الأحد، 7 مارس 2010

في يوم المرأة العالمي الأسيرات الفلسطينيات رحلة عذاب ومعاناة مستمرتين




بقلم : راسم عبيدات




......كما شاركت المرأة الفلسطينية الرجل في ميادين العمل،التربية،البناء ،الصمود،الكفاح ،النضال، وغيرها،شاركته أيضاً في رحلات التحقيق والسجن والقيد، شاركته المقاومة والدفاع عن الوطن،خاضت وشاركت في كل أشكال وأنواع النضال بدءً من العمل العسكري وانتهاءً بالعمل الجماهيري والطوعي،وهناك العديد من النساء الفلسطينيات اللواتي ضربن نماذج في التضحية والفداء،وكن عناوين ونماذج نضال وتضحيات وعطاء هذا الشعب وصموده،منهن أول شهيدة فلسطينية، الشهيدة شادي أبو غزالة والشهيدة دلال المغربي،ولتمتد بعضها القائمة وتطول العديد من شهيدات العمليات الاستشهادية في انتفاضة الأقصى/ 2000،وكما في الشهادة فهناك من كن أعلام في سفر النضال الوطني الفلسطيني،حيث الرفيقة ليلى خالد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية كانت وما زالت واحدة من تلك الرموز،أما على الصعيد ألاعتقالي فالمرأة الفلسطينية دفعت ثمناً باهظاً على هذا الصعيد،حيث أنه منذ بداية الاحتلال عام 1967 ولغاية الآن دخلت سجون الاحتلال أكثر من 10000 امرأة وفتاة فلسطينية،ومنذ بداية انتفاضة الأقصى مجموع ما دخل سجون الاحتلال من نساء فلسطينيات هو (800 )،ورحلة القيد والأسر للأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال مشابهة إلى حد كبير رحلة القيد لأخوتهن ورفاقهن الأسرى في سجون الاحتلال،فهذه الرحلة تمارس فيها ادارات مصلحة السجون الإسرائيلية كل أشكال وصنوف التعذيب الجسدي والنفسي بحق الأسيرات الفلسطينيات من عزل في زنازين وأقسام خاصة،وحتى الزج بهن في أقسام المعتقلات الجنائيات اليهوديات إلى الحرمان من أبسط متطلبات ومقومات الحياة،حيث الغرف الضيقة وشديدة الرطوبة وقليلة التهوية،ومنع إدخال الكتب والأغراض الخاصة من ملابس وغيرها،والحرمان من زيارة الأهل ولفترات طويلة،أو الالتقاء بالمحامين،والقمع والتفتيشات العارية والمذلة،وانتهاك خصوصيات الأسيرات،ناهيك عن عمليات التفتيش والدهم المستمرة من قبل وحدة "نحشون" وحدة قمع السجون لغرف المعتقلات،والاعتداء في أحيان كثيرة عليهن جسدياً ولفظياً،والعقوبات لأتفه الأسباب والتي تكلف المعتقلة إما عزلاً في الزنازين أو ترحيل من السجن لسجن أو قسم عزل آخر وحرمان من زيارة الأهل أو الالتقاء بالمحامي،أوعقوبات مجتمعة يضاف اليها غرامة مالية وحرمان من شراء الأغراض من"كانتينا" السجن،حيث أكل ادارة المعتقل الذي تعاف المعدة أكله في الكثير من الأحيان،ناهيك عن طريقة تصنيعه السيئة والنقص فيه كمياً ونوعياً،وعمليات التعذيب والقمع المستمرة التي تخضع لها الأسيرات من أجل منع بلورة أي اطر تنظيمية ثابتة ومستقرة لهن،أو منعهن من اتخاذ خطوات نضالية احتجاجية،إضرابات جزئية عن الطعام،أو خطوات استراتيجية،إضراب مفتوح عن الطعام على سوء أوضاعهن،أو محاولة ادارة السجن الانقضاض على مكتسباتهن وحقوقهن،المشاركة فيها ليست قصراً على ادارة السجن وادارة استخباراته،بل كل الطواقم التابعة لمصلحة السجون الإسرائيلية تتجند للمشاركة في عمليات القمع تلك بحق الأسرى والأسيرات،من أعلى رتبة وحتى أدناها،وفي هذا السياق تقول الأسيرة الموقوفة سناء بريك والمعتقلة منذ22/9/2008 عن رحلة العذاب والمعاناة للنقل إلى المحاكم والتي تقوم بها ما يسمى بوحدات"النحشون" التابعة لإدارة مصلحة السجون الإسرائيلية"أعيش رحلة موت خلال تنقلي من والى المحكمة في ظل البرد القارص،والساعات الطويلة التي ننتظرها من أجل نقلنا من والى المحكمة وسط معاملة سيئة جدا من قبل وحدات "النحشون"،ناهيك أنه تحت حجج وذرائع الأمن محرومة من زيارة الأهل،حيث تزورها والدتها مرة كل ستة شهور.





أما الأسيرتان أحلام التميمي وقاهرة السعدي واللتان تقضيان بالسجن أحكاماً مؤبدة فتقولان بأن ادارة مصلحة السجون تعتدي على أدق خصوصيات الأسيرات،حيث تقوم بفتح الرسائل الواردة للإسيرات،وتلاوة وقراءة ما جاء فيها بشكل متعمد وخصوصاً في الجوانب الاجتماعية والإنسانية،وبما يشكل تعدي صارخ وانتهاك فظ لكافة الأعراف والمواثيق الدولية واتفاقيات حقوق الإنسان وحماية الأسرى،وتضيف الأسيرة قاهرة السعدي،أن إدارة مصلحة السجون تصعد وتكثف من هجماتها على الأسيرات،حيث تستمر في رفض ادخال وإخراج الأشغال اليدوية والكتب وأغراض الأطفال،كما أنها تمارس بشكل متعمد سياسة الإهمال الطبي بحق الأسيرات،وتمنع ادخال أطباء من خارج السجن لمعاينتهن وعلاجهن،ناهيك عن سياسة التنقل المستمرة بحق الأسيرات،حيث يقبع في سجني "هشارون" القريب من مدينة نتانيا وسجن الدامون في حيفا خمسة وثلاثين أسيرة فلسطينية،خمسة منهن يقضين أحكاماً بالسجن المؤبد أو أكثر.




وفي ذكرى يوم المرأة العالمي،والذي تنهك فيه حقوق وأوضاع أسيراتنا الفلسطينيات في زنازين وسجون الاحتلال،بشكل فظ وسافر ومناف لكل الأعراف والمواثيق والقوانين الدولية،فإن المؤسسات الحقوقية والأنسانية مطالبة،بأن ترفعها صوتها عالياً من أجل إدانة جرائم الاحتلال بحق أسيراتنا،ومطالبته بالعمل على إطلاق سراحهن،كما أن هؤلاء الأسيرات المناضلات،هن الأولى بالتكريم من بين نساء شعبنا،فهن حملة الراية واللواتي يدفعن الثمن الباهظ على المستوى الشخصي والإنساني والوطني،ويتقدمن الصفوف،وهذا التقدم يفرض على السلطة وأحزاب ومؤسسات شعبنا وأبناءه ،أن تتقدم تلك النساء المناضلات منصات التكرم هن وعائلاتهن،وليس هذا فقط،بل لا بد من حملة محلية وعربية ودولية شعبية ورسمية، في هذا اليوم، يوم المرأة العالمي،تندد بجرائم الاحتلال بحق أسيراتنا،واعتبار ما تقوم به حكومة الاحتلال بحقهن من جرائم،بمثابة جرائم حرب،مع ضرورة التأكيد على إطلاق سراحهن وتحررهن من غياهب سجون الإحتلال وزنازينه،كما أن ملف الأسيرات الفلسطينيات في سجون إسرائيل يجب أن يغلق، فالطرف الفلسطيني المفاوض،الذي عاد الى لعبة ومتاهة المفاوضات العبثية،كان الأجدى به أن لا يعود الى تلك المتاهة دون تحرر كل أسيراتنا وقسم كبير من أسرانا في سجون الإحتلال،رغم أننا نرى أن تلك العودة ضارة وخطيرة على وحدة وحقوق شعبنا،وكذلك في هذه المناسبة،مناسبة يوم المرأة العالمي،والذي نوجه فيه تحية اعتزاز وافتخار للمرأة الفلسطينية،وما تقوم به من دور رائد وفي كل الميادين جنباً الى جنب مع الرجل،في معارك المقاومة والبناء والدفاع والصمود والتصدي،لكل إجراءات وممارسات الاحتلال بحق شعبنا.




ومن هنا فالسلطة والأحزاب والتنظيمات الفلسطينية مدعوة ليس لسن التشريعات والقوانين التي تكفل للمرأة حقوقها،والمساواة في ميادين العمل والإنتاج والوظائف والترشيحات وتقلد المناصب وغيرها،بل ضرورة احترام تطبيق تلك القوانين والتشريعات،كما أننا ننتهز هذه المناسبة،لكي نقول لآسري الجندي الإسرائيلي "شاليط" من الفصائل الفلسطينية،بأن يكون على رأس سلم أولويات تلك الصفقة،الأسيرات الفلسطينيات بمجموعهن،فهؤلاء هن أخواتنا وبناتنا وزوجاتنا وأمهاتنا وعرضنا،واللواتي يمارس العدو بحقهن كل أشكال وأصناف التعذيب،وبالتالي مسؤولية تحريرهن من الأسر،حي حق واجب على السلطة وأحزاب وتنظيمات ومؤسسات وأبناء شعبنا مجتمعين وكل حسب موقعه ودوره ومسؤولياته.



القدس- فلسطين


المفاوضات العربية العبثية الى أين ؟


النفطي حولة القلم الحر:
تبادلت وكالات االأنباء العربية والعالمية  يوم الاربعاء 3 آذار – مارس 2010 خبر ما يسمى باللجنة العربية المسؤولة عما يسمى بمبادرة السلام المزعوم التي اجتمعت في القاهرة و أقرت السماح بالرجوع للمفاوضات الغير مباشرة مع العدو الصهيوني . وما يثيرالاستغراب هو اجتماع هذه اللجنة في ظل تزايد العدوان والاعتداءات على الفلسطينيين في مدينة القدس وانتهاك المقدسات الاسلامية بتدنيس القطعان الصهاينة للمسجد الابراهيمي بمدينة الخليل والمسجد الأقصى .
حيث تتوافق الرجعية العربية بينها وبين العدو وتهرول للاجتماع في القاهرة في ظل ممارسة العدو لعملية السطوالممنهج على التراث العربي الاسلامي وضمه عنوة للتاريخ اليهودي المشوه والمزور كما يجري الآن لمسجد بلال ابن رباح في بيت لحم ولمسجد الخليل الابراهيمي. فتجتمع هذه اللجنة بتزكية من الأنظمة العربية الرجعية التي تتسابق نحوالتطبيع مع العدوفي ظل مواصلة هذا الأخيرلسياسة الميز العنصري والتطهير العرقي  داخل الخط الأخضر وخارجه كطرد العديد من السكان العرب وتشريد أبنائهم وأهاليهم واحكام الحصار على أهلنا في غزة وأمام تزايد بناء المستوطنات .
واذا رجعنا  قليلا الى الوراء الى ما قبل  تشكيل حكومة الاحتلال الصهيوني برئاسة الارهابي ناتنياهو لوجدنا أن الرئيس الفلسطيني  محمود عباس كان ولا يزال يصر  على المفاوضات وكأنها أصبحت غاية بالنسبة له ليثبت شرعيته في سلطته  الوهمية .
فأول ما بادرهذا الأخير هو ربط المفاوضات بسياسة الاستيطان حيث عبر عن رفضه لاعادة التفاوض في ظل مواصلة سياسة الاستيطان . لكن العدو الصهيوني وكعادته تمسك ببرنامجه الاستيطاني ضاربا عرض الحائط بشروط عباس ولجنته التفاوضية بل ذهب أبعد من ذلك حينما أعلن عن مشروعه في بناء المئات من المستوطنات في رأس العمود بالقدس الشرقية .
وأمام اصرار  العدو الصهيوني على ذلك أصبح عباس لا يطالب برفض الاستيطان رفضا قطعيا بل بتجميده مرحليا حتى تعود المفاوضات حسب زعمه الى حيث توقفت .
وهكذا أعطي الضوء الأخضرأمريكيا لهذه اللجنة حتى تجتمع وتصبح مفاوضات عباس تعمل تحت مظلة الرجعية العربية وبغطاء عربي وتستأنف السلطة الوطنية عملها في اطار خطة دايتون الأمريكية فتدر عليها الدول المانحة بالأموال اللازمة لمواصلة فرض سلطتها الاستبدادية على رقاب شعبنا في ظل استشراء فسادها المالي والأخلاقي ومحاولة القضاء على القوى الوطنية الفلسطينية المقاومة لمشروع الاحتلال الصهيوني.
فعن أي مفاوضات  أو مسارات تبحث هذه الجنة العربية  ومن ورائها عباس ؟ فهل التزم  العدو الصهيوني حتى بالحد الأدنى في كل المحطات التفاوضية هذا اذا  افترضنا جدلا العمل  وفق الأجندة الدولية للاتفاقيات المبرمة والمعاهدات الممضات ؟
فماذا بقي  من خريطة الطريق التي مزقها العدو  الصهيوني قبل أن يجف حبرها في البيت  الأبيض ؟  وماذا بقي من أوسلو  أصلا غير مراقبة البوابات والحواجز والأنفاق التي انتدبت من أجلها سلطة عباس أولا ونظام مبارك أولا وثانيا و فريق دايتون ثالثا الذي  يسهر على حفظ الأمن الصهيوني ؟ وماذا يعني الجدار الفولاذي بين غزة ومصرالذي اوكلت مهمته للنظام المصري العميل غير احكام الحصار وغلق المعابر لتطويق الشعب وقواه الممانعة؟.
اذا عن أي مفاوضات  تتحدث هذه اللجنة؟ 
 فلماذا  لم تجتمع هذه اللجنة ومن  ورائها الأنظمة العربية الرجعية  في قمة طارئة ولو شكلية كما  جربناها سابقا لاسماع صوتها ولوفي شكل تنديد بما يحصل من انتهاكات للمقدسات العريبية والاسلامية وتهديد برفض التطبيع شكلا ومضمونا ؟
ألا يعد ما تقوم به العصابات الارهابية والقطعان الصهاينة خرقا للقوانين الدولية في الاعتداء على المقدسات الدينية والعبث بالتراث العربي الاسلامي ؟
ان ماقامت به العصابات الصهيونية وما تقوم به في القدس والخليل والضفة والقطاع  هي جرائم حرب ضد الانسانية سبق  وأن فضحتها القرارات الدولية التي بقيت حبرا على ورق وآخرها تقرير قولدتستون الشهير الذي أكد أن عدوان غزة الأخير هو جرائم حرب ضد الانسانية .
اذا فعن أي مفاوضات تتحدث هذه اللجنة العربية  ؟
تبقى فرضية  واحدة  لا بديل عنها هي أنها مفاوضات عربية عبثية تزكي مشروع التطبيع مع العدو في اطار ما يسمى بخيارالسلام الاستراتيجي المزعوم .
ونحن نزعم أن الرد الجدلي والطبيعي على ذلك يكمن في شعار الثورة العربية الناصرية : لاصلح ولا اعتراف ولا تفاوض وأنه ما افتك بالقوة لايسترد بغير القوة في اطار خيار المقاومة الخيار الاستراتيجي الوحيد والممكن شعبيا وجماهيريا  بديلا وحيدا عن سياسة الاستسلام والتطبيع  للأنظمة العربية الرجعية

رسالة عاجلة الى رئيس الدولة و وزير الداخلية



رسالة عاجلة إلى :


- رئيس الدولة
- وزير الداخلية و التنمية المحلية

من هند الهاروني : الكرم الغربي-تونس-الهاتف : 71.971.180
بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد صادق الوعد الأمين
تونس في الخميس 18 ربيع الأول 1431-4 مارس 2010
تحية، و بعد :
الموضوع : المراقبة الأمنية اللصيقة التي يتعرض لها أخي عبد الكريم الهاروني الأمين العام للاتحاد العام التونسي للطلبة سابقا و السجين السياسي السابق والكاتب العام لمنظمة حرية و إنصاف الحقوقية و المهندس أول في الهندسة المدنية و المسؤول التقني في مؤسسة في الاختصاص بضفاف البحيرة.
منذ خروجه من السجن في 7 نوفمبر 2007 بعد قضاء 16  سنة،  15 سنة منها في العزلة و أخي عبد الكريم  يتعرض لمراقبة أمنية شديدة في إقامته و تنقلاته و قد سبق لنا أن بلغنا في كل مرة عن هذه المراقبة التي كثيرا ما تكون لصيقة جدا و آخرها بلاغي بتاريخ 3 مارس 2010 التالي :
 بلاغ
مراقبة أمنية لصيقة لأخي عبد الكريم الهاروني
هند الهاروني-تونس
بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد صادق الوعد الأمين
تونس في الإربعاء 17 ربيع الأول 1431-3 مارس 2010
اليوم الإربعاء 03 مارس 2010، قامت سيارة مدنية  "فورد بيضاء –أربعة أبواب-  رقم 8122 تونس 122" على متنها رجلي أمن بالزي المدني بملازمة أخي عبد الكريم أمام مقر عمله في ضفاف البحيرة و متابعته متابعة لصيقة عند خروجه منتصف النهار متوجها إلى بيتنا حيث مكثت نفس السيارة على مقربة من منزلنا بسيدي عمر، الكرم الغربي بجوار قصر المعارض بالكرم و قد تبعته السيارة نفسها مجددا عند عودته إلى مقر عمله و هي ماكثة هنالك و في نفس المكان... .
و اليوم 4 مارس 2010، لاتزال المراقبة الأمنية نفسها مستمرة و قد بلغ عدد السيارات أمام بيتنا 3 سيارات و هي :
-غولف 1 رمادية رقمها 2960 تونس 56
-إيسوزو -4 أبواب- بيضاء رقمها 7561 تونس 63
-بارتنر بيضاء رقمها 339 تونس 137
و بصفتي شقيقته أدعو إلى احترام حقه الدستوري في حرية التنقل و حرية العمل و جميع الحريات التي تتعلق بحقوق المواطنة و تكفلها له قوانين البلاد و المواثيق الدولية و كذلك حقنا جميعا نحن أفراد عائلته في حياة آمنة.
إني أطالب بضمانات حقيقية  تكفل لأخي عبد الكريم  حقه في حياة حرة، كريمة و آمنة و تضمن سلامته  الجسدية و المعنوية و من ذلك وضع حد للملاحقة الأمنية حتى يتمكن من أداء واجباته نحو عائلته و مجتمعه و أمته وأرجو أن تكون هذه الرسالة هي آخر رسالة  نطالب فيها بالعيش في بلدنا كمواطنين عاديين متساوين مع بقية المواطنين في الحقوق و الواجبات .
شكرا و السلام.



د. عبد الله أنطون خوري..في ذكرى رحيله الأولى..!


في مثل هذه الأيام وبالتحديد في الثامن من آذار من العام المنصرم فقدت الحركة الطبية الفلسطينية عامة والمقدسية خاصة علما من أعلامها البارزين..انه الدكتور عبد الله أنطون خوري"أبو نديم", الذي أمضى أكثر من نصف قرن من عمره في خدمة أبناء شعبه بإخلاص قلما نشاهد مثله.   إذا تحدثنا عن الإنسانية ف"أبو نديم" كان خير من مثلها, وإذا تطرقنا إلى المهنية فبإمكاننا الجزم بأنه كان على درجة عالية جدا منها, كيف لا وقد كان أحد أقدم وأبرز الجراحين, وإذا عرجنا إلى الأخلاق فقد كان المرحوم مدرسة تفخر بأنه كان مؤسسها, وأما بالنسبة للانتماء فقد كان من أكبر الداعمين للقضية.  لقد كان المرحوم زهيدا في حياته إلى أبعد الحدود ولم يتخذ من مهنة الطب وسيلة للثراء, فقد كان أبا للفقراء والمحتاجين..تعلم وعلم وتتلمذ على يديه العديد من الجراحين الذين برزوا وأبدعوا في مجالهم وأكملوا مشواره يدا بيد معه من أجل تطوير الخدمات الصحية الفلسطينية وخاصة المقدسية. عمل المرحوم وبشكل دؤوب على توحيد المستشفيات الفلسطينية في القدس, وقد امن دائما بأن القدرات الطبية الفلسطينية تتصف بدرجة عالية جدا من المهنية ولا تنقصها الخبرات, وكل ما تحتاج إليه هو فقط التوحيد والعمل تحت سقف واحد.  لم تفارق الابتسامة وجهه طيلة حياته وحتى عند إلقاء النظرة الأخيرة عليه أبت هذه الابتسامة أن تفارق محياه, أحب الجميع وأحبوه, ساعد كل من طلب مساعدته وبدون استثناء, ولذلك بكاه الكثيرون ممن عرفوه..زاول مهنته حتى آخر أيام حياته وان كان فيها وضعه الصحي صعبا..وبهذا يكون قد أدى الأمانة بأكمل صورها ورحل عنا كالأشجار واقفا.     
 قال ألبرت اينشتين:"إن أجمل حياة من الممكن أن يعيشها إنسان ما, هي تلك التي تعاش من أجل الآخرين, وهي تلك التي تستحق أن تعاش"..باختصار شديد, مقولة اينشتين الشهيرة هذه تصف وبشكل لا يقبل الشك حياة الفقيد الغالي الدكتور عبد الله خوري.ولقد صدق من قال: ولم أرَ أمثالَ الرجالِِِ تَفاوتوا لدى الفَضْلِِِ حتّى عُدَّ ألفٌ بواحد..نعم يا حكيمنا لقد كنت بألف طبيب أو أكثر.  على مدار قرابة العقدين من الزمن كان المرحوم المدير الطبي لمستشفى مار يوسف في الشيخ جراح في القدس الشرقية المحتلة, وعمل وبتواصل منقطع النظير على تطويره..كل من عمل في هذا المستشفى ولا يزال يعمل فيه يشهد بأن"أبو نديم" نظر إلى جميع العاملين نظرة سوية وبغض النظر عن وظائفهم ومناصبهم, وللشهادة على ما أسلفت, عندما وضع الجثمان في المستشفى لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه, لاحظت الدموع تنهمر من عيون كل العاملين..إنها كانت دموع صادقة غير مصطنعة, كيف لا وقد كان أبا للجميع, انه كان نعم الصديق والزميل والأخ ونعم الأب..لم يترك المرحوم أية مناسبة تخص أحد العاملين في المستشفى أوحتى أحد أقارب هذا العامل ومهما كان نوعها إلا وشارك فيها.بما أنني تطرقت الى أنك يا فقيدنا الغالي لم تتخذ من مهنة الطب وسيلة للثراء, وقد كان بامكانك فعل ذلك وبسهولة فائقة, فمن طلبوك لمعالجتهم ومعاينتهم أتوك من كل درب وصوب, وهنا وللانصاف نستذكر واحدا - على سبيل المثال وليس الحصر- من الأطباء الذين عاشوا حياتهم كما عشتها أنت, انه الدكتور صبحي غوشة المقيم في عمان أمد الله في عمره..وهناك الكثير من الأطباء من أبناء جيلك الذين تمتعوا بهذه الصفات النبيلة.  أقول يا فقيدنا اننا نلاحظ في السنوات الأخيرة بأن مهنة الطب أصبحت كغيرها تجارية, مهنة تفقد يوما بعد يوم نكهتها ومصداقيتها..المراكز الطبية في مدينة القدس العربية يا أبا نديم أصبح عددها أكثر من المرضى أنفسهم وبدأت بالتسابق على سرقة المرضى الذين أصبحوا وبدون أية مبالغة يعاملون كقطيع من الغنم يسعى صاحبه لزيادة عدده باستمرار, وأصبح الأطباء يتنافسون بينهم على من يفحص أكبر عدد من المرضى فتبعا لهذا الأمر يحدد الدخل, ومن هنا يصبح الفحص عشوائيا وتتكاثر الأخطاء الطبية ودافع الثمن هو المواطن وليس غيره..لقد أعمت"الفلوس قلوبهم"..تصور يا أبا نديم أن طبيبا عاما يقوم بافتتاح مركز صحي يوظف فيه نخبة من الأخصائيين..نلاحظ تهافت الأطباء وتنافسهم على من يجمع أكبر عدد من الأموال ليقوموا باقتناء الأراضي والشقق, فتراهم لا يدخلون بيوتهم الا للمنام, والأغرب أن يقوم طبيب ما بافتتاح"مقهى شعبي" للاستثمار ومنع الشباب من "التسيب", كما ونشاهد ونظرا لظروف الاحتلال وانشقاق شطري ما تبقى من الوطن والحصار الظالم على قطاع غزة وما ال اليه الوضع الصحي, بأن أبناء شعبنا المرضى هناك أصبحوا ك"فئران تجارب"..لقد أصبح الشغل الشاغل لبعض الأطباء هو اختراق البورصة من أوسع أبوابها, فتراهم بين تدخل جراحي واخر يفترسون الحاسوب لمتابعة أحوال التداولات البورصية وكأن الحاسوب ابتكر من أجل هذه الغاية فقط, وكل هذه الأمور على حساب المرضى المغلوب على أمرهم..انه زمن العجائب والغرائب, زمن العهر والاتي أعظم.لا أدري لماذا كل هذا التنافس, فالحياة فانية وقصيرة, وأكثر الناس دراية بهذا الموضوع هم الأطباء أنفسهم, فأبسط مرض بامكانه القضاء على حياة الانسان, وأذكر الزملاء الأطباء بقول من قال:ان الطبيب له في الطب معرفة**ما دام في أجل الانسان تأخير..اما إذا انقضت أيام مدته**حار الطبيب وخانته العقاقير.ونلاحظ كذلك وللأسف تنافسا كبيرا واسع النطاق بين الأطباء أنفسهم وخاصة الجراحين منهم, انهم يتسابقون على المرضى وكأنهم في حقل لسباق الخيول, ومن هنا بدأنا نلاحظ-وأنا أشهد على ما سأقول- بأن هنالك نسبة لا يستهان بها من التدخلات الجراحية التي لا لزوم لها, فأصبح هذا الجراح يخاف ان لم يجرح من توجه اليه بأن يقوم زميل له باجراء الجراحة..لقد فقدت مهنة الطب شرفها, فهل من سيعيد لها هذا الشرف؟..انه سؤال بسيط أطرحه على الزملاء الأطباء وخاصة الجراحين, وأطالب في نفس الوقت المرضى المغلوب على أمرهم بواجب اتخاذ الحذر وأخذ رأي طبيب اخر أو حتى ثالث قبل الوقوع تحت"مشرط الجراح".         باسمك يا فقيدنا الغالي وباسم من هم من الرعيل الأول, الذي انتميتم اليه, نطالب بتشكيل مرجعية طبية مقدسية تشرف وتنسق بين المستشفيات العربية في القدس, مرجعية يكون لها دور الحسيب والرقيب والا سيأتي اليوم الذي لا ينفع فيه الندم, ولا أراه بعيدا في ظل الظروف التي أسلفت الحديث عنها.  
وأذكر الزملاء الأطباء بمقولة فلسفية مشهورة:"إن علم الطبيب وكفاءته لا تغنيانه عن أخلاقه, فالأخلاقيات المنهارة تقتل أكثر مما يقتل غياب الكفاءة".عام مر على رحيلك أيها الأب والصديق والزميل والأخ الكبير ولكنك لم ترحل, فأنت في عقولنا وقلوبنا وضمائرنا تعيش معنا, وما مات من زرع العقيدة وارتحل.  أبا نديم:أقولها وبصراحة" لمار يوسف" طعم اخر غير الذي اعتدناه عليه أثناء وجودك فيه..نم قرير العين, وما بقي لي أن أقول:انهض يا أبا نديم, انهض أيها"المسيح" من بين الأموات وهب الحياة وشرف المهنة الطبية لمن افتقدوها, وأطلق صرختك المدوية في اذانهم الصمة(واحسرتاه يا طب) لعلهم يستيقظون من سباتهم العميق..وأطلب المعذرة ان كنت قد أثقلت عليك في حديثي عما تعاني منه مهنة الطب, أقدس وأطهر مهنة عرفها التاريخ, ولكنني على ثقة بأنك تسمعني وصدرك واسع لذلك, فهكذا عشت وهكذا رحلت.   
 فقيدنا الغالي، كم سنفتقدك حيا في كل مكان، وكم ستبقى حيا بيننا أبدا تغني ونغني معك كما غنى شاعرنا الفلسطيني الراحل محمود درويش.."على هذه الأرض ما يستحق الحياة". في ذكرى رحيلك الأولى يا دكتورنا الغالي نردد ما جاء في الكتاب المقدس,"الرب أعطى والرب أخذ، فليكن إسم الرب مباركا"..ونقول لن ننساك ما حيينا وسنردد أبد الدهر..وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر.

للزوجة الأرملة  الغالية"أم نديم" وللأولاد الأعزاء  أقول, نعم لقد فقدتم عزيزا غاليا  عليكم, ولكن فقدانه عز على الجميع, فكان بمثابة الشعلة التي أضاءت سماء القدس وحركتها الطبية, وفي هذا الأمر خير عزاء..له الرحمة الأبدية ولكم من بعده طول البقاء.

د. صلاح عودة الله-القدس المحتلة

انه يومنا أيها السادة ..وليس يومكم !


الاستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس
           أكاديمي عراقي

الاحد 7-3-2010 هو يوم المقاومة العراقية البطلة بكل المعايير وليس يوم المخانيث قردة وخنازير الاحتلال ...انه يوم عظيم لو يعلمون ولو فكروا للحظة واحدة بما هم فيه منحدرون من هاوية سحيقة وخذلان عظيم. فجموع شعبنا التي ستشارك اليوم في الانتخابات قد أجبرتهم على ان يصابوا بجنون البقر هلعا وخوفا من اعلانها رفضهم بالقلم العريض وبلغة فصيحة لا لبس فيها . انه يومنا ,,يوم المجاهدين من اسود العراق والامة الذين فضحوا الزيف والتدليس وأسقطوا المخانيث في شر أعمالهم ..
  انه يوم العراقيين الاشاوس الذين أجبروا العملاء على العيش في هلع وخوف من نتائج هذا اليوم فاجبروهم على ممارسة كل انواع البغاء السياسي بدءا من استخدام المال العام الى المال الخاص وصولا الى التزوير لكي يواجهوا سيل الغضب الشعبي العراقي العارم على عمالتهم من جهة وعلى فشلهم من جهة ثانية .
    من طالع الفضائيات خلال الايام الماضية ,,,فضائيات تدعو وتحفز وتعبئ لممارسة الانتخابات... وحشود شعبنا تتساءل ببساطة ...ننتخب من ولماذا؟ رجال ونساء يبصقون على الوجوه الكالحة التي أضاعت وخسرت أولها واخرها , حاضرها وغيبها ..رجال ونساء يسألون كاميرات فضائيات البغاء وغلمانه او فيلته ..اننتخب العملاء والمرتزقة والمقامرين ومدمري بلدنا وقتلة شعبنا ومجوعيه ومذليه ؟؟ أننتخب أرباب التمزيق الطائفي والعرقي ومن بغوا في الارض حتى لفظتهم باديمها وأجواءها ؟
   فيهرع السفلة المنحطون الى ايران من جهة وامريكا من حهة والصهيونية من جهة كل يبحث في حضن بغيه عن حل . غير ان هدير شعبنا لاينقطع ولا يتوقف فلقد مارس الدعاية الانتخابية على طريقته الخاصة وقال لهم جميعا : تبا وسحقا لكم لن تنفعكم ايران وامريكا والصهيونية التي لن تدلكم الا على وسائلها العتيقة في التزوير وممارسة مزيد من البغاء السياسي.
  شعبنا ينتقم ...والاجراء المرتزقة يدفعون الثمن ..في يومنا الذي هم ارادوا له ان يكون عرسا لخيانتهم وعمالتهم ومقاومتنا البطلة حولته الى كوابيس واضغاث فناء...انه يومنا الذي عرف رجال الامة وسراة التحرير كيف يحولوه الى محنة على من صنعه بديلا لايام العراقيين المعروفة . مقاومتنا البطلة حولت الانتخابات الى مطبات يسقط ويتعثر بها من اراد للانتخابات ان تكون تزكية للخيانة والغدر والاقصاء والتهجير ..
  هاهم اشباه الرجال يلوذ بعضهم ببعض وينبز بعضهم بعض ,لاينفعهم تكتل ولا تكتلات ولايشفع لهم تدليس هوية او ايديولوجية خبرها شعبنا عبر سنوات الماحل والقحط والفناء على انها ايديولوجية خائبين ومنحطين وسفلة واقزام . انه يومنا الذي خلقوه بايديهم ومن مبتكرات بلادتهم فليذوقوا طعمه الحنظل وليعيشوا هلع نتائجه .
  ولكي لايفسر البعض كلامنا على غير مقاصده فاننا نقول ان يوم الانتخابات هو يوم اخر من ايام قطع سلسلة الدم قراطية مهما كانت نتائجه . فان أفرز تغييرا في الوجوه فهو يوم المقاومة الشعبية التي نهلت من نتائج المقاومة المسلحة البطلة لان الوجوه الجديدة ستكون امام خيارات السير في درب الصد مارد من أزلام الطائفية الايرانية فيكون مصيرها كمصير الساقطين وبذلك تنمو وتتغذى مبررات اخرى وقناعات مضافة لما ندعو له من وحدة المقاومة في ساحة القتال والتمثيل السياسي او ان يبقى القردة على ذات التمثيل الطائفي العرقي الهزيل وبذلك نكون قد انتصرنا ايضا في هذا اليوم لان المغرر بهم من شعبنا سيرون كيف ان هؤلاء لايجيدون غسل مؤخراتهم حتى لو ضخت في ظهورهم شحنات كل الارض لانهم فاشلون ومفسدون وارباب شر وصغار عملاء لافضاء لهم غير جيوب الخيانة الخرقة المنخورة.
  في كل الاحوال ..اليوم صار يومنا , يوم المقاومين البواسل والرافضين الشجعان وبامتياز لانه يوم الرعب والهلع والتوجس في شطر الرعاع ويوم الارتقاء والرفعة في شطر الاعزاء الاجلاء . يوم ستاتي نتائجه مهما كانت لصالح العراق سواء بقى الاقزام او جاء غيرهم اقزام اخرين لان شعبنا ومقاومته البطلة قد عرفت وبذكاء ميداني كيف تجعل من هذا اليوم نبالا وسهاما تخترق عمليتهم السياسية وتسقطها في شر اعمالها . فوالله ان كل ما فعلوه تحضيرا لهذا  اليوم هو سقوط وخسارة لهم ..
    الاقصاء خسارة لهم وتعبير عن فشلهم
  الاجتثاث خسارة لهم وتعبير عن هلعهم
  التهجير تعبير عن دلالات قرب فناءهم
   والتزوير تعبير عن صغر مسالكهم وضيقها
     والرشاوي الدونية الدنيئة هي تعبير عن افلاس منطقهم وتهاوي حجتهم
 اذن ..هو يومنا ..يوم سراة التحرير من رجال الجهاد الاسلاميين والوطنيين والقوميين ..فقد يكون هذا اليوم او نتائجه حافزهم لانتاج قيادتهم الموحدة التي تتولى قيادة العراق المحرر من كل المحتلين والعملاء والاراذل وباعة الضمائر والذمم وعبيد الدولار.
  وليتذكر الامريكان والعجم ..انه يومنا لاننا نخطو به ومن خلاله نحو وحدة فصائلنا ونحو لحظة التحرير الشامل وهم ينئون تحت عبء فشلهم ..كلهم بلا استثناء الا من رحم ربي ..
  تحية الى جماهير شعبنا من ينتخب منهم ومن لاينتخب وفي كلتا الحالتين هو غصة في صدر الخونة وسيف يقطع رقابهم بما جنت ايديهم الاثمة المجرمة..
  تحية لقيادة مقاومتنا البطلة ولرجال العراق الوطنيين والقوميين والاسلاميين الشجعان الذين اسقطوا اميركا في ميدان العسكرية واسقطوها في ميدان السياسة فلله درهم كلهم
  تحية لدماء الاكرم منا جميعا شهداء العراق والامة وهنيئا لهم يوما انقلب فيه السحر على الساحر ..يوم يتجه فيه المجاهدين نحو وحدة صفوفهم وبنادقهم اي ..نحو النصر بعون الله ...ويا محلا النصر بعون الله .
 aarabnation@yahoo.com
 

الجامعة العربية ولجنة متابعتها... فتوى بغير حق وبما ليس من حقها!


عبد اللطيف مهنا
من مفارقات هذا الزمن العربي الرديء، أن تصدر مواقف عربية رسمية توحي بإجماع العرب على ما يجسّد نقيضاً يعلموا متخذوه قبل من اتخذ باسمهم أنه نقيض لموقفين شعبيين، أولهما، تمسك كتلة الأمة بما اصطلح على تسميته بالثوابت القومية، أو تلك المسلمات التي لازالت محل إجماع الأمة العربية، أو تلك التي تنسجم مع حقيقة مواقف الشارع العربي، وهي المتعلقة تحديداً بما، أيضاً اصطلح على تسميته لزمن ليس بالقليل، بالصراع العربي الصهيوني، الذي تحول في الخطاب الرسمي إلى النزاع العربي الإسرائيلي، ليغدو مؤخراً ما يصفونه بالنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وقد يصبح ذات يوم عند البعض، أو هو كاد، لاسيما إن استمر مثل هذا السائد الراهن، بالخلاف الفلسطيني الإسرائيلي!
وثانيهما، هذا الحراك الشعبي العربي، الذي لم يعد يمور فحسب تحت سطح الركود العام المتبدي، أو تحجبه حالة الانحدار الرسمي المستشرية، وإنما غدت ملامحه تطفوا عبر اشتداد عود المقاومات وتجذّر مواقف الممانعات عربياً وإسلامياً، وفائض المباركة الجماهيرية البادية لارهاصاته التي بدأت تلوح.
ولا تكتفي مثل هذه المواقف الرسمية عند مثل هذا الحد، بل هي أيضاً تعد نقيضاً موغلاً في لامعقوليته لمستجد المواقف الإقليمية والدولية التي تعكس حراكاً كونياً بادياً، ينبئ بتحولات استراتيجية ملموسة، تبشر بمتغيرات وتؤشرعلى معطيات سوف تفعل عقابيلها في السائد الراهن على الصعيدين الإقليمي والدولي فعلها.
آخر مثل هذه المفارقات، فتوى مجلس وزراء جامعة الدول العربية، الملتئم في دورته الثالثة والثلاثين بعد المائة، التي يسجل أنه قد عارضتها دولة عضو واحدة هي سوريا وتحفظت عليها، وأجمع عليها من تبقى من الأعضاء، والتي أباحت لسلطة الحكم الذاتي الاداري المحدود تحت الاحتلال، العودة إلى ما يطلق عليه المفاوضات مع العدو المحتل بدون ضمانات كانت مطلباً عربياً وفلسطينياً تم الاصرار عليه لزمن، أو ما سميت الايضاحات التي طرحت كبديل لها بعد التنازل عنها والتي لم تعطى. بمعنى تنازل العرب في هذه الفتوى عن شرط وقف التهويد لما تبقى من الأرض الفلسطينية، أو ما يعرف ب"الاستيطان"... أو إعطاء الجامعة اليوم، التي لم تكن يوماً صاحبة قرار أو دور، عبر قرار هو ليس من حقها، مستغلة مسمى لجنة متابعة لم تتابع مهمتها الوحيدة وهي ترويج "مبادرة عربية" كان العدو قد وئدها في مهدها، وبالتالي دفنت منذ أقل قليلاً من العقد، وبقرار مجلس وزراء خارجيتها هذا، الذي يتراجع متخذوه حتى عن مبادرتهم التي يبعثون اليوم الحياة فجأة في لجنة متابعتها... اعطائها لرام الله الغطاء الذي نشدته للقبول بمقترح تصفوي أمريكي، أو تفويضها بالتفاوض حول ما سيملى عليها تحت سقفه، أي بلا مرجعيات أو ضمانات... وكل هذا بحجة تسهيل "المبادرة" الأمريكية، أو بالأحرى، مقترح تفرض هذه الدولة المعادية للأمة العربية والراعية للاحتلال، والتي شهرت حتى الآن سبعة وثلاثين "فيتو"، أو حق النقض، ضد قضية قضايا هذه الأمة في فلسطين!
الطريف، أن من اتخذوا القرار قد شككوا سلفاً في جدوى ما افتو به بغير حق مسوغينه بزعم "إعطاء الفرصة للمباحثات غير المباشرة في محاولة أخيرة وتسهيلاً لدور الولايات المتحدة"... المفاوضات غير المباشرة التي سوف يهبَّ كل من نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن والمبعوث جورج ميتشل قادماً إلى المنطقة ليحولها لاحقاً، على الأغلب، إلى مباشرة!
لا ندري أي دور ينتظرون ممن دأب عبر تاريخ الصراع على استخدام الفيتو ، كما قلنا، ضد كل أي مقترح أممي يقارب من قريب أو بعيد عدالة القضية العربية، وله من السياسات والتاريخ العدواني ضد العرب ما لا يجادل فيه اثنان في بلادنا، ويكفي القول أنه كان ويظل الحليف والراعي الدائم لعدوهم في فلسطين، والغازي المواصل لراهن الاعتداء المدمر المستمر عليهم الآن في العراق؟!
لكن الأطرف، هو أن السلطة في رام الله، التي لم ترد يوماً دوراً للجامعة، والتي أشهرت في الأشهر الماضية شرطها القائل، لا للمفاوضات بدون الوقف الشامل والكامل للاستيطان، ثم تراجعت فاستبدلته بطلب ضمانات أمريكية، لتتراجع مرة أخرى لاستبدال هذا المستبدل بطلب ايضاحات أمريكية، وحيث لا وقف ولا ضمانات، ولا ايضاحات، لجأت إلى الجامعة التي لا دور ولا قول ولا حق لها لكي تمنحها غطاءً لتراجعها الكامل هذا، مستفيدة من صاحبة كرم في هذا السياق حيث سبق وأن مددت نيابة عن الشعب الفلسطيني لرئيسها المنتهية ولايته وفق القرانين الأوسلوية ذاتها!
لن نتوقف أمام ما يطلقون عليه المفاوضات غير المباشرة، والتي لا نعرف كنهها، هل هي ستدار بوسيط أم ستدور عبر الهاتف أو على صفحات "الفيس بوك"، أم هي فحسب ستفتقد هذه المرة إلى التقاط الصور التذكارية؟!!
كل ما يمكن معرفته فحسب أنها بعض كرم تسووي عربي، أو بالأحرى تصفوي، هو أشبه بالمكافأة لنتنياهو على إتمام تهويده للحرم الإبراهيمي ومسجد بلال، وسيره الحثيث الصريح لفعل المثيل بالحرم القدسي الشريف، وفي خلاصته إعطاء نتنياهو فرصة أربعة أشهر، ليضرب عصفورين بحجرها، هما، تهويد ما تبقى مما لم يهوّد بعد من المحتل من الأرض العربية الفلسطينية، وتمرير مسألة ضم تلك المقدسات الإسلامية لتراثه اليهودي المزعوم، بالإضافة إلى عصفور ثالث هو مواجهة ما يخشاه من ما قد يهدد إسرائيل ولو بشيء من العزلة إثر ما كنا وصفناه في مقال سابق بحفلة القتل الموسادية متعددة الجنسيات، التي اتخذ نتنياهو شخصياً قرارها لترتكبها وحدة "كيدون" في دبي، عندما اغتالت المناضل الفلسطيني محمود المبحوح، بتغطية وتحت ستار من مختلف جوازات السفر الغربية!
... ومن حقنا أن نتسائل، هل هذه المفاوضات، تعيدنا إلى سابق ما سبق غزو العراق، بمعنى هل هي بعض من غطاء مطلوب من العرب في سياق التهيئة لحرب وشيكة أو مضمرة ضد بؤر المقاومة وباقي قلاع الممانعة لديهم؟!
المهم أن أمريكا رحبت بالكرم العربي، ونتنياهو الذي يقول أن "رقصة التانغو يلزمها اثنان في الشرق الأوسط، ولكن يمكن أن يؤديها ثلاثة"، والآن هو في انتظار الراقص الثالث ميتشل، فرحب ب"نضوج العرب"!!!
لسنا في حاجة إلى الكلام عن ما تعنيه فلسطين في ضمير ووجدان الأمة العربية والإسلامية، ولا لكونها بوصلة نهوض العرب وخروجهم من هذا الزمن الرديء المنحدر الذي تعيشه أمتهم، ولا عن الحراك المائر المنتقل رويداً رويداً من تحت سطح الركود الوهمي إلى حيث العيان، وننتقل إلى الحراك الإقليمي والدولي، الذي يعبر عن ما وصفناه سابقاً بالتحولات والمعطيات الاستراتيجية الإقليمية والدولية الجديدة، ونأخذ هنا الأمثلة التالية:
في تقريره أمام لجنة الأمن في الكنيست يحذر رئيس وحدة الأبحاث في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية من التحولات والمخاطر الكامنة وراء تعاظم روح المجابهة لدى جبهة المحور المقاوم والممانع في بلادنا والمنطقة... وإسرائيل بكاملها تعرب يومياً، ولأول مرة، عن خوفها من الإقدام على شن حروب درجت على شنها وقامت عليها، لأنها لم تعد تضمن نتائجها، ويكشف جدلها الداخلي الراهن عن تعاظم القلق الوجودي المزمن لديها، وهذا لتعاظم ما يمكن وصفه بتوازن الرعب، أو الردع المقاوم، الذي بدا يتشكل في المنطقة... ولعل هذا الخوف والقلق هو واحد من دوافع كثيرة تتعلق بالاستهدافات المعروفة للاستراتيجية الصهيونية، يتجلى في هذا التسريع المحموم لعملية التهويد الجارية، أو التعويض عن تلك الحروب غير مضمونة النتائج!
... وإقليمياً، نكتفي بالإشارة إلى قول وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو، بأن بلاده تسعى "من أجل وضع استراتيجيات للعلاقة مع كافة الدول خلال الأعوام العشرين المقبلة... سنقيم دارنا بأنفسنا، ولن نقبل هيمنة من خارج المنطقة"... تلى هذا استدعاء أنقرة للسفير التركي في واشنطن للتشاور تعبيراً عن احتجاجها وغضبها، لأن الكونغرس وصف مأساة الأرمن أواخر العهد العثماني ب"الإبادة"!
كما لا ننسى الإشارة إلى آخر تداعيات آخر تجليات التجاذب الخطر، أو هذه المواجهة الإيرانية الغربية المحتدمة حول برنامج طهران النووي، والذي تتراكم فيه النقاط لصالح تمسك العناد الإيراني بحقه المشروع وفق قوانين ومواثيق وكالة الطاقة الدولية، وحيث هبطت مؤشرات حدة التهديدات الغربية لإيران بالويل والثبور إلى مستوى نشدان الحلول إن لم نقل استجدائها.
... ودولياً، تكفينا أيضاً، الإشارة إلى أننا لأول مرة نسمع ضابطاً صينياً كبيراً في جيش التحرير الشعبي، وأستاذ في جامعة الدفاع الصينية، يدعو للإطاحة "ببطل العالم" الأمريكي، ويقول في كتاب جديد له حول "الحلم الصيني":
"إن هدف الصين الكبير في القرن الواحد والعشرين هو أن تصبح الرقم واحد في العالم... القوة العليا"، وحيث يتحدث عن حتمية الصدام بين بيكين وواشنطن، يقول، إنما "هي منافسة على الزعامة، صراع حول من يسقط ومن يصعد للهيمنة على العالم... على الصين أن تعد نفسها لأن تصبح قبطان السفينة"!
أوليس من مفارقات هذا الانحدار الرسمي العربي، أنه وفي ظل مثل هذه التحولات والمتغيرات الاستراتيجية، على الصعد العربية والإقليمية والدولية، أن تصدر الجامعة، التي يبدو أن مجتمعيها هم في وادٍ آخر، فتواها النقيضة لكل ما تؤمن به الأمة العربية... تسهيلاً لتآمر الولايات المتحدة، أو "بطل العالم"، الذي بدأت فعلاً عملية الإطاحة به كونياً، حتى قبل مطالبة الجنرال الصيني... تآمره لتصفية قضيتهم التي من المفترض أنها المركزية في فلسطين؟!
سؤال مستحق، لكنما قد يكون من العبث وهذا هو راهن الواقع الرسمي العربي، أن يسال عنه الأمين العام لجامعة الدول العربية  فور فروغه من قراءة بيان مجلس وزراء خارجيتها في دورته الثالثة والثلاثين بعد المائة... الفتوى!!!

اعدامات في مدينتي «بيرجند» و«كرمان» الايرانيتين


عدد الاعدامات يبلغ 440 شخصاً منذ بداية العام الايراني الجاري
في يوم السبت 27 شباط/ فبراير الجاري أعدم نظام الملالي الحاكم في إيران 8 سجناء شنقاً بهدف خلق مزيد من أجواء الرعب والخوف و ايقاف اتساع نطاق الانتفاضة العارمة للشعب الايراني. واعدم 5 من هؤلاء وهم «روح الله خ» و«سعيد م» و«شكر الله ن» و«فريدون ن» و«ذبيح الله خ» في مدينة كرمان (جنوب شرقي ايران) واعدم 3 آخرين في مدينة بيرجند (جنوب شرقي ايران) بتهمة قتلهم عددا من رجال الشرطة.
وبذلك وعلى اساس الاحصائية المعلنة في وسائل الاعلام التابعة لنظام الملالي الحاكم في ايران بلغ عدد الاعدامات 440 شخصاً منذ بداية العام الجاري الايراني اي اقل من عام. ولكن يتجاوز العدد الحقيقي للإعدامات على ذلك ولم تشمل هذه الاحصائية الاعدامات الخفية أو الاعدامات التي لم تعلن عنها وسائل الاعلام الحكومية أو اولئك الذين قتلوا في الشوارع على يد قوات القمع. وقد قامت الفاشية الدينية الحاكمة في ايران بإعدام العديد من السجناء السياسيين خلال السنوات الماضية بحجة تجارة المخدرات وتحت غطاء سجناء عاديين.
ان المقاومة الايرانية تدعو جميع الجهات الدولية والمنظمات المدافعة عن حقوق الانسان خاصة المفوضة السامية للأمم المتحدة في حقوق الإنسان والمقررين الخاصين للاعتقالات العشوائية والإعدام الى ادانة عقوبة الإعدام الوحشية مطالبة باتخاذ خطوات عاجلة وملزمة لإيقاف هذه العملية الاجرامية.
أمانة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية- باريس

من حماية إلى حصار ... ثم ماذا ..؟


المحامي سيف الدين احمد العراقي
عجبا لما يحدث في هذا العالم من مفارقات ..! ولكن لما هذا العجب فكل شيء وارد في عصر الملالي
فلا تعجب إن قالوا إن الشمس ستشرق من الغرب وتغرب من الشرق ...! ولا تعجب إذا قالوا إن المهدي قد أجل ظهوره لشدة بطش الشيطان الأكبر أمريكا ..! ولا تعجب إذا قالوا لا وجوب لمقاومة الاستكبار في الوقت الحاضر كل شيء جائز في قاموس الولي السفيه القابع في قم!
عجباً لعالم ينشد الحرية وأناس يتضرعون لله إن يفرج لهم باب الحرية على حصار أمام أعين البشر ..! أي إنصاف هذا في حصار وصل إلى حد منع إطعام المرضى وعلاجهم ..! وفقدان الدواء والوقود ووو.. إلا إن يصل هذا الحصار إلى الحرب النفسية فهذه هي الكارثة بعينها ..!
أي أنصاف دولي عندما تستخدم مكبرات الصوت قي تهديد المحاصرين ... أي صورة سوداء هذه ..؟ كيف يمكن إن يبدل السجان رسمي بشيطان رسمي أليس هؤلاء الذين يحاصرون اشرف شياطين الملالي .
وماذا بعد الحصار أي جريمة تنتظر هؤلاء الناس والمجتمع الدولي يقف متفرجاً..؟؟

واقع المرأة العربية بين الدين والعولمة


زهير الخويلدي
" من لا تدافع عن نفسها تنتهي إلى القعود أمام الموقد"[1]
استهلال:
ما يلفت الانتباه ويمكن ملاحظته في عصر العولمة هو إعادة تعريف الإنسان كرجل ومعاملته كرقم رياضي ومادة معدة للاستعمال وما يحدث هو سحب النساء بقوة إلى أماكن عمل ليست مؤهلة لها وإجبارهن على إتباع أساليب معيشية تغير قيم حياتهن وتقلبها رأسا على عقب. إن العولمة مارست قوة تأثير كبيرة على عوالم الحياة والعمل بالنسبة إلى النساء، وان اتجاهات التصنيع وزحف الثورة الرقمية ومتطلبات العيش المشطة كثيرا ما كانت متعارضة مع آمال المرأة وتطلعاتها.
الإشكال الذي يطرح هاهنا هو التالي: هل أن خروج المرأة إلى العمل في زمن العولمة هو دفعة قوية نحو التحرير أم أنه عمل قسري أوقعها في الاغتراب والعبودية الجديدة؟ هل تطالب المرأة بالمساواة والحرية أم بالكرامة والحقوق؟ وما الحل للخروج من هذه المفارقة : "تحترم النساء من جهة ككاسبات للنقود ومن جهة أخرى يحتقرن لأنهن خرقن القواعد والأخلاق"؟ ألا ينبغي أن نميز بين المرأة العاملة والمرأة المائعة؟ ألا يحمي العمل المستقر واللائق المرأة أبد الدهر؟ هل أسندت العولمة الراحة للرجال والعمل للنساء؟ كيف نقضي على الفوارق بين الجنسين في التشغيل؟ وهل يمكن أن تساعدنا الأديان وخصوصا الإسلام على رسم صورة جميلة للمرأة؟ من هو أفضل صديق للمرأة؟ هل هو المجتمع أم الدولة؟ هل هو القانون أم الدين؟ كيف ارتبط تحرير المرأة في الإسلام بتجديد النظر الفقهي إلى الإنسان وتحريك مسألة الاجتهاد والتأويل العلمي؟ وما السبيل إلى إنهاء كافة أشكال التمييز ضد النساء وتتحقق المساواة الكاملة التي لا تتجزأ؟ هل النسوية حركة حقوقية أم حركة سياسية؟ وهل هي معطى طبيعي أم مسألة ثقافية؟ وما سر تعرض الحركات النسوية للهجوم من قبل الحركات اليسارية والجماعات الدينية على السواء؟
ما نراهن عليه هو تفادي التفاوت والتمييز والتوظيف بالنسبة لقضية المرأة والعمل على تغيير الذهنيات وتحقيق الثورة الثقافية بتحقيق الاعتراف التام بالمساواة والكرامة للجنسين.
1-    وضعية المرأة في زمن العولمة:
"ليست العولمة بالنسبة للنساء في كل أنحاء العالم عملية تجريدية على مسرح مرتفع، انها حاضرة وملموسة"[2].
 لقد تبين بالكاشف أن العولمة زادت من أشكال اللامساواة والتفاوت بين الرجل والمرأة، فالسوق المالية العالمية هي رجالية وبيضاء ولم يقتحمها سوى ثلة من النساء، كما أن الأعمال الشاقة والقذرة مثل النسيج والتنظيف والطبخ والفلاحة والصناعة والرعاية والإدارة تقوم بها في معظمها المرأة وبأجور منخفضة وظروف عمل غير إنسانية.
تلخص الكاتبة الألمانية كريستا فيشتريش مأساة المرأة زمن العولمة كما يلي:
-         زيادة التشغيل الهش ضمن علاقات إنتاج منخفضة الأجر وتحولها إلى أداة للخدمة في جميع أنحاء العالم.
-         معايشة عالم استهلاك مفرط وعدم القدرة على تلبية الحاجيات.
-         تنامي الواجبات الاجتماعية والبحث عن هوية جديدة ضمن إطار اجتماعي تزداد فيه الفوارق
-         التعرض إلى أشكال من العنف المرتبط بالجنس وتزايد المنافسة والطلب عليهن من طرف الشركات.
-         استعمال جسد المرأة وصورتها في الدعاية والإشهار في ترويج وتسويق المنتجات الرأسمالية.
-         تشغيل المرأة يتم بشكل نمطي وفي أوقات الحاجة وحسب المزاج وتحرم من إجازات الحمل والولادة والأمومة.
-         عودة محافظة إلى الوراء بإسنادها الأدوار التقليدية والمطالبة بتكثيف الرقابة الأبوية.
ما تدفعه المرأة من ثمن هو ظروف عمل بائسة ورتيبة تفقدها الطاقة والصحة مع غياب الرعاية الاجتماعية وتتمتع بحقوق ضئيلة وأجر لا يضمن عيش كريم وتدخلها في تبعية جديدة وابتزاز المؤجر.
إن ما يطلبه السوق العالمية من المرأة هو فقط أن تكون "رخيصة ونشطة ومرنة" لكي تحصل على مركز عمل في قطاع الخدمات ولكن الغرض الحقيقي هو انجاز خطة تكاملية نيوليبرالية تكسب النساء ككتلة سوق لا غير وتسطو على مكانتها القديمة وتقوم بتحويلها السريع نحو عالم الإنتاج والتبادل والاستهلاك.  
إن العولمة تقذف بالمرأة إلى الخارج وبسرعة دون ضمانات وبلا رحمة ولا شفقة والمهم هو الاستفادة منها وتوظيفها في جعل الاقتصاد يزدهر والاستمتاع بمحاسنها في أروقة عروض الأزياء بدل الاكتفاء بدورها التقليدي وتحميلها مسؤولية اجتماعية والمحافظة على قيمتها ضمن ملامحها التربوية القديمة.
إن "المرأة المعولمة" تبحث عن هوية جديدة لها ضمن عالم ذكوري أشد ضراوة وتستخدم كاحتياطي متحفز بالنسبة إلى منطق رأسمال وتتجاذبها آليات الإنتاج والاستعراض والترويج والاستهلاك. لقد عاد التقسيم القديم في العمل بين مهن للرجال ومهن للنساء ولكن ضمن منظور معولم جديد حيث تقوم المرأة بكل شيء ويجلس الرجل في مقعد الإشراف واتخاذ القرار بالطرد التعسفي وحصاد المحصول وجني الأرباح والمتع. لقد ارتفعت نسب تشغيل النساء في المصانع ومراكز التركيب والتوظيف إلى معدلات ضخمة ووجدت مهن نموذجية للنساء ونظر إليهن كجهاز تسخين نمو الاقتصاد إلى درجة أن البعض بدأ يتحدث عن تأنيث التشغيل لكونهن يمتلكن أصابع حاذقة.
الغريب أن دخول المرأة إلى العمل في المصنع جعل رأس المال خفيف الحركة أكثر من ذي قبل لأن قوى الإنتاج هن شابات مرنات نشيطات ومطيعات صبورات مستعدات لقبول أي أجر والقيام بساعات عمل إضافية ولا يكترثن بالإنهاك والتعب وينتظرن حصة الاستقلال وزمن الراحة بعيدا عن العائلة والذي أحدث لديهن "تحولا ثقافيا كبيرا". كل ذلك يحدث والمرأة لا تقدر أن تتحول إلى معيلة للعائلة بل تكتفي فقط بجلب دخلا إضافيا لا يسد الرمق وذلك لأن الأجر الذي تتقاضاه لم يبارح الحد الأدنى. تعاني المرأة من الحط من الكرامة وذلك عن طريق الاستقطاع من الأجر والشتم عند الخطأ المهني والطرد التعسفي والإجراءات التأديبية في حالة تعرض موقع عملها إلى أزمة أو الإفلاس وغالب ما تجد نفسها كائنا غير مرغوب فيها وعبئا ثقيلا على المشغل أو المصنع. لقد وقع تفقير المرأة من الكرامة في سبيل إخراج المجتمع من حالة الفقر ولكن الرابح هو دوما شركات وهمية بارعة في الاحتيال والمتاجرة بآلام النساء.
"هكذا تتحول النساء إلى عاملات مؤقتات أو ثانويات لأسواق بعيدة دون حقوق"[3]. فهل ترضى الشرائع والأديان بهذا الجرم الذي اقترفته العولمة بحق النساء؟
2- المرأة والمساواة في الإسلام:
" يا فاطمة أحسني سلوكك لأن مكرماتك هي التي تشفع لك عند الله وأن أبك لا يغني عنك من الله شيئا"[4]
يعتقد البعض خطآ ،ذكورا وإناثا، أن القول بالمساواة بين الجنسين يؤدي إلى الإخلال بقواعد الإيمان وأن الانتماء إلى الإسلام على أي جهة كانت لا يؤدي بالضرورة إلى تبني خيار المساواة وينطلق أصحاب هذا الرأي من فكرة خاطئة عن نظرة الأديان إلى المرأة ويستندون إلى تصورات تقليدية من الإسلام تقلل من دور الأنثى وتجعله في مكانة منقوصة بالمقارنة مع الذكر. وهذا كله جهل في جهل لأن التعامل المستنير مع الإسلام والنظر إليه بتبصر وعقلانية يؤدي إلى استنتاج معاكس ويفضى إلى القول بأن مكانة المرأة مرموقة في حضارة اقرأ ودورها طليعي وحيوي وعلاقتها بالرجل هي علاقة ندية سوية وتشاركية تفاعلية. إن النساء شقائق الرجال في الإسلام وتركيز البعض على نصيب الضعف في الميراث ومسألة القوامة يحتاج إلى تدبر وتأويل. لاسيما وأن حقوق النساء بما في ذلك المساواة جزء من حقوق الإنسان في الإسلام. ماهي المسلمات الذهنية عن الناس في حضارة اقرأ التي دفعتهم إلى تبني نظرة نفعية أداتية للمرأة؟ ما سبب تشكل الصورة الزائفة للإسلام عن المرأة؟ هل أن السبب هو التقاليد الفلسفية الماورائية الموروثة عن الإغريق والشرقيين أم أن الفتاوي الفقهية الظنية والتآويل الحرفية هي التي تقف وراء ذلك؟ كيف السبيل إلى نحت صورة ايجابية مساواتية في الإسلام؟
إن العودة إلى كتاب الثعالبي روح التحرر في القرآن تمكننا من الرد على هذه الإشكاليات والإقرار بأن استبعاد النساء وتحريم الظهور بين العموم على النساء واشتراط وضع ستار على الجسد باسم تجنب ارتكاب الفواحش وهتك الأخلاق قد كانت له أسوأ العواقب وأشد النتائج العكسية مثل التبديد وسوء التدبير عند الرجال والحرمان من الجمال والحصول على نماذج من النساء قاصرات غير قادرات على التصرف في بعض المكاسب الذاتية مثل ما ترثه من ثروات ، يقول الثعالبي:" فهذه المرأة التي لم تعرف لأي شيء قط من الحياة، هل يمكنها أن تحسن التصرف؟ وهل يمكنها أن تعرف أي شيء عن العالم الخارجي؟ وهل يمكنها أن تدرك قيمة أو أهمية شيء ما؟"[5]
هكذا يدعو الثعالبي إلى تحرير "المرأة المسلمة" ويرفض الانزواء وشرط انفرادها بصحبة أحد المحارم ويحمل على منطق الوكالة والوصاية القانونية التي يمارسها عليها الرجل ويتناقض مع وجوب الستر والإخفاء والحجب تفاديا للفتنة والشذوذ وسوء الآداب ويربط ذلك بالكشف عن الوجه وحسن تربيتها وإعدادها إذ يصرح حول هذا الموضوع:"لو كان التعليم الإجباري واقعا مكتسبا لتمتعت المرأة بكامل حقوقها ولأدركت أنه لا وجود لأي نص يفرض عليها ستر وجهها ولا لأي نص يحكم عليها بالانزواء في بيتها كأنها في سجن ولعلمت أن من واجبها رعاية مصالحها ومصالح أبنائها والتفكير في مستقبلهم ومراقبة تعليمهم وتربيتهم وأنه من الضروري أن تتمتع بحقها في احتلال مكانتها في البيت وأن تأخذ نصيبها من حقها في الحياة ونور الشمس على قدم المساواة مع الرجل"[6].
يستدل الثعالبي على ذلك بأمور خمسة:
-         آيات الحجاب[7] تنطبق على نساء النبي وتفيد الاحتجاب عن الأنظار وليس ستر الوجه وبالنسبة إلى سائر النساء لا توجد أية آية تفرض عليهن الخروج محجبات.
-         عادة ذم المرأة وستر الوجه عند النساء دخيلة على العرب والمسلمين وقد جاءتهم من الفرس واليونان والروايات الشرقية المنقولة إليهم عن الأمم الغابرة.
-         الحالة البيولوجية والنفسية تعرف بعض التوتر عند الحمل والمحيض والنفاس وتستوجب الانزواء المؤقت والعناية بالذات تصديقا لقول الحبيب الكريم:"يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يرى منها إلا هذا" أي الوجه والكفين.
-         لا وجود لأي حكم شرعي يحرم على المرأة المسلمة إظهار وجهها بل انه يحل لها أن تظهر بين العموم وتشتغل شرط التزام العفة وحسن الهيئة وإظهار الزينة للزوج[8].
-         إجبار المرأة على التربية والتعليم وسيلة حاسمة لتثقيفها وتوعيتها وشرط كاف لتمكينها من سلاح تدافع به عن حقوقها وتنهض بواجباتها،لاسيما وأن "طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة".
النتائج التي انتهى إليها الشيخ الثعالبي تتمثل في ما يلي:" إن خلع ذلك الحجاب معناه تحرير المرأة المسلمة وإشهار الحرب على التعصب والجهالة ونشر أفكار التقدم والحضارة وصيانة المصالح العليا للأسرة والتراث العائلي."[9] ثم بعد ذلك يجوز أن تكون المرأة إمامة على المسلمين وآيته في ذلك قول الرسول عليه السلام:" أيها المؤمنون خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء".
 كما تطرق هذا المصلح الزيتوني إلى حرية المعتقد عند المرأة وإمكانية زواج الرجل بغير المسلمة  وذلك بقوله:" آية قرآنية[10] تبيح أيضا الزواج باليهوديات أو المسيحيات دون أن ينجر عن ذلك الزواج إرغامهن لا فحسب على الارتداد عن دينهن واعتناق دين أزواجهن بل أيضا على عدم ممارسة واجباتهن الدينية. أضف إلى ذلك أن الرسول صلعم قد أمر المسلم في أحاديثه الشريفة باحترام ديانة زوجته ومساعدتها على إقامة شعائرها الدينية بكل حرية ومصاحبتها"[11] إلى أماكن العبادة إن اقتضى الأمر ذلك.
فهل يجوز لنا القول بأن الحجاب بالنسبة إلى المرأة هو مسألة شخصية وهو رمز ثقافي يرتبط بالهوية وليست له أية إيحاءات دينية؟ وألا ينبغي أن نرفض نزعه بالقوة وفرضه بالقوة كما يحدث اليوم؟ وهل من المشروع التأويل بأن الإسلام ينتصر إلى فكرة المساواة الاجتماعية والقانونية بين الذكر والأنثى في إطار التكامل والتساكن القائم بينهما؟ إلى أي مدى يكون مشروع قيام حركة نسوية إسلامية أمرا ممكنا؟
يؤكد خليل عبد الكريم هذه الفكرة بقوله:"إن المرأة مخلوق سوى كالرجل لها كافة الجوانب مثله تماما: العاطفية الوجدانية والعقلية والنفسية والروحية..الخ، ومن حقها أن تعيش حياتها كالرجل مع مراعاة الفروق البيولوجية بينهما ولا يتصور أن مجتمعا يخالف ذلك يكون مجتمعا صحيحا"[12].
ينتصر شيخ الأزهر الأحمر إلى الرأي التجديدي في الإسلام الذي يمكن المرأة من أن تتمتع بكامل حقوقها ويركز على الزواج والعبادة والتفقه في الدين ويبحث في تجويد النظرة إليها وإعطائها مكانة تليق بها في المجتمع مما يساعدها على أداء وظيفتها على أحسن وجه بخلاف التفسير التقليدي الذي يحط من شأنها. يرفع الإسلام عن المرأة كل أشكال الضغوطات والتحرشات ويخفف عنها التكاليف وييسر لها أركان الدين ويمنحها حقوق وحريات في إطار آداب العشرة مع زوجها تبدأ بأخذ رأيها في الزوج بحرية تامة وحقها في رؤية خطيبها قبل عقد القران وتعرج على شرعية مقابلتها و ضيافتها للرجل في غياب زوجها وتنتهي بحقها في الاعتراض على طريقة مباشرة زوجها لها وطلب الطلاق وفصم عروة الزوجية إن كرهت الارتباط به ووجدت عنده عنة.
إن المرأة في الإسلام موضع تبجيل واحترام يصل إلى حد تمتعها بحق الدلال وإظهار الحسن والجمال ولكنها في الآن نفسه تقف جنبا إلى جنب مع الرجل في طلب العلم وفي ممارسة العمل وفي زمن الحرب والدفاع عن الأوطان ووقت السلم وتنمية المجتمعات وترافقه في السراء والضراء.
إن الأخطاء التي وقع فيها المفسرون والتي جعلتهم يشكلون صورة دونية عن المرأة في الإسلام هي:
-         المماثلة بين وضع المرأة بالنسبة للرجل ووضع العبد المملوك بالنسبة إلى سيده.
-         المشاكلة بين نساء الدنيا ونساء الجنة كما يرسمهن القرآن والأحاديث في صورة حسية ودنيوية.
-         الحكم عليها من منظور المجتمع البطريوركي ومكانتها من جهة منظومة القرابة بمركز السلطة .
فمتى نتوقف عن اعتبار وظيفة المرأة هو مجرد إرضاء رغبات الزوج وخدمة أولي الأمر في المجتمع ؟ وألا ينبغي أن نؤهلها لكي تكون قادرة على الرفض والمقاومة وزعزعة أركان التصورات التقليدية والمجتمع البطريوركي؟
هناك فرق شاسع بين تكريم المرأة في النصوص الأصلية ومنزلتها في عهد التأسيس وفي التجربة النبوية وبين تحقير المرأة من طرف بعض الفقهاء والتقليديين ووضعها القانوني والاجتماعي المتدني في عصور الانحطاط وينتهي خليل عبد الكريم إلى القول:"إن الإسلام ليس مسؤولا عن تلك غير الصحيحة التي تشكلت عبر مصادر لم تستمد منه مباشرة، حتى الكتب التي يؤلفها مسلمون يوصفون بالحماس لدينهم فإن ما تحفل به لا يكون بالضرورة ملزما للإسلام أو حجة عليه، لأننا نعتقد أن مشكلة المرأة في الوطن العربي هي جزء من مشكلة هذا الوطن كله والذي يتناول مشكلة المرأة بالحديث أو حتى بالبحث والتمحيص لا يكون في تناوله بعيدا عن الأزمات التي تحيط بهذا الوطن حتى وان حاول أن يبدو موضوعيا أو محايدا"[13].
خاتمة:
"القرآن يحرر المرأة فيتحدث عن الوضع المتدني للمرأة في الجاهلية وكيف نهض بها القرآن فاعترف بإنسانيتها. وأنها ليست مجرد أنثى، ولكن إنسان لها كالرجل- حقوق وعليها واجبات فهي بهذا تتساوى معه في التكاليف والثواب والعقاب، كما أن الآية الفريدة [والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض. يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله] تفتح آفاق المجتمع، والعمل فيه أمام المرأة كالرجل سواء بسواء"[14].
مجمل القول أن الإسلام يدعو إلى احترام خلقة الطبيعة وسنن الكون ويدعو الى الاحتشام والعفة وينفي وجود صراع وجودي في التكوين بين الذكر والأنثى لأنهما ينتميان إلى النوع البشري ولكنه يلعن الفجور و تشبه الرجال بالنساء وتشبه النساء بالرجال ويجعل العلاقة بين الرجل والمرأة علاقة تكاملية تعادلية لاسيما وأنه سكن لها وهي سكن له ويعطي للمرأة كامل حقوقها بشكل متساو مع الرجل وخاصة الحياة والحرية والملكية والمسؤولية القانونية وإدارة الأعمال. لكن العولمة وما حملته من مآسي أثرت على وضعية المرأة تأثيرا كبيرا وجعلتها تتساوى أو تفوق الرجل في المعاناة ومعايشة أوضاع بائسة على مستوى الأجر والحقوق المدنية مثل الرعاية والسكن والتنقل. ألم يقل الرسول عليه السلام:"الجنة تحت أقدام الأمهات" وذكر في المأثور أن المرأة نصف المجتمع إن أعددتها إعدادا حسنا فكأنك أعددت جيلا كاملا.
 اللافت للنظر أن خروج المرأة للعمل ضاعف العبء الذي ينبغي أن تتحمله وزادها مشقة جديدة إلى جانب مشقة تدبير شؤون المنزل والعناية بتربية الأطفال وهو ما عقد وضعية العائلة ودفع الرجل إلى تقاسم هذا الانشغال معها دون أن يوفق هو في الداخل وأن تحقق هي انجازات كبيرة في الخارج. وما نلاحظه أن وجه المرأة العربية يوحي بالتحديث ولكن ساقها مازالت غاطسة في وحل التقليد وأن هموم الوطن والأمة ومشاكل الاستبداد والاستعمار والفقر والمرض والبطالة تؤثر بشكل كبير في وضعيات النساء العربيات وتجعلهن يكابدن العديد من الصعوبات التي تمنعهن من الحلم بنيل ابسط الحقوق.
 إن مصادرة حقوق النساء يحدث عند العرب باسم الأولويات: أولوية التحرير والتنمية والديمقراطية وحتى عندما يقع تبني مطالب المجموعات النسوية فإن ذلك من أجل التوظيف السياسي والاستثمار كقوة بشرية في العملية الانتخابية ومن أجل تجميل المشاريع الإيديولوجية الفاشلة يمينا ويسارا.
 إن نضال المرأة في سبيل تمتعها بكامل حقوقها لا ينبغي أن يكون على حساب استضعاف الرجل والمس من حقوقه أيضا وإنما يقتضي احترام كرامته والتعامل معه كحبيب وشقيق وابن وزوج وأب وصديق.
إن الإنسان هو الذي يحدد ماهيته ومصيره وذلك بسبل اختياراته ونوعية أعماله وان المرأة هي ما تصنعه بنفسها ،فإن أرادت لنفسها الضرر والدونية تكون سببا للفساد وان سعت إلى الصلاح والنماء كانت مهجة الحياة وفردوس الوجود المشرق على الدوام وأم الإنسان معمر الكون والمستخلف في الأرض. فهل ينبغي تأهيل النساء من أجل الاندماج مع المحيط الخارجي أم يجب تأهيل الرجال من أجل الاعتراف بالمساواة والمشاركة الوجودية مع النساء؟ ألا ينبغي أن تتأسس حركة نسوية إسلامية من أجل عولمة بديلة تعمل على إنهاء كل أشكال التمييز والعنف والاستغلال؟ كيف يتحول خروج المرأة إلى قوة تغيير للمجتمع؟
فلنعمل معا في سبيل تخليص الذهنيات من النظرة الدونية إلى المرأة ولنفسح لها المجال حتى تساهم في التقدم والسمو بالوطن والإنسانية إلى أعلى مراتب المجد والتحضر.
المراجع:
خليل عبد الكريم، الإسلام بين الدولة الدينية والدولة المدنية، نحو فكر إسلامي جديد، دار مصر المحروسة، القاهرة 2004.
جمال البنا، المرأة المسلمة بين تحرير القرآن وتقييد الفقهاء، عن موقع دعوة الإحياء الإسلامي في القرن 21.
كريستا فيشتريش، المرأة والعولمة، ترجمة سالمة صالح، منشورات الجمل، كولونيا- بيروت،2002.
عبد العزيز الثعالبي، روح التحرر في القرآن، ترجمة حمادي الساحلي، دار الغرب الإسلامي، الطبعة الأولى 1985.
كاتب فلسفي



 [1]  كريستا فيشتريش، المرأة والعولمة، ترجمة سالمة صالح، منشورات الجمل، كولونيا،2002. ص.45.
[2]  كريستا فيشتريش، المرأة والعولمة، ص.6.
[3]  كريستا فيشتريش، المرأة والعولمة، ترجمة سالمة صالح، منشورات الجمل، كولونيا،2002. ص35.
[4]  حديث للرسول صلعم رواه الطبري في التفسير ج9، ص119.
[5]  عبد العزيز الثعالبي، روح التحرر في القرآن، ترجمة حمادي الساحلي، دار الغرب الإسلامي، الطبعة الأولى 1985.ص32
[6]  عبد العزيز الثعالبي، روح التحرر في القرآن،.ص32.
[7]  الآية 53 من سورة الأحزاب
[8]  الآية 31 من سورة النور
[9]  عبد العزيز الثعالبي، روح التحرر في القرآن،.ص24.
[10]  الآية 5 من سورة المائدة
[11]  عبد العزيز الثعالبي، روح التحرر في القرآن،.ص101,
[12]  خليل عبد الكريم، الإسلام بين الدولة الدينية والدولة المدنية، نحو فكر إسلامي جديد،، دار مصر المحروسة، القاهرة 2004. ص232.
[13]  خليل عبد الكريم، الإسلام بين الدولة الدينية والدولة المدنية، نحو فكر إسلامي جديد،. ص195.
[14]  جمال البنا، المرأة المسلمة بين تحرير القرآن وتقييد الفقهاء، عن موقع دعوة الإحياء الإسلامي في القرن 21