الجمعة، 16 أبريل 2010

معا .. نقاوم التهويد والتهجير والإبعاد


د.هاني العقاد
لا يعيش الثائر تحت قانون المحتل  ولا يعترف الثائر بقانون المحتل, فكل قانون يشرعه الاحتلال يهدف لمواجهة أصحاب الأرض الحقيقيين ويهدف لتمكين اليهود من فلسطين, ولا يعرف الثائر قانونا غير قانون المقاومة وهو تحت الاحتلال , ولعل العيش تحت وصاية قانون المحتل ورغباته العنصرية  لهو اعتراف بحق اليهود وشرعية بقائهم في فلسطين و شرعية قوانينهم العنصرية .  أن أمر التهجير والإبعاد الذي سيطبق بناء على القرار العسكري رقم 1650 والذي صادق علية الجيش الإسرائيلي والذي سيدخل حيز التنفيذ هذا الأسبوع هو قرار عسكري عنصري لا يصدر إلا عن هيئات عسكرية لا
 تعترف بالحقوق المدنية للفلسطينيين ,ولا تعترف بأي اتفاقيات وقعتها إسرائيل مع الفلسطينيين  وهو قرار يستهدفنا بالدرجة الأولى كفلسطينيين أينما وجدنا , ليس فقط في القطاع أو الضفة ,ولا في القدس الحزينة  ولا في بيت لحم, ولا في بئر السبع ,ولا في أم الفحم و إنما على كل شبر من أرض فلسطين التاريخية  ,لان طبيعة القرار عنصرية وطبيعة القرار طبيعة غير قانونية ومن أصدره لا يمتلك الحق القانوني في وجوده على أرض فلسطين ,وما وجودة هنا في فلسطين بكاملها إلا بالقوة المسلحة والقتل و التدمير والحرب والتخويف والإرهاب المنظم ولا يملك الحق في إبعاد أي
 فلسطيني عن أرضه أينما كان أو يملك الحق في منع الفلسطيني من الإقامة على أرض فلسطيني , فقد عرفها الفلسطيني قبل أن يعرفها القانون الدولي , لهذا فان قانون المحتل باطل  ليس عندنا كفلسطينيين وإنما  لدي كل أحرار العالم  بدعم من كافة القرارات والمواثيق والمعاهدات الدولية . إن قرارات الاحتلال هذه تسعي إلى تجسيد الانقسام الفلسطينيين وخاصة أن أبناء غزة لا يمكنهم المكوث في الضفة أو العكس و كأن ارض الفلسطيني أصبحت محرمة علية وعلى أبنائه و أحفاده , وليس له الحق في التنقل أو الإقامة داخل بلاده برغبته  وليس له الحق في العيش و الإقامة أينما أراد
 ولا حتى في جزر القمر ولا حتى في أطراف الصومال المحروق وهذه أبسط الحقوق التي كفلتها له المواثيق والأعراف الدولية . قد لا يسأل الفلسطينيين من الآن فصاعدا عن المواثيق والقوانين الدولية  التي تحمي حقوقهم كبشر  والتي تحمي حقوقهم المدنية كمواطنين في أرضهم والتي تحمي حقهم كمتضررين من الاحتلال وأساليبه لان حكومة التطرف الصهيوني لا تعتبر أن هناك قوانين ومواثيق تحمي الإنسان الفلسطيني و تتيح له البقاء في أرضة ليعيش أو يموت بكرامة, وقد لا يسأل الفلسطيني من الآن فصاعدا عن قوانين النازيون الجدد وإجراءاتهم التي حولت مدنهم إلى معسكرات
 اعتقال أقسي و أصعب من معسكرات الاعتقال التي خصصت لليهود زمن النشوة الألمانية  , و ما يسأل عنه الفلسطيني اليوم لابد وأن يتحدد بالضبط ألا وهو كيف يتسلل الفلسطيني ويقاوم . إن إسرائيل بقرارها هذا حولت الآلاف من الفلسطينيين إلى مطاردين و إلى ثائرين لان الفلسطيني لن ينتظر وصول المدرعات الإسرائيلية لمكان سكناه ليقتاده الجنود كمتسلل إلى بلادة و يحاكم لأنة عاش في بلادة و عاش بين أهله وعشق كل حبة تراب حملت قدميه خطوة للأمام , و لعل إسرائيل و حكومتها المتطرفة تقصد استصدار هذا القرار بهدف تحويل العامل الديموغرافي لصالحا في المدن
 الفلسطينية الكبرى والقدس خاصة  هذا بالإضافة إلى عزل السكان الفلسطينيين عن بعضهم البعض وعزل فلسطينيي العام 48 عن باقي الفلسطينيين و الحيلولة دون وصولهم للقدس مستقبلا و بالتالي لن تهب الجماهير للدفاع عن القدس أمام مخططان بناء العشرات من الكنس الإسرائيلية أمام باحات المسجد الاقصي و تهويد ما تبقي من عروبة في أحياء و شوارع القدس والنيل من مسجدها الأقصى وقبة صخرتها بالهدم و التدمير كما أن هذا القرار سيحول دون قيام الآلاف من المسلمين الفلسطينيين بممارسة شعائرهم الدينية بالصلاة في المسجد الأقصى و الرباط بداخله.
يبدو أن إسرائيل لا تحاول التعرف على مشكلاتها مع الفلسطينيين بقدر ما تحاول أن تنفذ خططها العنصرية و تفتعل مشكلات جديدة  وبالتالي فان العنصرة هي السياسة الغالبة في السلوك الإسرائيلي ,و لو أن  حكومة إسرائيل المتطرفة تعمل بأفكار من شأنها أن تخلق فرص للسلام لكان أكثر أمنا لإسرائيل وبالتالي فان إسرائيل وحكومتها المتطرفة هي التي تهدد أمن ذاتها وليس الفلسطينيين وحدهم , ومن هذا يبدوا أن زمن التسلل قد حان ويبدو أن زمن  المطاردة قد حان ,ويبدو أن زمن إحباط كل المخططات العنصرية الإسرائيلية قد حان ,ويبدو أن زمن المقاومة الشعبية والغير شعبية
 قد عاد والفلسطينيون بالطبع سادة المقاومة الشرعية بالعالم ,وزمن العشق الحقيقي للمقاومة قد حان ,وزمن التوقف عن العبارات والتصريحات والمسيرات فقط قد حان لان المقاومة تطلب الفعل أكثر وتطلب العمل بصمت أكثر وتطلب معا أكثر من الأنا ,  كل الفلسطينيين اليوم مطالبين بالبارود والصواريخ والرصاص  والحجارة   , وكل الفلسطينيين اليوم مطالبين بالوحدة فعلا لا حديثا وإستراتيجية وحيدة لا يمكن بدونها العيش ,والكفاح ,وبناء الدولة ,وأعمار القدس قبل غزة ,وأعمار غزة بسواعد موحدة وسواعد لا تعرف إلا العمل الوطني طريقا وحيدا للانتصار, فمعا تكون مقاومتنا
 اقوي ومعا نبطل الأمر العسكري هذا وغيرة من القرارات والقوانين ,ومعا تصبح كلمتنا مخيفة ,ومعا تصبح صواريخنا مدمرة ,ومعا يعرف الرصاص الطريق لصدور الغاصبين ,ومعا يصبح الحجر قنبلة مدوية ,ومعا تصبح شعاراتنا مرعبة ,ومعا نجبر المحتلين للهرولة من بلادنا و ترك قدسنا لعروبتها ,ومعا نحفظ أنفسنا وأبنائنا والأجيال القادمة من عبث وقهر المحتل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق