الأربعاء، 7 أبريل 2010

تآكل إسرائيل من الداخل


بقلم: د. فوزي الأسمر
يعصب على المراقب من الخارج أن يدخل إلى أعماق الصراع الدائر داخل إسرائيل، والتحديات التي تواجهها حكومة وشعبا. فالواقع أن هناك أكثر من تحد وأكثر من محور يدور فيها هذا الصراع والذي يترك بصماته على كل مجريات الحياة داخل الكيان الصهيوني. ولكن هناك ثلاث تحديات أساسية يواجهها  هذا الكيان .
ففي المقدمة يقف الصراع النفسي بين السير في الطريق التي شقتها الحركة الصهيونية له، وبين التعامل مع الواقع المحلي والعالمي. ولهذا السبب تطفو على السطح خلافات أساسية بين اليمين واليسار الصهيوني وبين اليمين الصهيوني والحركات والطوائف الدينية اليهودية الموجودة في إسرائيل. وهناك التحدي الذي يبرزه عرب 1948.
فقد كان اليسار الصهيوني دائما حذر من سيطرت اليمين الصهيوني على البلاد. وهذا هو السبب الرئيسي الذي دفع أحد مؤسسي الدولة الصهيونية والحركة العمالية اليهودية، دافيد بن غوريون، بأن يصدر أوامره بقصف وإغراق السفينة "ألطلينا " عندما رست أمام شواطئ تل ــ أبيب (يوم 22 حزيران/ يونيو 1948).
السبب في ذلك يعود إلى أن هذه السفينة كانت تحمل على متنها 930 شابا يهوديا قادمين من أوروبا ينتمون إلى منظمة "إتسل" التي كان يتزعمها مناحيم بيغين، مع أسلحتهم وعتادهم. وبالفعل قام مقاتلون من منظمة "الهاجناه" التابعة لليسار الصهيوني بقيادة الجنرال يغال يادين بقصف السفينة وإغراق كل من فيها من البشر مع سلاحهم  وعتادهم. وفي تصريح نسب إلى بن غوريون  يقول فيه: "لو وصلت هذه المجموعة إلى داخل البلاد لاختل توازن القوى وخسرنا السيطرة على الحكم".
ولم يكن هذا مجرد عمل عابر أو تصريح لتبرير الأوامر التي أصدرها بن غوريون في حينه، بل كانت هذه عقيدة راسخة في فلسفة حياته. وقد نقلت صحيفة "هآرتس" (31/3/2010 ) في مقال كتبه أحد محلليها السياسيين الرئيسيين، أمير أورن، اقتباسا مطولا  ننقله كما ورد:
"انتظر رئيس المخابرات الإسرائيلية العامة، عاموس مانور، في مبنى الكنيست القديم في القدس، رئيس الوزراء في حينه دافيد بن غوريون والذي إنتهى من إلقاء خطابه، عن نيته في إقامة الحكومة الجديدة  بدون حزب حيروت والحزب الشيوعي الإسرائيلي. وبعد عدة سنوات روى مانور لصديق له وهو رجل الأعمال إسحاق غاديش عن حوار دار بينه (أي بين  مانور) وبين بن غوريون وهما في طريقهما لمكتبه.
سأل مانور لماذا حكومة بلا حزب حيروت؟ إنني أفهم أن تقوم حكومة بدون الحزب الشيوعي، ولكن بدون حزب حيروت؟  لماذا؟ إنهم (أي أعضاء هذا الحزب) يهود، وصهيونيون، ووطنيون. وكعادته لم يجب بن غوريون فورا. وعندما وصلا إلى مدخل مكتب رئيس الوزراء، توقف  وأمسك بأحد أزرار معطف مانور وقال له: عاموس، أنهم  متهورون، أعطهم الحكم وقد يعملوا على القضاء على الدولة".
فهناك في إسرائيل من يزال يعتقد أن بن غوريون على حق في تقييمه لموقف اليمين الصهيوني. ولعل الصراع الأخير بين بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي باراك أوباما قد أقنع الكثيرين بوجهة نظر بن غوريون. ولهذا السبب أعيد نشر هذه الأفكار بعد 37 سنة من وفاته.
والتحدي الثاني داخل المجتمع اليهودي في إسرائيل هو موقف المستعمرين والمتدينين اليهود. فقد قويت شوكتهم مع وصول اليمين المتطرف إلى سدة الحكم، وسيطرتهم على الأغلبية في الكنيست. وقد ظهر الصراع بين العلمانيين والمتدينين في أكثر من موقف لدرجة التصادم بين الفريقين وسقوط جرحى.
ثم بدأت المطالبة من جانب الأحزاب المتدينة بضرورة تغيير بعض المناهج التعليمية لتتوافق مع التطلعات التي تتبناها هذه الأحزاب، وهو أمر أثار غضب الكثيرين من اليهود في إسرائيل.
ولم تقتصر الأمور عند هذه الحد، بل أخذ المستعمرون والمتدينون اليهود بتحدي الحكومة الإسرائيلية، فأقاموا محطة إذاعة خاصة بهم أطلقوا عليها إسم "جالي يسرائيل" (هآرتس 23/2/2010) هذا إضافة إلى الصحف والمطبوعات الأخرى التي تصدرها هذه المستعمرات اليهودية، والتي تحمل النقد والتحريض على الحكومة وحركات السلام في إسرائيل والعالم.
وقد أعرب قادة الجيش الإسرائيلي عن قلقهم بسبب رفض بعض الجنود المتدينين تنفيذ أوامر قادتهم المتعلقة بالمستعمرات اليهودية والمستعمرين اليهود وقد طالب هؤلاء القادة بضرورة اقتلاع الأعشاب البرية المتفشية  بالجيش (معاريف 17/11/2009).
ورفع المتدينون هذا الوضع درجة إضافية، عندما طلب القائد الروحي الحاخام زلمان ميلامد من الجنود المتدينين القيام بمظاهرات احتجاج أمام معسكراتهم ضدّ أوامر قادتهم التي تطالب بتفريغ بعض المستعمرات (العشوائية). (يديعوت أحرونوت 23/12/2009)
وفي مقال مطول نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" واسعة الانتشار قبل سنة (2/6/2009) جاء فيه أن القيادة الدينية تحرض الجنود على الفتك بالفلسطينيين ويقف قادة الجيش لا حول لهم ولا قوة.
تقول الصحيفة: "الشيء المخيف هو المسيرة التي نمر بها ... أنظروا ماذا يحدث في جيش الدفاع الإسرائيلي. ففي الحرب الأخيرة في غزة افتخر الجنود الذين يلبسون القبعات (التي يضعها الرجل المتدين اليهودي على رأسه) بعددهم الكبير في الوحدات المقاتلة وبين القادة في الجيش أيضا. ولكن تبين أيضا أن بعض القادة المتدينين في الجيش رافقوا هؤلاء المقاتلين وشجعوهم على القتال، بل وزعت هذه القيادة كتيبات للجنود تطالبهم فيها بمعاملة العدو بوحشية وتحذرهم من الرحمة بهم. وتقول هذه الكتيبات أنه يجب عدم التنازل عن أية قطعة من أرض إسرائيل، لأنه لا يوجد أي حق للفلسطينيين للعيش عليها  وطبعا يجب عدم منحهم دولة".
وتبين من استطلاع للرأي العام اليهودي في المستعمرات اليهودية أن 21 بالمائة من الشباب يعتقدون أنه يجب معارضة إخراجهم من مستعمراتهم بقوة السلاح إذا حاول الجيش الإسرائيلي القيام بذلك. كما تبين أن 54 بالمائة من سكان المستعمرات اليهودية لا يعترفون بحق حكومة إسرائيل أن تقرر إخلاء المستعمرات (أجرى هذا الاستطلاع مركز أبحاث ترومان من أجل السلام ومقره القدس ونشر يوم 31/3/2010). هذه صورة مقتضبة عن بعض هذه التحديات التي تقلق الكثير من الإسرائيليين ومن قادة الجيش وقليل من قادة اليمين الحاكم.
وأما التحدي الثالث فهو تحدي عرب 48 الذي واكب كل الأجيال العربية في الداخل منذ النكبة الفلسطينية. وقد كُتب الكثير عن التحدي الذي يواجهه الكيان الصهيوني خصوصا من الأجيال العربية التي ولدت وتثقفت وترعرعت  في إسرائيل.
وقد جاءت أخر إشارة  إلى ذلك  من  وزير الحرب الإسرائيلي السابق، موشه أرنس في مقال له حمّل فيه حكومات إسرائيل مسؤولية تطرف عرب 48 خصوصا الأجيال الصاعدة كون أن هذه الحكومات لم تعمل على دمج عرب 48 في حياة الدولة. ولإثبات وجهة نظره، أشار أرنس في مقاله إلى مظاهرة "يوم الأرض" التي انطلقت في قرية سخنين في الجليل، حيث رفع المتظاهرون الشباب صور السيد نصر الله، الأمين العام لحزب الله، وصور للشهيد عماد مغنية. (هآرتس 6/4/2010).
فالموضوع الذي لم يتطرق إليه الكاتب هو أن دولة صهيونية لا يمكن لها أن تمنح مواطنين غير يهود فرصة الاندماج في الدولة بدون التنازل عن أيديولوجيتها العنصرية. ويرى الكثيرون من المفكرين اليهود أن موضوع عرب 48  وهو أكبر تحد تواجهه إسرائيل منذ قيامها، وأن هذا التحدي يتزايد بشكل مستمر مع مرور السنين.
هناك تحديات أخرى تواجه الكيان الصهيوني، ولكن التحديات الثلاثة المذكورة أعلاها هي التي تلعب دورا رئيسا في حياة رجل الشارع اليهودي في إسرائيل والتي يمكنها أن تقرر الكثير بالنسبة له ولمستقبله ومستقبل عائلته.
* كاتب وصحافي فلسطيني يقيم في واشنطن.

ميلاد البعث عنوان فجر عربي جديد


حِزْبُ البَعْثِ العَرَبي الاشْتِرَاكي القومي         أُمةٌ عرَبِيةٌ وَاحِدَة    
         قيادة قطر اليمن                         ذاتُ رِسالَةٍ خَالِدَة
      مكتب الثقافة والإعلام
وحدة   حرية   اشتراكية

ميلاد البعث عنوان فجر عربي جديد

أيها المناضلون البعثيون
يا أبناء شعبنا في اليمن
هاهي الذكرى الثالثة والستون لتأسيس حزبكم العظيم – حزب البعث العربي الاشتراكي – تطل علينا بعبقها التاريخي الحي لنستذكر معها اللحظات الأولى لانبثاق فجر الأمة الجديد ، تلك اللحظات التي أشع منها نور البعث الخالد ليضيء سماوات العروبة والعالم بأمل متجدد يذكي أمل التحرر والانعتاق والعدل، ليس في نفوس العرب فحسب، بل في نفوس وعقول كل الشعوب والأمم المقهورة المناضلة التواقة للحياة الحرة الكريمة.
لقد مثل يوم السابع من نيسان 1947 أكثر من مجرد ميلاد حزب، - إنه ميلاد أمة – تأبى أن تموت ، وتأبى أن تضام، فكان السابع من نيسان بمثابة ثورة عربية ضد التخلف والرجعية والتبعية والتمزق والقطرية، وثورة ضد التمايز والطبقية، في الوقت الذي مثل ثورة ضد الفئوية والطائفية والمذهبية، والعرقية والسلالية، لذا التفت الجماهير العربية على امتداد الوطن العربي الكبير حولها، وحول حزبها الوليد لأنها وجدت فيه تعبيراً عن كل آمالها، ومنقذاً لها من كل آلامها.

ايتها الجماهير العربية المناضلة ...ايها الاحرار في الامة
أن المتتبع لحركة الحزب ومجمل المتغيرات في الساحة السياسية العربية، يدرك منذ الوهلة الأولى أن حزب البعث العربي الاشتراكي هو الزهرة الأينع التي نبتت في صحراء العرب لتملأ الدنيا بعبقها وأريجها الفواح، فغدت تجربته تجربة إنسانية تدرسها وتنهل منها الشعوب والأمم، وأصبحت مثلاً يحتذي به في النضال والمطاولة والصمود.وهنا كانت بداية التواصل بين الطموح والممكن بين القائد المؤسس و القائد المجدد ،بين الامس واليوم وغدا... ويحق لنا هنا ان نستدعي التاريخ البعثي كله من خلال استحضار العلاقة التاريخية التي شكلت فعلا نقطة البداية في التجربة البعثية التي كانت بمثابة معجزة تاريخية في حياة الامة تحققت من خلالها ثورة بعثية في قطر من اهم اقطار الامة العربية ،تحشدت كل قوى البغي والعدوان ضدها لانها كانت وليدة((تواصل فكري بين القائدين التاريخيين، احمد ميشيل عفلق وصدام حسين،وهو ثمرة من ثمار التواصل الروحي بينهما،وهو تواصل يستند الى موقف مصيري مشترك من حالة الانبعاث في الامة،وحركة نضالها، وحاجات نهضتها وتحقيق مشروعها الحضاري الإنساني الجديد....تواصل يعني الصيرورة المبدئية والتاريخية،اي التكامل والترابط المصيري،والتأصيل والتجديد والتواصل مع ينابيع الابداع، والمتمثلة بالتراث وبالنضال وبالواقع القومي وبروح العصر)) ، والاهم في التواصل انه إرتبط بالنظرة (الى الحزب من خلال البعث ،والى الوطن من خلال الامة، والى الامة من خلال الرسالة،بقيت القاسم المشترك المميز لهما.وكلاهما نظر الى "السلطة "نظرة شك وامتحان واداة لخدمة الشعب والمبادىء وكلاهما كان يضع تجربة الرسول العربي كمصدر ومنبع وقدوة ومثال.) من اجل هذا التواصل الروحي ظلا وسيظلا يشاركاننا احتفائنا بذكرى ميلاد الحزب ويذكران العالم كله بتجربة الحزب في العراق العظيم الذي تكالب عليها كل الحاقدين على الثورة والوحدة والتقدم والنهضة والمشروع الحضاري الذي ولد في عراق القائد المجدد صدام حسين وفكر القائد المؤسس كتعبير عن ((حيوية الفكر ودقته وأصالته،وضبط المعادلات الفكرية المبدئية مع حركة الواقع والنضال)).
ايها الرفاق في ارض الرافدين  ايها البعثيون في كل مكان
ولأن البعث العربي الاشتراكي عنوان الأمة في حاضرها ومستقبلها، كما هو خلاصة تاريخها العريق المشرق، فقد تكالبت عليه قوى التآمر منذ اللحظات الأولى، فقد استشعر أعداء العروبة والإسلام بمقدار الخطر الذي يشكله البعث على مخططاتهم المريضة، إلا أن البعثيين الأماجد استطاعوا بصبرهم وثباتهم ونضالهم الدؤوب أن يتجاوزوا كل التآمرات والمتآمرين  عبر مسيرة البعث الطويلة وما يزالون في صفحة الحواسم بالرغم من كثافة مخططات المتامرين والحاقدين .

أيها الرفاق المناضلون
يأ ابناء أمتنا العربية المجيدة
إن القوى التآمرية التي أقلقها ميلاد البعث ومسيرته الظافرة، ماتزال تواصل حملاتها المسعورة لمحاولة النيل منه، في سياق محاولاتها التآمرية على الأمة العربية، مدركة مدى الترابط بين مشروع الأمة ومشروع البعث في الوحدة والحرية والاشتراكية، لذا وبعد أن ارتكبت تلك القوى الشريرة جريمتها النكراء، باحتلال العراق وتدميره وقتل اكثر من مليون ونصف المليون من شعبه واغتيال اكثر من مئه وسبعين الف من خيرة كوادر الحزب ومن ذوي الكفاءات العالية بمختلف التخصصات ، أفصحت -تلك القوى- بشكل سافر عن مشاريعها الاستعمارية الرامية إلى تفتيت الوطن العربي، وتحويل أقطاره إلى أشلاء ممزقة يسهل ابتلاعها وهضمها، وفي هذا السياق ركزت القوى الامبريالية والصهيونية كل جهدها لتمزيق قطر السودان، ونهب ثرواته والسيطرة على موارده الإستراتيجية، والتآمر على شعبه ومحاولة فصله عن محيطه العربي بذرائع مختلفة شتى، في الوقت الذي خلطت الأوراق على الساحة اللبنانية، لتبقى ساحة انفجار متوقع بين اللحظة والأخرى، يساندها في ذلك الدور الإيراني الفارسي الصفوي، الذي بدأ يمد أذرعه الاخطبوطية الخبيثة إلى باقي الأقطار العربية، فمن دعواته الطائفية والمذهبية في مصر ودول المغرب العربي والسودان والسعودية، إلى تدخله السافر في الشؤون اليمنية ودعمه المادي والعسكري واللوجستي لعناصر التمرد الحوثي التي تخدم مصالحه وأهدافه المتماهية مع الأهداف الأمريكية الصهيونية الرامية إلى تمزيق أقطار الأمة وتحويلها إلى مناطق نفوذ وهيمنة اقتصادية وسياسية تابعة تدور في فلك الإمبريالية الأمريكية والصهيونية الاستيطانية.
يا أبنا شعبنا في يمن الوحدة والديمقراطية
إن خطر التمرد الحوثي، الذي ثبت أنه مدعوم إيرانياً، يستهدف تمزيق اليمن أرضاً وإنساناً ، وتحويله إلى ساحة صراع بين قوى خارجية تصفي حساباتها على الأرض اليمنية، كما يهدف لتحويل اليمن إلى ورقة مراهنة وضغط في لعبة التجاذبات الأمريكية الإيرانية كما هو الحال في لبنان.. وهو لا ينفصل في دوره وأهدافه التآمرية عن لعبة مايسمى بـ(الحراك الجنوبي) الذي تحول من حالة مطلبية تنادي بحقوق أصحاب المطالب، إلى دعوة تشطيرية تتآمر على وحدة اليمن وحاضره ومستقبله، وقد اتضح أيضاً أنه يدور في فلك الدعم الخارجي الرامي لتمزيق اليمن وإعادة الاستعمار من جديد، ذلك الدعم الخارجي الذي أخذ يوظف كل حاقد على الوحدة والجمهورية والثورة، مستدعياً الجيف التي لفظها شعب اليمن من توابيتها لتصبح دُماه ومطيته التي تحقق مآربه.
إن الدور التكاملي الذي تلعبه إيران الصفوية، وطموحاتها التوسعية التدميرية الحاقدة على العروبة والإسلام، مازال يحلم بالتهام الخليج العربي بدوله وشعبه وأرضه ومياهه، متجاوزاً في ذلك كل حقائق الجغرافيا والتاريخ، وحتى الإسلام الذي يتستر به لتحقيق ثاراته الفارسية الصفوية الخبيثة.
وفي الوقت الذي يستشري خطر التحالف الأمريكي الصهيوني الإيراني، للقضاء على كل أمل للعرب في الاستقرار والتوحد، تبرز القضية الفلسطينية على السطح، ولكن بوجه مغاير لما هو مؤمل من فصائلها، إذ أن الخلافات والتناحر فيما بين تلك الفصائل أصبح هو السمة الغالبة على أدائها، وطغت تلك الخلافات على مشروع المقاومة والتحرير، فأصبحت مدخلاً لقتل القضية الفلسطينية والقضاء عليها نهائياً – لا سمح الله –

أيهاالمناضلون البعثيون
يا أبناء أمتنا العربية
في وسط كل ذلك تبرز المقاومة العربية الثائرة، المؤمنة بحق الأمة في التحرر والانعتاق والتوحد والرقي، لتكيل الصفعة تلو الصفعة على وجه الاحتلال والاستيطان في فلسطين والعراق، فيتلازم مشروع الأمة النهضوي التحرري مع زغردات البنادق وتكبيرات الجهاد.
إن الفعل الجهادي المقاوم وهو يُركع العنجهية الاستعمارية ، يمزق أحلامها، يثبت يوماً بعد آخر أن أمتنا حية وأنها لاتموت..

أيها المجاهدون على أرض الرافدين
ها أنتم اليوم تعبِّرون عن امتكم، بل أنتم صورة هذه الأمة مصغرة، في حركتكم وجهادكم اليومي لتحقيق الهدف الأول والأسمى في هذه المرحلة، ذلكم هو هدف تحرير العراق تحريراً شاملاً وناجزاً من ربقة الاحتلال الأمريكي الصهيوني الإيراني، وتطهيره من كل المخلفات العميلة وربائب الصفوية والمجوسية، لتعيدوا له وجهه العروبي الحضاري المشرق، فيأخذ دوره التاريخي كطليعة متقدمة في الأمة العربية، هذه الأمة الموجودة حيث يحمل أبناؤها السلاح كما قال القائد المؤسس أحمد ميشيل عفلق(رحمه الله).
إن أمتكم العربية، وحزبكم العظيم – حزب البعث العربي الاشتراكي- ينظران إليكم بكل فخر واعتزاز وتقدير وأنتم تزلزلون الأرض تحت أقدام المحتل وأذنابه، وتبشرون بفجر عربي قادم تزفه تكبيرات الأبطال في سوح الوغى، ليصبح مدخلاً للمستقبل الحر الكريم، ولوحدة عربية أنتم طليعتها، وأنتم حداتها.. فشددوا ضرباتكم، وأيقنوا – كما نحن موقنون – بأن النصر الحاسم لا ريب فيه ( وما ذلك على الله بعزيز) وهو القائل جل شأنه (إن النصر إلا من عند الله).

أيها البعثيون في كل مكان
أيها الأحرار
إن حزب البعث العربي الاشتراكي القومي، وهو يحيي هذه الذكرى الغالية العزيزة على قلوبنا وعلى كل حر شريف في الوطن العربي ليؤكد على الآتي :
1 – إن الدفاع عن الأمة مسؤولية كل القوى الحية فيها، وإن التصدي للمشاريع التآمرية التي تستهدف الأمة، يستوجب وحدة الصف ووحدة الموقف، وعليه فإننا نجدد دعوتنا إلى قيام جبهة عريضة من القوى الوطنية والقومية والإسلامية على مستوى القطر الواحد، كخطوة أولى على طريق قيام الجبهة على المستوى القومي.
2 – ندعو فصائل المقاومة الفلسطينية إلى ضبط النفس، والابتعاد عن المنغصات، التي من شأنها إلهاء شعبنا في فلسطين الحبيبة وأمتنا العربية عن الهدف المركزي، وهو تحرير فلسطين، فالتناحر لا يخدم سوى الكيان الصهيوني ومشاريعه وأهدافه، التي تريد القضاء على الجميع بدون استثناء، لتحقيق حلم صهيون :(أرضك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل)..
3 – إن الوحدة اليمنية الخالدة مفخرة كل العرب، ومهماز نضالهم الوحدوي التحرري، لذا فإن الدفاع عنها والحفاظ عليها، واجب وطني وقومي يقع على عاتق كل عربي.
4 – إن المقاومة العراقية الباسلة عنوان شرف وفخر لكل الأحرار، وهو ما يحتم على الجميع الوقوف في صفها، ودعمها بكل الوسائل الممكنة، التي تساعدها على دحر المشروع الأمريكي الصهيوني الإيراني، الذي أثبتت الأحداث أنه استهدف العراق كمقدمة لاستهداف الأمة في أقطارها، وفي هويتها العربية والإسلامية.
5 – دعوة الأنظمة العربية ولاسيما الخيرة منها، إلى الاعتراف بالمقاومة العراقية ودعمها مادياً ومعنوياً وإعلامياً.
أيها المناضلون البعثيون
إن إحياءكم للذكرى الثالثة والستون لميلاد حزبكم حزب البعث العربي الاشتراكي، تأكيد على استمرار مسيرتكم الظافرة، ووفاءكم للمبادئ، وهو محطة تأمل نستذكر فيها تضحيات رفاقنا عبر ثلاث وستين عاماً لنستلهم من تلك التضحيات دروساً وعبراً في الصمود والاستبسال في سبيل الأمة .. فنرسم من خلالها ملامح المستقبل البعثي المناضل.

-       الخلود في عليين للرفيق القائد المؤسس احمد ميشيل عفلق مؤسس الحزب وأستاذ الأجيال.
-       المجد والخلود في عليين للرفيق القائد صدام حسين سيد شهداء العصر بأني نظرية العمل البعثية.
-       الرحمة والخلود لشهداء الثورة العربية، شهداء البعث العظيم.
-       تحية تقدير واعتزاز للرفيق المجاهد عزة إبراهيم الأمين العام للحزب القائد الأعلى للجهاد والتحرير والخلاص الوطني.
-       تحية إكبار واعتزاز لأبطال البعث وهم يذودون عن أمتهم وتاريخها ومستقبلها على أرض الرافدين.
-       تحية تقدير واعتزاز لكل فصال المقاومة العراقية الوطنية والقومية والإسلامية.
-       تحية لكل بعثي قابض على المبادئ كالقابض على الجمر.
-       الخزي والعار والهزيمة والخذلان لكل متآمر على البعث والأمة وكل متخاذل جبان.

والله اكبر .. الله أكبر .. الله أكبر
وليخساْ الخاسئون

مكتب الثقافة والإعلام
لحزب البعث العربي الاشتراكي القومي
قطر اليمن
صنعاء في السادس من أبريل / نيسان 2010م



تنظيمات الكرخ تهنأ القائد


الرفيق المجاهد عزت الدوري الامين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي والقائد الاعلى للجهاد والتحرير والخلاص الوطني المحترم

في هذه الايام المجيده للنضال والجهاد لشعبنا الصابر الصامد تمر الذكرى الثالثه والستون لميلاد حزب الامه العربيه حزب البعث العربي الاشتراكي وبهذه المناسبه يشرفنا نحن رفاقك في قياده فرع الجهاد والبناء للحزب ان نتقدم بااحر التهاني واجمل التمنيات ونعاهدك ان نكون سيوف مشرعه بيدك ايها الرفيق العزيز لتحرير وطننا من كل اشكال الاحتلالين الامريكي والايراني وعملائهما ان يوم النصر ات باذن الله  بهمتكم وجهادكم وتضحيات رجالنا في مقاومتنا الباسله

عاش حزبنا حزب الطليعه العربيه حزب البعث العربي الاشتراكي
المجد والخلود لشهيد الحج الاكبرالقائد الرمز صدام حسين رحمه الله
مجدا وعزا لشهداء الحزب والمقاومه العراقيه
عاشت الامه
عاش العراق

قيادة فرع الجهاد والبناء
بغداد / الكرخ
الرفيق المناضل عزت ابراهيم الدوري امين عام حزب البعث العربي الاشتراكي والقائد الاعلى للجهاد والتحرير والخلاص الوطني

لمناسبه الذكرى الثالثه والستون لميلاد حزب البعث العربي الاشتراكي نتقدم اليك ايها القائد المجاهد باسم مناضلي فرع خالد ابن الوليد وجماهيره الصامده بالتهاني والتبريكات ونجدد لكم ومن خلالكم لرفاقنا الابطال في حزبنا المجاهد عهد الحب والولاء وان نكون على خطى الشهداء سائرون حتى النصر والتحرير باذن الله

عاش حزبنا المجاهد حزب البعث العربي الاشتراكي
عاش الامه العربيه المجيده
المجد والخلود لشهيد الحج الاكبر صدام حسين رحمه الله
العز والفخر لشهداء المقاومه


قياده فرع خالد ابن الوليد
بغداد/ الكرخ
الرفيق المجاهد عزت ابراهيم الدوري امين عام حزب البعث العربي الاشتراكي والقائد الاعلى للجهاد والتحرير والخلاص الوطني المحترم


باسم تنظيمات فرع ابو جعفر المنصور لحزب البعث العربي الاشتراكي وجماهيره المناضله تتقدم لكم بالتهاني المباركه لمناسبه الذكرى الثالثه والستون لتاسيس حزبنا المجاهد ولنا الشرف ان نجدد العهد والولاء والوفاء لقيادتكم المجاهده ونسير معكم نحو طريق الجهاد والتحرير حتى ياذن الله بنصره القريب


عاش حزبنا المناضل حزب البعث العربي الاشتراكي
المجد والخلود لشهداء حزبنا ومقاومتنا الباسله  وعلى راسهم القائد الخالد صدام حسين ورفاقه البرره
عاشت الامه العربيه المجيده
عاش العراق
عاشت المقاومه وطلائعها القياده العليا للجهاد والتحرير والخلاص الوطني


قياده فرع ابوجعفرالمنصور
بغداد / كرخ
سيدي القائد المناضل شيخ المجاهدين عزة ابراهيم امين عام حزب البعث العربي الاشتراكي والقائد العام للقوات المسلحه والقائد الاعلى للجهاد والتحرير المحترم

تمر علينا الذكرى الثالثه والستون لميلاد حزب الجماهير المناضله حزب البعث
العربي الاشتراكي وبهذه المناسبه نقدم لك ايها القائد باسم تنظيمات فرع العباس لحزب البعث العربي الاشتراكي بالتهاني والتبريكات ونعاهدكم بان نكون جنودكم في ساحات الشرف ساحات الجهاد لتحرير عراقنا العزيز الغالي من رجس الاحتلالين الامريكي والفارسي المجوسي ان يوم النصر قادم لامحال وستعود رايه الله اكبر خفاقة في ربوع بلدنا بعد ان تندحر قوى البغي والعدوان بهمة وشجاعة المقاومين ورجال قواتنا المسلحه الجسوره


مجدا وفخرا وعزا لحزبنا المناضل في ذكرى ميلاده
عاشت المقاومه العراقيه الباسله
المجد والخلود لشهيد الحج الاكبر صدام حسين رحمه الله
المجد لشهداء حزبنا ومقاومتنا الباسله

قيادة فرع العباس
بغداد/الكرخ


بيان تضامني مع أعضاء هيئة التدريس بجامعة صنعاء والجامعات اليمنية


بيان تضامني
مع أعضاء هيئة التدريس بجامعة صنعاء
والجامعات اليمنية

راقب منار للدراسات الاجتماعية وحقوق الإنسان عن كثب في الأيام الماضية ما يدور في أروقة جامعة صنعاء والجامعات اليمنية، وتلك والمطالبات المتكررة لأعضاء هيئة التدريس منذ ما يقارب الربع قرن لاستحقاقات مفروغ منها ومرتبطة أصلا بطبيعة المهنة وإصلاح التعليم لا يجوز تأخيرها أو المماطلة أو التسويف بها مطلقا الا ممن يقف ضد العلم والتعليم.
إن عقول الأمة وقلبها النابض لا يجوز بأي حال من الأحوال أن يظلوا رهن المطالبات المستمرة لأكثر من ربع قرن من الزمان لاستحقاقات مفروغ منها، لما يمثله ذلك من امتهان لعقول الآمة، واستخفاف مطلق بالرموز المضيئة في وطننا الحبيب. بل ويجسد مثل هذا رغبة جامحة في نفوس البعض وغير معلنة في وقف حركة التطور الاجتماعي للمجتمع اليمني تبدأ من عمليتي المماطلة والتسويف مرورا بالاستخفاف بالنظر لأي استحقاقات و انتهاء بما هو أسوى. لكن من ينتهك حقوق الأطفال و إنسانيتهم، ولا يحترم القضاء يهون عليه مثل ذلك.
ومنار إذ يعلن تضامنه ووقوفه إلى جانب رجال التنوير وحملة مشاعل العلم ومع كل استحقاقاتهم، يطالب الجهات المختصة وكل من له علاقة بهذا الأمر الاستجابة الفورية والعمل على التنفيذ الفوري لهذا الاستحقاق.
ان منار يحي هذه الوقفة من عقول الآمة وقادة الفكر والعلم ويقف إلى جانبهم، بشكل مطلق، بل ونطالب كافة منظمات المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية العاملة في الجمهورية اليمنية الوقوف إلى جانب أعضاء هيئة التدريس بجامعة صنعاء والجامعات اليمنية فيما يسعون اليه من إصلاح لمسار التعليم والاختلالات الاخرى في الجامعات اليمنية.
والله الموفق.. هو نعم المولى ونعم النصير،،،
منار للدراسات الاجتماعية وحقوق الإنسان
صنعاء
في 6 ابريل 2010م


اكاديب البرادعي


بقلم : ناصر أبو طاحون

يحلو للدكتور محمد البرادعى أن يفتخر ـ شأنه فى ذلك شأن كل مصرى ـ بوالده وبتاريخه كنقيب للمحامين فى مصر فى ستينات القرن الماضي، وفى أحاديثه يهاجم البرادعى المرحلة التى كانت وبالاً على المصريين حيث لا حرية ولا ديمقراطية بل سجون ومقابر جماعية للأحياء، البرادعى لم يجد حرجاً فى أن يقول مثلاً إن الإخوان المسلمين دفنوا أحياء والشيوعيين تعرضوا للاختفاء القسرى وهو كلام حتى لم يتقول به الإخوان أو الشيوعيون أنفسهم.
فى نفس الوقت نجد البرادعى الأب مقاوماً شرساً ومناضلاً قوياً دفاعاً عن الحريات ومعارضاً لنظام الحكم، وهذا شيء جيد فى حد ذاته وشهادة للنظام الذى يهاجمه البرادعى بوعى أو بدون ـ خاصة إذا كان ذلك مقترنا بأن هذا المعارض الصنديد ـ البرادعى الأب لم تمسه يد الأذى بسبب آرائه أو مواقفه ضد النظام، فهل النظام كان متسامحاً مع البرادعى فقط أم مع غيره من المعارضين؟ وهل كان البرادعى الأب حالة مستقلة بذاتها ـ يعارض ويتصدى ويذهب لبيته آمناً؟ أم أن الحياة السياسية كانت تسمح له ولغيره وقتها بمساحة ما للحرية؟ فإن لم يكن ما سبق صحيحاً والنظام كان يدفن الناس أحياء كما يدعى البرادعى الابن الآن، فلماذا لم يدفن البرادعى الأب حياً مثل غيره؟ هل كان يملك سلاحاً ما يشهره فى وجه النظام يمنعه من أن يمسه بسوء أو حتى يستضيفه لبعض الوقت فى السجن؟ ثم إن البرادعى يطرح نفسه كبديل لحسنى مبارك الآن وليس لجمال عبدالناصر.. وهل عبدالناصر العظيم وإنجازاته الخالدة فى حاجة طول الوقت للتقييم من الرايح والجاى والقائم والقاعد والهاجع والناجع؟ وهل عبدالناصر يقف على باب الجنة مثلاً فى حاجة لرأى البرادعى ليدخل أو يعود؟ شيء مفزع حقاً ونحن نتطلع للعمل للمستقبل أن يصر البعض على التعرض لزعيم تاريخى مثل عبدالناصر متحدياً مشاعر الملايين فى مصر وخارجها، هو يفعل ذلك ظناً أنه يرضى بضع عشرات من خصوم عبدالناصر فماذا عن الملايين من أنصاره؟، ورغم ادعاءاته بأن والده كان مستهدفاً ـ وهى بالطبع ادعاءات لا يقوم عليها دليل ـ فقد حصل فى تلك الأوضاع على تعليم متميز هو وأشقاؤه وتمكن من العمل فى السلك الدبلوماسى فى الخارجية ولم يقف فى طريقه أحد بدعوى أن والده كان معارضاً للنظام مثلاً، بل الواضح أنه حصل على حقوقه فى ظل تكافؤ الفرص الذى كان شعار المرحلة وقتها، أما حديثه عن أن الناس كانت تخشى أن تسند القضايا لوالده ـ نقيب المحامين ـ فيدخل فى عداد النكت أكثر ما يدخل فى إطار الكلام الجاد. وليسمح لى القارئ أن أقتطع له من أحاديث البرادعى جملاً تكشف التناقض الحاد الذى يقع فيه عندما يتحدث عن الثورة وجمال عبدالناصر: "لكل نظام حسناته ومساوئه فنظام عبدالناصر أدخل العزة للمصريين بمقولة ارفع رأسك يا أخي، والتركيز على العدالة الاجتماعية" هكذا يقول ويضيف "كنت أقرأ لـ....... و...... ومشروع الألف كتاب فى عهد عبدالناصر".
الدكتور محمد البرادعى يقع فى خطأ فادح إذا كان يظن أن محاولته اختلاق عداء بين والده والثورة قد يمهد له الطريق السياسي، فكل ما طرحه يصب فى صالح الثورة التى تبنت موضوع العدالة الاجتماعية، وقطعت فيها شوطاً كبيراً حتى جاء من أضاعوها ويأتى هو اليوم ليطالب بها، الدكتور البرادعى فى حاجة لضبط زوايا لتصريحاته وأن يكون متيقظاً لمناطق الخطر التى يجره البعض إليها جراً.. هذا إذا كانت لديه النية فعلياً للعمل للوصول لمقعد الرئاسة.. وللحديث بقية

متى سينكسر الصمت في سوريا


  صلاح الدين بلال

 5 ابريل / نيسان 2010

 لم يدم حلم الاصلاح 0648ءالتغير في سوريا طويلا، ولم تعطي نفعا الآمال التي علقتها وسائل إعلام النظام السوري وحزب البعث الحاكم وهي تهيؤ البيت السوري لمرحلة جديدة من توريث الرئيس الابن بشار الأسد لحكم البلاد إلى الأبد ؟؟؟ كما كانت حناجر الجماهير تنطح بها عنان السماء في عهد أبيه حافظ الأسد، الذي رحل عن تاجه تاركا ورائه تاريخا موسوماً و حافلاً من القمع والقهر والرعب والفساد، وهو مستقر العين والفؤاد إيمانا بحنكته و بدهائه مع الخصوم والأصدقاء وعهوده التي أعطته الضمانات الكافية لاستبتات الحكم لسلفه واستقرار دفة القيادة العسكرية والأمنية والحزبية في دائرة صغيرة وصفها البعض بالطائفية وتارة بالمافيا العائلية التي انفردت لوحدها في نهب واستملاك البلاد من بابها الشرقي إلى شمالها ومن غربها إلى جنوبها، ومحاباتها بحدود آمنه مع جيرانها  وتحالفها مع إطراف ابعد من حدود الخطاب القومي المعلن داخليا وخارجيا، لدعم الرئيس بشار الأسد وحماية قصره وحكمه مستقرا وآمناً من أي خطر داخلي الهاجس الأكثر رعباً لأهل الحكم من هاجس العدو المفترض في الخطابات" الشماعة " الرسمية، كذلك لم تدوم أيام العسل التي أعلنها الرئيس الابن وهو يغازل الشعب السوري ويقدم لهم صحن من الوعود المذهبة  و انتظار دسم الأيام القادمة لحكمه كما ورد في خطاب تتويجه حاكما لسوريا،  ولم يدم ربيع الكلام إلا وحلت أيام الشتاء الطويلة " كما غنتها فيروز"  على سماء سوريا، وسرعان ما تراجعت الأقوال من الإصلاح إلى الضرب بيد من حديد لكل من تسول نفسه بالتطاول على الذات الإلهية الحاكمة أو معصية إرادة الحاكم ؟؟؟
 وخوفا من "النفس الأمارة بالسوء" التي قد تدفع بعض المواطنين السوريين بإثارة العقل وفتح شهية الكلام والسؤال وتحريض "أعمال" العقل، كما تحدث عنها  المفكر والفيلسوف الألماني" عمانوئيل كانط " المعروف بندائه الشهير الذي استهله بعبارة " اعملوا عقولكم أيها البشر" لتنوير مستقبل الأجيال القادمة وتغير ملامحه أسوة بالمتغيرات الكبيرة التي أطاحت بجيران سوريا سياسيا واقتصاديا وديمقراطيا ؟؟؟ وبما إن العقل قيمة زائدة في ميزان النظام السوري فقد أدت السنين التالية من حكم بشار الأسد إلى زج الكثير من المفكرين والسياسيين والمعارضين السوريين ومنكل الاتجاهات في السجون ووضعهم في المنفردات لسنوات طويلة، وضرب الأصوات المطالبة بالحقوق القومية الكوردية في سوريا ضاربا بعرض الحائط بكل الوعود التي تحدث عنها سابقا بإنهاء حالة الغبن التي لحقت بالشعب الكوردي عبر السياسات السابقة وإنهاء قضية المجردين من الجنسية وسياسة التعريب والانفتاح على الكورد ضمن الوحدة الوطنية السورية كونهم يشكلون " مكون أساسي في النسيج السوري " كما عبر عنه ذات مرة الرئيس بشار الأسد لبعض وسائل الإعلام ؟.
 لكن استمرار خضوع سوريا لحالة إعلان الطوارئ المستمرة منذ قرابة خمسة عقود خلقت الحجة الدائمة في استمرار انتهاك حقوق الإنسان و تأجيل التعاطي بالمفردات الديمقراطية كون هذه المفردات لا تتناسب وشروط المجتمع السوري ومزاج النظام السوري والحكام في المنطقة كما عبر عنها " الكاتب الصحفي " غسان شربل " رئيس تحرير جريدة الحياة في إحدى أحاديثه الصحفية ؟؟؟  وهي غير محببة الذكر في مكاتب الأجهزة الأمنية ومستشاري القصر الحاكم، و من المؤكد وبحسب التجربة والبرهان، بأن " مفهوم الديمقراطية "  ليس منتجا محليا بل أن الديمقراطية ليست إلا أداة "خارجية " ومقولة مستوردة لتهديد الأمن والسلم الأهلي في المنطقة و للانقضاض من ورائها على روح الممانعة والمقاومة البادية مظاهرها " الصوتية " في التظاهرات المليونية في شوارع دمشق والمدن السورية الأخرى ؟؟؟  
الكثير من العاملين في حقل المنظمات الحقوقية في سوريا أصبحوا مصدر إزعاج للنظام ، لذا لم تتأخر الأجهزة الأمنية في إلقاء القبض على بعض الرموز المهمة فيها بالرغم من سياسة " العصا والجزرة " التي كان يتبعها النظام مع هذا الطرف أو ذاك لتحسين صورته خارجيا ولكن للصبر حدود ؟؟؟ المحاكمات الصورية التي كانت تشهدها المحاكم السورية لم تفلح في إحقاق هؤلاء ولم يفيد حضور الكثير من المراقبين والسفراء الاوروبين إثناء جلسات تلك المحاكم بتغير محاضر الإحكام التي لا حول ولا قوة فيها لأي قاضي سوري مهما علت رتبته أو شأنه .
المثير في حضور السفراء الأجانب هذا الاندفاع الدائم للمواظبة على مراقبة المحاكمات التي تجري بحق الناشطين الحقوقيين والسياسيين تحت قوس محاكم النظام السوري، بينما دولهم وحكوماتهم تفتح الأبواب والنوافذ لتحرير النظام سياسيا ودوليا من أي مسائلة أو عقوبات، حتى أصبح البعض يشك بحضور هؤلاء المراقبين الشكلية ووظيفتهم في مراقبة سير العدالة السورية أم في مراقبة قوة وخطاب المعارضة السورية ؟؟؟؟ .
اليوم ثمة جديد ما ( لكسر الصمت في سوريا ) من خلال نداء منظمة العفو الدولية عبر " حث المعارضة السورية وناشطي حقوق الإنسان في العالم الحر على التظاهر إمام السفارة السورية في بروكسل لإثارة العالم "الغافل عن الوضع السوري" والتذكير بقضية المعتقلين السياسيين في سوريا وانتهاكات حقوق الإنسان، في يوم السابع عشر من نيسان/ ابريل، الذي يتزامن مع احتفالات النظام السوري في يوم عيد الجلاء عن المستعمر الفرنسي ...
 وقد ذكرت منظمة العفو الدولية في ندائها (  بالرغم إن سوريا بلد مستقل لكن هذا لا يعني أن المواطنين السوريين أحراراً ) .  
المثير أيضا انضمام فرعي المنظمة الدولية في لندن وواشنطن لقيام تظاهرات مماثلة أمام أسوار السفارات السورية في تلك العواصم  والملفت في نداء المنظمة حديثها في " رغبتها في هذا اليوم أعطاء/ وكما ورد في بيان المنظمة (  أسرى ) الضمير في أقبية النظام السوري  بعض الأمل ؟؟؟  وهذا الوصف لوضع المعتقلين يشكل سابقة كبيرة ومهمة في إثارة تعريف وتحديد انجاز الجلاء الوطني من المستعمر المحلي وتحرير هؤلاء الأسرى؟؟؟ والتي تخشى المعارضة السورية من الثرثرة في هذا الموضوع لاعتباره من المحرمات "المفتى بها " من قبل النظام ومن بعض إطراف المعارضة ؟؟؟ . لذا هل يحق لنا الحديث بقضية تحرير الوطن بعد إن حللته لنا " نداء " منظمة العفو الدولية ؟؟؟ 
في جانب آخر قد يكون النداء المرافق لدعوة التظاهرات إمام السفارات السورية في كل إنحاء العالم تحت شعار " كفى صمتا "  يدعونا لطرح تساؤلا ليس الغرض منه الدخول في نقاش بيزنطي ولكن المقصود منه إن يكون هدف كسر الصمت على امتداد الوطن كله  جغرافياً وسياسياً وحقوقياً ، وأن لا تتحول التظاهرة الى مناسبة " دعوية " للبعض أو لعرض بعض الواجهات السياسية بدون إن يدعو ذلك إلى استمرار " شعار كسر الصمت خارجيا وداخليا "  من قبل كل أطياف المعارضة السورية والشارع السوري، وبدون كسر الحقوق وتقسيمها في درجات أول وثاني  ... هناك تساءل آخر من المهم إثارته بكل جرأة  لبحث نداء المنظمة وبعض الاطراف ولوصف الدواء المناسب للمعارضة السورية للخروج من أزمتها و صمت بعض إطرافها المثيرة للجدل ومعرفة:  لماذا طال دهر " الكفى " الصمتية لدى المعارضة السورية وخاصة إمام الكثير من الانتهاكات التي وصفت إلى حدود المجزرة كما حصل في الرقة وما قبلها من اعتقال المئات ومحاكمة العشرات وسقوط عدد من الشهداء كان آخرها سقوط ثلاث شهداء من الكورد منهم  الفتى" محمد" التي إصابته طلقة هداف عسكري مغوار في عينه من إبطال قوات النظام التي استدعت إلى عجل من حدود المواجهة مع العدو الصهيوني إلى مدينة الرقة لقلع عين الشاب "محمد" وقتل شابة في ربيع عمرها بدم بارد تدعى "ميديا" لم تتجاوز الخامسة عشر من عمرها بحسب مسلسلا مخطط ومدبر لإثارة الوضع الداخلي ودفع ببعض الجحافل من قوات العشائر التي زجت بكل وقاحة داخل مكان احتفالات النوروز بشكل استفزازي وهي ترفع علم البعث والعلم السوري وصور ابن القائد" القائد الضرورة " لشرعنة تلك المجزرة  بحجج واهية والتي مرت " بصمت " على بعض إطراف المعارضة والمنظمات الدولية ؟؟؟   
من المهم أخيرا التذكير وبالرغم من بعض التساؤلات المحقة لنا كما هي محقة للبعض ... ضرورة الوقوف على أهمية نداء منظمة العفو الدولية وكل اطراف المعارضة السورية والزج بكل الإمكانيات والفعاليات وتوحيد جهود المعارضة السورية بكل أطيافها العربية والكوردية وغيرها في هذا اليوم وفي المستقبل؟وخاصة أمام السفارة السورية في العاصمة البلجيكية بروكسل كونها مركزا للكثير من طاولات الشراكة الأوربية السورية المقلوبة على حساب مصالح الشعب السوري وحقوقه المدنية والسياسية .
 وكما تعتبر التظاهرة المعلنة عنها إمام السفارة السورية في العاصمة الأمريكية واشنطن مهمة جدا إمام الرأي العام وفي المدى البعيد لمستقبل ومكانة المعارضة السورية، وامام الحكومة الحالية التي تعتبر الراعي الأول لسياسة  انفتاح " الامر الواقع " والتي منحت النظام السوري  مسحة من العطف في الآونة الأخيرة ، متغاضية بذلك عن انتهاكاته واستبداده الذي طال أمده لدوره في  ملفات أمنية مهمة للإدارة الأمريكية في لبنان والعراق  وغزة وغيرها وعلى حساب الشعب السوري  .....
من المهم ايضا التذكير بضرورة مشاركة كل الإطراف السياسية والشخصيات الوطنية والثقافية والاعلامية السورية واصدقائها المتواجدة على الأراضي الأمريكية، والحضور بكل فعالية وقوة لتعرية هذا النظام و مطالبة الإدارة الأمريكية الحالية وربما القادمة سحب بساط العطف الدولي ومحاسبة النظام الحاكم في سوريا عن شر أعماله في المستقبل القريب....
وإن طال شتاء الظلم فربيع الحرية قادم لا محال  لكل المعتقلين ولكل المظلومين من الشعب السوري مهما طال الاستبداد وعظم جبروته وسطوته، فنهاية الظالمين في نفق التاريخ والنصر للشعوب اولاً و أخيراً .