البصرة والنجف.
              مراقبون وصفوا تسريب مثل هذه الاخبار بانها (بطولة وهمية) و(إنجاز خيالي) اراد المالكي من خلالها التاكيد على قدرة حكومته على حفظ الامن، ولكن بنفس الوقت فإن هذه الرواية الهوليودية اثارت استغراب واستهجان العراقيين للتناقض المفضوح في الروايات بين اكثر من مسؤول وصعوبة التصديق، والبعض يتساءل ببراءة لماذا لم تكتشف اجهزة المالكي الذكية وتوقف التفجيرات الكبرى التي حصلت في بغداد قبل ايام واستهدفت السفارات والعمارات السكنية الا اذا كانت مشتركة فيها؟
      ليس دفاعا عن القاعدة ولا عن اعمالها الشريرة، الا ان بث الاكاذيب بهذا الشكل المختلق والفوضوي، يربك الامن ويضعف من سمعة الاجهزة الامنية، وهناك من يرى في المسرحية الهوليودية دوافع ايرانية ومحاولة لزرع الفتنة الطائفية التي تغذي الانقسام المذهبي من جديد، ولخلقِ مُبرّرٍ سياسيّ فاسِد أو طائفي قذِر ضِدّ التحالف الوطني الذي جمع السنة والشيعة تحت كتلة القائمة العراقية التي فازت بالانتخابات البرلمانية الاخيرة،  وَستكون إيران أكبر المستفيدين من إشعال الفتنة الطائفية، وَإشغال الآخرين عنها بحدثٍ كبير يقوي وَيغذي عملاءها أو الأحزاب الطائفيَّة التابعة لهَا في العِرَاق!!

البعث والمقاومة: علاقة متجددة ومراجعة واجبة


معن بشور**

لم يتردد البعثيون الأوائل في دمشق، وحتى قبل تأسيس حزبهم في 7 نيسان 1947، في أن ينتصروا لثورة العراق عام 1941، فشكّلوا لجان نصرة العراق في مقاومته للمحتل البريطاني ليعلنوا التأسيس النضالي لحركة البعث العربي قبل تأسيسها الرسمي.
ولم يتردد البعثيون أيضاً في سوريا أن يلبسوا زيّ الدرك السوري عام 1946 ليشاركوا في الانتفاضة على القصف الاستعماري الوحشي لدمشق وللبرلمان السوري قبل أن يحمل جيش الانتداب الفرنسي عصاه ويرحل في مثل هذه الأيام من عام 1946.
كما لم يتردد البعثيون فور الإعلان عن تأسيس حزبهم عام 1947 في أن يتوجهوا إلى فلسطين وعلى رأسهم القادة المؤسسون ليشاركوا في الدفاع عن أرضها في وجه الغزاة الصهاينة فعمّدوا ولادة حركتهم بدماء شهداء لن تنساهم فلسطين وفي مقدمهم مأمون البيطار وفتحي الاتاسي ومحمد جديد...
ولم يتردد البعثيون في أقطار المشرق العربي كلها، في سوريا والعراق والأردن وفلسطين ولبنان، كما في البحرين ودول الخليج في أن ينتصروا لمقاومة شعب مصر العربي بقيادة الزعيم الخالد جمال عبد الناصر في مواجهة العدوان الثلاثي عام 1956، وأن يصنعوا مع أحرار أرض الكنانة نصراً في بور سعيد، ثم وحدة رائدة بين القاهرة ودمشق.
ولم يتردد البعثيون في الخمسينات أن ينتصروا لثورة الجزائر ومعها حركات المقاومة في المغرب العربي كله، فتطوع منهم الكثير، مقاتلين وأطباء ومثقفين، ليكونوا في صفوف الثوار، فيما احتضنت جماهير البعث ومعها كل أحرار الأمة ثورات التحرر تلك على كل صعيد، وهو ما ينبغي أن يفعله اليوم كل عربي مع مقاومة العراق وفلسطين ولبنان.
ولم يتردد البعثيون في لبنان في الوقوف مع أحرار بلدهم، في بيروت وطرابلس والبقاع والجنوب والجبل، ضد حلف بغداد، ثم ضد مشروع إيزنهاور، فحملوا السلاح وقدموا الشهداء البررة ليطردوا الأسطول السادس من شواطئ عاصمتهم وليسقطوا أوهام المراهنة على الأجنبي ضد خيارات الشعب وإرادته، وكان ابن طرابلس الشهيد جلال نشوتي أول الشهداء في انتفاضة 1958.
ولم يتردد البعثيون في اليمن المشطّر في الستينات في حمل السلاح ليقاوموا الملكية البائدة في الشمال والاستعمار البغيض في الجنوب حتى انتصر اليمن على التخلف وعلى الاستعمار معاً للسير قدماً على طريق الوحدة التي يحاولون النيل منها اليوم، وتحت مسميات مختلفة، مستفيدين دون شك من ثغرات وأخطاء نأمل بتجاوزها.
ولم يتردد البعثيون على امتداد الأمة كلها، وفي سوريا ولبنان خصوصاً، في أن يحتضنوا منذ الساعات الأولى الرصاصات الأولى التي أطلقها ثوار العاصفة في حركة (فتح) بقيادة الرئيس الشهيد ياسر عرفات ورفيق دربه الشهيد القائد خليل الوزير (أبو جهاد) في 1/1/1965، رافضين كل التنظيرات والتبريرات التي انطلقت للتشكيك بخيار الكفاح المسلح آنذاك وكانت واسعة وكثيرة كما هي اليوم.
ولم يتردد البعثيون اللبنانيون في أن يخوضوا بعد حرب 1967 غمار المقاومة والدفاع عن أرضهم فاستشهد منهم في شبعا والهبارية وكفر حمام وكفر كلا والطيبة رواد المقاومة اللبنانية المعاصرة فسقط في سماء الجنوب في أواخر الستينات وأوائل السبعينات نجوم أبطال كأمين سعد (الأخضر العربي)، وواصف شرارة، وحسين علي قاسم صالح، والثلاثي الطرابلسي النضر أبو النصر وأبو النسور وأبو ميكل، وصولاً إلى شهداء الملاحم الكبرى في أواسط السبعينات في جنوبنا المقاوم الشامخ وهم أبو علي حلاوي وعلي وعبد الله وفلاح شرف الدين.. فكتبوا صفحات مجيدة في مقدمة كتاب المقاومة المظفّرة، الوطنية والإسلامية، التي طردت المحتل من بيروت عام 1982، ثم من الجبل كما من أجزاء واسعة من الجنوب والبقاع وصولاً إلى إنجاز التحرير عام 2000، وملحمة الصمود مع الشعب والجيش ضد العدوان عام 2006.
ولم يتردد البعثيون في العراق وسوريا وحيث وجدوا في ساحات الوطن العربي في الانتصار لانتفاضة أطفال الحجارة عام 1987 وانتفاضة الأقصى عام 2000 وفي احتضان ذوي الاستشهاديين والجرحى والأسرى في مواجهة كبرى مع الضغوط الاستعمارية والصهيونية التي وصلت إلى حد الحصار والعدوان والاحتلال في العراق وإلى محاولات عزل سوريا وكسر إرادة شعبها وقيادتها ورئيسها لثنيهم عن احتضان المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق طيلة العقد الأول من القرن الحالي.
وأخيراً وليس آخراً، لم يتردد البعثيون مع كل أحرار العراق من إسلاميين وقوميين ويساريين ووطنيين، من عسكريين ومدنيين، في أن يحوّلوا يوم احتلال بغداد في التاسع من نيسان 2003، والذي أراده مجلس بريمر للحكم الانتقالي عيداً وطنياً، إلى يوم لانطلاق المقاومة العراقية الباسلة والمستمرة، في أسرع ردّ على المحتل، وفي فعل قوي متنام ما زالت تداعياته تتفاعل عراقياً وعربياً وإقليمياً ودولياً لتحبط المشروع الإمبراطوري الأمريكي الذي أراد له القيّمون عليه أن يكون مشروعاً لقرن كامل من الزمن، فنجح العراقيون المقاومون ومعهم أمتهم وشرفاؤها، وأحرار العالم، في أن لا يمكّنوه من العيش لعقد واحد، بل أن يجعلوا مع سائر شركائهم في المقاومة من هذا القرن، قرناً للمقاومة والمواجهة.
ولعل اختيار العدو ليوم التاسع من نيسان ليكون يوم انتصاره على الأمة كلها ليس من قبيل الصدف، ذلك أنهم أرادوا لانتصارهم المزعوم  في أيام تأسيس البعث أن يكون بداية لاجتثاث الحزب العريق، كما أرادوا الثأر من العراق في اليوم نفسه الذي بدأ فيه العراق (9 نيسان 1972) استثماره الوطني لثروته النفطية، لكن المقاومة العراقية، والبعث العربي، المتجدد بالمقاومة في بلاد الرافدين والمحصّن بالممانعة في عرين العروبة في دمشق، في القلب منها، حوّلت العراق إلى مقبرة للغزاة، الاستعماريين، والصهاينة من خلفهم وأمامهم، بل إلى مقبرة لمخططاتهم ومشاريعهم في المنطقة والعالم.
أيها الأخوات والأخوة
إن هذه العلاقة المستمرة بين البعث والمقاومة على امتداد العقود هي التي جعلت من البعث في العراق وسورية، وعلى امتداد الأمة، هدفاً لحروب واعتداءات، واتهامات، وحصار، واجتثاث، وإقصاء، وجرف قبور، وهدم تماثيل، ومحاكمات صورية، وإعدامات، واغتيالات، واعتقالات.
بل إن هذه العلاقة الحميمة المتجددة بين البعث والمقاومة لم تكن مجرد علاقة كفاحية جهادية يشهد لها الميدان من موريتانيا إلى السودان، ومن مصر إلى عمان، بل في كل مكان حملت فيه الأمة سلاحاً ضد أعدائها، لتكون بذلك موجودة، كما قال مؤسس البعث ميشيل عفلق "حيث يحمل أبناؤها السلاح"، بل كانت أيضاً علاقة فكرية نظرية سياسية لأن فكر البعث ولد في رحم مقاومة الأمة لكل التحديات المفروضة عليها، فكان وحدوياً لمقاومة التجزئة، واشتراكياً لمقاومة الاستغلال والاحتكار، وعروبياً جامعاً لمقاومة عصبيات الفتنة والتفتيت، وعصرياً لمقاومة التخلف، بل أدرك منذ تأسيسه أن الأمة تخوض معركة مصيرها على الجبهات كافة، وأن كل انتصار تحققه على جبهة أنما يعزز انتصارها على الجبهات كلها، فليست المعركة اليوم في فلسطين والعراق ولبنان سوى معركة واحدة في الرؤية الواحدة الموحدة لهموم الأمة، وليس الكفاح ضد الاستعمار معزولاً عن النضال ضد الاستغلال والاستبداد والهيمنة والتبعية، وليست معركة العروبة في دفاعها عن هويتها ووجودها غير معركة الإسلام وكل الرسالات الخالدة في الدفاع عن القيم الإنسانية والمبادئ الأخلاقية، فالإسلام هو روح العروبة، وهو عماد ثقافتها وجوهر حضارتها التي أسهم فيها عرب ومسلمون وغير مسلمين، ومسلمون عرب وغير عرب.
وحين كان البعث أو غيره من القوى الحيّة في الأمة يجسّد هذا التلازم بين المبادئ والسلوكيات والأهداف النهضوية، كان يقترب من ذاته ومن شعبه، وحينما كان يبتعد عنها لسبب أو لآخر كانت المسيرة تتعثر، والثغرات تبرز، والشوائب تطفو على السطح.
من هنا فإن المسؤولية التاريخية التي يتحملها البعثيون ومعهم كل قوى النهوض في الأمة، وحيثما هم، في كل قطر أو في كل ساحة من ساحات النضال، تتطلب منهم أن لا يكتفوا بالانتصار للمقاومة وترداد أناشيدها والهتاف بحياة أبطالها، وتمجيد شهدائها فحسب، بل أن يسعوا بكل إمكانياتهم الفكرية والنضالية إلى الارتقاء إلى مستواها، منتبهين دوماً إلى نصرة المقاوم المستعد للتضحية بحياته من أجل إيمانه ووطنه وأمته، (وقد رأينا تضحية مئات ألاف الشهداء منهم، وبينهم قادة نعتز بهم)، تتطلب منا بالمقابل أن نضحي بالصغائر التي تعيق حركتنا، وأن نترفع في أدائنا وعلاقاتنا وسلوكنا عن كل ما يشدّنا إلى عصبية ضيقة أو تناحر فئوي أو رواسب أليمة، أو حساسيات قديمة، فلا نبرر فعل برد فعل، ولا نواجه سلبية بسلبية، متذكرين دوماً الآية الكريمة:"محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفّار رحماء بينهم"، دون أن نتوسّع طبعاً في إطلاق اتهامات التكفير من حولنا، بل ندرك أن المقاومة بقدر ما هي معركة قاسية حازمة حاسمة ضد أعداء الأمة، فهي حركة إيجابية حاضنة متفهمة حانية على أبناء أمتها حتى ولو ضلّ بعضهم السبيل.
أيها الأخوات والأخوة
إن هذه المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقكم، كما على عاتق كل أحرار أمتكم إلى أي تيار عقائدي أو فكري انتموا، تتطلب أن نحصّن المقاومة الباسلة التي يحاولون تشويهها بكل السبل، وشيطنة صورتها بشتى الوسائل، بالمراجعة المستمرة والمتواصلة لكل تجاربنا، فالمراجعة كما المقاومة، تتطلب منا شجاعة غير عادية، نواجه بها أخطاءنا وخطايانا، كما نواجه أعداءنا والمعتدين علينا.
فالثبات في الحق فضيلة، فيما العناد في الخطأ رذيلة، التنازل بين أبناء الأمة الواحدة لبعضهم البعض فضيلة، فيما التعالي والمكابرة والغطرسة والتسلط رذيلة، المراجعة النقدية للتجارب التاريخية بإيجابياتها وسلبياتها فضيلة، فيما التراجع عن المبادئ والثوابت رذيلة.
وإذا كانت المراجعة تحصّن المقاومة وتوسّع آفاقها، فأن التلاقي بين قوى الأمة وتياراتها، وبين الأمة ودائرتها الحضارية الأوسع وصولاً إلى العالم كله، هو السند الأمتن للمقاومة والطريق الأقصر والأسلم للنهوض.
من هنا فبقدر ما يكون نداء البعث، حامي العروبة الجامعة العصرية الديمقراطية، هو نداء المقاومة والتحرير في العراق وفلسطين ولبنان وفي كل شبر محتل من أرض الأمة، فهو بالضرورة نداء الوحدة بين البعثيين، بغض النظر عن الصيغ التنظيمية، ونداء الوحدة بين العروبيين الوحدويين، بغض النظر عن تباين المشارب والمدارس، ونداء التلاقي بين تيارات الأمة، أياً كانت خلفياتها الفكرية والعقائدية، ونداء الترفع عن كل الخلافات والمنازعات والتناقضات الثانوية لصالح التوجه نحو التناقض الرئيسي، فإذا كانت اللغة الوحيدة التي يفهمها المحتل الاستعماري والصهيوني هي لغة المقاومة والكفاح بكل أشكالها، فأن اللغة الوحيدة التي ينبغي استخدامها داخل أقطارنا وبينها، وداخل أمتنا وبينها وبين أمم الجوار الحضاري من حولنا، مهما أخطأت تجاهنا أو أخطأنا بحقها، ومهما قست علينا أو قسونا عليها، هي لغة الحوار لا الاحتراب، التواصل لا الانقطاع، لأننا حين نطرد المحتل، أمريكياً كان أو صهيونياً، من أرضنا، فأننا نطرد معه بالضرورة كل الأمراض والمفاسد والفتن والتدخلات التي أدخلها معه أو أفسح المجال لدخولها.
في عيد البعث نحيي كل البعثيين المقاومين والمناضلين والممانعين في العراق وسورية وكل أقطار الوطن العربي، ونحيّي معهم شرفاء الأمة وأحرار العالم المتكاثرين من حولنا، ونحيّي مؤسسي هذه الحركة المتجددة دوماً بالمقاومة وفي مقدمهم مؤسس البعث الأستاذ ميشيل عفلق.
في يوم المقاومة العراقية نحيّي كل المقاومين البواسل في عراق الشموخ والآباء، نحيّي الشهداء منهم ومن ينتظر وما بدّلوا تبديلاً، نحيّي الرئيس المقاوم الشهيد صدام حسين الذي كانت آخر كلماته، وهو يواجه الإعدام بشجاعة المقاومين ورباطة جأش المؤمنين، النطق بالشهادتين والتحية لعراق عظيم يستحق أن تبذل في سبيله المهج والأرواح ولفلسطين حرّة عربية يدفع العراق اليوم، كما أبناء الأمة كلها، أفدح الأثمان وأبهظها بسببها، كما نحيّي كل مقاوم في فلسطين ولبنان وصولاً إلى أفغانستان وكل أصقاع الدنيا...
في عيد البعث نحيّي أيضاً دمشق التي كانت مهد البعث زمن الولادة، وقد باتت اليوم ومنذ عقود حصن الأمة وعرينها، ونحيّي من خلالها شعب سورية المكافح الآبيّ وقيادته ورئيسه الشاب المقاوم والشجاع، القائد المعتز بانتمائه البعثي والقومي العربي والتقدمي الدكتور بشار الأسد الذي نعرف أن الحصار ومحاولات العزل الذي تعرضت إليه سورية وقيادتها إنما كان بسبب موقفه من احتلال العراق، ومن الحرب على العراق الذي أعلنه في قمة شرم الشيخ، يومها ذهبتم جميعاً، وبعضكم للمرة الأولى منذ سنوات طويلة، إلى دمشق عبر بعبدا في مسيرة كبرى، هي مسيرة الكرامة والوفاء في 9 آذار 2003، لإعلان التأييد لمواقف الرئيسيين الأسد ولحود لما كان يحاك للعراق.
ونحيّي بشكل خاص عشرات الآلاف من أسرانا والمعتقلين في معسكرات الاعتقال الأمريكي والصهيوني مؤكدين لهم أن قضيتهم ستبقى حيّة مهما طال الزمن وسيكون بإذن الله ملتقانا العربي الدولي لنصرتهم في الخريف القادم من هذا العام، تظاهرة إنسانية كبرى من أجلهم، من أجل طارق عزيز ومروان البرغوثي وأحمد سعدات ورفاقهم، وكل الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال.

بيروت: 10/4/2010




[*]  - كلمة ألقيت في مهرجان أقامه حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي في ذكرى تأسيس البعث، وانطلاق المقاومة العراقية، وذلك في 11/4/2010 في مسرح سينما اريسكو بالاس – بيروت، وتحدث فيه أيضاً رئيس الحزب الدكتور عبد المجيد الرافعي، وأمين سر حركة فتح في لبنان فتحي أبو العردات، وعضو قيادة المؤتمر الشعبي اللبناني المهندس سمير طرابلسي، المتحدث الرسمي باسم حزب البعث العربي الاشتراكي ومقاومته في العراق الدكتور خضير المرشدي، والمحامية بشرى الخليل، وقدم المهرجان الشاعر عمر شبلي.
 ** - المنسق العام لتجمع اللجان والروابط الشعبية، الرئيس المؤسس للمنتدى القومي العربي، منسق عام الحملة الأهلية لنصرة فلسطين والعراق، الأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي.

جرائم حرب في العراق وأفغانستان


ترجمة: د. عبدالوهاب حميد رشيد
         جرائم الحرب- المذابح- التي يسمونها "قتل عرضي collateral murder"، هي بكافة أشكالها جانب من حصيلة التدخل/ الاحتلال الأمريكي في أفغانستان  والعراق منذ  العام 2001 و 2003 على التوالي..
     إطلاق فيديو من قبل  Wikileaksالأسبوع الماضي، يضعنا على مدى ثماني وثلاثين دقيقة أمام مشاهدة مريعة*.. رجال طيران أمريكان يذبحون بشكل "عرضي" درزينة من المدنيين العراقيين العام 2007، بضمنهم إثنان من رجال رويترز.. وهذا الفيلم يكشف واقعاً طبيعياً لمثل هذه الأحداث الإجرامية على نحو واضح ومركز، لا بسبب كونه يُرينا حدثاً لا نعرفه، بل لأنه يبين لنا هذا الحدث بصورته الطبيعية وفي وقته الحقيقي.. ناس حقيقيون.. لحم ودم متناثر.. بعد أن أمطرهم رجال الهليوكبترات الأمريكان بوابل جهنمي من النار..
     عُمر هذه الأحداث في العراق بحدود ثلاث سنوات.. تكررت في أفغانستان هذا الأسبوع، عندما ذبح الجنود الأمريكان- التواقون لإطلاق النار على المدنيين- خمسة أفغان في حافلة مدنية كانت تسير بهدوء قرب قندهار..
     وكما ذكرت النيويورك تايمز: "قوات أمريكية أطلقت النار على حافلة مسافرين كبيرة صباح يوم الأثنين، وكانت الحصيلة قتل وجرح مدنيين.. تسببت هذه الحادثة في إطلاق مظاهرات أفغانية غاضبة ومعادية للأمريكان في المدينة، وذلك في ظروف تعتبر فيها كسب دعم الأفغان مسألة محورية في المجهود الحربي."
     إن حادثة قندهار هي فقط واحدة من أحداث مماثلة كثيرة وقعت خلال السنة الماضية. وعلى نحو مماثل قُتل عشرات الأفغان في نقاط التفتيش وحالات القتل المشابهة على الطرق. ليس هناك ولا جندي واحد من هؤلاء القتلة، تعرض إلى فعل عدائي.. بكلمة أخرى، بعد انقشاع الأدخنة والأغبرة المتولدة عن إطلاق النار، تبين أن الضحايا القابعين بدمائهم على الأرض هم مجرد مدنيون أبرياء..
     وكما صرّح الجنرال McChrystal مؤخراً: " نحن في الحقيقة ننبه كثيراً شبابنا في نقاط التفتيش الالتفات للمخاطر، ونطالبهم باتخاذ قرارات سريعة، بخاصة في الحالات غير الواضحة.. وحسب معرفتي، على أي حال، فعلى مدى فترة تتجاوز تسعة أشهر، كنت هنا، لم نواجه ولا حادثة لعربة تحتوي على قنبلة انتحارية أو فيها أسلحة، بل تضمنت فقط عائلات."
     سؤالي (كاتب المقالة) هو: إذا كان الأمر كذلك، فلماذا لا يتم تعديل القواعد القائمة لتجنب القتل العرضي؟ لماذا تُمنح القوات الأمريكية سلطة واسعة لإطلاق النار في حالات لم تشهد أعمالاً عدائية؟
    في حالة العراق، كما تم كشف النقاب عن الحادثة من خلال فيديو Wikileaks، مجموعة من ثمانية رجال يسيرون في شارع ببغداد، وفي نهار مشمس، يتحولون إلى قطع متناثرة من اللحم والدم نتيجة إطلاق وابل من الرصاص عليهم جواً. وبعدئذ نشاهد شاحنة تصل إلى مكان الجريمة وفيها خمسة رجال لمساعدة جريح يزحف بشكل مؤلم على طول خط للمجاري.. وهنا تتعرض الشاحنة كذلك لوابل من الرصاص جواً لتتمزق مع أشلاء راكبيها.
     خبير سياسي يحلل زعم وزير الدفاع الأمريكي غيتس القائل بأن حادثة القتل حالة عارضة "مؤسفة" ويجب النظر إليها على أنها ليست ظاهرة دائمة متكررة.. وهنا يتساءل الخبير: إذن ما هو الشيء المهم!؟
     إن السبب الجوهري لذبح الأبرياء المارة هو أن القوات الأمريكية وهي على بعد حوالي مائة ياردة من الضحايا، يبدئون بإطلاق النار من الأسلحة الخفيفة.. وعندئذ يعمد الطيارون فوقهم بالاستنتاج أن القادمين يحملون أسلحة أو متفجرات في حين أنها عدسة تصوير أو مواد مدنية، فينطلق الطيارون بتوجيه أسلحتهم من الجو ليحولوا القادمين الأبرياء إلى أكوام متقطعة من اللحوم والدماء المتناثرة، وتكون النتيجة حصول جريمة المذبحة.. وهكذا تم ذبح العراقيين دون أن يكونوا قد فعلوا ما يثير استفزاز هذه القوات.. لكن هذه هي الحرب الأمريكية.. الحرب بلا قيود هي الجحيم بعينها..
     وفي معرض دفاعه عن هذه المذبحة، يكتب مراسل جريدة الواشنطن بوست David Finkel، ومؤلف كتاب: الجنود الطيبون The Good Soldiers: "ما يُساعد على فهم المأساة بالنقيض لبعض التفسيرات لهذا الهجوم على بعض الناس وهم يسيرون في شارع عام وفي نهار ساطع لطيف.. ان الهجوم حدث في منطقة كانت مسرحاً لضرب الجنود الأمريكان وهجمات بأسلحة ألـ RPG ضدهم.. والجزء الذي سار فيه رجال رويترز المغدورون كان الأسوأ.. كان مسرحاً للمعارك قتل فيه جنود أمريكان واستخدمت فيه مختلف الأسلحة..
    "وفي سياق أكثر.. أنتَ ترى نسخة محررة من الفيديو.. الفيديو الكامل يمتد لفترة أطول.. تظهر صورة الشاحنة المضروبة بحجم أكبر وترى الطفلين.. المروحيات ربما كانت على بعد ميل.. لم يكن واضحاً للجنود محتويات الشاحنة سواء كانت تحمل أصدقاء أو متمردين.. لا تعذر الجنود، لكن هناك بالتأكيد شيء من التشويش وعدم الوضوح في تلك اللحظات..
     "لو كنتَ تشاهد الفيديو بصورة كاملة، فسترى شخصاً يحمل ألـ RPG مهرولاً في ساحة المعركة التي وقعت في وقت سابق، وآخر مسلّح، كما أذكر، كواحد من المجموعة، وسترى أيضاً شخصاً آخر من المجموعة مقتولاً وقابعاً على قمة قاذفة.. لهذا السبب وأشياء أخرى، كان على الجنود تنظيف الموقع مرة أخرى.. وللمرة الثانية، لا أحاول أن أعذر ما حدث، لكن هناك أكثر من اعتبار مقارنة بالفيديو المتداول."
     فينكل الذي يبدو بوضوح أنه لن يكتب تكملة لكتابه، وهذه المرة تحت عنوان: الجنود السيئون The Bad Soldiers، "يحاول التغطية على مقتل درزينة من العراقيين المدنيين الأبرياء بزعم حصول التشويش في تلك اللحظات الحقيقية."
     في أفغانستان دفعت حالات القتل المتكررة للمدنيين الأبرياء حتى عميلهم كرزاي الشعور بالمرارة أزاء أحداث القتل المتكررة للمدنيين الأفغان من قبل الجنود الأمريكان وإدانتها بقوة.. في واشنطن بوست تظهر القصة على هذا النحو: "إطلاق النار من قبل الجنود الأمريكان ضد المدنيين الأفغان يثير غضب كرزاي." نشرت الصحيفة ذاتها- الطبعة الورقية:
     "قبل اثنا عشر يوماً من شجبه سلوك البلدان الغربية في أفغانستان، قابل كرزاي طفلاً بعمر أربع سنوات في المستشفى المدني Tarin Kowt في الجنوب..
     "فقد الطفل ساقيه في ضربة فبراير/ شباط نتيجة هجوم جوي من خلال مروحيات قوات العمليات الأمريكية الخاصة التي انتهت بقتل أكثر من 20 مدنياً. كرزاي حمل الطفل من فراشه وخرج به  إلى فناء المستشفى، وفقاً لثلاثة شهود.. مَنْ جرحك؟ سأل كرزاي الطفل أثناء مرور مروحيات أمريكية فوقهم.. أشار الطفل وهو غارق في البكاء.. إلى السماء!!
     "الدموع والغضب لازمت كرزاي في تلك الحالة في المستشفى- محافظة Uruzgan- لفترة ليست بالعابرة، طبقاً للعديد من المساعدين.. كان موقفاً يتسم بالغضب والتحدي وسط حالات من الإحباطات السياسية الأخيرة التي أثارت سيلاً من عواطف الرئيس الأفغاني ضد الغرب وتسببت في أزمة قصيرة في علاقاته مع الولايات المتحدة. كما أن هذا الموقف عبّر أيضاً عن رسالة تذكير قوية بسبب تكرار أحداث إصابات المدنيين الأفغان..  لا تخلو من أبعاد وانعكاسات سياسية أكثر امتداداً في آثاره وتأثيراتهً من مجرد أحدات القتل ذاتها."
لكني أفترض أن فينكل يمكنه أن يبرر هذا الحدث/ الموقف أيضاً!!


ممممممممممممممممممممممممـ
War Crimes in Iraq and Afghanistan,Robert Dreyfuss,uruknet.info,April 13, 2010.
* يمكن مشاهدة الفيلم على موقع uruknet.info..

نصرة الأسرى و مقاومة قرار التهجير تتطلب إنهاء الإنقسام و إستعادة الوحدة


غزة : قالت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني أن نصرة الأسرى و مقاومة قرار التهجير الإسرائيلي الذي يهدد بطرد و تشريد آلاف الفلسطينيين من الضفة الغربية يتطلب الشروع الفوري في إنهاء حالة الإنقسام التي تعصف بالمجتمع الفلسطيني منذ ما يقارب ثلاثة أعوام عانى خلالها شعبنا أوضاعاً قاسية و تعرضت خلالها القضية الفلسطينية لأضرار جسيمة . 
و طالبت الجبهة على لسان أنور جمعة ناطقها الإعلامي في قطاع غزة في تصريح صحفي اليوم جماهير الشعب الفلسطيني و قواه السياسية إلى اعتبار يوم الأسير الفلسطيني الذي يصادف غداً يوماً وطنياً و كفاحياً تتوحد فيه كل الجهود و الطاقات لدعم الأسرى البواسل في سجون الاحتلال   
الذين يعانون ظلمة السجن و سطوة الجلاد و لمواجهة مخططات الاحتلال التي تستهدف النيل من صمود شعبنا و تشبثه بأرضه و حقوقه الوطنية .
و قال جمعة أن تصعيد الاحتلال لعدوانه على شعبنا و تشديد حصاره و إزدياد وتيرة قمعه و بطشه لأسرانا و مخططاته لتهجير شعبنا و طرده من وطنه ما كان ليحدث لولا حالة الإنقسام الأسود الذي غلب فيها البعض التناقضات الثانوية على التناقض الرئيس ، و شدد جمعة على أهمية الوحدة الوطنية لمواجهة المخاطر و التحديات التي تواجه شعبنا و قضيته قائلاً آن الأوان لطي صفحة الإنقسام و لم يعد مقبولاً أي عذر للإمتناع عن التوقيع على الورقة المصرية للخروج من آتون الانقسام و تحقيق المصالحة و التوصل لاتفاق وطني شامل يعيد وحدة الشعب و الوطن و القضية .
هذا وقد دعت الجبهة جماهير شعبنا في قطاع غزة للمشاركة الفاعلة في الاعتصام التضامني مع الأسرى و الذي ستنظمه لجنة الأسرى للقوى الوطنية و الإسلامية غداً السبت أمام مقر الصليب الأحمر بمدينة غزة .
جبهة النضال الشعبي الفلسطيني

الدولة المارقة والمجتمع المارق


خالد خليل
 
ليس من الطبيعي بعد اثنين وستين عاما من الاحتلال أن يكون المجتمع الإسرائيلي بغالبيته الساحقة على هذا النحو الحاد من العنصرية والتطرف إلى درجة التعبير العلني عن كراهية العرب وتصنيفهم داخل قوالب، كأنماط غير قابلة للتطور الإنساني وتتصف بالدونية المطلقة. وقد عبرت إحدى القادمات الجدد من جنوب إفريقيا عن الجوهر العنصري للمجتمع الإسرائيلي في الفيلم الوثائقي الذي صورته ونشرته مؤسسة عدالة مؤخرا، حيث قالت إن العربي بشع ومقرف ويلبس حذاء ابيض رخيصا، وقالت أنا لا أحب العرب ولن اقترب منهم. وقد شعرت بالحرج بعدما فاجأها الشبان الذين قابلوها أثناء التصوير وقالوا لها إنهم عرب وسألوها عن وجوههم وأحذيتهم إن كانت جميلة أم لا، فأجابت بإحراج „ أنهم هكذا قالوا لها ...” فعبرت عن أسفها وهرولت مبتعدة لدرء مزيد من الإحراج . وهذه القادمة الجديدة مضى على وجودها في البلاد أربعة أشهر فقط.
استطلاعات الرأي الأخيرة التي أجرتها مؤسسات بحثية إسرائيلية تشير كلها إلى صعود حاد في مؤشر العنصرية داخل المجتمع الإسرائيلي تجاه العرب. وتكفي الإشارة إلى بعض النتائج مثل أن 52% من الإسرائيليين غير مستعدين للسكن في حي تقطنه عائلة عربية واحدة، أو أن 50% من الشبان اليهود يعتقدون أنه يجب عدم منح العرب حقوقا مماثلة لحقوق اليهود في إسرائيل، وأن 56% منهم يعتقدون أنه يجب عدم السماح لهم بالترشح للكنيست، وأن 48% منهم سيرفضون إخلاء بؤر استيطانية أو مستوطنات في الضفة الغربية.
جميع معدي الاستطلاعات يؤكدون أن هذه النسب لا تعبر عن الواقع وأنها اكبر بكثير في حقيقة الأمر ، إلا أن الجمهور الإسرائيلي تعلم أيضا عدم الكشف عن حقيقة موقفه كجزء من جوهره ورؤيته العنصرية. وتعلم أيضا عدم إبراز موقفه الحقيقي في العلاقات الشخصية مع العرب خاصة وإنها علاقات بمعظمها يفرضها واقع الاحتكاك اليومي مع الجمهور العربي.
ورغم أن السياسات العنصرية الإسرائيلية ليست محل شك من حيث عنفها وشراستها ووضوحها، لم تنشأ داخل المجتمع الإسرائيلي حركة شعبية جدية تعارضها ، باستثناء مجموعات صغيرة تكاد لا تكون مؤثرة، لا بل منبوذة ومتهمة بالخيانة.
ولقد باءت المراهنات على نشوء يسار إسرائيلي جديد مناهض للعنصرية بالفشل، خاصة وان هذا اليسار المزعوم مأزوم بتمسكه غير المبرر بالحركة الصهيونية والفكر الصهيوني ولا يترك فرصة إلا ويفاخر بانتمائه إليه، من خلال عملية تزييف خطيرة لطبيعة الصهيونية واعتبارها تحمل وجها إنسانيا يعبر عنه هذا اليسار.
قد لا تخلو مواقف اليسار من مسحات نقدية للعنصرية الرسمية، لكنها تزدحم بمطالبة الضحية بالاعتدال وعدم التطرف واحترام القانون، والاهم من ذلك الاعتراف بالحقوق التاريخية ومن ضمنها حق تقرير المصير لهذه الحركة العنصرية على ارض فلسطين. ولا يتورع هذا اليسار عن اتهام الفلسطينيين وتحميلهم المسؤولية عن تشريدهم أو على الأقل مساواتهم بالمجرم عند أي عملية مقاومة للاحتلال وتجلياته. وفي معظم الأحيان برر رموز اليسار الإسرائيلي الحروب العدوانية وتبنوا الروايات والتبريرات الرسمية لحكومتهم قبل شن العدوان وأثناءه، حتى ارتكاب مجازر كبيرة وفاضحة لا يمكن تغطيتها، فتخف نغمة التأييد وتغلف بنقد خجول على الأغلب.
كما يبدو فان الأسس الديمقراطية المتطورة التي ترسخت في إطار ما يعرف بالديمقراطية الاثنية (لليهود فقط)، لم تنجح في خلق ثقافة ديمقراطية حقيقية- إنسانية- داخل المجتمع الإسرائيلي تمكنه من تجاوز سمة المجتمع الكولونيالي العنصري الذي يستقتل في الدفاع عن امتيازاته الناتجة عن الظلم والاستبداد والنهب والتدمير الثقافي والاجتماعي والسياسي لشعب بأسره. ومن هذه الزاوية فقط يمكن فهم النظرة العنصرية الاقصائية للآخر وتبرير وشرعنة السلوك الإسرائيلي اللا إنساني للحكومة والمجتمع في إسرائيل بما يتناقض مع ابسط القيم والحقوق المتعارف عليها عالميا.
تابعنا متعمدين في المواقع والصحف العبرية هذا الأسبوع ردود الشارع الإسرائيلي في قضية الصحفية عنات كام التي سربت معلومات أمنية من الجيش تثبت إعطاء أوامر بقتل الفلسطينيين تتعارض مع قرارات المحكمة العليا، وقد تراوحت هذه الردود حولالخطأ التي ارتكبته المجندة الإسرائيلية وبين ضرورة أو عدم ضرورة محاكمتها” في حين لم يبد الشارع الإسرائيلي (باستثناء بعض كتاب صحيفة هآرتس) احتجاجا يذكر على سلوك الجيش والمخابرات الإجرامي وغير الأخلاقي, ولم يطالب بمحاكمة المسؤولين عن عمليات القتل غير القانونية، علما أن كثيرين طالبوا بمحاكمة المسؤولين عن الإهمال في قضية التسريب الأمني.
لقد مرت الجماهير العربية في الداخل عاما ونيف(عمر الحكومة الحالية) حافلا بتنامي وتصاعد العنصرية الشعبية والرسمية، تميز بكثافة عملية القوننة الإسرائيلية للعنصرية، مما يحتم انطلاقة جديدة في الذكرى الحالية للنكبة ينبغي أن تتجلى بمشاركة واسعة في المسيرة التقليدية المزمع إجراؤها في العشرين من الشهر الجاري هذا العام في قرية مسكة المهدمة في المثلث، إحياء للنكبة وتعبيرا عن تمردنا على القوانين العنصرية وخاصة القوانين التي تحاول وضع القيود على احتفالات النكبة أو فرض الولاء بالقوة على المواطنين العرب، إضافة إلى قرار التطهير العرقي الذي يضع تحت طائلته نحو 70 ألف فلسطيني مهددين بالتهجير القسري والفوري. لقد حان الأوان لان نطلق صرخة مدوية في وجه الدولة المارقة والمجتمع المارق الذي يحقق رخاءه على حساب تعاستنا.