الأربعاء، 7 أبريل 2010

انتبهوا.... لقد دق جرس الإنذار


بقلم الكاتب/ عزام الحملاوى
مرة أخرى تتصاعد حدة التصريحات الصادرة عن قيادة العدو الصهيوني العسكرية والسياسية, بشن حرب مدمرة ضد قطاع غزة بعد العملية العسكرية التى جرت في خان يونس, والتي قتل فيها ضابط وجندي صهيونيين, وتنذر هذه الحرب حسب ادعاءات وتصريحات قادة وجنرالات العدو الصهيوني, بان تكون أقسى وأصعب من عملية الرصاص المصبوب التى تعرض لها القطاع.
فقد صرح سيلفان شالوم وهدد بعملية عسكرية كبيرة ضد قطاع غزة, ومن بعده توعد يوفال شتاينيتس وزير المالية بإعادة احتلال غزة, ثم طل علينا رئيس لجنة الخارجية والأمن بالكنيسة الاسرائيلى تساحي هنغبي وقال: بأنه لامفر من دخول غزة والقضاء على مايدعيه بالإرهاب هناك, بالإضافة إلى أن المؤسسة العسكرية تعتقد بان مواجهة حماس مسالة وقت, وستكون هذه المرة أصعب وأقسى من اى مرة سابقة, لذلك أجرت إسرائيل المناورات, وعملت على تدريب الجيش الصهيوني بخطط أكثر هجوما وأكثر شراسة.
وتعتبر هذه التهديدات خطيرة جدا وتدق جرس الإنذار, لان الأسباب التى أدت إلى عملية الرصاص المصبوب مشابهة للأسباب الموجودة اليوم على الساحة, لذلك يجب آن تأخذ على محمل الجد, رغم إن كل الظروف الدولية والإقليمية غير مهيأة لان تقوم إسرائيل بحرب جديدة على غزة الآن, ولان آثار حملة حرب الرصاص المصبوب مازالت ماثلة في الأذهان, وآثارها من قتل وتدمير وتشريد لاتزال شاهدا حتى اليوم على جريمة الحرب الصهيونية.
ورغم ذلك يجب على القيادةان تهتم بهذه التهديدات, لأنها تعبر عن رغبة العدو الصهيوني باجتياح غزة عاجلا أم آجلا, وممارسة المزيد من الإرهاب وجرائم القتل, والإبادة والتدمير ضد أبناء شعبنا الفلسطيني ,دون اى اعتبار للراى العام العالمي أو لقرارات الأمم المتحدة, معتقدة بأنها بهذا السلوك الاجرامى, ستمنع الشعب الفلسطيني من مطالبته بحقوقه المشروعة كاملة وغير منقوصة, ومطالبة العالم بإلزام إسرائيل بحل الدولتين, وإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة, وعاصمتها القدس الشريف.
 إن هذه التهديدات ماهى إلا نتيجة للازمة العميقة التى تعيشها القيادة الصهيونية, وهى خطوة تتهرب بها إسرائيل من الاستحقاقات المطلوبة منها لعملية السلام, ولتغطى على جرائمها التى تخطط لها, معتقدة إن هذا الأسلوب الاجرامى يمكن أن يكون وسيلة ضغط على الشعب الفلسطيني وقياداته, للموافقة على مايمنح لهم لإنهاء القضية الفلسطينية بعد تمسكهم بالثوابت الفلسطينية كاملة, ودعم القيادة للمقاومة الشعبية السلمية في الضفةالغربية. 
لكن مايدعو للقلق أكثر هو الموقف الاميركى ,وعلى لسان متحدثه الرسمي,حيث كان منحازا كعادته لموقف الاحتلال الإسرائيلي, وادعى بان من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها وأمنها، ويعتبر هذا الموقف بمثابة الضوء الأخضر لإسرائيل لشن هجوما على غزة, وحمايتها والدفاع عنها أمام العالم .
لقد آن الأوان لان يضع العالم والأمم المتحدة حدا لإسرائيل, ولتفكيرها القائم على الحرب والقتل والتدمير,وعليها أن تدرك بأنه لايمكن أن تحقق أمنها أو استقرارها بالقوة, وان المفاوضات وإعطاء الشعب الفلسطيني كامل حقوقه واحترام أمنه ووقف الاستيطان ونهب أراضيه, هي الطريق الوحيد لأمنها وامن المنطقة كلها, وان الشعب الفلسطيني متمسك بحقوقه, وسيصمد أمام اى حروب قادمة كما صمد في السابق.
إن هذه التهديدات التى لم تتوقف إسرائيل عن إطلاقها, تتطلب من القيادة الفلسطينية ضرورة الإسراع في التحرك عربيا وإقليميا ودوليا, لأنه لاامان لإسرائيل رغم كل الظروف الدولية المواتية لقضيتنا والعزلة التى تعيش بها إسرائيل, وعليها العمل على اتخاذ قرارات إقليمية ودولية حاسمة, ضد حكومة الكيان الصهيوني, لمواجهة ما يخطط له الصهاينة من اجتياح لغزة والاعتداء على الشعب الفلسطينى. 
وفلسطينيا, إن الرد الأمثل على التهديدات الصهيونية, يجب أن يكون ضمن الإطار الوطني, وهذا لايتاتى إلا بالإسراع في المصالحة الوطنية, وإنهاء الانقسام وتوحيد جناحي الوطن, لكي تتوحد كافة الجهود الفلسطينية, وتكون قادرة على مواجهة العدو الصهيوتى ,والتصدي له بموقف موحد فلسطينيا وعربيا ودوليا, وتكون رسالة وصفعة قوية موجهة لإسرائيل إذا مافكرت في القيام بحرب جديدة ضد قطاع غزة, أو حتى على صعيد مواجهة أطماعها واستفزازاتها في الضفة الغربية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق