الأحد، 7 مارس 2010

المفاوضات العربية العبثية الى أين ؟


النفطي حولة القلم الحر:
تبادلت وكالات االأنباء العربية والعالمية  يوم الاربعاء 3 آذار – مارس 2010 خبر ما يسمى باللجنة العربية المسؤولة عما يسمى بمبادرة السلام المزعوم التي اجتمعت في القاهرة و أقرت السماح بالرجوع للمفاوضات الغير مباشرة مع العدو الصهيوني . وما يثيرالاستغراب هو اجتماع هذه اللجنة في ظل تزايد العدوان والاعتداءات على الفلسطينيين في مدينة القدس وانتهاك المقدسات الاسلامية بتدنيس القطعان الصهاينة للمسجد الابراهيمي بمدينة الخليل والمسجد الأقصى .
حيث تتوافق الرجعية العربية بينها وبين العدو وتهرول للاجتماع في القاهرة في ظل ممارسة العدو لعملية السطوالممنهج على التراث العربي الاسلامي وضمه عنوة للتاريخ اليهودي المشوه والمزور كما يجري الآن لمسجد بلال ابن رباح في بيت لحم ولمسجد الخليل الابراهيمي. فتجتمع هذه اللجنة بتزكية من الأنظمة العربية الرجعية التي تتسابق نحوالتطبيع مع العدوفي ظل مواصلة هذا الأخيرلسياسة الميز العنصري والتطهير العرقي  داخل الخط الأخضر وخارجه كطرد العديد من السكان العرب وتشريد أبنائهم وأهاليهم واحكام الحصار على أهلنا في غزة وأمام تزايد بناء المستوطنات .
واذا رجعنا  قليلا الى الوراء الى ما قبل  تشكيل حكومة الاحتلال الصهيوني برئاسة الارهابي ناتنياهو لوجدنا أن الرئيس الفلسطيني  محمود عباس كان ولا يزال يصر  على المفاوضات وكأنها أصبحت غاية بالنسبة له ليثبت شرعيته في سلطته  الوهمية .
فأول ما بادرهذا الأخير هو ربط المفاوضات بسياسة الاستيطان حيث عبر عن رفضه لاعادة التفاوض في ظل مواصلة سياسة الاستيطان . لكن العدو الصهيوني وكعادته تمسك ببرنامجه الاستيطاني ضاربا عرض الحائط بشروط عباس ولجنته التفاوضية بل ذهب أبعد من ذلك حينما أعلن عن مشروعه في بناء المئات من المستوطنات في رأس العمود بالقدس الشرقية .
وأمام اصرار  العدو الصهيوني على ذلك أصبح عباس لا يطالب برفض الاستيطان رفضا قطعيا بل بتجميده مرحليا حتى تعود المفاوضات حسب زعمه الى حيث توقفت .
وهكذا أعطي الضوء الأخضرأمريكيا لهذه اللجنة حتى تجتمع وتصبح مفاوضات عباس تعمل تحت مظلة الرجعية العربية وبغطاء عربي وتستأنف السلطة الوطنية عملها في اطار خطة دايتون الأمريكية فتدر عليها الدول المانحة بالأموال اللازمة لمواصلة فرض سلطتها الاستبدادية على رقاب شعبنا في ظل استشراء فسادها المالي والأخلاقي ومحاولة القضاء على القوى الوطنية الفلسطينية المقاومة لمشروع الاحتلال الصهيوني.
فعن أي مفاوضات  أو مسارات تبحث هذه الجنة العربية  ومن ورائها عباس ؟ فهل التزم  العدو الصهيوني حتى بالحد الأدنى في كل المحطات التفاوضية هذا اذا  افترضنا جدلا العمل  وفق الأجندة الدولية للاتفاقيات المبرمة والمعاهدات الممضات ؟
فماذا بقي  من خريطة الطريق التي مزقها العدو  الصهيوني قبل أن يجف حبرها في البيت  الأبيض ؟  وماذا بقي من أوسلو  أصلا غير مراقبة البوابات والحواجز والأنفاق التي انتدبت من أجلها سلطة عباس أولا ونظام مبارك أولا وثانيا و فريق دايتون ثالثا الذي  يسهر على حفظ الأمن الصهيوني ؟ وماذا يعني الجدار الفولاذي بين غزة ومصرالذي اوكلت مهمته للنظام المصري العميل غير احكام الحصار وغلق المعابر لتطويق الشعب وقواه الممانعة؟.
اذا عن أي مفاوضات  تتحدث هذه اللجنة؟ 
 فلماذا  لم تجتمع هذه اللجنة ومن  ورائها الأنظمة العربية الرجعية  في قمة طارئة ولو شكلية كما  جربناها سابقا لاسماع صوتها ولوفي شكل تنديد بما يحصل من انتهاكات للمقدسات العريبية والاسلامية وتهديد برفض التطبيع شكلا ومضمونا ؟
ألا يعد ما تقوم به العصابات الارهابية والقطعان الصهاينة خرقا للقوانين الدولية في الاعتداء على المقدسات الدينية والعبث بالتراث العربي الاسلامي ؟
ان ماقامت به العصابات الصهيونية وما تقوم به في القدس والخليل والضفة والقطاع  هي جرائم حرب ضد الانسانية سبق  وأن فضحتها القرارات الدولية التي بقيت حبرا على ورق وآخرها تقرير قولدتستون الشهير الذي أكد أن عدوان غزة الأخير هو جرائم حرب ضد الانسانية .
اذا فعن أي مفاوضات تتحدث هذه اللجنة العربية  ؟
تبقى فرضية  واحدة  لا بديل عنها هي أنها مفاوضات عربية عبثية تزكي مشروع التطبيع مع العدو في اطار ما يسمى بخيارالسلام الاستراتيجي المزعوم .
ونحن نزعم أن الرد الجدلي والطبيعي على ذلك يكمن في شعار الثورة العربية الناصرية : لاصلح ولا اعتراف ولا تفاوض وأنه ما افتك بالقوة لايسترد بغير القوة في اطار خيار المقاومة الخيار الاستراتيجي الوحيد والممكن شعبيا وجماهيريا  بديلا وحيدا عن سياسة الاستسلام والتطبيع  للأنظمة العربية الرجعية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق